بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعجزات والأفضلية
بين النبي محمد وسائر الأنبياء
وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية
(الفصل الثاني)
#-
فهرس:
:: الفصل الثاني :: قيل أن آدم له معجزات أفضل من النبي محمد
..!! ::
1- س4: هل آدم أفضل من النبي محمد لأن الله نفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها وكلَّمه وأسجد له ملائكته ؟
================
:: الفصل الثاني
::
================
..:: س4: هل آدم أفضل من النبي محمد لأن
الله نفخ فيه من روحه وعلمه الأسماء كلها وكلَّمه وأسجد له ملائكته ؟ ::..
- الذين قالوا أن آدم عليه السلام أفضل من النبي محمد صلى
الله عليه وسلم .. إنما قالوا بذلك لما رأوا بعض الكرامات حدثت لآدم من
الله .. فظنوا بذلك أن آدم أعلى قدرا من النبي صلى الله عليه وسلم.
- فذكروا أن آدم نفخ فيه الله
من روحه .. وسجدت له الملائكة .. وكلمه ربه .. وعلمه الأسماء كلها .. وهذه معجزات
أعظم من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يكن لها نظير في معجزات النبي صلى
الله عليه وسلم ..!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: أين هي المعجزة التي أجراها الله
على يد آدم .. حتى يقال أن معجزاته أفضل من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟!!
- فكونكم عاجزون عن التفرقة بين كرامة العطاء ومعجزة النبوة
.. فهذه مشكلة في الفهم حينئذ ..!!
- إذ أن التكريم هو خصوصية عطاء قد يختص الله به بعض خلقه .. وليست لتكون معجزة تأييد له وإنما خصوصية
تكريم له ..
- فإذا وعيتم ما قيل لكم: فمعجزة النبي وهي القرآن خالدة إلى يوم
القيامة .. فما هي معجزات آدم التي استمرت بعد موته .. أو كانت له في حياته ؟!! إذ
أن ما ذكرتموه عن آدم ليس معجزات .. وإنما فضائل وخصوصية عطاء .. وبعضها يشترك فيه
آدم ومن بعده ذريته.
========
#- ثانيا: تعليم الأسماء ونفخ الروح في آدم .. هي خصوصية عطاء لآدم في الأصل ثم لذريته
تباعا .. فما من إنسان إلا وتم نفخ الروح فيه ..، وما من إنسان إلا ويعلمه الله من
أسماء الموجودات كما تعلمها آدم.
- وإذا كان الله علم آدم
أسماءا .. فالله علم نبيه قرآنا .. وفرق بين تعلم من أخذ من الله القدرة على إعطاء
أسماء للأشياء .. وبين من أعطاه الله القدرة على تلقي الوحي من السماء .. فالأول
يفعله كل الناس بالوراثة عن آدم .. والثاني خصوصية كرامة وهي في نفسها معجزة قد
اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم..، فأين هذا من ذاك ؟!!
- وكأن هؤلاء الناس الحاقدون
على النبي محمد .. تجاهلوا أن الله هو من علم النبي صلى الله
عليه وسله وسلم إذ قال جل شأنه: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء:114..!!
========
#- ثالثا: سجود الملائكة لآدم .. فهي أيضا خصوصية تكريم وليست معجزة .. وإذا
كان سجود الملائكة لآدم هو تنفيذا لآمر الله وكان مرة واحدة .. فصلاة الملائكة على
النبي صلى الله عليه وسلم هو تنفيذا لأمر الله ولكنه حتى يوم القيامة.. إذ قال جل
شأنه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ) الأحزاب:56.
- وشتان بين من خصه الله
بتكريم الملائكة له مرة .. وبين من جعل الله له تكريم الملائكة له وصفا له مدى بقاء
الكون .. ليشهد له عالم الملك والملكوت من عالم الإنس والجن والملائكة بأنه المكرم
على الدوام .. وكأن الكرامة أوجدها الله ليختص بها النبي صلى الله عليه وسلم.
========
#- رابعا: أما عن تكليم الله لآدم .. فمن العجب أن يتم
تجاهل قوله تعالى: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى) النجم:10.
- فكلام الله مع آدم كان في مكان ما في السماء وفي
حضور الملائكة ..
- وكلام الله مع النبي صلى الله عليه وسلم في
مكان فوق سبع سموات عند العرش وكان بذاته البشرية بدون حضور أي ملائكة.
- وشتان: بين من كلَّمه الله في أعلى مكان خلقه الله
وهو عند العرش وبدون حضور أحد في مقام خصوصية .. بل وكان بذاته البشرية .. وبين من
كلمه الله في مكان دون ذلك وبحضور ملائكة من حوله.
========
#- خامسا: وإذا كان آدم الذي أسجد الله له
ملائكته .. وعلمه الأسماء كلها وأسكنه جنته وكلمه فأسمعه .. ومع ذلك أخطأ وهبط من جنة
المتعة التي كان فيها (قُلْنَا اهْبِطُوا) البقرة:38
..
- ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يعيش في
جنة متعة .. ولما صعد للسماء ورأى من آيات ربه الكبرى ..
قال عنه ربه: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)
النجم:17.
- وشتان: بين من غفل عن حدود الله فهبط .. وبين من وقف
عند حدود الله فثبت.
========
#- سادسا: وإذا كان آدم قد غلبه الشيطان بوسواسه حتى
قيل عنه: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) طه:121-122.
- ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قهر شيطانه
حتى انكسر واستسلم ولعله أسلم .. إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ اللهَ أعانني عليه فأسلم ولا يأمرُني إلا بخيرٍ) صحيح مسلم.
- فشتان: بين من غلبه الوسواس فعصى ..
وبين من قهر الوسواس فنجا ..
========
#- سابعا: لو كان آدم أفضل من النبي محمد
صلى الله عليه وسلم .. فكيف يعقل ذلك وآدم وكل الأنبياء تحت لواءه يوم القيامة
؟
- إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ
القيامةِ ولا فخرَ ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ
فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي) رواه الترمذي
بسند صحيح.
- ولواء الحمد: هي راية يمسك بها النبي يوم القيامة للدلالة
على شهرة الوصف لماسك هذا اللواء .. وهو أنه أكثر الحامدين لربه .. ولأنه صاحب
المقام المحمود يوم القيامة الذي يسجد فيه لربه ويحمده بمحامد لم يسمع عنها
الخلائق من قبل.
- والآن نقول: طالما آدم تحت لواء النبي وكل الأنبياء .. أي
جميعهم يسيرون في عز كرامة النبي من مولاه يوم القيامة .. فكيف يكون القائد المعزز
بكرامة مولاه أقل فضلا من الذين يسيرون خلفه يتنعمون ممن هو يسير في عز مولاه ؟!!
- أفلا تعقلون ؟!
#- وخلاصة القول:
- كيف يكون آدم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو تحت لواء النبي يوم القيامة هو وجميع
الأنبياء .. إذ كيف يعقل أن يكون الأعلى مقاما يوم القيامة (وهو النبي محمد) ..
أقل أفضلية ممن هو حاله يوم القيامة تابعا له (وهو آدم وكل الأنبياء) ؟!!
- كيف يعقل ذلك ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.