بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 15 يناير 2024

Textual description of firstImageUrl

ج26: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - علاقة الشيطان بنوم الإنسان - العذر الشرعي للمرأة وعلاقته بالعقد الشيطانية - كرامة من الله وقت العذر الشرعي للمرأة المسلمة - النوم عن الصلاة نتيجة مرض أو تعب أو سفر هو صدقة من الله - ماذا نفهم من قول النبي (إذا نام) و (استيقظ فذكر) وعلاقة ذلك تنشيط العقد الشيطانية على المسلم حينما يحاول الإستيقاظ.

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل السادس والعشرون)
الشيطان وعلاقته بنوم الإنسان - الشيطان لا يعقد العقد على المرأة التي لديها عذر شرعي

#- فهرس:

:: الفصل السادس والعشرون :: ج3/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

1- س59: ماذا نفهم من قول النبي (إذا نام) و (استيقظ فذكر) وعلاقة ذلك تنشيط العقد الشيطانية على المسلم حينما يحاول الإستيقاظ ؟  

2- س60: هل النوم نتيجة إرهاق أو مرض أو سفر حتى يفوت مثلا صلاة الفجر فيقال حينئذ أن هذا من تأثير العقد الشيطانية ؟

3- س61: هل يعقد الشيطان عقده على المرأة التي لديها عذر شرعي ؟

 (كرامة من الله وقت العذر الشرعي للمرأة المسلمة)

************************

:: الفصل السادس والعشرون ::

:: ج3/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

**********************

 ..:: س59: ماذا نفهم من قول النبي (إذا نام) و (استيقظ فذكر) وعلاقة ذلك تنشيط العقد الشيطانية على المسلم حينما يحاول الإستيقاظ ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاء في الحديث .. (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ .. يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ .. عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ .. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) صحيح البخاري.


#- هناك فرق بين وجود العقد وهي رغبة الشيطان في إحباط المسلم من قيامه للصلاة .. وبين محاولته أن يصنع لها أثر في نفس المؤمن ليجعله ينام لقوله (عليك ليل طويل فارقد) .. وإليك تفصيل ما أردتك ان تنتبه له ..


1- لو انتبهنا للفظ (استيقظ) .. فهذا معناه إما أنه استيقظ بواسطة إنسان أو مُنبة الساعة أو الموبايل .. أو أنه حدثت له حالة يقظة منتبها من نفسه بدون أي واسطة .. ونفهم أيضا أنه لم يمنعه أحد من الإستيقاظ ..

 

- وكذلك يدل على ما سبق قول الشيطان (عليك ليل طويل فارقد) .. فهذا لا يقوله لمن هو نام فعلا .. بل لابد أن تكون حدثت له حالة استيقاظ ..


- وقوله (استيقظ فذكر) يدل على أنه لا يمنعك أحد عن الذكر لو أحببت ذلك ..


#- إذن اللفظ (استيقظ) يدل على حدوث حالة استيقاظ للمسلم النائم في فترة ليلية .. ويحدث له عند حال الإستيقاظ والرغبة بالوضوء والصلاة .. أن تبدأ العقد تنشط عليه حتى يعود لنومه .. وليس مجرد وجود العقد تنفع مع النائم وهو نائم لأنه نائم فعلا .. فليست العقد ما أنامته وليست العقد هي ما تمنعه من الإستيقاظ ..!!


2- ليه بنقول أن العقد تنشط عند بداية الإستيقاظ ؟

#- أولا: لأن النائم هو نائم .. ولا يستجيب لوسوسة شيطان ..


#- ثانيا: ظهر من بعض الأحاديث أنه تحدث حالة مجاهدة بين المسلم والشيطان .. والمجاهدة لا تكون في حال نوم بل في حال انتباه من النوم .. وهذه المجاهدة ظاهرة جدا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وَعَلَيْهِ عُقَدٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي .. مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ) رواه بن حبان في صحيحه .. قال الأرنؤوط: إسناده صحيح..، وحسنه الألباني في صحيح الموارد وصحيح الترغيب.


- إذن العقد الشيطانية .. تنشط مع المسلم عند استيقاظه وعند رغبته بالوضوء وعند محاولة الصلاة .. والمسلم لديه اختيار أن يجاهد التكسيل الشيطاني باختياره ..


#- وماذا يفيدنا الكلام السابق ؟

أ- وتفيدنا .. في أنه ليس كل مسلم تنشط عليه العقد الشيطانية .. وهذا ما يحدث لكل تقي لله وذاكر ومتحصن بالله .. وهذا يعود بنا عند السؤال رقم (س53: كيف يتم عقد العقد على من يكن محافظا على أذكاره ويتحصن بها عند نومه ؟) في الفصل الرابع والعشرون ..


ب- ويفيدنا .. في أن الشيطان ليس هو من يصيب الإنسان بالنوم .. بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ) .. فتأمل قوله (إذا هو نام) .. أي اتخذ قراره بالنوم ..


- يعني اللي بيقولك: الشيطان بيجيلي ينيمني .. هو غلطان .. ومحتاج يراجع الطبيب ليعلم سبب النوم المفاجيء الذي يحدث له .. مش يروح لراقي علشان يبعد عنه الشيطان ..!!


#- انتباه: أما عن هذا (الحديث الصحيح): حَمَّادٌ "بن زيد"، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (خَلَّتَانِ لاَ يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، يُسَبِّحُ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، فَهِيَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ فِي اللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ"، وَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ، "وَإِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ"، أَوْ "مَضْجَعِهِ" سَبَّحَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَحَمِدَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَهِيَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ لاَ نُحْصِيهِمَا؟، فَقَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ .. وَهُوَ فِي صَلاَتِهِ .. فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا .. وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ، فَيُنِيمُهُ) رواه النسائي في سننه واللفظ له ورواه أبو داود وأحمد .. وقال الإمام بن حجر في نتائج الأفكار ج2 ص282: حديث صحيح .. ثم ذكر الإمام بن حجر ما ملخصه أن عطاء بن السائب وإن كان قد اختلط إلا أن حماد بن زيد وشعبة والثوري قد سمعوا منه قبل الإختلاط فتبين صحة الحديث ..، وهذا الحديث ذكره الألباني في صحيح أبي داود..


#- وفي رواية جاء في آخرها بلفظ: (قال: يأتي أحدَكم – يعني الشيطانَ – في منامِه فيُنَوِّمُه قبل أن يقولَه ، ويأتيه في صلاتِه فيُذَكِّرَه حاجةً قبلَ أن يقولَه (أي يقول التكبير ويبدأ الصلاة)) رواه أبو داود .. قال بن حجر في نتائج الأفكار حديث صحيح .. وسبق الكلام على ذلك في الحديث السابق ..


- قوله (في منامه): أي عند جلوسه على السرير استعدادا للنوم.. ويؤيد ذلك ما جاء في الرواية: ("وَإِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ" ، أَوْ "مَضْجَعِهِ") ..


- قوله (فينومه): أي يكسله بالنوم ويزينه في نفسه لينام سريعا قبل أن يقول أذكاره .. من خلال تزيين النوم له مثل أن يقول له: أن النوم هو المهم الآن وحينما تقوم من نومك فاذكر الله على مهلك ولكن نم الآن فأنت في حاجة إلى الراحة .. وما شابه هذا الكلام .


- فالشيطان لا يجعل أحد ينام .. لأنه لا قدرة له على خلق النوم في نفس إنسان ..!! وإنما يؤثر عليه بوسوسته ليجعله ينام كما يؤثر عليه بوسوسته في الصلاة ليفسدها عليه ..


#- خلاصة القول:

1- لا يبدأ تنشيط عقدة أو عزائمه في نفسية المسلم .. إلا حينما يحاول النهوض من نومه والوضوء والصلاة ..


2- الشيطان لا ينيم أحد .. وإنما يوسوس لك بحب النوم سريعا حتى لا تذكر الله .

 

***********************

 ..:: س60: هل الاستغراق في النوم نتيجة إرهاق أو مرض أو سفر حتى يفوت مثلا صلاة الفجر فيقال حينئذ أن هذا من تأثير العقد الشيطانية ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد يظن البعض أن كل من يغلبه النوم فينام فهذا يكون من عقد الشيطان .. وهذا خطأ .. لأنه كما قلنا إذا كانت العقد يعتزمها الشيطان حينما أنت تنام إلا أن هذه العزيمة الشيطانية أو عقدته لا تنشط إلا عند بداية إحساسك بالإستيقاظ .. ولكن طالما المسلم نائم فلا علاقة لتأثير العقد عليه أصلا .. لأن العقد لم تكن هي الأصل والسبب في نومه .. فانتبه .


- ولكن لماذا من الخطأ أن تظن أن المسلم المستغرق في نومه نتيجة رهق أو مرض أو سفر لا يقال عنه أن هذا تأثير العقد الشيطانية أو حتى بسبب العقد العقد الشيطانية ؟!


#- أولا: لأن تأثير العقد الشيطانية .. يظهر أو تنشط على من يحاول الإستيقاظ من الليل في محاولة منه للذهاب إلى الصلاة لله .. وليس على من هو مستغرق في نومه لأنه نائم .. ولا سبيل لهذه العقد عليه حين النوم .. لأن العقد لم تكن أصلا سببا في نومه حتى تكون سببا في عدم استيقاظه ..!!


- في الحديث: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ .. يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ .. عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ .. فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ .. فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ..) صحيح البخاري.


- فالعقد يظهر أثرها معاه .. حينما يستيقظ بالليل .. وحينما يذهب للوضوء .. إلى حين الدخول في الصلاة الليلية.

 

#- ثانيا: النبي قال أن الذي ينام عن غلبة نوم سواء من مرض أو رهق أو سفر .. فلا تفريط عليه ولا حرج .. ودليل ذلك:

- جاء عن النبي وكان في سفر مع الجيش وتأخر عنهم هو وبعض أصحابه وعرض عليه بعض أصحابه النوم قليلا وقال لهم النبي: (أخَافُ أنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ قَالَ بلَالٌ: أنَا أُوقِظُكُمْ، فَاضْطَجَعُوا، وأَسْنَدَ بلَالٌ ظَهْرَهُ إلى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ) صحيح البخاري .


- ولكن الله ضرب عليهم بالنوم .. واستيقظوا على حر الشمس بعد مرور وقت صلاة الفجر وخروج وقتها .. وظن الصحابة أنهم بذلك ارتكبوا إثما ولكن قال لهم النبي: (إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى، فمَن فَعَلَ ذلكَ (أي غلبه النوم حتى فاته وقت الصلاة) فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا (أي حين يصحو)) صحيح مسلم.


- وجاء قول النبي بلفظ آخر: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا) صحيح مسلم.


- وأتت القصة السابقة في (حديث صحيح) بلفظ: عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: «مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ لَا يَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟» فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ، فَمَا أَيْقَظَهُمْ إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَقَامُوا، فَبَادَرُوا فَتَوَضَّئُوا، وَأَذَّنَ بِلَالٌ، وَصَلُّوُا الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلُّوُا الْفَجْرَ) رواه أبو يعلى واللفظ له ورواه أحمد وغيرهما .. وقال محقق مسند أبو يعلى: إسناده صحيح ..، وقال محققو مسند أحمد: إسناده صحيح على شرط مسلم.


- وقوله (يكلؤنا): اي يحرسنا الليلة ويبقى يقظا لينبهنا حتى لا ننام عن صلاة الفجر ..

- قوله (فضَرب على آذانهم): أي أن الله أنامهم حتى حجب عن أسماعهم الأنتباه لأي صوت لترتاح أجسامهم.


#- ثالثا: النبي صلى الله عليه وسلم بلغنا عنه أحاديث تثبت الثواب للنائم الذي كان في نيته أو حاله هو دوام طاعته لربه .. ودليل ذلك ..

1- (حديث جيد "مقبول") .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (مَا مِنْ عَبْدٍ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِقِيَامِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَنَامُ عَنْهَا، إِلَّا كَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ .. وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ مَا نَوَى) رواه بن حبان في صحيحه .. وقال الأرنؤةط: إسناده جيد .. وقال الألباني حسن صحيح ..!!


- وفي حديث (ضعيف) يشهد له الحديث السابق: (مَا مِنَ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلَاةٌ بِلَيْلٍ، يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ، إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلَاتِهِ، وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً) رواه أبو داود .. وقال الأرنؤوط: حسن لغيره ..، وصححه الألباني في صحيح أبي داود..!!

 

#- يبقى مما سبق يتبين أن هناك حالات استثنائية في مسألة النوم وعلاقته بالعقد الشيطانية .. وهي أن المسلم الغائب في النوم ولم يستيقظ من نفسه ولا بواسطة .. فلا علاقة للعقد الشيطانية به .. لأن تنشيط العقد الشيطانية إنما يحدث مع محاولة الإستيقاظ الأولى للمسلم حين يحاول القيام لأداء الصلاة الليلية مهما كان حقيقتها سواء فرض أو نفل .. وهذه مسألة نبحثها في سؤال منفرد إن شاء الله ..   

 

#- خلاصة القول:

1- الحديث يتكلم عن أن تفعيل أو تنشيط مسألة العقد الشيطانية إنما تتم لمن انتبه أو حاول الإستيقاظ .. ولكن الشيطان حينما وجده يستيقظ غلبه بوسوسته فنام .. ولكن هناك من يجاهد ويقوم من نومه لو انتبه .


2- ليس كل من نام وغلبه النوم فهو يكون بسبب وجود عقد الشيطان .. لا .. بل بسبب أن الله ضرب عليه النوم ولم ينتبه ولا مرة من نومه ولم يأتيه من يوقظه وكان من نيته القيام لله ولكنه غلبه النوم .. فهذا فنام من باب الصدقة عليه والرحمة به لأن الله يعلم أنه محتاج لهذه الراحة .. ولا علاقة للعقد الشيطانية بهذه المسألة لأن هذا النائم هو أصلا في معية ربه بدلالة أن نيته سابقة لعمله في رغبته للقيام للصلاة .. فكانت رحمة الله له بالنوم ليرتاح بدنه بل وله أيضا من الأجر بقدر نيته وكأنه قام للصلاة فعلا .


- وقال الإمام القسطلاني رحمه الله (المتوفى:923 هـ) .. موضحا حال من يغلبه النوم وكان من عادته الإستيقاظ للصلاة وعبادة الله:

- من كانت له عادة .. فغلبته عينه ، فقد ثبت أن الله يكتب له أجر صلاته ونومه عليه صدقة. (شرح القسطلاني على البخاري ج2 ص321) ..


3- وكذلك من نام وغلبه النوم .. وليس من عادته القيام للصلاة ويترك الأمر للظروف .. فهذا أيضا لا علاقة للعقد الشيطانية به حتى وإن كانت معقودة عليه .. أي الشيطان منتظرة أن يستيقظ ليجعله ينام مرة أخرى .. لأن العقد يتم تنشيطها عند الإستيقاظ مع الرغبة في الصلاة وليس لدخول دورة المياة أو للنزول في عمل أو لظرف طاريء .. لأنه كما اتفقنا سابقا أن هذه العقد لا تمنع تصرف الإنسان في حياته وتتعلق بمسألة العبادة بصلاة ليلية فقط ..


#- والفرق بين من غلبه النوم وله نية في الصلاة وبين من ليس له نية وتركها للظروف وحسب التساهيل .. هو ثبوت الأجر والكرامة من الله لمن كانت نيته هي الاستيقاظ ليصلي لله .. فهذا في معية الله حتى في نومه .. ولكن الآخر طالما نام على صلاة العشاء فهو كمن قام نصف الليل .. ومن كان هذا حاله فلا سبيل لتأثير عقد الشيطان عليه .. وإن غلبه النوم ولم ينهض لصلاة الفجر ولم ينتبه في أي وقت .. فهو تأثير للعقد عليه ولا حرج عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا) صحيح مسلم.

- والله أعلم .

 

***********************

..:: س61: هل يعقد الشيطان عقده على المرأة التي لديها عذر شرعي ؟ ::..

 (كرامة من الله وقت العذر الشرعي للمرأة المسلمة)


- قد يسأل شخص فيقول: طالما عقد العقد الشيطانية يكون على النائم وينفك عنه بالإستيقاظ مع الذكر ثم الوضوء ثم الصلاة .. فما هو حال المرأة التي لديها عذر شرعي ؟!! فهل يعقد الشيطان أيضا عليها العقد ؟!!


#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- بالنسبة للمرأة التي لديها عذر شرعي فلا حاجة للشيطان لعقد العقد عليها ليمنعها من الصلاة .. لأنه لا صلاة لها أصلا .. وبالتالي لا أظن أنه يعقد عليها عقده .. لأنها مسألة تتعلق بالقيام للصلاة .. والمرأة في ذلك العذر لا صلاة لها .. وكذلك الحال لا يعقد العقد على الكافر لأنه لا صلاة له .. فكل من لا صلاة له لا عقد عليه كالمراة المعذورة والطفل الصغير .. والله أعلم


2- ومن ناحية أخرى .. سبق وذكرنا أخي الحبيب أن هناك فرق بين العقد وتأثير العقد .. فالعقد هي عزيمة شيطانية يرجو الشيطان تحقيقها فيك وهي منعك من القيام للصلاة .. ولكن هذه العزيمة قد يتحقق تأثيرها فيك وقد لا تتحقق .. وذلك حسب حال الشخص ..


- وسبق وذكرنا أن بعض حالات الإنسان لا علاقة لهم بتأثير العقد الشيطانية .. كالمتعب من رهق العمل أو بسبب ضعف مؤقت في الجسم كعذر المرأة وكذلك المريض والمسافر وأشبههم .. ممن ينامون مستغرقون في النوم نتيجة ضعف الجسم البشري في ذلك الوقت .

- والله أعلم .


3- ومن ناحية أخرى:

- فالمرأة المسلمة وقت العذر الشرعي لها كرامة من الله .. والذي له كرامة من الله فهو في معية من الله بتكفير خطاياه ..

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ)  صحيح البخاري.


- وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، شَوْكَةٌ فَما فَوْقَهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا) صحيح البخاري.

 

#- من معاني ما سبق:

- قوله (نصب): الوجع أو الألم المؤقت .. كعذر المرأة وما بعد الجراحة.

- قوله (وصب): الألم الموجع المستمر .. كالمرض المزمن

- قوله (هم): الحزن الحاصل في النفس نتيجة ما يتصوره حدوثه من ابتلاء.

- قوله (حُزن): وهو كدورة النفس وتعكير مزاجها بسبب فقد عزيز أو فوات خير.

- قوله (غم): الحزن الحاصل في النفس نتيجة ابتلاء حصل له فعلا.

- قوله (أذى): أي ضرر يتألم منه المسلم ظاهرا أو باطنا .. وخصوصا أذى الغير.

- قوله (الشوكه): مثل الدبوس وابرة الخياطة والحقنة وشوكة الأزهار وكل ما شابه ذلك .

- قوله (كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ): أي يمحو الله بها بعض خطاياه التي فعلها من اختلاس النظرة واللمسه وإلقاء ورقة وما شابه ذلك .. والحديث قال (من خطاياه) .. والقصد هو بعض الخطايا ..

#- فما بالك أخي الحبيب .. والمرأة قد جمعت بين الغم وهو تعكر الحالة المزاجية والوصب وهو الألم الجسدي المؤقت .. أي جمعت الأذى ظاهرا وباطنا .. فإذا قد اجتمع فيها نوعين من الألم .. نفسي وجسدي .. لأنها تكون في حالة مزاجية غير جيدة نفسيا .. وجسديا هي تتألم من بطنها بسبب المغص الذي يصيبها بسبب نزول الدم منها .. فكيف يكون للشيطان عقد عليها بالله عليك يا مؤمن ؟!!

 

- ومسألة نزول الدم لا تمر مرور الكرام على من المسلمة وكأنه حدث وانتهى .. بل يكون لها نصيب كرامة من الله لها على ما تتألمه من ظاهرها وما يصيبها من تعكر المزاج نفسيا .. من خلال التكفير من خطاياها .. وهذا لا يكون إلا للمسلمة جزاء وتكريما لها ..

 

#- خلاصة القول:

- العقد الشيطانية .. على افتراض حدوثها .. لا سبيل لتأثيرها على المرأة التي لديها عذر شرعي أو حتى كانت مرهقة ومتعبة أو مريضة ..

- بل ويغلب على ظني أنه لا يحدث لها عقد من أساسه أثناء نومها ليلا .. لانه لا معنى لوجود العقد حينئذ لأن العقد تحدجث للمنع من الصلاة .. وهي لا صلاة لها .. فلا عقد لها ..

- هذا رأيي والله أعلم .

 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 12 تعليقًا:

  1. ردا على سؤالك أستاذي الفاضل
    هل كل مسلم ينام عن الصلاة الليلية يوصف بكونه خبيث النفس كسلان ؟
    ---------------------------------------------

    ٱن كنا نقصد صلاة التهجد
    بطبيعة الحال لا
    لأن صلاة قيام الليل ( التهجد) ليس فرضا وإنما نافلة والنافلة تكون عن محبة العبد لربه و هي ما زاد عن ما فرض عليه وليس عليه عقاب إن لم يقم بها
    فلا يمكن أن يعاقب الله عبده عن شيء لم يفرضه عليه و خبث النفس نوع من انواع العقاب كنتيجة لعدم تلبية نداء الحق
    وإنما ينطبق الوصف عن من نام عن صلاة العشاء ولم يوتر عن عمد وعن صلاة الفجر متعمدا
    عن النبي ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا) متفق على صحته.
    فقد أكد النبي صلى الله عليه و سلم ثقلهما على النفس حتى بدت صفة للمنافقين لأن صلاة العشاء والفجر لا رياء فيها امام الناس فالأغلبية يصلونها في البيت لا يراهم إلا الله وربما أهلهم
    ولما فيهما من بركة ولحرص الشيطان على تثبيطهم لعدم نيل هذه البركة
    فالله أقسم في كتابه بالفجر والشفع والوتر لما فيها من فضل عظيم
    ( والفجر وليال عشر والشفع والوتر)

    وقد ورد أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ

    فمن تخلف عن صلاة الفجرفقد ضيع ضمان من الله بأن يكون في ذمته وحفظه طول اليوم


    - هل كل مسلم كسلان يكون بسبب العقد الشيطانية ؟

    الكسل قد يكون بسبب تعب أو مرض وهذا لا دخل للشيطان فيه
    عقد الشيطان تكون للمتخلف عن الصلاة بسبب الكسل و تهاون منه
    وأيضا لمن نام عن معصية
    فليس كل العقد شيطانية منها ما هي نفسية وهي التي تكون بنية الشخص إما بمعصيته أو تهاونه في آداء الصلاة ومنها ما هي خارجية عن إرادة العبد كالتعب والإجهاد و المرض
    والله اعلم
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  2. حقيقة ما أجمل آخر جزء كتبته استاذي الفاضل
    لا يوجد دين اعز المرأة وأكرمها كدين الإسلام
    حقيقة إستشعرت محبة الله الكبرى لنا نحن نساء
    لدرجة أن يعفينا من الصلاة التي هي فرض لأنه يعلم ما تمر به المرأة في تلك الفترة من آلام نفسية وجسدية
    حقيقة لا أرحم من الله بنا ولا أقرب من الله إلينا ولا أحن من الله علينا
    يا الله ما أجمل يا الله ما أرحمك يا الله ما أروعك
    يا الله وكيف لا نحبك يا الله وانت الذي سبقت محبته محبتنا
    وسبقت عنايته ضعفنا وعجزنا
    حقيقة جزاك الله كل خير دائما وأبدا كنت سببا في زيادة محبتنا لله عز وجل وما عرفنا الحب إلا من أهل الحب
    ادامك الله نورا ينير القلوب في الدنيا والآخرة
    وأمدك بحبه و احاطك بحبه و غمسك في بحر حبه إلى يوم أن تلقاه محبا محبوبا بين أهل الأرض والسماء آمين يارب العالمين بجاه الحبيب المصطفى النبي الأمي صلى الله عليه و سلم

    ردحذف
  3. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    اراه فصلا مهماً جدا بارك الله فيك

    ولكن لو تسمح لي فربما نعم ربما لا يكون للعقد تأثير على المرأة المسلمة فترة العذر الشرعي .. لكن استوقفني ظنك انه ربما لا يعقد الشيطان عليها العقد .. وإلا كيف اربط بينه وبين الحديث : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مَسْلَمَةٍ: ذَكَرٍ وَلَا أُنْثَى يَنَامُ بِاللَّيْلِ إلا على رأسه جرير معقود .... " الى اخر الحديث . . والله اعلم

    ردحذف
    الردود
    1. تمام .. الله يرضى عنك استاذنا

      حذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ردا السؤال : هل كل مسلم ينام عن الصلاة يستيقظ خبيث النفس........ ان كان الحديث صحيح عن النبي محمد فهو حق و صحيح.
    هل كل مسلم كسلان يكون بسبب العقد الشيطانيه - الجواب : لا فكثير من الظروف تمر على الإنسان.
    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    ردحذف
  5.     جزاكم الله خيرا استاذنا
    استاذنا الفاضل اتصور ان الاجابة على اسئلتك  تتعلق بأمرين هما التوقيت   وفعل الشيطان مع الانسان
    بالنسبة للسؤال الاول لماذا يعقد الشيطان لانسان كان قد صلى صلاة العشاء في جماعة واوتر  والتي تعتبر بمثابة قيام الليل ..فهنا حل المسألة في التوقيت فليس للشيطان دعوة بما فعله الانسان قبل نومه
    فهو يفعل عزيمته وعقده عندما يهم الانسان بالقيام  للصلاة التهجد او صلاة الفجر
    بالنسبة للسؤال الثاني  بما ان هدف الشيطان هو منع الانسان من العبادة والصلاة على وجه الخصوص هنا  فان الشيطان  يعقد للذي فقط  نوى القيام للصلاة باستيقاظه  وليس له دعوة بتارك الصلاة او المتهاون فيها
    بالنسبة للسؤال الثالث  القول ان  الصلاة الليلية تشمل الفرض والنفل هذا لا  يعني بالضرورة اننا ساوينا بينهما  وانما الامر يتعلق بفعل الشيطان مع الانسان الذي  يحاول بكل قوة وعزيمة واصرار انه يمنعه من الخير  فاذا لم ينجح في منعه من الفاضل اجتهد ليمنعه من المفضول واذا لم ينجح في  اصابته بالكسل عن صلاة الفرض فهو يستميت ليكسله عن النافلة
    وهو حريص كل الحرص  في تنفيذ إغوائه  ووسوسته بشتى السبل
    فهو مترصد للمقبل على الخير
    في الحديث الذي رواه مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه )

    اعاذنا الله منه
    والله اعلم

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيراً استاذنا الفاضل

    من شوية تناقشت مع ابنتي في الموضوع وقرات عليها اجابات لبعض تساءلاتنا

    من حيث من نام على طول دون ان يستيقظ لصلاة الفجر ومن قام ووجد نفسه كسلان وعاد للنوم.... فحضرتك اوضحت لنا

    الخيط الرفيع الذي بينهما.. واختصرت لها قولي... عليك تيبات النية في القيام.. وكذالك فيه ادعية تساعدك على القيام.. والامر الاهم... انه الله لا ينضر الى صورناا ولاكن ينضر الى قلوبنا... فهل نحن نريد لقاء الله بحب..

    فسيكون... وهذا معناه

    من احب لقاء الله.. احب الله لقاءه.. واول ما تقولين لنفسك راح البي نداء الله.. فسوف يساعدك

    والله ينضر الينا كيف نجاهد انفسنا.. يابنتي.. وهوا اعضم جهاد...جهاد النفس. مثله مثل من يجاهد بالسيف.. في ارض المعركة
    وكذالك في كل حياتنا.

    الجواب الاول.. ليس كل مسلم كسلان بسبب العقد الشيطانية... لانه ممكن يكون بسبب ارهاق.. سفر..مرض

    الجواب الثاني.. هل كل مسلم ينام على الصلاة الليلية يكون خبيث النفس كسلان
    ... لا لانه قيام الليل يتعلق بمن تعلق قلبه بالله واحب مناجاته..فهوا رزق..يعطيه متى اراد..

    ....و لان فيه من يحب الله ولم يفتح له باب قيام الليل.. لعله رحمة من الله
    عليه
    والله اعلم...
    وجزاك الله خيرا استاذي
    ربي.. اشرح صدري ويسر امري واحلل عقدة لساني يفقهو قولي
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى قدر عزتك لا إله إلاّ أنت وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعضمة ذاتك وكمالها وعلى آله وسلم

    ردحذف
  7. بالنسبة لجواب السؤال الاول : لا . ليس كل مسلم ينام عن الصلاة الليلية يوصف بكونه خبيث النفس .. فهناك من ينام عن غلبة ؛ فهذا لا حرج عليه .. اما لو استيقظ واستسلم للوسوسة واكمل نومه وضيع صلاة الفريضة .. فهذا يوصف بأنه خبيث النفس ..

    اما السؤال الثاني - لا .. العقد اصلا ليس لها دخل في حالة الانسان بعد الاستيقاظ ولم يكن لها تأثير عليه وهو نائم .. لكن يظهر عليه اثرها عند لحظة استيقاظه فيمالو استسلم لتلك الوساوس واكمل نومه وفاتته صلاة الفريضة ..

    وهناك من يكون كسلان بسبب نقص في بعض الفيتاميات او خلل عضوي .. او سبب نفسي .. او بسبب ارهاق او ادوية مساعدة على النوم .. وغير ذلك من الاسباب التي تجعل الانسان في حالة كسل .

    هذا .. والله اعلم

    ردحذف
  8. جزاكي الله خير يا قطر ..

    بالنسبة لاجابتك على سؤال الاستاذ فهذا ما كنت أميل اليه
    فلا داعي للتكرار ..

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  9. جزاك الله خيرا
    ليس كل مسلم ينام عن الصلاة خبيث النفس
    ليس كل مسلم كسلان بسبب العقد
    ممكن كسلان بسبب الغدة الدرقية أو نقص في فيتامين معين أو إرهاق جسدي أو بسبب تفكير زائد أثر على نشاط جسده

    ردحذف
  10. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم 🌿
    بالنسبه لاجابه السؤال الاول... لا ليس كل مسلم ينام عن الصلاة خبيث النفس لان خبيث النفس دا اللي الصلاة مش في دماغي اصلا ومش يفرق معاه لا نافله ولا قيام ليل
    اما بالنسبه لاجابه السؤال التاني لا العقد ليس لها تاثير علي الشخص وهو نائم لان قد يكون بسبب مرض او تعب او إرهاق او ادويه معينه بياخدها بتسبب ليه كسل وخمول في الجسد مثل ادويه الحساسيه والمهدئات انا والله عندي ادويه للحساسيه مابرضي اخدها برغم تعبي عشان مايفوتني صلاة الفجر لأنها بتسبب النعاس وحتي لو قمت اصاي بحس اني مش مركزه بالصلاة ببقي نايمه علي نفسي ههههه بس منعتها برغم احتياجي ليها وربنا هو الشافي الحمد لله...
    جزاك الله خيرا يااستاذ خالد ربنا يوفقك ويفتحها عليك يا رب🌿

    ردحذف
  11. أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    شكر الله جهدك ووقتك وشرحك وتفصيلك.
    وأسألك أن تسأل الله لي أن يكرمني بمدد القراءة والعلم فأفهم وأعلم وأخرج من غيابات جهلي، ويصلح قلبي الغارق في بحرٍ لجّيٍ في ظلمات بعضها فوق بعض، وينيره بنوره؛ فلا حول ولا قوة إلا به. يا رب.

    امّا بخصوص أسئلتك أستاذي:
    #- تعقيبا على سؤال الفصل السابق عن ماهية صلاة الليل المقصودة في حديث العقد الشيطانية:
    - لو افترضنا أن الصلاة الليلية يدخل فيها صلاة الفرض والنافلة مثل قيام الليل والتهجد .. فهنا قد يخطر على العقل الآتي:

    1- لملذا يعقد الشيطان العقد على المصلي صلاة العشاء في جماعة وهو أصلا يعتبر قد صلى نصف الليل كما جاء في أحد روايات الحديث ؟ بل وإذا صلى سُنة العشاء فهي من قيام الليل أيضا ..
    - الشاهد من الكلام هو: لو كان المقصد من الحديث يشمل نافلة صلاة الليل وأنها تحل العقد .. فالمؤمن فعلها حقا قبل أن ينام .. فكيف يتم فعل العقد بعد صلاة من المفترض انها تفك العقد وتبطلها ؟!!
    في نص الحديث "إذا هو نام" فتتم "العُقد" أثناء النوم، وصلاة العشاء قبل النوم. وفي الحديث كذلك "أصبح" لذا الاستيقاظ كان في الفترة السابقة للصباح مباشرةً أي في فترة التهجد والفجر.

    2- وإذا كان من يترك نافلة الليل وينام عنها يعقد الشيطان عليه العقد .. فما هو حال المتهاون في الصلاة أصلا أو لا يصليها ؟!!
    تكون "العُقد" على كل مسلم "إذا نام" "في الليل"، وكما تفضلت بالشرح لا تتفعّل إلى عند الاستيقاظ (أي يتنبّه) وبهذا إمّا أن يطع وسوسة الشيطان ويعود للنوم أو يجاهد الوسوسة ويذكر الله ويقوم من فراشة ويتوضأ ويصلي فتنحل العقد بالذكر والوضوء والصلاة.

    3- وإذا قلنا أن الصلاة الليلية تشمل النافلة والفرض .. فهذا معناه أننا ساوينا بين النافلة والفرض في تركهما إذ يترتب على تركهما (خبث النفس والكسل) ..!! فكيف يتساويا في النتيجة الفرض والنفل ؟!!
    خبث النفس مقترن مع "أصبح"، ومن استيقظ لنافلة التهجد وإن نام بعدها -ليس بالأمر الشائع- سيقوم مجددًا للفريضة؛ فالحريص على النافلة سيكون أحرص على الفريضة. وبكل حال إن أردنا حصر الأمر في صلاة واحدة فالأولى إذًا الفريضة لا النافلة. لكن هنالك معضلة فالحديث ذكر "بالليل" "يقوم الليل" والفريضة هي صلاة الصبح ويشملها "أصبح".

    - هل كل مسلم ينام عن الصلاة الليلية يوصف بكونه خبيث النفس كسلان ؟
    لا فمن أستيقظ لصلاة الصبح فقد أصبح ذاكرًا متوضئًا مصليًا وبهذا انفكت العُقد. فكيف يكون كسلان!

    - هل كل مسلم كسلان يكون بسبب العقد الشيطانية ؟
    بالطبع لا؛ فللكسل أسباب بدنية ونفسية أيضًا. لذا لا يمكن حصر الكسل على ترك الصلاة سواء نافلة التهجد أو فريضة الصبح.
    والله أعلم.
    ==========================
    ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
    وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
    وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
    وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
    ووهبك الرحمن الفهم القلبي لكل القرآن، وتجلّى عليك العليم بكل التعليم،
    وعلمنا الودود المتفضّل الجواد الكريم وفهّمنا وهدانا وزكّانا وقرّبنا إليه بك.
    ووهبك حبه وحب نبيّه ﷺ، وجمعك على رسوله ﷺ دائمًا بقلبك وروحك وسرّك وسرّ سرّك في شهودٍ دائمٍ للحق بين يديه. ووهبك جوار نبيّه في جنة الشهود بالفردوس الأعلى.
    وايّانا.
    يا رب يا رب يا رب.
    آمين آمين آمين. يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين.
    ==========================
    اللهم صلِّ وسلّم وبارك وأكرم على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، الحبيب المحبوب، قدر عزّتك -لا إله إلا أنت- وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها، وعلى آله وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته أجمعين، كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف