بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة نبي الله لوط عليه السلام
مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية
اللُّواطِيُّون والسُّحَاقيَّات
(الجزء الأول)
#- فهرس:
:: الفصل الأول :: عن التعريف بني الله لوط عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود وكتاب
النصارى ::
@- مقدمة
الرسالة ..
1- س1: من هو النبي لوط في القرآن وتوراة
اليهود وإنجيل النصارى ؟ ومتى كان زمن بعثته ؟
#- أولا: عن بداية إيمان لوط عليه السلام.
#- ثانيا: أوصاف القرآن للوط عليه السلام.
#- ثالثا: عن عقيدة اليهود والنصارى في وصف لوط.
#- رابعا: عن زمن بعثة لوط عليه السلام.
2- س2: ما هو نسب النبي لوط وعلاقته بإبراهيم عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود ؟
*****************
..:: مقدمة عن قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه
الشواذ جنسيا ::..
- بسم الله والحمد لله –
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
- مع قصة من قصص القرآن الكريم .. وهي قصة سيدنا لوط عليه السلام .. وما كان فيها من أحداث من المهم أن نتكلم
فيها في هذا الزمان خاصة مع انتشار الفساد والإنحراف النفسي بإجازة ممارسات اللواط
والسُّحاق في كثير من بلدان العالم .. حتى وضعوا القوانين لزواج الرجال بالرجال
والنساء بالنساء .. وجعلوا لهم شعار خاص على علم خاص بهم ووصفوا أنفسهم بالمثليين
..، واخترعوا اختراعا وهميا في زماننا .. وقالوا أن هذه هي خلقتهم وأنهم مغلوبين
على أمرهم لأنه يوجد خلل هرموني يفعل بهم ذلك ..، ولكن في الحقيقة القرآن يفضحهم
ويكشف زيف كلامهم .. كما سنبين ذلك إن شاء الله.
#- ولفظ المثليين: معناه انجذاب عاطفي لمثل
نوعه .. فالرجل ينجذب للرجل ويمارسون الجماع (ويسمى لُوَاط) .. والمرأة تنجذب للمرأة
ويمارسون الجماع (ويسمى سُحَاق) .. فهم يفعلون مثلما فعل قوم لوط الذين كانوا
يسكنون في قرية سدوم من الرجال والنساء.
#- وللأسف قد دخل هذا الوباء بعض البيوت في البلدان الإسلامية بسبب الإنترنت .. واستباح البعض لنفسه ممارسة الشذوذ الجنسي وهو اللواط والسُّحاق تحت قناع
الحرية الشخصية .. وكأن الحرية الشخصية تجيز لهم انتهاك حرمات الله وتحدي الله في
الأرض ..، وتم وصفهم بمجتمع
الميم وهو اختصار لكلمات (مثلي "أي يميل عاطفيا لمثل نوعه" –
متحول "أي لا يرغب في نوعه ويأخذ هيئة نوع آخر" – مزدوج "أي يميل
عاطفيا للذكر والأنثى") .. مع أن الصحيح أن يقال مجتمع الميم اختصارا لكلمات
(منحرف – مضل - مخنث).
- ولذلك وجدت من المهم إعادة نشر قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه الذين أرسل إليهم ..
والذين كانوا يمارسون اللواط .. وقيل أن نسائهم كن يمارسن السُّحاق .. فنزل على
الجميع غضب من ربهم ..، وأريدك أخي الحبيب أن تنتبه للآتي.
#- أولا: قصة لوط عليه السلام تكشف أن القرآن
هو كتاب الله لكل العصور .. إذ سنلاحظ في قصة نبي الله لوط مع قومه المنحرفين
جنسيا يظهر لنا الآتي:
1- التدرج في الإنحراف
الجنسي:
أ- القصة تحكي كيف كانت نفسية قوم لوط وهي قرية سدوم .. وذلك حينما كانوا يدافعون عن رغباتهم الجنسية التي هي كما يقال الآن حرية
شخصية.
ب- ثم انتقلت القصة لتحكي أن الفساد عمَّ المجتمع .. لدرجة أن كل من يقترب من قريتهم يهتكون عرضه .. فالمسألة تخطت الحرية
الشخصية إلى انتهاك أعراض الخلائق ممن يقترب منهم.
2- القرآن يرشدنا إلى
التحريف في بعض قصة نبي الله لوط في الكتاب المقدس:
- القصة القرآنية لنبي الله لوط عليه السلام .. فيها دفاع عن نبي الله لوط عليه السلام وعن بناته .. وفي ذلك إشارة واضحة
للتحريف الذي حدث في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى في بعض أحداث خاصة بقصة
لوط عليه السلام.
3- تفاصيل كثيرة في آيات قليلة في قصة نبي الله لوط مع قومه
المنحرفين جنسيا ..
- في القصة من عجيب العلم ما فيها بالرغم من تفاصيلها القليلة .. ولكن فيها تفاصل عن لوط عليه السلام وبناته وزوجته وملائكة الله وإبراهيم
عليه السلام .. وأخيرا عن العذاب الذي نزل بقرية سدوم وهي قرية قوم لوط.
#- ثانيا: القصة في القرآن عموما تسير في اتجاه
من الحكمة ومن التشويق الغريب:
- قصة نبي الله لوط مع قومه .. كحال كل قصص القرآن .. تحكي تفاصيل مهمة جدا في ألفاظ قليلة .. وبالرغم من
قلة آياتها .. إلا أن الأحداث فيها كثيرة .. والممتع في القصة أنها معاني كثيرة في
آيات قليلة جمعت القصة كلها بأسلوب شيق .. وهذا يتطلب مزيد من الإنتباه للآيات
التي تكلمت عن هذه القصة الرائعة من قصص القرآن.
#- وأعطيك مثال على ذلك من قصة لوط
عليه السلام:
- جاء في قصة لوط عليه السلام قوله تعالى: (وَإِخْوانُ لُوطٍ) ق:13 .. في حين أن لوط ليس من
إخوانهم .. فلوط أصله من العراق .. وقريته من الشام .. فكيف أصبح أخوهم وهو ليس
منهم وما دلالة اللفظ حينئذ ؟
- فهنا نفهم أن لفظ (إخوان): أتى لبيان معاشرة لوط لهؤلاء القوم زمنا طويلا ليكتسب هذا الوصف بكونه
أخوهم في الوطن .. وبالتالي دل لفظ (إخوان) وكشف لنا بقاء لوط مدة زمنية طويلة
معهم.
#- ثالثا: قصص القرآن عموما التي تجدها تأتي في
القرآن متفرقة في عدة سور مثل قصة سيدنا محمد وسيدنا موسى وسيدنا إبراهيم وغيرهم
.. فهذا له حكمتين حسب ما أرى:
- الحكمة الأولى: خدمة الموضع التي تم ذكر
القصة فيه .. لأن السياق يحتاج للتنبيه على ذكر جزء من تلك القصة في ذلك الموضوع
من السورة .. ومثال ذلك قوله تعالى: (كَذَّبَتْ
قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:105 ..، (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:123 ..، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:141 ..، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ
الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:160.
- فكان ذكر قصة نبي الله لوط
هنا في سورة الشعراء .. لبيان أن قومه من جملة جماعة
المكذبين للرسل .. فكان وجود جزء من قصة نبي الله لوط في سورة الشعراء ليخدم جزئية
المكذبين للرسل .. لأن السورة كانت تتكلم عن المكذبين للرسل وما حدث لهم.
- الحكمة الثانية: التشويق في النفس وإثارة
الفضول في النفس .. بجمع القصة من السور المختلفة لبيان حقيقة هذه القصة من خلال
المعاني المذكورة في ألفاظها .. وذلك الجمع للآيات المخصص بالقصة الواحدة لإخراج
قصة من أروع قصص الحق التي حدثت في الوجود .. والتي يمكن أن تراها ولكن بقلبك .. مثل
حال من يجمع الأولوان ببعضها البعض في لوحة فنية ليخرج منها صورة رائعة مكتملة
التفاصيل والمعاني.
#- وعن هذه
الرسالة:
- ليس المقصد منها فقط هو مجرد حكاية قصة سيدنا لوط عليه السلام من القرآن .. بل أحب
حكاية القصة القرآنية بكل لفظ يمكن أن يظهر معه معنى إضافي للقصة مما يكسبها مزيد
من المتعة والتشويق والفهم الجميل ..
- إضافة للأسئلة التي قد تخطر ببالك أو
قد تظنها .. مثل ما ذنب الأطفال الذين ماتوا وقت نزول العذاب على قوم لوط.
- وهل للشيطان علاقة بقوم لوط وتعليمهم
اللواط ..
وما علاقة بنت إبليس بتعليم نساء قوم لوط السُّحاق .. أم لا يوجد للشيطان علاقة
بانحراف قوم لوط لمثلية الجنس ..
- فالمقصد من حكاية قصة قوم لوط في الرسالة .. كأنك تقرأ القصة وكأنك لم تقرأها من
قبل .. حتى تشبع من المعرفة التي يمكن أن تنكشف لك من خلالها .. فيطمئن قلبك بهذه
المعرفة التي تسكن في عقلك وقلبك .. حتى كلما مررت عليها في المصحف يصيبك حالة من
حالات الإستمتاع بما تقرأه ..
- وأرجو من الله أن يوفقني لذلك .. والله ولي التوفيق.
- اللهم صل على سيدنا
محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
*****************
:: الفصل
الأول ::
******************
..:: س1: من هو النبي لوط في
القرآن وتوراة اليهود والنصارى ؟ ومتى كان زمن بعثته ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: عن بداية إيمان لوط عليه السلام.
- كان لوط عليه السلام يسكن في منطقة أور الكلدانية (وهي جزء من مدينة بابل)
في العراق .. ويقال أنه كان تحت رعاية عمه
إبراهيم عليه السلام .. وحينما بعث إبراهيم
نبيا إلى قومه قال تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) العنكبوت:16 ..
فعاداه قومه وطالبوا بإحراقه .. ولكن قد آمن به امرأة واحدة وهي سارة زوجته ..
ورجل واحد وهو لوط: (فَآمَنَ لَهُ
لُوطٌ)
العنكبوت:26.
- وجميعهم (لوط وإبراهيم
وسارة) قد هاجروا معا من منطقة أور الكلدانية بالعراق .. إلى بلاد
كنعان (فلسطين حاليًا) .. أي أن إبراهيم ولوط وسارة كانوا من العراق .. وقد رحلوا
من العراق إلى فلسطين .. فاستقر إبراهيم مع زوجته سارة في منطقة بئر السبع جنوب
فلسطين .. ورحل لوط إلى قرية سدوم عند البحر الميت بالأردن.
#- ثانيا: أوصاف القرآن للوط عليه السلام.
1- أنه من المرسلين: (وَإِنَّ لُوطًا
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الصافات:133 .. وقال تعالى حاكيا
عن حوار لوط مع قومه: (إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) الشعراء:162.
2- أنه من المفضلين على العالمين: أي على أهل زمانه باختيار الله له ليكون
رسولا من الله لقومه: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ
وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام:86.
3- يدعو إلى الله وبدون مقابل: (فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) الشعراء:163-164.
4- أن الله آتاه حكما وعلما: (وَلُوطًا
آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ
تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ)
الأنبياء:74.
5- أنه من الصالحين المرحومين برحمة الله:
(وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ
الصَّالِحِينَ) الأنبياء:75.
6- الشاكر لربه: (آلَ لُوطٍ
نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ
شَكَرَ) القمر:34-35.
7- المنذر من عذاب ربه: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ
بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) القمر:36 .. أي حذرهم من عذاب
الله إلا أنهم شكوا في إنذاره وكذبوه.
#- ثالثا: عن عقيدة اليهود والنصارى في وصف لوط:
- في توراة
اليهود لا يظهر فيها أنه نبي رسول ..، والنصارى يصفون لوطا بالبار أي رجل صالح ..
كما جاء في إنجيلهم المقدس: (أَنْقَذَ لُوطًا
الْبَارَّ) الرسالة الثانية لبطرس:7..،
ويقول الأستاذ حلمي يعقوب: "لوطا ليس نبيا من الأنبياء". (راجع كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد
والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) – سؤال رقم 449 - أ. حلمي القمص
يعقوب).
#- رابعا: عن زمن بعثة لوط عليه السلام.
- يقال أن لوط عليه السلام قد أرسل إلى قومه في
فترة القرن الثامن عشر قبل الميلاد (1800 ق.م) .. أي منذ ثلاثة آلاف وثمان مائة
عام تقريبا (3800 عام) من وقتنا اليوم .. والله أعلم. (راجع موقع
ويكيبيديا – تحت عنوان لوط في الإسلام).
#- وخلاصة القول:
1- كان لوط عليه السلام يسكن بالعراق مع عمه إبراهيم .. وقد آمن بما جاء به إبراهيم عليه السلام .. وهاجر لوط مع "إبراهيم وزوجته
سارة" من العراق بعد حادثة محاولة حرق إبراهيم في النار .. وهاجروا ثلاثتهم إلى
منطقة الشام بفلسطين .. والله أعلم.
2- أن لوط عليه السلام حسب القرآن .. أنه كان نبيا مرسلا شاكرا لله طائعا له من
الصالحين .. وقد أرسله الله إلى قرية كان يسكنها الشواذ جنسيا بفعل اللواط
والسُّحاق .. ليدعوهم إلى تقوى الله حتى يصححوا مسارهم عن الإنحراف والشذوذ وينذرهم
عذاب وغضب الله عليهم .. وكان لوطا بهذه الرسالة مفضلا على كثير ممن خلقه الله في
زمنه مع إبراهيم عليه السلام .. إلا أن إبراهيم خليل الرحمن ودرجته ومقامه فوق لوط
وكل الانبياء مقاما ورتبة بما لا يعلمه إلا الله .. إلا سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم فهو فوق الجميع وهو سيدهم. (وللتوسع في تلك المسألة يمكنك أن تراجع رسالة المعجزات وعلو مقام النبي
محمد صلى الله عليه وسلم).
****************
..:: س2:
ما هو نسب النبي لوط وعلاقته
بإبراهيم عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود ؟ ::..
#- أولا: ما ذكره العلماء في نسب لوط وعلاقته بإبراهيم.
1- قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ) عن
نسب لوط عليه السلام:
- يقال أن اسمه: لوط بن هاران ابن تارخ .. ابن أخي ابراهيم عليه السلام. (تاريخ الطبري ج1 ص292).
2- قال الإمام الطبري عن علاقة لوط بإبراهيم عليه
السلام:
- وكان من أمره فيما ذُكر أنه
شَخَصَ من أرض بابل مع عمه
إبراهيم خليل الرحمن مؤمنا به .. متبعا له على دينه .. مهاجرا إلى الشام ..
ومعهما سارة. (تاريخ
الطبري ج1 ص292).
- ومعنى (شَخَصَ من):
أي رحل من ..، ومعنى اسم (سارة) أي
الأميرة.
#- وقال الإمام الطبري: خرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه وخرج
معه لوط
مهاجرا .. وتزوج سارة ابنة عمه .. فخرج بها معه يلتمس
الفرار بدينه. (تاريخ
الطبري ج1 ص244).
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) – تعقيبا على ما ذكره
الإمام الطبري:
1- بناء على ما سبق .. فسارة تعتبر أخت لوط .. ولوط وسارة قد آمنا
بإبراهيم .. وإبراهيم تزوج بسارة .. وجميعهم هاجر معا من منطقة أور الكلدانية (وهي
جزء من مدينة بابل) في العراق .. إلى بلاد كنعان (فلسطين حاليًا) .. أي أن إبراهيم
ولوط وسارة كانوا من أهل بابل .. وقد رحلوا من بابل إلى فلسطين .. فاستقر إبراهيم مع
زوجته سارة في منطقة بئر السبع جنوب فلسطين .. ورحل لوط إلى قرية سدوم عند البحر الميت
بالأردن.
2- أما عن جزئية نسب لوط واسم أبيه وجده .. وأن عمه إبراهيم عليه السلام .. هي مجرد
أقوال ولا دليل عليها من القرآن ولا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
#- وإنما
جاء ذلك في توراة اليهود (فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ) سفر التكوين 5:12..، و "إبرام وساراي" هما "إبراهيم
وسارة".
- والحقيقة
اليقينية التي نعلمها في جزئية علاقة لوط بإبراهيم .. أن لوطا عليه السلام هاجر مع إبراهيم
وقتما هاجر إبراهيم .. إذا قال جل شانه: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي
إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العنكبوت:26 ..، وقال جل شأنه: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:71.
- ويظهر لنا أن لوطا عليه السلام كان له علاقة بإبراهيم
عليه السلام كما يظهر من سياق الآيات خاصة وقت خوف إبراهيم عليه السلام على لوط
حينما أتى أمر الله على قوم لوط بالهلاك .. إذ قال جل شأنه: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا
إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ
(31) قَالَ إِنَّ فِيهَا
لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ
إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) العنكبوت:31-32.
- فقول إبراهيم (إِنَّ فِيهَا لُوطًا):
تستشعر فيها خوف الأبوة والحنان وكأنه يتوسل لربه ويقول له أن فيها
حبيبي لوط وأنت تعرف يا رب أنه من الصالحين.
#- وخلاصة القول:
1- أن القرآن لم يذكر لنا نسب لوط
عليه السلام .. وإنما ذكره لنا على أنه نبيا من أنبياء الله الكرام مرسلا لقومه .. ولا
نعرف عنه سوى اسمه الأول فقط وهو أن اسمه (لوط) عليه السلام.
2- أما عن علاقة لوط
بإبراهيم عليهما السلام .. فعموم علماء المسلمين على أن إبراهيم هو عم لوط عليهما
السلام ..، ولا مانع من أنه كان ابن أخو إبراهيم عليه السلام أي إبراهيم هو عمه ..
إذ لا معارض لذلك من القرآن.
#- ملحوظة هامة: يجوز قبول المعلومة من أهل الكتاب على سبيل
الظن المحتمل للصدق .. بشرط أن لا تكون هذه المعلومة مخالفة لنصوص القرآن وأحاديث
النبي الصحيحة .. وهذا فهمه العلماء من قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ
الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح البخاري.
#- ومعنى الحديث بكل وضوح .. أنه يشير إلى أخبار لا علم لنا
بها في ديننا .. وليس لها
موافقه في الدين ولا مخالفة .. ولكن لو كانت المعلومة مطابقة لما في ديننا فهذا
نصدقه مثل أنه يوجد نبيا مثل إبراهيم ولوط ..، ولو كانت المعلومة مخالفة لديننا فهذا
يجب إظهاره وكشفه وبيان تحريفه وننكره ونوضحه للمسلمين لينتبهوا منه مثل قولهم بالباطل
عن لوط عليه السلام أنه ليس نبيا رسولا .. فهذا حينئذ قولا باطلا تم تحريفه في
توراة اليهود.
(الجزء الأول)
:: الفصل الأول :: عن التعريف بني الله لوط عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود وكتاب
النصارى ::
@- مقدمة
الرسالة ..
1- س1: من هو النبي لوط في القرآن وتوراة
اليهود وإنجيل النصارى ؟ ومتى كان زمن بعثته ؟
#- أولا: عن بداية إيمان لوط عليه السلام.
#- ثانيا: أوصاف القرآن للوط عليه السلام.
#- ثالثا: عن عقيدة اليهود والنصارى في وصف لوط.
#- رابعا: عن زمن بعثة لوط عليه السلام.
2- س2: ما هو نسب النبي لوط وعلاقته بإبراهيم عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود ؟
*****************
..:: مقدمة عن قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه
الشواذ جنسيا ::..
- بسم الله والحمد لله –
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
- مع قصة من قصص القرآن الكريم .. وهي قصة سيدنا لوط عليه السلام .. وما كان فيها من أحداث من المهم أن نتكلم
فيها في هذا الزمان خاصة مع انتشار الفساد والإنحراف النفسي بإجازة ممارسات اللواط
والسُّحاق في كثير من بلدان العالم .. حتى وضعوا القوانين لزواج الرجال بالرجال
والنساء بالنساء .. وجعلوا لهم شعار خاص على علم خاص بهم ووصفوا أنفسهم بالمثليين
..، واخترعوا اختراعا وهميا في زماننا .. وقالوا أن هذه هي خلقتهم وأنهم مغلوبين
على أمرهم لأنه يوجد خلل هرموني يفعل بهم ذلك ..، ولكن في الحقيقة القرآن يفضحهم
ويكشف زيف كلامهم .. كما سنبين ذلك إن شاء الله.
#- ولفظ المثليين: معناه انجذاب عاطفي لمثل
نوعه .. فالرجل ينجذب للرجل ويمارسون الجماع (ويسمى لُوَاط) .. والمرأة تنجذب للمرأة
ويمارسون الجماع (ويسمى سُحَاق) .. فهم يفعلون مثلما فعل قوم لوط الذين كانوا
يسكنون في قرية سدوم من الرجال والنساء.
#- وللأسف قد دخل هذا الوباء بعض البيوت في البلدان الإسلامية بسبب الإنترنت .. واستباح البعض لنفسه ممارسة الشذوذ الجنسي وهو اللواط والسُّحاق تحت قناع
الحرية الشخصية .. وكأن الحرية الشخصية تجيز لهم انتهاك حرمات الله وتحدي الله في
الأرض ..، وتم وصفهم بمجتمع
الميم وهو اختصار لكلمات (مثلي "أي يميل عاطفيا لمثل نوعه" –
متحول "أي لا يرغب في نوعه ويأخذ هيئة نوع آخر" – مزدوج "أي يميل
عاطفيا للذكر والأنثى") .. مع أن الصحيح أن يقال مجتمع الميم اختصارا لكلمات
(منحرف – مضل - مخنث).
- ولذلك وجدت من المهم إعادة نشر قصة نبي الله لوط عليه السلام مع قومه الذين أرسل إليهم ..
والذين كانوا يمارسون اللواط .. وقيل أن نسائهم كن يمارسن السُّحاق .. فنزل على
الجميع غضب من ربهم ..، وأريدك أخي الحبيب أن تنتبه للآتي.
#- أولا: قصة لوط عليه السلام تكشف أن القرآن
هو كتاب الله لكل العصور .. إذ سنلاحظ في قصة نبي الله لوط مع قومه المنحرفين
جنسيا يظهر لنا الآتي:
1- التدرج في الإنحراف
الجنسي:
أ- القصة تحكي كيف كانت نفسية قوم لوط وهي قرية سدوم .. وذلك حينما كانوا يدافعون عن رغباتهم الجنسية التي هي كما يقال الآن حرية
شخصية.
ب- ثم انتقلت القصة لتحكي أن الفساد عمَّ المجتمع .. لدرجة أن كل من يقترب من قريتهم يهتكون عرضه .. فالمسألة تخطت الحرية
الشخصية إلى انتهاك أعراض الخلائق ممن يقترب منهم.
2- القرآن يرشدنا إلى
التحريف في بعض قصة نبي الله لوط في الكتاب المقدس:
- القصة القرآنية لنبي الله لوط عليه السلام .. فيها دفاع عن نبي الله لوط عليه السلام وعن بناته .. وفي ذلك إشارة واضحة
للتحريف الذي حدث في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى في بعض أحداث خاصة بقصة
لوط عليه السلام.
3- تفاصيل كثيرة في آيات قليلة في قصة نبي الله لوط مع قومه
المنحرفين جنسيا ..
- في القصة من عجيب العلم ما فيها بالرغم من تفاصيلها القليلة .. ولكن فيها تفاصل عن لوط عليه السلام وبناته وزوجته وملائكة الله وإبراهيم
عليه السلام .. وأخيرا عن العذاب الذي نزل بقرية سدوم وهي قرية قوم لوط.
#- ثانيا: القصة في القرآن عموما تسير في اتجاه
من الحكمة ومن التشويق الغريب:
- قصة نبي الله لوط مع قومه .. كحال كل قصص القرآن .. تحكي تفاصيل مهمة جدا في ألفاظ قليلة .. وبالرغم من
قلة آياتها .. إلا أن الأحداث فيها كثيرة .. والممتع في القصة أنها معاني كثيرة في
آيات قليلة جمعت القصة كلها بأسلوب شيق .. وهذا يتطلب مزيد من الإنتباه للآيات
التي تكلمت عن هذه القصة الرائعة من قصص القرآن.
#- وأعطيك مثال على ذلك من قصة لوط
عليه السلام:
- جاء في قصة لوط عليه السلام قوله تعالى: (وَإِخْوانُ لُوطٍ) ق:13 .. في حين أن لوط ليس من
إخوانهم .. فلوط أصله من العراق .. وقريته من الشام .. فكيف أصبح أخوهم وهو ليس
منهم وما دلالة اللفظ حينئذ ؟
- فهنا نفهم أن لفظ (إخوان): أتى لبيان معاشرة لوط لهؤلاء القوم زمنا طويلا ليكتسب هذا الوصف بكونه
أخوهم في الوطن .. وبالتالي دل لفظ (إخوان) وكشف لنا بقاء لوط مدة زمنية طويلة
معهم.
#- ثالثا: قصص القرآن عموما التي تجدها تأتي في
القرآن متفرقة في عدة سور مثل قصة سيدنا محمد وسيدنا موسى وسيدنا إبراهيم وغيرهم
.. فهذا له حكمتين حسب ما أرى:
- الحكمة الأولى: خدمة الموضع التي تم ذكر
القصة فيه .. لأن السياق يحتاج للتنبيه على ذكر جزء من تلك القصة في ذلك الموضوع
من السورة .. ومثال ذلك قوله تعالى: (كَذَّبَتْ
قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:105 ..، (كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:123 ..، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:141 ..، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ
الْمُرْسَلِينَ) الشعراء:160.
- فكان ذكر قصة نبي الله لوط
هنا في سورة الشعراء .. لبيان أن قومه من جملة جماعة
المكذبين للرسل .. فكان وجود جزء من قصة نبي الله لوط في سورة الشعراء ليخدم جزئية
المكذبين للرسل .. لأن السورة كانت تتكلم عن المكذبين للرسل وما حدث لهم.
- الحكمة الثانية: التشويق في النفس وإثارة
الفضول في النفس .. بجمع القصة من السور المختلفة لبيان حقيقة هذه القصة من خلال
المعاني المذكورة في ألفاظها .. وذلك الجمع للآيات المخصص بالقصة الواحدة لإخراج
قصة من أروع قصص الحق التي حدثت في الوجود .. والتي يمكن أن تراها ولكن بقلبك .. مثل
حال من يجمع الأولوان ببعضها البعض في لوحة فنية ليخرج منها صورة رائعة مكتملة
التفاصيل والمعاني.
#- وعن هذه
الرسالة:
- ليس المقصد منها فقط هو مجرد حكاية قصة سيدنا لوط عليه السلام من القرآن .. بل أحب
حكاية القصة القرآنية بكل لفظ يمكن أن يظهر معه معنى إضافي للقصة مما يكسبها مزيد
من المتعة والتشويق والفهم الجميل ..
- إضافة للأسئلة التي قد تخطر ببالك أو قد تظنها .. مثل ما ذنب الأطفال الذين ماتوا وقت نزول العذاب على قوم لوط.
- وهل للشيطان علاقة بقوم لوط وتعليمهم
اللواط ..
وما علاقة بنت إبليس بتعليم نساء قوم لوط السُّحاق .. أم لا يوجد للشيطان علاقة
بانحراف قوم لوط لمثلية الجنس ..
- فالمقصد من حكاية قصة قوم لوط في الرسالة .. كأنك تقرأ القصة وكأنك لم تقرأها من
قبل .. حتى تشبع من المعرفة التي يمكن أن تنكشف لك من خلالها .. فيطمئن قلبك بهذه
المعرفة التي تسكن في عقلك وقلبك .. حتى كلما مررت عليها في المصحف يصيبك حالة من
حالات الإستمتاع بما تقرأه ..
- وأرجو من الله أن يوفقني لذلك .. والله ولي التوفيق.
- اللهم صل على سيدنا
محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
*****************
:: الفصل
الأول ::
******************
..:: س1: من هو النبي لوط في
القرآن وتوراة اليهود والنصارى ؟ ومتى كان زمن بعثته ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: عن بداية إيمان لوط عليه السلام.
- كان لوط عليه السلام يسكن في منطقة أور الكلدانية (وهي جزء من مدينة بابل)
في العراق .. ويقال أنه كان تحت رعاية عمه
إبراهيم عليه السلام .. وحينما بعث إبراهيم
نبيا إلى قومه قال تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) العنكبوت:16 ..
فعاداه قومه وطالبوا بإحراقه .. ولكن قد آمن به امرأة واحدة وهي سارة زوجته ..
ورجل واحد وهو لوط: (فَآمَنَ لَهُ
لُوطٌ)
العنكبوت:26.
- وجميعهم (لوط وإبراهيم
وسارة) قد هاجروا معا من منطقة أور الكلدانية بالعراق .. إلى بلاد
كنعان (فلسطين حاليًا) .. أي أن إبراهيم ولوط وسارة كانوا من العراق .. وقد رحلوا
من العراق إلى فلسطين .. فاستقر إبراهيم مع زوجته سارة في منطقة بئر السبع جنوب
فلسطين .. ورحل لوط إلى قرية سدوم عند البحر الميت بالأردن.
#- ثانيا: أوصاف القرآن للوط عليه السلام.
1- أنه من المرسلين: (وَإِنَّ لُوطًا
لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الصافات:133 .. وقال تعالى حاكيا
عن حوار لوط مع قومه: (إِنِّي
لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) الشعراء:162.
2- أنه من المفضلين على العالمين: أي على أهل زمانه باختيار الله له ليكون
رسولا من الله لقومه: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ
وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام:86.
3- يدعو إلى الله وبدون مقابل: (فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ
أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) الشعراء:163-164.
4- أن الله آتاه حكما وعلما: (وَلُوطًا
آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ
تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ)
الأنبياء:74.
5- أنه من الصالحين المرحومين برحمة الله:
(وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ
الصَّالِحِينَ) الأنبياء:75.
6- الشاكر لربه: (آلَ لُوطٍ
نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ
شَكَرَ) القمر:34-35.
7- المنذر من عذاب ربه: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ
بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) القمر:36 .. أي حذرهم من عذاب
الله إلا أنهم شكوا في إنذاره وكذبوه.
#- ثالثا: عن عقيدة اليهود والنصارى في وصف لوط:
- في توراة
اليهود لا يظهر فيها أنه نبي رسول ..، والنصارى يصفون لوطا بالبار أي رجل صالح ..
كما جاء في إنجيلهم المقدس: (أَنْقَذَ لُوطًا
الْبَارَّ) الرسالة الثانية لبطرس:7..،
ويقول الأستاذ حلمي يعقوب: "لوطا ليس نبيا من الأنبياء". (راجع كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد
والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) – سؤال رقم 449 - أ. حلمي القمص
يعقوب).
#- رابعا: عن زمن بعثة لوط عليه السلام.
- يقال أن لوط عليه السلام قد أرسل إلى قومه في
فترة القرن الثامن عشر قبل الميلاد (1800 ق.م) .. أي منذ ثلاثة آلاف وثمان مائة
عام تقريبا (3800 عام) من وقتنا اليوم .. والله أعلم. (راجع موقع
ويكيبيديا – تحت عنوان لوط في الإسلام).
#- وخلاصة القول:
1- كان لوط عليه السلام يسكن بالعراق مع عمه إبراهيم .. وقد آمن بما جاء به إبراهيم عليه السلام .. وهاجر لوط مع "إبراهيم وزوجته
سارة" من العراق بعد حادثة محاولة حرق إبراهيم في النار .. وهاجروا ثلاثتهم إلى
منطقة الشام بفلسطين .. والله أعلم.
2- أن لوط عليه السلام حسب القرآن .. أنه كان نبيا مرسلا شاكرا لله طائعا له من
الصالحين .. وقد أرسله الله إلى قرية كان يسكنها الشواذ جنسيا بفعل اللواط
والسُّحاق .. ليدعوهم إلى تقوى الله حتى يصححوا مسارهم عن الإنحراف والشذوذ وينذرهم
عذاب وغضب الله عليهم .. وكان لوطا بهذه الرسالة مفضلا على كثير ممن خلقه الله في
زمنه مع إبراهيم عليه السلام .. إلا أن إبراهيم خليل الرحمن ودرجته ومقامه فوق لوط
وكل الانبياء مقاما ورتبة بما لا يعلمه إلا الله .. إلا سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم فهو فوق الجميع وهو سيدهم. (وللتوسع في تلك المسألة يمكنك أن تراجع رسالة المعجزات وعلو مقام النبي
محمد صلى الله عليه وسلم).
****************
..:: س2:
ما هو نسب النبي لوط وعلاقته
بإبراهيم عليه السلام في القرآن وتوراة اليهود ؟ ::..
#- أولا: ما ذكره العلماء في نسب لوط وعلاقته بإبراهيم.
1- قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ) عن
نسب لوط عليه السلام:
- يقال أن اسمه: لوط بن هاران ابن تارخ .. ابن أخي ابراهيم عليه السلام. (تاريخ الطبري ج1 ص292).
2- قال الإمام الطبري عن علاقة لوط بإبراهيم عليه
السلام:
- وكان من أمره فيما ذُكر أنه
شَخَصَ من أرض بابل مع عمه
إبراهيم خليل الرحمن مؤمنا به .. متبعا له على دينه .. مهاجرا إلى الشام ..
ومعهما سارة. (تاريخ
الطبري ج1 ص292).
- ومعنى (شَخَصَ من):
أي رحل من ..، ومعنى اسم (سارة) أي
الأميرة.
#- وقال الإمام الطبري: خرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه وخرج
معه لوط
مهاجرا .. وتزوج سارة ابنة عمه .. فخرج بها معه يلتمس
الفرار بدينه. (تاريخ
الطبري ج1 ص244).
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) – تعقيبا على ما ذكره
الإمام الطبري:
1- بناء على ما سبق .. فسارة تعتبر أخت لوط .. ولوط وسارة قد آمنا
بإبراهيم .. وإبراهيم تزوج بسارة .. وجميعهم هاجر معا من منطقة أور الكلدانية (وهي
جزء من مدينة بابل) في العراق .. إلى بلاد كنعان (فلسطين حاليًا) .. أي أن إبراهيم
ولوط وسارة كانوا من أهل بابل .. وقد رحلوا من بابل إلى فلسطين .. فاستقر إبراهيم مع
زوجته سارة في منطقة بئر السبع جنوب فلسطين .. ورحل لوط إلى قرية سدوم عند البحر الميت
بالأردن.
2- أما عن جزئية نسب لوط واسم أبيه وجده .. وأن عمه إبراهيم عليه السلام .. هي مجرد
أقوال ولا دليل عليها من القرآن ولا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
#- وإنما
جاء ذلك في توراة اليهود (فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ) سفر التكوين 5:12..، و "إبرام وساراي" هما "إبراهيم
وسارة".
- والحقيقة
اليقينية التي نعلمها في جزئية علاقة لوط بإبراهيم .. أن لوطا عليه السلام هاجر مع إبراهيم
وقتما هاجر إبراهيم .. إذا قال جل شانه: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي
إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) العنكبوت:26 ..، وقال جل شأنه: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء:71.
- ويظهر لنا أن لوطا عليه السلام كان له علاقة بإبراهيم
عليه السلام كما يظهر من سياق الآيات خاصة وقت خوف إبراهيم عليه السلام على لوط
حينما أتى أمر الله على قوم لوط بالهلاك .. إذ قال جل شأنه: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا
إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ
(31) قَالَ إِنَّ فِيهَا
لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ
إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) العنكبوت:31-32.
- فقول إبراهيم (إِنَّ فِيهَا لُوطًا):
تستشعر فيها خوف الأبوة والحنان وكأنه يتوسل لربه ويقول له أن فيها
حبيبي لوط وأنت تعرف يا رب أنه من الصالحين.
#- وخلاصة القول:
1- أن القرآن لم يذكر لنا نسب لوط
عليه السلام .. وإنما ذكره لنا على أنه نبيا من أنبياء الله الكرام مرسلا لقومه .. ولا
نعرف عنه سوى اسمه الأول فقط وهو أن اسمه (لوط) عليه السلام.
2- أما عن علاقة لوط
بإبراهيم عليهما السلام .. فعموم علماء المسلمين على أن إبراهيم هو عم لوط عليهما
السلام ..، ولا مانع من أنه كان ابن أخو إبراهيم عليه السلام أي إبراهيم هو عمه ..
إذ لا معارض لذلك من القرآن.
#- ملحوظة هامة: يجوز قبول المعلومة من أهل الكتاب على سبيل
الظن المحتمل للصدق .. بشرط أن لا تكون هذه المعلومة مخالفة لنصوص القرآن وأحاديث
النبي الصحيحة .. وهذا فهمه العلماء من قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ
الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ) صحيح البخاري.
#- ومعنى الحديث بكل وضوح .. أنه يشير إلى أخبار لا علم لنا بها في ديننا .. وليس لها موافقه في الدين ولا مخالفة .. ولكن لو كانت المعلومة مطابقة لما في ديننا فهذا نصدقه مثل أنه يوجد نبيا مثل إبراهيم ولوط ..، ولو كانت المعلومة مخالفة لديننا فهذا يجب إظهاره وكشفه وبيان تحريفه وننكره ونوضحه للمسلمين لينتبهوا منه مثل قولهم بالباطل عن لوط عليه السلام أنه ليس نبيا رسولا .. فهذا حينئذ قولا باطلا تم تحريفه في توراة اليهود.

اللهم صل على سيدنا محمد وسيدنا لوط وأكفينا شرشياطين الجن والانس الذين يعملون على نشر فاحشة وذنوب قوم لوط
ردحذفجزاك الله خيرا كثيرا على هذه الرسالة المشوقة..
ردحذفأعجبني معنى ( أخيهم ) المنسوبة لنبي الله لوط عليه السلام ،،
========
تذكرت نقاش ابنتي حين انتحرت فتاة تدعى سارة ، كانت ملحدة وتدعم الشذوذ ..
كنت اجلس معها ساعات وساعات وساعات نتناقش في هذه الفتنة ..
=========
الموضوع هام جدا خاصة مع انتشار حوادث الاطفال والدارك ويب..
حفظ الله ابناءنا من الفتن ورزقنا العلم النافع والعمل.
========
حين قرأت أن نبي الله ابراهيم هاجر من العراق لفلسطين ،
ثم كان معه سيدنا لوط حيث هاجر على حدود الاردن الاردن ،
عظم في قلبي مدى صبرهم وجهادهم فقط لتبليغ الرسالة ،
حتى لو كان لديهم ما لديهم من الاستتقرار المادي والاجتماعي والذكريات ..
عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام..
=========
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.