بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء الحادي والثلاثون)
#- فهرس:
:: الفصل الثلاثون ::
تفسير قوله تعالى (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) ::
1- س92: ما تفسير قوله تعالى: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) ؟
#- أولا: المقصود بالذين يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم.
#- ثانيا: المقصد من الضرر والنفع هل دنيويا أم أخرويا
أو كلاهما.
#- ثالثا: ما فائدة قوله (ولا
ينفعهم) بعد (ما يضرهم) إن كان نفي الضرر
بمعنى عدم النفع ؟
#- رابعا: هل أفاد قوله (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم)
أن مجرد التعليم هو ضار ؟
#- خامسا: لماذا تم تقديم الضر على النفع في قوله (يضرهم ولا ينفعهم) ؟
#- سادسا: لماذ لم يقال "ويتعلمون منهما ما
يضرهم .." بإضافة كلمة (منهما) ؟
#- سابعا: لماذا نسب الله الضرر على أنفس من يفعلون الشر ؟
================
:: الفصل الثلاثون ::
================
..:: س92: ما تفسير قوله تعالى: (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) ؟ ::..
- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا
تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ
اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ
اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة:102.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- والمعنى من قوله (ويتعلمون ما يضرهم
ولا ينفعهم) .. أي هؤلاء السحرة يتعلمون ما يضرهم دينهم ودنياهم وآخرتهم
ولا ينفعهم .. وذلك بتعلُم السحر ومما أنزل على الملكين .. إذ يتعلمونه ويعملون به
في ضرر الناس فيترتب على ذلك غضب من الله عليهم فيحجبهم عن رحمته.
- وكثير من العلماء يجعل ما أنزل على الملكين هو تعليم السحر
الموجود أصلا للتفرقة بينه وبين المعجزة .. ولذلك لا يفصلون بين علم السحر وما أنزل
على الملكين طالما كلاهما يتحدث عن السحر .. فالمقصد حينئذ بالتعليم هو تعلم السحر
سواء من الشياطين أو مما أنزل على الملكين.
- وإليك بيان ما
سبق:
#- أولا: المقصود بالذين يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم.
1- قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله (المتوفى:310
هـ):
- قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: (ويتعلمون) الناس .. الذين يتعلمون من الملكين ما
أنزل عليهما من المعنى الذي يفرقون به بين المرء وزوجه .. يتعلمون منهما السحر ..
الذي يضرهم في دينهم ولا ينفعهم في معادهم. فأما في العاجل في الدنيا .. فإنهم قد
كانوا يكسبون به ويصيبون به معاشا. (تفسير
الطبري ج2 ص450).
2- قال الإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):
-
بيَّن سبحانه .. أن أولئك المتعلمين السحر للأذى، وللتفرقة بين المتحابين
.. يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم .. فقال تعالى: (وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ
وَلا يَنْفَعُهُمْ) أى: أن أولئك الذين تعلموا السحر ليضروا به غيرهم، ولم
يتعلموه ليفرقوا به بين الحق والباطل، أو ليدفعوا به الشر عن أنفسهم، قد سلكوا
بهذا التعليم الطريق الذي يضرهم ولا ينفعهم، وأصبحوا بذلك عاصين لما نصحهم به
الملكان عند تعليم السحر.
-
وفي هذه الجملة الكريمة .. زيادة تنبيه على تفاهة عقول المشتغلين
بالسحر للأذى ومبالغة في تجهيل المصدقين لهم، لأن الساحر- مهما بلغت براعته- فلن
يستطيع أن يمنع شيئا أراده الله، ولا أن يأتى بشيء منعه الله مادام الأمر كذلك
فالمشتغل به، والمصدق له كلاهما وقع في ضلال مبين. (التفسير الوسيط ج1 ص230).
3-
جاء في التفسير
الوسيط لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
-
في (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ): ويتعلمون من السحر ما يضرهم ولا
ينفعهم لأَنهم يقصدون بتعلمه الشر والإضرار بالناس. وقصدُ المعصية يعتبر معصية
يعاقب الله- تعالى- عليها يوم القيامة.
-
أو لأن العلم يدعو إلى العمل ويجر إليه .. ولا سيما الشر الذي هو هوى النفس
ومطلبها. (التفسير
الوسيط – مجمع البحوث بالأزهر ج1 ص158).
4- قال الإمام إبراهيم بن عمر البقاعي رحمه الله (المتوفى:885 هـ):
-
(ويتعلمون) .. أي من السحر الذي ولدَّه الشياطين لا من الملكين (ما يضرهم) لأن مجرد العمل به كفر أو
معصية .. ثم حقق أنه ضرر كله لا شائبة للنفع فيه بقوله: (ولا ينفعهم) لأنه لا تأثير له
أصلاً .. (تفسير
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج2 ص80-82).
#- توضيح بعض ما
ذكره الإمام البقاعي:
أ- أظن أن معنى (ولده) أي منشأه ومخترعه الشياطين .. أي المورد
الأصلي له.
ب- ولعل سبب تخصيصه في الآية بتعليم السحر
من الشياطين .. لأن الآية لم تذكر (منهما) أي لم تقل "ويتعلمون منهما ما يضرهم ولا
ينفعهم".
- ولكن أظن من الأصوب أن يكون المقصد بالتعليم هو كل ما سبق ذكره
في الآية ولذلك لم يخصص ذلك بضمير (منهما) حتى نفهم أن المقصد هو سحر الشياطين
وكذلك الذي أنزل على الملكين .. والله أعلم.
ج- وقوله (لا تأثير له أصلا): يقصد لا تأثير له من ذاته كقوة مسيطرة
ومهيمنة على التصرف في الوجود وكأن السحر إله ويخدمه الساحر ..!!
#- ثانيا: المقصد من الضرر والنفع هل دنيويا أم أخرويا أو كلاهما.
- بعض العلماء قال: أن المقصد بالضرر في الدنيا .. وعدم النفع في
الآخرة ..
- والبعض قال: أن المقصد بالضرر .. وعدم النفع كلاهما في
الدنيا .. لأنه ذكر العقوبة في الآخرة بأنه لا نصيب لهم.
- والبعض قال: أن المقصد بالضرر .. وعدم النفع يتعلق
بالآخرة ..
#- قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله (المتوفى:
542 هـ):
- (يَضُرُّهُمْ) معناه في الآخرة (وَلا يَنْفَعُهُمْ) فيها أيضا .. وإن نفع في الدنيا بالمكاسب .. فالمراعى
إنما هو أمر الآخرة. (تفسير
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج1 ص188).
#- قال الإمام أبو الحسن الواحدي رحمه الله (المتوفى: 468هـ):
-
وقوله تعالى: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ
وَلَا يَنْفَعُهُمْ) المعنى: إنه يضرهم في الآخرة .. وإن
تعجّلوا به في الدنيا نفعًا. (التفسير البسيط ج3 ص209).
#- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى:1393 هـ):
-
والملاحظ في هذا الضر والنفع هو ما يحصل في الدنيا ..
وأما حالهم في الآخرة فسيفيده قوله: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من
خلاق). (التحرير والتنوير ج1 ص645).
#- ثالثا: ما فائدة قوله (ولا ينفعهم) بعد (ما يضرهم) إن كان نفي الضرر بمعنى عدم
النفع ؟
- قلت (خالد صاحب الرسالة): أفاد في أن ما يتعلمونه لا نفع من وراءه إذ
يستخدمونه في ضر أنفسهم بتعريضها لغضب الله من خلال أذية الناس بهذا الضرر.
#- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى:1393 هـ):
-
وقد أفادت الآية بجمعها بين إثبات الضر ونفي النفع الذي هو
ضده .. مفاد الحصر .. كأنه قيل ويتعلمون ما ليس إلا ضرا. (التحرير والتنوير ج1 ص645).
#-
قال الإمام محمد
سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ) في قوله (وَيَتَعَلَّمُونَ
ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ):
-
وقد أفادت الجملة الكريمة .. بجمعها بين إثبات الضر ونفى
النفع .. مفاد الحصر فكأنه سبحانه يقول: ويتعلمون ما ليس إلا ضررا بحتا. (التفسير الوسيط ج1 ص230).
#-
جاء في التفسير
الوسيط لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
-
والتصريح بقوله: (وَلَا يَنْفَعُهُمْ) بعد إثبات ضرره .. للإيذان بأنه ليس من الأمور
المشوبة بالنفع والضر .. بل هو ضرر محض. (التفسير الوسيط – مجمع البحوث بالأزهر ج1 ص158).
#- قال الدكتور الشيخ محمد الهلال:
-
(وَلَا يَنفَعُهُمْ): لها نفس المعنى، (لا يضرهم) .. وتفيد زيادة التّوكيد بعدم
النفع وجلب الضرر. (تفسير
القرآن الثري الجامع ج1 ص142).
#- رابعا: هل أفاد قوله (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) أن مجرد التعليم هو ضار ؟
1-
جاء في التفسير
الوسيط لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
-
وظاهر هذه الفقرة من الآية .. يُقَوِّى رأى القائلين بحرمة
تعلمه مطلقا. (التفسير الوسيط
– مجمع البحوث بالأزهر ج1 ص158).
2- قلت (خالد صاحب الرسالة): ظاهر الآية قد يشير إلى أن مجرد التعليم فيه
ضرر .. بسبب أنه يسبب فتنة في النفس ويحرضها لفعل التجربة على الناس ..
- ولكن ليس فيه تحريم التعليم إلا في حالة اعقاده أو استخدامه .. ودليل ذلك
قول الملكين (إنما نحن فتنة فلا تكفر)
والكفران لا يأتي إلا بعد العمل به أو الإعتقاد في كون السحر مؤثر بذاته .. ولو كان مجرد التعليم فيه حرمانية
فعلى ذلك يتم اتهام الملكين بأنهما كانا في حرمانية لكونهما يعرفان ويعلمان من هذا
العلم ..!! وهذا لا يعقل.
- فدل مما سبق .. أن مجرد العلم بالشيء ليس فيه تحريما وإنما
فيه فتنة .. والعمل به أو الإعتقاد فيه كونه مؤثر بذاته .. فهذا هو الحرام والكفر .
والله أعلم.
#-
خامسا: لماذا
تم تقديم الضر على النفع في قوله (يضرهم ولا ينفعهم) ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
لبيان عظيم ما يفعلونه وهو الضرر الذي يؤذون به الناس ويؤذون به أنفسهم في الآخرة.
2-
ولبيان أن الضرر الذي يفعلونه سيترتب عليه عذابا من الله لا
يمكن مقارنته بما يتحصلون عليه من مال ينتفعون به أو أيا ما كانت المنفعة.
#-
سادسا: لماذ
لم يقال (ويتعلمون منهما ما يضرهم ..) بإضافة كلمة (منهما) ؟
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
لأن المقصد بالتعليم هو كل ما سبق ذكره في الآية .. ولذلك لم يخصص ذلك بضمير "منهما"
.. حتى لا نفهم أن الضر مخصص بما تعلموه من الملكين فقط .. لا .. وإنما لنفهم أن
المقصد بكل علم تعلموه تم الإشارة إليه في الآية وهو سحر الشياطين وكذلك الذي أنزل
على الملكين .. والله أعلم.
#-
سابعا: لماذا
نسب الله الضرر على أنفس من يفعلون الشر ؟
- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
كان من المفترض أن تقول الآية: ويتعلمون ما فيه ضرر للناس .. ولكن الآية
قالت أنهم يتعلمون ما فيه ضرر لأنفسهم .. حتى نعلم أن مصدر علمهم هو العلم الضار الذي
في الأصل هو محرم عليهم فعله .. فضروا أنفسهم بتعمد معصية الله ومخالفته حتى
ارتضوا بالكفر بديلا عن الحق .. واستخدموا هذا الكفر في الإضرار بالناس فيؤذونهم
في ظاهرهم وباطنهم.
- والله أعلم.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
ردحذفبارك الله فيك استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
جزاك الله كل خير نقع بك العباد و البلاد وجعلك رب مدد غير متقطع الحبال بل مسنود بقبضه الواحد الصمد فلا تحيد او تطل
ردحذفياارب يارب يارب
جال في خاطري سؤال
هل من لديه شيطانه او شيطان يتمتع به يستمتع به
هل يدرج ضمن خانه ساحر
ام لا الساحر شيئ والمستمتع شي ..!! ام هو فرع من فروع السحر
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير شرح جميل
ردحذف------------
(وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ)
وفيها إشارة أن كل علم وكل تصرف وكل كلمة وكل حركة يقوم بها العبد بنيته السوء والضر لغيره ظنا منه في قدرته وذكائه ودهائه و... ما هو بضار به إلا نفسه.
فمن كانت نيته فاسدة كانت نهايته قاسية.
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
ومن ظن أنه ماكر فقد مكر لنفسه بنفسه، وقد نسي قوله تعالى:
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
يظن أهل الشر أنهم لديهم القدرة على المكر وتغيير أقدار الناس أو تعطيلها أو...
وكأن لهم قدرة تصرف في الكون كيفما شاءوا متى ما شاءوا، ولكنهم نسوا أنهم لا يملكون من الأمر شيئا.
نسوا أن الله هو الذي يمكر بهم من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون، ويستخدمهم من حيث لا يعلمون.
وأن كل ما يدبرونه إنما هو ضمن تنفيذ أمر الله ومشيئته.
يظنون أنهم يعطلون الأقدار، ولكنهم في الحقيقة يتحركون ضمنها.
يسعون في أذية الناس، لكنهم يؤذون أنفسهم.
ويمهلهم ليزدادوا إثما، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
نسوا أن القلوب بيد الله،
وأن الأقدار تكتب بحكمته لا بأهوائهم،
وأن الأيام دول، والعاقبة للمتقين.
فليحذر من يتعلم ما يضره ولا ينفعه،
وليراجع كل من ظن نفسه قويا بما ملك من علم أو حيلة أو سلطة أو عقل...
فلعل ما ظنه سلاحا لضر غيره، هو خنجر في ظهر غيره، وفي نفس الوقت خنجر في صدره هو.
والله اعلم
---
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير شرح جميل
ردحذف------------
(وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ)
وفيها إشارة أن كل علم وكل تصرف وكل كلمة وكل حركة يقوم بها العبد بنيته السوء والضر لغيره ظنا منه في قدرته وذكائه ودهائه و... ما هو بضار به إلا نفسه.
فمن كانت نيته فاسدة كانت نهايته قاسية.
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
ومن ظن أنه ماكر فقد مكر لنفسه بنفسه، وقد نسي قوله تعالى:
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
يظن أهل الشر أنهم لديهم القدرة على المكر وتغيير أقدار الناس أو تعطيلها أو...
وكأن لهم قدرة تصرف في الكون كيفما شاءوا متى ما شاءوا، ولكنهم نسوا أنهم لا يملكون من الأمر شيئا.
نسوا أن الله هو الذي يمكر بهم من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون، ويستخدمهم من حيث لا يعلمون.
وأن كل ما يدبرونه إنما هو ضمن تنفيذ أمر الله ومشيئته.
يظنون أنهم يعطلون الأقدار، ولكنهم في الحقيقة يتحركون ضمنها.
يسعون في أذية الناس، لكنهم يؤذون أنفسهم.
ويمهلهم ليزدادوا إثما، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
نسوا أن القلوب بيد الله،
وأن الأقدار تكتب بحكمته لا بأهوائهم،
وأن الأيام دول، والعاقبة للمتقين.
فليحذر من يتعلم ما يضره ولا ينفعه،
وليراجع كل من ظن نفسه قويا بما ملك من علم أو حيلة أو سلطة أو عقل...
فلعل ما ظنه سلاحا لضر غيره، هو خنجر في ظهر غيره، وفي نفس الوقت خنجر في صدره هو.
والله اعلم
---
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
راق لي جداً جداً جداً
ردحذفلماذا نسب الله الضرر على أنفس من يفعلون الشر ؟
جزاك الله خيرا كثيرا يا استاذ خالد
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
مجد=
ردحذف✓ القلب إذا أحب شيء عكف عليه...
زهراء محمود وانتقاءاتها=
✓ طهارة القلب شرط دخول الجنة... ولا يدخلها أحد إلا بعد كمال طيبها وطهره لأنها دار الطيبين... يقال لهم وهم على مشارف الجنة { طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الزمر: 73
إبن القيم=
✓ الجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شىء من الخبث. فمن تطهر فى الدنيا ولقي الله طاهرا من نجاساته دخلها بغير معوق...
✓ خبائث القلب= مع خلقها في الحال معلومات في المٱل... فالمشرم قد يكون نظيف القول مغسولة البدن ولكنها نحس القلب...
✓ النجاسات المعنوية= ليس نحبها قلوب الكفار فحسب بل قد نوجد في قلوب المسلمين... فالغضب والكبر والحسد من أمراض القلب نجاسة...
أبا حامد الغزالي=
✓ و القلب بيت هو منزل الملائكة و مهبط أثرهم و محل استقرارهم، و الصفات الرديئة مثل الغضب و الشهوة و الحقد،و الحسد و الكبر و العجب، و أخواتها،كلاب نابحة ،فأنّى تدخله الملائكة و هو مشحون بالكلاب، و نور العلم لا يقذفه اللّٰه تعالى في القلب إلا بواسطة الملائكة...
(طرق العلاجات ج21)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...