بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعجزات والأفضلية
بين النبي محمد وسائر الأنبياء
وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية
(الفصل الرابع والعشرون)
#-
فهرس:
:: الفصل الرابع والعشرون :: ج13/ مسائل ختامية عن أفضلية الأنبياء وعلو
مقاماتهم ::
1- س37: هل إبراهيم النبي أعلى مقاما من النبي محمد لأنه خليل الله
وخير البرية والنبي محمد مأمور باتباعه بل وطلب النبي محمد أن يُصلى عليه مثل
إبراهيم ؟
#- أولا: هل كان النبي إبراهيم خليل الله والنبي محمد ليس خليل الله بل حبيب كحال باقي الأنبياء ؟
#- أولا: هل كان النبي إبراهيم خليل الله والنبي محمد ليس خليل الله
بل حبيب فقط ؟
@- هل تعلم أن سيدنا محمد حبيب
الله وخليل الله في مقام لم يبلغه أحد من الأنبياء والرسل ؟
#- ثانيا: أما عن حديث أن النبي إبراهيم خير البرية.
#- ثالثا: هل أمر الله النبي محمد باتباع سيدنا إبراهيم
لكون إبراهيم أفضل منه ؟
#- رابعا: أما عن مسألة طلب النبي الصلاة عليه وعلى آله كما لإبراهيم وآله.
===============
:: الفصل الرابع والعشرون ::
================
..:: س37: هل إبراهيم النبي أعلى مقاما
من النبي محمد لأنه خليل الله وخير البرية والنبي محمد مأمور باتباعه بل وطلب
النبي محمد أن يُصلى عليه مثل إبراهيم ؟ ::..
- مما يتم تداوله من البعض على الإنترنت .. أن سيدنا إبراهيم عليه السلام
أعلى مقاما ومكانة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للآتي:
- لكونه خليل الله وهذا ليس للنبي محمد..
(وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125.
- لكون النبي محمد مأمور باتباعه .. (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء:125.
- ولكونه خير البرية كما جاء في الحديث.
- ولو لم يكن إبراهيم أعلى مقاما ومكانة من
النبي محمد ما كان النبي محمد طلب الصلاة عليه وعلى آله كما هي لإبراهيم وآل بيته.
(انتهى ملخص كلامهم - وهو
مجموع من مسائل مختلفة على الإنترنت).
#- لا غرابة في أن تأتي هذه المسائل من ملحد .. ولكن الغرابة أنها تأتي ممن يقول عن نفسه عنه
أنه مسلم .. ويجحد علو مقام النبي صلى الله عليه وسلم على الأنبياء والرسل .. (وإن
كنت أظن أنهم ليسوا مسلمين وإنما يختبئون خلف قناع أنهم مسلمين - ليفتنوا المؤمنين - والله أعلم) ..!!
- وإليك مناقشة ما قالوه ..
==========
#- أولا: هل كان النبي إبراهيم خليل الله والنبي محمد ليس خليل الله بل حبيب كحال باقي الأنبياء ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- النبي محمد هو خليل الله كما أن إبراهيم النبي خليل الله.
- أما عن قولهم أن سيدنا محمد حبيب الله وليس خليل الله
كما هو مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام .. فهذا كلام غير صحيح .. ليه ؟
- لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكم خليل الله) رواه مسلم .
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن الله قد اتخذني
خليلاً .. كما اتَّخذ إبراهيم خليلاً) رواه مسلم .
2- التعريف بالخليل ومقام الخُلّة.
أ- الخليل: هو الرسول القريب مقامه عند الله قربا خاصا لمحبة الله
له محبة خاصة.
ب- ومقام الخُلَّة: هو مقام من مقامات القرب الخاصة جدا بالمحبة
الإلهية الخاصة لبعض الرسل ..، ولا نعلم أحد نال هذا المقام إلا سيدنا إبراهيم
وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام.
ج- ولعل الخليل تم وصفه بذلك الوصف .. لأن قلبه لا يتخلله حب المؤانسة إلا مع الله ليلا
ونهار .. والله يخالل قلب خليله بالأسرار
والأنوار .. أي يكاشفه بما لم يحظى به غيره من عجائب ما خلقه ..، ويلهمهم من
المعرفة بالله جمالا وجلالا بقدرة تصرفه في الكون بما ليس لغيره هذا العطاء أي
يطلعهم على بعض قضاءه وقدره وحكمته في ذلك.
د- والخُلة لابد أن تكون مصحوبة بمحبة .. أي أولا المحبة
ثم الخلة ثانيا .. فالخلة يفهم منها القرب الشديد المقرون بأسرار خاصة تليق
بخصوصية القرب.
#- ومثال ذلك: أنت لا تحدث
أحد بأسرارك إلا لو أحببته واطمأننت له تماما .. ولذلك لا تكون الخلة صحيحة بين
اثنين إلا بوجود محبة أولا.
- ولذلك قال تعالى: (وَإِنْ
كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا
غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا) الإسراء:73 ..، أي لو خالفت
الوحي لاتخذوك حبيبا مقربا إليهم لك خصوصية مقام عندهم ويؤانسوك بأسرارهم الخاصة
لعظيم قربك إليهم.
#- ملحوظة: قد ذكر العلماء آراء كثيرة في مفهوم الخلة ..
وكثير منها غير مقبول من وجهة نظري لأنها توصيفات لصاحب مقام الخلة وليس معنى
للخلة .. ولذلك أعرضت عن ذكر ما قيل في ذلك .. واكتفيت بما ذكرته عن الخلة .. وهو
أنه من مقامات المحبة الإلهية الخاصة لبعض الرسل .. (وهذا عن رأي خاص بي وأحسبه يتوافق
مع النصوص).
#- ملحوظة أخرى: قد ذكر العلماء مقارنات بين الحبيب والخليل
.. لبيان أن الحبيب أعلى مقاما من الخليل .. وأتى البعض بآيات قارنوا فيها بين سيدنا
إبراهيم والنبي محمد وقد تكلفوا فيها تكلف غريب لبيان أن الحبيب أفضل من الخليل ..
في حين أن الخليل درجة ومنزلة ومقام خاص من مقامات الحبيب ..!!
@-
ولو أردت قراءة ما شابه هذه المقارنات بين
الحبيب والخليل .. فارجع لكتاب (معجزات النبي لابن كثير – فصل القول فيما أوتي
إبراهيم عليه السلام – وذكر مقارنة نقلها عن "الفقيه
أبو محمد عبد الله ابن حَامِدٍ")..، ولمزيد من تعريف لفظ الخليل
ومعانيه وكذلك مقارنة بين الخليل والحبيب فارجع لكتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفى –
فصل تفضيله بالمحبة والخلة – وذكر مقارنة نقلها عن أبي بكر بن فورك).
3- ولعل سبب وصف النبي إبراهيم والنبي محمد بكونهما خليلا الله ..
- وذلك لأن كلاهما سعى وطلب ليعرف من هو خالقه فخلا
قلبهما من طلب غيره أو الإلتفات لمعرفة سواه .. فخالل الله قلبهما بأسراره وكاشفهما
بأنوار جماله وجلاله ..، بخلاف باقي الأنبياء والرسل تم منحهم النبوة أو الرسالة اصطفاءا
لهم وليس سعيا منهم.
#- ملحوظة: قد سبق بيان مفهوم المكاشفة بالأنوار والأسرار .. منذ
قليل.
4- النبي محمد والنبي إبراهيم ليسوا سواء في مقام الخُّلة.
- كل مقام وله درجاته ومنازله .. فإذا كان كلاهما اشتركا في مقام الخلة .. إلا
أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علا بدرجته علي النبي إبراهيم في مقام الخلة ..
إذ أن في المعراج كان المقام الإبراهيمي في السماء السابعة هو نهاية مقامه .. وكان
المقام المحمدي إلى ما بعد سدرة المنتهى حتى العرش محاطا بنور كماله.
- وكذلك دليل علو خلة النبي محمد على خلة
إبراهيم .. هو أن إبراهيم قد أعطاه في كلامه في صحف ..
ولكن الله أعطى النبي محمد كلامه في قلبه ليتم كتابته من قلب النبي روحا مكتوبة
أبد الأبدين.
- وإذا كان الله اتخذ إبراهيم خليلا .. فقد جعل الله من النبي الأمي خاتمة الخلة ..
ولا خليل بعده لأنه لن يكون خليلا فوقه في هذا المقام .. لأنه خاتم النبوة وخاتم
مقامات أهل الكمال وهو أعلى درجة ومنزلة في مقام الخلة والمحبة .. وليست لغيره.
- والله أعلم.
========
#- ثانيا: أما عن حديث أن النبي إبراهيم خير البرية.
- جاء في (حديث صحيح) .. عن أنس بن مالك قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ) صحيح البخاري ومسلم.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- وهذا الحديث صحيح
فعلا .. ولكن دعني أوضح لك ما غاب عنك:
1- لم يقل النبي محمد صلى الله عليه
وسلم أن خير البرية وصف خاص بإبراهيم عليه السلام فقط .. وإنما أراد ان يثبت حقيقة
لإبراهيم عليه السلام .. ولذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم ينهى الرجل عن أن
يصفه بهذا الوصف .. بل أخبره بأن هذا الوصف أحق من يذكر به هو إبراهيم عليه السلام
.. وذلك تواضعا من النبي صلى الله عليه وسلم.
- ولذلك قال الإمام النووي رحمه الله: هذا محمول على التواضع .. وإلا
فالنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفضل الخلق .. لقوله - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (أنا سيد ولد آدم). (تهذيب الأسماء واللغات ج1 ص100).
-
إذن: النبي لم ينفي هذا الوصف عن نفسه وهو وصف
خير البرية .. ولم ينهى الرجل في أن يقول هذا الوصف فيه.
2- وصف خير البرية ذكره رب العالمين
لجميع الصالحين من الناس والجن .. إذ قال جل شانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) البينة:7.
- فهذا وصف خاص بكل مؤمن صالح .. تشريفا له من الله.
3- وصف سيدنا إبراهيم بأنه خير
البرية .. فهذا من باب أنه أبو الأنبياء عليه السلام .. فكان خير
البرية لأنه أبو خير البرية كلهم .. فكانت الخيرية في إبراهيم باعتبار كونه أبو
أفضل خلق الله في الوجود وهم الأنبياء وأعظهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- فكان وصف إبراهيم بكونه خير البرية .. هذا من حيث أنه أبو الأنبياء
وأصحاب الرسالات .. وليس المقصد بكونه خير البرية من حيث المقامات والدرجات ..
فافهم .. (هذا رأيي الخاص
- والله اعلم).
#- ولذلك قال النبي: أنا سيد ولد آدم ولا فخر .. والسيادة لا تكون
أمام الله إلا للأفضل عند الله والأعلى مقاما ومكانة ودرجة .. وبالتالي فالنبي
محمد صلى الله عليه وسلم هو خير البرية فعلا من حيث كونه سيد أهل المقامات
والدرجات العلا .. ويوجد مقام في الجنة لا يكون إلا لشخص واحد .. وهو للنبي صلى
الله عليه وسلم.
#- وأخيرا ملاحظة هامة:
- هذا الحديث يكشف أنه لا غلو في مدح أحد الأنبياء
بأوصاف جمالية تدل على علو مقامه .. وإلا كان النبي محمد نهى عن ذلك ..
- فانتبه لتلك الجزئية جيدا.
========
#- ثالثا: هل أمر الله النبي محمد باتباع سيدنا إبراهيم لكون إبراهيم أفضل منه ؟
- من الأمور التي ذكرها البعض هو قوله: ان النبي محمد مأمور باتباع إبراهيم عليه
السلام .. كما في قوله (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النساء:125..، وبالتالي فهو تابعا لإبراهيم .. والمتبوع
أفضل من التابع كما هو معلوم .. فيكون ذلك دليلا على أفضلية إبراهيم على النبي
محمد .
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- من العيب أن يكتب أحد هذا الكلام ويستدل بكلام الله
دون أن يعقله .. إذ أن الله لم يامر النبي محمد باتباع إبراهيم عليه السلام ..!!
- بل الله قال: (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النساء:125..، فالإتباع
هنا خاص بملة إبراهيم وليس لإبراهيم.
- والملة: لا تقال في القرآن لعقيدة صحيحة إلا لو نسبت لنبي .. مثل ملة إبراهيم .. ولا تقال
لغير النبي إلا لو كانت ملة مخلوطا بأهواء وأباطيل أي تم تحريفها .. ولذلك قال
تعالى في اليهود والنصارى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ
وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة:120..، والملة
هنا هي ما جائهم عن أحبارهم ورهبانهم مصحوبا بانحرافاتهم وأهوائهم وضلالهم.. أي "حتى
تتبع دين أحبارهم ورهبانهم الذي ابتدعوه".
- ولذلك ملة اليهود والنصارى وقت بعثة النبي محمد لم تكن على ملة إبراهيم
.. وفي ذلك قال جل شأنه: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا
أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ) البقرة:135.
2- ومما سبق تعرف لماذا أمر الله سيدنا محمد باتباع ملة إبراهيم التي عرفها
الله له .. وهو التوحيد الخالص .. وذلك للدلالة
على أنه متبع ملة الحق الثابتة على التوحيد الحق .. ليعلم الجميع قوة ما يتم
تبليغه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- إذن: إتباع ملة إبراهيم هو اتباع للتوحيد الحق ..
من كل نبي ورسول .. وهذا هو كان سبب عجز اليهود والنصارى من مجادلة النبي محمد صلى
الله عليه وسلم .. لأنه سيطالبهم بملة إبراهيم التي كان عليها موسى وعيسى وكل الأنبياء
والمرسلين.
- فاتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو اتباع لملة
إبراهيم .. وليس لإبراهيم لأنه لم يرى إبراهيم ولا يعرف صحف إبراهيم الذي أنزلت
عليه .. وإنما القرآن يثبت أن اتباع النبي محمد ملة إبراهيم هو تحقيق لعقيدة
التوحيد الكامل الحق الذي لا شبهة فيه.. ولذلك أمر الله النبي محمد أن يقول: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الانعام:161.
- فانتبه يا مؤمن لما ذكرته لك وكن بصير.
#- ملحوظة هامة: اتباع النبي محمد لملة إبراهيم خلاف اتباعنا
نحن للنبي محمد في قول الله تعالى: (قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران:31 .. فهذا ليس اتباع ملة فقط .. بل اتباع
ملة ودين وسلوك أي عقيدة وشريعة وسلوك النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن الإتباع
هنا اتباع عن معاينة ومتابعة وصحبة ولقاء وتلقين.. وهذا بالنسبة لصحابته.
- وبالنسبة لنا .. نحن مأمورين باتباع النبي محمد صلى الله عليه
وسلم بالرغم من عدم رؤيتنا له .. لأن منهجه لن يحدث فيه تغيير ولا تحريف ولا تزوير
.. لأن الله تكفل بحفظه ليوم القيامة.
3- وأخيرا من ناحية اخرى .. فالنبي
إبراهيم وكل الأنبياء والرسل مأمورين باتباع النبي محمد ملة ودينا وسلوكا .. بنص القرآن .. إذ قال جل شانه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا
مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ) آل عمران:81-82.
- ولما كان النبي الأمي سيدنا محمد هو النبي الخاتم ..
فقد كان جميعهم مأمورين باتباعه إن ظهر في زمانهم واتباعهم مطالبون باتباعه .. وأخذ
عليهم الميثاق بوجود الإيمان به ونصرته هم ومن يتبعوهم ولذلك ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل
التي حرفها اليهود والنصارى ليمحوا اسمه منها حقد وحسدا منهم.
- ومما سبق يتبين لكل ذي عقل .. من هو التابع والمتبوع والأعلى فضلا وكرامة حينئذ
.. فكن بصير يا مؤمن.
==========
#- رابعا: أما
عن مسألة طلب النبي الصلاة عليه وعلى آله كما لإبراهيم وآله.
- كان مما ذكره البعض .. أنه لو لم يكن إبراهيم أعلى مقاما ومكانة من
النبي محمد ما كان النبي محمد طلب الصلاة عليه وعلى آله كما هي لإبراهيم وآل بيته.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- ما علاقة طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أمته بالصلاة
والبركة عليه .. كما صلى الله على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك عليهم .. بكون
إبراهيم أعلى مقاما ومنزلة من النبي محمد ؟!!
- فهل هو طلب مثلية عطاء أم مثلية مقام ؟
- أكيد مثلية عطاء مشابه لما أعطاه الله لإبراهيم .. مع اختلاف قدر العطاء
باختلاف مقام كل منهما .. إذ أن الصلاة والبركة من الله وإن كانت هي عطاءات من
الله .. إلا أن كل مقام وله عطاءه الخاص.
#- ومثال التشابة في وصف العطاء دون المقام:
- كما قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ
رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) المزمل 15 ..
- وقوله (كما أرسلنا): الكاف للتشبيه بصفة الإرسال وليس
بمقام الرسول .. ومن المعلوم أن مقام النبي صلى الله عليه وسلم أعلى من مقام سيدنا
موسى عليه السلام .. وإن تشابها في صفة الرسولية .. !!
- وقال تعالى: (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) القصص 77 ..
- وبالتأكيد لن يكون إحسان النبي مشابها
لإحسان الله إليه .. وإنما هو مشابهة في فضيلة الإحسان .. وليس في قدر الإحسان ..
!!
@- إذن: حينما نقول (اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم)
فهذا معناه .. اللهم نسألك بكل اسم هو لك أن
تتجلى على النبي وآله بفضيلة الصلاة التي تليق به وبآل بيته .. كما تجليت على
إبراهيم بفضيلة الصلاة التي تليق به وبأهل بيته.
2- لاحظ شيء مهم: أن الصلاة على ابراهيم جاءت
بصيغة الماضي (كما صليت) .. الصلاة على ابراهيم كانت في
حال حياته .. ولم يأت في الشرع ما يدل على استمرارية الصلاة عليه .. وإنما جاء ما
يشير إلى دوام السلام عليه (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الصافات 109 .. !!
#- ولكن في حق سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم .. قد جاءت الصلاة عليه بصيغة الفعل المضارع (يصلون) .. للدلالة على الدوام
والاستمرارية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ) الأحزاب 56.
- وذلك حتى تعرف بأن مقام الصلاة على سيدنا محمد
يختلف تماما عن مقام الصلاة على سيدنا إبراهيم .. وإن تشابها في صفة الصلاة .. إلا
أنهما اختلفا في ديمومية فضل الصلاة على النبي نتيجة علو مقام النبي محمد صلى الله عليه
وسلم.
- فَتَبَايَن الفضل .. بين من حدثت له الصلاة عليه في
حياته .. وبين من هو موصول بدوام الصلاة عليه في حياته ومماته إلى يوم لقاءه.. أي
إلى يوم لقاء الله.
- فأبصر يا مؤمن.
3- وأخيرا نقول: لو كان النبي إبراهيم أعلى في المقام من
النبي محمد .. ما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعا دعوتين وأخر الثالثة ليوم
القيامة وقت الشفاعة التي كل الخلق سيحتاجونه فيها حتى إبراهيم عليه السلام .. إذ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي
.. اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي .. وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ
الْخَلْقُ كُلُّهُمْ .. حَتَّى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
صحيح مسلم.
#- وخلاصة القول:
- نحن نحب إبراهيم عليه السلام .. ونقر بما فضله الله واختصه به ولا ننكره
.. ولكن إذا كان سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء .. فسيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم هو سيد الرسل والأنبياء بما فيهم أبو الأنبياء .. بما فضل الله به
بعضهم على بعض ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويختص برحمته من يريد.
- والله أعلم.
اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد .. كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم .. وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد .. كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم .. في العالمين إنك حميد مجيد ..
ردحذفرفع الله قدرك واعلى مقامك استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
ردحذفالتعريف بالخليل ومقام الخُلّة:
ردحذفأ- الخليل: هو الرسول القريب مقامه عند الله قرباً خاصاً لمحبة الله له محبة خاصة.
ب- ومقام الخُلّة: هو مقام من مقامات القرب الخاصة جداً بالمحبة الإلهية الخاصة لبعض الرسل .. ولا نعلم أحد نال هذا المقام إلا سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام.
اللهمَّ صلِّ على سَيِّدِنَا مُحمَّـدٍ قَلْبِ القُرْآنِ ، ومَدينَةِ العِرفَانِ ، وسَبيلِ الرَّحمَنِ ومَنْزِلِ الرِّضْوَانِ ، وسَاحَةِ الغُفرَانِ ، ومَغيثِ اللَّهفَانِ ، وقَاهِرِ الشَّيطَانِ .. فالمَوْصُولُ به نالَ الأمْنَ والأَمَانَ ، والرَّحمَةَ والغُفرَانَ بِكَرامَةِ ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .. وعلى آله وسَلِّم تَسْلِيمَاً تَامَاً كَامِلاً مُبَارَكَاً فِيهِ ، وارزُقنَا صِدقَ الاِتِّبَاعِ وجنِّبْنَا الاِبتِدَاعَ واجعَلنَا به مَوصُولِين في الدُّنيَا وَيَومَ
#أ.خالد ابو عوف
جزاك الله كل خير أ.خالد وزادك من فضله يارب العالمين.
ردحذف...................................................
🌱خلاصة القول🌱..
نحن نحب سيدنا إبراهيم عليه السلام ..
ونقر بما فضله الله واختصه به ولا ننكره ..
ولكن إذا كان سيدنا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء .. فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الرسل والأنبياء بما فيهم أبو الأنبياء .. بما فضل الله بعضهم على بعض..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ويختص برحمته من يريد .
- والله أعلم .
أ. خالد أبو عوف.
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
اللهم صل على سيدنا محمد أبد الأبد مادام المدد وعلى آله وسلم.
🌹🌹
ردحذفحين خرج نبي الله موسى عليه السلام مع قومه من مصر، وقفوا أمام البحر والعدو خلفهم.
ارتبك القوم وقالوا:
"إنا لمدركون."
لكن موسى، بثقة المؤمن، أجاب:
"كلا إن معي ربي سيهدين."
فانشق البحر وصار طريقًا للنجاة.
🕊️ العبرة:
الثقة بالله في أصعب اللحظات تفتح لك أبوابًا لم تخطر لك على بال.
🌹منقول🌹
#تربيتة_حانية
ردحذفلن ينسى الله تعبك وجهدك ومحاولاتك، لن تضيع طيبتك وابتسامتك للحزين ومراعاة شعور غيرك، كل خير ومعروف فعلته وجبر خاطر صنعته ومضيت في طريقك، سيعود إليك ولو فقدت أملك، سيفرج الله همك الذي أثقل كاهلك، سيزول عنك حزنك الذي طال في صدرك، لا تنطفئ الله يعلم تفاصيلك..🍃🥀
#-ثق بربك#ـ
🌱منقول🌱