الاثنين، 20 أكتوبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج4: رسالة النبي ابراهيم وطلب اليقين من الله - لماذا طلب سيدنا إبراهيم الإطمئنان القلبي فقال (ليطمئن قلبي) طالما هو أصلا مقر بالإيمان حين قال (بلى) - ماذا قال العلماء في طلب إبراهيم لرؤية كيفية إحياء الموتى وتفسير قول إبراهيم (ليطمئن قلبي).

 بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

حول قوله تعالى (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

ونظرات وتأملات حول مطلب إبراهيم عليه السلام

(رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)

(الفصل الرابع)

 تفسير  (قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) - لماذا طلب سيدنا إبراهيم الإطمئنان القلبي فقال (ليطمئن قلبي) طالما هو أصلا مقر بالإيمان حين قال (بلى)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع :: تحقيق القول في قول سيدنا إبراهيم (ليطمئن قلبي) بالرغم من أنه كان مؤمنا - والتعرف على كلام العلماء في مسألة طلب سيدنا إبراهيم إحياء الموتى ::

1- س7: لماذا طلب سيدنا إبراهيم الإطمئنان القلبي فقال (ليطمئن قلبي) طالما هو أصلا مقر بالإيمان حين قال (بلى) ؟

@- استكمالا لما جال بخاطري من معاني حول الآية ..

2- س8: ماذا قال العلماء في طلب إبراهيم لرؤية كيفية إحياء الموتى وتفسير قول إبراهيم (ليطمئن قلبي) ؟

#- أولا: تفسير قوله تعالى (رب أرني كيف تحي الموتى).

#- ثانيا: الروايات التي أشار إليها الطبري في تفسيره لبيان أن شك إبراهيم عليه السلام كان من خلال وسواس أصابه بشك في قدرة الله على إحياء الموتى.

#- ثالثا: ماذا قال العلماء في معنى قوله (ليطمئن قلبي) ؟

================

:: الفصل الرابع ::

================

 

..:: س7: لماذا طلب سيدنا إبراهيم الإطمئنان القلبي فقال (ليطمئن قلبي) طالما هو أصلا مقر بالإيمان حين قال (بلى) ؟ ::..

(استكمالا لما جال بخاطري من معاني حول الآية)

  

- في قوله تعالى: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260 ..، جاء قول سيدنا إبراهيم (ليطمئن قلبي) .. ليعطينا فهما بأن إبراهيم أراد اطمئنانا يسكن في قلبه .. ولكن ما طبيعة هذا الإطمئنان إذا كان هو أقر بالإيمان حينما سأله ربه (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى) ..

- إذن هو مقر بالإيمان .. فما حاجته لهذا الإطمئنان لقلبه الذي لازال فيه انزعاج أو عدم راحة أو ما يتم وصفه بالشك ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- حسب تفسيري للآية لو تتذكر أخي الحبيب من الفصل السابق .. فإن إبراهيم لم يكن نبيا حين قال: (وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) .. ولذلك هذا الإنزعاج القلبي أو عدم الراحة أو الشك .. هو شك واقعي ومنطقي وفي محله لمن كان له عقل رشيد .. ليه ؟

 

1- لأن إبراهيم وإن كان آمن بوجود رب خالق للوجود لا شريك له .. إلا أنه لم يكن يعرف من هو هذا الرب .. ولذلك حينما كلمه ربه .. فقد شك إبراهيم في معرفة حقيقة الصوت الذي يكلمه في نفسه .. أي لمعرفة أن من يكلمه هو ربه حقا خالق الوجود .. أم أن هذا الصوت مجرد هواتف تتلاعب بنفسيته.. وذلك لأن العقل يعجز عن معرفة الحقيقة في المسائل الغيبية لأنها ليست من قانون الأسباب .. ولذلك توقف عقل إبراهيم بين احتمالية أن يكون هذا الصوت الذي يكلمه هو ربه الذي خالق الوجود ولا شريك له .. أم هو صوت هواتف تتلاعب به في نفسه ؟!!

 

2- ونظرا لعجز العقل عن إدراك التحقيق والتمييز في مسألة غيبية .. ولا يمكن للعقل أن يفصل فيها بقرار .. فاختار إبراهيم بطريق العقل أيضا ما يخمد به ثورة الشك والإحتمالية والتردد التي تحير فيها العقل .. فاختار حقيقة واقعية وشاهد إثبات مادي ملموس يتوافق مع طبيعته الإنسانية .. حتى يستطيع أن يحكم فيه بعقله بيقين ويقطع الشك والتردد الذي احتار فيه بعقله .. ولذلك قال (ليطمئن قلبي) أي بيقين واقعي مطمئن لقلبي بأنك أنت الله الذي تحدثني فعلا .. وأمحو من وراء ذلك اليقين كل شك أو تردد أو ظن مغلوط .. إذ لو سكنت الطمانينة قلبي وأصبحت عقيدة .. فلا مجال للعقل أن يناقشها مرة أخرى.

 

3- وحينما قال إبراهيم: (ليطمئن قلبي) .. لم يقل إبراهيم (لتطمئن نفسي) ولم يقل (ليطمئن صدري) .. ولم يقل (لأمحو الشك من قلبي) .. بل قال (ليطمئن قلبي) .. لأن الطمأنينة محلها القلب .. وهذا معناه حدوث انزعاج في القلب تسبب في حدوث خلل منعه من الطمأنة الكاملة.

 

4- وهنا قد تسألني فتقول: هل الشك محله القلب ؟

- لا .. الشك محله العقل .. فهو الذي يحلل المعلومات والأحداث ويميز بين الحق والباطل والصواب والخطأ بقانون الأسباب وذلك حتى يفهم .. وطالما العقل لم يصل لقرار يقين في مسألة .. فيظل الشك أو الإحتمالية بين أن يكون حق أم باطل .. صواب أم خطأ .. هي احتمالية قائمة.

 

#- ولكن لو استقر العقل على ما هو لا يحتمل نقيضين .. وقطع الشك باليقين الوجودي الثابت .. فحينئذ يصدر أوامره للقلب أن يطمئن لأن المسألة لم تعد في حاجة إلى المناقشة مرة أخرى .. ولذلك كان الإطمئنان مستقره القلب .. ولكن الشك من أدوات العقل .. ولذلك حينما قال إبراهيم لفظ الإطمئنان فقد قاله للقلب .. لأن القلب لو استقر فيه اليقين أصبح عقيدة لا يناقشها العقل مرة أخرى .. فانتبه.

     

5- إذن: من خلال تفسير الآية على أن إبراهيم لم يكن نبيا حتى قوله (ليطمئن قلبي) .. فلا إشكالية فيها لا من قريب ولا من بعيد .. وتفسير الآية مستقيم جدا .. بل ويتضح لنا مفهوم قوله تعالى: (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام:75.

 

- فكان رؤية إبراهيم لملكوت السماوت إنما المقصد به رؤية قدرة الله في ملكوته الأعلى من خلال رؤية الفلك الأعلى والبصيرة فيه أنه عالم مخلوق .. وكان ملكوت الله في الأرض برؤية قدرة الله في الأرض برؤيته إحياء الموتى .. فاكتمل له يقين الربوبية بوجود خالق للوجود لا شريك له واكتمل له يقين الألوهية بمعرفة أن الله هو ربه والإطمئنان إلى أن من يكلمه هو الله الإله الحق خالق الوجود فعلا .. ومن بعد ذلك واطمئنان قلبه كاملا بالإيمان أصبح نبيا يأخذ أوامره من الله ... فذهب يدعو قومه .. وحدث له ما حدث من محاولة إحراقه بعد أن كسر أصنامهم.

 

#- هذا هو تفسيري لمجرى أحداث قصة إبراهيم عليه السلام .. والله أعلم.

 

@- وسأذكر لكم في السؤال التالي .. ما قاله بعض علماء التفسير وآرائهم في تفسير الآية الخاصة بطلب إبراهيم لرؤية إحياء الموتى والمقصود عندهم من اطمئنان القلب .. ذلك من باب معرفة العلم.

 

*******************

 

..:: س8: ماذا قال العلماء في طلب إبراهيم لرؤية كيفية إحياء الموتى وتفسير قول إبراهيم (ليطمئن قلبي) ؟ ::..

 

- في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260 ..، جاء قول سيدنا إبراهيم (ليطمئن قلبي) محيرا في التفسير عند العلماء .. إذ أن اللفظ من ظاهرة يدل على وجود شك ظهر وسلك مسلكه في نفس إبراهيم عليه السلام.

 

#- وهنا كذا إشكالية تظهر لمن يفسر الآية باعتبار أن إبراهيم كان نبيا وقت قوله (ليطمئن قلبي) .. فما هي هذه الإشكاليات من وجهة نظري ؟

1- لو كان سيدنا إبراهيم متشككا فهذا لا يجوز على الأنبياء لأنهم معصومين من ذلك وإلا فكيف أصبحوا أنبياء ويشكون في الله من أي ناحية .. وكيف يشكون وهم يدعون قومهم فيقولون لهم: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) إبراهيم:10 .. فكيف يعقل أن يشك إبراهيم في الله من أي ناحية كانت تتعلق بالله وهو وجميع الرسل ينفون الشك في الله من أي ناحية تتعلق بالله ؟!!

 

2- إذا كان نبيا ورسولا لماذا يطلب رؤية كيفية إحياء الموتى .. وأصل الإيمان إنما يكون بالغيب كما مدح الله المؤمنين في قوله (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة:3 ..، فكيف بحال أهل الكمال من الأنبياء والمرسلين ؟!! فسواء رأي كيفية إحياء الموتى أو لم يراها فالأمر من المفترض أن يكون عنده سواء والإطمئنان يكون موجود في كل الأحوال .. ولكن يظهر من كلام إبراهيم أنه إذا لم يرى كيفية إحياء الموتى فسيظل قلبه غير مطمئن ..!!

- وهذا كلام لا يمكن تصديقه في حق نبي أو رسول .. فما بالنا بأبو الانبياء عليه السلام ؟!!

 

3- بل والظن بأن إبراهيم كان نبيا وشك في شيء يتعلق بالله .. فهذا حينئذ فيه اتهام لله بأنه لم يحسن اختيار أنبياءه ولم يكن يعلم ما في أنفسهم وصدق إيمانهم .. وهذا يخالف قوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام:124.

 

#- وبالتالي مما سبق يترتب على هذا الشك مسائل تهدم النبوة والألوهية .. لو افترضنا أن إبراهيم شك وهو نبيا .. !!

 

#- ونظرا لما فيه مسألة إبراهيم من خطورة إظهار إبراهيم بأنه شك .. فهذا جعل غالب العلماء الذين ظنوا أن إبراهيم كان نبيا وقت قوله (ليطمئن قلبي) .. يبحثون عن تفسير لهذه الآية لتأويل مفهوم عدم الإطمئنان عند إبراهيم وأنه ليس شك .. ولو كان شك فما المقصود به .. ولماذا طلب من ربه رؤية كيفية إحياء الموتى.  

 

@- ولكن الحقيقة أن العلماء عليهم أن يثبتوا الشك لإبراهيم من قوله (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ .. إِذْ قَالَ: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260) صحيح البخاري.

 

- فكيف حاول العلماء الذين قالوا بأن إبراهيم كان نبيا وقت قوله (ليطمئن قلبي) .. أن يفسروا هذه الآية تفسيرا مطمئن .. ؟!!

 

#- وإليك بعض مما قاله العلماء.

=======

#- أولا: تفسير قوله تعالى (رب أرني كيف تحي الموتى).

 

- قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ):

- واختلف أهل التأويل في سبب مسألة إبراهيم ربَّه أن يريه كيف يحيي الموتى.

1- الرأي الأول:

- فقال بعضهم: كانت مسألته ذلك ربَّه .. أنه رأى دابة قد تقسَّمتها السباعُ والطيرُ، فسأل ربه أن يريه كيفية إحيائه إياها، مع تفرق لحومها في بطون طير الهواء وسباع الأرض ليرى ذلك عيانًا، فيزداد يقينًا برؤيته ذلك عيانًا إلى علمه به خبرًا، فأراه الله ذلك مثلا بما أخبر أنه أمره به. (تفسير الطبري ج5 ص485 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الأول).

 

#- تعقيب: ذكر الإمام الطبري في ذلك أقوال منسوبة لبعض التابعين .. مثل قتادة والضحاك وبن زيد .. وكلها مجرد أقوال لا دليل عليها.

 

2- الرأي الثاني:

وقال آخرون: بل كان سبب مسألته ربَّه ذلك، المناظرةُ والمحاجَّة التي جرت بينه وبين نمرود في ذلك. (تفسير الطبري ج5 ص486 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الثاني).

 

#- تعقيب: ذكر الإمام الطبري أن قائل هذا القول محمد بن اسحاق وهو من التابعين .. وهو مجرد رأي استنبطه ابن اسحاق من مجادلة النمرود مع إبراهيم .. فأحب إبراهيم أن يرى إحياء الموتي بعد هذه المناطرة.

 

3- الرأي الثالث:

- وقال آخرون: بل كانت مسألته ذلك ربَّه عند البشارة التي أتته من الله بأنه اتخذه خليلا فسأل ربه أن يريه عاجلا من العلامة له على ذلك، ليطمئن قلبه بأنه قد اصطفاه لنفسه خليلا ويكون ذلك لما عنده من اليقين مؤيِّدًا. (تفسير الطبري ج5 ص487 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الثالث).

 

#- تعقيب: ذكر الإمام الطبري لأصحاب هذا الرأي .. حكاية مروية عن التابعي السُدِّي وهو "إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة" .. وهذه الحكاية كانت بين إبراهيم وملك الموت .. ولم أذكرها لطولها ولكونها باطلة إذ لا مصدر لها .. وهي أشبه بالتأليف القصصي .. ولا أدري هل السدي هو من تصورها أم سمعها من شيخ قصَّاص متهم في صدقه ولذلك لم يذكر السدي المصدر الذي نقل عنه هذه القصة .. وعموما (إسماعيل السدي) ممن لا يحتج بمروياته كذلك قال الطبري وأبو حاتم ..!!

 

4- الرأي الرابع:

 - وقال آخرون: قال ذلك لربه لأنه شك في قدرة الله على إحياء الموتى. (تفسير الطبري ج5 ص489 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الرابع).

 

#- تعقيب: ذكر الطبري عدة روايات لتأكيد الرأي القائل أن إبراهيم كان شكه في قدرة الله على إحياء الموتى من خلال وسواس أصابه في مسألة القدرة على إحياء الموتى .. وذكر الطبري في ذلك آثار عن الصحابي عبد الله بن عباس ، وأثر عن التابعي عطاء بن أبي رباح، وحديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم..، وسأذكر لك بيان تحقيق هذه الروايات التي ذكرها الطبري في البند (ثانيا) لأنها جمعت كلام صحابي  وتابعي ونبي.

 

5- وبعد أن ذكر الطبري الآراء السابقة ختم الطبري برأيه واختار الرأي الأخير .. فقال: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية .. ما صحَّ به الخبر عن رسول الله صلى أنه قال وهو قوله: (نحن أحق بالشك من إبراهيم .. قال: رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أولم تؤمن؟ .....) .. ، وأن تكون مسألته ربَّه ما سأله أن يُريه من إحياء الموتى .. لعارض من الشيطان عرضَ في قلبه .. كالذي ذكرنا عن (ابن زيد) آنفًا: من أن إبراهيم لما رأى الحوت الذي بعضه في البر وبعضه في البحر، قد تعاوره دواب البر ودواب البحر وطير الهواء .. ألقى الشيطان في نفسه فقال: متى يجمع الله هذا من بطون هؤلاء ؟

- فسأل إبراهيم حينئذ ربه أن يريه كيف يحيي الموتى .. ليعاين ذلك عيانًا، فلا يقدر بعد ذلك الشيطان أن يلقي في قلبه مثل الذي ألقي. (تفسير الطبري ج5 ص491-492).

======

#- ثانيا: الروايات التي أشار إليها الطبري في تفسيره لبيان أن شك إبراهيم عليه السلام كان من خلال وسواس أصابه بشك في قدرة الله على إحياء الموتى:

 

1- أثر رواه الطبري عن الصحابي بن عباس:

#- (أثر ضعيف) .. عن مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ: (فِي قَوْلِهِ: (وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260 .. قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْهَا) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف .. لأن فيه انقطاع بين (أيوب السختياني) وبين (بن عباس).

 

#- (أثر ضعيف) .. عن زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: (اتَّعَدَ (أي تواعد) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَنْ يَجْتَمِعَا .. قَالَ: وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ شَبَبَةٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَرْجَى لِهَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) الزمر:53 .. حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا إِنْ كُنْتَ تَقُولُ إِنَّهَا، وَإِنَّ أَرْجَى مِنْهَا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260) رواه الطبري في تفسيره..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف .. لأن فيه رجل مبهم مجهول لم يذكر اسمه.

 

- وسبب قول بن عباس أنها (أرجى آية): بمعنى أن المؤمن يرجو من ورائها عفو ما يخطر على الصدور من الوساوس في حق الله ..

- وهذا رأيي في تفسير كلام بن عباس لو صح .. وسبب رأيي ذلك لأن ابن عباس يظن أن سبب طلب إبراهيم رؤية إحياء الموتى هو دخول شك في نفسه نتيجة وسواس من الشيطان .. ودليل ذلك ما جاء في الروايتين التاليتين:

 

#- (أثر ضعيف) .. عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: (إلْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو .. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَرْجَى عِنْدَكَ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) الزمر:53 .. فَقَالَ: لَكِنَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260 .. هَذَا لِمَا فِي الصُّدُورِ وَيُوَسْوِسُ الشَّيْطَانُ .. فَرَضِيَ اللَّهُ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ بِقَوْلِهِ (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى) البقرة: 260) رواه الحاكم وقال: صحيح ..، وقال الذهبي فيه انقطاع ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): وجه الإنقطاع الذي أشار إليه الذهبي هو أن (محمد بن المنكدر) لم يثبت له سماع من بن عباس .. فتكون الرواية مرسلة حينئذ .. وإذا كان مولد (محمد بن المنكدر) قبل سنة ستين بيسير كما قال الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب ج4 ص474 ..، وكانت وفاة بن عباس سنة (ثمانية وستون هجريا) .. فمن المستحيل أن يكون (محمد بن المنكدر قابل بن عباس لأنه كان حينئذ رضيع وقت وفاة بن عباس ..!! بل ويظهر من سياق الرواية أن محمد بن المنكدر يرويها وكأن قد بلغه هذا الحكاية ولكن لم يسمعها من بن عباس ولا من عبد الله بن عمرو بن العاص .. والله أعلم.

 

#- وكذلك جاء في (أثر فيه ضعف): من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث قال حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ قَالَ: (إلْتَقَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَيُّ آية في القرآن أرجا عِنْدَكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: قَوْلُ اللَّهِ: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَكِنْ أَنَا أَقُولُ: قَوْلُ اللَّهِ: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تحي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى) فَرَضِيَ من إبراهيم قَوْلَهُ: (بَلَى) فَهَذَا لِمَا يَعْرِضُ فِي الصُّدُورِ، وَيُوَسْوِسُ بِهِ الشَّيْطَانُ) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): السند فيه ضعف بسيط .. لأن عبد الله بن صالح كاتب الليث كان سيء الحفظ .. والبعض حسن حديثه والبعض ضعفه.

 

#- وقال الإمام بن حجر في أثر بن عباس: رُوي من طرق يشد بعضها بعضاً. (فتح الباري ج6 ص474) ..، وكلام الإمام بن حجر يوحي بأنه لا يوجد سند مستقيم لرواية بن عباس .. ولكن تعدد طرق هذا الأثر فيه إشارة لاحتمالية صحة الأثر.

 

#- ومقصد استدلال الإمام الطبري بأثر بن عباس .. أن إبراهيم أصابه وسواس شككه في قدرة الله على إحياء الموتى ..!! لأن الإمام الطبري ذكر رأي بن عباس فيمن كان رأيهم أن شك إبراهيم كان في قدرة الله على إحياء الموتى ...!!

 

@- وتعقيبا على أثر بن عباس وعن رأيي الخاص (خالد كاتب الرسالة): يمكن قبول أثر بن عباس في تفسيره للآية لو كان الظن في إبراهيم أنه ليس نبيا حين طلب رؤية إحياء الموتى .. فحينئذ لا إشكالية ولا مانع من تفسير كلام عبد الله بن عباس.

 

#- ولكن لو كان الظن في إبراهيم أنه كان نبيا حين طلب رؤية إحياء الموتى .. فأجدني أُبرِّأ ابن عباس من هذا التفسير .. ولا أظنه قال بهذا الرأي حينئذ في الآية .. ليه ؟

أ- لأنه كيف يشك إبراهيم في قدرة الله .. والشيطان لا سلطان تمكين له له على الأنبياء والمرسلين ؟!! فكيف يقال حينئذ أنه وسواس قد سبب لإبراهيم شكا وهو نبيا حتى طلب يقينا يطمئن به ؟!! فهذا حينئذ وسواس تمكين وليس مجرد وسواس عابر ؟!! وهذا ما لا يمكن أن أتصور أنه رأي تفسيري لابن عباس .. والله أعلم.    

 

ب- ولأن الشك في قدرة الله على الإحياء لا يمكن أن يظنه ولي فكيف يظنه في نبي ؟!! بل كيف يكون نبيا ويشك في قدرة الله ورسل الله تنكر الشك على الله أمام قومهم كما سبق وذكرنا ذلك كما قال جل شأنه: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) إبراهيم:10 .. فكيف يعقل أن يشك إبراهيم في الله من أي ناحية كانت تتعلق بالله وهو وجميع الرسل ينفون الشك في الله من أي ناحية تتعلق بالله ؟!! - والله أعلم.

 

2- أثر رواه الطبري عن التابعي عطاء بن أبي رباح.

- من الآثار التي استدل بها الطبري .. للرأي القائل أن إبراهيم حدث له شك في قدرة الله .. هو (أثر ضعيف جدا) عبارة عن رأي تفسيري .. قد رواه الطبري فقال: حدثنا القاسم، قال: حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن قوله: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) ... قال: دخل قلبَ إبراهيم بعضُ ما يدخل قلوبَ الناس .. فقال: (رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى) ، قال: (فخذ أربعةً من الطير) .. ليريه) رواه الطبري .. (قلت خالد صاحب الرسالة): هذا رأي تفسيري عن التابعي عطاء بن أبي رباح .. وهو أثر ضعيف جدا في سنده .. وفيه (القاسم بن الحسن) شيخ الطبري .. وهو مجهول ولا يوجد له ترجمة .. وهو الذي روى عن (الحسين بن داود المصيصي) .. قال عنه الشيخ أكرم الأثري: القاسم بن الحسن، من الحادية عشرة، لم أعرفه، ولم أجد له ترجمة، ولم يعرفه الشيخ شاكر قبلي وتردد فيه واضطرب وتمنى أن يجد له من الروايات ما يدله على ترجمته، ولم يتعرض الشيخ التركي في تحقيقه " لتفسير الطبري " (1/ 122) لترجمته بشيء، وقد صحح اسم أبيه من الحسين إلى الحسن .. روى عن: الحسين بن داود المصيصي - الملقب (سنيد). (راجع معجم شيوخ الطبري ترجمة برقم 242 - مختصرا في كلامه) ..، وفيه (الحسين بن داود المصيصي) وهو ضعيف الحديث .. قال عنه ذلك الشيخ أكرم الأثري: (راجع معجم شيوخ الطبري ص 417 - مختصرا في كلامه).

 

3- حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- ومما استدل بها الطبري على الرأي القائل بأن إبراهيم طلب الإطمئنان القلبي لحدوث وسواس من الشيطان شككه في القدرة على إحياء الموتى .. كان حديث نبوي صحيح .. وهذا مثال ما استدل به:

- جاء في (حديث نبوي صحيح) - عن  أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نحنُ أحق بالشك من إبراهيم .. قال: رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) رواه الطبري في تفسيره وأصله في البخاري.

======

#- ثالثا: ماذا قال العلماء في معنى قوله (ليطمئن قلبي) ؟

 

- قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ) الآراء الخاصة بتفسير هذه الآية على أقوال وهم:

1- الرأي الأول:

- معنى قوله: (ليطمئن قلبي) ليسكن ويهدأ باليقين الذي يستيقنه.

- وهذا التأويل الذي قلناه في ذلك .. هو تأويل الذين وجَّهوا معنى قوله: (ليطمئن قلبي) إلى أنه: ليزداد إيمانًا أو إلى أنه: ليوقن. (تفسير الطبري ج5 ص492 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الأول).

 

#- تعقيب: ذكر الطبري ممن قالوا بهذا الرأي جماعة من التابعين وهم سعيد بن جبير والضحاك وقتادة والربيع بن أنس ومجاهد بن جبر.

 

2- الرأي الثاني:

- وقد ذكرنا فيما مضى قولَ من قال: معنى قوله (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي): بأني خليلك. (تفسير الطبري ج5 ص493 – وليس من قول الطبري لفظ الرأي الثاني).

 

#- تعقيب: يشير الطبري بلفظ فيما مضى لتفسير منقول عن التابعي سعيد بن جبير وهو أتى من خلال (سند ضعيف جدا) .. عن عمْرُو بْنُ ثَابِتٍ بن أبي المقدام بن هرمز، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ((وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) البقرة:260 .. قَالَ: بِالْخُلَّةِ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا فلا يصح نسبة هذا التفسير لسعيد بن جبير .. وذلك لأن في السند (عمرو بن ثابت بن هرمز) هو متروك الحديث .. قال عنه ابن معين: ليس بشئ - وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون ..، وقال النسائي: متروك الحديث ..، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات ..، وقال أبو داود: رافضي ..، وقال البخاري: ليس بالقوى عندهم. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 6340).

 

#- وكيف يمكن أن يصح هذا التفسير .. إذ كيف يعقل أن يشك سيدنا إبراهيم في أنه خليل الله بعد أن أخبره الله بذلك ويريد اختبار الله في ذلك ؟!!

- وعموما لا أصدق أن هذا تفسير منسوب التابعي سعيد بن جبير .. خاصة والسند الذي نقل عنه هذا التفسير تالف ولا يصح.

 

3- الرأي الثالث:

- قال آخرون: معنى قوله: (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي): لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك .. وتعطيني إذا سألتك. (تفسير الطبري ج5 ص493 - وليس من قول الطبري لفظ الرأي الثالث).

 

 

#- تعقيب: وقد أشار الطبري إلى أن صاحب هذا الرأي هو بن عباس .. من خلال (أثر ضعيف جدا) .. إذ نقل بسنده فقال: حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: ((لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) قال: أعلم إِنَّكَ تُجِيبُنِي إِذَا دَعَوْتُكَ، وَتُعْطِيَنِي إِذَا سَأَلْتُكَ) رواه الطبري في تفسيره وكذلك ابن أبي حاتم في تفسيره ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف .. لوجود انقطاع بين علي بن أبي طلحة وبين بن عباس..

 

#- وكيف يمكن أن يصح هذا التفسير .. إذ كيف يعقل أن يشك سيدنا إبراهيم في إجابة ربه لدعائه ؟ وكيف نصدق أن إبراهيم أراد أن يختبر الله بإجابة دعاءه ؟!!

- وعموما هذا التفسير المنسوب لابن عباس لا يصح نسبته إليه لأنه تفسير منقول بسند لم يسمعه أصحابه من بن عباس أصلا .. وهو تفسير لا يصح نسبته لابن عباس.

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

1- ما ذكرته عن الإمام الطبري .. هو غالبا ما يتناقله أهل العلم في تفسيراتهم من أقوال وآراء .. ولذلك اقتصرت على ذكر ما قاله الطبري .. ولو لاحظت ستجد أقوال لا يمكن أن يتم قبولها أبدا .. ولا يمكن تصديقها .. وكل ذلك بسبب أن من يفسر فهو يعتقد أن إبراهيم كان نبيا وقت قوله (ليطمئن قلبي) .. فأصبح يوجد تخبط غريب في الآراء .. !!

 

2- وقد ذكرت كلام العلماء في سؤال منفرد .. وذلك لمن هامسته نفسه أن لو كان يوجد شيء من تفسير العلماء لآية طلب إبراهيم إحياء الموتى .. وذلك من باب الإحاطة بالمعلومة .. ولذلك ذكرت كلامهم مختصرا نقلا من تفسير الإمام الطبري.

 

3- ومما سبق أخي الحبيب يتبين لك .. ما ذكره العلماء في تفسير الآية .. حتى قوله (ليطمئن قلبي) .. وكذلك قد ذكرت لك في السؤال السابق وجهة نظري السهلة في تفسير الآية ولا أظن يصاحبها إشكاليات ولا قيل ولا قال .. والله أعلم.

 

@- ويتبقى لنا مسألة مهمة قبل أن أستكمل بعض المسائل في هذه الآية .. وهي شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء فيه (نحن أحق بالشك من إبراهيم) صحيح البخاري ..، والله ولي التوفيق.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 4 تعليقات:

  1. أسأل الله العظيم أن يطمئن قلبك وقلب كل من أحبك في الله بحق قول الله( الا بذكر الله تطمئن القلوب)

    هو الله الله
    هو الله الله
    هو الله الله
    هو الله الله

    ردحذف
  2. ماشاء الله ..
    وقوف جميل وتحقيق في محله ..
    بارك الله فيك استاذنا الفاضل
    وزادك علما و نورا .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  3. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
    -------------
    -------------
    مقتطفات من الموضوع:

    ✨- الطمأنينة محلها القلب ..لا العقل ولا النفس ولا الصدر ولهذا قال سيدنا ابراهيم
    " ليطمئن قلبي" وهذا معناه حدوث انزعاج في القلب تسبب في حدوث خلل منعه من الطمأنة الكاملة.

    ✨- الشك محله العقل وليس القلب، لأن العقل هو الذي يفكر ويحلل ويميز بين الصواب والخطأ والحق والباطل

    ✨- طالما لم يصل العقل إلى يقين قطعي، يبقى الشك قائما كاحتمال بين الحق والباطل.

    ✨- إذا استقر العقل على يقين لا يحتمل نقيضا، أمر القلب بالطمأنينة، فيسكن ولا يعود إلى النقاش أو التردد

    ✨- الشك من ادروات العقل

    ✨- القلب لو استقر فيه اليقين اصبح عقيدة ثابتة لا يناقشها العقل

    ✨- رؤية سيدنا إبراهيم عليه السلام لملكوت السماوات كانت ليرؤية قدرة الله من خلال رؤية الفلك الاعلى ورؤيته لإحياء الموتى كانت ليشهد قدرة الله في عالم الأرض

    ✨- سيدنا ابراهيم حين اكتمل له يقين الربوبية بوجود خالق واحد اكتمل له يقين الألوهية واطمأن قلبه، أصبح نبيا يأخذ أوامره من الله
    ----------------
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. ✍...عطر الجنة 🕊:

    من يملك الحب مما حرم
    ومن حرم الحب ماذا يملك

    إن كان أصل النفخة فيك حبا
    وأصل العبادة له والعلاقة معه حبا
    وأصل الرحمة والغفران منه حبا
    وأصل العطاء والمنع منه حبا
    فكيف يعيش القلب بلا حب
    وهل تعيش الأرض بلا ماء،؟؟

    الحب ماء طهور يحي الارض البور
    ينبت فيها الزهور ويشفيها من كل الكسور

    كل ما في الوجود نفس من أنفاس المحبة
    هي سر البعث والخلق والنور والسكينة
    الحب روح تسري في الأشياء فتحييها
    ونور إذا دخل القلب أغناه عن كل ما سواه

    ليس المحروم من حرم حب الخلق أو الرزق
    المحروم من حرم العيش في كنف حب مولاه

    المحروم من فقد دفء القرب وأنس المناجاة وسكينة السجود
    أما من وجد الله فمهما فقد من الناس والرزق لم يفقد شيئا
    وأما من غاب عنه الله فمهما احتضنه الخلق ظل وحيدا
    لا تسأل هل يحبني الله!؟
    لكن فتش في ثنايا قلبك
    هل تحب الله!؟
    ليس هو الغائب عنك بل أنت الغائب عنه
    وليس هو المشغول عنك بل أنت المشغول عنه

    فارجع إلى ربك فهو المأوى الذي لا يضيق
    والحبيب الذي لا يمل
    والقريب الذي لا يفارق
    والحي الذي لا يموت
    لا تبحث عن موطن سواه
    فالكل محطات عابرة
    ارجع إلى موطنك الأول
    إلى دفء الحضرة ونور القرب
    إلى الحب الذي لا يزول والرحمة لا تنفد
    إلى الله هناك تبدأ الحكاية وتنتهي

    الله هو الحب ، والحب هو الله
    --------------
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف