الجمعة، 17 أكتوبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج2: رسالة النبي ابراهيم وطلب اليقين من الله - كيف يكون الصدق في طلب الحق سببا في إمدادك ببصيرة يأخذك بها الله منك إليه لتتعرف عليه كما يظهر ذلك من قصة إبراهيم عليه السلام - صدق التوجه في طلب الله يكسبك تأييدا من الله بالمعرفة الصحيحة ويطهر عقلك وقلبك.

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حول قوله تعالى (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

ونظرات وتأملات حول مطلب إبراهيم عليه السلام

(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)

(الفصل الثاني)

صدق التوجه إلى الله يكسبك بصيرة وتأييدا من الله بالمعرفة الصحيحة ويطهر عقلك وقلبك.كما حدث ذلك مع إبراهيم عليه السلام

#- فهرس:

:: الفصل الثاني :: صدق التوجه إلى الله يكسبك بصيرة وتأييدا من الله بالمعرفة الصحيحة ويطهر عقلك وقلبك كما حدث ذلك مع إبراهيم عليه السلام ::

1- س3: كيف يكون الصدق في طلب الحق سببا في إمدادك ببصيرة يأخذك بها الله منك إليه لتتعرف عليه كما يظهر ذلك من قصة إبراهيم عليه السلام ؟

#- أولا: إبراهيم يتيقن أن للكون ربا واحد لا شريك له ليس من جنس الوجود.

#- ثانيا: صدق التوجه في طلب الله يكسبك تأييدا من الله بالمعرفة الصحيحة ويطهر عقلك وقلبك.

================

:: الفصل الثاني ::

================

 ..:: س3: كيف يكون الصدق في طلب الحق سببا في إمدادك ببصيرة يأخذك بها الله منك إليه لتتعرف عليه كما يظهر ذلك من قصة إبراهيم عليه السلام  ؟ ::..


#- قال تعالى: (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام 75 - 79.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: إبراهيم يتيقن أن للكون ربا واحد لا شريك له ليس من جنس الوجود.

1- نلاحظ من الآيات السابقة: أن نظرة إبراهيم للفلك الأعلى في السماء رغبة منه في التعرف على الرب الحق للوجود .. لإنكاره ما يعبده البشر في زمنه .. ثم البصيرة في عقله ليفهم أن الرب لا يكون بالحجم ولا بارتفاعه في السماء .. إنما هو موجود ولكنه ليس جسدا مدركا للعين أو ملموسا باليد .. وكان هذا في حد ذاته يقين قد وصل إليه إبراهيم أن الله ليس من جنس الماديات المخلوقة .. ليس من جنس هذا الوجود وإنما هو خالق هذا الوجود .. والخالق لا يمكن أن يكون مخلوقا.

 

2- فالله قد جعل إبراهيم يلتفت إلى جزئية (فلما أفل) أي غاب - (فلما أفلت) أي غابت .. والله لا يغيب عن تدبير شئون ملكه لأنه قيوم .. فلا يمكن أن تكون هذه الأجرام السماوية ربا للكون.

 

3- ولكن هنا العقل يقول: إذا كان إبراهيم يرى ذلك هذا الحدث وهو غياب الشمس والقمر والكوكب .. وهو ظاهرة متكررة كل يوم في حياته بل وجميع قومه يرون ذلك .. ولكن لماذا إبراهيم لم ينتبه لجزئية (فلما أفل) - (فلما أفلت) إلا في ذلك الوقت ؟!!

 

- لأنه عزم على صدق التوجه في معرفة الحق .. وسعى لتحقيق ذلك دون وضع مبررات وأسباب ولم يسمح أن يضعفه عالم الأسباب في الرجوع عن ذلك مهما حدث له ..، ولذلك جعله الله يلتفت لجزئية (فلما أفل) - (فلما أفلت) ..، ثم حققه الله مرة أخرى بيقين المعرفة الإلهية في عالم الأرض من خلال رؤيته لكيفية إحياء الموتى (كما سيأتي بيان ذلك في سؤال قادم) .. فجعله متحققا باليقين في السماء وفي الأرض.

 

4- ولكن نلاحظ في ختام الآيات أن إبراهيم قال: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ولم يقل إبراهيم: "وجهت وجهي لله" ونفي عن نفسه تهمة الشرك .. وتوقف على ذلك ؟ فلماذا ؟

 

- (قلت عن رأي خاص): حتى نفهم أن إبراهيم حتى هذا المشهد هو اكتسب المعرفة الربانية بأن للكون ربا واحد هو خالقه .. وهذا ما تحقق به قلبه بكل يقين .. ولكن من هو هذا الرب ؟

- فهذا هو ما سنعرفه إن شاء الله من خلال قول إبراهيم: (رب أرني كيف تحي الموتى).

 

#- ثانيا: صدق التوجه في طلب الله يكسبك تأييدا من الله بالمعرفة الصحيحة ويطهر عقلك وقلبك.

- من خلال الآيات السابقة في قصة إبراهيم عليه السلام .. نفهم الآتي:

1- أن صدق التوجه في طلب الحق بصدق أي بعزيمة محققة في الواقع .. دون تراجع أو ملل أو زهق .. فهذا الصدق يكسبك من الله بصيرة عقلية مصحوبة بفكر رشيد وحكمة إيمانية صحيحة .. وذلك نتيجة تغير حدث في قلبك بنور من الله يقذفه فيه فيغير من أوصافه ليكون متوجها للحق.

 

- وطبعا بقدر إخلاصك مع ربك ظاهرا وباطنا وتوكلك عليه ورضاك بما قسمه لك .. بقدر تغير أوصافك .. إذ أن صدق التوجه إلى طلب الحق وأنت عبد تريد القرب من الحق .. حتلاقي تأييد في قلبك يوجهك .. لأن صدق التوجه إلى الحق معناه أنت تقول: اللهم أنت مقصودي ورضاك مطلوبي .. فأريدك أنت يارب ولك إخلاصي وعليك توكلي وراضي بم قسمته لي إذ ماض فيَّ حكمك وعدل فيَّ قضاؤك وقد رضيت بك يارب.

 

2- كل إنسان يصدق في التوجه إلى الله .. دون أن يتحجج بأعذار ويقاوم ويجاهد نفسه طلبا في أن يكون مؤمنا حقا .. فإن الله يؤيده بطرقه الخاصة إذ قال جل شأنه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) العنكبوت:69 ..، أي من يقاوم شهواته المذمومة ويبتعد عن المعاصي ويقوم بتنفيذ طاعة الله .. أي مهاجرا إلى الله قاصدا طاعة الله قربا من الله وابتغاء مرضاة الله .. فمؤكدا سيهديه أي سيرشده الله على الطريق إليه .. ويحققه به طالما صادقا في ذلك.

 

3- فليس بالضرورة أن يكون حالك مثل إبراهيم عليه السلام .. لا .. فالله قدير على أن يؤيدك بطرقه الخاصة التي لا حصر لها .. ولذلك تجد كل المؤمنين الذين آمنوا بالأنبياء والرسل كان لله طرقه الخاصة التي يسلكها في قلوب عباده الصادقين في أن يكونوا مؤمنين به .. وكم تعذب المؤمنين مع رسلهم بسبب إيمانهم .. ولكن عزيمة الصدق في إيمانهم بالله هي التي كان الله يمدهم من خلالها في قلوبهم بالتثبيت على الإيمان والصبر على الإيذاء .. فانتبه وكن بصير.

 

4- إذن من طلب القرب من الله بصدق .. وجد لذة العبودية .. والصدق هو مطابقة طلب الحال للواقع .. فمثلا: أريد أن أكون مؤمن حقا .. فما الدليل على ذلك في الواقع ؟!!

- الدليل حينئذ هو: "إن تطابق الحال الذي ترجوه" وهو القرب من الله .. "مع الواقع الذي تفعله" مخلصا فيه لله .. فإن تطابق الحال مع الواقع كنت صادقا في توجهك إلى الله .. إذ أن الواقع شاهد إثبات .. وما عدا ذلك فهو أماني تخدع بها نفسك.

 

5- وقد يحدث لك صدق توجه إلى الله في لحظات معينة .. مثل أوقات التوجع والألم .. أو أثناء الدعاء أو عند التوسل إلى الله لرفع بلاء .. ولكن هذه أحوال مؤقته لا تكسبك لذة عبودية دائمة ولكنها حال إيماني طيب أيضا ..، وإنما ما نتحدث عنه هو الدوام والاستمرارية في حال العبودية .. وليس لحظة عابرة وانتهت وكانت نتيجة مشكلة ما صادفتك ..

- وأيضا ليس المقصود من كلامي أن تكون متعبدا في غرفة ليلا ونهارا .. وإنما المقصود من كلامي أن تكون مراقبا لأفعالك وسلوكك ومعاملاتك كلها لتكون كما طلب الله منك .. مع الإلتزام بما أمرك بفعله ونهاك عنه .. فهذه هي عبادة الليل والنهار.  

 

6- ولذلك صدق التوجه إلى الحق جل شأنه .. أساسه الصدق في الإلتزام بأوامره وذلك ابتغاء مرضاته .. أي تريد أن تكون مؤمنا حقا في ظاهرك وباطنك من خلال مجاهدة نفسك وتزكيتها .. وليس لغرض في نفسك وهو أن تكون مشهورا دينيا أو لتشعر أنك مميز بين الناس بالعبادة أو لظنك أنك مع العبادة الكثيرة ستكتسب كرامة تشتهر بها بين الناس .. لا .. فهذه نفوس ضائعة في الحياة .. تحتاج لتقويم إيماني ..!!

 

7- ولذلك ننتبه إلى أن سيدنا إبراهيم .. كان حاله أنه مريدا في معرفة الحق أي طالبا للحق ولا يريد غير الحق .. ولم يلتفت لمن حوله من الناس .. لأنه أسقطهم من نفسه إذ لم يجد لديهم منطق مقنع في مسألة عبادة الأصنام .. ولذلك لما كان إبراهيم صادقا ومخلصا في طلب الحق .. رزقه الله بصيرة المعرفة الصحيحة ليوقن أن للكون ربا واحد يدبره هو خالق الوجود.

 

8- وكذلك حال المؤمن .. إذا سرى نور الحق في باطن حتى يسكن قلبه ويتمكن من باطنه .. فيخرج هذا النور من قلبه ساريا في كل أعضاءه .. فيزيده حكمه في عقله وقوة إيمان في قلبه .. ويصبح ظاهره وباطنه دليلا على الحق .. لأن كل أفعاله هي بنور الحق الساري فيه .. ولذلك قال رب العزة في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه .. وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ .. فإذا أحْبَبْتُهُ .. كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به .. وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به .. ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها .. ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ .. ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري.

 

#- معنى (بالنوافل): وهي كل عمل صالح تبتغي به وجه الله خلاف الفرائض أي خلاف ما فرضه الله عليك مثل صلاة قيام الليل وإخراج الصدقة وما شابه.


9- وأخيرا أذكر شيئا هاما جدا .. وهو أن ما نفهمه من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في توجهه إلى ربه .. هو أن إبراهيم لم يحتاج إلى إذن من أحد حتى يتوجه إلى الله .. ولم يكن له سلسلة مشايخ في الوصول إلى الله .. ولم يعطيه أحد إذن ليذكر الله .. ولم يعطيه أحد إذن ليختلي مع الله .. ولم يعطيه أحد إذن ليعتزل الناس .. بل كان مشايخه هم الصدق والإخلاص في توجهه لمعرفة الحق رب الكون وخالقه .. ثم التفويض والتسليم والرضا بالله مع دوام الإنابة إليه .. مع كونه حليما مع الناس يحتملهم قدر استطاعته .. فهذه الأوصاف القلبية كانت هي مشايخ وسلسلة السند لإبراهيم عليه السلام في طريقه إلى الله .. وكانت هي سببا في تحقيق القلب السليم الذي يحبه الله.

- فلا تجعل أحد يوهمك .. بأن الدعاء أو الذكر أو العزلة مع الله يحتاج لإذن من شيخ .. بل هذه عبادات تحتاج منك لصدق في التوجه إلى الله لأنك تحب القرب منه .. وإخلاص في العمل مع الله ابتغاء مرضاته .. ورضا بالمقسوم ولسان حالك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك .. لتتذوق طعم الإيمان وتحب العبادة.  

  

#- خلاصة القول:

1- أن إبراهيم كان صادقا في عزيمته في التعرف على حقيقة خالق الوجود .. هل هو في الأرض .. أم في السماء .. أم أين .. أم لا أين ؟ من هو ؟!!

 

2- ولم يكن يبالي بما سيقوله عنه الناس .. سواء شاتموه او تنمروا عليه أي استخفوا به أو ضربوه .. فالذي يهمه أن الحق مقصوده ورضاه مطلوبه.. ولن يوقفه أحد في هجرته إلى ربه خالق الكون للتعرف عليه.

 

3- ولما كان القلب محل نظر الله .. والله يعلم بصدق توجه إبراهيم .. فسخر له أسباب الإيمان بكونه ربا خالقا للكون لا شريك له.

- فهو اختار طلب الحق بصدق توجه .. والله يسر له أسباب الوصول والهداية إليه.

 

4- من صدق في الإلتزام مع الله ظاهرا (معاملاته) وباطنا (تزكية قلبه) .. أوصافه تتبدل شيئا فشيئا .. وكأنه يتم ولادته من جديد بمعرفة صحيحة .. تجعله دائما مطمئن القلب ومستشعرا بمعية ربه له .. ويشعر كأن عقله وقلبه قد تبدلا ويستغرب لماذا لم أكن كذلك من قبل ؟

- والجواب: لأنك لم تكن صادق في القرب من الله من قبل .. ولكنك كنت تتمنى فقط.

- ولذلك من يريد القرب من الله بدون سعي في مجاهدة نفسه وتزكيتها أي تطهيرها من الأخطاء والاغلاط والمعاصي .. فهذا سيظل في مكانه فقط يتمنى القرب من الله.. ونرجو للجميع أن يرزقه لذة تذوق الإيمان والقرب منه.

- والله أعلم. 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 5 تعليقات:

  1. اللهم صلى محمد وآل محمد 🌹
    اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك 🌸

    ردحذف
    الردود
    1. - السادة الأفاضل تم إضافة جزئية للموضوع :
      - وهو ما جاء في البند رقم (9|) في آخر الموضوع ويبدأ من قولي (9- وأخيرا أذكر شيئا هاما جدا .. وهو أن ما نفهمه من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في توجهه إلى ربه .. هو أن إبراهيم لم يحتاج إلى إذن من أحد حتى يتوجه إلى الله .. ولم يكن له سلسلة مشايخ في الوصول إلى الله .. ولم يعيطه أحد إذن ليذكر الله ...........) .... إلى آخر الكلام لمن يحب أن يقرأه.
      ================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  2. وعلى سيدنا ابراهيم السلام

    بوركت استاذنا الفاضل .. كلام يبعث بالهمم ويشحذ النفوس عزما .. ويملأ القلوب محبة للإقبال .. اللهم ارزقنا صدق التوجه والافتقار اليك .. وحققنا بكل مايقربنا اليك زلفى .. وامدنا بما هو منك وليس بأنفسنا .. فلا حول لنا ولا قوة إلا بك .. يا ارحم الراحمين

    ردحذف
  3. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل رسالة جميلة وعميقة ومليىة بالكنوز والوصايا القيمة حاولت جمع اهم ما فيها
    -----------
    🕊✍....وصايا  #أ_خالد_أبوعوف لطالبي طريق الإيمان بحق:

    💥- اصدق في توجهك إلى الله، فالله لا يقبل من العبد إلا صدق النية وصفاء المقصد، ومن صدق في طلب الحق أمده الله بنورٍفي قلبه وبصيرة في عقله

    💥- اجعل مقصدك وجه الله وحده، واحذر أن يكون مقصودك من العبادة شهرة او مكانة بين الناس، وإياك أن ترجو كرامة تعرف بها، فقد طلبت غير وجه الله

    💥- الصدق في الالتزام بأوامر الله هو الأساس، فليكن سلوكك الظاهر موافقا لإيمانك الباطن، حتى تصبح أعمالك شاهدة على صدقك

    💥- جاهد نفسك باستمرار، فطريق الإيمان مجاهدة دائمة للنفس والهوى وإياك والملل او الفتور ممها واجهت أو اخطأت ، فمن جاهد طلبا لرضا الله هداه إلى سبله، وأمده بعون خفي من عنده

    💥- إياك والملل أو التراجع في سيرك في طريق الحق ، فالثبات في السعي نحو الله علامة صدق في القلب، ومهما تعثرت قم وأكمل ومن ثبت رزقه الله لذة العبودية وسكينة الإيمان

    💥- راقب أفعالك ومعاملاتك في الليل والنهار، فعبادة الله ليست في الانعزال فقط، بل في صدق العمل، وإتقان السلوك، والالتزام بما أمر الله ونهى، والإحسان إلى الخلق

    💥- احذر الرياء والغرور بالعبادة، فليست كثرة الصلاة أو الذكر دليل القرب إن كان القلب يطلب بها مدح الناس، بل القرب هو صفاء النية في العمل لله وحده

    💥- تأمل في حال سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد صدق في طلب الحق، ولم يلتفت إلى الناس ولم يخش سخريتهم، فكان إخلاصه سببا في أن يقذف الله في قلبه نور المعرفة والهداية

    💥- اعلم أن لكل عبد طريقا خاصا في الهداية، فالله يسوق عباده بطرقه الخفية ، فمن أخلص لله وجد معونته و عنايته، ولو لم يكن نبيا أو رسولا او وليا

    💥- لا تنتظر إذنا من أحد لتتوجه إلى الله او تذكره، فالله لم يجعل بينه وبين عباده وسائط في الدعاء والذكر، وإنما جعل الصدق والإخلاص هما الإذن الحقيقي للوصال والقرب

    💥- مشايخك الحقيقيون هم صفاتك القلبية: صدقك، وإخلاصك، وصبرك، ورضاك، وتفويضك لله....، فهذه الصفات الباطنية هي سندك في السير إليه

    💥- احرص على دوام الإنابة إلى الله، ولا تجعل العبادة حالة مؤقتة في لحظة ألم أو بلاء، بل اجعلها حالا دائما يملأ حياتك في المنع والعطاء

    💥- اعلم أن النور إذا سرى في القلب أضاء الجوارح كلها، فصار العقل حكيما، واللسان صادقا، والجوارح طاهرة، والظاهر والباطن شاهدين على الحق

    💥- أكثر من الفرائض ثم من النوافل، فبها يقترب العبد من ربه حتى يحبه الله، فإذا أحبه كان سمعه وبصره ويده ورجله، كما جاء في الحديث القدسي

    💥-ثق أن من صدق في طلب القرب من الله تغيرت أوصافه، وكأنه ولد من جديد، مطمئن القلب، قوي الإيمان، راض بقدر الله، مستشعر بمعيته في كل حال

    💥- من أراد القرب بلا تزكية للنفس، سيبقى مجرد متمني ،القرب و الوصال يكون بالمجاهدة والعمل مع الله، فطهر نفسك من الغفلة والذنوب، تفتح لك أبواب الفهم والإيمان والسكينة والقرب و الوصال

    💥- القلب هو محل نظر الله، فإذا طهر صدرك وصفا قلبك، سخر الله لك أسباب الهداية واليقين، كما فعل مع خليله إبراهيم عليه السلام

    💥- اطلب الحق من الله بصدق وإلحاح، واجعل شعارك و دعاءك :
    اللهم أنت مقصودي ورضاك مطلوبي .. فأريدك أنت يا رب، ولك إخلاصي وعليك توكلي، وراضٍ بما قسمته لي، إذ ماضٍ فيَّ حكمك وعدلٌ فيَّ قضاؤك وقد رضيت بك يا رب."
    -------------
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. ‏﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا﴾
     
    ثمة أمور يجب تنضج قبل أن تحصل عليها،
    لأنّك لو أخذتها باكراً، لضيّعتها باكراً،
    إنَّ الذي نصر المسلمين في بدر،
    كان قادراً على أن ينصرهم في مكة وهم مستضعفون!
    ولكنّه أخَّر النصر ليربّيهم أولاً،
    لينضجوا، ويعرفوا أنّ الرّسالة التي يحملونها،
    أكبر بكثير من قريش،
    إنّها رسالة التوحيد التي خُلق الكون كلّه لأجلها!
    يا عزيزي: لو كَسرنا البيضة قبل اكتمال نموّ الفرخ فيها، لماتَ!
    ولو حصدنا القمح باكراً، لما صار خبزاً!
    والطعام الذي لا يأخذ حظّه من النّار، يخرجُ نيئاً لا يُؤكل!
    لكلّ شيءٍ أوان، فلا تستعجلْ!
    .
    ‎#رسائل_من_القرآن

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف