ج35: قصة هاروت وماروت - هل يجوز الإستعانة بساحر في فك السحر أو لعمل وقاية من السحر بدليل قصة هاروت وماروت - هل يجوز تعليم السحر وطباعته في الكتب ونشره على الإنترنت بدليل قصة هاروت وماروت.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء الخامس والثلاثون)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع والثلاثون :: ج2/ مسائل قد تخطر ببالك - عن جواز الاستعانة بالساحر أم لا يجوز – هل يجوز تعليم السحر وطباعتة ونشره على الإنترنت ::

1- س99: هل يجوز الإستعانة بساحر في فك السحر أو لعمل وقاية من السحر بدليل تعلم الناس السحر من هاروت وماروت ؟

@- أولا: ما الدليل على أن ما كان يعلمه هاروت وماروت هو سحر .. حتى يكون في ذلك دليلا على جواز الإستعانة بساحر في فك السحر ؟!!

@- ثانيا: أين قيل في الآية أن هاروت وماروت يعلمان الناس فك السحر ؟

@- ثالثا: ما الدليل على أن بك سحر يؤثر عليك حتى تطلب الذهاب لساحر ليفك لك السحر ؟

@- رابعا: أما من الناحية الشرعية من حيث إمكانية الذهاب لساحر لفك السحر .. فهذا له تفصيل .. أوجزه لك فيما يلي:

@- خامسا: رأيي (خالد صاحب الرسالة) في مسألة الذهاب لساحر من أجل إيجاد حل لفك السحر .. فهذا يظهر فيما يلي.

#- لا تتوهم وجود ساحر يستطيع أن يفك عنك السحر.

#- ولو وجدت شخص يصاحبه جن ويكتب وصفات لفك السحر وطرد الجن وما شابه فهذا ليس ساحر.

#- ماذا هو حال السحرة الذي تريد الذهاب إليهم ليفكوا لك السحر؟

#- الساحر في زماننا قد يكون مختبيء تحت مسميات وأقنعة كثيرة.

@- سادسا: نصيحة لكل إنسان حينما يشعر أن به مشكلة روحانية .. وإياك تخريب البيوت.

2- س100: هل يجوز تعليم السحر وطباعته في الكتب ونشره على الإنترنت لأن هاروت وماروت قاما بتعليم السحر ؟

#- أولا: القرآن يكذب هذه الدعوى التي ذكرها بعض الروحانيين.

#- ثانيا: العلماء لم يجيزوا لأحد تعليم السحر.

================

:: الفصل الرابع والثلاثون ::

================

..:: س99: هل يجوز الإستعانة بساحر في فك السحر أو لعمل وقاية من السحر بدليل تعلم الناس السحر من هاروت وماروت ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة:102.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أولا: ما الدليل على أن ما كان يعلمه هاروت وماروت هو سحر .. حتى يكون في ذلك دليلا على جواز الإستعانة بساحر في فك السحر ؟!!

- لا يوجد دليل إلا مجرد رأي تفسيري .. وليس نص قرآني قطعي الدلالة.

=========

 

- ثانيا: أين قيل في الآية أن هاروت وماروت يعلمان الناس فك السحر ؟

- لا يحتمل الظن أن يكون مما علمه هاروت وماروت هو فك السحر أو الوقاية من السحر .. لأنه لو كان مما يعلمانه فك السحر أو الوقاية من السحر ما كانا قالا للناس (إنما نحن فتنة فلا تكفر) ..!!

- فكيف يوصف الخير الذي هو فك السحر والوقاية من السحر .. بأنه يترتب على تعليمه الكفر ؟!!

- إذن: الآية ليس فيه فك سحر ولا وقاية من السحر ..!!

- فلماذا تذهب للساحر حينئذ ؟!!

=========

 

- ثالثا: ما الدليل على أن بك سحر يؤثر عليك حتى تطلب الذهاب لساحر ليفك لك السحر ؟

- فما يدريك .. إذ لعل ما أنت فيه بسبب ما كسبت يداك من ذنوب وخاصة في حق الناس ؟!!

=========

 

- رابعا: أما من الناحية الشرعية من حيث إمكانية الذهاب لساحر لفك السحر .. فهذا له تفصيل .. أوجزه لك فيما يلي:

1- قال الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى:671 هـ):

- واختلفوا: هل يُسئل الساحر حل السحر عن المسحور ؟

- فأجازه سعيد ابن المسيب .. على ما ذكره البخاري.

- وإليه مال المزني وكرهه الحسن البصري.

- وقال الشعبي: لا بأس بالنُّشْرة .

- قال ابن بطال: وفي كتاب وهب بن منبه: "أَنْ يَأْخُذَ سَبْعَ وَرَقَاتٍ من سدر أَخْضَرَ فَيَدُقَّهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ ثُمَّ يَضْرِبَهُ بِالْمَاءِ وَيَقْرَأَ عَلَيْهِ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ يَحْسُوَ مِنْهُ ثَلَاثَ حَسَوَاتٍ وَيَغْتَسِلَ بِهِ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ عَنْهُ كُلَّ مَا بِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَهُوَ جَيِّدٌ لِلرَّجُلِ إِذَا حُبِسَ عَنْ أَهْلِهِ". (تفسير القرطبي ج2 ص50).

 

#- والمقصد بالنُّشرة: هي علاج يستخدم لمن كان به أذى روحاني سواء نتيجة سحر أو مس من الجن .. وهو علاج يستخدم فيه الوسائط الطبيعية .. فالنشرة ليست رقية كما ظن البعض .. لا .. وإنما النشرة قد يضاف عليها رقية كلامية كما في طريقة وهب بن منبه التي أشار فيها لاستخدام ورق نبات السدر .. وهذه هي أحد طرق النشرة المباحة في العلاجات.. لأنه يوجد نشرة محرم كفعل السحر والذبح لغير الله وغير ذلك.

 

2- ومن بعض أقوال بعض أهل العلم عن الإمام أحمد بن حنبل:

- ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن والذكر والأقسام والكلام المباح .. وإن كان حل السحر بشيء من السحر فقد توقف فيه أحمد .. قال في المغني: توقف أحمد في الحل وهو إلى الجواز أميل. (كشف القناع "للبهوتي المتوفى:1051 هـ" - ج6 ص188).

 

- ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن والذكر والأقسام والكلام المباح .. وإن كان بشيء من السحر فقد توقف فيه أحمد والمذهب جوازه ضرورة. (الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل "لشرف الدين الحجاوي المتوفى:968 هـ" – ج4 ص308).

 

- ولم أجد في حدود علمي شيء في هذه المسألة عند باقي المذاهب .. لأن مبدا الذهاب للساحر عند باقي المذاهب أصلا لا يجوز ولا يصح وهو نوع من المعصية .. والله أعلم.

 

#- وخلاصة ما سبق من كلام العلماء:

1- يتضح لك حقيقة سبب من أجاز حل السحر عند الساحر .. ومن منع ذلك ..

- فمن أجاز ذلك فهو أجازه على اعتبار طريقة فك أو حل السحر بوسيلة مباحة وحلال .. وليس حل السحر بالسحر كما فهم بعض من فهم خطأ.

 

- إذ أن ما يتكلم عنه العلماء سابقا هو ليس حل السحر بالسحر .. لا .. وإنما العلماء تكلموا عن إمكانية حل السحر عند ساحر يجوز أم لا ؟ وهنا اختلفوا .. ولكن من أجاز فرَّق بين حالتين .. طريقة الحل عند هذا الساحر هل هي بوسيلة حلال أو بوسيلة حرام .. بغض النظر عن كونه ساحر أو غير ساحر.

 

@- علما بأن البعض ممن أجاز الذهاب للسحرة لحل السحر بصورة مباحة .. يمكن أن يحتج أيضا فيقول: أن الذهاب للساحر لطلب حل سحر بصورة لا مخالفة فيها للشرع .. فهذا من باب تعلم حل السحر وفكه .. وهذا فيه شاهد من قصة هاروت وماروت .. وذلك على مذهب من يرى أن هاروت وماروت نزلا بتعليم شيئا من السحر.

 

2- والقول بأن السحر يتم حله بسحر .. فهذا تصور لا معقولية فيه ولا يمكن أن يقول به عاقل أصلا إلا لو مختل في عقله .. وبخلاف أن فعل السحر باطل وحرام فعله .. إلا أن الباطل لا يحل بباطل مثله لأنه سيزيده بطلانا .. مثل السم إذا زاد عليه السم فيزيد التسمم .. !!

 

- وإنما كان مسألة الذهاب لساحر للمساعدة في فك السحر .. فذلك لكونه عارفا بطرق السحر .. وذلك من باب سؤال أهل هذا العلم لأنهم أعلم بعلمهم .. كما أن المهندس عارفا بطرق الهندسة والطبيب عارفا بطرق الطب.

 

- ولذلك احتمالية أن الساحر يكون له معرفة بشيء من طرق حل هذا السحر لشخص مصاب (وبطريقة مباحة وحلال) .. فهذا محتمل أن يكون يعرفه .. وليس الذهاب لساحر لكونه يفعل سحر ليحل السحر بالسحر .. لا .. فهذا لم يقل به أي عالم من علماء المسلمين في حدود ما بلغني من العلم .. فانتبه لما ذكرته لك لتفهم.

 

3- ملحوظة: بعض الفتاوى التي قالت بإنكار الذهاب للساحر لأنه عراف وكاهن .. فهذا كلام فيه نظر .. ليه ؟

- لأن الساحر غير العراف والكاهن .. وإن كلاهما مستمد علمه من الشيطان .. ولكن العراف والكاهن فيهما حكم صريح بمنع قبول الصلاة أربعين يوما إن كان الذهاب طلبا للعرافة وليس لمجرد مجالسته .. ولكن الذهاب للساحر ليس فيه مثل هذا الحكم إلا من حيث حكم طلب فعل سحر من الساحر لكونه كبيرة من الكبائر.

- إذن: فالقياس فاسد بين الساحر والعراف أو الكاهن. 

 

- وكذلك من يقول في الفتوى: أن التداوي بالسحر حرام .. وهو كذلك بكل تأكيد .. ومن يقول أن فعل السحر هو كبيرة من الكبائر .. وهو كذلك فعلا بكل تأكيد.

 

- ولكن السؤال هنا: ما علاقة ما سبق .. بالسؤال الخاص بإمكانية الذهاب للساحر لحل السحر بطريقة مباحة أو لطلب منه طريقة لحل السحر وتكون بصورة مباحة أو حتى مجرد استشارته من باب العلم ؟!!

 

- لا علاقة ..!!

@- وبالتالي يظهر وجود خطأ في خلط مسألتين ببعض وهما:

 

أ- مسألة حل السحر بالسحر.. وهذا حرام اتفاقا.

 

ب- ومسألة الذهاب لساحر لمعرفة طريقة لحل السحر وتكون بوسيلة مباحة.. وهذا لا شيء فيه .. ولكن مع اختلاف العلماء في ذلك إذ أن بعضهم أنكر الذهاب للساحر من أساسه واعتبره معصيه لتشبيهه بالعراف والكهان.

=========

 

#- خامسا: رأيي (خالد صاحب الرسالة) في مسألة الذهاب لساحر من أجل إيجاد حل لفك السحر .. فهذا يظهر فيما يلي.

1- لا تتوهم وجود ساحر يستطيع أن يفك عنك السحر.

- إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه .. والساحر أخذ عليه العهد بالأذية وليس بالخيرية.

 

#- ولو وجدت شخص يصاحبه جن .. ويكتب وصفات لفك السحر وطرد الجن وما شابه فهذا ليس ساحر .. وإنما قد يكون مستمتع .. أو هذا حاله .. والفارق بينهما كبير ..

 

- فالمستمتع: استحضر الجن وطلب معونتهم والإستحضار حرام .. وهذا يفعله المسلم وغير المسلم.

- أما الذي هذا حاله: فهو الذي حضر له الجن وأرادوا مساعدته لمساعدة الناس .. وهذا يحدث مع المسلم وغير المسلم ..

 

- والشاهد مما سبق في كلامي: هو أن الذي يكتب وصفات من الطبيعيات أي بالأعشاب والماء والملح وما شابه ذلك .. فهذا ليس بساحر .. وإنما كان يوصف في الزمن الماضي بالحكيم لأن الحكماء في قديم الزمان كان لديهم حكمة في العلاجات ومعرفة ما يؤثر منها وما يضر وكان للعالم الروحاني تواصل بهم.

 

#- ولكن هنا ملاحظة مهمة: كيف لبعض السحرة يعرف أحيانا طرق لفك السحر ؟

- ببساطة أجيبك: أنهم يتعلمون ذلك من خلال كتب يقرأونها لبعض الصالحين ليظهروا أمام الناس أنهم صالحين وأهل بركة.

- وهذا النوع من الناس يجمع بين صناعة الشر وشيئا من الخير في الظاهر حتى لا يشك احد بأمره .. بخلاف من حاله صناعة الخير فقط .. وسواء هذا أو ذاك يتم معرفة حالة من تتبع كلام الناس عنه.

  

2- ماذا هو حال السحرة الذي تريد الذهاب إليهم ليفكوا لك السحر؟

- مجرد عبيد شياطين قد تعلموا بعض طرق السحر .. وبالتالي هم خدامين للشيطان فقط .. لا غير ذلك .. والذهاب إليهم لعنة وجريمة في حق نفسك .. لأنك تذهب في الغالب لإنسان مهمته هي خدمة الشيطان .. فماذا تتوقع من خدام للشيطان يكتسب قوته الشيطانية من كثرة أذيته للخلق ؟!!

 

#- أكيد لا تنتظر منه أن يمنحك ورده المحبة لأنك قمت بزيارته .. وإنما قد يقوم بتسليط شيطان عليك يلازمك حتى يخرب بيتك .. لترجع إليه وتقول له ساعدني يا شيخنا .. ويظل يستنزفك ماديا ويحطمك نفسيا حتى يطمئن أنه لم يعد معك شيء .. فيتركك ويبتعد عنك.

 

#- فانتبه من الذهاب لساحر .. فالعواقب سيئة جدا من وراء هذه الزيارة .. خاصة لو كانت امرأة هي التي ذهبت لساحر .. فالعواقب ستكون أكثر من سيئة وترتقي للعنة لا تفارقها إلا بعناية ربانية وصدق إلتزام مع الله .. لأن ما سيسلطه الساحر عليها ليس أي شيطان .. وإنما شيطان الفجور .. وذلك حتى يفجر بها بالزنا أو اللواط أو كلاهما.

 

3- استيقظ وانتبه واحترس:

- لأن الساحر في زماننا قد يكون مختبيء تحت مسميات وأقنعة كثيرة فمن ذلك:

- الشيخ البركة.

- والراقي الذي يختبيء بقناع الشيخ السلفي الراقي.

- والراقي الذي يختبيء خلف قناع الشيخ الصوفي الراقي.

- والراقي الروحاني الذي معه خدمة من الجن النوراني العلوي الذي لا يقهر.

- والراقي الفقية الشيعي الذي يختبيء خلف قناع محبة آل البيت.

- والراقي الفقيه المغربي الزوهري المبارك.

- ومدرب الطاقة واللايف كوتش المختبيء خلف قناع تنمية المهارات الروحية في الإنسان.

 

- فانتبه واحترس من هذه المسميات في زماننا .. إذ كثيرا ما يدخل بينهم خدامين الشيطان .. فيصعب عليك تمييز الصالح من الطالح فيهم .. وهذا هو أحد أسباب انحراف التصوف الإسلامي .. باختلاطه بمشايخ روحانيين ولا علاقة لهم بالتصوف ..!!

  

3- ولذلك لو استشعرت بوجود سحر فعلا مثل أن اعترف لك أحد بذلك .. فلماذا لا تدعو الله .. وتفوض أمرك لله .. وتكتفي بأن تقول كما قال موسى عليه السلام: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) يونس:81..؟!!

- ولا مانع من أخذ مشورة أهل العلم .. ولكن كيف ستميز بين الحق والباطل في هذا المجال الروحاني ؟!! أمر يكاد يكون مستحيل على العوام التمييز بين الحق والباطل في هذا المجال.

- فالأفضل أن تدعو وتكتفي بالله .. ومن اكتفى بالله كفاه.

  

4- وبعد كل ما سبق في رأيي .. يتبقى دائما السؤال المهم وهو:

- ما أدراك أن بك سحر .. وليس نتيجة ذنوب مثلا أنت فعلتها في حياتك أو دعوة مظلوم تمكنت منك .. أو مجرد ابتلاء من الله بوقف حالك لحكمة يعلمها الله أو غير ذلك من أسباب قد تسبب لك وقف حالك وخراب أمورك ؟

 

@- والذي يقول لك أن بك سحر .. وأنك تشعر بكذا وكذا .. وحدث معك كذا وكذا..

- فاختصر عليه الكلام وقل له: اتفضل حل السحر .. وأرني نتيجة ذلك في الواقع حتى يظهر حقيقة صدق كلامك .. ودون أن تأخذ فلس واحد أو جنية .. حتى تظهر نتيجة ذلك في الواقع .. وما عدا ذلك فهو مجرد كلام شيطان ينطق على لسانك ويحمل من التضليل والخداع ما لا قيمة له .. إذ أن الواقع شاهد إثبات .. وثبوت الأشياء إنما يكون في الواقع وليس بالكلام ولا برؤيته في المنام .. وهذه هي كانت طريقة علاج الصحابة للمصابين .. وهي الطريقة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أخذ الأجر بعد تحقيق النتيجة في الواقع.

=========

 

#- سادسا: خلاصة القول بنصيحة لكل إنسان حينما يشعر أن به مشكلة روحانية .. وإياك وتخريب البيوت.

1- أنصحك: إن ظننت أن بك سحرا .. هو أن تتوسل إلى الله بقوله تعالى: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) يونس:81.

 

- فقل: "اللهم إن كان بي سحرا فأبطله بحق قولك: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) .. فأنت القدير يارب".

 

2- وأنصحك: لا تذهب لساحر ولا لراقي ولا لأي حد تعرف عنه أنه بيعالج من الأمور الروحانية .. فقط إذهب لربك وتوجه إليه وكلك رجاء في ربك أنه نعم المولى ونعم النصير..

- وربنا سيسخر لك الأسباب التي تعينك على ما نزل بك من ابتلاء.

 

3- وأنصحك: لا تعطي إسمك ولا صورتك ولا تاريخ ميلادك لمن يطلب ذلك منك ليخدعك بأنه بذلك يكشف عليك روحانيا .. لا هذا تخريف .. لأن المكاشف لا يحتاج لذلك .. وإنما يستخدم هذا الأسلوب إما جاهل أو ساحر.

 

4- وأنصحك أن لا تصبح فاجرا في الأرض مقطعا للأرحام وتزعم بعد ذلك انك بريء وضحية .. كيف ذلك ؟

- فحينما يخبرك أحد الملاعين من الرقاة أو الروحانيين أو الطقياجية "ممارسي استحضار الطاقة الروحانية" أو غيرهم .. بأن فلان هو من صنع لك السحر .. فاعلم يقينا بأنك سقطت في يد شخص "هاروتي وماروتي" المذهب أي سقطت في يد من سيفتنك بكل يقين .. أي سقطت في يد مخرب للبيوت .. ونقلك لهذه المعلومة بين الناس بأن فلان صنع لك السحر فأنت اتهمته حينئذ بأنه كافر .. وإن لم يفعل ذلك بك فتكون إثم هذه التهمة عاد عليك .. وهذا الإثم يصبح وكأنه طوقا يلتف حول رقبتك أو ثقلا يجلس فوق صدرك .. هذا بخلاف أن تشهيرك عن أحد أنه يفعل أسحار فهذا معناه أنك خربت بيته في المجتمع الذي يعيش فيه بل وأذيته في أولاده إذ سيصفهم المجمع أن هؤلاء أمهم أو أبيهم سحرة ..!!

 

#- فاحذر ثم احذر ثم احذر من تخريبك لبيوت الناس بسبب سوء ظنك فيهم واتهامك لهم لأنك ترى ذلك .. أو من خلال وسوسة هذا "الراقي الهاروتي الماروتي" الذي فتنك وأفسد عليك حياتك وجعلك تخرب بيوت الناس من حولك.

@- وبعد ذلك كله تزعم أنك بريء وطيب ومش مؤذي ..!!!!

- كيف تصدق ذلك في نفسك ؟!!

- فتب وكن نادما لو فعلت ذلك .. واطلب الغفران وحاول أن تصلح ما أفسدته بتبرئة من اتهمتهم.. فإن لم تستطع بعد المحاولة منك .. فادعوا لهم كثيرا وتصدق لهم.

- والله أعلم.

 

*********************

 

..:: س100: هل يجوز تعليم السحر وطبعه في الكتب ونشره على الإنترنت لأن هاروت وماروت قاما بتعليم السحر ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ...) البقرة:102.

 

- إستخرج بعض الروحانيين السحرة من هذه الآية .. أنه يصح تعليم السحر الذي هو شر .. بدلالة أن الملكين علما الناس السحر .. وبالتالي لا إشكالية في تعليم السحر حينئذ .. وإنما الإشكالية في ممارسته وفعله في الواقع ويطبق السحر فعلا حتى يفرق بين المرء وزوجه.

- وبالتالي يجوز طباعة كتب السحر ونشرها مع التنبيه على عدم استخدامها في الشر. (انتهى ملخص كلامهم وما فيه من شبهة).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بعض السحرة يجيزون طباعة كتب السحر وتعليم السحر للناس .. تحت دعوى أن القرآن قال بذلك .. وبعض العلماء قالوا بذلك ..

 

- والحقيقة: أن لا القرآن قال بذلك ولا العلماء قالوا بذلك .. وإليك تفصيل ذلك باختصار.

 

#- أولا: القرآن يكذب هذه الدعوى التي ذكرها بعض الروحانيين.

1- القرآن أظهر لنا أن السحر باطل وكله ضرر.

- قال الله تعالى: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) يونس:81 ..

- فلو كان في السحر حق وخير وإجازه .. فلماذا الله أمر موسى بأن ينطق أمام العالمين بأن السحر سيبطله الله ؟!!

- فثبت بذلك: أن السحر من علوم الباطل المحرمة بكل تأكيد بنص القرآن.

- وقال تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:102 ..

- فأثبت للسحر الضرر فقط .. ولم يثبت له منفعة ..

 

2- القرآن لم يذكر أن تعليم السحر جائز ..

- لأن القرآن لم يذكر أن هاروت وماروت علما السحر للناس .. وإنما هذا رأي تفسيري لا غير .. وليس نص قرآني ..، فضلا عن أن أصحاب هذا الرأي التفسيري مختلفين عليه هل هو سحر فعلا أم علم مشابه للسحر وليس هو من السحر نفسه الذي فيه استعانة بالشياطين.

- فضلا عن ظاهر بداية الآية أن الشياطين كفروا لأن حالهم هو أنهم يعلمون الناس السحر .. فتعليم السحر أو التحريض لفعله بغرض فعل السحر وممارسته وتجربته .. هو كفر.

 

- إذن: القول بأن القرآن أجاز تعليم السحر بدلالة قصة هاروت وماروت .. هو قول كذب بدرجة امتياز مع مرتبة الإلحاد الكبرى في تفسير القرآن عن حقيقة معانيه.

 

#- ثانيا: العلماء لم يجيزوا لأحد تعليم السحر.

- أما عن كلام العلماء ..

1- فالذي اختلف عليه العلماء في مسألة تعليم السحر .. هو الذي يتعلم السحر سواء من الكتب أو من أشخاص .. وليس الذي يقوم بتعليم السحر .. إذ أن الذي يعلم السحر لا خلاف في حال كونه متبعا للشياطين إذ أنه لا يعلم إلا ليفعله الناس وإلا فما فائدة التعليم حينئذ .. ولو كان مقصده التحذير من السحر فلماذا يذكر لهم طرق السحر ؟!!

- وهذا بخلاف من يتلقى تعلم السحر .. فهذا حاله متوقف على ممارسة ما تعلمه أو عدم ممارسة فعل السحر.

 

#- وحال معلم السحر وأشكاله الذين ينشرون في الكتب وعلى صفحات الإنترنت والميديا المختلفة .. فهذا يندرج تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى .. كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا .. وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ .. كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ .. لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) صحيح مسلم.

- ولا يختلف عاقلان على أن السحر هو ضلالة لأنه أذى للخلق ومخالفة للرب.

 

- إذن: أجاز بعض العلماء التعرف على كلام السحرة أو التعلم في كتب السحر أو الأخذ من ساحر علم ينفع به الناس وليس بالضرورة أن يكون سحرا .. وذلك ليس بغرض العمل بالسحر .. وإنما من باب التعرف على هذا العلم .. إذ قد يوجد فيه طرق لحل السحر وليس فيها مخالفة للشريعة وفيها نفع للناس .. أو من باب معرفة التمييز بين ما هو سحر وما هو غير سحر حتى لا يتم اتهام أحد بالسحر بالباطل وهو ليس بساحر.

 

2- فالعلماء لم يجيزوا تعلم السحر مطلقا بل مقيدا بشروط .. فمن شروطه تعلمه للمعرفة أو البحث عن فوائد لإبطاله .. لا غير ذلك .. وإلا كانوا أجازوا بقاء السحرة بين الناس، ولأجازوا فتح مدارس للسحرة، وزعموا أنها مدارس لتعليم الوقاية من السحر بالسحر .. وهذا خطأ أصلا وفيه تضليل كبير بما لا يخفى على العقلاء .. ليه ؟

 

- لأن فعل السحر هو باطل وما بني على باطل فهو باطل .. وإنما قد يقال يوجد طرق لحل السحر .. وهيهات أن يعلم السحرة هذا للناس لأنهم أنفسهم غالبا لا يعرفون .. إذ أنه قد تم أخذ العهد عليهم بأذية الناس كما يفعل الشياطين .. ولذلك كيف يعلموهم الشياطين طرق فك الأسحار ؟!!

- إذ أن ففاقد الشيء لا يعطيه .. وإنما بعض السحرة قد يتعلمون ذلك من كتب بعض الصالحين للدلالة على أنهم يعرفون طرق لفك السحر للظهور أمام العوام أنهم طيبين.

 

- إذ أن بعض الصالحين قد تخبرهم الملائكة في خاطرهم بطرق علاجيه .. أو بعض الجن الصالح قد يخاطر بعض الصالحين بطرق علاج لإبطال الأسحار .. ويعلموها للناس لينتفعوا بها .. وحينما أقول الجن الصالح فذلك لكونهم أقدم من الإنس في الأرض وبالتالي لهم تجربة وعلم قد يكون أوسع من علم الإنسان في أمور معينة خاصة فيما يتعلق بالأعشاب وطرق العلاج بها.

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .