ج5: قصة نبي الله لوط مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية - هل كان إبليس سببا في الإيحاء لقوم لوط بفعل فاحشة اللواط وممارسة الجنسية المثلية بين الرجال - هل كانت لاقيس بنت إبليس هي من علمت نساء قوم لوط فاحشة السُّحاق وممارسة الجنسية المثلية بينهن - لماذا لم يظهر الشيطان في قصة النبي لوط - هل الشيطان لم يكن له تدخل في قصة قوم لوط.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة نبي الله لوط عليه السلام

مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية

اللُّواطِيُّون والسُّحَاقيَّات

(الجزء الخامس)

  

#- فهرس:

:: الفصل الخامس :: عن علاقة الشيطان بقوم لوط ::

1- س11: هل كان إبليس سببا في الإيحاء لقوم لوط بفعل فاحشة اللواط وممارسة الجنسية المثلية بين الرجال ؟ وهل كانت لاقيس بنت إبليس هي من علمت نساء قوم لوط فاحشة السُّحاق وممارسة الجنسية المثلية بينهن ؟  

#- أولا: هل القرآن أتى بذكر الشيطان في أي مشهد من مشاهد قصة النبي لوط مع قومه ؟

#- ثانيا: هل الشيطان ظهر له دور البطولة في قصة قوم لوط من خلال روايات الاحاديث ؟

#- ثالثا: هل يوجد شيطانه اسمها لاقيس بنت إبليس هي من علمت النساء السُّحَاق والشذوذ الجنسي ؟

2- س12: لماذا لم يظهر الشيطان في قصة النبي لوط مع قومه الذين كانوا يمارسون فحشاء المثلية الجنسية ؟

3- س13: هل نفهم من المسائل السابقة أن الشيطان لم يكن له تدخل في قصة قوم لوط ؟

*****************

:: الفصل الخامس ::

******************

 

..:: س11: هل كان إبليس سببا في الإيحاء لقوم لوط بفعل فاحشة اللواط وممارسة الجنسية المثلية بين الرجال ؟ وهل كانت لاقيس بنت إبليس هي من علمت نساء قوم لوط فاحشة السُّحاق وممارسة الجنسية المثلية بينهن ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قبل أن أخوض في قصة لوط عليه السلام مع قومه ممارسي فحشاء المثلية الجنسية .. أحببت أن أتكلم عن جزئيتين.

- الأولى: وهي علاقة الشيطان بقوم لوط.

- الثانية: علاقة النفس البشرية باستباحة الحرام حسب ما تهواه.

 

- وهنا في هذا السؤال بل وفي هذا الفصل .. سنبدأ في مناقشة الجزئية الأولى وهي ما علاقة الشيطان بقوم لوط .. فانتبه للآتي.

 

#- أولا: هل القرآن أتى بذكر الشيطان في أي مشهد من مشاهد قصة النبي لوط مع قومه ؟

- لم يأت في سور القرآن المختلفة .. (هود – الأعراف – النمل – الشعراء  - الصافات – الحجر – الأنبياء – القمر – التحريم) .. وهي السور التي تكلمت عن قصة النبي لوط عليه السلام .. ما بين مختصر ومبسوط وإشارة للقصة .. وكل مشهد في كل سورة كان يخدم غرض معين في السورة المذكور فيها هذا المشهد ..

 

- ولكن:

- هل الشيطان ظهر أي فعل في أي مشهد من قصة النبي لوط عليه السلام ؟

- لا ..

 

- هل ظهر تزيين الشيطان في قصة قوم لوط كما ظهر في عاد وثمود إذ قال جل شأنه: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) العنكبوت:38. ؟!!!!

- لا ..

 

#- ثانيا: هل الشيطان ظهر له دور البطولة في قصة قوم لوط من خلال روايات الأحاديث ؟

- الحقيقة توجد رواية تظهر لنا أن الشيطان هو كان بطل هذه القصة وأنه هو من أرشد قوم لوط لممارسة هذه الفحشاء .. ولعل هذه الرواية لا يعرفها كثير من الناس .. وإنما أحببت أن أذكرها لكم حتى إذا سمعتها في مكان عرفت أنها رواية مكذوبة على الصحابي بن عباس.

 

- جاء في (أثر مكذوب) .. عن الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا الْوَاقِدِيُّ قَالَ: (وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ .. وَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا طَرِيدًا فَانْطَلَقَ وَمَعَهُ سَارَةُ وَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي قَدْ وَهَبَتْ نَفْسِي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ تَتَزَوَّجَهَا .. فَكَانَ أَوَّلَ وَحْيٍ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ .. وَآمَنَ بِهِ لُوطٌ فِي رَهْطٍ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ .. وَقَالَ: "إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" ..، فَأَخْرَجُوهُ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ حَتَّى وَرَدَ حَرَّانَ .. فَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا حَتَّى دَفَعُوا إِلَى الْأُرْدُنِّ وَفِيهَا جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ، حَتَّى قَصَمَهُ اللَّهُ.

- ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ لُوطٌ.

- فَنَبَّأَ اللَّهُ لُوطًا وَبَعْثَهُ إِلَى الْمُؤْتَفِكَاتِ رَسُولًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ .. وَهِيَ خَمْسَةُ مَدَائِنَ أَعْظَمُهَا سَدُومُ، ثُمَّ عَمُودُ، ثُمَّ أَرُومُ، ثُمَّ صَعُورُ، ثُمَّ صَابُورُ.

- وَكَانَ أَهْلُ هَذِهِ الْمَدَائِنِ أَرْبَعَةَ آلَافِ أَلْفَ إِنْسَانٍ. (أي أربعة ملايين إنسان).

- فَنَزَلَ لُوطٌ سَدُومًا .. فَلَبِثَ فِيهِمْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى عِبَادَتِهِ .. وَتَرَكَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْخَبَائِثِ.

- وَكَانَتِ الضِّيَافَةُ مُفْتَرَضَةً عَلَى لُوطٍ كَمَا افْتُرِضَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ .. فَكَانَ قَوْمُهُ لَا يُضِيفُونَ أَحَدًا وَكَانُوا يَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَيَدْعُونَ النِّسَاءَ .. فَعَيَّرَهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ) الشعراء:166.

- قَالَ وَهْبٌ: وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: (أَنَّ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى إِتْيَانِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ أَنَّهُمْ كَانَتْ لَهُمْ بَسَاتِينُ وَثِمَارٌ فِي مَنَازِلِهِمْ وَبَسَاتِينَ وَثِمَارٌ خَارِجَةً عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، وَأَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِيدٌ وَجُوعٌ.

- فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنْ مَنَعْتُمْ ثِمَارَكُمْ هَذِهِ الظَّاهِرَةَ مِنْ أَبْنَاءِ السَّبِيلِ كَانَ لَكُمْ فِيهَا مَعَاشٌ .. فَقَالُوا: كَيْفَ نَمْنَعُهَا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ .. فَقَالُوا: اجْعَلُوا سُنَّتُكُمْ فِيهَا مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فِي بِلَادِكُمْ غَرِيبًا لَا تَعْرِفُوهُ فَاسْلُبُوهُ وَانْكِحُوهُ وَاسْحَبُوهُ (أي اسرقوه وافعلوا فيه اللواط ثم اطردوه من قريتكم) .. فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَطَئُونَ بِلَادَكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ.

- فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ عَلَى تِلْكَ الْجِبَالِ فِي هَيْئَةِ صَبِيٍّ وَضِيءٍ (أي جميل الوجه وحسن الهيئة وجذاب جدا) .. أَحْلَى صَبِيٍّ رَآهُ النَّاسُ وَأَوْسَمَهُ .. فَعَمَدُوهُ (أي فقصدوه) فَنَكَحُوهُ وَسَلَبُوهُ وَسَحَبُوهُ .. ثُمَّ ذَهَبَ .. فَكَانَ لَا يَأْتِيهِمْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا فَعَلُوا بِهِ .. فَكَانَ تِلْكَ سُنَّتُهُمْ (أي طريقتهم في الحياة) .. حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ لُوطًا .. فَنَهَاهُمْ لُوطٌ عَنْ ذَلِكَ وَحَذَّرَهُمُ الْعَذَابَ .. وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ (أي احتج عليهم في فعلهم) .. فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) رواه الحاكم وسكت عنه وكذلك الذهبي .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا .. فيه (الحسن بن الجهم بن جبلة بن مصقلة) مجهول الحال ..، وفيه (الحسين بن الفرج الخياط) متهم بالكذب وسرقة الحديث وتركوا حديثه .. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم 2040) ..، وفيه (محمد بن عمر الواقدي) وهو ضعيف متروك الحديث والبعض اتهمه بالكذب والبعض وقليلا من وثقه. (راجع تهذيب التهذيب ج9 ص366) ..، هذا بخلاف جهالة الذي أبلغ الواقدي هذه القصة ..، وبخلاف الإنقطاع الذي بين وهب بن منبه وبين الواقدي لأن الواقدي لم يقابل وهب بن منبه ..!!

 

#- وقال الإمام السيوطي في تفسيره .. أخرج اسحق بن بشر وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن بعض رُوَاة ابْن عَبَّاس قَالَ: (إِنَّمَا كَانَ بَدْء عمل قوم لوط أَن إِبْلِيس جَاءَهُم عِنْد ذكرهم مَا ذكرُوا .. فِي هَيْئَة صبي .. أجمل صبي رَآهُ النَّاس فَدَعَاهُمْ إِلَى نَفسه .. فنكحوه .. ثمَّ جَرُوا على ذَلِك) رواه بن عساكر وذكره السيوطي في الدر المنثور..، (قلت خالد صاحب الرسالة): رواية مجهولة السند لقوله (عَن بعض رُوَاة بن عباس ولم يذكرهم لنا) .. فضلا عن أن بن اسحاق يدلس في روايته لأنه لم يحدث بالسماع .. وابنه اسحاق مختلف عليه بين القبول والرد ..، وفيه الرواية أن (عبد الله بن عباس) لم يظهر لنا عمن أخذ هذه القصة الغيبية الغير معقولة .. والتي غالبا قد تم تلفيق الرواية له كذبا عليه من احد الرواة المجهولين.

 

#- أما عن بطلان متن الرواية المنسوبة لابن عباس .. فإليك دليل البطلان:

1- إذا كان إبليس رفض السجود لآدم .. فهل يسمح لأولاد آدم أن ينكحوه ويطئوه كالعاهرات ؟!!

- فكيف يمكن لعاقل تصديق مثل هذا الرواية ؟!!

- ألم يكن يكفي الشيطان أن يزين في نفوسهم أي شخص ليفعلوا به ذلك .. بدلا من إهانة نفسه تحت أقدام بني آدم ؟!!

 

2- هذا بخلاف أن الشياطين لا تتجسد في صورة بشرا سويا .. وإنما هذا من فعل ملائكة الله المأذون لهم بذلك .. كما تمثل جبريل عليه السلام في صورة رجل للسيدة مريم .. وكما تمثل الملائكة في صورة رجال حينما أتوا ضيوفا عند إبراهيم عليه السلام ثم عند لوط عليه السلام.

 

#- ثالثا: هل يوجد شيطانه اسمها لاقيس بنت إبليس هي من علمت النساء السُّحَاق والشذوذ الجنسي ؟

- منتشر على الإنترنت .. أن الذي أوحى لنساء قوم لوط بفعل السُّحاق أو ممارسة الجنسية المثلية بينهن .. هو شيطانة اسمها (لاقيس بنت إبليس) .. وهي التي علمت نساء قوم لوط ممارسة الجنس المثلي وذلك بعد ان اشتغل الرجال بالرجال .. ومازالت هذه وظيفتها حتى الآن.

 

- والمساحقة معناها: اجتماع مرأتين مع بعضهما عاريتين وتقوم كل امرأة بدَلك فرجها في فرج المرأة الأخرى .. ولذلك تم تسميتها بالسُّحاق .. لأن كل واحد تسحق أي تدلِّك فرج الأخرى بفرجها.

 

- وقد اجتهدت في البحث عن هذه الشخصية (لاقيس بنت إبليس) .. لأعرف مصدر هذه المعلومة من أين أتت .. فوجدتها في الرواية التالية عند مصادر الشيعة وهي كالآتي:

 

#- (أثر في مصادر الشيعة وهو غير صحيح) .. جاء عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْقَاسِمِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: (سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ أَوْ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ عَنِ اَلْمَرْأَةِ تُسَاحِقُ اَلْمَرْأَةَ ؟

- وَكَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ فَقَالَ: مَلْعُونَةٌ اَلرَّاكِبَةُ وَاَلْمَرْكُوبَةُ (أي السُّحَاقيتين) .. وَمَلْعُونَةٌ حَتَّى (لعل المقصد هو "حين" وحصل تحريف للفظ) تَخْرُجَ مِنْ أَثْوَابِهَا اَلرَّاكِبَةُ وَاَلْمَرْكُوبَةُ (أي حين يخلعون ثيابهن عرايا أمام بعضهن ليمارسا الشذوذ) .. فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَاَلْمَلاَئِكَةَ وَأَوْلِيَاءَهُ يَلْعَنُونَهُمَا وَأَنَا وَمَنْ بَقِيَ فِي أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَأَرْحَامِ اَلنِّسَاءِ (أي كل من يفعل الشذوذ من النساء ملعون من أهل الأرض والسماء) .. فَهُوَ وَ اَللَّهِ اَلزِّنَا اَلْأَكْبَرُ وَلاَ وَاَللَّهِ مَا لَهُنَّ تَوْبَةٌ ..

- قَاتَلَ اَللَّهُ لاَقِيس بِنْتَ إِبْلِيسَ: مَا ذَا جَاءَتْ بِهِ . (أي هي التي جاءت وعلمت النساء بهذا الفعل)....) رواه الكليني في الكافي عند حديث برقم 114228 ج5 ص552..، (قلت خالد صاحب الرسالة): ويقصد بأبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق) .. ويقصد بأبي إبراهيم (الإمام الكاظم) .. والرواية عنهما فيها جهالة عن الرجل الذي حكى عنه (جعفر بن محمد الجعفري) والذي لم يسمع من الصادق أو الكاظم هذه الرواية وإلا ما كان أخطأ فيمن حدثه هذه الحكاية ..، هذا بخلاف جهالة بعض رجال السند مثل (علي بن القاسم) .. وأصل الرواية مقطوعة على قول بعض آل بيت النبي ولا دليل عليها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.

 

#- ملحوظة: (ما بين الأقواس في داخل الرواية السابقة هو من شرحي على الرواية لسهولة فهمها لمن يقرأها).

 

#- ملحوظة أخرى: يوجد شخصية مذكورة في بعض الأحاديث واسمها (هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس) وهذه الشخصية يقال عنها أنه من نسل إبليس وقد أسلم .. وجاء ذلك في رواية باطلة ومكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ..، والشاهد من كلامي أن (هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس) يعتبر (لاقيس) هنا هو رجل وليس امرأة لأنه (بن إبليس) وليس (بنت إبليس) .. !! وعموما كلها روايات غير صحيحة وباطلة.

 

#- وخلاصة القول:

1- لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي أو رواية صحيحة عن صحابي .. تقول أن الشيطان كان سببا في إظهار هذه الفكرة في عقول أهل قرية سدوم.

- وإلا فلماذا لم يزينها الشيطان في نفوس من كانوا قبلهم ؟!!

 

2- وقد تقول أخي الحبيب: لعل الشيطان تدخل في تخييل أو إيحاء هذه الفاحشة لقوم لوط من باب ما حكاه الله عنه: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) النساء:119.. وفعل الفاحشة من أنواع تغيير خلق فطرة الله.

 

- وأقول لك: في قصة قوم لوط على وجه الخصوص .. فالذي غير فطرة الله هم قوم لوط أنفسهم .. ولذلك حكى الله لنا أسبقية قوم لوط لفعل هذه الفحشاء إذ قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) الأعراف:80.

- ولفظ (العالمين) يشمل حتى الشياطين .. وكأن قوم لوط قد سبقوا الشياطين في فعل هذه الفاحشة التي ما كانت خطرت ببالهم . والله أعلم.

 

- وعموما .. سيأتي مزيد توضيح أن النفس البشرية هي السبب المحرض لقوم لوط ما فعلوه من فاحشة ممارسة المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي.  

 

*****************

 

..:: س12: لماذا لم يظهر الشيطان في قصة النبي لوط مع قومه الذين كانوا يمارسون فحشاء المثلية الجنسية ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الشيطان دائما ما يكون محرض ويزين الباطل .. ولكن لابد من وجود طلب في النفس برغبة من فعل شيء سواء مباح أو محرم .. المهم أن تظهر الرغبة في النفس الإنسانية .. وهنا يأتي تزيين الشيطان ليعمل على تحريك هذه الرغبة في النفس لإشباعها بطرق محرمة.

 

#- ووسوسة الشيطان مع الإنسان لها طريقين:

أ- إما التحريض على فعل معصية معلومة في استطاعتهم فعلها .. فيبحث الشيطان عن كيفية تحريضهم على فعل هذه المعصية .. ويكون الشيطان هو مؤلف ومخرج طريقة الوصول إلى هدف المعصية .. ومثال ذلك وسوسته لآدم وحواء بالأكل من الشجرة .. فلم يكونا يريدا العصيان .. ولكن ظل الشيطان يبحث في أنفسهما عن أي رغبة يحبونها أن لو كانا يملكونها .. فوجد ذلك في حبهما ما أعطاه الله للملائكة من قدرة وهيئة جميلة .. ولعل آدم وحواء قد علما أن كل مخلوق وله نهاية من تعليم الملائكة لهما ..، ومن هنا دخل لهما الشيطان وأخبرهما أن الأكل من الشجرة يحقق لهما هذين الأمرين وهو أن يكونا من الملائكة ومن الخالدين .. فقال لهما كما حكى لنا ربنا: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) الأعراف:20.

 

- ومثال آخر في زماننا .. وهو ما يحدث مع الرقاة الجهلة .. الذين يستمعون لكلام الشيطان في الجلسات العلاجية ويذهبون ليخبرون الناس بما أخبرهم به الشيطان على أنه حقيقة .. ولكن الحقيقة أن الشيطان اوهم الراقي أنه الرجل الخارق قاهر الجن ومقابل ذلك ترك له بعض المعلومات المضللة عن الشياطين والجن لينشرها بين الناس بالباطل .. وهذا الراقي الجاهل يظن أن الشيطان أخبره بتلك المعلومات لأن الشيطان كان يخاف من هذا الراقي ..!! فيا لها من حماقة ..!!

   

ب- وإما تزيين ما يوسوس به الإنسان في نفسه وجهر به .. وهو ابتداع الإنسان لفكرة أو سلوك معين يريد أن يفعله وفيه عصيان لله .. فيكون الإنسان هنا هو المؤلف والمخرج وبطل القصة .. ومثال ذلك ما فعله قوم لوط ..، ومثل جحود كل كفر بدعوة الأنبياء فإنما ذلك عن نفسه أولا ثم يؤيده الشيطان بوسوسته بأن يثبت على ما هو عليه من كفر بل ويوحي إلى اولياءه ما يجادلون به أهل الله.

   

- فمن ذلك قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) محمد:14.

 

- فأصل سوء العمل هو من الإنسان وهو نتاج ما يهواه في فعل ذلك .. بسبب نفسه الأمارة بالسوء .. ولكن يأتي الشيطان فيبارك في نفس الإنسان الأمارة بالسوء هذه الفكرة ويزينها في نفسه بأن ما يفعله هو حق له ولا يصح أن يتراجع عنه .. ويبرر للإنسان في نفسه استباحة هذا الفعل.

 

#- فإذا علمت ما سبق أخي الحبيب فأقول لك (عن رأي خاص بي):

- أن سبب عدم ظهور الشيطان في قصة النبي لوط مع قومه ممارسي المثلية الجنسية أو الشواذ جنسيا .. هو أن الشيطان لم يكن هو المحرض على هذا الفعل لأن هذا الفعل لم يكن من أفكار الشيطان .. وإنما المحرض هو رغبة الإنسان ونفسه الأمارة بالسوء في فعل ذلك.

 

- ولذلك أخفى الله ذكر الشيطان من القصة .. ليخبرنا الله أن المجرم الأصلي للقصة هو الإنسان وهو من ابتدع واخترع وفكر وقرر أن يفعل ذلك .. فكان هو المؤلف والمخرج وبطل القصة بلا منازع ..، وكأن الإنسان أراد أن يخطف الأضواء من الشيطان ليكون هو الوحيد المشهور في هذه القصة.

 

- وكذلك في عموم قصص الأنبياء مع قومهم ستجد الشيطان يختفي ظهوره .. كبطل أساسي للقصة .. لأن بطل القصة الحقيقي هو رغبات النفس في الكفر عن الخضوع للإيمان.  

 

- فالمشكلة الكبرى دائما هي نفس الإنسان .. إذ لولا ما يحمله الإنسان من رغبات وطموحات في نفسه .. ما كان استطاع الشيطان أن يفعل للإنسان شيئا .. ولذلك الحكماء يعتزلون كثيرا الإندماج من متع الحياة حتى لا يكون للشيطان تأثيرا على نفوسهم .. لأنه كلما انطفأت الشهوات كلما انطفأت رغبات النفس الأمارة بالسوء .. وبالتالي انطفأ وسواس الشيطان.

- والله أعلم.

 

*******************

 

..:: س13: هل نفهم من المسائل السابقة أن الشيطان لم يكن له تدخل في قصة قوم لوط ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- لا تفهم كلامي خطأ بأني أنكر أن يكون للشيطان مهمة مع قوم لوط .. لا .. لم أقل بذلك .. وإنما أردت فقط توضيح أن الشيطان لم يكن هو صاحب الفكرة ولا هو المحرض .. وإنما هو كان دوره أتى ثانيا في تزيين الفكرة التي قرر قوم لوط أن يجعلوها منهج حياة لهم من باب أنهم أرادوا ذلك حسب ما تمليه عليهم اهوائهم أي رغباتهم المذمومة.

 

- ولكن دعني أدهشك بشيء مميز في القرآن .. وهو أن في بعض سور القرآن التي يأتي فيها ذكر قصص الأنبياء .. ستلاحظ القرآن يبدأ قبلها بذكر قصة الشيطان مع آدم ويكشف عن جزء من خطة الشيطان .. وبعد ذلك بعدة آيات يتجه القرآن لقصص الأنبياء مع قومهم .. وكأن القرآن يريدك أن تفهم أن خطة الشيطان التي ذكرها في بداية السورة ما هي إلا جزء من قصص الأنبياء ..

 

#- ولنضرب لذلك مثلا من القرآن ليتضح الكلام:

#- في سورة الأعراف:

- قال تعالى: (المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) الأعراف:1-2.

1- حينما تبدأ السورة بهذا المدخل .. فنفهم أن ما سيأتي في السورة سيحمل قصصا كان فيها ضيق شديد للأنبياء من قومهم .. ولذلك السورة بدأت بمواساة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- وإذا تكلمنا على قوله (المص) فأجد على سبيل الإشارة (وليس التفسير) .. وكأنها حروف تشير لمعنى (أنا الله مالك الملك والملكوت الصمد) فاعبده وتوكل عليه .. وكان القرآن بدأ السورة بمظاهر الجلال .. لينتبه السامع أن ما سيأتي بعد ذلك من أخبار سيأتي محاطا بقيومية الله .. ولا يخرج عن سلطان قدرة الله وقهرة وقوته .. وأنه هو المؤيد بإمداده لكل من دعاه لأنه الصمد أي المقصود في قضاء الحوائج .. فانتبه يا مؤمن لما سيتلى عليك من كتاب الله. (والله أعلم بمراده).

 

2- ثم تنتقل السورة إلى أول قصة: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف:11 ..

 

3- ثم أظهر لنا القرآن بعضا من خطة الشيطان حاكيا عنه: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) الأعراف:16-17.

 

- والقعود على الصراط المستقيم .. المقصد به أنه سيكون متربص ببني آدم ليمنعهم عن فعل أي شيء يتعلم بطريق الله المستقيم .. أي سيحاول تضليلهم ليبتعدوا عن الطريق المستقيم .. (والكلام في الآية فيه تقدير لفعل لأقعدن .. والمقصد هو أن يكون القول هكذا: "لأقعدن لهم متربصا فأمنعهم عن صراطك المستقيم").

 

- وسيحاول التضليل من أي جهة ممكنة يقدر يوسوس من خلالها إليك .. وأتي بالأماكن الأربعة كمجاز تمثيلي للجهات التي يمكن مهاجمة الإنسان منها .. وكأنه يحاول أن يصنع كمين للإنسان لينقض عليه بأي طريقة .. والمقصد هو التعرض لبني آدم من كل اتجاه محتمل ويمكن أن يصل به لبني آدم ليضلهم.

 

4- ثم تنتقل السورة لبيان أن الشيطان درس آدم وحواء جيدا .. ووضع لهم خطة محكمة تجمع بين التأثير النفسي من حيث كونه الناصح الأمين .. وبين كيفية تحقيق الرغبات التي أكيد قد تكلم عنها آدم وحواء .. والتي كانت عن رغبة فيهما أن يكونا مثل الملائكة أو من الخالدين .. ثم بعد عصيان آدم وحواء نزلا للأرض واستغفرا الله وتابا إليه وقبل الله توبتهما.

 

5- ثم بعد أربعون آية تقريبا من قصة آدم .. وما بعدها من بيان الجلال الإلهي والقدرة الإلهية التامة على الوجود .. تظهر معنا أول قصة من قصص الأنبياء وهي قصة نوح .. وبعدها قصص أنبياء آخرين والتي منها قصة لوط مع قومه.

 

6- فنفهم أن كل ما سبق من أول مطلع السورة .. ومرورا بقصة آدم مع الشيطان .. وما بعد ذلك من بيان القدرة الإلهية المطلقة في الدنيا والآخرة .. ثم قصص الأنبياء .. فإنما هو نسيج واحد مرتبط ببعضه .. ومن القصص نفهم ان الشيطان يتصيد رغبات النفس حينما تظهر ويبدأ في التحريض عليها وتزيينها في النفس ويظهر لك المبررات اللازمة حتى تقبل كلامه .. وهذا ما حدث في قصته مع آدم وحواء .. وما حدث مع قوم الأنبياء.

 

- وستلاحظ في قصص الأنبياء المذكورة في سورة الأعراف التركيز على ظهور رغبات النفس أولا وأنها المحرك الأساسي لرفض الإيمان .. ثم يأت دور الشيطان لتأييد هذه الرغبات في النفوس الكافرة ويزين لهم أنها رغبات حق لهم عن حريتهم وذلك حتى يبقى هذه النفوس على تمردهم وكفرهم .. ومن هنا تتذكر لماذا الله ذكر قصة آدم وخطة الشيطان معه في أول السورة .. لأنها مقدمة لما سيتكرر من أغلاط النفس التي يتصيدها الشيطان في كل نفس .. ثم يزين لهم ما هم في الأصل يرغبون فيه ويريدونه.

 

- أرجو أن يكون الكلام قد اتضح الآن .. لمسألة كيفية عمل الشيطان مع الإنسان.

 

- والله أعلم. 

 

#- انتبه أخي الحبيب:

- إذا كان الشيطان كان مجرد أداة تزيين أي تحسين الفاحشة في النفوس .. وليس هو من أوجد في نفوسهم فعل هذه الفاحشة من البداية .. فكيف كشف لنا القرآن أن النفس الأمارة بالسوء كان لها دور البطولة في قصة قوم لوط وأن نفوسهم هي من حرضتهم على فعل الشذوذ الجنسي وممارسة الجنس المثلي ..؟

- هذا نناقشه بوضوح ببرهان قرآني وعقلي في الفصل القادم إن شاء الله. 

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .