بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعجزات والأفضلية
بين النبي محمد وسائر الأنبياء
وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية
(الفصل الثلاثون)
#-
فهرس:
:: الفصل الثلاثون :: ج19/ مسائل ختامية عن أفضلية الأنبياء وعلو
مقاماتهم ::
1- س47: ماذا قال علماء المسلمين عن كون النبي محمد خير الخلق كلهم وسيدهم
وسيد كل مقام وأكملهم وأكرمهم وأفضلهم وأعظمهم جاها ومكانة ومنزلة وقربا عند الله
؟
#- من
أقوال الأئمة: محمد
ابن اسحاق – والشافعي – والخطابي – والقاضي عياض – والنووي – والفخر الرازي – وبن
تيميه – وابن القيم – وابن كثير – والفيروزآبادي .. وغيرهم من علماء المسلمين.
2- س48: ما هي بعض الأحاديث الغير صحيحة التي أستدل بها بعض العلماء للدلالة على علو مقام النبي محمد على باقي الأنبياء ؟
===============
:: الفصل الثلاثون ::
================
..:: س47: ماذا قال علماء المسلمين عن
كون النبي محمد خير الخلق كلهم وسيدهم وسيد كل مقام وأكملهم وأكرمهم وأفضلهم
وأعظمهم جاها ومكانة ومنزلة وقربا عند الله ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- سبق وذكرت هنا في هذه الرسالة .. ماذا قال القرآن في حق النبي صلى الله عليه
وسلم .. وماذا قال الصحابة أنفسهم في النبي صلى الله عليه وسلم .. وكيف فسر كثير
من علماء المسلمين قوله تعالى (وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) البقرة:253 .. على أن المقصود بها النبي صلى الله عليه
وسلم .. وأحببت في الفصول الختامية أن أذكر بعض مما كان العلماء يصفون به النبي
صلى الله عليه وسلم في كتبهم .. وأرجو من الله التوفيق.
1- قال الإمام بن اسحاق رحمه الله (المتوفى:151 هـ):
- فكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سيد المرسلين .. وإمام المتقين .. ورسول رب العالمين .. الذي ليس له خطير (أي
مثيل أو نظير). (سيرة
بن هشام ج1 ص505).
2- قال الإمام الشافعي رحمه الله (المتوفى:204 هـ):
أ- خاتم النبيين وخير خلق رب العالمين محمد عليه الصلاة
والسلام. (الأم ج4 ص167).
ب- قال الشافعي: أخبرنا بن عيينة عن ابن أبي
نَجيح عن مجاهد في قوله: (ورفعنا لك ذكرك) قال: لا أُذكَرُ إلا ذُكِرتَ
معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدأ رسول الله)...، يعني - والله أعلم - ذكرَه عند
الإيمان بالله، والآذان. ويَحتمل ذكرَه عند تلاوة الكتاب، وعند العمل بالطاعة،
والوقوف عن المعصية.
- فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون
.. وَغَفَل عن ذكره الغافلون .. وصلى عليه في الأولين
والآخرين .. أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه ..، وزكَّانا وإياكم
بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحداً من أمته بصلاته عليه ..، والسلام عليه ورحمة الله
وبركاته .. وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلاً عن من أُرسل إليه .. فإنه أنقذنا به
من الهلكة .. وجعلنا في خير أمة أخرجت
للناس. (من مقدمة
الرسالة للشافعي ج1 ص13).
3- قال الإمام حميد بن مخلد "بن زنجوية" رحمه الله (المتوفى:251
هـ):
- وصلي الله على سيد
الأولين والآخرين محمد وآله أجمعين وسلم تسليماً. (الأموال ص229 حديث رقم301).
4- قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله (المتوفى:388 هـ):
- سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين.
(الغنية عن الكلام
وأهله ص71).
5- قال الإمام أبو بكر الكلاباذي رحمه الله (المتوفى: 380هـ):
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق كلهم. (بحر الفوائد ص53).
6- قال الإمام القاضي عياض رحمه الله (المتوفى: 544هـ):
أ- لا خلاف أنه أكرم البشر ..، وسيد ولد آدم ..، وأفضل الناس
منزلة عند الله وأعلاهم درجة .. وأقربهم زلفى. (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص323).
ب- تقرر من دليل القرآن وصحيح الأثر
وإجماع الأمة .. كونه أكرم البشر وأفضل
الأنبياء. (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص438).
7- قال الإمام عبد الغني المقدسي رحمه الله (المتوفى: 600 هـ):
- ونعتقد أن محمداً المصطفى .. خير الخلائق وأفضلهم وأكرمهم على الله
عز وجل وأعلاهم درجة .. وأقربهم إلى الله وسيلة
.. بعثه الله رحمة للعالمين .. وخصه بالشفاعة في الخلق أجمعين. (الاقتصاد في الإعتقاد ص196).
8- قال الإمام النووي رحمه الله (المتوفى:676 هـ) عن وصف النبي بأنه خير
الخلق:
أ- خير خلقه كذا قاله الإمام الشافعي والعلماء .. أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق كلهم من الملائكة والآدمين.
(المجموع شرح المهذب
ج1 ص75).
ب- وقال في مقدمته لكتاب الأذكار: أشهد أن محمدًا عبده ورسوله ..
وصفيُّه وحبيبه وخليله .. أفضل
المخلوقين .. وأكرم السابقين واللاحقين .. صلوات الله وسلامه عليه وعلى
سائر النبيين .. وآل كلٍّ .. وسائر الصالحين. (الأذكار ص41).
ب- وجاء للنووي مسألة فقهية: عن جواز التفاضل بين الأنبياء
..
- مسألة: رجلان، قال أحدهما: إِن نبينا
محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أفضلُ الأنبياء وأشرفُهم .. وقال الآخر: هذا الكلام
لا يجوز .. وهذا اعتقاد باطل .. وقال: لا يجوز تفضيلُ بعض الأنبياء على بعض ..
فأيُهما المصيبُ .. هل يُعزر واحدٌ منهما على هذا القول ؟
#-
الجواب: هذا الذي اعتقده الأول هو الصواب .. وهو
اعتقاد المسلمين .. وقد تظاهرت الدلائلُ على تفضيل نبينا محمد - صلى الله عليه
وسلم - على سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
- وأما الرجل الثاني: فمخطىء في كل ما قاله .. وعليه
التعزير في قوله "ولا يجوز الكلام في هذا ولا التفضيل" .. إِلا أن يكون
جاهلًا لا يعلم قولَ الله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ) البقرة:253 ..، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ
النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الإسراء:55 ..، وفي الحديث الصحيح
المشهور: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنا سَيّدُ ولدِ آدَمَ وَلَا
فَخْرَ).
#- وأما الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (لا تفَضِّلُوا بينَ الأنبياء) ..، فأجاب العلماء عنه بخمسة
أجوبة مشهورة.
- أحدها: أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى
قبل أن يعلم أنه أفضلُهم .. فلما علم قال: (أنَا سَيّدُ ولدِ آدَمَ).
- والثاني: أنه نهى عن تفضيلٍ يؤدي إِلى
الخصومة .. كما ثبت في الصحيح في سبب هذا الحديث من لطم المسلم اليهودي.
- والثالث: نهى عن تفضيلٍ يؤدي إِلى تنقيص
بعضهم لا كل.
تفضيل، ويؤيد هذا قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الإسراء:55.
- والرابع: قاله تواضعًا.
- والخامس: نهى عن التفضيل في نفس النبوة،
لا في ذوات الأنبياء، وعموم رسالاتهم، وزيادة خصائصهم. والله أعلم. (فتاوى النووي ص270-271).
#- ملحوظة: التعزير: يقصد به عقوبة تأديبية يحددها
الحاكم وليس عقوبة شرعية محددة مذكورة في القرآن أو حديث النبي.
9- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606
هـ):
- أجمعت الأمة على أن بعض
الأنبياء أفضل من بعض .. وعلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من
الكل .. ويدل عليه وجوه:
- أحدها: قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:107 ..، فلما كان رحمة لكل العالمين لزم أن يكون أفضل من كل العالمين.
- الحجة الثانية: قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) الشرح:4 ..، فقيل فيه لأنه قرن
ذكر محمد بذكره في كلمة الشهادة .. وفي الأذان .. وفي التشهد .. ولم يكن ذكر سائر
الأنبياء كذلك.
- الحجة الثالثة: أنه تعالى قرن طاعته بطاعته،
فقال: (مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) النساء:80.
- وبيعته ببيعته فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) الفتح:10.
- وعزته بعزته فقال: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ) المنافقون:8.
- ورضاه برضاه فقال: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) التوبة:62.
- وإجابته بإجابته فقال: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله
وللرسول) الأنفال:24.
- الحجة الرابعة: أن الله تعالى أمر محمدا بأن
يتحدى بكل سورة من القرآن فقال: (فَأْتُوا
بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) البقرة:23 .. وأقصر السور سورة الكوثر ..
وهي ثلاث آيات ..، وكان الله تحداهم بكل ثلاثة آيات من القرآن .. ولما كان كل
القرآن ستة آلاف آية، وكذا آية .. لزم أن لا يكون معجز القرآن معجزا واحدا .. بل
يكون ألفي معجزة وأزيد.
- وإذا ثبت هذا فنقول: إن الله سبحانه ذكر تشريف موسى
بتسع آيات بينات .. فلأن يحصل التشريف لمحمد بهذه الآيات الكثيرة كان أولى.
- الحجة الخامسة: أن معجزة رسولنا صلى الله عليه
وسلم أفضل من معجزات سائر الأنبياء فوجب أن يكون رسولنا أفضل من سائر الأنبياء.
#- الحجة السادسة: أمة محمد صلى الله عليه وسلم
أفضل الأمم، فوجب أن يكون محمد أفضل الأنبياء ..
- بيان الأول: قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) آل عمران:110.
- بيان الثاني: أن هذه الأمة إنما نالت هذه
الفضيلة لمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) آل عمران:31 ..، وفضيلة التابع
توجب فضيلة المتبوع .. وأيضا إن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر ثوابا لأنه مبعوث
إلى الجن والإنس .. فوجب أن يكون ثوابه أكثر .. لأن لكثرة المستجيبين أثرا في علو
شأن المتبوع.
#- الحجة السابعة: أنه عليه السلام خاتم الرسل ..
فوجب أن يكون أفضل .. لأن نسخ الفاضل بالمفضول قبيح في المعقول.
- الحجة الثامنة: أن الله تعالى كلما نادى نبيا في
القرآن ناداه باسمه (يَا
آدَمُ اسْكُنْ) البقرة:35 ..، (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) الصافات:104 ..، (يَامُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) طه:11-12 ..، وأما النبي عليه
السلام فإنه ناداه بقوله: (يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ) الأنفال:64 .. (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) المائدة:41 ....، وذلك يفيد
الفضل.
(تفسير الفخر الرازي ج6 ص521-526 – مختصرا في حججه واكتفيت فقط بما هو مقبول مع إعادة
ترتيب الحجج).
10- قال
الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى (المتوفى: 728 هـ):
أ- وقال بن تيميه: قد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاهاً عند الله .. لا جاه
لمخلوق عند الله أعظم من جاهه .. ولا شفاعة أعظم من شفاعته. (قاعدة جليلة في التوسل ص5).
ب- وقال بن تيميه: هو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق .. صاحب المقام المحمود .. الذي يغبطه به الأولون والآخرون ..
فهو أعظم الشفعاء قدراً وأعلاهم جاهاً عند الله.
- وقد قال تعالى عن موسى: (وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) الأحزاب:69 ..، وقال عن
المسيح: (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالأخِرَةِ) آل عمران:45 ..، ومحمد صلى
الله عليه وسلم أعظم جاهاً من جميع الأنبياء
والمرسلين. (قاعدة جليلة في التوسل ص2).
ج- وهو سيد ولد آدم وأكرمهم على ربه عز وجل ..، وهو
إمام الأنبياء إذا اجتمعوا ..، وخطيبهم إذا وفدوا، ذو الجاه العظيم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. (قاعدة جليلة في التوسل ص276).
د- وقال بن تيميه في مقدمة فتاويه
بعد أن ذكر الأنبياء: وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل
الأولين والآخرين .. وصفوة رب العالمين .. الشاهد البشير النذير
الهادي السراج المنير الذي أخرج به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط
العزيز الحميد. (مجموع
الفتاوى ج1 ص3).
هـ- وقال بن تيميه: فإنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم
على ربه عز وجل وله من الفضائل التي ميزه الله بها على سائر النبيين. (الفتاوى ج1 ص313).
و- وقال بن تيميه: ومعلوم أن خير
الخلق وأكرمهم على الله .. نبينا محمد صلى الله عليه وآله
وسلم. (الفتاوى ج27
ص82).
ز- وقال بن تيميه: رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
الخلائق. (الفتاوى ج28
ص459).
ح- وقال بن تيميه عمن يزور النبي: وإذا قال في سلامه: السلام عليك
يا رسول الله .. يا نبي الله .. يا خيرة الله من خلقه .. يا أكرم الخلق على ربه ..
يا إمام
المتقين .. فهذا كله من صفاته بأبي هو وأمي صلى الله
عليه وسلم .. وكذلك إذا صلى عليه مع السلام عليه فهذا مما أمر الله به. (الفتاوى ج26 ص146).
ط- وقال بن تيميه عن النبي محمد: خاتم الرسل .. وسيد ولد آدم .. وإمام
المتقين .. خير الخلق وأكرمهم على الله محمد
عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما (الفتاوى ج28 ص24).
ي- إبراهيم الخليل قد ثبت بقول النبي صلى الله عليه
وسلم (أنه خير البرية) أي بعد النبي ..، وكذلك قال الربيع بن خيثم: "لا
أُفَضِّل على نبيِّنَا أحدا .. ولا أُفَضِّل على إبراهيم
بعد نبينا أحدا .. وبعده جميع الأنبياء المتبعين لملته مثل موسى وعيسى
وغيرهما". (فتاوى
بن تيميه ج11 ص369).
#-
ملحوظة: "الربيع بن خثيم": هو من كبار التابعين وقد
ولد في زمن النبي ولم يقابل النبي ولكنه كان من كبار أصحاب الصحابي عبد الله بن
مسعود..، ولذلك استدل بكلامه الشيخ بن تيميه.
#- وقال بن تيميه رحمه الله في موضع آخر: قد ثبت في الصحيح:
(أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا خير
البرية قال: ذاك إبراهيم) .. فإبراهيم أفضل الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم. وقوله: " ذاك إبراهيم
" تواضع منه ..
فإنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر آدم فمن
دونه تحت لوائي يوم القيامة ولا فخر) إلى غير ذلك من النصوص
المبينة أنه أفضل الخلق وأكرمهم على ربه. (الفتاوى ج17 ص483).
ك- وقال الإمام بن تيميه في منظومة له كان يرد بها على نصراني يناقشه في القدر ..
وذكر في آخر المنظومة:
- وصلى إله الخلق جل جلاله ... على المصطفى
المختار خير البرية.
(الفتاوى الكبرى ج8 ص255).
11- قال الإمام بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751 هـ):
أ- رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها
انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة العين، وحياة الروح .. فهو أكمل الخلق في هذا
الشرح والحياة وقرة العين مع ما خص به من الشرح الحسي.
- وأكمل الخلق متابعة له .. أكملهم
انشراحا ولذة وقرة عين .. وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه
ولذة روحه ما ينال.
- فهو صلى الله عليه وسلم في ذروة الكمال من شرح الصدر
ورفع الذكر ووضع الوزر .. ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه .. والله
المستعان. (زاد
المعاد ج2 ص26).
ب- وقال بن القيم رحمه الله: وكان صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق استغفارا .. وكانوا
يعدون عليه في المجلس الواحد مائة مرة: (رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وكان يقول: (يَا أَيُّهَا
النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَتُوبُ إِلَيْهِ وَفِي
لَفْظٍ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَكْثَرَ مِنْ
سَبْعِينَ مَرَّةٍ) ، وكان (إذا سلم في صلاته استغفر ثلاثا)
... (مختصر
الصواعق المرسلة ص247).
#- ثم ذكر ابن
القيم أن الخلق جميعهم يحتاجون لمغفرته كما هم يحتاجون لرحمته .. وضرب لذلك
أمثله على عبودية طلب المغفرة عند أكمل الخلائق وهم الأنبياء .. فقال رحمه الله:
- مذهب أهل السنة أن الأنبياء والمرسلين أفضل من
الملائكة .. وقد طلبوا كلهم منه المغفرة والرحمة .. فقال
أول الأنبياء وأبو البشر: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ) الأعراف:23.
- فهو صلى الله عليه وسلم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه
وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته وعلمه أسماء كل شيء ..، وإنما انتفع في المحنة
باعترافه وإقراره على نفسه بالظلم وسؤاله المغفرة والرحمة ..، وهذا نوح أول رسول بعثه الله تعالى إلى
أهل الأرض يسأله المغفرة ويقول: (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ
مِنَ الْخَاسِرِينَ) هود:47 ..، وهذا يونس يقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الأنبياء:87 ..، وإبراهيم
الخليل يقول: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ
الدِّينِ) الشعراء:82 وَيَقُولُ: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا
مُسْلِمَيْنِ لَكَ) البقرة:128 الْآيَةَ ..، وكليم الرحمن
موسى يقول: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) القصص:16 .. ويقول: (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ
لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) الأعراف: 155 .. ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم وأكملهم. (مختصر الصواعق المرسلة 249).
ج- وقال بن القيم رحمه الله: كان أَقرَبَ الخلق إِلى الله
وسيلة .. وأَعظمهم عنده جاهاً .. وأَرفعهم عنده منزلة .. لتكميله مقام العبودية والفقر إِلى ربه عز وجل. (طريق الهجرتين ص10).
12- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى:774 هـ):
أ- ومن خصائصه على إخوانه من الأنبياء صلوات
الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين أنه: أكملهم .. وسيدهم .. وخطيبهم .. وإمامهم .. وخاتمهم ..
وليس نبي إلا وقد أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي
ليؤمنن به ولينصرنه ..، وأمر أن يأخذ على أمته الميثاق بذلك .. قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ
مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى
ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ
الشَّاهِدِينَ) آل عمران:81.
- يقول تعالى: مهما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسول بعد هذا كله فعليكم الإيمان به ونصرته.
- وإذا كان هذا الميثاق شاملاً لكل منهم ..، "فقد"
تضمن أخذه لمحمد صلى الله عليه وسلم من جميعهم .. وهذه خصوصية ليست لأحد منهم
سواه. (الفصول في
السيرة ص286 – مع إضافة كلمة "فقد" لتوضيح المعنى).
ب- وقال بن كثير: لا خلاف
أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء .. وأن أولي العزم منهم أفضلهم .. وهم
الخمسة المذكورون نصا في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ
وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) الأحزاب:7 ..، وفي الشورى قوله: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ
أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
الشورى:13.
- ولا
خلاف أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضلهم .. ثم بعده إبراهيم .. ثم موسى
ثم عيسى عليهم السلام على المشهور. (تفسير
بن كثير ج5 ص80-81).
ج- وقال بن كثير عن النبي محمد: أفضل من جميع الخلق .. وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ..
صلوات الله وسلامه عليه. (تفسير
بن كثير ج1 ص158).
د- وقال بن كثير عند قوله تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ
رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ
وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) الأحزاب:39.
- يمدح تبارك وتعالى الذين
يبلغون رسالات الله .. أي إلى خلقه ويؤدونها بأماناتها ويخشونه أي يخافونه
ولا يخافون أحدا سواه .. فلا تمنعهم سطوة أحد عن إبلاغ رسالات الله تعالى وكفى
بالله حسيبا أي وكفى بالله ناصرا ومعينا .. وسيد الناس في هذا المقام .. بل وفي كل مقام محمد رسول الله صلى الله عليه
وسلم. (تفسير بن كثير ج6 ص380).
د- وقال بن كثير: ولا شك أن محمدا صلى الله عليه
وسلم سيد ولد آدم من الأولين
والآخرين .. ولهذا اختصه الله تعالى بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تستمر
شريعته إلى قيام الساعة .. وأتباعه أكثر من أتباع سائر الأنبياء والمرسلين كلهم ..
وبعده في الشرف والفضل إبراهيم الخليل عليه السلام. (تفسير بن كثير ج3 ص425).
هـ- قال بن كثير في تفسير آية عن اليهود: أكبر ذنوبكم وأشد الأمر عليكم إذ
كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين .. المبعوث إلى
الناس أجمعين .. فكيف تدعون لأنفسكم الإيمان. (تفسير بن كثير ج1 ص220).
12- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى:911 هـ):
أ- والنبي صلى الله عليه وسلم خير الخلق فلا كمال لمخلوق أعظم من كماله.
(الخصائص الكبرى ج1
ص10).
ب- أشْهد أن محمدا عبده ورسوله ذو الأوصاف الجميلة
الكاملة صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن ناصره. (إتمام الدراية ص3).
ج- ونعتقد أَن أفضل الْخلق على الأطلاق .. حبيب الله الْمصطفى صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه
وسلم: (أنا سيد ولد آدم وَلَا فخر) رواه مسلم. (اتمام الدراية ص17).
13- والإمام الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)
- بعد أن ذكر مائة وصف في أقواله وأفعاله وأحواله فقال:
- ذكره الله تعالى قس سبعة آلاف موضع من هذا
الكتاب الكريم "القرآن" .. الَّذى هو أَفضل الكتب ..
تصريحاً وتعريضاً وكناية .. وإِشارة وإِخباراً وخطاباً وحكاية .. ليعلم العالمون
أنه أفضل الأنبياء وأشرف الأصفياء .. ومالك ممالك الأصطفاء والإجتباء. (بصائر ذوي التمييز ج6 ص17).
- وقوله (مالك ممالك الإصفاء والإجتباء): أي المهيمن على جميع درجات أهل
النبوة والرسالة لكونه فاق عليهم بعلو درجته عليهم بما لم يحظى به غيره لعلو مقامه
ودرجته ورتبته عليهم..، أو كما قال بن كثير بما معناه: "سيدهم وسيد كل
مقام" ..
8- قال الإمام السفاريني رحمه الله (المتوفى:1188 هـ):
أ- أشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله .. وحبيبه وخليله .. وأمينه على
وحيه .. وشهيده على أمره ونهيه .. خلاصة الأكوان .. وسيد ولد عدنان .. الذي أكمَل
خَلقِه .. وعظَّم خُلُقه .. ووضع عنه وزره .. ورفع له ذكره .. وأدَّبه فأحسن
تأديبه .. فكان خلقه القرآن. (مقدمة غذاء الألباب ج1 ص9).
ب- نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ولا شك أنه - صلى الله عليه وسلم
- خير الخلائق تفصيلا وجملا. (غذاب الألباب ج1 ص22).
- وقوله (خلاصة الأكوان): أي أفضل من خلق الله في العالم.
#- خلاصة القول:
- أن علماء المسلمين دائما وأبدا يرون علو درجة ومقام
النبي محمد صلى الله عليه وسلم على كل مقامات ودرجات الأنبياء والمرسلين .. وأشهر
الأوصاف التي يذكرها العلماء عن النبي هو أنه سيد الأولين والآخرين .. وذلك في
عموم كتب السلف.
********************
..:: س48: ما هي بعض الأحاديث الغير
صحيحة التي أستدل بها بعض العلماء للدلالة على علو مقام النبي محمد على باقي
الأنبياء ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- قد لاحظت في بعض الحجج التي استدل بها
الإمام الرازي في تفسيره (مفاتيح الغيب ج6 ص521-526) .. ليظهر بها علو مكانة النبي محمد على
سائر الأنبياء .. فوجدت أن بعض ما احتج به الإمام هو حديث محتمل للقبول أو
ضعيف أو ضعيف جدا أو موضوع .. ولذلك تجاهلت ذكر هذه الحجج واكتفيت بما هو مقبول في
حججه وذكرتها في السؤال السابق .. ولكن من ناحية أخرى أحببت ذكر هذه الأحاديث
لتكون على معرفة بها وأنها لا تصح وإن كان أحد هذه الروايات مقبول أو محتمل صحته
.. وإليك بيان حكم هذه الأحاديث التي استدل بها الرازي:
1- حديث (محتمل القبول).. من طريق: عَمرو بن أبي سَلَمة، عن زهير
بن محمد عن عبد الله ابن محمد بن عَقيل عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن
الخطاب مرفوعا: (إنَّ الجنةَ حُرمتْ على الأَنبياءِ كلِّهم
حتى أَدخُلَها، وحُرمتْ على الأُممِ حتى تَدخُلَها أُمتي) رواه الداقطني في الأفراد ..، قال عنه ابن حجر: هو على شرط
الحاكم. (اتحاف
المهرة حديث رقم 15355) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): ويقصد بن حجر أن الحديث صحيح
على شرط الحاكم ..، وقد ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفو ولكن من طريق آخر غير هذا
الطريق المذكور هنا حيث لم ينتبه لهذا الطريق ..، والحديث لازال فيها شيء من الضعف
لوجود (عبد الله بن محمد بن عقيل) لأن الكثيرين ضعفوه والبعض أجاز قبول حديثه ..
والله اعلم.
2- حديث (ضعيف) .. (أنا أوَّلُ النَّاسِ خُروجًا إذا بُعِثوا،
وأنا قائدُهم إذا وفَدوا، وأنا خطيبُهم إذا أنصَتوا، وأنا شفيعُهم إذا حُبِسوا،
وأنا مبشِّرُهم إذا أيِسوا، لواءُ الكَرَمِ يومَئذٍ بيَدي، ومفاتيحُ الجنَّانِ
بيدي، وأنا أَكرَمُ ولدِ آدمَ على ربِّهِ عزَّ وجلَّ ولا فَخرَ) رواه أبو نعيم في الدلائل
والدارمي والترمذي.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث فيه ضعف .. لأن في
سنده "ليث بن أبي سليم" ..، ولكن له شواهد من أحاديث أخرى صحيحة.
3- حديث (ضعيف) .. (جلسَ ناسٌ منْ أصْحابِ رسولِ اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم، فخرجَ فسمِعَهُمْ يَتذاكَرونَ، قال بعضُهُمْ: إنَّ اللَّه
اتّخذَ إبراهيمَ خَليلًا، وقالَ آخرُ: موسُى كلَّمهُ اللَّه تكليمًا، وقالَ آخرُ:
فعيسَى كلمةُ اللَّه وروحُهُ، وقالَ آخرُ: آدمُ اصطفاهُ اللَّه.
- فخرجَ عليهم النَّبيُّ صلى
اللَّه عليه وسلم فسلم وقال: قدْ سمِعتُ كَلامَكُمْ وعَجَبَكُمْ أنَّ إبراهيمَ
خليلُ اللَّه وهوَ كذلكَ، وموسَى نَجِيُّ اللَّه وهوَ كذلكَ، وعيسَى روحُهُ
وكلمتُهُ وهوَ كذلكَ، وآدمُ اصطفاهُ اللَّه وهوَ كذلكَ، ألا وأنا حَبيبُ اللَّه ولا
فَخْرَ، وأنا حامِلُ لِواءِ الحمدِ يومَ القِيامةِ، تحتهُ آدمُ فمَنْ دونُه ولا
فَخْرَ .. وأنا أوَّلُ شافِعٍ وأوَّلُ مُشفَّعٍ يومَ القِيامةِ ولا فَخْرَ، وأنا
أوَّلُ مَنْ يُحرِّكُ حِلَقَ الجنَّةِ .. فيَفتحُ اللَّه ليَ فيُدْخِلْنيها ومعِي
فقراءُ المؤمنينَ ولا فَخْرَ .. وأنا أكْرَمُ الأوَّلينَ والآخِرينَ على اللَّه
ولا فَخْر) رواه الدارمي في مسنده وسننه ورواه الترمذي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): والحديث فيه ضعف .. وفي سنده
"زمعة بن صالح" وهو ضعيف الحديث..، ولكن له شواهد من أحاديث أخرى صحيحة
من أول لفظ (وأنا حامل لواء الحمد - إلى آخر الحديث).
4- حديث (ضعيف جدا) .. عن أبي
هريرة قال قال رسول الله: (اتخذ الله إبراهيم
خليلا، وموسى نجيا، واتخذني حبيبا ثم قال: وعزتي وجلالي لأؤثرن حبيبي على خليلي
ونجيي) رواه البيهقي
في شعب الإيمان .. وذكره بن
الجوزي في الموضوعات ج1 ص290 وقال حديث لا يصح.
5- حديث (موضوع) .. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ،
وَعَلِيٌّ سَيِّدِ الْعَرَبِ) رواه الحاكم
.. وقال الذهبي: وضعه بن علوان.
- وكان الإمام الرازي ذكر الحديث السابق بوصف (أنا سيد العالمين وعلي سيد العرب) في الرواية المروية عن السيدة عائشة .. ولا
وجود للفظ (أنا سيد العالمين) .. وفي كل الأحوال
الحديث باطل .. ولكن أردت التوضيح ..!!
@- ولكن
للمعلومية .. فإن لفظ (سيد العالمين) أتى في قصة حكاها الصحابي أبي موسى
الأشعري إذ قال: (خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّام
وَخرج مَعَه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ
قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ
فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلَا
يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ قَالَ فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ
يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ هَذَا رسولُ ربِّ
الْعَالِمِينَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالِمِينَ) رواه البزار وابن أبي شيبه في مصنفه والحاكم والترمذي .. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه ..، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين..، وأشار
الألباني للصحته في المشكاة برقم 5917 ..، وفي المرقاة 5ج5 ص472 نقل القاري عن
الجزري قوله: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح أو أحدهما ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مرسل صحابي ولعله سمع
هذه القصة من النبي أو أخبره بها صحابي آخر .. لأن أبي موسى الأشعري وإن كان من
أوائل من أسلموا في مكة وهاجر للحبشة إلا أن هذه القصة حدثت للنبي وهو بعمر ما بين
عشر واثنا عشر سنة .. فأكيد أبو موسى سمعها من النبي كعلامة من علامات البتبشير
بالنبوة كان النبي يحكيها لأصحابه.
- والله أعلم.
#- ملحوظة: سبق وذكرنا في الفصل السابق .. حديث (توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم) والبعض يستدل بهذه الرواية على علو مقام النبي محمد .. وهذا خطأ .. لأن هذا ليس حديث ولا وجود له أصلا كحديث في كتب أهل العلم .. وإنما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير وأيدك بروح منه
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين والأولين والآخرين وخلق الخلق أجمعين صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى آله وسلم
فصل جميل وممتع جزاك الله كل خير أستاذي الفاضل خالد وربنا يجعل هذا العمل الرائع في ميزان حسناتك يارب العالمين.
ردحذفوأعجبتني نقطة إن حضرتك ذكرت الأحاديث الضعيفة عن العلماء التى يستدلون بها على علو مكانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على باقي الأنبياء وهذا وإن دل فيدل على صدق حضرتك في التحقيق في العلم وعلى الأمانة العلمية في النقل والكتابة والنشر وربنا يزيد حضرتك من فضله يارب العالمين.
....................................................
اللهم صل على سيدنا محمد إمام المتقين وسيد المرسلين ورسول رب العالمين وأكرم الخلق آجمعين صلوات الله وسلامه عليه في كل وقت وحين يارب العالمين.
.ليطمئن قلبك..
ردحذف💭 لن يكون همّك أعظم من هم يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت..
ولن يكون كألم أيوب عليه السلام الذي تجرع مرارة المرض سنين عددًا..
ولن يكون كحزن يعقوب عليه السلام عندما ابيضت عيناه من الحزن..
ولن يكون كشعور أم موسىٰ حين أخذ العدو ابنها..
ومع ذلك جاءهم فرج الله!
سنة الله في هذه الحياة أن الابتلاءات يتبعها جبرٌ ويسرٌ وتيسير.
فما تظنه صعب عسير هو عند ربك هين يسير فقط كن على يقين بأنه قدير وسترى لطفه الجميل في تحقيق ما تريد.
#ـ ثق بربك فدوام الحال من المحال.
🌿
منقول
والصداقة علاج أحسن من الطب، لأن التكاشف فيها يتم عن تراض وعن تعاطف وعن حب وعن ثقة ..بدون غرض وبدون أجر ..الصداقة لها أيد ناعمة تستل الأسرار من مكامنها وتحفظها وتحنو عليها ..وتضمد الجراح وتأسو الآلام..
ردحذفالصديق طبيب عظيم لا يقدر بثمن..
احتفظ بصديق تفتح له قلبك..وتكشف له خباياك وجروحك..صديق تغضب معه ..وتثور معه..وتكره معه .
إن الصديق أحسن وقاية من الصدمات ..لأنك فى كل مرة تكاشفه فيها ..تتحلل نفسك ..ثم يتم تركيبها من جديد فى سياق سليم..
د.مصطفى محمود
❤️من أجمل ما قيل❤️..
ردحذفاستلطفوا بعضكم وأنتم أحياء فإن الشوق بعد الممات لا يطاق ..
امسح الخطأ لتستمر الأخوة ..
ولا تمسح الأخوة من أجل الخطأ..
عندما تتعرض للإساءة ..
فلا تفكر في أقوى رد..
بل فكر في حفظ الود..
الأحباب الصادقون من استمروا متحابين .. فأحسنوا في ذلك فإن الله يحب المحسنين ..
قيل لحكيم .. أي الأمور خير ؟؟
قال .. دين يشفع, ومال ينفع,
..وأخ يسأل ولا يقطع..
..وصحبة صالحة في ظل العرش تجمع ..
منقول
❤️
اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب الرؤوف الرحيم الشفيع المشفع العالي القدر عظيم الجاه وعلى آله وسلم
ردحذفجزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
قال لي وهو يشير إلى السماء..
ردحذفيا ولدي..
كلّ قلبٍ قاحل يلجأ لله، يرجع مُزهراً..
وكل عينٍ دامعة تأوي إلى الله، تغدو قَريرة..
يا ولدي..
(إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل..)
أفلا تتوب؟
يا ولدي..
لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتَ الله وجدتّه غفّاراً..
ولو أسرفت على نفسك وظلمتها ظلماً كبيراً، ثم أقبلت على الله تائباً، وجدته توّاباً..
يا ولدي..
لَله أفرحُ بتوبتك، من فرحِك براحلتكَ التي وجدتها بعد ضياعٍ في أرضِ فلاة..
يا ولدي..
اللهُ ينادي عبده مُترفّقاً
ولطف الله ينساب انسياباً
لا تقنطوا من رحمتي فأنا الذي
اعفو عن كل قلبٍ إليّ أنابَ
يا ولدي،،
وهل كَـ بَابِ الله باب؟
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي واغفر لنا
ردحذف