الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج32: رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء - خلاصة البحث في بيان أفضلية سيدنا محمد على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة الأرضيين والعلويين - الفرق بين المعجزة والكرامة - الفرق بين الفضل والدرجة - ختام الرسالة.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعجزات والأفضلية

بين النبي محمد وسائر الأنبياء

وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية

(الفصل الثاني والثلاثون)

 (ختام الرسالة)

علو مقام سيدنا محمد على جميع الأنبياء والرسل والملائكة - الفرق بين المعجزة والكرامة - الفرق بين الفضل والدرجة.

 #- فهرس:

:: الفصل الثاني والثلاثون :: ختام الرسالة/ وخلاصة بحث المفاضلة بين سيدنا محمد وبين الأنبياء والرسل – وعلو مقام سيدنا محمد على الأنبياء والملائكة ::

1-  س50: ما خلاصة البحث في بيان أفضلية سيدنا محمد على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة الأرضيين والعلويين ؟

#- أولا: توضيح الفرق بين لفظي (المعجزة والكرامة).

#- ثانيا: توضيح الفرق بين لفظي (الفضل والدرجة).

#- ثالثا: علو مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والرسل.

#- رابعا: التفضيل بين الأنبياء والرسل هو تفضيل بعلو المقام ولا علاقة له بالتفرقة بين الرسل.

#- خامسا: نهي النبي محمد عن المفاضلة بين الأنبياء هو نهي عن تحقير مقامات الأنبياء أمام أتباعهم.

#- سادسا: التفضيل بين النبي محمد والملائكة.

#- سابعا: من حق المؤمن أن يفرح بتفضيل سيدنا محمد على جميع الخلق.

#- ثامنا: انتبه يا مؤمن ممن ينشرون الشك في علو مقام النبي محمد على الخلق.

#- ختام الرسالة – والحمد لله رب العالمين.

===============

:: الفصل الثاني والثلاثون ::

===============

..:: س50: ما خلاصة البحث في بيان أفضلية سيدنا محمد على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة الأرضيين والعلويين ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذا كنا قد وصلنا لختام الرسالة .. فأحببت أن أترك خلاصة البحث في ختام هذه الرسالة كما أفعل في عموم رسائلي .. كوسيلة سريعة للإلمام بما تم كتابته في الرسالة بصورة موجزة .. فأقول وبالله التوفيق:

 

==========

 

#- أولا: توضيح الفرق بين (المعجزة والكرامة).

 

1- المعجزة النبوية: هي العطاء الذي يعطيه الله لنبي أورسول ليتحدى به قومه على وجه التعجيز لهم من أن يأتوا بمثله .. وليس في قانون الأسباب عند الإنس والجن القدرة على فعله أو إيجاد مثله .. حتى لا يعطي فرصة احتمالية للعقل بإمكانية فعل مثل ما فعله النبي.

- ولذلك قال العلماء في وصف المعجزة النبوية: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة. (وسبق شرح ذلك في الفصل الأول).

 

#- وهنا ملاحظات:

أ- وليست كل معجزة لنبي هي للتحدي .. وإنما يوجد معجزات لم تكن للتحدي لأن المقصد منها لم يكن لإعجاز أحد .. وإنما هي خصوصية فضل بأمر خارق للعادة لإظهار كرامة خاصة لتأييد هذا النبي أو الرسول أمام متابعيه كنفحة أو عطية أو كرامة خاصة من الله وذلك لبيان خصوصية هذا النبي أو الرسول ليس أمام معارضية وإنما أمام محبيه أو لبيان علو شأنه .. وذلك مثل كرامة نبع الماء من بين أصابع يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فسقى بها جيش المسلمين..، مثل ملك سليمان وتسخير الريح له ..، ومثل معجزة سلب خصوصية الإحراق من النار حينما تم إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار .. فهذه لم تكون معجزات للتحدي وإنما لتأييد النبوة بهذه المعجزات.

 

- فخصوصيات العطاء هي محض فضل من الله لأنبياءه .. ويمنحها الله لمن يشاء منهم لتأييد نبوته.

 

ب- لا يوجد معجزة ربانية أوجدها الله على يد نبي أو رسول .. إلا وكانت مختصة بوقتها فقط أي بزمن وجود هذا النبي أو الرسول .. إلا معجزة واحدة فقط .. هي الباقية إلى يوم القيامة .. وهي معجزة القرآن الكريم الذي أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

ج- والفرق بين المعجزات النبوية وخصوصية الفضل النبوي: هو فقط أن المعجزة وصف يقال حينما يتحدى المعارضين للنبي في زمنه فيطلبون منه أن يأتيهم بأمر خارق للعادة للدلالة على صدق نبوته أو النبي يأتيهم بامر خارق للعادة للدلالة على صدق نبوته .. والذين يطلبون الأمر الخارق للعادة من النبي كأنهم يقولوا للنبي: طالما أن تقول أنك مبعوث من خالق الكون .. فاجعل خالق الكون يخلق لك فعلا خارقا لا يستطيع أحد فعل مثله ويعجز العقل حتى يقر فعلا أن هذا لا قدرة لأحد على فعل مثله.

 

2- الكرامة: هي خصوصية عطاء بفعل خارق للعادة "أي لا يعتاده الناس في الحياة وغير مفهوم أسبابه" ..  وهذه الخصوصية ليست ممنوحة للتحدي مع أحد .. وإنما هي نفحة ربانية يجريها الله على يد من يشاء من عباده ..  فيها مزيد من الفضل له عن عموم الناس.

 

#- وهنا ملاحظات:

أ- ويمكن تكرار ومنح هذه الكرامة لآخرين من الناس في أماكن مختلفة وأزمنة مختلفة.

 

ب- وليس بالضرورة أن تكون الكرامة نتيجة الإيمان بالحق .. بل هي محض عطاء من فضل الله يعطيها للمؤمن وغير المؤمن .. فهي وإن كانت ظاهرها الرحمة إلا أنها ابتلاء أيضا قد يحسن الإنسان استخدام هذه الكرامة وقد يسيء استخدامها .. فإن أحسن فله إحسانه وإن أساء فعليه إسائته.

 

ج- توضيح بسيط: الكرامة .. متعددة الدرجات .. فمنها ما يكون محض فضل خاص في عقول البعض كالأذكياء حتى نصل لدرجة العباقرة .. ومنه ما يكون محض فضل في الرزق الزائد .. ومنه ما يكون في الصحة والعافية الزائدة .. إلى أن نصل إلى الكرامة الخاصة المميزة التي لا تكون إلا مع شخص في زمانه وتكون أمر خارق للعادة وهذه هي التي يصفها الناس بالكرامة .. وهي التي يقارنها العلماء بالمعجزة.

 

=========

 

#- ثانيا: توضيح الفرق بين لفظي (الفضل والدرجة).

 

1- الفضل: هو الزيادة في العطاء أو الميزة الإضافية في العطاء .. ولذلك قوله تعالى في الرسل: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) البقرة:253 ..، وقوله تعالي في الأنبياء: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الإسراء:55 ..، يقصد به: جعلنا لبعضهم زيادة في بعض العطاءات على البعض الآخر.

 

2- والدرجة: هي المنزلة والمقام العالي عند رب العالمين .. ولذلك قال تعالى على الأنبياء والرسل: (وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) البقرة:253 ..، وقال تعالى فيمن أعطاهم من فضله في الدنيا ولكن الوضع يتغير في الآخرة: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) الإسراء:21.

 

#- إذن: الفضل شيء .. والدرجة شيء آخر .. فقد يزيدك الله من فضله وأيضا يزيدك من درجة القرب والمنزلة العليا عنده ..، وقد يعطيك الله من فضله وتكون درجتك أقل من غيرك .. إذ أن عطاء الفضل ليس بالضروة أن يكون مرتبط بعلو الدرجة والمفام والمنزلة.

 

=========

 

#- ثالثا: علو مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والرسل.

 

- حينما نقول بعلو مقام ومنزلة ومكانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والرسل والملائكة.

 

- وقال بذلك جمعا من الصحابة كما ذكرنا ذلك في هذه الرسالة عن الصحابي عبد الله بن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن سلام وعبد الله بن مسعود بأنه أكرم الخلق وسيد الأولين والآخرين ..، ويكفينا علو مقامه ومنزلته على الملائكة في ليلة المعراج ..، وعلو مقامه ومنزلته في الآخرة على جميع الخلائق من إنس وجن وملائكة .. وبأنه صاحب المقام المحمود وهو مقام الشفاعة.

 

#- ويمكنك مفاضلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين من عدة نواحي:

1- عالمية الرسالة .. وليس فقط لقومه .. بل للعالمين .. إذ قال جل شأنه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:107.

 

2- استمرارية المعجزة والتحدي بها في كل الأزمنة .. فمعجزته القرآن مستمرة ليوم القيامة بخلاف معجزات سائر الأنبياء كانت معجزاتهم فقط في أزمنتهم حال حياتهم فقط .. ولكن معجزة القرآن مستمرة في كل أزمنه الحياة لأنه (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت:42 ..، ولازال التحدي به قائم ليوم القيامة .. وهذا من عجائب وغرائب القرآن أنه لازال متحديا كل المعارضين له إلى يوم القيامة .. إذ قال جل شأنه: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) البقرة:23.

 

- والقرآن ليس له تحريف ولن يكون لأن الله تكفل بحفظه ولذلك أنزله في القلب حفظا وتلقينا مع العصمة .. وذلك حتى يثبت الوحي بالتلقين أيضا في قلوب المؤمنين .. ثم تحول إلى كتاب .. وطريقة التلقين كانت أحد أسباب الله في حفظ وبقاء القرآن بعيدا عن التحريف .. بخلاف الكتب السماوية الأخرى أنزلها الله في كتب وترك حفظها للناس .. فحرفوها.

 

- ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ (أي إذا شوهد اضطر الشاهد إلى الإيمان به) ..، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ .. فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ) صحيح البخاري ومسلم.

 

#- إذا كان جميع الانبياء آتاهم الله من فضله ببعض المعجزات أو خصوصية العطاء .. كفضيلة لهم على أهل زمانهم لتأييد نبوتهم .. فسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد آتاه الله 6236 آية في مائة وأربعة عشر سورة معجزة.. ولذلك تحدى الله الكفار في زمن النبي وكل زمن يظهر فيه معترض على القرآن: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) البقرة:23.

 

- ولذلك لو أنك أقسمت بالله العظيم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه مائة واربعة عشر سورة معجزة .. فأنت صادق ويمينك حق.

 

- والآن: من بين هؤلاء الآنبياء أثبت له القرآن أن الله منحه أكثر من ستة آلاف آية معجزة ؟!!

- لا يوجد .. ولن يوجد حتى آخر الزمان.  

 

#- فإذا كان الله أعطى الأنبياء معجزات في زمانهم وانتهت بموتهم .. فالله جل شأنه قد أعطى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة باقية إلى يوم القيامة.

 

3- خصوصية الفضل على جميع الملائكة والمرسلين .. بكونه الواصل لأعلى مقامات أهل القرب في حضرة الخصوصية عند ربه ليلة المعراج .. فارتقى بما لم يراقي إليه رئيس الملائكة .. في عالم النور الخاص إذ رأى ربه بقلبه وأوحى إليه ربه ما أوحاه.. إذ قال جل شأنه: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم:16-18.

 

#- ملحوظة هامة: بعض المنكرين والجاحدين لمعراج النبي .. تم الرد عليهم في رسالة الإسراء والمعراج بالتفصيل والرد على جميع أكاذيبهم وعلى سبيل المثال يمكنك الرجوع إلى (س 297: هل يمكن لأي إنسان العروج للسماء كما يقول أصحاب الإسقاط النجمي ومروجي الطاقة الروحانية وأنه لا ميزة للنبي محمد في معراجه ؟) نقلا من رسالة الإسراء والمعراج.

 

4- خصوصية الفضل بكونه سيد الأولين والآخرين وخير الخلق أجمعين .. إذ قال صلى الله عليه وسلم: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) صحيح مسلم ..، والحائز على كمال الصفات لكونه خاتم النبيين ولا نبي بعده .. والمأمور موسى وعيسى وأتباعهما بوجوب اتباعه إذ قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ) الأعراف:156 ..، وجميع الخلق يوم القيامة يأتونه طلبا للشفاعة لهم عند الله لبدأ الحساب .. بل ويحتاجه الأنبياء والرسل يوم القيامة حتى إبراهيم عليه السلام ..، إذ قال صلى الله عليه وسلم حين دعا وكانت له ثلاث دعوات .. فاستخدم دعوتين لأمته وأخر الدعوة الثالثة ليوم القيامة فقال: (اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي .. اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي .. وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ .. حَتَّى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صحيح مسلم.

 

- وقد جاء في (حديث الصحيح) .. عن النبي صلى الله عليه وسلم في موقف القيامة .. قال: (أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ .. وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟

- يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ .. يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ .. فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْتَمِلُونَ. فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ .. أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ .. فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ .. وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ. وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ .. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ .. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ .. أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ .. وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي .... ).

- "ثم يذهبون لنوح وإبراهيم وموسى وعيسى والجميع يقول نفس قول آدم": (نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ..... ).

- "ثم يقول لهم عيسى عليه السلام": (نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ .. اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ .. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ .. اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ .. فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا .. لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي .. ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ "أي أسأل مطلبك" تُعْطَهْ "أي أستجيب لك فورا فيما تطلب" .. وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي .. فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ .. أُمَّتِي يَا رَبِّ .. أُمَّتِي يَا رَبِّ .. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ) صحيح البخاري. (وما بين علامات التنصيص - " ... " - توضيح وليس من الحديث وذلك للإختصار لأن الرواية طويلة).

 

#- فكيف يكون الذي يقول يوم القيامة (نفسي نفسي) .. أعلى قدرا ممن يقول: (أمتي يارب) ؟!!

 

- والأمة هنا يقصد بها: جميع الخلق الذين لجئوا إلى النبي ليشفع لهم عند ربهم فاعتبرهم النبي أمته.

 

#- فشتان: بين من هو في الآخرة يقول (نفسي نفسي) .. وبين من يقول (أمتي أمتي) .. إذ أن الأول طالبا حال الخصوصية لنفسه .. والثاني طالبا الشفاعة لأمته ..

- فأين هذا من ذاك.

 

5- جاء في (حديث صحيح) .. أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له ثلاث دعوات .. فاستخدم دعوتين لأمته وأخر الدعوة الثالثة أيضا لهم ليوم القيامة فقال: (اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي .. اللهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي .. وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ .. حَتَّى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صحيح مسلم.

 

- جاء في (حديث صحيح): عن أبي هريرة .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَةٌ يَدْعُو بها .. وأُرِيدُ أنْ أخْتَبِئَ دَعْوَتي شَفاعَةً لِأُمَّتي في الآخِرَةِ) صحيح البخاري.

 

- وقوله (أخْتَبِئَ دَعْوَتي شَفاعَةً): وهذه هي الدعوة الثالثة المتبقية من الحديث السابق .. وهي تكون يوم القيامة .. وهي دعوة عامة لكل الناس .. ودعوة خاصة بأمته الذين آمنوا به.

 

#- جميع الأنبياء دعوا لأنفسهم .. ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حفظ دعوته ليوم يحتاجه فيها الناس وأمته .. ولم يدعو بها لنفسه.

- فشتان: بين من استخدم دعوته لما يرجوه .. وبين من أبقى دعوته لمن آمنوا به وأحبوه.

 

6- إذا كان كل الأنبياء والرسل تحت لواء النبي محمد يوم القيامة يستقيمون خلفه وهو متقدم عليهم .. فكيف لا يقال بأفضلية النبي على جميع الأنبياء والرسل ؟!!

   

7- خصوصية الفضل بكثرة الأتباع .. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يكون أكثر أتباعا يوم القيامة بالنسبة لباقي الأنبياء والمرسلين .. وذلك لدوام وبقاء معجزته وهي القرآن إلى يوم القيامة .. الذي هو رسالة الله للإنس والجن.

    

- ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أكْثَرُ الأنْبِياءِ تَبَعًا يَومَ القِيامَةِ .. وأنا أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجَنَّةِ) صحيح البخاري ومسلم.

 

- انتبه: جاء في حديث سابق قال: (فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ) صحيح البخاري ومسلم.

- وما خاب رجاء النبي صلى الله عليه وسلم فيما رجاه من ربه أبدا .. ولذلك أوحى له الله بعد ذلك أنه أكثر الأنبياء تبعا كما رجا صلى الله عليه وسلم .. فأخبر المؤمنين بذلك .. فانتبه.

 

8- خصوصية التجلي من الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم برحمة خاصة حتى نهاية الزمان .. إذ قال جل شأنه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) الأحزاب:56 ..، ولفظ (يصلي) دليلا على استمرار هذا الفعل إلى انتهاء الزمان.

 

#- فإذا كان الله تجلى على الأنبياء بخصوصية عطاء في زمنهم .. فالله تجلى على النبي محمد بخصوصية عطاء في كل الأزمان .. إذ قال جل شأنه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) الأحزاب:56.

 

===========

 

#- رابعا: التفضيل بين الأنبياء والرسل هو تفضيل بعلو المقام ولا علاقة له بالتفرقة بين الرسل.

 

1- أعلم أخي الحبيب .. أن خصوصية العطاء لا تدل على علو الدرجة والمقام عند الله .. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات:13.

 

- إذن: المقام عند الله يتحقق بدوام عمل القلب مع الله في فعل ما يحبه الله وتجنب ما فيه معصية لله .. حتى يأتي الله بقلب سليم .. وطبعا هذا القلب السليم درجات ومقامات.

 

2- وحينما نتكلم المفاضلة بين الأنبياء والرسل .. فذلك لأن الله هو من قال بهذه المفاضلة في القرآن .. بأنه فضل بعضهم على بعض .. إذ قال جل شأنه: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) البقرة:253 ..، وقال: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الإسراء:55.

 

3- والتفضيل ليس في رتبة النبوات وإنما في زيادة العطاءات والدرجات في تلك الرتبة .. ولذلك هذا ليس انتقاص من رتبة النبوات .. إذ أن النبوة لا تفضيل وصفي لها .. فلا يقال هذا نبوته جيدة وذاك نبوته غير جيدة .. لأن النبوة رتبة اصطفائية .. ولكن تلك الرتبة يختلف فيها الأنبياء والرسل في درجاتهم ومقاماتهم ومنزلتهم عند الله .. مثل جماعة خريج كلية الهندسة فجميعهم برتبة مهندس .. ولكن منهم من تخرج بدرجة جيد ومنهم من هو بدرجة جيد جدا ومنهم من هو بدرجة ممتاز .. ثم يرتقي ليكون منهم حامل درجة الماجيستير ثم درجة الدكتوراة ثم درجة أستاذ دكتور وهكذا .. فليسوا سواء في الدرجة أي المكانة والمنزلة والمقام .. وعلو المقام والمكانة لم ينقصهم من رتبة كونهم مهندسين .. وإنما تفاضلوا في الدرجة والمقام والمكانة.

 

4- والتفضيل بين الأنبياء ليس فيه تفرقة بين الأنبياء والرسل .. كما قال بعض المغالطين ومحبي الشبهات .. حين ذكروا قوله تعالى: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) البقرة:285 ..، لأن التفرقة هنا تكون في الإيمان ببعض الرسل والكفر ببعض الرسل .. كما فعل اليهود بالإيمان بموسى وكفروا بعيسى .. وكما فعل اليهود والنصاري فكفروا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. فانتبه لفهم كلام الله على حقيقته وإياك وأهل الفتنة على الإنترنت.

 

- إذن مفهوم التفرقة بين الرسل: هو الإيمان ببعض الأنبياء والرسل .. والكفر ببعضهم.

 

- ولا علاقة مطلقا لمسألة التفضيل بالتفرقة ..!! فانتبه لفهم كلام الله على حقيقته وإياك وأهل الفتنة على الإنترنت.

 

=========

 

#- خامسا: نهي النبي محمد عن المفاضلة بين الأنبياء هو نهي عن تحقير مقامات الأنبياء أمام أتباعهم.

 

#- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لُطِمَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ مِنَ الأَنْصَارِ لَطَمَ فِي وَجْهِي.

-  قَالَ: ادْعُوهُ .. فَدَعَوْهُ .. قَالَ: لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ ؟.

- قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِاليَهُودِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ .. فَقُلْتُ: وَعَلَى مُحَمَّدٍ، وَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُهُ ..

- قَالَ: لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ .. فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ .. فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ .. فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ .. فَلَا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ) صحيح البخاري برقم (4638).

 

#- وفي رواية بلفظ: (لَا تُفَضِّلُوا بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى بَعْضٍ ...) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح.

 

1- صعقة الطور: المقصود بها يوم أن تجلى الله على الجبل وخر موسى صعقا أي مغشيا عليه.

 

2- قوله (لا تفضلوا بين الأنبياء - لَا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاءِ ): أي لا تفضلوا بين الأنبياء بما يستوجب نقصا لهم في رتبة نبوتهم ..، ولا تنسبوا لي الخير لوحدي من بين الأنبياء حين يتم ذكرهم أمام أتباعهم .. بل اذكروهم بالخير جميعا ..

 

3- فحديث عدم التفضيل بين الأنبياء .. هو عدم تفضيل النبي محمد وحده بالفضل دون غيره .. أو عدم تفضيل النبي محمد وإثبات النقص لباقي الأنبياء .. أو عدم تفضيل النبي محمد أمام أهل الكتاب تحقيرا لأنبيائهم الذين يؤمنون بهم.

 

4- إذن: الإستدلال بهذا الحديث على أنه لا يصح تفضيل النبي على جميع الأنبياء .. فهذا لم يقصده النبي صلى الله عليه وسلم .. وقصة الحديث تشهد بذلك.

 

5- علما بأن الله فاضل بين الأنبياء .. والنبي محمد قد فاضل نفسه على الأنبياء والصحابة فاضلوا النبي على الأنبياء والتابعين وعلماء المسلمين .. ولا ينكر ذلك في زماننا إلا جاحد أو يحمل في صدره شيئا من الكراهية والحسد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كما يفعل البعض على الإنترنت.

 

6- أما عن رواية: (لا تفضلوني على يونس بن متى) فهذا هذا ليس حديث نبوي ولا حديث صحابي ولا حديث تابعي .. ولا وجود له في كتب الحديث أصلا ..، وإنما يتم كتابته في بعض الكتب ظنا ممن كتبه على أنه حديث .. ولكن هذا ليس بحديث .. فانتبه.

 

7- علما بأن الزلات لا تسقط النبي من مقامات النبوات .. ولا تسقط المؤمن من مقام المحبة والقربات طالما يستغفر ويتوب ويجتهد في ذلك ولكن أحيانا تغلبه نفسه فيعصي.

 

=========

 

#- سادسا: التفضيل بين النبي محمد والملائكة.

 

- كنت في الرسالة قد ملت للرأي القائل أن سيدنا محمد أفضل من الملائكة وذكرت في ذلك ثلاث أسباب:

- السبب الأول: النبي صلى الله عليه وسلم قد تقدم على سيدنا جبريل وهو رئيس الملائكة في رحلة المعراج .. حتى ارتقي في عالم الأنوار إلى أن وصل عند العرش ورأى ربه بقلبه وكلمه .. فلا يمكن إلا أن يكون هذا دلالة على أنه أعلى منه رتبة ومقاما من الإنس والجن والملائكة.

 

- السبب الثاني: أن الناس يوم القيامة جميعا ستذهب لطلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم ليشفع لهم عند الله لبدأ الحساب .. ولو كان للملائكة علو مقام في ذلك الموقف لكان الناس ذهبوا إليهم ليطلبوا منهم شفاعتهم خاصة وأنهم الأطهار المكرمين ..، ولكن لما لم يحدث ذلك .. فقد ثبت علو مقام النبي صلى الله عليه وسلم على الملائكة جميعا.

 

- السبب الثالث: قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران:73-74.

- وطالما الفضل بيد الله ويختص برحمته من يشاء .. فما المانع حينئذ أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقا وفوق الأنبياء والرسل والجن والملائكة مقاما ودرجة ..؟!!

========

#- سابعا: من حق المؤمن أن يفرح بتفضيل سيدنا محمد على جميع الخلق.

 

1- التفضيل للنبي محمد ليس معناه انتقاص من رتبة نبي آخر في نبوته .. كما يغالط البعض .. وإنما هي إثبات حق للفاضل هو واجب ومستحق له.

 

2- وإذا كان إنكار الفضل جحود .. وإثبات الفضل حقوق .. فمن ينكر ما فضل الله به النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو جاحد له .. ومن يثبت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فضله فقد أثبت له حقه الواجب له ثبوته.

- وهذه أمور من بديهيات العقل .. !!

 

#- فعجبا لمن لا يرى أفضلية مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق .. وعجبا لمن تعامى عما قاله القرآن عن النبي محمد .. وعجبا لمن جحد ما قاله النبي محمد عن نفسه من أنه سيد ولد آدم .. وعجبا لمن استكبر على ما قاله عنه أكابر صحابته ثم التابعين وعلماء الأمة الذين أثبتوا له هذا الفضل والمقام الذي ليس لغيره أحد من الخلق.

 

3- لا تجعل أحد يسرق منك فرحتك بما للنبي محمد من علو الدرجة والمقام على جميع الخلق .. فهؤلاء لصوص الإيمان "جاحدون" .. فمن حق المؤمنين بسيدنا محمد أن يظهروا حقه ويوقروه بعلو شأنه المثبت له .. ويفرحوا بعلو مقامه ودرجته .. إذ أن إظهار هذا الحق من المؤمنين هو إظهار نعمة الله على النبي الفاضل (سيدنا محمد) فرحا بنعمة الله التي أنعم الله بها على هذا الفاضل .. ولا يحق لمخلوق كائن من كان أن يمنع المؤمنين أن يفرحوا بفضل الله على نبيهم صلى الله عليه وسلم بما أعطاه من فضل خاص نراه لم يعطى لغيره ..، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) يونس:58 .. فحقنا أن نفرح بالقرآن وما أنزل فيه من خصوصية عطاء للنبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الخلق ..!!

 

- أما من يجحد هذا الحق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا يريد أن يفرح به .. فهذه حقيقته النفسية وهي حب الجحود للحقوق .. وعليه أن يغتسل ويتطهر من ذلك الجحود .. عسى أن يدرك ما أدركه المؤمنين.

 

========

 

#- ثامنا: انتبه يا مؤمن ممن ينشرون الشك في علو مقام النبي محمد على الخلق.

 

- وأخيرا أخي الحبيب انتبه للآتي:

1- على الإنترنت .. ستجد من سكنت قلبه الكراهية واستوطن الغل في صدره للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ويختبيء خلف قناع التدين .. أو خلف قناع أنه قرآني أي جاحد ومنكر للأحاديث النبوية الصحيحة .. أو ما شابه من أهل الفتنة .. فهؤلاء تظهر الفتنة من أقوالهم من خلال منهج الشك والإرجاف الذي يتبعونه في كلامهم عن الدين أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. فاحذرهم ..

 

- ولا تتعجب ممن يحرفون في تفسير القرآن .. ليوهموك بأنه لا تفضيل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والرسل .. ويخبروك أن القرآن لم يظهر فضيلة النبي محمد كما أظهر فضائل باقي الأنبياء والرسل .. وهذا كله من الكذب الفاضح لنفوس هؤلاء .. وقد أثبت لك في هذه الرسالة ما قاله الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. (راجع هذا السؤال: س26: هل أظهر القرآن فضل النبي محمد صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء والرسل ؟).

 

- ومحتمل جدا في زماننا هذا أن من ينكر التفضيل إنما يفعل ذلك استرضاء لمن يقولون بمساواة الأديان في الكتب السماوية وفي مقام النبوة .. بل لعلهم يصرفون عليه ليطعن في شرف مقام النبي صلى الله عليه وسلم .. حتى لا يظهروا علو مقامه ودرجته على جميع الخلق .. ولكن الله من ورائهم محيط.

 

- ومسألة فتنة منع أفضلية النبي محمد على سائر الخلق ليست وليدة هذا الزمان .. وإنما الجديد هو وسيلة نشر هذه المسألة بين المؤمنين من خلال الإنترنت .. وإعادة إحياء الفتنة بين المسلمين من خلال نشر هذه المسائل .. ولكن نرجو من الله أن يطفيء نار فتنتهم .. ويجعل كيدهم في نحرهم إن لم يتوبوا عن فتنتهم.


2- هذه الرسالة التي كتبتها هنا .. كانت بسبب أن الحاقدين والغليل والحاسدين للنبي صلى الله عليه وسلم المنتشرين على الإنترنت .. يريدون جحود وانتقاص مقام النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .. حتى بلغ الحقد ببعضهم بجحود وإنكار الصلاة على النبي بالقول (حسدا من أنفسهم) ..!!

 

- بل وأصحاب الديانات الأخرى حاولوا أن يجعلوا من النبي محمد أقل شأنا ومكانة من أنبيائهم موسى وعيسى .. ثم ازدادوا تجريحا فيه من ناحية كل نبي من خلال معجزات كل نبي ومقارنتها بمعجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..!!

 

#- ولكن من أغرب ما تجده في بعض الكتب المطبوعة .. أن تجد لمن ينتسبون للعلم كتب فقال: من أين أتيت بأن محمد أفضل الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين ؟!!

 

- فبكلامه هذا .. يكون قد جحد القرآن والأحاديث الصحيحة وكلام الصحابة والتابعين وعلماء الأمة .. وارتضى بما يحمل في صدره من غل وحقد وحسد .. وجحود من أن يعترف بمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ثم يزعم أنه عالم ..!! فليحترق بعلمه هذا الذي سخره للانتقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم .. إذ قد تشابه قلبه مع قلوب السابق ذكرهم .. إذ أن كل إناء ينضح بما فيه .. ويوم القيامة قريب.

 

#- فماذا ننتظر من شخص يحمل في نفسيته الكراهية والغل والحسد حتى يمنع أن يقال على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق وسيدهم وسيد الأنبياء والمرسلين .. ؟!!

- فابتعد عن هؤلاء يا مؤمن .. إذ يكفيك أنك عرفت ما يحمله في صدره للنبي صلى الله عليه وسلم .. إذ أن كل إناء ينضح بما فيه .. وهؤلاء لا ينضح من كلامهم إلا الشر الأسود الذي يحمل تشكيكا وإرجاف للمؤمنين.

 

#- أخي الحبيب:

- لا تنسى أنك مأمور بتوقير النبي كما أمرك الله .. ومن توقير النبي إثبات الحق له .. وبيان فضائله وأخلاقه وخصائصه وعلو مقامه ودرجاته على غيره .. فهذا من حقه الذي هو جزء من توقيره صلى الله عليه وسلم .. وقد ذكرت في ذلك أبيات وإن لم أكن من أهل الشعر وإنما كتبتها عن حب.

- إذا لكل نبي وصفا يميزه .. فسيد الخلق كملت محاسنه

- فهو كامل الأوصاف سيدنا .. خليل الله للخلق كانت شفاعته

- فعار عليك يا من تنكر فضائله .. وهو الذي عظم القرآن مكارمه.

 

#- وبهذا يكون ختام الرسالة .. وأرجو من الله القبول.

 

********************

 

:: ختام: " رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية " ::

 

- الحمد لله رب العالمين .. على ما أمدني به من العزيمة والقوة والعقل في الرد على ما سخرني فيه وأعانني عليه بمدد منه .. وأسأله القبول .. وأسأله الرضا عني وأن يغفر لي ويرحمني ويعفو عني .. وأن يرزقني القلب السليم ودوام معيته حتى يقبضني إليه وهو راض عني .. فاللهم أرزقني القلب السليم ودوام معيتك يا رب العالمين يا أرحم الراحمين.

 

- اللهم اغفر لوالدي وارحمهما واعفو عنهما واجعلهما نورا .. واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يا رب العالمين . 

 

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

اللهم عفوك ورضاك

وأسألك القبول

ولا حول ولا قوة إلا بالله

 

- وكان الإنتهاء من "رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية" بتاريخ  15/أكتوبر/2025 .. وقد تم بداية رفعها على مدونة الروحانيات في الإسلام بتاريخ 27/أغسطس/2025 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

****************************

 

- ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات 180-182 ..

- سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. والحمد لله رب العالمين .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأبلغه مني السلام .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. والحمد لله رب العالمين

اللهم كما أعنتني .. فتقبل مني يا أرحم الراحمين

آمين يارب العالمين 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم صل على سيدنا محمد وأفتح علينا بكل خير ظاهرا وباطنا بما تقربنا به إليك ولاتصرفنا به عنك وعلى آله وسلم

    ردحذف
  2. لا تجعل أحد يسرق منك فرحتك بما للنبي محمد من علو الدرجة والمقام على جميع الخلق .. فهؤلاء لصوص الإيمان "جاحدون"

    اللهم صل على سيدنا محمد وآته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد .. آمين يارب العالمين

    تقبل الله منك استاذنا الفاضل وبشرك بالقبول وفرحك بالوصول والسلام على الرسول ونلت المأمول .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  3. إذا لكل نبيٍ وصفٌ يميّزه، فَسَيِّدُ الخَلقِ كَمُلَتْ مَحاسِنُهُ

    فهوَ كاملُ الأوصافِ سَيِّدُنا، خَليلُ اللهِ لِلْخَلقِ كانَتْ شَفاعَتُهُ

    فَعارٌ عَلَيْكَ يا مَن تُنكِرُ فَضائلَهُ، وَهُوَ الَّذي عَظَّمَ القُرآنُ مَكارِمَهُ

    اللهم صلى على سيدنا محمد كامل الاوصاف سيد الخلق خليل الله الذي عظم القران مكارمه وآله وسلم
    مستوحات من كلام الاستاذ بانفاس مريم 🌸

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف