بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
حول قوله تعالى (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
ونظرات وتأملات حول مطلب إبراهيم عليه السلام
(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)
(الفصل السابع)
#-
فهرس:
:: الفصل السابع :: ج2/ نظرات في قصة إبراهيم عليه السلام عن جزئية
طلبه من ربه رؤيته كيفية إحياء الموتى ::
1- س14: لماذا أجاب الله لإبراهيم
مطلبه في رؤية كيفية إحياء الموتى ؟ ولما لم يظهر لفظ استجابة الله لدعاء إبراهيم ؟
2- س15: ما الحكمة في أن يأمر
الله إبراهيم بأن يأخذ الطير دون غيره من الحيوانات ؟
3- س16: ما الحكمة
في مطلب الله أن يكون عدد الطيور هن أربعة من الطير ؟
4- س17: ماذا كان نوع
هذه الطيور التي ذبحها إبراهيم عليه السلام ؟
5- س18: ما الدليل على أن إبراهيم عليه السلام قد ذبح الطير إذا
كانت الآية لم تذكر ذلك ؟
#- أولا: هذا الرأي لا يصح عقلا ولا تفسيرا.
#- ثانيا: دليل
ذبح إبراهيم للطيور في الآية.
#- ثالثا: قال العلماء أن إبراهيم قد ذبح الطيور ووزعهن على الجبال.
================
:: الفصل السابع
::
================
..:: س14: لماذا أجاب الله لإبراهيم
مطلبه في رؤية كيفية إحياء الموتى ؟ ولما لم يظهر لفظ استجابة الله لدعاء إبراهيم
؟ ::..
#- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ
مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة:260.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لأن الله يعلم أن إبراهيم صادق في طلبه لمعرفة ربه وليس
لشهوة في نفسه .. وكان إبراهيم طلبه صحيح وفيه من الحكمة ما فيه .. وكان طلبه هو
خصوصية لا يستطيع فعلها إلا خالق الوجود فعلا ليطمئن أن من يكلمه هو خالق الوجود ..
- وكان سبب طلب إبراهيم ذلك هو طلب شاهد إثبات يتوافق مع طبيعته البشرية ليستطيع
الحكم عليها ببشريته.
- فإبراهيم التزم بأدب العقل .. فطلب هذا الطلب استبيانا
واستبصارا واستظهارا للحقيقة لتكون شاهد إثبات في الواقع .. بلا ملائكة ولا جن ولا
أحلام ولا خيالات .. أريد الواقعية يا رب التي تناسب بشريتي .. أريد برهان وشاهد
إثبات ليطمئن قلبي أن أنت الرب الإله الخالق الذي يحدثني.
- وكذلك إبراهيم قد التزم بأدب
القلب .. فلم يسيء الظن بمن يحدثه ويحاوره حتى يتبين
بالبرهان واليقين ما يطمئن به قلبه .. وكان صادق الهمة في طلب الحق .. ولكونه
مخلصا في طلب الحق وصادق في مطلبه .. فأيده الله بذلك.
2- مما جال بخاطري عن جزئية عدم ظهور لفظ (إجابة) مطلب إبراهيم:
- لو لاحظنا في الآية .. أن الله لم يقل لإبراهيم "فاستجاب له ربه وقال فخذ أربعة
من الطير ...".. لأن إجابة طلب إبراهيم هنا مفهومة بالبداهة
بدليل أن الله أمره أن يأخذ أربعة من الطير ... ثم أن الله لم ينكر عليه مطلبه ولم
يقل له (يا إبراهيم أعرض عن هذا) هود:76 ..، كما حدث مع إبراهيم
حينما دعا ربه ليؤخر العذاب على قوم لوط ويمهلهم.
- إذن: إجابة الله لمطلب إبراهيم هنا
مفهومة بالبداهة ..
- ولكن ما الدلالة وراء حذف استجابة مطلب إبراهيم وكان يمكن إثباته ؟
- أظن .. تم حذف ظهور لفظ الإجابة
للدلالة على علو مقام إبراهيم عند ربه بعد ذلك .. وأن له مقام الخلة التي يكون
فيها الكلام بين حبيب وحبيه .. على سبيل الأنس بينهما في المناجاة .. وأن ما كان يدور
بين الله وإبراهيم إما كان خصوصية مناجاة فريدة من نوعها.
- وكأن "من وراء حذف لفظ الإجابة"
.. الله يريد أن يخبرنا فيقول لنا: حتى وإن لم يطلب منا إبراهيم ما رجاه منا ..
لكنت أجبته إليه دون مطلب منه لأني أحببته.
- هذا ما جال بخاطري .. والله
أعلم.
********************
..:: س15: ما الحكمة في أن يأمر الله إبراهيم
بأن يأخذ الطير دون غيره من الحيوانات ؟ ::..
#- قال تعالى: (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ
اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) البقرة:260.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- حينما مررت على جزئية الطيور التي أتت في الآية .. تسائلت فقلت: لماذا طلب الله من إبراهيم أن
يأخذ طيرا وليس حيوانا مثلا كالماعز ؟
@- فقلت – والله أعلم:
#- حكمة اختيار الطيور على وجه الخصوص .. فيظهر لي حكمة ذلك في الآتي:
1- أن سبب اختيار الطيور .. هو تنوع الإبداع في ألوانها العجيبة والغريبة
التي تكون في ظاهر جسمها مع كثرة الإختلاف في أشكالها .. فيكون حين ذبحهن وخلط
أجزائهن ببعض .. ثم إعادة جمعهن لهيئتهن الأولى .. أعجب وأغرب لهذه الدقة العجيبة في
التمييز بين هذا وذاك .. والتفرقة بينهن ورد كل جزء إلى هيكله الأصلي ما يدل على
عجيب وإبداع قدرة الخالق .. ولا شك حينئذ أن الخالق فعلا هو من يكلم إبراهيم.
2- ولعل سبب اختيار الطيور أيضا .. أن هذه الطيور كان إبراهيم يربيها في منزله
"وهذا هو الأظهر لي" لأن الله قال له (فخذ) وأظن أن اللفظ يشير إلى ما كان
إبراهيم يملكه ويربيه في بيته .. وكأن الله يقول له فخذ من بيتك طيرا مما كنت
تربيه ..، وهذا رحمة من ربه إذ أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
- وإذا لم يكن يربيها .. فلعل الطيور في قرية إبراهيم كان
من السهل الحصول عليها من خلال شرائها أو اصطيادها .. فطلب الله منه أن يأتي بما
فيه يسر له.
3- ولعل سبب اختيار الطيور أيضا .. هو أن ذبح الطيور لا مشقة فيها وإرهاق
لإبراهيم .. بخلاف مثلا ذبح بعض الحيوانات كالماعز وغير ذلك .. والله أعلم.
*****************
..:: س16: ما الحكمة في مطلب الله أن
يكون عدد الطيور هن أربعة من الطير ؟ ::..
#- قال تعالى: (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ
اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) البقرة:260.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- تسائلت فقلت: ما الحكمة في كون الطيور هن
أربعة من الطير ؟
- فقلت:
#- حكمة اختيار العدد أربعة من الطيور .. فيظهر لي حكمة ذلك في الآتي:
1- لعل سبب أن الطيور أربعة ..
لوجود أربعة من الجبال في منطقة معينة كان إبراهيم يعرفها أو دائم الجلوس
فيها حينما كان يختلي بنفسه باحثا عن ربه خالق الكون .. وبالتالي فإن إبراهيم يعرف
هذا المكان جيدا ولا غموض فيه بالنسبة له .. إذ ليس في هذا المكان مثل هذه الطيور
التي أخذها وذبحها .. حتى لا يقول عقله لعل هذه الطيور أتت من هذا المكان لأنها
منتشرة فيه .. لا .. بل هو مكان لا وجود فيه لمثل ما أتى به من الطيور. والله
اعلم.
2- وقيل أن اتجاهات هذه الجبال كانت مختلفة في اتجاهات أربعة شرقا وغربا
وشمالا وجنوبا .. كما جاء في رواية عن ابن عباس وبعض التابعين .. وهذا لا مانع منه
ومحتمل .. ولكن لا دليل عليه وهو محض ظن.
- ولو افتراضنا أن هذه الجبال في اتجاهات أربعة شرقا وغربا
وشمالا وجنوبا .. فأظن حينئذ أن الحكمة من ذلك لها معنى بديع .. وهو وجود أجزاء
الطيور الأربعة الميتة والمقطعة الأجزاء على أربعة جبال في اتجاهات أربعة .. فهذا
حينئذ إشارة للدلالة على إحاطة قدرة الله بكل اتجاهات الحياة .. أي قدرته محيطة
بكل اتجاه في الكون فلا يعجزه شيء لأنه رب كل شيء.. ومهما كان وجود الميت في أي
مكان يا إبراهيم فسآتي به بكن فيكون .. إذ أن ربك هو المحيط بكل شيء ولا يحيط به
شيء. والله أعلم.
*******************
..::
س17: ماذا كان نوع هذه الطيور التي ذبحها
إبراهيم عليه السلام ؟ ::..
#- قال تعالى: (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ
اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا) البقرة:260.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وقد تسائلت فقلت: ماذا كان نوع هذه الطيور التي ذبحها إبراهيم
عليه السلام ؟
- فقلت:
1- أنواع هذه الطيور .. من العلم الذي لا ينفع ومن الجهل الذي لا
يضر لأنه لا إشارة له في الآيات أصلا.
- وإن كان يغلب على ظني .. أنه لو كان هذه الطيور مما اخذها إبراهيم من
بيته وكان يقوم بتربيتها .. فهي حينئذ ستكون طيور منزلية مثل البط والفراخ والأوز
والديوك والحمام .. وما شابه ذلك من تربية مثل هذه الطيور في منازل اهل الزمن
القديم .. ولازال في منازل الريف حتى الآن في كل بلد .. والله أعلم.
2- ويوجد كلام موجود في كتب التفاسير .. إذ يقول البعض كان الطير
من أربعة أنواع وهن: "طاووس وحمامة وديك وغراب" والبعض يستبدل الحمامة بالنسر
..، وممن نقل عنهم ذكر هذه الأنواع .. هم أربعة من التابعين ابن اسحاق ومجاهد وابن
جريج وابن زيد وأخذوها من اليهود كما يظهر من كلام بن اسحاق .. وبيان ذلك:
- (أثر تفسيري لا دليل عليه) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ: (أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ يَذْكُرُونَ أَنَّهُ
أَخَذَ: طَاوُوسًا، وَدِيكًا، وَغُرَابًا، وَحَمَامًا) رواه الطبري في
تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): يتضح
من الأثر أنه مأخوذ من بعض أهل الكتاب الأول ويقصد بهم اليهود .. بل والناقل عن
أهل الكتاب هو شخص مجهول ..!!
- (أثر تفسيري لا دليل عليه) .. عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: (الْأَرْبَعَةُ مِنَ الطَّيْرِ: الدِّيكُ، وَالطَّاوُوسُ،
وَالْغُرَابُ، وَالْحَمَامُ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وكما هو معلوم أن التابعي
مجاهد يأخذ أحيانا عن أهل الكتاب .. ولعله هو من اخذ عنه ابن أسحاق في الرواية
السابقة وذكره بلفظ "عن بعض أهل العلم".. والله أعلم.
- وكذلك ذكر الطبري في تفسيره كلام عن التابعي ابن زيد وابن جريج بنفس ما
قاله مجاهد وابن اسحاق .. وهذه أقوال لا دليل عليها .. مأخوذة عن أهل الكتاب
اليهود .. والله أعلم بصحتها.. ولكني بحثت لم أجد لها أثر في توراة اليهود ..!!
#- ولكني أرجح ما ذهبت إليه .. من كونها طيور منزلية كانت في بيت
إبراهيم يقوم بتربيتها .. أو لأسباب سبق وذكرتها في سبب اختيار الله لنوع الطيور
.. ولكن في الحقيقة يوجد سبب أيضا خلاف ما ذكرته .. ولكن أذكره إن شاء الله في
تكملة إشارات باقي الآية عند قوله (يأتينك سعيا)
.. والله الموفق.
- والله أعلم.
*********************
..:: س18: ما الدليل على أن إبراهيم عليه
السلام قد ذبح الطير إذا كانت الآية لم تذكر ذلك ؟ ::..
- من الأمور التي وجدتها في كتب
أهل العلم .. تفسير شاذ جدا قد ذكره الإمام الفخر الرازي عن أبي مسلم
الأصفهاني .. وملخص القول فيه أن إبراهيم لم يذبح الطير إذ لم تقول الآية بذلك ..
وإنما هو قام بتربيتهن ثم وضع كل واحدة منهن على جبل ثم نادى عليهن فأتين إليه سعيا
.. وكذلك في البعث والنشور سينادي الله على الموتى فيجتمعون ..!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الرأي المذكور سابقا .. هو رأي شاذ جدا ومخالف لإجماع المسلمين
تقريبا على مسألة أن إبراهيم أمره ربه بتقطيع الطير ليكشف له على حقيقة إحياء
الموتى ..
- وهذا الرأي الذي ذكره أبو مسلم .. لا يعقل ولا يمكن
قبوله .. ليه
؟
#- أولا: هذا الرأي لا يصح عقلا ولا تفسيرا.
1- لأنه بمنتهى البساطة يقال: بنفس هذا الرأي الشاذ جدا والباطل بكل تأكيد .. أن من يربي صقرا أو
كلبا .. فينادي عليه .. فيأتيه سعيا فهو بهذا قد ظهرت أمامه كرامة رؤية كيف يحيى
الله الموتى ..!!
- وكذلك من يربي طفلا وينادي عليه فيأتيه .. فهو بذلك
قد رأي كيف يحي الله الموتى ..!!
- وكذلك من يكن لديه روبوت بالذكاء الاصطناعي وينادي عليه فتأتيه
.. فهو بذلك قد رأي كرامة كيف يحي الله الموتى ..!!
- ما هذا السخف ..!!
2- بل من يعتقد هذا الرأي
الشاذ جدا والباطل فهو أكيد يعتقد الآتي:
- يعتقد أن الله طلب من إبراهيم أن يقوم بتربية أربعة كتاكيت
من الطيور ويدربها من خلال إطعامها .. ثم بعد فترة زمنية يضع كل طائر على مرتفع
عالي وينادي عليهن فيأتونه سعيا .. وهذا هو كيفية إحياء الموتى ..!!
- كيف يُقبل مثل هذا الكلام أن يقال في حق إبراهيم وفي حق الله .. وكأن
إبراهيم أصبح مربي طيور يصَوْصَوْ لها بصوته فتنتبه لصَوصَوته ..!! ثم يقال بعد
ذلك إن رب إبراهيم هو من أرشده لذلك ..!!
- بقي ده كلام حد يحترمه يا جماعة العقلاء
؟!!
- لا أظن.
3- ثم أن الله قال (فَصُرْهُنَّ
إِلَيْكَ) .. ولم يقل "فصرهن عندك" .. حتى يقال أنهن صاروا
عنده يقوم على تربيتهن ..!!
#- وسبق وذكرنا من أهل التفسير أنهم
قالوا: من معاني (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ): أي فاضممهن إليك .. يقال:
صاره يصوره ويصيره .. أي أماله وضمه إليه ...، ويقال أيضا: صار الشيء .. بمعنى
قطعه وفصله..، والمعنى: قال الله- تعالى- لإبراهيم: إذا أردت معرفة ما سألت عنه فخذ
أربعة من الطير فاضممهن إليك لتتأملهن .. وتعرف أشكالهن وهيئاتهن .. كيلا تلتبس
عليك بعد الإحياء ..، ثم اذبحهن وجزئهن أجزاء. (راجع التفسير الوسيط ج1 ص600-601).
#- ملحوظة: سبب قول العلماء أن
كلمة (فصُرهن) تحمل معنى
الضم الإمالة .. أو بمعنى التقطيع .. هو اختلاف القراءات القرآنية في ذلك .. فيوجد
قراءة قالت (فصُرهن) بضم الصاد .. وهي بمعنى الإمالة والضم إلى الشخص والمقصد بذلك
هو التفحص فيهن جيدا أو وضعهن في وضع يميل بهن جانبا من أجل الذبح ..، وقراءة قالت
(فصِرهن) بكسر الصاد وهي بمعنى التقطيع .. ولذلك
تجد العلماء يقولون في تفسيرهم أنه أمال إليه الطير ليتعرف عليهن ثم قام بذبحهن ..،
وذلك لأن العلماء يجمعون بين القرائتين .. لأن كلهما صحيح والمعاني متفقة .. فالقراءات
تكمل بعضها في المعنى ..، علما بأن بعض العلماء يجعل من الضم والكسر بمعنى يحمل
الوجهين وهما الإمالة والتقطيع .. فانتبه.
4- ويتبقى السؤال الأهم لأصحاب
هذا الرأي الشاذ: أين إجابة طلب إبراهيم من ربه في أن يرى ويشاهد كيفية
إحياء الله للموتى ؟!!
- هل بتربية الكتاكيت والمناداة عليها ؟!!
- فهذا ليس تفسير لكلام الله .. بل عدم
احترام للعقل في تفسير كلام الله ..!!
#- ثانيا: دليل ذبح إبراهيم للطيور في الآية.
1- أما عن دليل الذبح والقطع ..
فذلك من خلال قوله (اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ
مِنْهُنَّ جُزْءًا) ولو كان المقصد هو وضع الطير بذاته على الجبل ..
لقال الله "على كل جبل منهن طيرا" .. أما لفظ الجزء فقد أفاد تخصيص جزء
من بنيان الطائر لا يتأتَّى إلا بالذبح والتقطيع .. فأنت لو ذهبت لتشتري طيرا فلا
تقول لبائع الطيور أعطني جزء من الطيور .. فطبيعي سيسألك أي جزء تريد من جسمها .. ولن
يفهم البائع من لفظ (جزء) أنك تريد طيرا كاملا وهو حي .. !!
2- والآية فيها حذف معلوم بالبداهة
.. (فصرهن إليك) ..
"فاذبحهن وقطعهن" .. (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) .. وإلا فكيف سيضع
أجزاء الطيور على كل جبل بدون أن يذبحها ويقطعها ؟!!.
- ومثال آخر للحذف: كما في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)
البقرة:260 ..، والمقصد هو "يا"
(رب أرني) .. وتم حذف ياء النداء وهذا
يظهر من لفظ (رب) المحذوف الياء .. وذلك لأن لفظ (رب) منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة
من حرف (يا).
- ومثال آخر: كما في قوله تعالى: (واسأل القرية التي كنا فيها) يوسف:82 .. فالمقصد
هنا (واسأل) "أهل" (القرية
التي كنا فيها) لأنه يستحيل عقلاً سؤال الأماكن في القرية .. فكان
مفهوما ببداهة العقل أن المقصد هم أهل القرية.
- مثال أخير: كما قال تعالى: (فَقُلْنَا
اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)
البقرة:60 .. والمقصد هو (اضرب بعصاك الحجر)
"فضرب" (فانفجرت) .. وحذف لفظ (فضرب)
للدلالة عليه بالبداهة .. وإلا فما الذي جعل الحجر ينفجر بعيون الماء .. وكان لا
وجود لهذه العيون المائية من قبل ؟!!
#- ومن المعلوم: أن الحذف في القرآن من أدوات البلاغة
المنتشرة فيه.. وهو باب واسع جدا .. وكثير جدا.
#- ثالثا: قال العلماء أن إبراهيم قد ذبح الطيور ووزعهن على الجبال.
#- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):
- قوله (ثم اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ
مِنْهُنَّ جُزْءًا) يدل على التقطيع. (تفسير الفخر الرازي ج7 ص37).
- وقال رحمه الله: أجمع أهل التفسير على أن المراد
بالآية: قطعهن .. وأن إبراهيم قطع أعضاءها ولحومها وريشها ودماءها .. وخلط بعضها
على بعض. (تفسير الفخر الرازي ج7 ص37).
#- خلاصة القول:
- قد تتعدد الآراء .. ولكن من المهم أن يكون الرأي الآخر منتبها
للفظ الآية ومقصدها حتى لا يسبب فتنة بشذوذ رأيه.
- والله أعلم.

سبحان الله .. يبدو اني استعجلت في كتابة خواطري حول اسئلة دارت في ذهني وكتبتها في تعليقات الجزء السابق ههههههه
ردحذفلكن اكيد اين الثرى من الثريا
ودايما تغذي وتشبع فضولنا في العلم عقلا وقلبا وروحا
دمت لنا نورااا في طريقنا الى الله
آمين يارب العالمين
وعلى سيدنا ابراهيم السلام
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بالمزيد
ردحذف---------
حكمة اختيار العدد أربعة من الطيور .. فيظهر لي حكمة ذلك في الآتي:
1- لعل سبب أن الطيور أربعة .. لوجود أربعة من الجبال في منطقة معينة كان إبراهيم يعرفها أو دائم الجلوس فيها حينما كان يختلي بنفسه باحثا عن ربه خالق الكون .. وبالتالي فإن إبراهيم يعرف هذا المكان جيدا ولا غموض فيه بالنسبة له .. إذ ليس في هذا المكان مثل هذه الطيور التي أخذها وذبحها .. حتى لا يقول عقله لعل هذه الطيور أتت من هذا المكان لأنها منتشرة فيه .. لا .. بل هو مكان لا وجود فيه لمثل ما أتى به من الطيور. والله اعلم.
2- وقيل أن اتجاهات هذه الجبال كانت مختلفة في اتجاهات أربعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .. كما جاء في رواية عن ابن عباس وبعض التابعين .. وهذا لا مانع منه ومحتمل .. ولكن لا دليل عليه وهو محض ظن.
- ولو افتراضنا أن هذه الجبال في اتجاهات أربعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .. فأظن حينئذ أن الحكمة من ذلك لها معنى بديع .. وهو وجود أجزاء الطيور الأربعة الميتة والمقطعة الأجزاء على أربعة جبال في اتجاهات أربعة .. فهذا حينئذ إشارة للدلالة على إحاطة قدرة الله بكل اتجاهات الحياة .. أي قدرته محيطة بكل اتجاه في الكون فلا يعجزه شيء لأنه رب كل شيء.. ومهما كان وجود الميت في أي مكان يا إبراهيم فسآتي به بكن فيكون .. إذ أن ربك هو المحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء. والله أعلم.
الاستاذ خالد أبوعوف
-------
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
من أجمل نصائح الأستاذ خالد أبوعوف
ردحذف✅-اتعلم تكون انسان عشانك مش عشان غيرك:
🌹- اتعلم تراقب نفسك وشوف تصرفاتك، فيك حاجة صح ولا غلط؟
🌹- اتعلم لما تشوف حد بيعمل حاجة حلوة، قلده واتعلم منه، ده مش عيب.
🌹- العيب إنك تقدر تتغير وتستكبر إنك تعمل كده.
🌹- اسع دايما إنك تبقى أحسن: سلوكك حلو، لسانك حلو، معاملتك حلوة.
🌹- خليك زي ما انت جوا بيتك وبره بيتك، من غير وشوش كتير.
🌹- سيبك من الناس اللي بتهاجمك أو بتحاول تنقص منك، دول محتاجين زمن تاني علشان يبقوا بني آدمين.
🌹- خليك أمين مع نفسك، حتى لو عايش لوحدك، ابقى نفس الشخص في كل مكان.
🌹- ما تلبسش وشوش علشان الناس تمدحك.
🌹- كن كما أنت، بس دايمًا اسعى تبقى نسخة أحسن من نفسك.
🌹- ما لكش دعوة بحد، وما تخليش كلام الناس يأثر فيك.
🌹- كبر دماغك، واعرف إن ربنا هيجبر بخاطرك وهيعوضك بطرق خفية.
🌹- ما تفتكرش نفسك مهزوم، ربنا شايف وبيجبرك وبيجيب لك حقك يوم القيامة.
🌹- اتق ربنا على قد ما تقدر، وجاهد نفسك تكون إنسان كويس.
🌹- خليك كويس علشان ربنا، مش علشان الناس.
🌹- ما تعيشش مكسور ولا مقهور، الطيبين ليهم مدد من ربنا من حيث لا يعلموا.
🌹- الطيب مش اللي بيضعف، الطيب اللي حاله طيب مع الله.
🌹- راقب نفسك بصدق، وشوف ردود فعلك كانت صح ولا لأ.
🌹-ةلما تراجع نفسك خليك أمين، يمكن تكون غلطت وانت مش واخد بالك.
🌹- لو غلطت، ما تستكبرش تقول "أنا آسف".
🌹- الاعتذار مش عيب، العيب إنك تقولها من غير إحساس أو باستهزاء.
🌹- لما تقول "أنا آسف"، قولها بصدق، علشان تبقى إنسان بحق.
🌹- اتعلم تكون بني آدم حقيقي، والاختيار في إيدك، ليك ولربنا.