بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 10 أغسطس 2025

Textual description of firstImageUrl

ج34: قصة هاروت وماروت - لماذا ذكر الله التفريق بين المرء وزوجه على وجه الخصوص في قصة هاروت وماروت - كيف تحدث التفرقة بين المرء وزوجه - لماذا سجد سحرة فرعون لموسى ولم يظنوا في موسى أنه أعلم منهم سحرا.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء الرابع والثلاثون)

سحر التفرقة - كيف تحدث التفرقة بين المرء وزوجه - لماذا سجد سحرة فرعون لموسى ولم يظنوا في موسى أنه أعلم منهم سحرا.

#- فهرس:

:: الفصل الثالث والثلاثون :: ج1/ مسائل قد تخطر ببالك - عن سحر التفريق ومفهوم التفريق – ولماذا اختص الله سحر التفريق في آية هاروت وماروت – ولماذا سحرة فرعون أمنوا برب العالمين ولم يظنوا في موسى أنه أعلى منهم في السحر ؟ ::

1- س96: لماذا ذكر الله التفريق بين المرء وزوجه على وجه الخصوص في قصة هاروت وماروت ؟

2- س97: كيف تحدث التفرقة بين الزوجين بسحر إذا كان الله قد قال (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ؟

#- أولا: كيف نجح الساحر في إظهار سحره وحدوث تأثير له في موسى والحاضرين ثم يقال بعد ذلك (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ؟

#- ثانيا: لم يمنع الله حدوث الضرر من الساحر وإنما منع أن يكون للساحر تأثير بسحره وفق ما يريد الساحر.

#- ثالثا: المقصد من قوله تعالى: (لا يفلح الساحر حيث أتى) حسب اجتهادي في فهم النص.

3- س98: لماذا أمر الله موسى أن يبطل السحر بإسم الله ولكن بعد أن ألقى السحرة سحرهم وليس قبل ذلك ؟

@- لماذا السحرة سجدوا وآمنوا برب العالمين ولم يقولوا أن فعل موسى لعله كان عن سحر أعلى منهم مثلا ؟

@- لماذا تأخر موسى في المواجهة باسم الله أمام سحرة فرعون ؟

================

:: الفصل الثالث والثلاثون ::

================

..:: س96: لماذا ذكر الله التفريق بين المرء وزوجه على وجه الخصوص في قصة هاروت وماروت ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة:102.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الذي أفهمه من كون الله قد ذكر التفريق في الآية على وجه الخصوص .. والذي هو التفريق بين طرفين بينهما علاقة قوية تربطهما .. فذكر الله لنا هذا التفريق لأسباب منها:

1- أن اهتمام بعض اليهود في بعض المجتمعات يكن لهم ميول قائمة على التفرقة والتخريب في المجتمع حتى يكون لهم شأن بينهم بالتخويف من خلال سحرهم .. ومن ناحية أخرى بأنهم أبواب مساعدة أيضا لهم في مساعدة كل من لديهم غل وكراهية ورغبة في الإنتقام.

 

2- إحداث التفرقة في المجتمع .. من أعظم الأشياء التي يرغبها الشيطان ويكافيء عليها بسخاء .. لأنه يدمر المودة والمحبة في النفوس ويبقى الغضب والكراهية والغل في النفوس ..!! وهذا هو المطلوب .

 

#- (حديث صحيح) .. عنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ (أي في مكان ما على الأرض) ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ (أي جنوده) .. فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ (أي أقربهم منه) مَنْزِلَةً (أي مكانة ورتبة ومنزلة) أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً .. يَجِيءُ أَحَدُهُمْ (أي أحد جنوده) فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا (أي يحكي ما أغوى الإنسان على فعله من معاصي) .. فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا (أي يقول له إبليس ليست هذه المعصية هي التي تقربك مني) .. قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ .. قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ (أي يقربه منه) وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ (أي أنت هو الشيطان الذي تستحق الكرامة ولك مني الحظوة والمكانة والقرب)) صحيح مسلم.

 

3- التفريق بين طرفين يعني هدم علاقة .. وهذه العلاقة قد تكون علاقة مودة ورحمة كعلاقة الأزواج .. وقد تكون علاقة اجتماعية مثل الجيران وداخل محل عمل أنت تعمل به ويترتب على ذلك عدم التوفيق إجتماعيا بعد ان كنت موفقا .. وقد تكون علاقة مادية مثل أن لك عمل خاص فيتم هدم شراكة العمل لأسباب غير مفهومه أو رفض لمجتمع العمل من حولك أن يعمل معك فجاة ودون أسباب معلومة أي ليس لها سبب عقلي ظاهر.

 

#- والشاهد مما سبق .. أن هدم العلاقات هو في الحقيقة هو هدم للمجتمع كله .. لأن الناس فاهمة أن التفرقة هي حدوث طلاق بين زوج وزوجه .. لا .. أنت فاهم خطأ .. أو لعل هذا ما انت تقرأه في بعض كتب التفاسير ..  

 

- لكن الحقيقة أن التفرقة هي باب من أبواب الشر الكبرى في الحياة .. وخاصة في مجال السحر .. إذ أن التفرقة تكون بأحداث خلل في الظاهر أو الباطن .. إزاي ؟

 

أ- يحدث تسليط في الظاهر:

- يتم تسليط سحر لخراب حياة الشخص اجتماعيا .. (طبعا هذا يحدث فجأة دون أسباب عقلانية أو دون ضغوط نفسية يعيشها الشخص نتيجة ضيق الحال أو سوء معاملة ممن حوله) (وقد يكون الإبتلاء اختبار من الله) فانتبه.

 

- أو يتم تسليط السحر على جسده بالأوجاع والمرض .. (طبعا دون أن يظهر ذلك في تحاليل الأطباء ولا تظهره وسائل التصوير أبدا ولا دليل على سبب هذا الألم او الوجع).

 

- أو يتم التسليط للتفرقة بالموت .. من خلال التسبب في فعل حادثة بصورة غير منطقية يترتب عليها الموت.

 

- وطبعا هذه التسليطات تحطم علاقة الإنسان بأي شيء في الحياة أصلا وليس بين المرء وزوجه .. بل قد تدفعه أحيانا للإنتحار ..!!

 

- وسبب قولي (فجأة - ودون ضغوط نفسية): لأن الإنسان قد يكون من طبعة الإنطواء من صغره أو يحب العزلة عن الناس ..، وممكن يكون له ذنوب أحدثها في الحياة من كثرة تراكمها عليها فقد احاطت به حتى هي اصبحت اللعنة التي تطارده في حياته ويجب التوبة وطلب الغفران من ربه ويجتهد في ذلك .. وقد يكون مجرد ابتلاء من الله لعبده لأنه أراد أن يخبره بهذا الإختبار ..

 

ب- وقد يحدث تسليط في الباطن:

- وهذا بطريقتين:

- الأولى: يتم خراب نفسية الشخص .. وكأنه محبوس أو مقيد أو مكتئب.. وما يصاحب ذلك من واساوس تزيدة تصل لحد الهوس وهو الوسواس المفرط في التفكير أو الاعتقاد في النفس .. (وهذا فجأة دون أسباب منطقية كوجود مشاكل وضغوط وآلام نفسية .. وتظهر مع الإنسان خيالات بصورة مفرطة سواء في اليقظة أو النوم "ما لم يكن هو شخص عنده تفعيل روحاني أصلا").

 

- الثاني: من خلال تضليل قوى الخيال في نفس الإنسان .. وهو ما يسميه الناس بسحر التخييل أي يتم تخييل أمور له ليست حقيقية .. فقد يرى ما لا وجود له .. برؤية من هو قريب منه بأشكال مخيفة حتى ينفر منه.. وبالتالي تنتهي العلاقة لعدم قدرة الشخص على تحمل ما يراه في الطرف الآخر.

 

#- وخلاصة القول:

1- التفريق بين اثنين أو بين جماعة تربطهم علاقة قوية .. يترتب عليه خراب مجتمع.

2- وهذه التفرقة تحدث إما بخراب في أسباب معيشة الإنسان .. أو خراب في نفسيته .. أو تضليل في قوى خياله.

 

3- لا تستهين بأن الله قد ذكر فقط التفريق مع هذه الطائفة اليهودية .. لا .. لأنه ذكر لك أصل فعل هذه الطائفة اليهودية هو التفرقة والتخريب بين الناس والمجتمع.

#- ملحوظة: ليس هذا حال كل اليهود .. وإنما طائفة فاسدة من علمائهم.

 

4- ولو افترضنا أن التفرقة بين المرء وزوجه تندرج تحت أفعال السحر .. فهذا يجعلك تفهم أن أساس السحر أصلا قائم على التفرقة الذي هو التخريب ظاهرا وباطنا كما سبق وشرحت ووصفت لك.

 

@- وكل ما سبق .. قد أكون مختلف فيه عما يتم ذكره في كتب التفاسير عن مسألة التفرقة .. ولكنه ليس بخلاف عما ذكروه .. وإنما هو إضافة لمفهوم أوسع لمسألة التفرقة .. مع شرح إضافي لكيف تتم التفرقة .. إما بالضرر ظاهرا أو باطنا.

- والله أعلم.

 

******************

 

..:: س97: كيف تحدث التفرقة بين الزوجين بسحر إذا كان الله قد قال (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ؟ ::..

 

- قال تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ....) البقرة:102.

 

- وقال تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه:69 ..، وكلمة (يفلح) تدل على دوام عدم فلاح الساحر ونجاح عمله .. أي كلما أتى الساحر بسحره فلا فلاح له .. فكيف يقال بعد ذلك أنه يمكن للساحر أن يؤثر بسحره في التفرقة بين زوجين ؟!!

 

- هذا سؤال وجدته خطر على عقلي أثناء كتابة الفصول السابقة .. واعتبرته سؤال يستحق الإجابة .. وسأجيب عليه بإجابة ممتعة إن شاء الله.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أنت تظن أن قوله تعالى (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) هي نفي مطلق لعدم ظهور فلاح الساحر .. وبالتالي لا يمكن أن يؤثر في التفرقة بين أي زوجين .

 

- ولو هذا هو مفهومك .. فهذا فهم خطأ .. ليه ؟

- لأن من المنطقي أن أجيب على سؤال: (كيف يؤثر الساحر بالتفريق بين الزوجين) ؟

- فأقول ببساطة: كما أثر الساحر بسحره في موسى والحاضرين وخُيِّل إليهم من سحرهم أن العصي والحبال تسعى.

- وانتهت الإجابة على ذلك ..

 

- ولكن دعني أوضح لك: لماذا أنت فهمت خطأ حينما ظننت أن قوله (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) هي نفي مطلق لتأثير السحر .. وصدقني هتتبسط جدا مما ستقرأه.. لأنك ستكتسب متعة في فهم آيات الله قد لم تقرأها من قبل.. خاصة وأني أعشق الكلام في المسائل الروحانية من خلال كلام الله..

- يا لا بينا تعالى أقولك ..

 

#- أولا: كيف نجح الساحر في إظهار سحره وحدوث تأثير له في موسى والحاضرين ثم يقال بعد ذلك (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ؟

- قال تعالى: (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه:69.

 

- إذن: الآية الآن أظهرت الحقيقة .. أن هناك أسباب استخدمها موسى لإبطال هذا السحر .. وإلا فكيف يبطل موسى ما لم يكن له أثر ولا نتيجة حدثت فعلا في الواقع ؟!!

 

- فقوله (تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ) فالآية أثبتت أنهم صنعوا شيئا بسحرهم .. وهذا السحر من كيد السحرة وهو ما جعلهم يرون ما لا حقيقة له .. أو ما يسمى بسحر التخييل.

 

- إذن: السحر الذي استخدمه سحرة فرعون هو علم وبه تم صناعة الوهم وخيال.. وظهر أثره في موسى والناس والحضور.

 

- والسؤال الآن الذي لم تسأله لنفسك: كيف يقول الله أن الساحر لا يفلح حيث أتى .. في حين هم قد نجحوا بسحرهم فعلا وأثروا في موسى ومن معه ؟!!

 

- فعلى هذا المنطق فالآية تعارض بعضها ..!!

 

- لكن الحقيقة أنه لا يوجد تعارض .. لأن فعلا الساحر لم يفلح ولم ينجح .. ولكن في أي شيء لم ينجح أو لم يفلح ؟!!

- لم يفلح في قلب حقائق الأشياء كما فعل موسى بقدرة الله .. فهم فعلوا خيالا .. ولكن موسى فعل حقيقة .. فكان نفي نجاح الساحر ليس من حيث أنه يمكن أن يسحر أو يؤثر بسحره .. وإنما من حيث عجزه عن قلب حقائق الأشياء.

 

#- ثانيا: لم يمنع الله حدوث الضرر من الساحر وإنما منع أن يكون للساحر تأثير بسحره وفق ما يريد الساحر.

- حينما قال تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) .. فقد أثبت الله إمكانية حدوث الضرر من السحرة لأن كلمة (به) تجمع بين علم الشياطين والملكين ..

- ولكن هذا الضرر .. قد أوقف الله تأثيره حسب مشيئته هو وليس وفق مشيئة السحرة .. ولذلك قال تعالى: (إلا بإذن الله).

 

- ولو لم يكن للسحرة أي قدرة على الأذى والضرر ما كان الله قال (إلا بإذن الله) .. فقد ثبت بهذا إمكانية حدوث الضرر من السحرة .. ولو حدث هذا الضرر ولو بشيء بسيط .. فهو يوصف بكونه فلاحا لهم .. لكونهم نجحوا في إحداث ضرر ولو بسيط ..

 

- ولو لم يكن للسحرة تأثير بسحرهم .. فما الذي أبطله موسى عليه السلام حينما قال (السحر إن الله سيبطله) ؟!!

 

- إذن: كونك تظن أن قوله تعالى: (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) .. هي نفي مطلق لنجاح الساحر في إمكانية التأثير بسحره .. فهذا وهم منك حينئذ في فهم كلام الله .. لأن تفسيرك حينئذ يتعارض مع قوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) ..

 

#- وبالتالي قد يؤثر الساحر بسحره إن أراد الله .. ولكن هل هذا الضرر له علاقة بقلب الأشياء عن حقيقتها ؟ يعني مثلا ممكن تلاقي زوجتك أو زوجك انقلبوا حمير بداخل المنزل أو أصبحوا تماثيل من الحجارة أو ما شابه ذلك .. لا .. فهذا لن يحدث.

  

#- ثالثا: المقصد من قوله تعالى: (لا يفلح الساحر حيث أتى) .. حسب اجتهادي في فهم النص.

@- قد يكون المقصود من قوله: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) أي لا يفلح الساحر متى نزل بسحره في مكان .. أنه لا قدرة له على قلب الأعيان في هذا المكان عن حقيقتها .. لأن أقصى ما يستطيع فعله هو صناعة الخيال.. "وهذا هو الظاهر من قصة موسى مع سحرة فرعون" .. فيكون الكلام مخصص بجزئية قلب الأشياء عن حقيقتها .. فلا قدرة لهم على جعل الإنسان كلب .. ولا جعل الكلب إنسان .. ولا جعل الصنم حيوان حي .. ولا تحويل الإنسان لجماد .. ولا تحويل التراب لماء مشروب .. وهكذا.

 

- وعلى هذا يكون النفي مطلق بأن الساحر لا يمكن أن يؤثر بسحره في قلب الأشياء عن حقيقتها .. وبالتالي هذا لا علاقة له بالسحر الذي يحدث الضرر بالناس في علاقاتهم.

- وهذا رأيي الأول في فهم الآية .. وهذا هو المقصد الظاهر من سياق النص .. ولكن لا يمنع أن نجمع مع هذا الرأي أيضا ما هو آت من آراء خطرت على بالي.

 

@- قد يكون المقصود من قوله: (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) أي لا يفلح الساحر متى نزل بسحره في مكان .. إلا بإذني وليس بسحره .. فإن أذنت لضر السحر أن يحدث .. فهذا وفق حكمتي لمن أردت ابتلاءه بهذا السحر.. وليس لأن السحر هو الذي يؤثر.

 

- وهذا التفسير يجعلك تجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ). .، وهذا رأيي الثاني في فهم الآية.

 

@- وقد يكون المقصود من قوله: (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) أي لا يفلح الساحر بسحره في أي مكان .. إلا مع غياب الحق في ذلك المكان .. ولكن مع ظهور الحق في ذلك المكان فإنه يكون سببا في إبطال كيد الساحر.

- وهذا الرأي على سبيل الإشارة أكثر منه تفسيرا ..

 

#- وبناء على ما سبق .. وخلاصة القول:

- قوله (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) ليس هو نفي مطلق لتأثير الساحر بسحره .. فهذا فهم خطأ وتفسير يبطله قوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) .. بل ويبطله ما جاء في سورة الأعراف وطه عن أن السحر كان له تأثير على موسى ومن حضر من الناس بأن تم التخييل أمام أعينهم بأنهم ما ألقاه السحرة يتحرك ويسعى .. فكان هذا ظهور تأثير من الساحر بل ودليل فلاح منه وإلا ما كان ظهر أثره .

- قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) طه:65-66.

 

- وقال تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) الأعراف:116.

 

- ولكن دعني أمتعك بمتعة رائعة في فهم بسيط لقوله تعالى (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) .. من خلال سؤال بسيط: لماذا أمر الله موسى أن يبطل السحر ببسم الله بعد أن ألقى السحرة سحرهم وليس قبل ذلك ؟

-  يا لا بينا .

**********************

..:: س98: لماذا أمر الله موسى أن يبطل السحر بإسم الله ولكن بعد أن ألقى السحرة سحرهم وليس قبل ذلك ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- انتبه: متى نجح السحرة بإظهار سحرهم ؟

- نجحوا لما بدأوا بإلقاء سحرهم وقالوا بعزة فرعون أنهم هم الغالبون ..

- قال تعالى: (قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ) الشعراء:44.

 

2-  المواجهة والفتنة: ماذا حدث بعد أن ألقوا حبالهم وعصيهم ؟

- (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) طه:66-67.. ، وقال تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) الأعراف:116.

 

3- التثبيت من الله: والتذكير بأن الساحر لا يفلح بقلب الأشياء وكل هذا مجرد وهم.

 - قال الله لموسى: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه:68-69.

 

4- الاستعلاء بعزة الله القوي القدير القاهر .. لإبطال السحر ..

- فاستعلى موسى بعزة الله فقال: (مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) يونس:81.

- فتوكل على الله: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) الأعراف:107.

- وبدأ قهر الله والغلبة للحق: (فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ) الاعراف:117-119.

 

5- المفاجأة والذهول: دفعت سحرة فرعون للإيمان والسجود لرب العالمين ..

- (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) الأعراف:120-122.

 

6- لماذا السحرة سجدوا وآمنوا برب العالمين ولم يقولوا أن فعل موسى لعله كان عن سحر أعلى منهم مثلا ؟

- لأن موسى لو كان ما فعله سحر لكان خيال .. والخيال يبقى خيال ولا أثر له في المادة .. ولكن أن يلقف الثعبان ما صنعوا من العصي والحبال .. فيستحيل أن يأكل المادة إلا المادة .. وأن ما حدث من موسى فعلا هو قلب خلقة ماديات الكائنات بخلقة أخرى .. فهذا تخلق وليس تخييل .. وهذا فعل خالق الوجود .. فكان الله أكبر بقدرته من كيدهم  .. فسجدوا لرب العالمين.

 

7- وأخيرا .. يظهر لك لماذا تأخر موسى في المواجهة باسم الله أمام سحرة فرعون ..

- لأن الله أراد أن يجعل من السحر مثلا للباطل الذي هو مقهور بالله .. ولو كان موسى بدأ باسم الله في مواجهة السحرة .. فما كان أحد من السحرة استطاع أن يفعل شيئا .. ولظن الجميع أن موسى معه سحرا أعلى به مما مع سحرة فرعون ولذلك منعهم من إظهار سحرهم.

 

- ولكن أراد الله للباطل أن يظهر .. حتى يعلو عليه بعزته فيقهره .. إذ لا عزيز سواه.

 

- ولذلك قال الله لموسى: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) طه:68 .. فاجهر بذكر اسمي حتى تمحو به كل باطل .. لأنني الحق.

 

- فقال موسى: (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) .. فأتى باسم الله العزيز القوي القدير القاهر .. المتصرف في الوجود لأنه الأحد .. فكانت كلمة الذين كفروا هي السفلى (بعزة فرعون) ، ولكن كلمة الله هي العليا (إنك أنت الأعلى) .. حتى تعلم أن الله مولاك هو وحده المتصرف في الوجود منفردا بكن فيكون إيجادا وعدما.

 

- والنتيجة: أنه لا يفلح من يستعلى بالسحر .. أمام حكم الله الدائم في الوجود ببركة سر قوله (السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ) .. وهذا هو عزيمة المؤمن العزيز بالله في مواجهة كل ساحر وسحر (إن الله سيبطله).

 

- فكل من يحتمي بربه من كل ساحر وسحر .. فكن عزيزا بربك واعلم أنك أنت الأعلى بربك .. وإياك أن تعتقد في نفسك أنك صاحب كرامة أو ولاية أو لك خصوصية عناية .. إذ أن العزيز بربه يمحو نفسه ولا يظن فيها شيئا إلا الإنكسار إلى الله حتى يزيده الله عزا به . فمكن انكسر لربه انتصر على شيطانه ونفسه .

 

#- وخلاصة القول:

- إذا أردت أن تمحو باطل السحر .. فإنما يكون بالحق جل جلاله .. فارتقي بقلبك ولا ترجو سواه.

 

@- وأكتفي بهذا في الكلام على قصة موسى والسحرة والتي فيها من المتعة والجمال والتفكر في الأسلوب القرآني .. ما لا يمكن أن تتصوره .. بالرغم من أن القصة في آيات قليلة .. إلا أنها تحكي كيف تكون عزيز بالله .. وكيف أن العزيز بالله قاهر وليس مقهور .. إلا لو كان وقت انتهاء أجل كنزول القتل بيحيى عليهما السلام .. أو نزول ابتلاء كمرض أيوب .. فهذا ليس قهر إذلال وإنما قهر جلال مصحوبا بأنوار الجمال .. فما كان الله ليذل عبدا كان قلبه عزيزا به دوما .. وإنما يبتليه ليرقيه.. إذ أن الذل حقا فيمن حجبه الله عن معيته .. وليس الذل لمن حجبه الله عن عطيته. فكن بصير.  

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 9 تعليقات:

  1. مااروع هذا التناسق
    بسم الله ماشاء الله بجد جزاك الله كل خير وبعزت الله لست امدحك او اثني ماانت بحاجه لاي ثناء

    كلام يعزز اليقين داخلك عندما تقراءه يرتج الحرف رجا ...يبعث نورا حق حقا

    رب يزيدك من فضله يارب ازئر وافض زيادك الله فيضا 🤍🍯🧑‍🎓

    ردحذف
  2. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير يارب وأيدك بروح منه
    تلخيص لأهم نقاط في الموضوع
    ---
    : لماذا ذكر الله التفريق بين المرء وزوجه على وجه الخصوص في قصة هاروت وماروت ؟

    ✅ - التفرقة هي باب من أبواب الشر الكبرى في الحياة .. وخاصة في مجال السحر .. إذ أن التفرقة تكون بأحداث خلل في الظاهر أو الباطن
    أولًا – التسليط (التفرقة )في الظاهر:

    ✅- تسليط سحر لخراب الحياة الاجتماعية فجأة، دون أسباب منطقية أو ضغوط واضحة (وقد يكون ابتلاء من الله).

    ✅- تسليط بالأوجاع والأمراض على الجسد دون أي دليل طبي( ركز دون أي دليل طبي نهائيا)

    ✅- تسليط للتفربة بالموت التسبب في الموت بحادثة غير منطقية

    هذه التسليطات تحطم علاقة الإنسان بالحياة كلها، وقد تدفعه أحيانا للانتحار.

    ⛔️ملاحظة:
    قد يكون التسليط بسبب ذنوب متراكمة تستوجب التوبة والاستغفار او تعدي على حقوق الغير، أو مجرد اختبار من الله يحتاج للصبر والرضا


    🌹- ثانيًا – التسليط ( التفرقة) على الباطن:

    ✅- الطريقة الأولى: تخريب نفسية الشخص فجأة، بشعور كانه محبوس أو الاكتئاب أو الوسواس المفرط، دون مبرر واقعي مع ظهور خيالات مفرطة يقظة او مناما( ما لم يكن شخص لديه تفعيل روحاني)

    ✅- الطريقة الثانية: تضليل قوى الخيال (سحر التخييل) لرؤية أشياء لا وجود لها، كأشكال مخيفة لأشخاص مقربين، ما يؤدي لقطع العلاقة

    ردحذف
  3. بوركت استاذ خالد
    جزء مميز فعلا .. جزاك الله خيرا يارب
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. متعك الله بجنة المعرفة والحكمة دائما ابدا استاذنا الفاضل .. آمين يارب العالمين

    عند الآية { لا يفلح الساحر حيث أتى } .. خطر لي سؤال : لماذا لم يقل : لا ينجح الساحر حيث اتى ؟! .. فذهب تفكيري الى المعنى اللغوي .. فالفلاح يفيد الفوز بتحقيق غرض مطلوب ودوام اثره مع السلامة من المرهوب والنجاة من الشر .. على عكس النجاح الذي يدل على تحقيق هدف محدد لكن لا يسلم من عيوب في جوانب معينة .. والنجاح يكون مؤقت وفي مدة زمنية محددة .. اما الفلاح فيفيد الاستمرار والتنعم الدائم ...
    وعليه .. مهما عمل الساحر .. فربما ينجح في تحضير السحر .. لكن لن ينجح في تفعيله او اصابة الهدف .. لان السحر محكوم بالارادة الالهية .. فالساحر لن يفلح مهما حاول من حيث اتى : اي من المكان او الطريق او المصدر الذي جاء منه عمله .. الذي اجتمع به مع الشياطين ومع من تشابه بقلبه الاسود ونفسيته الحقيرة ..

    هذا .. والله اعلم


    ردحذف
  5. ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا )

    - ستدرك أنه لن يصيبك في الحياة إلا ما تستطيع تحمله..
    - فلا تضخم الحِمل بالتفكير اليائس..
    - بل استشعر عناية ربك ولطفه بك..
    - فطالما ربك مطلع على حالك فلستَ
    ضعيفاً ، ولست منكسراً ..

    - وما دمت مطمئن ومتوكل على ربك فأنت بأمان عظيم مهما حصل ..

    #ـ فدع عنك اليأس والحزن ..وتفائل بالخير ..
    " فما بعد العسر إلا اليسر ".

    🌹منقول🌹

    ردحذف
  6. ليطمئن قلبك❤️:

     الإبتلاء حينما ينزل بالعبد فهذا ليس لأنه مغضوب عليه أو لأنه بعيد من ربنا .. أو لأنه ربنا تركه ولم يعد يستجيب له .. لا .. وإنما ليختبر إيمانه ويكون شاهد على نفسه .. فإن صبر وشكر .. فهو في معية ربه .. سواء رأى آيات أم لم يرى آيات .. لأن أول درجات الإيمان التي مدحها الله في المؤمنين هم الذين يؤمنون بالغيب .. أي ليسوا في حاجة لأدلة وإثباتات ومرائي وكلام كتير .. إنما يكفي اطمئنان قلبهم بأن الله موجود وسميع وعليم وحكيم .. وهو القوي القدير القاهر القيوم .. فالمسألة انتهت .
     
    - اعلم أخي الحبيب:
    - قد تتراكم الأحزان وتزيد .. ولكن يتجلى عليك الرحمن بنسائم التأييد في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد .. فسبحان من هو فعال لما يريد.

    #أ_خالد_أبوعوف

    🌹منقول.🌹

    ردحذف
  7. ▪ عندما يريد الله، لا يبقى للمستحيل وجود، يقرب إليك ما ظننته بعيدًا، وتلين لك الصعاب التي فقدت قدرتك عليها، وتنفرج الكُرب التي ظننتها أبدية..

    ▪ تفتح لك الأبواب التي أُغلِقَت في وجهك طويلًا، ويزول التردد والخوف
    ويقترب اليقين والثقة بالله، وتضيء الطرق المظلمة بنور لا تدري من أين جاء، ويتهيأ لك طريق لم يخطر ببالك أن تمشيه يومًا..

    ▪ إذا شاء الله، غلبت إرادته كل شيء، وجاءتك رحمته بلا استئذان، بلا حساب، ولا مقدمات..

    ▪ ترى الواقع يضيق ، وهو يحمل في ثناياه الفرج، ترى الأمور تتعقد ،وفي علمه تكمن الحلول، تتمنى شيئًا بضيق أفقك، فيمنحك خيرًا لم تطلبه بلطف علمه..

    ▪ فهو سبحانه "فعالٌ لما يريد"..

    #ـ طمئن قلبك بالله وثق بمولاك فهو الحنان .❤️

    🌹منقول🌹

    ردحذف
  8. 🪴🍃
    ما شاء الله ايه الجمال ده نور على نور ..
    صراحة فصل مميز ربنا يزيدك نور ويمدك بمدد النور .

    ،، راق لي ،،

    🌿 لكل من يحتمي بربه من كل ساحر وسحر ..
    🌿 كن عزيزا بربك واعلم انك أنت الأعلى بربك ..
    🌿 وإياك أن تعتقد في نفسك أنك صاحب كرامة أو ولاية أو لك خصوصية عناية ..
    🌿 إذ أن العزيز بربه يمحو نفسه ولا يظن فيها شيئا إلا الإنكسار إلى الله حتى يزيده الله عزا به .
    🌿فمن انكسر لربه انتصر على شيطانه ونفسه.

    🌿 العزيز بالله قاهر وليس مقهور ..
    إلا لو كان وقت انتهاء أجل كنزول القتل بيحيى عليهما السلام .. أو نزول ابتلاء كمرض أيوب ..
    🌿 فهذا ليس قهر إذلال وإنما قهر جلال مصحوبا بأنوار الجمال ..
    🌿 فما كان الله ليذل عبدا كان قلبه عزيزا به دوما .. وإنما يبتليه ليرقيه .. إذ أن الذل حقا فيمن حجبه الله عن معيته .. وليس الذل لمن حجبه الله عن عطيته .فكن بصير .🌿

    أ. خالد أبو عوف
    🪴🍃

    ردحذف
  9. بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    جزاكم الله خيرا استاذنا
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف