الروحانيات فى الإسلام: ج18: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - عزيمة الشيطان - عليك ليل طويل فارقد - هي نوع من الوعود الزائفة التي يعد بها الإنسان ونوع من الأماني الشيطانية التي يتمنى حدوثها - رأي خالد صاحب الرسالة الخاص في معنى ومفهوم حديث العقد الشيطانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 3 يناير 2024

Textual description of firstImageUrl

ج18: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - عزيمة الشيطان - عليك ليل طويل فارقد - هي نوع من الوعود الزائفة التي يعد بها الإنسان ونوع من الأماني الشيطانية التي يتمنى حدوثها - رأي خالد صاحب الرسالة الخاص في معنى ومفهوم حديث العقد الشيطانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية.

  بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل الثامن عشر)
عزيمة العقد الشيطانية عليك ليل طويل فارقد


#- فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: عن رأي خالد صاحب الرسالة الخاص في معنى ومفهوم حديث العقد الشيطانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية ::

1- س41: كيف أرى خالد صاحب الرسالة معنى ومفهوم الحديث النبوي عن العقد الشيطانية أو الروحانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية ؟  

#- أولا: رأيي من حيث تفسير الحديث وكيفية فعل الشيطان مع النائم.

#- ثانيا: العقد هي وسيلة من وسائل الشيطان في الإغواء التي وعد بها أنه سيفعلها مع الإنسان من بين يديه وخلفه ويمينه وشماله..

#- ثالثا: العقد على المسلم نوع من أنواع المس الطائف أو لمَّة من لمَّات الشيطان.

#- رابعا: مقولة الشيطان (عليك ليل طويل فارقد) هي نوع من الوعود الزائفة التي يعد بها الإنسان .. ونوع من الأماني الشيطانية التي يتمنى حدوثها.

#- خامسا: من أحوال الشيطان مع الإنسان في تدمير حياته الإجتماعية بإلقاء التفرقة في عقدة الزواج.

#- سادسا: كيد الشيطان لا يزيد عن الوسوسة.

#- سابعا: وقد يكون العقد الشيطان هي ما بال به الشيطان في أذن النائم.

#- ثامنا: من فوائد حديث العقد الشيطانية التي تهمنا في بحثنا هذا.

  ************************

:: الفصل الثامن عشر ::

:: عن رأي خالد صاحب الرسالة الخاص في معنى ومفهوم حديث العقد الشيطانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية ::

**********************

..:: س41: كيف أرى خالد صاحب الرسالة معنى ومفهوم الحديث النبوي عن العقد الشيطانية أو الروحانية من خلال القرآن والأحاديث النبوية ؟ ::..

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لعل الرأي الذي أميل إليه من آراء العلماء في مسالة العقد الشيطانية .. هو أنه مجرد استعارة تمثيلية لتشبيه ما يفعله الشيطان بحال ما يفعله ساحر الإنس .. من حيث الرغبة في التأثير على الآخر لمنعه من فعل شيء .. إلا أن الفرق بين ساحر الإنس وفعل الشيطان .. هو العقد الحقيقي .. لأنه لا يمكن العقد الحقيقي مع الشيطان .. لأن العقد الحقيقي هو الذ يظهر له أثر في إفساد شيء من حركة الإنسان في الحياة سواء بضرر معنوي نفسي كحدوث تفرقة بين زوجين .. أو بضرر جسدي كألم في مكان محدد "دون وجود علامة طبية تشير لوجوده – ودون وجود ضغوط نفسية تؤذيه في نفسه من إنسان" ..

- ولذلك كان لابد من وجود ساحر الإنس ليحقق هذه العقد أو الأذى انتصارا للشيطان .. وما عدا هذه العقد الحقيقية الواقعية الملموسة التي يصنعها الساحر .. فلا وجود لعقد سحر أبدا ولن تكون لأن أصلا لفظ العقد لا يقال حقيقة إلا على ما هو ملموس .. وما عدا ذلك في الخيال فهو ياتي بمعنى رمزي معنوي .. يشير لعزيمة نفسية من الشيطان .. فانتبه.

@- وإليك توضيح كلامي .. 

#- أولا: رأيي من حيث تفسير الحديث وكيفية فعل الشيطان مع النائم ..

- فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فسر العقد الشيطانية .. فالشيطان يعزم ثلاثة عزائم نفسية يرجوا تحقيقها في المسلم النائم .. وهي المشار إليها بالعقد الثلاثة .. وهذه العقد الثلاث عزيمتها هي (عليك ليل طويل فارقد) .. أي ما زال الليل طويل أمامك ولا داعي للقيام من النوم فارقد ونم قليلا وستجد متسع من الوقت لتقوم فيه ..  

 

- فالرأي الذي نقله الإمام بن بطال عن الإمام المهلب رحمه الله هو الرأي الحكيم والصائب .. والذي لا يجعلنا في حاجة لتفسير آخر .. فيكفي تفسيره صلي الله عليه وسلم .. ولسنا في حاجة لكثرة كلام .

 

1- فالمقصود بالضرب .. هو تزيين قوله (عليك ليل طويل) بقوة في نفس النائم لينام .. أي يجتهد بقوة في إلقاء وتزيين قوله هذا في نفسية النائم .

 

2- والمقصد بالحبل .. هو الوسيلة التي يبني عليها عقدة .. وهي ستكون بالكلام الذي سيزين به في نفس النائم ..

 

3- والمقصود بالعقد .. هي تحديد الكلام الذي اختاره كعزيمة عقدها الشيطان في نفسه بمحاولة منع المسلم من الوصول إلى الصلاة بأي طريقة من الطرق وهي تستوحب ثلاث مراحل .. المرحلة الأولى: القيام من النوم .. والمرحلة الثانية: الوضوء .. والمرحلة الثالثة هي الدخول في الصلاة فعلا .. وفي كل مرحلة من المراحل الثلاثة عزيمته في هذا الشخص هي واحدة لا تتغير (عليك ليل طويل فارقد) أو بالمعنى المصري العامي (روح نام يا عم أنت لسه اليوم طويل) .

 

- إذن .. الشيطان يرجو بعزيمة في نفسه منع المسلم من الوصول إلى الصلاة في كل خطوة يخطوها للصلاة ..

 

- والفرق بين صلاة الليل وهي إما صلاة العشاء أو صلاة الفجر وغالبا هنا المقصود بها صلاة الفجر .. فهذا يدل على عظيم شأن هذه الصلاة وعظيم مددها وبركتها .. إذ أنك تقوم خصيصا لله من عز نومك حتى تصلي لله ..

 

4- والمقصد بقافية الرأس: إحباط العزيمة والهمة في الانسان .. كالذي يمسك رأس احد ويدفعها الى السرير .. حتى لا ينهض من مكانه .. ويظل حبيس السكون .. فلا يأتي منه خير ولا يذهب الى خير ..

 

5- وهذا تصور مني لما يحدث من الشيطان معك حينما تحاول القيام من النوم للصلاة:

أ-  فكلما حاولت النهوض يوسوس إليك بأن تنام .. ويوهمك بأن الليل لازال طويل أمامك .. فنام براحتك وهتلحق الصلاة بكل تأكيد ..!!

 

ب- فإذا نهضت وذهبت للوضوء .. يلحقك الشيطان ويظل يكرر له لا تغسل وجهك بالماء فلازال جسمك يحتاج إلى النوم والراحة وارجع لتنام أفضل وربنا غفور رحيم يا سيدي ..

 

ج- فإذا توضأت .. يلحقك الشيطان قبل أن تصلي ويقول لك: ارجع للنوم فكيف ستصلي لله وأنت حالك هكذا نائم على نفسك .. بقى ده فعل المؤمنين يا مؤمن ؟!! .. فارجع واكمل نومك وارتاح ولما تصحو صلي براحتك .. وإلا فصلاتك لا تكون مقبولة بل وكيف تقبل ممن هو حاله هكذا نائم على نفسه ؟!!

 

د- فإذا قلت (الله أكبر) وبدأت الصلاة .. فالشيطان يتركك في صلاتك .. ولا يستطيع أن يمنعك لأنه لا  قدرة له على ذلك .. ولا يبقى له فيك إلا مجرد الوسوسة في الصلاة بأمور الدنيا ليحاول أن يفسد عليك بها الصلاة قدر المستطاع .. والله أعلم .

 

- وإليك مزيد شرح مني لسبب رأيي السابق ذكره ..

 

#- ثانيا: العقد هي وسيلة من وسائل الشيطان في الإغواء التي وعد بها أنه سيفعلها مع الإنسان ..

- قال تعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:13-17

 

#- والمعنى من أيسر التفاسير لأسعد حومد رحمه الله:

- لما استوثق إبليس من وعد الله له بإبقائه إلى يوم الوقت المعلوم، أخذ في المعاندة والتمرد فقال لربه: كما أغويتني (فبما أغويتني) وأضللتني وأهلكتني فإنني سأحاول فتنة ذرية آدم .. وسأعترض سبيلهم محاولا إبعادهم عن طريق الله المستقيم .. طريق الحق والهدى .. بأن أزين لهم طرقا أخرى حتى يضلوا.

- ثم سأحأول تشكيكهم في آخرتهم (من بين أيديهم) وأرغبهم في دنياهم (من خلفهم) .. وسأُشبِّه عليهم دينهم (عن أيمانهم) .. وسأزين لهم المعاصي وأحسنها لهم (عن شمائلهم) .. وسأفتنهم ما استطعت .. حتى لا تجد يا رب بين بني آدم كثيرا من المطيعين الشاكرين لأنعمك عليهم. (انتهى النقل).

 

- فالمسألة مسألة اغواء أي تضليل من الشيطان .. بيحاول يخدع بيه الإنسان حتى يفسد عليه حاله مع الله بأي طريقه.. كما في حديث العقد الشيطانية هو يضلل المسلم بأن الليل لازال طويل فلا حاجة لأن يقوم الآن من نومه ..

 

#- ثالثا: العقد على المسلم نوع من أنواع المس الطائف أو لمَّة من لمَّات الشيطان ..

1- يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف:201.

- ومعنى (مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ) أي إذا أصابهم لمَّة أو عارض من وسوسة الشيطان .. ومعنى (تَذَكَّرُوا) أي تنبهوا لكيد الشيطان فاستعاذوا بالله .. ومعنى (مُبْصِرُونَ) منتبهون لهذه المكيدة التي كاد الشيطان أن يغويهم فيها ..

 

- فلو انتبهنا للآية السابقة .. ستدرك جيدا أن مس الشيطان يمكن أن يحدث مع المؤمنين لحكمة مجاهدة المؤمن لمكائد الشيطان .. حتى يظل يقظ ومنتبه لخاطره وباطنه وما يحدث فيه من انفعالات قد يكون محركها الشيطان ..

 

2- جاء في (حديث مختلف على صحته وضعفه) .. عن أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً .. فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ .. وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ .. فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ .. وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ , ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268] الْآيَة) رواه الترمذي رواه الترمذي وبن حبان والبزار وأبو يعلى وابن أبي الدنيا والطبري في تفسيره .. وقال الترمذي: حديث حسن غريب ، وقال أحمد شاكر في تحقيق تفسير الطبري: أنه صحيح ويظن أن (أبو الأحوص) سمع من (عطاء) قبل الإختلاط وليس بعده ..، وذكره الألباني بأنه ضعيف في تخريج المشكاة والترمذي والجامع الصغير .. وتراجع عن تضعيف الحديث وقال في هداية الرواة بأنه حديث صحيح ... وأظن سبب تراجعه هو ظنه بأن هذا الخبر لا يقال بمجرد الرأي وإنما يظن أن بن مسعود سمعه من النبي ..، وقال الشيخ حسين أسد في تخريج مسند أبو يعلى وموارد الظمآن: إسناده ضعيف.

 

- قوله (لمة): أي يُلم بك أو يصيبك أو ينزل بك من وسواس في الصدر من الشيطان .. أو يُلم بك من خاطر في القلب من الملك ..

 

- إذن المسالة هي مسألة لمم مش أكتر من كده .. فالعقد هي نوعا من اللمم الذي هو مجرد وسوسة يوسوس بها الشيطان في نفس الإنسان ليحبط عمله أو ليفسد عليه علاقته بربه ..

 

#- رابعا: مقولة الشيطان (عليك ليل طويل فارقد) هي نوع من الوعود الزائفة التي يعد بها الإنسان .. ونوع من الأماني الشيطانية التي يتمنى حدوثها ..

 

1- يقول تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) إبراهيم:22.

 

- فالشيطان مهمته واضحه .. أن يعد بالوعود الزائفة ويدعو إليها .. ولا يجبرك على فعل شيء .. ولكن أنت إما انت تستجيب أو لا تستجيب .. لأن استجابتك في الأصل هي نابعة من رغبة نفسية فيك .. ولذلك لم يجعل الله تزيين الشيطان حجة لك أمامه يوم القيامة .. لأن الشيطان يزين لك ما في نفسك أو ما قد يرغبه منك أن تفعله ويكون أيضا له حقيقة نفسية فيك كالكسل الذي يستغله في الإنسان ليستغله ضده ليجعله ينام .. وهذا فقط كمثال لمناسبة الحديث الذي نتكلم فيه .. وقس على هذا كل شيء في الحياة .

 

2- يقول تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) الحج 52-53.

 

#- المعنى من تفسير أيسر التفاسير للشيخ أسعد حومد رحمه الله:

- ويرى الامام الشيخ محمد عبده أنه يمكن تفسير الآية بما يلي:

- لم يرسل الله رسولا نبيا إلى قوم إلا وتمنى أن يتبعه قومه وأن يستجيبوا لما يدعوهم إليه .. ولكن ما تمنى نبي ولا رسول هذه الأمنية السامية إلا ألقى الشيطان في سبيله العوائق وأثار الشكوك ووسوس في صدور الناس، لسلبهم القدرة على الانتفاع بما وهبوه من قوة العقل، وسلامة الفكر، فثاروا في وجه النبي وصدوه عن غايته. فإذا ظهرووا في بادئ الأمر ظنوا أنهم على الحق، ولكن كلمة الله ستكون دائما هي العليا، وكلمة الشيطان وأعوانه هي السفلى دائما.

-  فأما الذين في قلوبهم مرض وشك ونفاق .. أو انحراف (من المنافقين) ، والقاسية قلوبهم من اليهود والكفار والمعاندين فيجدون في مثل هذه الحال مادة للجدل واللجاج والشقاق، فيكون ذلك فتنة لهم. (انتهى النقل).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذن ما يفعله الشيطان .. هو مجرد أماني يرجوها من أن تحدث ويتبع في ذلك وسيلة الوسوسة في صدور الناس لتزيين ما يتمنى فيهم لتحقيق هذا الرجاء .. وهو تماما مثل ما يفعله مع المسلم النائم كأمنية ورجاء منه أن ينجح في بقاءه نائما ليمنعه من القيام للصلاة الليلية سواء كانت عشاء أو فجر ..

 

- فالمسألة ليست عقد بمعنى عقد السحر .. وإنما بمعنى أماني يتمناها الشيطان وهذه الأمنية هي ظهرت في عزيمة قوله (عليك ليل طويل فارقد) ..

 

#- خامسا: من أحوال الشيطان مع الإنسان في تدمير حياته الإجتماعية بإلقاء التفرقة في عقدة الزواج ..

- قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف أحوال الشيطان مع الإنسان: (إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ) صحيح مسلم.

 

- إذن المسألة كلها وسوسة في وسوسة .. وهي مجرد عزائم يلقيها الشيطان في النفوس ويؤكد عليها بكل همة واجتهاد من أجل الوقيعة بين الناس أو الوقيعة في المعصية أو الإبتعاد عن طريق الله .

 

#- سادسا: كيد الشيطان لا يزيد عن الوسوسة ..

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن كيد الشيطان: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

- فالنبي صلى الله عليه وسلم .. أوضح بكل وضوح أن كيد الشيطان لا يتخطى حدود الوسوسة ..

 

- بل أن أعلى درجات تمكن الشيطان من الإنسان .. قد وصفها القرآن وهي الإستحواذ إذ يقول تعالى في وصف المنافقين: (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان) المجادلة:19 ..

- والإستحواذ معناه الهيمنة والتمكن الدائم منهم بوسوسته .. حتى غلبهم بوسوسته فاتبعوا وسوسته وكأن الباطل أصبح هو الحق في نفوسهم بعد أن زين لهم الشيطان ذلك ..

 

#- سابعا: وقد يكون العقد الشيطان هي ما بال به الشيطان في أذن النائم ..

- كنت قد ذكرت في (رسالة البيان في مفهوم حديث "بال الشيطان" في أذن الإنسان) .. أن عزيمة العقد الشيطانية قد يكون هي ما بال به الشيطان في اذن النائم وخضع لها .. كما جاء في الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ) صحيح البخاري.

 

- وقد فسرت هناك في الرسالة المشار إليها (كتفسير عن رأي خاص بي) .. أن لفظ (بال) ليس بمعنى (بول) وإنما بمعنى (خاطر) أي خاطره الشيطان بوسوسته التي هي (عليك ليل طويل) حتى خضع لهذه الوسوسة ونام .. وهو تفسير لم يقل به العلماء وإنما قد استنبطته من اللغة .. وكذلك مع ما يتفق مع سياق الحديث ويوافق أفعال الشيطان مع الإنسان .. والله أعلم .

 

#- ثامنا: من فوائد حديث العقد الشيطانية التي تهمنا في بحثنا هذا ..

1- إذا كان الشيطان يؤثر عليك بوسوسته .. فلا أحد يدفع عنك وسوسته إلا أنت معتصما بالله .. فلا راقي ولا معالج ولا ولا أي شخص ولا حتى الملائكة تستطيع مساعدتك إلا إن أنت قلت (أريد الله) وتنهض من نومك .. ومن يقل لك أن هذا سحر شيطان ويستطيع ان يفكه عنك .. فهو كذاب بكل ما تحمله الكلمة من معاني الكذب.

 

2- أن ذكر الله والوضوء والصلاة .. تمزق أي عُقد أو عزائم شيطانية يحاول الشيطان التأثير بها عليك ليفسد عليك حالك مع الله .

- فإذا كان للشيطان كيد لك بالوسوسة ليؤثر عليك .. فأنت لديك القدرة على دفع هذه الوسوسة بمجاهدة نفسك وتقويتها بعزيمة ورغبة منك في أن الله هو مطلوبك.

 

3- الحديث أثبت للمسلم كمال القدرة التامة في السيطرة على نفسه .. فلا يوجد للشيطان قدرة عليك بمنعك عن الذكر ولا الوضوء ولا الصلاة إلا بالتزيين فقط أي بالوسوسة .. بل أنت بكامل إرادتك واختيارك وحريتك .. وهذا واضح جدا من ألفاظ الحديث (استيقظت وذكرت) (توضأت) (صليت) .. فتأمل الألفاظ السابقة وستفهم أن الشيطان لا قدرة له عليك إلا بهمة الوسوسة فيك ليؤثر عليك .. وليس أكثر من ذلك .

- ولذلك من يقل لك من المعالجين أن الشيطان يسحر لك .. فاعلم أنه كذب.. وتذكر فورا قوله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران:175.. أي أن الشيطان يخوفكم بأنصاره وأعوانه من الإنسيين .. فلا تخافوهم .. وليكن خوفكم من عصيان الله إن لم تتبعوا الله في مواجه عدوه وعدوكم .. وذلك الخوف من الله سببا لتعلو همتكم وعزيمتكم في مواجهة الشيطان وأعوانه .

 

4- لابد من مجاهدة النفس وتقاومها حتى تنجح في عملك مع الله .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ (أي يجاهد) نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ (ما يتوضأ به وهو الماء) وَعَلَيْهِ عُقَدٌ .. إلى آخر الحديث) .. فلا تخضع لكسل النفس الذي يؤثر به الشيطان عليك .. فكلما وجدك في حالة كسل فأنت تكون صيد سهل له بالتأثير عليك .

 

5- عُقد الشيطان ما هي إلا عزائم يرجوها فيك .. ليصيبك بحالة من الكسل ويحبطك عن القيام للعمل مع الله ..

 

#- ولنا عودة إن شاء الله في مناقشة مسألة الشيطان الساحر في سؤال منفرد .. وسيكون فيه ما يدهشك .. إذ لم أقل كل شيء في الفوائد .. أو فيما سبق من فصول .. وإن كان ما سبق يكفي لهدم خرافة الشيطان الساحر .. لمن كان له قلب أو عقل ..!!

 

 #- وخلاصة القول:

1- كل ما سبق كان هو تحليلي لحديث العقد الشيطانية .. حسب القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

- فالعقد الشيطانية .. ما هي إلا أمنية ولمة من الشيطان أو مس طائف بعزيمة قولية يضرب بها على الشخص النائم ويعزِّم بها عليه مجتهدا بقوة في أن يغلبه بعزيمة في نفسه وهي: (عليك ليل طويل فارقد) أو بما شابه هذا المعنى ..، ويجتهد الشيطان في ذلك كلما استشعر أنه سينهض من نومه للصلاة إلى الله ..

 

2- وقد يكون العزيمة الشيطانية هي أيضا ما (بال به الشيطان) في أذن النائم حتى خضع له .. وكلمة (بال) هنا بمعنى خاطره وألقى في نفسه بهذا الكلام .. وكان هذا تفسيري للحديث في رسالة (البيان في مفهوم حديث "بال الشيطان" في أذن الإنسان) .. فارجع إليها لو أردت .. والله أعلم.

 

#- ونبدأ أخي الحبيب من الفصل القادم إن شاء الله .. في مناقشة حديث العقد من حيث ما يتعلق به من مسائل متعددة .. قد تخطر ببالك .. والله ولي التوفيق .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 25 تعليقًا:

  1. السادة أحباب المدونة ..
    - ماذا تفهم من قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:13-17

    #- والمعنى الاسترشادي لك في فهم الآيات من أيسر التفاسير لأسعد حومد رحمه الله:
    - لما استوثق إبليس من وعد الله له بإبقائه إلى يوم الوقت المعلوم، أخذ في المعاندة والتمرد فقال لربه: كما أغويتني (فبما أغويتني) وأضللتني وأهلكتني فإنني سأحاول فتنة ذرية آدم .. وسأعترض سبيلهم محاولا إبعادهم عن طريق الله المستقيم .. طريق الحق والهدى .. بأن أزين لهم طرقا أخرى حتى يضلوا.
    - ثم سأحأول تشكيكهم في آخرتهم (من بين أيديهم) وأرغبهم في دنياهم (من خلفهم) .. وسأُشبِّه عليهم دينهم (عن أيمانهم) .. وسأزين لهم المعاصي وأحسنها لهم (عن شمائلهم) .. وسأفتنهم ما استطعت .. حتى لا تجد يا رب بين بني آدم كثيرا من المطيعين الشاكرين لأنعمك عليهم. (انتهى النقل).

    #- تفتكر ليه ربنا ذكر ما حكاه إبليس في طريقة اغواءه من الجهات الأربعة .. ؟!!
    - وليه كمان لم يذكر الجهة العلوية والأرضية ؟!!
    - يعني تفتكر .. ربنا عاوز يفهمك إيه يا مؤمن ؟!!
    =================================
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. عاوز احساسك يا قطر الندي .. وليس مجرد علم منقول ..
      عاوز بعد ما قرأتي العلم .. انتي شايفه ايه في الآيات أو تقدري تقولي ايه وكأنك هتشرحيه لحد بصورة مبسطة .. وكأنك عاوزة توصليله معلومة قرآنية عن الشيطان يفضل فاهمها وحافظها جواه ..

      - هذا ما أقصد .. وليس مجرد الاجابة فقط .. على سؤال ..!!
      - علشان كده قلت في آخر تعليق سؤالي: (تفتكر ربنا عاوزك تفهم ايه يا مؤمن) ..؟!!

      تحياتي لك
      ===========================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. 👆 سؤال اليوم 👆
      👇من الاستاذ خالد 👇:
      السادة أحباب المدونة ..
      - ماذا تفهم من قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)

      #- تفتكر ليه ربنا ذكر ما حكاه إبليس في طريقة اغواءه من الجهات الأربعة .. ؟!!
      - وليه كمان لم يذكر الجهة العلوية والأرضية ؟!!
      - يعني تفتكر .. ربنا عاوز يفهمك إيه يا مؤمن ؟!!

      من وجهه نظري وما فهمته والله أعلم :
      أن إبليس اللعين كأنه يتحدى الله عز وجل بعزته وجلاله ويقول لله ..
      أننى سأكون ملازم لبنى آدم مثل ظلهم .. لن أترك لهم جانب إلا أتيت لهم ووسوست لهم بكافة الطرق والوسائل حتى أضلهم وأبعدهم عن الطريق طريق الإيمان وطريق الحق والتوحيد ..
      فأزين لهم الكبائر والمحرمات.. وأجعلهم يفعلون عكس ما أمرتهم به وأزين لهم الدنيا وما فيها وأبعدهم عن طريقك..

      وهذا الحصار يدل على مدى قربه لنا أو أنه قريب لنا يوسوس لنا فى كل لحظة ..ولا يترك أي فرصة حتى يستغلها..
      ولكنة ليس له سلطان على المؤمن الموحد العارف بالله عز وجل ..

      وذكر الله لنا ما حكاه إبليس فى طريقة إغواءة ..حتى نكون على وعى وعلى علم بمكر الشيطان والا يكون ليس لدينا حجة ونقول أحنا مكناش نعرف يارب وأنت معرفتناش يارب .. لا ربنا بيعرفك وأنت حر فى إختيارك وفى إختيار الطريق الذي ستسلكة..
      ولم يذكر الله عز وجل الجهة العلوية والسفلية ..
      لأن الجهة العليا هى جهة الله.. الله القوى العزيز تنزل منها رحمة الله علينا ويحرسنا ويتكفل برعايتنا وهو فى أعلي السماء .. وهى جهة الفوقية الإلهية .
      والجهة الأرضية لأنها الجهة الخاصة بعباد الرحمن عباد الله الذي يسجدون لله تضرعا وخوفا .. اي تمثل عبوديتنا البشرية لله عز وجل ..
      لذلك أبتعد عن تلك الجهتين فكيف سيصل أصلا ..
      وكأن الله عز وجل أختص بتلك الجهتين لنفسه ولعباده ..

      وفى حكمة فى الآية أيضا..
      كانها داء ودواء فى نفس الوقت ..
      فالداء .. عدم حمد الله على نعمه الكثيرة لنا والجحود وإتباع وسوسة الشيطان..
      والدواء .. هو شكر الله فى كل الأوقات.
      لأن الشكر يحفظك من الشيطان ..
      وهذا يدل على أنها عبادة عظيمة..
      والشكر هو مفتاح الهداية وهو من صفات أهل الله .
      هذا والله أعلم

      =================================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    3. اثناء القراءة تخيلت مشهد في فيلم كرتون لتوم وجيري ههههه ..

      كان توم راجع البيت وكان تعبان جدا وعاوز ينام وصاحبة البيت قالتله بحزم لازم تفضل صاحي عشان تمسك الفأر جيري ..

      وبعدين توم حاول ينفذ ما أمر به .. ولكن النوم كان غالبه جدا ومش قادر يفتح عينه .. وعرف جيري يستغل الموقف جدا لصالحه .. فجاب مخدة ووضعها امام توم فنام عليها ولكن بسرعة فاق لما سمع صوت صاحبة البيت .. وطلع يجري ورا الفار .. ولكن بحيلة ذكية من جيري كتب بعض اللافتات ( مثل العزيمة او العقد) ووضعها أمام القط مثل (هل تريد النوم) .. ولافتة اخرى (النوم حلو ) وبعدين لافتة مكتوب عليها (امشي علطول هتلاقي سرير مريح) ..
      ونجح الفار في النهاية في تزيين النوم للقط حتى وصل بالفعل للسرير ونام .. ولكن صحى على الضرب الشديد من صاحبة البيت ههههه ..

      حذف
    4. { قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰ⁠طَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (١٦) ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ (١٧) }[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٦-١٧]

      وكأني اقف على ( الصراط ) قارعة الطريق ..
      يمتد امامي شارع طويل .. اسير في دربي ..

      فأقبل بائع جوال ( الشيطان ) من امامي
      .. ووقف بين يدي ..
      بالوجه البشوش يعرض علي بضاعته ..
      وقد رتبها وهيأها في احسن صورة ( فتنة )

      فأعجبت بها وترددت في قبولها ..
      لكني تنحيت عنه .. ومضيت امشي ..
      فأتاني ناحية اليمين .. يتودد لي

      فتذمرت من إلحاحه .. واكملت سيري
      فأتاني ناحية الشمال .. يحتال

      فأسرعت بالمضي قدما .. الى الامام
      فجاءني من خلفي .. يتوعدني
      فخفت ان يغدرني ويكبني على وجهي

      عندها .. هتف بي هاتف :
      { إِنَّمَا ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ }

      فتذكرت : { وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ } .. وكانه يقول لي : إن كان الشيطان يأتيك من بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومن خلفك .. فنحن معك

      وتذكرت .. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ}

      فأيقنت ان ذلك مدد الله .. فاطمأننت
      واستعذت بالله من الشيطان الرجيم
      ورفعت راسي للسماء .. وقلت :
      يارب بك ألوذ واليك ألتجي

      ومضيت قدما في طريقي وانقطع صوت الشيطان عني ..
      فسجدت .. وحمدت الله وشكرته على ما ألهمني من ذكره

      هذا ما تصورته من مشهد ..

      ☆ وكأنه يخاطبني ويقول لي إيمانك في قلبك .. نظرك على قلبك .. عزيمتك بربك .. لمّا تقوى لا شيء يضرك .. اثبتي على مبدأك .. لا يغرك اللي على اليمين واللي على الشمال .. ولا اللي بين ايديكي ولا اللي خلفك .. كله حيمشي ويسيبك لوحدك .. بقيتي مع ربك .. نجاتك بقدر يقينك في قلبك .. وبقدر عزيمتك وهمتك في نفسك .. ساعتها مددك من فوقك يجيلك .. وسجودك عز ورفعة وحفظ من تحتك .. لا شيء يحبطك { وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ } .. ياارب ..

      * مافيش إيمان مافيش أمان
      * واللي بربه معتز ابدا ما يهتز

      * انوي على الخير والطاعة بعزم واصرار ..
      حتلاقي معية وعناية ليل نهار ..
      * ولو نيتك وعزيمتك ركيكة هزيلة ..
      حيلازمك حضور شيطاني ليس لك فيه حيلة .. !!

      * وان كان الشيطان اقسم يغويني
      فيقيني بالعزيز يحميني ويؤويني

      هذا .. والله اعلم

      حذف
    5. بالنسبة لسؤال حضرتك أستاذي بخصوص قول إبليس ( لاقعدن لهم صراطك المستقيم ) ..

      خطر ببالي الذئب المتربص بفريسته لا يمل ولا يغفل عما نواه في نفسيته من الايقاع بها بأي طريقة وعندما يقترب منها يفضل يحوم ويلف حولها حتى ينقض عليها .. وهذا تشبيه بحال الشيطان مع الانسان ..

      ولكن من فضل الله على المؤمن وعنايتة الالهية اوجد له ملجأ يحتمي به في شدته .. يرفع رأسه لربه طالبا مدده يقول ياااااارب .. ويسجد له بروحه وقلبه واثقا أن له رب أعلى في حماه ورعايته ..

      (ضمة) الله لك في حضرته ..
      مع (كسرة ) قلبك رجاء معيته ..
      حتى تجد (فتحة) من فتوحات عطيته ..
      فتزيد روحك ( سكون ) وسلام لمناجاته ...

      حذف
    6. كلامك يا قطر حرك قلبي و ادمعي
      -----------
      وكأني بداعي يدعو واقف أمامي
      لازت الحياة امامك لم تعيشي شيئا منها
      مالي أراكي قد زهدتي ومن زيتنها ما رأيتي
      وكأني إلتفت عنه ليميني منشغلة بعمل عن يميني اريد به نجاتي و قريبي من حبوبي
      وكأنه أتاني عن شمالي و زين لي العودة لي للإبتعاد والخمول و الراحة و اراد تئيسي وقال أنظري خلفك
      وكأني نظرت لخلفي فما رأيت سوى سوء فعلي
      ورأيت قبرا مفتوحا ينادي مني أتيتي وإلي عدتي لا دنياكي عشتي ولا لآخرتك عملتي
      وكأنه صاح قائل لا نجات لكي مما جنيتي
      وكأني من غصة قلبي رفعت رأسي للسماء و بحات دموع عيني وقلبي بما لم يبحه لساني
      وكأني بهاتف من السماء قائل
      أسجد وإقترب
      وكأني من شدة خوفي من كل الهواتف حولي و من ذكريات السوء التي خلفت خلفي
      خررت ساجدة اناجي
      لبيك ربي لبيك ربي لك سجدت وبك إحتميت
      مالي سواك ألوذ به من سوء فعلي
      مالي سواك يخرص صوت إحباط عملي
      يا مغيث كل مغيث أغثني
      انا يوسف في جب بئر نفسي
      أنا يونس في بطن حوت نفسي
      أنا إبراهيم في نار سوء فعلي
      أنا موسى في بحر ذنوبي
      قد مددت يديا خوفا
      قد ناجيت بقلبي محب
      إلهي رغم سوء فعلي ما أوقفني غير حبي
      إلهي رغم طول أملي ما طمعت في غير قربك
      إلهي إن أنهكتني الخطايا وأثقلتني
      فلا يخلو قلبي من رجاء قربك ولا تعمى عيني عن النظر للطفك
      إلهي وقفت بكل خجلي و قد أنهتكني الذنوب و اوجعتني الخطايا
      فررت لحضن حبك وطمعت في نور عفوك
      لا الشيطان يحبطني ولا الخطايا تبعدني
      أنا واقف بباك إفعل بي ما بدى لك
      وكأني بهاتف يقول ٱن جائك بائع الهوى والزور قلي
      إن معي ربي سيهدين
      ناجي بقلبك وقولي
      الله ربي
      الله معي
      الله ناظر إلي
      الله شاهد علي


      عطر الجنة 🕊

      حذف
    7. جميلا جدا القصة التي إجترتها يا زهراء وجد معبرة عن ما يدور بيننا وبين الشيطان

      --------------
      العبرة منها
      يحدث أن نعود من العمل متعبين أو نقوم متعبين بسبب مرض او مشاكل نمر بها
      تنتظرنا صلواتنا و اورادنا او اعمالنا مع الله
      ولكن يقابلها ذلك التعب الشديد تلك الرغبة في النوم سواء للراحة من التعب او للهروب مما نشعر به من حزن او الم او قبض
      مع هذا الصراع الداخلي يشتم الشيطان تلك الرائحة في نفوسنا فيأتي ليزينها لنا
      نم الآن وبعدها قم و إفعل ماانت ملزوم به
      انت مريض لك رخصة
      انت متعب يحق لك الراحة
      هنا يأتي جهاد النفس إما نلبي تلك الرغبة والكسل او ننفض غبارها ونقوم
      هنا بين نداء الباطل ونداء الحق
      يفوز من كان قلبه فقط معلقا بالحق
      من قام وصلى وقرأ اوراده وادى ما عليه من مسؤوليات فاز برضى ربه و خنست نفسه وشيطانه
      ومن إستجاب لدعائهما سيعض يديه ندما مع أول إستفاقة
      حين يجد أن لا تعب ذهب وولا أحزان غادرت ولا اوضاع تغيرت
      ولكن اضاع ما عليه و لبى نداء الشيطان
      في حين أن الأول
      نال السكينة و الرضا و السلامة و الراحة
      ونام وهو مرتاح
      شتان بين نداء الحق وما فيه من مدد ونعيم وبين نداء الباطل وما فيه من خلاذن وجحيم

      حذف
    8. كده ماما عندها احساس ههههههه ....تفسير جميل وسهل وبسيط يا ست الكل

      حذف
    9. - ربنا اعطانا : بطاقة تعريفية للشيطان = برنامج اللي ماشي عليه الشيطان = خطة الشيطان
      ربنا عاوز يقول لنا اعرف عدوك و اعرف من اين يأتي لك علشان تقفل عليه الابواب الاربعة اللي بيخش لك منهم ..
      ربنا ذكر ما حكاه إبليس في طريقة اغواءه من الجهات الأربعة .. لانه عاوز يوصل لنا معلومة و هي أن الشيطان عنده رصيد معرفي بنا نحن البشر من ايام آدم – و يقال ان هذا الحوار جرى قبل خلق آدم أصلا - و قبل أن يعاشرنا و يعيش معنا ..
      أي عنده علم غيبي بمنافذ النفس الانسانية و رغباتها و حافظ صم المنافذ الاربعة اللي حيخش لينا منها أي طرق الغواية الاربعة ..
      لديه علم غيبي أي مهما تغيرت الأزمنة و الامكنة و تطور العلم و طريقة عيش الانسان .. فهو عنده دراسة شاملة ميدانية .. فهو يتكلم بثقة و عارف بيقول إيه .. ويتكلم و يتوعد و هو متأكد من ما يقول.
      - و بالنسبة لسؤالكم استاذ : وليه كمان لم يذكر الجهة العلوية والأرضية ؟!!
      سبحانه و تعالى عاوز يقول لنا يا بني آدم أنا اللي خلقت الشيطان و انا اللي علمته طرق الغواية الاربعة .. و انا اللي غويته بمعنى ابتليته و هو بدوره أصبح ابتلاء و امتحان لكم يا بني ادم ..
      و بما أنه أنا اللي خلقته .. فانا اللي قادر أعلمك و اوجهك و أغلبك على الشيطان لو دخلت عندي للجهتين العلوية و الارضية .. تعال عندي أعطيك مفاتيح البابين و ادخل فيهم و حتبقي في حصن منيع من غواية الشيطان ..
      - طب يا حسن .. يا ترى .. فين برأيك ذكر الجهة العلوية والأرضية؟
      ** يتبع **

      حذف
    10. - جال في خاطري: لم يذكر الله الجهة العلوية والأرضية لانه ممكن أشار إليها في سورة الحجر .. بقوله تعالى :
      (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ))
      نرى أن الشيطان استتثنى من الغواية العباد الْمُخْلَصِينَ فقط ..
      لكن ربنا الرحيم بعباده .. رد على اللعين بإيه؟ رد " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ "
      - مش فاهم يا حسن؟
      - اصبر بس .. تعال نفصل في الاية دي (( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ))
      إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ : فيها فئتين :
      - الجهة العلوية: العباد الْمُخْلَصِينَ : ( لا تغفل ولا تلتفت عن الله وتتعلق به فهو حسبها ) صفاتهم:
      1- صدق العبودية أي الاخلاص في العبادة
      2- جميع طرق الحماية والاستعاذة من الشيطان الرجيم عندهم تعتمد على التفويض و التسليم لله أي طلب ذلك من الله أي التحقيق ب " لا حول و لا قوة الابالله ".
      3- الاعتراف بالتقصير في حق الله .. الاعتراف بالذنب و لو لم يعصوا.
      ممكن اعتبر هاته الفئة هي التي تعمل بالاصل الإيماني الاول المذكور في المدونة " لا تغفل ولا تلتفت عن الله وتعلق به فهو حسبك " و ايضا الثاني " الوقوف في محراب الاعتراف بالذنب و لو لم تعصي .. الاعتراف بالشكر و الاعتراف بالفقر إلى الله "
      ....
      - الجهة الأرضية: زي حالاتي .. أعصي ربنا كثير و ارجع ثاني بالتذلل و الانكسار إليه .. و أقف في محراب الاعتراف بالذنب أمام رب العالمين .. ممكن اعتبر هاته الفئة هي التي تعمل كثير بالأصل الإيماني الثاني (دوام التوبة مع الإعتراف بالذنب) ... حتى يكرمها الله و تعمل بالاثنين وتنتقل الى الجهة العلوية .. اوعدنا يا رب نكون من عبادك الْمُخْلَصِينَ.
      فئة .. اعمل ذنب و بعدها احط راسي في الارض او أوطي راسي منكسرا متذللا إلى الله ان يغفر لي و انا كلي ثقة ان ربنا غفور رحيم 100 بالمائة و انه سيقبلني غنده

      -- التفصيل الثاني " إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ "
      الغاوين أي الناس او الفئة اللي اتبعت الجهات الاربع من الغواية .. و ما لهمش عذر لانه ربنا أشار اليهم في الحوار في سورة الاعراف .
      و كما نعلم أن سلطان الشيطان هو سلطان وسوسة و ليس قهر .. ما فيش حاجة اسمها انا راكبني جن شيطاني و مش مخليني اصلي أو اعبد ربنا او حتى ارفع يدي و ادعي له .. مثال فقط
      ارجو ان اكون اوصلت الفكرة .. و الله اعلم
      =================================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    11. لما رجعت لمواضع القسم الابليسي في القرآن لإغواء بني آدم ..

      الموضع الاول : - { قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰ⁠طَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (١٦) ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ (١٧) }[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٦-١٧]

      الموضع الثاني : - { قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٣٩) إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ (٤٠) }[سُورَةُ الحِجۡرِ: ٣٩-٤٠]

      ولما افتقدنا في الموضع الاول ؛ الجهة التحتية والجهة الفوقية .. فكأني وجدت الموضع الثاني قد اشار اليهما في الآية : { إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ } ..

      فجال في خاطري ..
      ☆ المخلَصين .. هم اهل الفوقية والتحتية ..

      * الفوقيّة - إذ ترفعت احوالهم عن الانغماس بزينة الارض ( التي اقسم ابليس ان يغويهم بها في الموضع الثاني ) ؛ فارتقوا من الطينية الى الملكية .. خفت ارواحهم ..

      * هم أهل التحتية .. إذ خضعت رقابهم لخالقهم فتذللت وانكسرت .. متحققين بالعبودية .. بأنوار الهداية فنجوا من الغواية .

      حتى اذا جاءهم الشيطان من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم .. فلم يجد سوى كفين ؛ اما الى السماء ممدودة .. او على الارض ساجدة ..

      { هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ }
      أخلصوا لله فأخلصهم له ..
      * جاؤوا مخلِصين .. فباتوا مخلَصين

      اما قوله سبحانه : { وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ }
      حقا وصدقا : { وَقَلِیلࣱ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ }
      ولعلهم : ( إلا عبادَك المخلَصين ) .

      هذا والله اعلم

      حذف
    12. استوقفتني آيتين .. جاء فيهما العذاب من فوق ومن تحت ..

      { فَٱعۡبُدُوا۟ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ٱلَّذِینَ خَسِرُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِیهِمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ أَلَا ذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِینُ (١٥) لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلࣱ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلࣱۚ ذَ ٰ⁠لِكَ یُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ یَـٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ (١٦) }[سُورَةُ الزُّمَرِ: ١٥-١٦]

      { یَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ (٥٤) یَوۡمَ یَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَیَقُولُ ذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٥٥) }[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٥٤-٥٥]

      وكأن الآيات تشير الى أن من استكبر عن الدعاء او ان يكون من اهل الفوقية .. انقطع عنه مدد السماء .. ومن جحد وعاند عن السجود ليكون من أهل التحتية .. انقطع عنه المدد من تحت ارجله ..

      حرم نفسه في الدنيا من مدد الفوق ومدد التحت .. وفي الآخرة تسلط عليه العذاب يوم القيامة من نفس الاماكن التي جحدها وانكر واستكبر ان يكون فيها عبدا لله .. بل استحب ومال حيث استهوته الشياطين من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله .. وافتتن بزينة الارض ..

      هم فريقان ..
      اما ان تكون من اهل التحت والفوق ؛ اهل المدد والذوق
      او ممن استمالته الشهوات من الاربع جهات ؛ اهل الغي والموبقات

      هذا .. والله اعلم

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. ‏﴿قال ربِّ إنّي وهن العظم منّي﴾
    وَهنَتْ عظامُه ولم يوهَنْ قلبُه.

    قلوبُ المؤمنين شابةٌ لا تشيخُ ؛ فقد اشتكى وهْنَ العظمِ وشيْبَ الرأسِ،
    ولم يشتكِ وهْنَ الرُّوحِ، ولا ضعفَ الإرادةِ ولا شيبَ الطموحِ.

    إنَّ الله عز وجل جعل قوّة المؤمن في قلبه، ولم يجعلها في أعضائه، ألا تجد أنَّ الشيخ الكبير يكون ضعيفاً وصائماً ،يقوم الّليل والشَّاب يعجز عن ذلك!

    ليستْ المشكلةُ أن يهِن العظم، ولكن إيَّاك أنْ يهن العزم..

    { قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }.
    اللهُمَّ قُوةً وإيِماناً وثباتاً ويَقيناً كَ سيدنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام!

    ردحذف
  4. ردا على سؤالك استاذي الفاضل
    - ماذا تفهم من قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:13-17

    الآية توضح إصرار و رغبة الشيطان الشديدة في إظلال المؤمنين و إبعادهم عن صراط الله المستقيم
    وذلك بمجيئه لنا من خلال الجهات الاربعة للوسوسة والتزيين والتحريض
    فقوله من بين أيدهم: أي اشغالهم بدنياهم وما مهم منغمسون فيه من ملذات الحياة والركض خلفها
    من خلفهم: إشغالهم بعدم الإلتفات للوراء عن عدم تذكر ما يتنظرهم من حساب وعقاب و حتى لا يتذكروا ما فعلوه من ذنوب فلا يشعروا بالندم و لا الخوف
    عن أيمانهم: حتى لا ينشغلوا بعمل الصالح لأن جهة اليمنى إشارة لما يدون على اليمن من صالحلات
    وعن شمائلهم: إشارة لما يدون عن شمال من سيئات
    فكأن الشيطان يأتي من جهة الأمام والشمال للوسوسة بكل شر و إنشغال و انغماس في دنيا
    ويأتي من الجهة اليمنى والخلف للوسوسة بعدم تذكر الآخرة ولا الأعمال التي تكون فيها نجاة في الآخرة

    #- تفتكر ليه ربنا ذكر ما حكاه إبليس في طريقة اغواءه من الجهات الأربعة .. ؟!!
    وحدد الجهات الأربعة ولم تذكر الجهة الفوق والتحت

    لانها محل التواصل والصلة مع الله
    (له ما في السماوات والأرض )
    ما في السماء له وما في الأرض له فهو المالك الوحيد المدبر الوحيد الأمر كله أمره لا شيطان له علم به ولا قدرة عليه
    فمن اراد التواصل مع الله ينظر للسماء او يسجد في الأرض
    من فوق
    جهة السماء إن تعلقت قلوبنا بالله و ظلمت ناظرةله متذكرة له
    وهي جهة مد اليد و التضرع والدعاء
    ( قد نرى تقلب وجهك في السماء)
    دائما إن اردنا شيئا أو ضاقت بنا الدنيا ننظر للسماء و نتحدث لله سواء بقلوبنا أو ألستننا
    ومن جهة الأرض التي محل سجودنا فكلما سجد العبد كان اقرب لله
    ( أسجد وإقترب)
    فمن سجد دخل الحضرة وكان أقرب من يكون لله
    فكأن النظر للسماء و الرجاء و الدعاء والتذلل
    والسجود لله ارضا فيهما من الخضوع والخشوع والأنابة و الصلة مع الله ما لا يستطيع الشيطان الوصول إليه للوسوسة
    فالقلب الناظر لربه والجبهة الساجدة له لا قدرة للشيطان للتأثير عليها ولا الوصول إليها

    من الجهة الفوقية
    تذكر رب السماء القادر المقتدر العزيز الحكيم القاهر القوي
    (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢ البقرة﴾)
    ومن الجهة التحتية تذكر رب الأرض التي ستعود إليها و تبعث منها
    من السماء يأتي رزقك وفي السماء قدرك ولا مفر لك منه إلا إليه
    (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )
    وفي الأرض موضع سجودك لتتذكر أنك عائد إليها
    تذكر أنك من تراب مهما تعلمت و ملك وعائد إلى التراب وستقابل رب السماء
    تذكر أن رزقك في سماء ينزل إليك إلى الأرض
    لا تلتف لمين ولا شمالك ولا أمامك ولا خلفك
    أنظر بقلبك لسماء وأسجد بجبهتك للأرض

    (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (54) ۞ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55))
    الفرار من كل شيء يكون بتعليق القلب برب السماء و سجود الجبهة لرب الأرض

    - يعني تفتكر .. ربنا عاوز يفهمك إيه يا مؤمن ؟!!

    كأن الله أراد أن يقول لنا
    يا عبادي أذكروني وتذكروني أمددكم بمددي وأحميكم ولا يصل إليكم شيطان ولا إنسان لانكم ستكونون في عين عنايتي
    يا عبادي نوري ممدوك لكم من السماء فكونوا عزيزين بي متوكلين عليا واثقين في محبين لي
    من مكان قلبه حاضرا معي ناظر لي متوكلا علي كان مددي واصلا له

    يا عبادي أكثروا السجود لي  فكل سجود خضوع وكل ذل لي عز لكم فكلما سجدتهم فر الشيطان باكيا لأنه أمر بذلك ولم يفعل
    كلما سجدتهم كنتم أقرب إلي وعلى قدر سجودكم يكون سجود قلوبكم و ذقتم من محبتي و لطفي وعشتم في معيتي و حصني وحماتي
    فمدد السماء لا يقطعه قاطع
    والله اعلم
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تطهر بها العقل والفؤاد وتدخلنا بها حضرة القرب والوداد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. من تعلق قلبه بمولاه لم يلتف لسواه
    ورضي بما به قضاه ووقف على باب خدمته ورجاؤه قربه ورضاه
    وما إشتكى مما به إبتلاه و صبر صبر أيوب ودعى دعاه
    و إعترف إعتراف يونس و ناجاه
    و قلبه عاكف في حضرة مولاه لا يطلب غير رضاه
    مردد الله الله ربي مالي سواه ولا اطمع في غير رضاه
    فالعبد لا يريد سوى خدمة مولاه
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  6. ☄ يضحكني فرعون حين ظن أن الوصول إلى الله يتطلب صعود... ولا يدري ان الوصول إلى الله أهون من بناء الصرح ( فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى ) أي : أمر وزيره هامان ومدبر رعيته ومشير دولته أن يوقد له على الطين ، ليتخذ له آجرا لبناء الصرح ، وهو القصر المنيف الرفيع  فرعون بنى هذا الصرح الذي لم ير في الدنيا بناء أعلى منه ، إنما أراد بهذا أن يظهر لرعيته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إله غير فرعون ;
    فهو لا يعلم المسكين اننا تكفينا سجدة لنصل إلى الله

     فالعبد أقرب ما يكون مِن ربِّه وهو ساجد؛ قال الله عز وجل: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: 17 - 19]
     
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "السجود هو أعظم ما يظهر فيه ذلُّ العبد لربِّه عز وجل؛ حيث جعل العبدُ أشرَفَ ما له من الأعضاء، وأعزَّها عليه، وأعلاها حقيقة - أوضَعَ ما يمكنه، فيضعه في التراب مُتعفِّرًا، ويتبع ذلك انكسار القلب وتواضعه، وخشوعه لله عز وجل؛ ولهذا كان جزاء المؤمن إذا فعل ذلك أن يُقرِّبه الله إليه...
    فالله عز وجل يريد أن يقول لنا احرصوا على العلم فإذا عرفتم أن سجودكم هو صعودكم فالزموه ولا تلتفتوا لا يمين ولا شمال لا خلف ولا أمام... فالزموا الاتجاهين لأنه لا وجود للشيطان فيهما...والله أعلم
    ☄☄☄☄☄

    وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله وسلم...

    ردحذف
  7. كان أحد الصالحين يناجي الله بقوله
    ( إلهي أحبتك الناس لنعمائك و أحببتك لبلائك)
    وكان بعضهم اذا لم يأتيه بلاء في اليوم قال( اي ذنب عملت اليوم حتى حرمتني البلاء)
    وقال الأستاذ خالد أبوعوف ( كان البلاء علامة المحبة لي)
    ( الإبتلاءات مرايا نرى فيها حقيقة أنفسنا)
    ما تمر به ٱمتحانك ليرى الله صدق إيمانك ومحبتك
    نحتاج لنرتقي بلقوبنا وارواحنا وعقولنا بالإيمان الحق
    نحتاج لمعرفة قيمة الإبتلاء
    نحتاج لتذوق المحبة و إبصار اللطف والمعية أثناء نزول الإبتلاء
    نحتاج للشعور برسالة التي يحملها لنا الإبتلاء
    غير نظرتك لما تعيشه و ستفهم حقيقة الأمور
    ابصر بقلبك رسالة ربك وستستشعر محبته لك
    ستتذوق نسمات اللطف وترى غيوم المعية التي تحوم و تطوف حولك
    ستسمع هواتف الحق تقول لك ( إنك بأعيينا)
    نعم ستتألم ولكن سيكون الألم بمتعة بتلذذ
    نحن نتألم بحزن وضجر لاننا نكره ما نحن فيه نتأفف منه نختنق منه نريد التخلص منه بسرعة نفر من كل ما يؤدي له
    جرب بدل الهروب ان تواجه التيار
    جرب بدل الرفض القبول
    جرب أن تقف في وسط تلك النار التي وضعت فيها وقل فلتفعل بي ما تشاء طالما هو منك فإفعل بي ما تحب لأني لك محب
    لن أبرح بابك
    من السهل ان تقوم بعملك وأنت في كامل صحتك الجسدية و النفسية
    لكن لكشف حقيقة صدقك ستبتلى في جسدك وفي نفسك
    هل ستسمتر على ما كنت عليه أم ستتوقف
    جرب أن تكمل مشوارك لو كنت تزح
    جرب أن تكمل خدمتك لو كان تتمزق ألما
    جرب بدل قول أه من الألم قول أه من الحب
    جرب أن تستشعر حروف آه و أن تتذوقها
    جرب أن تستشعره بألف آه ألف البداية وبهاء آه هاء النهاية
    جرب أن تتذوقها بقلبك منك بدأ الأمر و إليك ينتهي
    انت البداية وأنت النهاية
    لا تستعجل رفع الإبتلاء لأنه رسالة وإشارة المحبة فكن محبا حق
    حاول أن تجعل رسول الإبتلاء لا يرحل إلا وقد حمل منك لصاحبه رسالة الرضا رسالة اليقين رسالة المحبة رسالة الصبر
    جرب أن تحب ما تمر به وأن ترد برسالة المحبة أيضا
    إستمتع بالمعية التي أنت محاط بها إستمتع بالألم بتغيير نظرتك له وقتها فقط ستكون آه المحبة نفس يصعد للسماء ليبوح بكل ما حوى القلب من رضا و محبة وسبح بحمد ربه
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  8. أحد أحد
    قالها سيدنا بلال
    تحت نار الرمل وفوق صخرة تفتت الصدر و شمس حارقة و سوط أمية
    أحد أحد
    اسبح بروحك للسماء أخرج من قيود جسدك و نفسك لملكوت الرحمن
    أحد أحد
    لن ترى غيره لن تشعر بشيء غيره
    ستختفي الاصوات حولك
    ستخرس نفسك وشيطانك وكل أمية حولك
    أحد أحد
    حرر قلبك حرر روحك
    أحد أحد أحد
    سيتلاشى كل شيء وسيبقى هو
    هو هو لا غيره هو
    هو مقصودي هو مطلوبي
    هو محبوبي هو مرغوبي
    هو هو لا قبله ولا بعده
    هو هو
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  9. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
    بالنسبه لفهمي ماقرأت ان الشيطان لايستطيع فعل شيء غير التزين والوسوسه فقط ودا لنفوس الضعيفه انه يزين ليهم المعاصي ويغويهم فالنفس الضعيف اللي هتتبع خطوات الشيطان لانه وظيفته منحصره في الدعوة الي الغوايه والضلال ودعوتهم للباطل فربنا بيظهرلنا دا اخر الشيطان وانتو عليكم مجاهده نفسكم وان الإنسان مخير مابين اتباع خطوات الشيطان اي اتباع هوي النفس ومابين طريق الله اي طريق النجاة وربنا قالها صريحه بالقرآن.. إلا من اتبعك من الغاوين اي الضالين المشركين انما سلطانه علي الذين يتولونه والذين هم به مشركون ..
    فسلطان الشيطان علي الكافرين بسبب استمرارهم في فعل المعاصي وانهم جعلو لشيطان سبيل في قلوبهم ..والله اعلي واعلم
    اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك..
    الفصل دا ماشاء الله سهل وخفيف جعله الله في ميزان حسناتك جزاك الله خيرا يااستاذ خالد ربنا ينفع بيك يارب ويزيدك علم ونور يارب العالمين 🤲🏻🌿

    ردحذف
  10. لأن الله اراد منا التفكر والفهم
    فهو سبحانه لم يجعل للشيطان سبيل من الاعلي لأنها محل التجليات والرحمات التي يتنزل الله بها علي العبد
    والاسفل لأنه محل السجود والدعاء لله
    فكأنها صله من اسفل الي أعلي بالدعاء
    ومن أعلي الي اسفل بالرحمات والتجليات
    وكأن الله سبحانه عرفنا بالعدو
    وطرق عمله
    وخطة الحرب
    واتجاهات الهجوم
    وأيضا سبيل النجاه
    سبحانك رب عظيم حليم رحيم رؤوف قيوم

    ردحذف
  11. أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    جُزيت خيرًا على ما تبذله من تأصيل وتحقيق في هذه الرسالة الجميلة، التي تزداد جمالك حين تذكر عصارة فكرة وتجربتك وما وهبك الله من علمٍ نفيس.

    بخصوص أسئلتك أستاذي:
    - ماذا تفهم من قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:13-17

    كنت أظنها بالمعنى المادي المباشر، استنادًا إلى "طائف من الشيطان"؛ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) إلا أن المعنى المجازي الوارد في النص الاسترشادي من أيسر التفاسير لأسعد حومد فتح الباب للتأمل.
    (بين أيديهم) (من خلفهم)
    كيف يشير (بين أيديهم) إلى الآخرة! مع أن المعنى اللغوي يشير إلى "الحاضر"، وقد وجدت تفسير لابن عباس -لا أدري له سند- يوافق هذا: الدنيا يُزيّنها لهم. ويجوز فيه قول أبي عثمان المغربي أنه يشير إلى الأماني والكرامات.. وقول البقلي: بين أيديهم جهة النفس والهوى ومن خلفهم من جهة الشهوة والمُنى، لكّني أرى كل ذلك ضمن (عن شمائلهم).
    ويمكن أن أقبل أن يكون (من خلفهم) يشير إلى أمر الآخرة كما نقل السلمي في تفسيره وكذلك رأي ابن عباس -السابق نقل جزء منه-: الآخرة يُنسيها لهم، إلا أنني أميل إلى أنه إن كان (بين أيديهم) الحاضر يكون (من خلفهم) "الماضي"؛ فالآخرة "بعد" وليست "خلف" -بحسب إدراكنا الخطّي للزمن-. أو كقول البقلي: جهة الشهوة والمُنى، لكّني أرى كل ذلك ضمن (عن شمائلهم).
    ويجوز القول بالعكس، عند أبي طالب المكّي: { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ }، من قبل الآخرة فأخبرهم أنه لا بعث، ولا جنة، ولا نار. { وَمِنْ خَلْفِهِمْ }: من قبل الدنيا، فأزينها في أعينهم وأخبرهم أنه لا حساب عليهم فيما يعملون.
    وسبب الجواز في رأيي هو أن سبب الحياة في المطلق هو الآخرة في "الأمام" (بين أيديهم). وبهذا تكون الدنيا في "الخلف".
    وهنالك قول يمكن قبوله لمجاهد: من حيث يبصرون ومن حيث لا يبصرون. وهو ما أورده الطبري في تفسيره كنقل عن مجهول.

    أمّا (عن أيمانهم) و (عن شمائلهم) بالتقليل من الحسنات وإفسادها والإكثار من السيئات، فأظن قد اتفق عليه كل من اطلعت على قوله، ولست أقبل قول أبي عثمان المغربي (من خلفهم) أنه يشير إلى البدع والضلالات؛ حيث حصر (عن شمائلهم) بالشرك فقط، وفي ظنّي هو كل العصيان صغر كان أم كبر.

    وملخص رأيي:
    لا زال المعنى المادي المباشر كـ (.. طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ ..)، وكمعنى إشاري: أمر الآخرة والدنيا (حاضرها وماضيها، وبالتالي مستقبلها)، وبإفساد الطاعات، والإكثار من المعاصي والسيّئات.

    1/2

    ردحذف
  12. #- تفتكر ليه ربنا ذكر ما حكاه إبليس في طريقة اغواءه من الجهات الأربعة .. ؟!!
    - وليه كمان لم يذكر الجهة العلوية والأرضية ؟!!
    - يعني تفتكر .. ربنا عاوز يفهمك إيه يا مؤمن ؟!!

    لم يسبق أن سألت نفسي هذا السؤال، لوجود دعاء للنبي في الصحيح ".. واحفَظْني من بين يديَّ ومِن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوْقي، وأعوذُ بك أن أُغتالَ مِن تحتي"
    لكن بعد سؤالك كان جليًا سبب "الفوق" لكن بحثت لعلّي أجد معنى لـ "التحت"

    قال ابن عباس في رأي تفسيري -اسناده ضعيف-: لم يَستطِعْ أن يَقولَ: مِن فَوقِهم؛ لأنَّه قد عَلِمَ أنَّ اللهَ سبحانه مِن فَوقِهم.
    ووافقه الشبلي إذ قال لم يقل: من فوقهم ولا من تحتهم لأن الفوق موضع نظر الملك إلى قلوب العارفين، والتحت مواضع الساجدين وموضع نظره وموضع عبادتهم لا يكون للشيطان هناك موضع ولا فيه طريق.
    وكذلك البقلي: لم يذكر الفوق والتحت لان التحت موضع الفناء في العبودية عند السجود الذي يوجب القربة وذلك السجود شهود والشهود محل رعاية الحق.
    وكذلك ابن عجيبة: ولم يجعل له سبيلاً من فوقهم، ولا من تحت أرجلهم؛ لأن الرحمة تنزل من أعلى، فلم يحل بينهم وبينها، والإتيان من تحت موحش، وأيضًا: السفليات محل للتواضع والخشوع، فتكثر فيه الأنوار فيحترق بها.
    وقال أبو العباس المرسي: لإنَّ فوق: التوحيد، وتحت: الإسلام، ولا يمكن أن يأتي من توحيد ولا إسلام.

    وملخص رأيي: لست أظن بوجود تعارض بين دعاء الرسول بالحفظ ".. ومن فوْقي، وأعوذُ بك أن أُغتالَ مِن تحتي" والتفاسير الإشارية التي أوردتها؛ فالحفظ ليس فقط من الشيطان. ويكون المعنى الإشاري للجهة العلوية هو تجليّات الله وأنواره والجهة السفلية بالسجود والخضوع والتذلل لله.

    والله أعلم

    لكن هنا سؤال لك أستاذي:
    حول (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)
    هل الاتيان يحدث للمسلمين/المؤمنين فقط أم أن للكافرين منه نصيب؟
    فبظنّي إن كان "المتقين" لهم نصيب من طواف الشياطين بالوساوس؛ (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)، فالأولى أن يكون للكافرين نصيبًا أكبر.. أليس كذلك؟ وإن كان الأمر كذلك، كيف يكون لهم حصانة من أعلى وأسفل ولا ايمان أو خضوع لديهم؟!

    ==========================
    ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
    وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
    وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
    وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
    ووهبك الرحمن الفهم القلبي لكل القرآن، وتجلّى عليك العليم بكل التعليم،
    وعلمنا الودود المتفضّل الجواد الكريم وفهّمنا وهدانا وزكّانا وقرّبنا إليه بك.
    ووهبك حبه وحب نبيّه ﷺ، وجمعك على رسوله ﷺ دائمًا بقلبك وروحك وسرّك وسرّ سرّك في شهودٍ دائمٍ للحق بين يديه. ووهبك جوار نبيّه في جنة الشهود بالفردوس الأعلى.
    وايّانا.
    يا رب يا رب يا رب.
    آمين آمين آمين. يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين.
    ==========================
    اللهم صلِّ وسلّم وبارك وأكرم على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، الحبيب المحبوب، قدر عزّتك -لا إله إلا أنت- وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها، وعلى آله وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته أجمعين، كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.

    2/2

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب محمد ..
      - بخصوص سؤال حسب ما فهمت بما معناه:
      - أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ من فوق ومن تحت .. ولكن في الآية الشيطان قد أتى من أماكن أربعة .. وكانك تقول لماذا التعوذ من كل الجهات طالما جهة الفوق والتحت فيها مدد من الله ؟

      - الجواب:
      1- جهة الفوق والتحت فيهما مدد من الله باعتبار منع الشيطان عن هذه الجهات .. أما كون النبي استعاذ منهما فهذا خشية حدوث البلاء لأن الجهات كلها لا يستطيع الانسان الإنتباه إليها .. وإذا كان الشيطان قد ياتي من جهات أربعة فشياطين الإنسان ياتون من الجهات الست ..!!

      2- أما عن أن آية إتيان الشيطان من الجهات الأربعة فهي تتعلق بالإنسان عموما .. وأما عن الجهة الفوقية والتحية فللإنسان حصانة منها سواء مسلم أو غير مسلم .. ولكن نزول الرحمات وحدوث الوصال فهذا لمن ينشط فيه خاصية الإيمان .. ولكنها تظل موجودة لمن يستحقها ..

      - والله أعلم

      *********************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف