الروحانيات فى الإسلام: ج29: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - خرافة أن الكسل عن الذكر والصلاة بسبب العقد الشيطانية - هل يتم عقد العقد الشيطانية على المسلم الذي يعمل بالليل أو لا ينام بالليل.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 18 يناير 2024

Textual description of firstImageUrl

ج29: رسالة عقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان - خرافة أن الكسل عن الذكر والصلاة بسبب العقد الشيطانية - هل يتم عقد العقد الشيطانية على المسلم الذي يعمل بالليل أو لا ينام بالليل.

          بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

التعريف بعقد الشيطان وحقيقة سحرة الجان 

من السعالي والغول وأم الصبيان

و هل يستطيع الشيطان عمل السحر للإنسان ؟

(الفصل التاسع والعشرون)

خرافة أن الكسل عن الذكر والصلاة بسبب العقد الشيطانية

#- فهرس:

:: الفصل التاسع والعشرون :: ج6/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

1- س70: هل المسلم الذي لا ينام بالليل ويعمل بالليل يعقد الشيطان بعقده عليه ؟  

2- س71: لماذا المجتمع الغربي يعيش نشيط وينهضون من نومهم بكل همة ونشاط ويسعون بجد في أعمالهم في حين الشيطان يفعل العقد للمسلم النائم ويجعله كسلان وخبيث النفس إن لم يصلي الصلاة الليلية ؟

3- س72: لماذا البعض يظن أن الكسل عن الأذكار والصلاة بسبب العقد الشيطانية وسحر القرين ؟

************************

:: الفصل التاسع والعشرون ::

:: ج6/ مسائل مختلفة مهمة جدا عن حديث العقد الشيطانية ::

**********************

 ..:: س70: هل المسلم الذي لا ينام بالليل ويعمل بالليل يعقد الشيطان بعقده عليه ؟ ::..


- من الأسئلة التي قد تخطر ببالك .. وهو إذا كان حال المسلم الذي ينام هو أن تنعقد عليه العقد بعزيمة عليك ليل طويل فارقد .. فما هو حال المسلم الذي يظل صاحيا والذي يعمل بالليل أو فترات مسائية ؟!!


#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الذي يظهر لي أنه لا تنعقد عليه العقد لأن الحديث قال (إذا نام) .. فهذه إذا حالة متعلقة بحال نوم الإنسان .. ولكن يظل الشيطان يعمل بعمله ووسوسته مع الذي يكون صاحيا ليمنعه من الصلاة بتكسيله عنها أيضا دون عقد .. لأن عزيمة الشيطان تظل مستمرة مع الإنسان سواء كان نائم أو صاحي .. وأقصد بعزيمته أي أنه يظل متربص بالإنسان بوسوسته له في كل أحواله ..


- فالمسلم الذي يظل صاحيا طول الليل .. يحاول الشيطان أن يشغله بأي شيء حتى يصرفه عن العبادة .. سواء بأن يشغلك بموضوع يهمك .. أو بالفرجة على فيلم تليفزيوني أو تمثيلية .. أو برسم لوحات فنية .. أو بمحادثات تليفونية .. أو برامج الشات .. أو دخول على الإنترنت .. أو بأي أسلوب من أساليب الإلهاء و الإنشغال .. سيأتيك بكل وسائل الوسوسة .. حتى يفوت عليك أداء الطاعة والذكر ..


- ولكن لا نصف وسوسته في حال اليقظة التامة بكونها عقد .. لأن النبي لم يقل بهذا وإنما خصصة بوقت النوم ليلا ..

- وإنما سبب تخصيص النبي العقد بوقت النوم .. فهذا له سبب أذكره لك في السؤال التالي .. إن شاء الله .


#- خلاصة القول:

- لا نصف فعل الشيطان مع المسلم اليقظ في الليل بأنه يعقد الشيطان العقد عليه .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصص ذلك بمن ذهب للنوم بالليل .. وإنما نقول على المسلم اليقظ أنه يوسوس له ليمنعه من الصلاة ويشغله عنها ..

 

@- وهنا سؤال: لماذا لم يعقد الشيطان العقد على الشخص الصاحي أو اليقظ بالليل ؟ ولماذا خصص النبي مسألة العقد بنوم المسلم دون يقظته ؟!!

 

*************************

 ..:: س71: لماذا المجتمع الغربي يعيش نشيط وينهضون من نومهم بكل همة ونشاط ويسعون بجد في أعمالهم في حين الشيطان يفعل العقد للمسلم النائم ويجعله كسلان وخبيث النفس إن لم يصلي الصلاة الليلية ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- السؤال الذي قد يخطر ببالك .. بأن الآخر يجتهد في عمله ويسعى إلى .. في حين المسلم يتم التسليط عليه بالعقد .. فتظن أن هذا نوع من الظلم للمسلم .. وكان من الأولى أن يكون العكس هو الصحيح ..!!

 

- أنت فهمت المسألة غلط تماما .. لأن مسالة العقد لا علاقة لها بسعيك في الحياة لا من قريب ولا من بعيد .. ولا تؤثر في حياتك الشخصية العملية أي الحياتية قدر أنملة .. لأن مسألة العقد الشيطانية تتعلق بمسألة تعبدية وليس بمسألة دنيوية .. فلا تجعل شيطانك يخدعك ويوهمك بخلاف ذلك .. كذلك لا تجعل أحد يضللك بأن هذه العقد تؤثر على حياتك الدنيوية .. لا .. فعزيمة الشيطان (عليك ليل طويل فارقد) خاص بمحاولته منعك من القيام للصلاة أو لعبادة الله عموما.

 

- فأقصى ما يقال في صحيان المسلم دون صلاة في الليل بغير عذر كمرض أو سفر أو تعب .. هو وجود أثر متبقي لهذه العقد ولا يستمر إلا لفترة وجيزة لمنعه مما فاته من قضاء الصلوات .. والأصوب من وجهة نظري أن يقال أن مفهوم الكسل وخبث النفس هو تعبير مجازي عن خمول الطاعة في نفس المسلم وفواته الأجر من الله .. إذ لا يعقل أن تنشط كل البشرية في سعيها للحياة ويظل المسلم فقط وحده هو الكسلان خبيث النفس .. فضلا عن أن الواقع لا يثبت ذلك سواء للمسلم وغير المسلم إذ منهم من هو نشيط بطبعه ومنهم من هو كسلان بطبعه .. ولا علاقة للشيطان حينئذ بالمسألة من أساسه .. والله أعلم . 

 

#- خلاصة القول:

1- العقد الشيطانية .. غرض الشيطان منها هو محاولة تكسيلك من القيام للذكر والطاعة لرب العالمين .. وليس فائدة العقد هي المنع من سعيك في كسب الرزق أو أداء أعمالك الحياتية.

 

2- تأثير الشيطان بعقده هو مجرد تأثير لفظي بقوله (عليك ليل طويل) فقط .. وذلك ليكسلك عن القيام من نومك بالليل لله حتى لا تعبده .. فقط لا غير .. ولو كان يوجد خلاف ذلك لكان ذكره النبي ..

- والله أعلم .  

 

*************************** 

 ..:: س72: لماذا البعض يظن أن الكسل عن الأذكار بسبب العقد الشيطانية وسحر القرين ؟ ::..

 #- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من غرائب ما تقرأه .. أن تجد بعض ممن هو مخدوع بخرافة سحر العقد الشيطانية أو سحر القرين أو غير ذلك من مسميات .. وهذه الخرافة تقول بأن الشيطان يمنعه من الذكر والصلاة بسبب العقد الشيطانية التي يجددها عليه كل يوم ..!!

 

- ونقول له: يا أخي الذي تقوله ده خرافة ولا يمكن حدوثه .. لأن الشيطان لا يصنع لك سحر ولا يلقي عليك طلسم كسل ولا يجبرك على نوم ولا يمنعك عن ذكر ولا عن صلاة ولا عن أي عبادة .. ولا قدرة له على فعل أي مما سبق .. إلا من خلال أن يؤثر عليك بوسوسته وأنت تستجيب له ..

 

- وقد يحدث لك خمول ونوم مفاجيء أثناء الذكر .. فهذا ليس لأن الشيطان هو من فعل بك هذا وإنما لأن جسمك فيه ضعف ويتأثر بالمجهود ..

 

- وقد يحدث الكسل الشديد مع الضغط القوي على الرأس .. بسبب ارتفاع انزيمات الكبد أو انسداد صمام في القلب أو وجود ضغط أو سكر أو هبوط فى الدورة الدموية نتيجة أنيميا .. أو مشكلة فى الأذن الوسطى .. أو التوتر النفسي أو الإجهاد الفكري .. أو ضعف افراز هرمون الغدة الدرقية خاصة عند النساء .. أو غير ذلك من أمور يعلمها اهل الطب ..

 

- وقد يحدث لك حالة إغماء .. بسبب ضغوط نفسية أو نقص أكسجين في الدم أو بداية تراكم جلطة في المخ خاصة لو صاحب ذلك وجع في الكتف .. أو هبوط حاد في السكر أو هبوط حاد الضغط أو في الدورة الدموية بسبب الأنيميا .. أو غير ذلك مما أسباب تؤدي لحدوث الإغماء ..

 

- وقد يحدث لك آلام في الظهر والرقبة .. بسبب جلستك الخاطئة على الأرض وأنت تذكر وتقرأ قرآن بسبب أنك تجلس متربعا على الأرض .. وهذا يؤثر على أعصاب الظهر والرقبة لمن فيه ضعف لهذه المنطقة ..

 

#- وهنا يأتي ثلاثة أستفسارات:

1- لماذا لم تتهم نفسك بالتقصير في حق الله وتتوقف مثلا عن أن تغتاب خلق ربنا وتنهش في لحمهم .. ولذلك قد يكون هذا سبب في حرمانك من الذكر .. حتى تتأدب وتتوب وتتوقف عما تفعل ؟!!

 

2- ولماذا .. لا تظن أن بك مرض عضوي يؤثر عليك ؟

 

3- ولماذا ارتضيت تصديق شخص يصف نفسه بأنه معالج روحاني أو راقي .. ولا دليل عنده لما قاله سوى مجرد كلام ؟!!

 

#- ولكن دعني أخبرك بالحقيقة التي لا تريد أن تسمعها أو تقرأها .. أو بمعنى أدق أضع لك المرأة لترى حقيقتك النفسية .. وهي أنك تريد أن تلقي كل شيء على الشيطان لأنك لا تريد أن تسعى في حياتك وتغير منها .. وأكتفيت بما يقوله لك بعض الجهلة من الرقاة الذين دفعت لهم أموالك ليخبروك بالوهم الذي أطمنت له نفسك لتظل تعيشه بقية حياتك .

 

- وإلا لماذا لم تتوكل على الله وتأخذ الأسباب الطبية أولا .. وتذهب إلى طبيب وتعمل تحاليل لتكتشف ما الذي فيك وسبب حدوثه لك .. ؟!!

 

- وإياك وتخدع نفسك وتقول عملك كل شيء لم ينفع .. ثم تقول كلامك المشهور: "لا أحد يعلم بأوجاعك" .. !! فهذا كلام الشيطان يجريه على لسانك .. لأننا صحيح لا نعلم حقيقة أوجاعك لأنك من تعيشها وتحسها وتتوجع بها .. وهذا لم نشك فيه .. ولكنك لم تتقي الله في نفسك ولم  تفعل كل شيء كما تزعم وتتوهم .. وهذا هو محل اعتراضنا عليك وليس نعترض على ألمك وتوجعك .. بل نحترمه وندعو لك .. ولكنك مخطيء في التعامل مع هذا الوجع والألم .. بذهابك لهؤلاء الذين تصفهم بأنهم معالجين .. فإذا كان القرآن والذكر كما تزعم لم يفعل معك شيئا في مواجهةتك للشيطان الذي أنت أوجدته في نفسك .. فماذا ستجد عند هؤلاء ..؟!! فهل هؤلاء أقوى من كلام الله وذكر الله ؟!! أفلا تعقل ما تنطق ؟!!  

 

- فأنت تتوجع .. ولكنك تسعى لطريق العلاج الخطأ بل والمحطم لحياتك..!!

 

- فقد تكون ذهبت لطبيب أو اثنين ولم تجد نتيجة موفقة .. فهذا ليس معناه أن الطب فشل معاك .. ولكن أنت الذي لم توفق في اختيار الطبيب أو أعطيته أوصاف لحالتك أنت متوهمها فالعلاج كان خطأ .. فما بني على باطل فنتيجته باطلة حتما .. !!

 

- ولكنك تذهب لعشرات الرقاة وأنت مطمئن البال وهم يخدعوك ويضللوك وتدفع أموالك ولا تجد عندهم إلا الوهم .. ولا تجد نتيجة .. ومع ذلك أنت مطمئن لما يقولون وتكرر الذهاب .. وكل مرة تذهب لشخص جديد وعندك أمل جديد .. ولكنك تعود بوهم جديد ..!!

 

#- عارف ليه بتعمل كده ؟

- علشان عاوز تظهر بمظهر المغلوب على أمره .. واللي القدر قهره في حياته .. والدين لم ينصفه والأذكار لا مفعول لها .. ويرتقي معك الأمر لتصل مقولتك المشهورة (دمرني السحر الأسود .. فأنت القلب الأبيض الذي لم يرحمه القدر من شباك الشيطان .. فماذا يفعل وقد أجمعت المشايخ على ذلك) ..؟!!

- وتظل في دائرة الوهم تعيش وينتهي عمرك .. وأنت لازلت تبحث عن حل للسحر الأسود الذي صنعه لك الشيطان عفركوش أو الجن العاشق لهاليبو الذي حطم حياتك .. !!

 

- لكن مهلا يا أخي .. أنت الذي حطمت حياتك .. ولم تتقي الله ربك .. ولم تكن له من المخلصين في عبادتك حينما كنت ترجوه وتدعوه .. فليست المشكلة في عدم مفعول الأذكار معك .. وإنما المشكلة فيك أنت منذ البداية .. وهي أنك لم تحترم قدرك وتتعامل معه كإنسان طبيعي يسعى بقانون الأسباب .. لتصل إلى حلول .. ولم تسعى إلى الله برضى وصدق توجه لتكون عبد لله كما طلب منك .. وإنما اتخذت من القرآن مجرد أداة أو عوذة أو بركة .. دون أن تحترم هذا القرآن الذي تقرأه إذ لم تعمل به وتغير من نفسك وتصلح من أخطاءك .. فكيف تجد بركة الذكر أو القرآن معك ؟!! 

 

- أفق من غيبوبة الوهم واتقي الله في نفسك .. وانتبه لحياتك التي تضيع منك وأنت لازلت متوهم أن الشيطان يصنع لك أعمال .. بل ومضلل بأن ذكر الله لا يأتي معك بنتيجة ..!!

 

#- وآخر كلامي معاك .. لو كنت تدعو بإخلاص فعلا وصدق توجه لله .. ما كنت لتقول أن الأحوال لا تتغير .. !! بل كنت ستقول .. الحمد لله الذي أكرمني بنعمة الدعاء بالإخلاص .. وكفى بها نعمة .. فمعيتك بالإخلاص بين يدي مولاك .. تحجب عنك طلب العطاء من أساسه .. فكيف تزعم أنك تدعو بإخلاص .. ثم تقول أن حالك لم يتغير ؟!!

 

#- خلاصة القول:

- لا يوجد سحر يصنعه الشيطان لك .. وأنت الذي تحطم حياتك باوهامك .. لأنك لم تحترم قدرك وتسلك فيه مسلك الأسباب الصحيح سواء في الدنيا أو في الدين .. وسلكت سبيل المضللين لك .. وهذا كان اختيارك ولا تلوم سوى نفسك .

 

#- نصيحة لك قبل انتهاء الأجل وفوات الأوان: تحرر من أوهامك واغلق هذا الباب الذي فتحته على نفسك .. وأن كنت تشعر بتعب فاعمل تحاليل واطلب من الطبيب قبل أي علاج أن يكتب لك تحاليل لتعرف ما هو سبب التعب في جسمك .. وستجد السبب .. وكفاك أوهام وانشط وكسر أغلال العبودية التي استحوذ بها الرقاة عليك .. واعلم أنك أنت الملام الوحيد لأنك بعت عقلك لهم يوم أن ارتضيت أن تترك طريق الأسباب وطريق الله بصدق .

 

@- ألا تعرف كيف تقول: يارب بمنتهى الصدق .. كما تدفع أموالك للمعالجين بكل الحب ..!!

 

- ألا تعرف كيف تتذلل إلى الله وتنكسر إليه وتطلب مدده وبركاته .. كما تذهب للمعالجين وتستغلب أمامهم وتنكسر وتبكي ليشفقوا عليك وتطلب مددهم وبركتهم ..!!

- عجبا لك ..!!

 

#- ثم تقول لم أجد أثر للأذكار .. !!

- فمنذ متى وينفعل كلام الله مع القلوب التي لا تنفعل به ؟!!

 

- فحينما تنفعل مع القرآن أي تعمل به .. ستجد نور القرآن يشرق لك ..

- ولا تنسى ما تفعله في معاملاتك مع الآخرين .. أوعى تنسى الموضوع ده ..

  

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 7 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    وأكرمك بما اكرم به عباده المخلصين
    وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
    آمين آمين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. ‏السّلام عليكَ يا صاحبي،
    ها أنتَ الآن منهكٌ مجدداً،
    حتى أنكَ عاجزٌ عن النومِ رغم شدَّة التعب،
    تدور في رأسكَ ألف فكرة،
    حتى ليُخيّل إليكَ أنَّ العالم الذي في رأسكَ أكبرُ من العالم الذي رأسكَ فيه!

    وحيدٌ رغم كل هذا الزّحام حولكَ!
    كلهم يرون صلابتكَ،
    تلكَ القشرة السميكة التي تُغلفُ بها نفسكَ،
    كثمرة الجوز، صلبة جداً من الخارج، ولكنها من الداخل هشَّة!
    لا أحد منهم يرى هذه الهشاشة التي أنتَ فيها!

    كلهم يرون ابتسامتكَ،
    تلك التي تعلو محيَّاكَ دوماً،
    ولا أحد منهم يعلمُ أنك تنتظرُ أن تنفرد بنفسكَ لتبكي!

    كلهم يستندون عليكَ،
    هكذا عودتهم أنتَ،
    أن تكون كتفهم وعكازهم،
    ولكن كيف تخبرهم أن حتى الأقوياء تمرُّ بهم لحظات ضعفٍ ويحتاجون من يسندهم أيضاً؟
    ولكنكَ لا تجرؤ أن تبوح بضعفكَ،
    لا يمكن للشجرة أن تقول: أريدُ أن أستلقي قليلاً لقد تعبتُ من الوقوف!

    لا عليكَ يا صاحبي، لا عليكَ،
    هذا هو قدرك، أن تكون كالشمعة التي تحرقُ نفسها لتضيء للآخرين!
    اُثبتْ فلعلَّ في ثباتكَ ثباتاً لكثيرين يتعزون بكَ، ولو مِلتَ لمالوا!
    أعلمُ أنك تعبتَ،
    ولكنكَ لا تملكُ رفاهية أن تستريح قليلاً،
    الجنود لا يستلقون أثناء المعركة وإن أنهكهم التعب!

    والآن قِفْ هُنيهةً، وأَعِرْني قلبكَ قليلاً يا صاحبي!
    ألمْ تقل لي يوماً: الناس في هذه الحياة لا يمشون إلا في دروب أقدارهم!
    فلا تقتلْ نفسكَ بكثرة التفكير، ولا تشغل قلبكَ بما ليس لكَ يدٌ فيه!
    أمر اللهِ نافذٌ لا محالة، مهما بدت لك الطرق عسيرة، والأبواب مغلقة!
    ليس لكَ إلا السَّعي، وليس عليكَ إلا أن تمشي، أما متى تصل، كيفَ، وأين؟
    فهذا غيبٌ لا يعلمه إلا الله!

    شيءٌ واحدٌ لا تنسَه يا صديقي،
    بعض المسؤوليات اصطفاء!
    واللهُ لا يستخدمُ في سبيله إلا من كان نقياً!
    نحن لا نستخدم أداةً متسخة لننجز عملاً ما،
    هذا ونحن بشر، فكيف بالله وهو الله؟!
    ما دام قد استخدمكَ فقد نظر إلى قلبكَ، فارتضاه،
    فأي شيءً بعدها يمكن أن يُكدّركَ؟!
    المعركة صعبة يا صاحبي،
    أعلمُ هذا جيداً، ولكن ألم يخطر لكَ ولو من باب المواساة،
    أن الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده؟!

    والسّلام لقلبكَ
    منقةل

    ردحذف
  3. لقلبك الطاهر:
    «قل هذه سبيلي»

    لما اخترت طريقي قال لي من علموني:
    يا بني، هذه طريق شديدة
    الوعورة...تحمل فيه أن تعطي ولا تأخذ،  وأن تنسى همك عند أعتاب هموم أمتك، وأن توقف نفسك لله ولو كان الأمر على غير هواك

    وأن تقوم للحق ولو كنت وحدك، وأن تجاهد الباطل ولو تركك في الميدان حتى من دلوك عليه، وأن يهون عليك كل شيء في ذات الله!!

    فقلت لهم:
    ومن يطيق ذلك إلا الأولون من المصلحين؟!!

    فقالوا:
    كانوا الأولين لنا، ونحن الأولون لمن بعدنا!!

    فقلت لهم:
    لكن الأمر جد عسير!!

    فقالوا لي:
    لكن نظر الله إليك مصلحا-راضيا عنك -وأنت بين المفسدين كالغريب بين غير أهله يهون ذلك….
    ولقيا النبي إياك على الحوض -ضاحكا إليك- بعد طول عناء يهون ذلك...
    وتخيله يوم يحتضنك رافعا كتابك باليمين تقول نجوت نجوت.. يهون ذلك،
    فلا زالت كلماتهم تنير لي عتمة الطريق...وترن في أذني كلما قل الزاد وعز الرفيق.

    فاللهم يدا لا تسقط منها راية....واللهم نفسا لا تخور لها عزيمة حتى تتحقق الغاية.



    ردحذف
  4. لوالدي:
    جملة كان يقولها والدي رحمة الله عليه
    لم أكن أستوعبها وقتها
    كان يقول بغير أسف على أحد ولا عمل

    الله يجعلنا غابة والناس حطابة

    كنت وقتها أراها بمفهومي الضيق
    أن تكون كالشجرة الشامخة يأتيك أحدهم يستظل بظلك ويأكل من ثمرك ثم يحمل فأسه يضربك ضربة موجعة ليأخذ أغصانك ليستفيد منها ويرحل مخلفا لك الكسر والألم والإستغلال

    الآن وقد كبرت و إستوعبت كلامه أدركت وصيته لي جيدا ولما كان يقولها
    فأصبحت أقولها كدعاء كلما مررت بموقف مشابه
    الله يجعلنا غابة والناس حطابة
    الغابة ليست شجرة واحدة وهذا ما لم انتبه له وقتها
    الغابة مجوعة كبيرة من الأشجار لا تعد ولا تحصى ثمار وازهار وظلال و أغصان...... للطير والبشر

    مهما أخذ منها تظل غابة مليئة بكل الأخيار
    الشجرة تقف شامخة لا تنحي ناظرة إلى السماء
    الله يحيها والله يجبرها والله يبعث لها الخريف لتسقط الأوراق التي ذبلت ثم يأتي الشتاء يسقيها لتنمو و تعطي الازهار والثمار في الربيع ثم يأتي الصيف ليستظل الناس بظلها ويحتمو بها
    لا يعنيها من هو واقف أمامها من مد يده ليأخذ او يكسر أو يستظل
    من أتى ليأخذ أعطته ثمارها و أظلته بظلها وحتى إن أخذ من أغصانها لا تتألم ولا تتكلم
    لأنها تعلم أنها ستثمر مجددا
    ستعض على جرحها وتنتظر الربيع لتنبت غصنا آخر ازهارا أخرى ثمارا أخرى
    وكل ما ذهب لغيرها سيكون اثرها الذي لا ينقطع لأنها تعطي لتحيي لتدفئ
    قد يكون هذا خريفك قد تسقط بعض الاوراق و ربما الاغصان و لكن ربيعك قادم لا محال
    لانها سنة الله في خلقه بعد كل عسر يسرين
    أنت لست شجرة واحدة أنت غابة لا منتهى لها

    الله يجعلك غابة والناس حطابة ❤️🙏

    إبنتك عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  5. جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل
    **************
    من كتاب / القرآن كائن حي .
    د . مصطفى محمود رحمه الله
    " وقد وضع الإسلام الأسس الثابته للصحة النفسية ، وذلك بالصبر والتوكُل والتسليم والتفويض والحمد والشُكر بعد الإجتهاد وبَذل الوسع .
    " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " .
    " عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم " .
    " قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمةِ الله إنَّ الله يغفر الذنوبَ جميعا " .
    " لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
    وذلك هو الطب النفسي الإلهي الذي عجز فرسان الطب النفسي المادي أن يلحقوا به .. والذي مازال هو الباب الوحيد للسكينة والأمن حينما تُسَد جميع الأبواب .
    ==============================
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  6. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وسلم 🌿
    جزاك الله خيرا يااستاذنا
    ربنا يفتحها عليك ويكرمك يارب 🤲
    اللهم نور عقولنا وقلوبنا يارب وينورلك حياتك زي مابتنور عقولنا

    ردحذف
  7. أستاذي الحبيب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    بارك الله فيك ولك وبك وعليك على ما تبذله من جهود كبيرة في التأصيل والتوضيح بالنصوص الصحيحة والمنطق السليم.
    وأسألك أن تسأل الله لي أن يكرمني بمدد القراءة والعلم فأفهم وأعلم وأخرج من غيابات جهلي، ويصلح قلبي الغارق في بحرٍ لجّيٍ في ظلمات بعضها فوق بعض، وينيره بنوره؛ فلا حول ولا قوة إلا به.
    أرجوك ادعو الله لي أن يهبني حبه وحب نبيه ﷺ ويجعل ذاك الحب مستوليًا عليّ، أحب الأشياء إليّ، أحب من نفسي التي بين جنبيّ، أحب من أهلي ومالي وكل ما أرجوه وكل ما لديّ. يا رب.

    جميلة جدًا هذه الفقرات:
    "مفهوم الكسل وخبث النفس هو تعبير مجازي عن خمول الطاعة في نفس المسلم وفواته الأجر من الله"
    "ولكنك مخطيء في التعامل مع هذا الوجع والألم .. بذهابك لهؤلاء الذين تصفهم بأنهم معالجين .. فإذا كان القرآن والذكر كما تزعم لم يفعل معك شيئا في مواجهتك للشيطان الذي أنت أوجدته في نفسك .. فماذا ستجد عند هؤلاء ..؟!! فهل هؤلاء أقوى من كلام الله وذكر الله ؟!! أفلا تعقل ما تنطق ؟!!"
    "المشكلة فيك أنت منذ البداية .. وهي أنك لم تحترم قدرك وتتعامل معه كإنسان طبيعي يسعى بقانون الأسباب .. لتصل إلى حلول .. ولم تسعى إلى الله برضى وصدق توجه لتكون عبد لله كما طلب منك .. وإنما اتخذت من القرآن مجرد أداة أو عوذة أو بركة .. دون أن تحترم هذا القرآن الذي تقرأه إذ لم تعمل به وتغير من نفسك وتصلح من أخطاءك .. فكيف تجد بركة الذكر أو القرآن معك ؟!!"
    " - فمنذ متى وينفعل كلام الله مع القلوب التي لا تنفعل به ؟!!
    - فحينما تنفعل مع القرآن أي تعمل به .. ستجد نور القرآن يشرق لك ..
    - ولا تنسى ما تفعله في معاملاتك مع الآخرين .. أوعى تنسى الموضوع ده .."
    ==========================
    ختامًا، جزاك الله كل خير أستاذي الحبيب،
    وأحسن الله إليك، وبارك فيك ولك وبك وعليك.
    وغفر لك ورحمك ومَن علّموك جميعًا ووالديك.
    وأدام الله مدده وفضله وجوده وكرمه عليك.
    ووهبك الرحمن الفهم القلبي لكل القرآن، وتجلّى عليك العليم بكل التعليم،
    وعلمنا الودود المتفضّل الجواد الكريم وفهّمنا وهدانا وزكّانا وقرّبنا إليه بك.
    ووهبك حبه وحب نبيّه ﷺ، وجمعك على رسوله ﷺ دائمًا بقلبك وروحك وسرّك وسرّ سرّك في شهودٍ دائمٍ للحق بين يديه. ووهبك جوار نبيّه في جنة الشهود بالفردوس الأعلى.
    وايّانا.
    يا رب يا رب يا رب.
    آمين آمين آمين. يا رب العالمين. يا أرحم الراحمين.
    ==========================
    اللهم صلِّ وسلّم وبارك وأكرم على سيدنا محمد، النبيّ الأمّيّ، الحبيب المحبوب، قدر عزّتك -لا إله إلا أنت- وجلالها وقدس اسمائك وصفاتك وجمالها وعظمة ذاتك وكمالها، وعلى آله وأزواجه أمّهات المؤمنين وذريته وأهل بيته أجمعين، كما صلّيت على آل سيدنا إبراهيم، إنك حميد مجيد.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف