السبت، 18 أكتوبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج3: رسالة النبي ابراهيم وطلب اليقين من الله - هل محتمل أن إبراهيم لم يكن نبيا حينما قال (رب أرني كيف تحي الموتى) - لماذا قال الله لإبراهيم (أولم تؤمن) ولم يقل له "أولم تؤمن بي" - لماذا سأل الله إبراهيم قائلا (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حول قوله تعالى (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

ونظرات وتأملات حول مطلب إبراهيم عليه السلام

(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)

(الفصل الثالث)

لم يكن إبراهيم نبيا حينما قال (رب أرني كيف تحي الموتى) - لماذا سأل الله إبراهيم (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن

#- فهرس:

:: الفصل الثالث :: هل محتمل أن إبراهيم لم يكن نبيا حينما قال (رب أرني كيف تحي الموتى) ::

1- س4: كيف فهمت أن إبراهيم عليه السلام لم يكن نبيا حين قال لربه: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ؟

- (تفسير مما جاء بخاطري حول هذه الآية).

2- س5: لماذا قال الله لإبراهيم (أولم تؤمن) ولم يقل له "أولم تؤمن بي" ؟

3- س6: لماذا سأل الله إبراهيم قائلا (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن ؟ - (ما الغرض من هذا الإستفهام ؟).

================

:: الفصل الثالث ::

================

 

..:: س4: كيف فهمت أن إبراهيم عليه السلام لم يكن نبيا حين قال لربه: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ؟ ::..  

(تفسير مما جاء بخاطري حول هذه الآية)

 

- ما أذكره هنا .. هو مما جال بخاطري عن قصة إبراهيم عليه السلام حول هذه الآية كما كان في الآيات التي أتت في سورة الأنعام حول رؤيته لفلك السماء .. وتستطيع أن تقول أن ما سأذكره هنا هو تفسير أو فهم للآية من وجهة نظر أخرى .. وذلك باعتبار أن إبراهيم لم يكن نبيا رسولا أثناء قوله (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى) .. بخلاف كثير من المفسرين يتعاملون في تفسير الآية باعتبار أن إبراهيم كان نبيا رسولا حين تفسيرهم لهذه الآية.  

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قال تعالى: (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام 75 - 79.

 

- لو انتبهت للآيات السابقة .. كما قلنا في الفصل السابق .. أن إبراهيم أدرك يقينا أن للكون ربا خالقا لهذا الوجود ولا شريك له .. ولكنه لم يعرف من هو هذا الرب بدليل أنه قال (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) .. فلم يقل "وجهت وجهي لله" .. لأنه لم يكن يعرف حقيقة اسم هذا الرب خالق الوجود .. ولكن الآيات السابقة تخبرنا وقد فهمت منها أن الحقيقة التي وصل إليها إبراهيم في ذلك الوقت .. هي أن للكون ربا خالقه .. وهذا الخالق ليس من جنس الموجودات لأنه لابد أن يكون خالق الموجودات وقيوم على السموات والأرض.

 

- ولذلك نجد في آية أخرى .. يحدث حوار بين إبراهيم وربه .. وفي هذا الحوار إبراهيم يطلب من ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى .. والسبب من وراء ذلك هو ليطمئن قلبه ..!!

 

- ويحكي لنا الله هذا المشهد فيقول جل شأنه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة:260.

 

@- وهنا تسائلت فقلت: طالما إبراهيم آمن بربه يقينا بدليل أنه قال يقينا: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:79.

- إذن: مسألة الشك عند إبراهيم لا وجود لها أصلا .. وقت طلب إبراهيم كيفية إحياء الموتى من ربه .. وهنا يظهر ثلاثة مسائل:

 

أ- ما المقصود حينئذ بطلب إبراهيم عليه السلام من ربه ؟

 

ب- وما علاقة اطمئنان القلب بالموضوع طالما هو مؤمن حقا ؟

 

ج- ولماذا قال له ربه (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن يقينا .. إذ لو لم يكن مؤمن يقينا ما كان الله أجاب طلبه الذي طلبه .. بل وما كان الله كلم إبراهيم أصلا ..!!

 

#- إذن: كيف نحل هذه المسائل ؟!!

 

- الحقيقة قد توقفت أمام هذه الآية متفكرا .. حتى خطر ببالي ما وجدت فيه راحة قلبية .. وهو ما يعتبر مدخلا للإجابة على المسائل السابقة فيما بعد .. فأقول والله ولي التوفيق:

 

#- هناك جزئيتين في الآية لعل البعض لم ينتبه لهما ..

@- أولا: الجزئية الأولى:

- أن إبراهيم وقت هذا الحوار قد آمن فعلا بوجود رب هو فاطر أو خالق السموات والأرض كحقيقة يقينية لا شك فيها .. إذ أدرك هذه الحقيقة بعقله واطمئن لها قلبه حتى أصبحت عقيدته. (وهذه مسألة انتهت مناقشتها في نفسية إبراهيم ولا مجال لمناقشتها مرة أخرى فهذا معتقده ويقينه) .. وقد ناقشنا ذلك حين كان ينظر لفلك السماء.

 

@- ثانيا: الجزئية الثانية:  

1- من هو هذا الرب فاطر السموات والأرض ؟!

- ولذلك أجد في قوله (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ...) أن الله قد تجلى على إبراهيم وكلمه أنه هو ربه الذي يبحث عن معرفته .. ولذلك لم يكن إبراهيم حتى تلك اللحظة ليس نبيا .. وإنما الله يعرف إبراهيم أنه هو ربه الذي يبجث عن معرفته .. فحينما حدث هذا التجلي بالكلام مع إبراهيم .. فإبراهيم لم يظن سوءا ويسبق بالإتهام بأن الذي يخاطبه شيطان .. بل أحسن الظن وقال متأدبا: (رب أرني) .. مفترضا أنه ربه فعلا .. وطالما هو ربه فمن حقه أن يسأل ربه ما يشاء .. فتأدب في السؤال .. ليطمئن أن من يكلمه هو ربه خالق السموات والأرض .. (فالإطمئنان هنا ليس لشكه في وجود رب لأنه فعلا مؤمن بحقيقة أنه لا إله إلا خالق الوجود .. وإنما الإطمئنان ليتقين أن من يحدثه هو ربه فعلا) (لأن إبراهيم لم يكن نبيا حينئذ) - فخد بالك من الجزئية دي كويس) ..، وإنما كما يقال بداية تعارف .. وذلك كما حدث بين موسى وربه عند بداية اللقاء عند الشجرة .. وكان من البيان على أن من يكلمه هو ربه .. هو تحويل عصاه لحية تسعى.

 

2- فنفهم من ذلك أن سبب الحوار بين إبراهيم وربه في قوله (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ...) .. أن إبراهيم قد تم عرض النبوة عليه وأنه سيكون نبي الله إلى قومه .. ولعله أتاه ملك يخبره بذلك كجبريل أو لعله سمع صوتا يكلمه في نفسه بقوة "وهذا هو الظاهر" .. ومع ذلك فهذا أمر عجيب وغريب للإنسان أن يستقبله.

 

3- ومع ذلك لم ينبهر إبراهيم ولم يسعد ولم يطير قلبه فرحا بهذا التشريف .. لا .. بل ثبت وأراد التحقق أولا .. إذ ما يدريه أن من يكلمه في نفسه هو ربه فعلا .. والعقل يقول أن لكل حق حقيقة .. والواقع شاهد إثبات .. لأن الإنسان مادي وليس روحاني لتخاطبه بلغة روحانية دون إثبات من الواقع على صدق المتكلم .. فكيف لا يطلب بيان وبرهان ليطمئن أن من يحدثه هو ربه ؟!!

 

4- لذلك طلب إبراهيم عليه السلام برهانا بأدب .. فطلب خصوصية رؤية كيفية إحياء الموتى .. للدلالة على أن الخالق هو من يحدثه فعلا.

 

5- وهنا ننتبه إلى أن إبراهيم أراد أيضا الإطمئنان القلبي بدليل عقلي .. الذي لا يجعل للعقل محل تساؤل فيه بعد ذلك .. لأن إبراهيم يعلم أن الواقع شاهد إثبات حتى في الأمور الغيبية .. إذ ليس كل ما تسمعه أو تراه حقيقة .. وأيضا ليس كل ما خفي عنك هو باطل "كوجود الله والملائكة".

 

6- فقوله (بلى ولكن ليطمئن قلبي) حسب ما جال بخاطري وفهمته .. كأنه يقول: ليطمئن قلبي بك يارب أنك أنت هو من يحدثني.

 

- وكأن لسان حال إبراهيم يقول: يا ربي لكل حق حقيقة .. وحقيقة الخالق هي أن يعيد الخلق بعد موته .. أليس كذلك يارب ؟ فأرني يا خالق من بديع صنعك كيفية إحياء الموتى .. إذ أنت يارب تراني ولا أراك .. فاجعل للحق شاهد إثبات في الواقع لأتحقق به .. حتى يطمئن قلبي بأنك الخالق الذي يحدثني .. كما اطمئن قلبي بأن للوجود رب واحد لا شريك هو خالق السموات والأرض .. فاجعل لي منك برهان وشاهد إثبات في الواقع تمحو به كل شبهة في أنك الله الذي تحدثني.

 

- فكان ما سبق هو ما خطر ببالي .. في فهم مسألة طلب إبراهيم من ربه رؤية كيفية إحياء الموتى .. والله أعلم.

 

#- ملحوظة: أظن أن تكليم الله لإبراهيم إنما كان في نفسه من خلال مسامع القلب .. إذ لم يظهر أي واسطة في الآية حسب ظاهر الآية .. وهذا بخلاف تكليم الله لموسى إذ كلمه الله وسمعه موسى بأذن رأسه وليس فقط بمسامع قلبه .. والله أعلم.  

@- ملحوظة هامة جدا:

- بعد أن كتبت ما سبق وأثناء إعادة بحثي في كتب أهل العلم .. وجدت تفسير ذكره الإمام الفخر الرازي قد يكون قريب لما ذكرته فأحببت أن أذكره للإيناس به .. ولعل فيه ما يؤيد كلامي السابق أو يشبهه في الفكرة مع ظن الإمام الفخر الرازي أن الله كلم إبراهيم من خلال مَلَك .. ومن المثير للإهتمام أن يكون ما ذكره الإمام الفخر الرازي قد ذكره أيضا على سبيل خاطر قد خطر بباله.

 

@- ذكر الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ) بعد أن ذكر كلام أهل العلم .. فقال:

- ما خطر ببالي فقلت: لا شك أن الأمة كما يحتاجون في العلم بأن الرسول صادق في ادعاء الرسالة إلى معجز يظهر على يده ..، فكذلك الرسول عند وصول الملك إليه وإخباره إياه بأن الله بعثه رسولا .. يحتاج إلى معجز يظهر على يد ذلك الملك ليعلم الرسول أن ذلك الواصل ملك كريم لا شيطان رجيم.

- وإذا كان كذلك فلا يبعد أن يقال: إنه لما جاء المَلَك إلى إبراهيم وأخبره بأن الله تعالى بعثك رسولا إلى الخلق .. طلب المعجز فقال: رب أرني كيف تحي الموتى .. قال أولم تؤمن .. قال بلى ولكن ليطمئن قلبي على أن الآتي ملك كريم لا شيطان رجيم. (تفسير الفخر الرازي ج7 ص35 - مختصرا).

 

#- ثم وجدت في كتاب فتح الباري للإمام بن حجر المتوفى:852 هـ) عند تفسير حديث (نحن أولى بالشك من إبراهيم) ثم ذكر الآية (أولم تؤمن) .. فقال بن حجر:

- واختلف السلف في المراد بالشك هنا: فحمله بعضهم على ظاهره وقال كان ذلك قبل النبوة. ("ثم ذكر الإمام بن حجر بعد ذلك أقوال من اعتبروا أن الشك كان بعد النبوة" – راجع فتح الباري ج6 ص411).

 

- والشاهد مما سبق من نقل كلام العلماء .. هو أنه قد زادني اطمئنانا إلى ما جال بخاطري .. فاستبشرت خيرا بما خوطرت به في نفسي .. والحمد لله رب العالمين.

 

#- خلاصة القول:

1- أن إبراهيم عليه السلام حينما استشعر كلام ربه معه .. فأراد إبراهيم أن يطمئن أن من يكلمه هو فعلا خالق السموات والأرض .. وطالما أن الرب هو من يكلمه فهو الخالق .. وطالما هو الخالق فطلب منه إبراهيم أن يريه عجيب قدرته في إحياء الموتى كيف تكون.

 

2- سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى هذا المشهد (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ....) لم يكن نبيا رسولا .. بل في مرحلة الإصطفاء ليكون نبيا رسولا .. وكان ينقصه فقط هذا اليقين الأخير ليطمئن قلبه أن من يكلمه هو ربه فعلا.

- والله أعلم.

 

#- ملحوظة هامة:

- حينما أقول جاء في خاطري شيء وهو الإلقاء في النفس .. فهذا ليس تفسير عن محض هوى أو توهم فكرة .. وإنما هو ما يطرأ على العقل من فهم خاص .. ثم أطبقه على نص الآية هل يحتمله أم لا .. ولذلك أويده بدلائل علمية من النص ذاته أو من نصوص أخرى .. إذ لا أقبل ما لا شاهد إثبات عليه من النصوص أو العقل يؤيده بتوافق مع لفظ النص .. ولا يعارضه .. ولا يوجد ما يخالف هذا الفهم مع نصوص أخرى أو أصول الدين .. والله الموفق.  

 

*******************

..:: س5: لماذا قال الله لإبراهيم (أولم تؤمن) ولم يقل له "أولم تؤمن بي" ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- حينما لاحظت في الآية أن الله لم يقل لإبراهيم (أولم تؤمن "بي") .. فخطر ببالي سؤال وهو:  

- لماذا لم يقل الله لإبراهيم (أولم تؤمن بي) وقال (أولم تؤمن) ؟ إذ لو كان المقصد هو من الإستفهام هو إقرار إبراهيم على الإيمان بالله ومعرفته .. لكان قال الله (أولم تؤمن "بي") .. ؟!! ولكن هذا لم يحدث .

 

- فقلت: طالما أن الله لم يقل له (أولم تؤمن بي) .. بل قال (أولم تؤمن) .. فهذا يؤكد التفسير الذي ذهبت إليه .. أن إبراهيم كان يريد أن يتحقق من أن من يكلمه هو الله .. ولذلك الله كان يعلم حتى هذه اللحظة غياب هذا اليقين عن إبراهيم .. إذ أن إبراهيم كان عرف بأن للكون ربا واحد هو خالقه .. ولكنه لم يكن تعرف على هذا الإله .. وحينما أراد الله أن يعرفه بنفسه .. فطلب إبراهيم دليلا على أن من يحدثه هو الله خالق السموات والأرض.

 

- هذا والله أعلم.

 

**********************

 

..:: س6: لماذا سأل الله إبراهيم قائلا (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن ؟ ::..

(ما الغرض من هذا الإستفهام ؟)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- كان من الأسئلة التي خطرت ببالي سؤال هو: لماذا قال الله لإبراهيم (أولم تؤمن) وهو يعلم أنه مؤمن ؟

 

- فقلت: قول الله لإبراهيم: (أولم تؤمن) .. ليس لكونه لا يعلم ..، وإنما أراد الله إظهار إقرار إبراهيم بالإيمان .. ولذلك قال إبراهيم (بلى) أي مؤمن حقا .. فكان ذلك الإستفهام من رب العالمين لإقرار إبراهيم بالإيمان بأنه يشهد أن للكون خالق واحد لا إله غيره .. حتى لا نظن نحن المؤمنين أنه لم يكن مؤمن بوجود خالق واحد للسموات والأرض أو يوجد شك في إيمانه ..

- ولذلك وضع الله جل شأنه هذا الإستفهام التقريري لإظهار حقيقة ما بقلب إبراهيم عليه السلام أمام المؤمنين حينما طلب مطلبه هذا .. وذلك حتى لا نشك نحن في أنه حينما طلب هذا المطلب كان في داخله شك في إيمانه أنه لا إله إلا خالق السموات والأرض جل شأنه.

 

- هذا والله أعلم.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك تعليقان (2):

  1. الله الله الله ..
    من أمتع وابسط التفاسير التي يطمئن لها القلب فيما احتار العقل في فهمه في آيات قصة سيدنا ابراهيم ورحلة الإيمان ..

    على سيدنا ابراهيم السلام

    جميييل جدااا ترتيب قصة بحث سيدنا ابراهيم ليتعرف على خالق السموات والارض ثم ربه .. في كل موضوع يتجلى لي عظمة عقله وقلبه عليه السلام .. وترتيب احداث القصة يعلمنا ان لا نأخذ الاشياء بالمسلّم به دون ان نفكر ونبحث ونسأل .. فالسؤال بحد ذاته يمكن ان يورثك علما واسعا ومعرفة لا تتوقعها .. سبحانه يؤتي الحكمة من يشاء .. وعلى قدر النوايا تمنح العطايا ..

    بوركت استاذنا الفاضل وزادك الله من فضله الواسع .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم صلى على. محمد وآل محمد 🌹
    اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك 🌸
    يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا 🕊️

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف