بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 16 أغسطس 2025

Textual description of firstImageUrl

ج38: قصة هاروت وماروت - هل نزل على هاروت وماروت علوم روحانية كالتنويم المغناطيسي والكشف الروحاني أو العرافة الكشفية وتأثيرات الحروف والأرقام - أم نزل عليهما علم السحر أم علم العرافة أم علم الكيماء أم علم النباتات.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء الثامن والثلاثون)

هل نزل على هاروت وماروت علوم روحانية كالتنويم المغناطيسي والكشف الروحاني وتأثيرات الحروف والأرقام - أم نزل عليهما علم العرافة أم علم الكيماء أم علم النباتات.

#- فهرس:

:: الفصل السابع والثلاثون :: ج2/ مسائل خطرت بعقلي أثناء بحثي في جزئية قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) ::

1- س111: ما المقصود بالناس الذين تعلموا من هاروت وماروت ؟

2- س112: لماذا لا يمكن للملائكة أن تكون نزلت لتعليم الناس الفرق بين السحر والمعجزة ؟ وماذا أفاد قوله تعالى (فيتعلمون منهما) ؟

3- س113: هل محتمل أن يكون الملكين ألهمها الله بتعريف الناس الفرق بين النبوة والعرافة وليس الفرق بين السحر والمعجزة ؟

4- س114: هل محتمل أن يكون ما أنزل على الملكين هو علم يشبه علم الكيمياء وخواص النباتات ؟

5- س115: هل محتمل أن يكون ما أنزل على الملكين هو معرفة طرق روحانية مختلفة تكشف أسرار البيوت وتهتك الأعراض مثل الكشف الروحاني والتنويم المغناطيسي وتأثير الحروف والأرقام ؟ 

#- أولا: الكشف الروحاني "العرافة الكشفية".

#- ثانيا: ما يشبه التنويم المغناطيسي.

#- ثالثا: التأثير بالحروف والأرقام. 

================

:: الفصل السابع والثلاثون ::

================

..:: س111: ما المقصود بالناس الذين تعلموا من هاروت وماروت ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأمور التي تفكرت فيها .. ما المقصود بالناس الذين تعلموا من هاروت وماروت ؟

 

- قلت: هم بعض علماء اليهود خاصة .. وليس جميع اليهود إذ أن كل علم يتطلب نفوس مؤهلة لهذا العلم ..، بخلاف تعليم السحر في أول الآية فهي تشمل علماء اليهود من ناحية تعلمهم السحر من الشياطين .. ثم أن هؤلاء العلماء يعلمون الناس بأهمية السحر في حياتهم بأنه يحقق لهم الأحلام والأماني فيجب أن يستخدموه.

- والله أعلم.

**********************

..:: س112: لماذا لا يمكن للملائكة أن تكون نزلت لتعليم الناس الفرق بين السحر والمعجزة ؟ وماذا أفاد قوله تعالى (فيتعلمون منهما) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأمور التي تفكرت فيها .. ووجدت أنه لا يمكن قبولها في التفسير .. هو الرأي التفسيري الذي يقول: أن الملكين نزلا لتعليم السحر للتمييز بينه وبين المعجزة .. هو رأي لا يصح تصوره .. ليه ؟

- أولا: لو افترضنا أن الملكين نزلا عليهما شيء ..

- فهما لم ينزلا بهذا العلم وإنما أُنزلا عليهما .. أي تم الإيحاء إليهما بتلقين هذا العلم لمن يريد ..

 

- ثانيا: هما لم يسعيا لتعليم الناس بهذا السحر ..!!

- فكيف يقال: أنهما أتيا لتعليم الناس الفرق بين المعجزة والسحر ..!! وإلا فأين هي هذه المعجزة التي فعلوها ليميزوا بينهما وبين السحر ؟!! لا يوجد ..!!

 

- بل أن القرآن يوضح هذه الحقيقة .. لأن قوله تعالى (فيتعلمون منهما): فيه دلالة على أن الناس هي من كانت تسعى إليهم للتعليم منهما وليس هما من كانا يسعيان لتعليم الناس .. ولو كانا هما من يسعيان لتعليم الناس لقال الله تعالى: "فيعلموهما".

 

- فثبت بذلك .. أن مسألة مجيء الملكين للتفرقة بين السحر والمعجزة .. من الصعب تصور حدوث ذلك .. لأنهما لم يأتيا للناس وإنما كان الناس من يذهبون إليهما .. وهذا هو الظاهر من اللفظ ..!! .. والله أعلم.

 

- فكل رأي تفسيري يقول: أن الملكين نزلا ليعلما الناس .. هذا خطأ واضح في تفسير الآية .. فهما لم ينزلا أصلا .. ولم يذهبا للناس بل كانت الناس هي من تأتي إليهما .. فيحذرونهما من الفتنة بهذا العلم الذي سيتعلمانه.

 

@- وطالما هما لم ينزلا من السماء .. ولم تكن لهما مهمة بالتوجيه والإرشاد إلا من خلال من يطلب منهما ذلك .. فما المانع أن يكون هذين ليس ملكين من الملائكة وإنما رجلين كان يتم وصفهما تشبيها بالملائكة لكونهما يظهر عليهما الصلاح ؟!!

 

#- ثالثا: هل يمكن أن يفتن الله عباده بالشر المحض الذي لا خيرية فيه مطلقا ؟

- ما يذكره بعض العلماء .. من إمكانية فتنة الله لعباده بتعليم السحر على يد ملكين .. إنما هذا كلام باطل عقلا وشرعا .. ليه ؟

1- لأن الله لا يفتن عباده بباطل كما تصور بعض المفسرين .. لأن فتنة الملائكة ما كانت أبدا إلا بحق وليس بباطل .. وأبسط دليل على ذلك قصة الأعمى والأبرص والأقرع .. فالفتنة كانت في عطاء مباح وحلال .. وليس في عطاء فيه ممنوع ومحرم ..!!

 

- وكذلك فتنة الله لجيش طالوت .. إنما كانت في حلال .. وهو الشرب من ماء النهر وهو في حد ذاته حلال .. ولكن هذا المكان بالذات في ذلك الوقت اذي يمرون عليه .. كان منهي عنه ليميز الخبيث من الطيب في عزائم الرجال التي ستقاتل من أجل الله.

 

- وكذلك فتنة الله في الذهب والفضة .. فأصل امتلاك المال هو مباح وحلال .. ولكنه فتنك فيه وطلب منك أن تخرج منه نسبة زكاة ..، وكذلك منعك من استخدامه في الحرام.

 

- وكذلك فتنة الله في النساء  .. فأصل ارتباطك بالنساء بصورة صحيحة هو حلال .. ولكنه فتنك بهم كرجل بجذبة إليهم لينظر هل ستجتمع بهم في حلال أم حرام.

 

- وهكذا في كل فتن الحياة التي خلقها الله .. التي افتتن الله بها خلقه .. أصلها حلال ومباحة .. ولكن الخلق هم من لديهم هواية الإنحراف بمخالفة الحلال ..!!

 

- إذن: الله لا بأمر بالحرام ليفتنا به ... وإنما يأمرنا بالحلال وينهانا عن الحرام المترتب على هذا الحلال.

 

2- فلا يصح ولا يعقل أن يقال أن الله أمر ملائكته بتعليم السحر الذي هو شر محض وذلك لمن يطلب منهم ذلك .. لأن الله لا يأمر ملائكته بالفحشاء والمنكر .. ولأن الملائكة لا يتنزل عليها إلا الحق ولا تنزل إلا بالحق .. لأنها تتلقى من الحق جل شأنه أوامرها وليس من الباطل الذي هو الشيطان الذي علم الناس السحر .. وكل هذا بخلاف أن السحر كان موجود أصلا .. فما فائدة نزول الملكين بسحر .. والأغرب من كل ما سبق هو أن الآية لم تقل أن الملكين نزلا عليهما سحرا .. وكيف يعقل أن تعلم الملائكة سحرا فيه استعانة بالشياطين للناس إذا كان الناس تعلموا من الشياطين السحر ؟!!

 

-  فكيف يقال بعد كل ما سبق: أنه نزل سحر على الملكين أو حتى يعلمون سحر موجود ؟!! فهل نظن بأن الملائكة كانت تعلم الناس كيفية الاستعانة بالشياطين لعمل هذا السحر ؟!!

 

- أكيد .. هذا كلام غير معقول وغير جيد ..

 

- إذن: فكرة نزول السحر على الملكين هو كلام باطل عقلا وشرعا .. والله أعلم.

 

- ولو افترضنا أنهما كانا ملكين فعلا .. فلا يمكن أن يكونا نزلا بسحر أو قاما بتعليم سحر موجود .. بل كانا يعلما علما يجمع بين الخير والشر كسائر العلوم .. إلا أن الشر أقوى ظهورا فيه لو أسيء استخدامه .. فأخذ الناس طريقة استخدامه السيء وتركوا ما يمكن أن يكون فيه خيرا لهم .. فكأن الملكين قالا لمن يتعلم منهما: أعطيناك علما فيه اختبار لك لأنه يمكن أن يستخدم في الشر .. فلا تكفر أي لا تتعامي وتتجاهل هذا التحذير الذي حذرناك به وتستخدم هذا العلم في الشر.

- والله أعلم.

 

#- ملحوظة: سبق الرد بطريقة أخرى خلاف ما ذكرتها هنا .. على هذا الرأي القائل بنزول الملكين للتفرقة بين السحر والمعجزة .. ولمراجعة الرد على هذا الرأي راجع الفصل الخامس والعشرون .. تحت عنوان: (س75: ما هي حكمة نزول الملكين في بابل عند من قال بنزول الملكين فعلا ؟).

 

**********************

..:: س113: هل محتمل أن يكون الملكين ألهمها الله بتعريف الناس الفرق بين النبوة والعرافة وليس الفرق بين السحر والمعجزة ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- في السبي البابلي كانت العرافة منتشرة فيهم كالماء والهواء.

- وهنا سؤالين:

- الأول: ماذا لو كان الملكين (ملكين من الملائكة) قد كانا يعرفا الناس الفرق بين النبوة والعرافة .. لأن كلا من النبي والعراف .. كلاهما يقول أنه يتلقى من الله علم الغيب ؟!!

- وذلك بدلا الرأي الذي يقول: كانا يعرفا السحر للتمييز بين السحر والمعجزة ..!!

 

- ولكن الحقيقة هذا لا يمكن تصوره لسبب واحد .. لأن طرق العرافة كان معلومة ومنتشرة ومن السهل أن يتعلمها المؤهلين لذلك .. فضلا عن أن هذه العرافة لا تستخدم لضرر الناس.. لأن المقصود هنا العرافة الغيبية بالأحداث المتوقعة.

- والناس هنا يقصد بهم خواص اليهود من كهنتهم.

 

- هذا بخلاف أن التمييز بين العرافة والنبوة أمر سهل .. فالنبي يستحيل معه الكذب .. وإنما العراف محاط بالكذب .. والنبي تعرف الماضي والحاضر والمستقبل بالله .. والعراف لا يعرف إلا ما هو سوء قد يحدث ..، والنبي يخبر عن أحوال الجنة والنار والملائكة .. والعراف لا يعرف جنة ولا نار ولا ملائكة ..!!

 

- إذن: إحتمال أن يكون الملكين أتيا للتميز بين العرافة والنبوة .. هو احتمال مرفوض.

 

#- السؤال الثاني: ماذا لو كان هذين الملكين (وهنا بمعنى رجلين يدعيا النبوة) كانا يخبران الناس أن لديهما كشفا يمكن من خلاله معرفة الأخبار .. فافتتن الناس بهما بكيفية معرفة ذلك ؟

- فكانت العرافة هنا: عرافة كشف وليس عرافة تنجيم ..

- فعرافة الكشف: هو معرفة ما يخفية الآخرين من خلال التلصص عليهم إما بوسائط كقراءة الكف والفنجان وما شابه ذلك .. وإما بخاصية روحانية كشفية ذاتية في الشخص ؟!! فيتلصصون على أخبار الناس ويفتونهم بما يعرفون من أسرارهم ويتم من خلال هذه المعرفة خراب العلاقات بين الناس.

- وهذا احتمال وارد جدا .. وسيأتي الكلام على هذا الكشف الروحاني بعد قليل.

- والله أعلم.

******************

..:: س114: هل محتمل أن يكون ما أنزل على الملكين هو علم يشبه علم الكيمياء وخواص النباتات ؟ ::..

  

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وكان مما تفكرت به مسألة تتعلق بما هو محتمل أن يكون نزل على الملكين لو افترضنا أنهما ملكين من الملائكة .. وأنهما يستحيل أن يعلما ما هو شر محض كالشياطين الذين يعلمون السحر .. بل يعلمان علما يجمع بين الخير والشر .. ويحدث تفرقة بين الناس أو بين المرء وزوجه أو تفرقة بين أي طرفين مقربين.

 

- فقلت:

- هل يمكن أن يكون هو علم مثل الكيمياء أو تركيب الأعشاب .. فمعرفة خواص الأشياء تكسب الإنسان معرفة خطيرة إذ أن كثير من العلوم تجمع بين الضدين كما هو علم الكيمياء والأعشاب .. إذ أن معرفة التركيبات إما أن تكون ترياق أو سم .. ومعرفة خصائص معينة بنبات معين قد يجهلها البعض ويقدمها في صورة علاج ولكن في حقيقتها سم .. مثل نبات كالحلتيت أو الحنتيت قد تؤدي لإسقاط الحمل ويفسد حليب الطفل ويؤدي للموت من خلال تلف الكبد وجدار المعدة مع جرعات متعددة منه .. ولازال الجهلاء ومن لا يتقي الله في خلقه يستخدمونه مع الناس ليوهموهم أنه مطهر لهم من السحر المأكول والمشروب وقاتل للعفريت .. في حين فيه مادة مهيجة للمعدة تعطيك الشعور بالتقيوء .. لكن المصيبة في أن كثرة شربه تفسد الكبد وتؤدي لموت الإنسان على المدى القريب مع شربه بكميات .. في حين يقدمه البعض على أنه وسيلة علاج ..!!

 

#- فلعل الناس كانت تتعلم من خصائص الأشياء ما يؤدي إلى التفرقة بين المرء وزوجه .. مثل تعلم استخدام سموم مستخرجة من نباتات معينة لم يكن يعلمها الناس ..

- ولا أدري .. لماذا أشعر دائما من كلام العلماء أن التفرقة بين المرء وزوجه مرتبطة بالطلاق وانتهاء الحياة الزوجية بين طرفين وتشريد الأطفال .. !!

- في حين أن التفرقة بين المرء وزوجه يمكن بالقتل بواسطة فعل شيء سام يتم وضعه في الطعام أو الشراب دون أن ينتبه أحد لذلك .. ولذلك قال تعالى: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) لأن الموت على وجه الخصوص لا قدرة لأحد عليه إلا بانتهاء أجله وليس بتصريف الأسباب.

 

#- ولكن بعد ما كتبت ما سبق تداركت الأمر .. فقلت:

- أن علم التركيبات من الطبيعة عموما .. كان معلوما كثير منه لأهل بابل لتفوقهم في الطب في زمنهم .. وعلم خواص الأشياء الطبيعية كثيرا منه كان معلوما وهو ينرج معرفته عند السحرة تحت مسمى النيرنجات وهو علم خصائص الاشياء الطبيعية .. وهو علم مستقل بذاته لا سحر فيه وإنما مجرد علم يتم معرفته في سابق الازمنة لأن الساحر في الماضي كان يجمع مهنة الطب فكان لازم يعرف هذه الأمور .. ولذلك كان يسمى الساحر في قديم الزمان بالحكيم .. لأنه يجمع بين العلم الروحاني والمادي ..

 

- وعموما .. لا أرى أن هذا هو مما كان يعلمه الملكان للناس .. وإن كان فيه فتنة تجممع بين الخير والشر .. إلا أنه كان معلوما لأهل هذا الزمان ويسهل التعرف عليه من أهل هذا الزمان ولا حاجة للذهاب لهذين الملكين حينئذ إذ لا خصوصية لهما في ذلك.

- والله أعلم. 

 

********************

 ..:: س115: هل محتمل أن يكون ما أنزل على الملكين هو معرفة طرق روحانية مختلفة تكشف أسرار البيوت وتهتك الأعراض مثل الكشف الروحاني والتنويم المغناطيسي وتأثير الحروف والأرقام ؟ ::..

  

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وكان مما تفكرت به من ناحية أخرى في ماهية العلم الذي يمكن أن يكون قد نزل به الملكين .. علما يجمع بين الخير والشر .. ويحدث تفرقة بين الناس أو بين المرء وزوجه أو تفرقة بين أي طرفين مقربين.

 

#- ولكن هذه المرة أضفت معلومة فقلت إضافة لما سبق: أن هذا العلم لابد أن تغلب فيه الفتنة للنفس البشرية بصورة قوية جدا وتحرك فيه الفضول .. وتحرك فيه النفس الأمارة بالسوء بقوة حتى يميل لاستخدامه للشر ويفتتن به.

 

#- وحينما تفكرت في تلك المسألة .. فما وجدت فتنة تليق بعلم تنطبق عليه هذه المواصافات .. إلا على ما يتعلق بالأمور الروحانية سواء تم وصفها بالطاقة الروحانية أو المكاشفات الروحانية أو تأثير الحروف والأرقام أو ما شابه .. فهو الذي يثير الفضول والفتنة بقوة ونادرا أن تجد أحد لم ينحرف بهذا العلم حتى الجهلاء ..!!  

 

#- وهذا يتطلب معرفة خاصة بقدرات الإنسان الجسدية والنفسية أو الطاقات المحركة له .. وكيف من خلالها يتم التأثير عليه نفسيا وجسديا لأذيته ومحتمل أيضا تستخدمها لمساعدة إنسان .. إلا أنهما قاما بتوظيف الموضوع في الشر فقط .. وهناك طرق خطرت ببالي يمكن أن يكون قد تعلموها آنذاك .. فمن ذلك:

 

#- أولا: الكشف الروحاني "العرافة الكشفية" ..

- لعل من ذلك تعليمهم كيف يفتحون كشفا روحانيا من خلال الخلوات .. وحدوث تواصل روحاني مع الجن .. يترتب عليه مكاسب روحانية في مكاشفة أسرار بيوت الناس وأسرار علاقات الناس ثم إحداث وقيعة بينهم .. وهذه المكاشفة قد تكون بواسطة كالفنجان وأوراق التاروت وقراءة الكف وما شابه ذلك .. أو تكون ذاتيه يراها في نفسه كالنائم الذي يرى مشاهد في نفسه.. وهذا الكشف وصفناه في سؤال سابق بأنه عرافة كشفية.

 

#- ملحوظة هامة: وهناك كشوفات من الحق .. ولكنها لإصلاح ذات البين وليس لإفساد ذات البين .. ولا وسائط فيها وإنما إلهام في النفس أو رؤية في النفس تحدث لمساعدة الغير وليس لفضحه.. وهذه توصف بأنها إلهام في النفس .. فانتبه لمعرفة هذه الفروق.   

 

#- ثانيا: ما يشبه التنويم المغناطيسي ..

- من الطرق الروحانية .. التي تؤدي للتفرقة بين المرء وزوجه .. هي طريقة التنويم المغناطيسي ..

- وهو تعطيل وعي الإنسان في اليقظة .. ويدخله في حالة نوم مؤقت ليكون تحت تصرف من فعل به ذلك .. وهو يشبه تماما ما يكون حالة التخدير المؤقت أو شرب الخمر المفرط .. والتي يترتب على ذلك فقد الوعي والإدراك لما يحدث .. وحينما يفيق لا يعلم ما حدث.

  

#- فكلمة التنويم هنا ليست بمعنى أنه نائم فعلا .. لا .. وإنما بمعنى غياب الوعي في اليقظة وعدم الإنتباه لما يفعله أو ينطق به الشخص..، والمغناطيسية يقصد بها تردد ذبذات من أدوات يستخدمها الشخص مثل البندول ويؤثر في طاقة الإنسان وتفقده الوعي الإدراكي..، وكل هذا مجرد غطاء على الحقيقة .. لأن السر في الشخص الفاعل لهذا التنويم فهو الذي يمتلك قوة نفسية تؤثر فيمن يجلس أمامه ولكن هذه القوة غير مدركه ومرتبطة بعزيمة هذا الشخص .. ومثال ذلك في عالم الظاهر: كما يؤثر في النفس الكلام الحلو فيتغير الحال المزاجي نتيجة هذا الكلام الحلو .. فنفس الشيء يحدث ممن يستخدم مسألة التنويم المغناطيسي فهو يؤثر فيمن يجلس أمامه بقوة خفية ويتصرف في إدراكه حتى ينيمه ويتحكم فيه.

 

- والذي يستخدم مسألة التنويم المغناطيسي .. لابد له من توافر مهارات روحانية خاصة فيه .. وإلا فمن يستخدم الأدوات كالبندول والساعة والتركيز في لوحة مرسومة وما شابه .. فهو يصنع الوهم لمن يجلس معه .. وإذا فقد الشخص القدرة الروحانية فلا قدرة له في التأثير على الوعي.

 

- وأيضا الشخص الذي يتم ممارسة التنويم عليه .. فهذا التنويم يعتمد على القدرة النفسية والعقلية والعلمية للشخص المراد إخضاعه .. مهما كانت قدرة الشخص الروحانية.

 

- فالمسألة تأثير قوة في قوة .. كما في عالم الظاهر تأثير شخص قوي الجسم لشخص ضعيف الجسم.

 

#- والتنويم المغناطيسي يمكن ان تستخدم هذه الطريقة لتسيطر على وعي شخص وتبرمجه بأفكار مغلوطة عن آخرين .. وحينما يفيق يجد وكأن هذه الأفكار حقيقية .. ويمكن استخدام هذه الطريقة لمعرفة خبايا البيوت من خلال غياب وعي الشخص .. أو يتم اغتصاب النساء بهذه الطريقة (وهي منتشرة في زماننا) خاصة عند من يصفون أنفسهم رقاة وحقيقتهم سفلة .. ويفعلون ذلك من خلال لمس المرأة في غرفة مكتبه وهي معه ويقترب منها يزعم أنه سيرقيها فتغيب عن الوعي فجاة .. ويتم الزنا بها وهي في غيبوبة مؤقتة..، (هذا بخلاف من يرقي في وجود الناس وتحدث حالة إغماء لحالة ممسوسة – فانتبه).

 

#- ثم بعدما كنت كتبت ما كتبته عن التنويم المغناطيسي .. وأثناء بحثي المتكرر في كتب التفاسير .. وجدت أن الإمام محمد أبو زهرة رحمه الله (المتوفى: 1394هـ) حكى شيئا ملفت للنظر لم انتبه له من قبل .. إذ قال رحمه الله:

- (وما يفرقون به بين المرء وزوجه): هو طريق الاستهواء بأن يعملوا بالطريق الذي يسمونه التنويم المغناطيسي .. وهو من أشد أنواع السحر .. ينزع شعور المحبة من أحد الزوجين لزوجه فيكون التفريق بينهما. (زهرة التفاسير ج1 ص343).

 

@- ومعنى (الإستهواء): الاضلال والغواية بما فيه تأثير على عاطفة الإنسان ومشاعره.

 

- قوله (ينزع شعور المحبة): هذا كلام لم يوفق الإمام في قوله .. لأن التنويم المغناطيسي يحجب الشعور مؤقتا لفقد الإدراك مؤقتا مثل الذي يكون في خالة مخدرة .. ولكن لا يتم نزع الشعور من الشخص..، وإنما بطرق سحر أخرى يتم حجب الإحساس أو تعطيلة من خلال الإحساس الدائم بعدم الرغبة في شيء وكأنه محبوس داخليا وكأنه يشعر بفقد شيء منه .. وليس بنزع العاطفة ولا سلبها .. بدليل لو تم إبطال السحر يعود لطبيعته .. وهذا معناه لم يتم سلب عاطفته ولا نزعها..

 

#- ثالثا: التأثير بالحروف والأرقام.

- علم تأثير الحروف والأرقام منتشر في كتب السحرة .. وليس هو حساب الجمَّل في العربي أو حساب الجيماتريا في العبرية .. الذي هو معرفة أن لكل حرف قيمة عددية .. فليس هذا هو المقصود من علم تأثير الحروف والأرقام ..

 

- وإنما علم تأثير الحروف والأرقام .. هذا شيء آخر يعتمد على أن يكون الشخص في المقام الأول فيه خاصية روحانية حتى يعقل أن الحروف مثل الأجساد والأرقام أرواحها أو طاقتها ..، ويعقل أن الحروف في حد ذاتها أرواح وليست مجرد ألفاظ مكتوبة ..، وهذا علم لا عقلانية فيه إلا لمن هو مؤهل لذلك ..، وخلاف ذلك فيعتبر هرطقة وكلام فارغ لعموم الناس بل وقد يعتبره البعض سحر (وهو ليس سحر في ذاته وإنما هو علم يستخدم في السحر ويتطلب ساحر عليم).

 

- وسبب قولي أنه لا عقلانية فيه إلا لمن فيه خاصية روحانية .. فذلك لأن عقول الناس لا يمكن أن تعقله بل يستحيل .. ولتوضيح ذلك بمثال: لو أتيت طفل صغير بكتاب هندسة سيقول لك ما هذه الرسومات الملخبطة .. ؟!! ولكن بالنسبة للرجل الكبير المهندس فهو يعرف ما هو هذا لأنه يعقله.

 

- يعني ببساطة: كيف تدرك ما لا إدراك لك فيه ؟!!

 

- وتأثيرات الحروف في عالم الباطن قريبة الشبة من تأثير الحروف على الإنسان في الظاهر مثلما توجعه الكلمات المؤذية والجارحة وهي مجرد كلمات..، فإذا عقلت كيف تجرح الكلمات في نفسك بطريق الظاهر وهي مجرد ألفاظ منطوقة .. فستفهم كيف تؤذي الحروف والكلمات المنطوقة نفسيتك وجسمك بطريق الباطن.

 

- ولكن معرفة هذا العلم عزيزة جدا وصعبة جدا .. وهذا ما أظنه قد عرفه اليهود من هاروت وماروت إضافة لما سبق .. أي من جملة ما عرفوه .. والله أعلم .

 

#- وخلاصة القول:

- أن كل ما ذكرته عن تعليم الملكين .. إنما هو مجرد تخمين أو احتمال أو ظن .. لأنه في الأصل قد أبهم الله هذا نوعية العلم الذي قاما بتعليمه هاروت وماروت .. وهل هو نوع محدد من المعرفة .. أم مجموعة من المعارف لعلم معين .. لا نعلم ذلك بكل تأكيد .. وإنما البحث في معرفة هذا العلم إنما هو نوع من الظنون المحتملة وليس حقيقة مؤكدة.

 

@- عموما أخي الحبيب .. المعارف الروحانية هي أشد فتنة من أي علوم .. لأن الإنسان يستطيع أن يفعل بها أمور بطرق غيبية لا يعلمها الناس .. ويمكن أن يكشف أسرارهم وينقلها ويسعى بالنميمية بها والفتنة بين الناس بما يترتب عليه خراب بيوت فعلا.. فضلا عن إمكانية خراب البيوت بصورة مباشرة كما سبق وأوضحت في مسألة كيفية اغتصاب النساء والفتيات.

 

#- ملحوظة هامة :

- بعض العلماء كان تكلم عن ماهية ما انزل على الملكين .. فكان مما قيل:

1- الذي أنزل هو رقية أو وقاية من السحر الذي كان موجود .. فهذا لا يصح .. لأنه ليس فتنة بل كرامة عطاء.

 

2- الذي أنزل هو نهي عن السحر واتباع للشريعة .. وهذا لا يصح .. لأنه كيف يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ؟

 

3- الذي أنزل عليهما هو تعليم الإسم الأعظم .. كما ذكر بعض العلماء .. فهذا مستحيل إن يحدث .. إذ أن الدعوة بقطع الأرحام غير مستجابة .. فضلا عن أن اسم الله لا يتم استخدامه في الباطل.

 

- فقط أحببت التنويه للآراء السابقة من باب التذكرة .. وقد سبق الكلام عليها في منتصف الرسالة ..

- والله أعلم.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 5 تعليقات:

  1. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    ونسأل الله ان يعلمنا ما ينفعنا ويقربنا اليه ويقينا فتنة العلم ومايؤدي اليها .. آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا استاذ خالد
    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
    وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وباعد بيننا وبين العالم الروحاني كما باعدت بين المشرق والمغرب .. امين
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. جزاك الله خير يا استاذ خالد الكلام جميل ما شاء الله ، زادك الله من فضله وفتح لك ابواب كل خير وللجميع آمين يا رب العالمين

    نعم كما تفضلت هو نوع علم فيه فتنة لأن قد يكون له تأثير بشكل او بأخر في نفس الانسان واعتقد كما أشرت حضرتك هو فعلاً علم من علوم الحروف زي الجيماتريا عند اليهود وهو يختلف عن حساب الجمل

    من ويكيبيديا

    إن عدم وجود استخدام علني للجيماتريا حتى العصر الهلنستي يشير إلى أن هذه الطريقة ظلت سرية بين شعراء الكتاب المقدس "لأكثر من ألف عام" وكان علم الجيماتريا مستخدمًا بالفعل في بلاد ما بين النهرين خلال العصور التوراتية، ولذلك، وفقًا لستيفن ليبرمان: "يجب أن نعترف بأن مثل هذه التقنيات ربما استُخدمت في النصوص التوراتية. كانت الوسائل متاحة، وإذا وُجدت الإرادة، كان من الممكن بالتأكيد إدراج رسائل خفية في الكتاب المقدس"

    ايه اللي يجعلني اعتقد ان علم من علوم الحرف لأن جربت بنفسي تأثير بعض الحروف على نفسي حتى اكتشف هل للحروف تأثير فعلاً ام لا ههههه ووجد تأثيرها والله حقيقة هي مرة وحرمت هههه

    طبعاً حاولت ابحث افهم ليه وازاي حصل كدا ففهمت ان كل شئ له عالم حتى الحروف لها عالم وكل العوالم تؤثر وتتاثر ببعضها البعض وسبحان الله رب العالمين اجمعين .

    الشاهد : ان الكواكب مش مؤثرة بذاتها في الانسان او الحروف او الارقام او .. او ، بل كل شئ في العالم يؤثر ويتاثر ببعضه البعض بتقدير معين من رب العالمين ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾

    والله اعلى واعلم

    ردحذف
  4. من الصفات المُميَّزة جدا في شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم- وكل صفاته جميلة: أنه " لا تُخشَى بوادِرُه" يعني باختصار: أنه مأمون الجانب لا يُفاجئك بما تكرَه.

    فمع كونه عليه السلام شديد الهيبة يملأ العين والقلب، لدرجة أن الأعرابيّ عندما رآه ارتعدت فرائصه من شدة الهيبة، ثم هدَّأ النبي - صلى الله عليه وسلم- من رَوعه، مع ذلك كان مأمون الجانب، يعني مثلا في حديث إجارة ابنته السيدة زينب لزوجها أبي العاص بن الربيع دون أن تُخبره، هي مطمئنة تماما إلى أنه لن يُوحشها ولن يسوءها، لِما تعلم من رحمته ورأفته ولِين جانبه

    وعائشة رضي الله عنها تجري على طبيعة النساء في الغيرة وتوابعها وهو يرى ويسمع ولا يقهرها ولا يُعنِّفها، وعمر رضي الله عنه ينزعج من مراجعة أمهات المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاول أن يَعِظهن موعظة خشنة، حتى تتدخل السيدة أم سلمة وتُغلظ له وتقول: ما دخولك بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسائه!

    ومع ذلك لم يُعنّفه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُوحش قلبَه، والأعراب الجفاة وما كانوا يرتكبونه في حضرته ومجلسه، فأحدهم يبول في المسجد، والآخر يجذبه من ثوبه ويقول له أعطني من مال الله فإنه ليس مالك، يتلقّى النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك بصدر رحب واسع ويعفو ويصفح ويتجاوز، لا يُوغر الصدور ولا يُوحش النفوس.

    منقول

    ردحذف
  5. زادكم الله نورا وبصيرة وفهما ونفع بكم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف