بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعجزات
بين النبي محمد وسائر
الأنبياء
والإشارة
القرآنية لعلو شأن النبي على سائر الأنبياء
(الفصل الأول)
#-
فهرس:
:: الفصل الأول :: مقدمة عن مفهوم المعجزات والكرامات وعلاقة
ذلك بالتكنولوجيا الحالية ::
#- مقدمة الرسالة ..
1- س1: ما هو معنى المعجزات النبوية ؟
2- س2: ما الفرق
بين المعجزة والكرامة ؟
3- س3: ما
الفرق بين معجزات الأنبياء والرسل وتكنولوجيا هذا الزمان التي تدهش العقول والقلوب
؟
- (مثال: القرآن - ملك سليمان).
================
..:: مقدمة الرسالة ::..
- بسم الله والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى
آله وسلم.
- هذه رسالة لطيفة .. ليس المقصد منها هو التعريف بمعجزات النبي
صلى الله عليه وسلم .. إذ أن معجزاته أكثر من أن تحصى.
- وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله (المتوفى:676 هـ): لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- معجزات ظاهرات .. وأعلام متظاهرات تبلغ ألوفًا .. وهى مشهورات .. فمنها القرآن
.. المعجزة الظاهرة ..
- إلى أن قال النووي رحمه الله: أما المعجزات غيره "أي غير
القرآن" .. فلا يمكن حصرها أبدًا .. لأنها كثيرة جدًا .. ومتجددة متزايدة. (الأسماء والصفات للنووي ج1 ص34).
- ويقصد الإمام النووي بقوله (متجددة متزايدة): فهذا باعتبار النبوات التي قال
أنها ستحدث مستقبلا ولازالت تحدث في كل زمان.
- ثم ذكر الإمام النووي بعض
المعجزات .. فوجدتهم تقريبا أثنين وستون معجزة .. وكان الذي ذكره
النووي من المعجزات مما لا خلاف عليه بين العلماء في صحته وقد كتبهم رحمه الله مما
حضره من ذاكرته.
- وقال الإمام أبو نعيم الأصفهاني رحمه الله (المتوفى:430 هـ): واعلموا أن معجزات المصطفى صلى
الله عليه وسلم أكثر من أن يحصرها عدد، وأشهر من أن ينصرها سند، فأعظم معجزاته
القرآن الذي هو أم المعجزات الذي لا يدفعه الإنكار ولا الجحد. (دلائل النبوة ج1 ص37).
- وعموما قد اعتنى العلماء
قديما .. بذكر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في كل زمان .. وأشهر من جعوا
معجزاته البيهقي في دلائل النبوة ، وأبو نعيم في دلائل النبوة ، والماوردي في أعلام النبوة.
- ولكن الغرض من هذه الرسالة .. هي للمقارنة بين المعجزات النبوية المحمدية
ومقارنتها بمعجزات سائر الأنبياء .. إذ وجدت وقاحة ظاهرة وحقد طافح من بعض النفوس
على الإنترنت .. يظنون أن بعض الأنبياء أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه
ليس سيد ولد آدم.
- فرأيت أن أنقل للمؤمنين
المحبين للنبي ما يروى لهم قلوبهم .. بمقارنات بين المعجزات
النبوية بما أعطاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه المعجزات إما أن تكون
مشابهة لما حدث مع الأنبياء السابقين .. أو تعلو عليهم بما لم يحظى به غيره صلى
الله عليه وسلم.
- مع بيان الإشارات المختلفة في
القرآن بما يدل على علو ما اختص به النبي محمد صلى الله عليه
وسلم على عامة الأنبياء والرسل ..
- وأرجو من الله أن يوفقني .. وأن تكون رسالة فيها مجموع شريف ولطيف وخفيف ..
وفيه نفحة طيبة لكل مؤمن .. لعلها تكون وسيلة لمزيد تعلق وجذب القلوب المؤمنة للنبي
صلى الله عليه وسلم.
- وأرجو من الله القبول .. والمدد بالإرشاد .. والله ولي التوفيق.
- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى
آله وسلم.
******************
:: الفصل الأول ::
================
..:: س1: ما هو معنى المعجزات النبوية ؟
::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- المقصود بالمعجزات النبوية .. هي العجائب التي وهبها الله لأنبياءه ورسله
وأجراها على أيديهم .. وتكون مخالفة لقانون الأسباب الذي يعرفه البشر .. لأنهم يعجزون
عن الإتيان بمثلها بقانون الأسباب .. مهما بلغوا من العلم حتى يوم القيامة.
#- وإليك بيان بعض الأمور عن مفهوم المعجزة بصورة مبسطة وسريعة:
1- تعريف المعجزة لغة وشرعا:
- المعجزة لغة: مأخوذة من العجز وهو ضد القدرة.
- وعرفا: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي
الذي هو دعوى الرسالة أو النبوة مع عدم المعارضة. (راجع حاشية الإمام البيجوري على جوهرة التوحيد ص221).
أ- ومعنى (عدم المعارضة): أي لا يستطيع أحد على الإتيان بمثلها في ذلك
الوقت ليعترض ويقول أنه يستطيع أن يفعل مثلما فعل هذا النبي.. لأنها معجزة أي فيها
إعجاز عن الإتيان بالمثل.
ب- ولو لاحظت ستجد في هذا التعريف الذي ذكره العلماء هو محكوم
التحدي فقط .. لأنهم أرادوا فقط تخصيص المعجزات التي كانت بين الأنبياء وقومهم المنكرين .. وهي
المعجزات التي ذكرها القرآن على وجه الخصوص في المواجهات ..، وأخرجوا من التعريف
ما عدا ذلك من المعجزات لأنها لم تكن للتحدي فكان إظهارها أمام الغير لم يكن
لإثبات عجزهم وتحديا لإثبات النبوة وإنما فقط هي معجزات لبيان خصوصية النبي لبيان
علو شأنه بين أتباعه ومحبيه أو تاكيدا لنبوته.
ج- توجد معجزات حدثت مع بعض الأنبياء .. لم تكن للتحدي لأن المقصد لم يكن لإعجاز أحد
أو لإثبات نبوة .. وإنما لإظهار كرامة خاصة لتأييد هذا النبي أو الرسول أمام
متابعيه كنفحة أو عطية أو كرامة خاصة من الله وذلك لبيان خصوصية هذا النبي أو
الرسول ليس أمام معارضية وإنما أمام محبيه أو لبيان علو شأنه .. وذلك مثل كرامة
نبع الماء من بين أصابع يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فسقى بها جيش المسلمين.
2- والمعجزة في الشريعة الإسلامية أتت على نوعين:
أ- معجزة قولية: وهي معجزة القرآن الكريم .. وهي معجزة واحدة
فقط لا غير.
ب- معجزة فعلية: وهي كل معجزات الأنبياء والرسل .. التي جاء
ذكرها في القرآن ..، والتي جاءت وبلغتنا عن النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته
النبوية.
- وليس بالضرورة تكون معجزة
للتحدي .. وإنما قد تكون معجزة لبيان علو شأن النبي فيتم تأييده
بها .. مثل ملك سليمان .. ومثل معجزة سلب خصوصية الإحراق من النار حينما تم إلقاء
إبراهيم عليه السلام في النار .. فهذه لم تكون معجزات للتحدي وإنما لتأييد النبوة
بهذه المعجزات.
3- المعجزة النبوية من حيث استمرارها:
- لا يوجد معجزة ربانية أوجدها
الله على يد نبي أو رسول .. إلا وكانت مختصة بوقتها فقط أي بزمن وجود هذا
النبي أو الرسول .. إلا
معجزة واحدة فقط .. الباقية إلى يوم القيامة وهي معجزة القرآن الكريم الذي
أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ
إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ .. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي
أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ
تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ) صحيح البخاري ومسلم.
#- معنى: (أعطى ما مثله آمن عليه البشر): ليس نبي إلاّ قد أعطاه الله من المعجزات الشيء
الذي صفته أنه إذا شوهد اضطر الشاهد إلى الإيمان به. (شرح القسطلاني نقلا عن الطيبي ج7
ص444).
#- معنى (إنما كان الذي أوتيت وحيا): أي المعجزة التي إن اطلع عليها الناس آمنوا
بها .. فهو الوحي القرآني الدائم وجوده في الحياه ليوم القيامة.
- فالنبي يتحدث هنا عن معجزته
الدائمة .. وليس عن معجزاته عموما .. بدليل ما ذكره بعد ذلك ..
فانتبه.
#- معنى (أكثرهم تابعا يوم القيامة): إذ باستمرار المعجزة ودوامها
يتجدد الإيمان ويتظاهر البرهان، وهذا بخلاف معجزات سائر الرسل فإنها انقرضت
بانقراضهم وأما معجزة القرآن فإنها لا تبيد ولا تنقطع وآياته متجددة لا تضمحل
وخرقه للعادة في أسلوبه وبلاغته وأخباره بالمغيبات لا تتناهى، فلا يمر عصر من
الأعصار إلاّ ويظهر فيه شيء مما أخبر به عليه الصلاة والسلام. (شرح القسطلاني على البخاري ج7 ص444).
#- وخلاصة القول:
- المعجزة لأي نبي أو رسول .. لا يستطيع أحد أن يفعل مثلها .. لا في زمن
النبي ولا في أي زمن.
- مع ملاحظة مهمة .. أن هناك فرق بين الكرامة النبوية والمعجزة
النبوية .. فالكرامة النبوية قد يشترك فيها بعض الناس .. وإن كانت ليست مثل كرامة
النبي .. كتفسير سبدنا يوسف للمرائي .. إذ أن تفسيره للمرائي يشترك معه غيره من
الناس .. إلا أن مخصوص بعدم الخطأ في التفسير لأنه يأخذه تلقينا ..، والنبي محمد له
شفاعة وقد يشترك معه أحد في صفة الشفاعة .. إلا أن النبي محمد كان مخصوص بشفاعتة
لأمته إذ كان يدعو فيستجاب له .. وله شفاعة في الآخرة شفاعة خاصة لأمته لنجاتهم من
النار .. صلى الله عليه وسلم.
- فانتبه إلى أن بعض كرامات الأنبياء
وإن اشترك بعضها في الظاهر مع عموم الناس .. إلا أن لها كرامة خاصة بدوام التوفيق
وعدم الخطأ .. للعناية الخاصة بهم.
- والله أعلم.
**********************
..:: س2: ما الفرق بين المعجزة والكرامة
؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا أذكر هنا من كلام العلماء
شيئا .. إذ لم أجد توصيف دقيق لأوجه الخلاف في التفرقة بين المعجزة والكرامة .. علما
بأن العلماء يقصدون بالكرامة هي الفعل الخارق للعادة الذي يتم فعله على يد غير
النبي والرسول .. ولا يقصدون أي مفهوم لأي كرامة أخرى .. لأن المقصد هو تحديد الفصل
بين فعل النبي وفعل غير النبي طالما كلاهما خارق للعادة.
- وسأكتفي .. بذكر تعريف بسيط دون تفاصيل كثيرة ذكرها
العلماء .. ولكنه بالنسبة لي كافي جدا ..
#- الفرق بين المعجزة والكرامة (عن رأي خاص بي):
أ- المعجزة: وصف يقال على ما أجراه الله على يد النبي
والرسول تحديا لمنكريه على الملأ .. وطوال زمن وجود النبي بينهم .. وبعد زمن النبي
.. ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثل ما فعله النبي .. لكونها خصوصية عطاء لخصوصية ذات
من أعطاه الله وهي خصوصية نبوته.
ب- أما الكرامة: التي هي خصوصية عطاء بفعل خارق للعادة
"أي لا يعتاده الناس في الحياة وغير مفهوم أسبابه" .. فهذه الكرامة هنا ليست ممنوحة للتحدي مع أحد .. وإنما هي نفحة ربانية يجريها الله على
يد من يشاء من عباده .. وإذا كان يمنحها لأحد فيمكن أن يمنحها لآخرين في نفس الزمن
وكل زمن .. إذ أنها ليست خصوصية للمُعطيا وإنما خصوصية عطاء. فانتبه.
- وعن رأيي الخاص أجد أن
الكرامات الخارقة للعادة لغير الأنبياء والرسل .. لا أجد فيها أي انبهار كالذي يطير في الهواء
أو يمشي على الماء أو يخترق الحائط .. فكل هذا لا فائدة منه ولا نفع يترتب عليه ..
وإنما الكرامة كل الكرامة فيمن ينفع الناس صادقا ولو بنصحية .. فهذه تعتبر كرامة
خاصة في زماننا هذا ..!!
#- لكن أريد توضيح جزئية هنا: وهو أن كل خصوصية عطاء أو كرامة خاصة يمنحها
الله لعبد .. وتكون خارقة للعادة أي لا يفهمها قانون الأسباب .. فهذا لا علاقة له
بالعقيدة والدين .. فما كان منها لفعل الإحسان والخير في الوجود فهو خير .. وما كان
منها لفعل الفتنة والشر في الوجود فهو شر .. لأن خصوصية العطاء لا علاقة لها
بعقيدة أو دين .. وإنما يتم توصيف الكرامة بكونها خير أو شر بقدر توجيهها للخير أو
الشر.
- هذا رأيي والله أعلم.
********************
..:: س3: ما الفرق بين معجزات الأنبياء
والرسل وتكنولوجيا هذا الزمان التي تدهش العقول والقلوب ؟ ::..
(مثال: القرآن - ملك
سليمان)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أنت تقارن بين قانون لا أسباب له .. وقانون له أسباب .. فكيف يعقل ذلك ؟!!
1- مثلا عن معجزة القرآن ..
- هل يستطيع أحد أن يأتي بمثل هذا القرآن وهو
مجرد ألفاظ مركبة من حروف منطوقة .. ؟!
- بالرغم من سهولة المسألة .. إلا أن تطبيقها مستحيل حدوثه .. أي لا يستطيع
أحد أن يأتي بمثل هذا القرآن أو بعضه.
- فمثلا: القرآن تحدث عن أمور غيبية صادقة بنسبة مائة
في المائة .. سواء غيبية ماضية كقصص الأنبياء والرسل أو مستقبلية كالمعجزات
العلمية التي جعل الله البشر يصلون إليها لتأكيد صدق القرآن لمن يعارضه .. أو تكلم
عن مسائل اجتماعية لو تحققت اطمئن لها الوجود من خلال الشريعة .. أو مسائل نفسية
عالجها القرآن من خلال آيات جمعت بين الجمال والجلال لإحداث توازن في النفس بين
الخوف والرجاء .. أو من خلال معرفة للعوالم الغيبية عن الجن والشياطين والملائكة
.. أو غير ذلك .. لأن الحقيقة القرآنية هي أكبر من ذلك .. وهي حقيقة مرتبطة بذات
حروف القرآن نفسه .. وكأنه شفرة كونية عجيبة موصولة بعوالم الملك والملكوت.. وبقدر
ما يفتح الله مسامع قلب المؤمن وعيون بصيرته فهو يرى ويسمع من خلال القرآن ما
يدهشه.
- إذن: ما علاقة ما سبق بتكنولوجيا الحياة التي
نعيشها .. والمحكومة بقانون الأسباب إذا كان القرآن يعلو على قانون الأسباب في
أزمنة الماضي والحاضر والمستقبل ؟!!
- بل من المضحك أن يأتي شخص من الذكاء الإصطناعي بكلام مشابه
للقرآن ويقول لك: هذا هو مثل القرآن .. فلم نعجز عن الإتيان بمثله ..
- وبالرغم من حماقة من قال
بذلك وما أتى به .. فهو نسى أن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجد
مسيلمة الكذاب الذي أتبعه آلاف من الناس .. وكان يكتب كتابا بنفس نمط آيات القرآن
(يجمع بين كلمات وحروف عربية) .. وقام بتقسيم أيضا لمجموعة سور .. !!
- ولكن أين ذهب مسيلمة الكذاب وكتابه المقدس ..؟!! تم قتله وذهب في مزبلة التاريخ هو ومن كان
معه وكتابه المقدس ..!!
- فالمسألة ليست كلمات وحروف
أيها الساذج .. وإنما مسألة حقيقة كونية وجودية تحاكي الماضي والحاضر والمستقبل دون تعارض
مع تغيرات الزمان والمكان مهما كان .. لأنه متوافق مع كل زمان ومكان..
- ولذلك حينما يأت أحد بكتاب
مثل القرآن من الذكاء الإصطناعي .. فليأتنا به جامعا بين الماضي والحاضر
والمستقبل وشريعة فيه متوافقة مع كل الأزمنة والأماكن بما يوافق الفطرة السليمة
والعقول الرشيدة والاخلاق القويمة .. ثم نعرض هذا الكتاب في تأثيراته الظاهرة والباطنة
على النفوس والعوالم الغيبية الشيطانية .. ثم نعرض حال من قال بهذا الكتاب لنعرف
أنه لا يخطيء أبدا وكلامه متوافق مع الواقع في كل زمان (ماضي وحاضر ومستقبل) ومتوافق
لما قاله عن أي مكان في السموات والأرضين بنسبة مائة في المائة.
- إذن: من السهل أن تأتي بقرآن تقرأه على الناس من
نفسك أو شيطانك أو الذكاء الإصطناعي .. ولكن من المستحيل أن تأتي بقرآن منزل من
عند الله وتزعم أن الله أوحى لك بذلك وفيه برهان وبيان ويقين أنه صادق ولا يخطيء
أبدا في أمور ماضية ولا حاضرة ولا مستقبلية ولا بمسائل غيبية سماوية أو أرضية ..
لأنه قرآن واحد أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم.
2- مثال آخر عن معجزات سليمان عليه السلام:
أ- قد تصور البعض في
عقله سؤلا فقال:
- أن سليمان عليه السلام طلب ملكا لا ينبغي لأحد من بعده
.. ولكن لو نظرنا الآن سنجد أن دول متقدمة مثل أمريكا مثلا تملك ملكا يفوق عالم الخيال مثل الطائرات والصواريخ والتكنولوجيا
كلها التي تملكها .. وهذا بالمنطق نراه أعلى من ملك سليمان ..!!
#- والجواب بسيط جدا:
- هل يوجد أحد استطاع أن يكون له ملك مثل ملك سليمان .. حتى
تسأل هذا السؤال الغير عقلاني أصلا ؟!!
- إذ أن خصوصية ملك سليمان .. كانت في تسخير الشياطين
بالقهر وتسخير الريح ومعرفة منطق الطير وبعض الكائنات مثل النمل .. فهل يوجد أحد
لديه القدرة على تسخير الشياطين في عالم المادة بالبناء وتطويع الريح له فيأمرها
ويكلم الحيوانات وتكلمه كما كان سليمان يفعل ؟!!
- أكيد .. لا .. وطالما هو لا .. فما علاقة
خصوصية العطاء لسليمان عليه السلام .. بخصوصية العطاء لعموم الناس بتكنولوجيا هذا
الزمان ؟!!
- أهذا غباء في المنطق العقلي عندك أم ماذا
؟!!
ب- بل وتقرأ للبعض: أن سيطرة أمريكا على العالم
بالتكنولوجيا هو أكبر من ملك سليمان .. فما المدهش في ملك سليمان حينئذ ؟
- وهذا له جواب بسيط أيضا:
- أن المدهش والمحير هو الغباء
في عقلك أنت .. إذ أن القرآن لم يتحدث عن سيطرة سليمان بملكه
على العالم .. وإنما تحدث عما امتلكه سليمان من خصوصية عطاء من ربه لم يمنحها الله
لغيره من ملوك الأرض.
- أما عن كونك لا ترى المدهش
في ملك سليمان .. فلتفعل ما فعله سليمان في ملكه
.. حتى نقر لك بأنك مدهش .. وإلا فلماذا لازلت تعتمد على منطق الغباء في الحكم على
الأشياء ؟!!
- غريب أمر الناس ..!!
#- خلاصة القول:
- معجزات الأنبياء لا علاقة لها بقانون الأسباب ..
حتى يتم مساواتها بالعلوم الحديثة التي لها قانون أسباب يعرفه عامة البشر.. لأن معجزات الأنبياء فوق قانون الأسباب ..
ولا قدرة لإنسان على فعلها مهما طال الزمن.
- وأكتفي بما سبق كمدخل لهذه الرسالة .. وننتقل إن
شاء الله للمقارنة بين معجزات الأنبياء وبين ما كان لنبينا محمد صلى الله عليه
وسلم من خصوصية عناية .. والله ولي التوفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.