بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
قصة نبي الله لوط عليه السلام
مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية
اللُّواطِيُّون والسُّحَاقيَّات
(الجزء العاشر)
#- فهرس:
:: الفصل العاشر :: عن الأحاديث النبوية وآثار الصحابة التي جاءت في التعريف بالمنكر الذي
كان يفعله قوم لوط في ناديهم ::
1- س29: هل جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة أن النبي أوضح حقيقة المنكر
الذي كان يفعله قوم لوط ؟ وهل صحت الآثار المروية عن الصحابة في معرفة حقيقة
المنكر الذي فعله قوم لوط ؟
#- أولا: الأحاديث المنسوبة للنبي في تفسيره لمنكر قوم
لوط (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ).
#- ثانيا: آثار
مروية عن بعض الصحابة في معرفة المنكر الذي كان يأتيه قوم لوط في ناديهم.
*****************
:: الفصل العاشر
::
******************
..:: س29: هل جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة أن
النبي أوضح حقيقة المنكر الذي كان يفعله قوم لوط ؟ وهل صحت الآثار المروية عن
الصحابة في معرفة حقيقة المنكر الذي فعله قوم لوط ؟ ::..
#- قال تعالى حكاية عن قول لوط لقومه: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ
السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:28-29.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- سبق وذكرنا كلام العلماء في تعريفهم للمنكر الذي كان
يفعله قوم لوط في ناديهم .. وستجدهم قد اختلفوا كما ذكر كل آرائهم الإمام الماوردي
وسبق ذكر كلامه .. وهذا الإختلاف في المعرفة أجده ناتج عن ثقافة المنكر التي كانت
في زمن كل عالم أو ما بلغه من الخبر عما يصفه قوم كل بلد من منكر ..، ولكن الملاحظ
أن بعض العلماء ذكر تفسير للنبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر قوله (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) وقال في
تفسيره أن المقصود بالمنكر هو أنهم كانوا يخذفون (يلقون حجارة) على المارة ويسخرون
منهم ..، وحديث آخر تم ذكر فيه عدة أشياء قيل عنها أن قوم لوط كانوا يمضغون العلك
أي اللبان ويستخدمون المسواك ولذلك هلكوا .. وغير ذلك من أحاديث غير مقبولة شرعا
ولا عقلا ..!!
- وهنا ظهر سؤال: طالما النبي هو من فسر المنكر الذي فعله قوم لوط في
ناديهم حسب ما ذكر بعض العلماء .. فلماذا اختلف العلماء حينئذ في تحديد هذا المنكر
؟!!
- وهذا استوجب مراجعة لهذه الاحاديث .. التي منها حديث تم
فيه شرح هذه الآية وحكم هذا الحديث .. لأنه لو تبين صحته .. فلا تفسير بعد تفسير
النبي صلى الله عليه وسلم ..، وكذلك رأيت مراجعة بعض ما جاء من روايات عن الصحابة
في تلك المسألة التي تكلمت عن أفعال قوم لوط المنكرة .. والله ولي التوفيق.
#- أولا: الأحاديث
المنسوبة للنبي في تفسيره لمنكر قوم لوط (وَتَأْتُونَ
فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ).
1- (حديث ضعيف جدا) .. حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: ثنا
سليم بن أخضر، قال: ثنا أبو يونس القُشَيري، عن سِماك بن حرب، عن أبي صالح مولى
أمّ هانئ: (أن أمّ هانئ سُئِلَتْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ (وَتَأْتُونَ
فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) .. فقالت: سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ (أي يلقون بالحجارة) أَهْلَ الطَّرِيقِ،
وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) رواه الطبري في تفسيره ورواه الحاكم وقال
صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .. ورواه الترمذي وحسنه ، (قلت خالد صاحب الرسالة): تصحيح الحاكم والذهبي وتحسين الترمذي فيه نظر
.. لأن في السند (أبي صالح مولى أمّ هانئ) ضعيف جدا وليس بحجة والبعض اتهمه بالكذب
.. (راجع أقوال
العلماء فيه في تهذيب التهذيب ج1 ص417) ..، فكيف يصح الحديث حينئذ ؟!! فضلا
عن أن (سمال بن حرب) لا يقبل منفردا لوجود ضعف فيه وإنما يقبل في المتابعات .. ولا
متابعة له في هذه الرواية ..!!
#- وبنفس السند عن أبي صالح مولى
أمّ هانئ .. بلفظ آخر جاء فيه (كَانُوا يَسْخَرُونَ بِأَهْلِ الطَّرِيقِ وَيُخَوِّفُونَهُمْ) رواه البيهقي في الشعب .. وهو حديث ضعيف جدا كما سبق
واوضحت.
2- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن هارون بن محمد أبو
الطيب حدثنا روح بن غطيف عن صالح بن عبد الله عن ابن الزبير عن الزبير قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سُنَنِ قَوم لُوط فُقدَت إلا ثَلاثًا: جَر
نعَال السيُوف (سحب مقبض السيف خروجا بسيطا من جرابه ثم إدخاله للتسلية
بذلك وهو جالس) ..، وَخصف الأظفَارِ (الخصف هو
جمع شيء على شيء والمقصد هو ترك إطالة أظافر اليد) ..،
وَكَشْف عَنِ العَوْرَة .. قال وضرب بيه على فخذه (أي
دلالة على أن الفخد من عورة الرجل)) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد
صاحب الرسالة): الحديث باطل ومتن مكذوب .. فيه (هارون بن محمد أبو الطيب) كذبه بن معين
(راجع ميزان الإعتدال
ترجمة رقم 9170) ..، وفيه (روح بن غطيف) وهو متروك الحديث كما قال النسائي،
ووهاه بن معين، وقال عنه الدارقطني منكر الحديث جدا، وذكر له البخاري حديثا في
التاريخ الكبير وقال: هذا باطل. (راجع لسان الميزان ترجمة رقم 3172) ، وقال عنه بن أبي حاتم: ليس
بالقوي منكر الحديث جدا (راجع
الجرح والتعديل ترجمة 2245)..، وقال عنه بن حبان: يروي
الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ترجمة 1248).
3- جاء في (حديث موضوع "مكذوب") .. عن بن عباس عن النبي قال:(مَا هَلَكَ سُدُومُ وَمَا حَوْلَهَا
مِن الْقُرَى حَتَّى اسْتَاكوا بالْمَساويك ومَضَغُوا الْعِلكَ فِي الْمَجَالِس) رواه الطبراني في الكبير ..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث باطل ومكذوب دون أدنى شك .. فيه (سوار بن مصعب) قال جماعة
متروك الحديث وقال البخاري هو منكر الحديث وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه ،
وكان يروي المناكير والموضوعات عن بعض الثقات كما ذكر ذلك الإمام الحاكم. (راجع تاريخ الإسلام ج4 ص636)..، وفيه (زكريّا بْن يحيى بْن صُبَيْح) مجهول
الحال (راجع تاريخ
الإسلام ج5 ص823)..، والمتن باطل غير معقول .. لأن المساويك وهي جمع مسواك
وهو العود الذي يتم تطهير الأسنان به هو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ويستخدم لنظافة وطهارة الأسنان .. ومضغ اللبان لا حرج فيه طالما لم يخرج عن حدود
الأدب ..، فضلا عن أن هذه أشياء تستخدم لتنظيف الأسنان سواء السواك أو اللبان ..
فما علاقة قوم لوط بطهارة ونظافة أسنانهم إذا كانوا لا يحفظون أدبارهم من الوسخ
الذي يحدث فيه ..!!
4- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن إسحاق بن بشر أخبرني سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَشْرُ خِصَالٍ عَمِلَهَا قَوْم
لُوْطٍ, بِهَا أُهْلِكو .. وَتَزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ: إِتْيَانُ الرِّجَالِ
بَعْضِهمْ بَعْضًا، وَرَمْيُهُمْ بالجُلاهِق، والخَذْفِ، وَلَعِبُهُمْ بالحَمَام،
وَضَرْبُ الدُّفُوفِ، وَشُرْبُ الخُمُورِ، وَقَصُّ اللِّحْيَةِ، وَطُولُ الشَّاربِ،
والصَّفِيرُ، والتَّصْفِيقُ، وَلِبَاسُ الْحَريرِ .. وَتزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ:
إِتْيَانُ النِّسَاءِ بعْضهنُّ بَعْضًا) ذكره السيوطي في الجامع الكبير .. وقال
السيوطي: رواه ابن عساكر عن الحسن مرسلًا .. وفيه
(إسحاق بن بشرٍ) كذاب ..، (قلت خالد صاحب الرسالة):
الحديث باطل..، فيه (اسحاق بن بشر – أبو حذيفة البخاري) وهو كذاب متروك
كما قال الدارقطني والمديني وغيرهما ..، وقال بن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب (راجع لسان الميزان ترجمة
1005) ..، والحديث مرسل منقطع بين الحسن البصري وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..،
والمتن باطل فاسد وبدايته عشرة خصال وذكر أحدى عشر خصلة ..، ولم يتم ذكر الكفر
فيهن ..!!
5- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن أبي طالب الصباح بسنده المتقدم
قريباً إلى ، إسماعيل بن أبي زياد الشامي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عَشَرَةٌ منْ أخْلاق قَوم لُوطٍ،
الخَذْفُ في النَّادى، وَمَضغ العِلك، والسِّواكُ عَلى ظَهرِ الطَّرِيق،
والصَّفِيرُ، والحَمَامُ، والجُلاهقُ، والعمَامَةُ التي لا يُتَلَحَّى بها،
والسكينة، والتَّطْريف بالحنَّاءِ، وَحَلُّ أَزْرَارِ الأقْبِيَة، والمشيُ
بالأسوَاقِ والأفْخَاذُ بَادِيَةٌ) رواه الديلمي في الفردوس والسند مأخوذ من
الغرائب الملتقطة لابن حجر ..، والمقصود بقول بن حجر بلفظ "السند
المتقدم" هو سند متكرر من حديث كان سبق ذكره في حديث آخر وهو: (أخبرنا أبو
طالب بن الصباح ، أخبرنا
أبو بكر بن خزر ، أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان ، حدثنا الحسين بن القاسم الزاهد
، حدثنا إسماعيل بن أبي زياد الشامي ....) إلى آخر السند..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ..، فيه
(إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني الطيان) وهو متروك الحديث واتهموه .. وقال
ابن الجوزي في "الموضوعات": قال بعض الحفاظ: لا تجوز الرواية عنه. (راجع لسان الميزان ترجمة
272) ..، وفيه (حسين بن القاسم الزاهد الأصبهاني) وهو فيه لين (راجع لسان الميزان ترجمة
2042) ..، وفيه (إسماعيل بن أبي زياد الشامي) قال عنه الدارقطني: قال
الدارقطني: هو إسماعيل بن مسلم متروك يضع الحديث. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة 884) ..، فيه (جويبر
بن سعيد) وهو متروك الحديث كما قال النسائي والدارقطني وذلك لضعفه الشديد .. (راجع تهذيب التهذيب ج2 ص124)
، وفي الحديث انقطاع بين الضحاك بن مزاحم وبين بن عباس لأن (الضحاك بن مزاحم) لم
يسمع من بن عباس (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 2928).
#- ثانيا: آثار مروية عن بعض الصحابة في معرفة
المنكر الذي كان يأتيه قوم لوط في ناديهم.
1- أثر منسوب للصحابي علي بن أبي طالب:
#- (أثر موضوع
"مكذوب") .. عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن
علي قال: (ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق والصفير
والبندق والخذف وحل إزار القباء (أي نوع من الثياب)
ومضغ العلك) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد صاحب
الرسالة): الأثر مكذوب على علي بن أبي طالب .. ويوجد في
السند (سعد بن طريف الإسكاف) وهو متروك الحديث كما قال النسائي واتهمه بن حبان
بوضع الحديث وقال كان يضع الحديث على الفور، وكذبه الدارقطني، وقال عنه يحيى بن
معين ليس بشيء ولا يحل الرواية عنه. (راجع تهذيب التهذيب ج3 ص474) و (راجع الجامع في الجرح
والتعديل ترجمة 1454) و (راجع تهذيب الكمال ترجمة 2212) و (راجع الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ترجمة
1356) ..، وفيه (أصبغ بن نباتة التميمي) وقد وصفه أبو بكر بن عياش مع جماعة
من الناس وقال : هؤلاء الكذابين ..، وكذلك ذكره يحي بن معين في جماعة من الناس
وقال ليس يساوي هؤلاء كلهم شيئا .. وقال في موضع آخر: أصبغ بْن نباتة ليس بثقة ..،
وقال النسائي متروك الحديث ، وقال الدارقطني منكر الحديث ..، وقال بن حبان: فتن
بحب علي بْن أَبي طالب، عليه السلام، فأتى بالطامات فِي الروايات، فاستحق من أجلها
الترك ..، وقال أبو أحمد بْن عدي: لم أخرج لَهُ ها هنا شيئا، لأن عامة ما يرويه عن علي لا
يتابعه أحد عليه، وهُوَ بيِّن الضعف. (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 537).
2- أثر منسوب للصحابي أبي أُمامة الباهلي:
#- (أثر موضوع
"مكذوب") .. عن خالد بن هياج بن بساط
حدثني أبي عن الحسن بن
دينار عن الخصيب بن جحدر عن أبي غالب عن أبي أمامة الباهلي قال: (كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون
بها لعب الحمام ورمي البندق والمكاء (6) والخذف في الأنداء (7) وتبسيط الشعر
وفرقعة العلك وإسبال الإزار وحبس الأقبية وإتيان الرجال والمنادمة على الشراب
وستزيد هذه الأمة عليها بالسحق والنقش) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق
.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر موضوع على الصحابي أبو
أمامة الباهلي .. فيه (خالد بن يسطام) وهو متروك الحديث .. وقد ذكره الإمام بن حجر
في ترجمة "حساس بن الفضيل" وروى حديث عنه وعن خالد وقال بن حجر: ورجال
إسناده مجاهيل، وهو من رواية خالد بن هياج وهو متروك. (الإصابة في تمييز الصحابة
ترجمة 1719) ..، وفيه (هياج بن بسطام – والد خالد بن بسطام) قال يحيى بن
معين عنه أنه ضعيف الحديث وليس بشيء، وقال عنه أبو داود: تركوا حديثه، وقال أبو
حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال بن حبان: كان مرجئا يروي الموضوعات عَنِ
الثقات (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 6637) ..، وفيه (الحسن بن دينار البصري) وهو متروك الحديث (راجع تاريخ الإسلام ج4 ص332) ..، وفيه (الخصيب بن جحدر) وهو
متروك الحديث وكذبه بن معين – (راجع تاريخ الإسلام ج3 ص857).
3- أثر
منسوب للسيدة عائشة:
#- (أثر موضوع "مكذوب") ... جاء عن عبد الرحمن بن
الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا رَوْح بن عُطيفة الثقفيّ، عن عمرو بن
مصعب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: (فِي قَوْلِهِ (وَتَأْتُونَ فِي
نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:29 .. قَالَ: الضُّرَاطُ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر باطل ومكذوب .. ويوجد
اسمين مكتوبين غلط في السند (عطيفة) و (عمرو) فالأول أصله (غطيفة) والثاني (عمر)
.. وسبب بطلان الأثر هو أن في السند (روح بن غطيفة الثقفي) وقد تبين حاله في تحقيق
أحاديث النبي السابق ذكرها ونكتفي بقول بن حبان: يروي الموضوعات عن
الثقات لا يحل كتب حديثه. (الضعفاء
والمتروكين لابن الجوزي ترجمة 1248)..، وفيه (عمر بن مصعب) وليس
(عمرو) كما هو مكتوب في السند .. وقد ذكر أثر السيدة عائشة الإمام الذهبي في ميزان
الإعتدال والإمام بن حجر العسقلاني في لسان الميزان وذكرا أن اسمه (عمر بن مصعب)
.. و(عمر بن مصعب بن الزبير) قال عنه الذهبي أنه ورد في إسناد مظلم ..، وذكره
العقيلي في الضعفاء وقال لا يتابع على حديثه. (راجع لسان الميزان ترجمة 5693 - وراجع ميزان الإعتدال ترجمة
6217)..
#- خلاصة القول:
1- كل ما قيل عن النبي صلى الله عله وسلم في
تحديد ماهية المنكر الذي كان يفعله قوم لوط .. هو باطل.
2- وكل ما قيل عن الصحابة في تحديد ماهية المنكر
الذي كان يفعله قوم لوط .. هو باطل.
#- فكل ذلك هو مجرد روايات باطلة ولم يصح
منها شيء .. بل بعض ما تم نسبته للنبي فيه ما هو
مكذوب عليه صلى الله عليه وسلم .. أما ما جاء عن الصحابة فيما بلغني من العلم فهو كله
مكذوب عليهم.
- فانتبه يا مؤمن من هذه الروايات المكذوبة على
النبي وعلى الصحابة .. فهم بريئون منها ..، خاصة وأن مثل هذه الروايات منتشرة في
كتب التفاسير التراثية.
@- أخي الحبيب:
- قد سبق وأوضحت لك في الفصل السابق .. أن الله لم يصرح بتحديد ماهية
هذا المنكر الذي كان يفعله قوم لوط .. وذلك حتى تفهم أنهم ما تركوا منكرا إلا
وفعلوه .. أي فعلوا كل المنكر الذي يمكن أن تتخيله .. حتى كأنهم ملُّوا وزهقوا من فعل
جميع المنكرات فزادوا على المنكر منكرا ابتدعوه ليكون لهم السبق فيه وهو فاحشة
اللواط.
- والله أعلم.
(الجزء العاشر)
:: الفصل العاشر :: عن الأحاديث النبوية وآثار الصحابة التي جاءت في التعريف بالمنكر الذي
كان يفعله قوم لوط في ناديهم ::
1- س29: هل جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة أن النبي أوضح حقيقة المنكر
الذي كان يفعله قوم لوط ؟ وهل صحت الآثار المروية عن الصحابة في معرفة حقيقة
المنكر الذي فعله قوم لوط ؟
#- أولا: الأحاديث المنسوبة للنبي في تفسيره لمنكر قوم
لوط (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ).
#- ثانيا: آثار مروية عن بعض الصحابة في معرفة المنكر الذي كان يأتيه قوم لوط في ناديهم.
*****************
:: الفصل العاشر
::
******************
..:: س29: هل جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة أن
النبي أوضح حقيقة المنكر الذي كان يفعله قوم لوط ؟ وهل صحت الآثار المروية عن
الصحابة في معرفة حقيقة المنكر الذي فعله قوم لوط ؟ ::..
#- قال تعالى حكاية عن قول لوط لقومه: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ
السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:28-29.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- سبق وذكرنا كلام العلماء في تعريفهم للمنكر الذي كان
يفعله قوم لوط في ناديهم .. وستجدهم قد اختلفوا كما ذكر كل آرائهم الإمام الماوردي
وسبق ذكر كلامه .. وهذا الإختلاف في المعرفة أجده ناتج عن ثقافة المنكر التي كانت
في زمن كل عالم أو ما بلغه من الخبر عما يصفه قوم كل بلد من منكر ..، ولكن الملاحظ
أن بعض العلماء ذكر تفسير للنبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر قوله (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) وقال في
تفسيره أن المقصود بالمنكر هو أنهم كانوا يخذفون (يلقون حجارة) على المارة ويسخرون
منهم ..، وحديث آخر تم ذكر فيه عدة أشياء قيل عنها أن قوم لوط كانوا يمضغون العلك
أي اللبان ويستخدمون المسواك ولذلك هلكوا .. وغير ذلك من أحاديث غير مقبولة شرعا
ولا عقلا ..!!
- وهنا ظهر سؤال: طالما النبي هو من فسر المنكر الذي فعله قوم لوط في
ناديهم حسب ما ذكر بعض العلماء .. فلماذا اختلف العلماء حينئذ في تحديد هذا المنكر
؟!!
- وهذا استوجب مراجعة لهذه الاحاديث .. التي منها حديث تم
فيه شرح هذه الآية وحكم هذا الحديث .. لأنه لو تبين صحته .. فلا تفسير بعد تفسير
النبي صلى الله عليه وسلم ..، وكذلك رأيت مراجعة بعض ما جاء من روايات عن الصحابة
في تلك المسألة التي تكلمت عن أفعال قوم لوط المنكرة .. والله ولي التوفيق.
#- أولا: الأحاديث
المنسوبة للنبي في تفسيره لمنكر قوم لوط (وَتَأْتُونَ
فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ).
1- (حديث ضعيف جدا) .. حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: ثنا
سليم بن أخضر، قال: ثنا أبو يونس القُشَيري، عن سِماك بن حرب، عن أبي صالح مولى
أمّ هانئ: (أن أمّ هانئ سُئِلَتْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ (وَتَأْتُونَ
فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) .. فقالت: سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ (أي يلقون بالحجارة) أَهْلَ الطَّرِيقِ،
وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) رواه الطبري في تفسيره ورواه الحاكم وقال
صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .. ورواه الترمذي وحسنه ، (قلت خالد صاحب الرسالة): تصحيح الحاكم والذهبي وتحسين الترمذي فيه نظر
.. لأن في السند (أبي صالح مولى أمّ هانئ) ضعيف جدا وليس بحجة والبعض اتهمه بالكذب
.. (راجع أقوال
العلماء فيه في تهذيب التهذيب ج1 ص417) ..، فكيف يصح الحديث حينئذ ؟!! فضلا
عن أن (سمال بن حرب) لا يقبل منفردا لوجود ضعف فيه وإنما يقبل في المتابعات .. ولا
متابعة له في هذه الرواية ..!!
#- وبنفس السند عن أبي صالح مولى
أمّ هانئ .. بلفظ آخر جاء فيه (كَانُوا يَسْخَرُونَ بِأَهْلِ الطَّرِيقِ وَيُخَوِّفُونَهُمْ) رواه البيهقي في الشعب .. وهو حديث ضعيف جدا كما سبق
واوضحت.
2- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن هارون بن محمد أبو
الطيب حدثنا روح بن غطيف عن صالح بن عبد الله عن ابن الزبير عن الزبير قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سُنَنِ قَوم لُوط فُقدَت إلا ثَلاثًا: جَر
نعَال السيُوف (سحب مقبض السيف خروجا بسيطا من جرابه ثم إدخاله للتسلية
بذلك وهو جالس) ..، وَخصف الأظفَارِ (الخصف هو
جمع شيء على شيء والمقصد هو ترك إطالة أظافر اليد) ..،
وَكَشْف عَنِ العَوْرَة .. قال وضرب بيه على فخذه (أي
دلالة على أن الفخد من عورة الرجل)) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد
صاحب الرسالة): الحديث باطل ومتن مكذوب .. فيه (هارون بن محمد أبو الطيب) كذبه بن معين
(راجع ميزان الإعتدال
ترجمة رقم 9170) ..، وفيه (روح بن غطيف) وهو متروك الحديث كما قال النسائي،
ووهاه بن معين، وقال عنه الدارقطني منكر الحديث جدا، وذكر له البخاري حديثا في
التاريخ الكبير وقال: هذا باطل. (راجع لسان الميزان ترجمة رقم 3172) ، وقال عنه بن أبي حاتم: ليس
بالقوي منكر الحديث جدا (راجع
الجرح والتعديل ترجمة 2245)..، وقال عنه بن حبان: يروي
الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ترجمة 1248).
3- جاء في (حديث موضوع "مكذوب") .. عن بن عباس عن النبي قال:(مَا هَلَكَ سُدُومُ وَمَا حَوْلَهَا
مِن الْقُرَى حَتَّى اسْتَاكوا بالْمَساويك ومَضَغُوا الْعِلكَ فِي الْمَجَالِس) رواه الطبراني في الكبير ..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث باطل ومكذوب دون أدنى شك .. فيه (سوار بن مصعب) قال جماعة
متروك الحديث وقال البخاري هو منكر الحديث وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه ،
وكان يروي المناكير والموضوعات عن بعض الثقات كما ذكر ذلك الإمام الحاكم. (راجع تاريخ الإسلام ج4 ص636)..، وفيه (زكريّا بْن يحيى بْن صُبَيْح) مجهول
الحال (راجع تاريخ
الإسلام ج5 ص823)..، والمتن باطل غير معقول .. لأن المساويك وهي جمع مسواك
وهو العود الذي يتم تطهير الأسنان به هو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ويستخدم لنظافة وطهارة الأسنان .. ومضغ اللبان لا حرج فيه طالما لم يخرج عن حدود
الأدب ..، فضلا عن أن هذه أشياء تستخدم لتنظيف الأسنان سواء السواك أو اللبان ..
فما علاقة قوم لوط بطهارة ونظافة أسنانهم إذا كانوا لا يحفظون أدبارهم من الوسخ
الذي يحدث فيه ..!!
4- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن إسحاق بن بشر أخبرني سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَشْرُ خِصَالٍ عَمِلَهَا قَوْم
لُوْطٍ, بِهَا أُهْلِكو .. وَتَزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ: إِتْيَانُ الرِّجَالِ
بَعْضِهمْ بَعْضًا، وَرَمْيُهُمْ بالجُلاهِق، والخَذْفِ، وَلَعِبُهُمْ بالحَمَام،
وَضَرْبُ الدُّفُوفِ، وَشُرْبُ الخُمُورِ، وَقَصُّ اللِّحْيَةِ، وَطُولُ الشَّاربِ،
والصَّفِيرُ، والتَّصْفِيقُ، وَلِبَاسُ الْحَريرِ .. وَتزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ:
إِتْيَانُ النِّسَاءِ بعْضهنُّ بَعْضًا) ذكره السيوطي في الجامع الكبير .. وقال
السيوطي: رواه ابن عساكر عن الحسن مرسلًا .. وفيه
(إسحاق بن بشرٍ) كذاب ..، (قلت خالد صاحب الرسالة):
الحديث باطل..، فيه (اسحاق بن بشر – أبو حذيفة البخاري) وهو كذاب متروك
كما قال الدارقطني والمديني وغيرهما ..، وقال بن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب (راجع لسان الميزان ترجمة
1005) ..، والحديث مرسل منقطع بين الحسن البصري وبين النبي صلى الله عليه وسلم ..،
والمتن باطل فاسد وبدايته عشرة خصال وذكر أحدى عشر خصلة ..، ولم يتم ذكر الكفر
فيهن ..!!
5- (حديث موضوع "مكذوب") .. جاء عن أبي طالب الصباح بسنده المتقدم
قريباً إلى ، إسماعيل بن أبي زياد الشامي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عَشَرَةٌ منْ أخْلاق قَوم لُوطٍ،
الخَذْفُ في النَّادى، وَمَضغ العِلك، والسِّواكُ عَلى ظَهرِ الطَّرِيق،
والصَّفِيرُ، والحَمَامُ، والجُلاهقُ، والعمَامَةُ التي لا يُتَلَحَّى بها،
والسكينة، والتَّطْريف بالحنَّاءِ، وَحَلُّ أَزْرَارِ الأقْبِيَة، والمشيُ
بالأسوَاقِ والأفْخَاذُ بَادِيَةٌ) رواه الديلمي في الفردوس والسند مأخوذ من
الغرائب الملتقطة لابن حجر ..، والمقصود بقول بن حجر بلفظ "السند
المتقدم" هو سند متكرر من حديث كان سبق ذكره في حديث آخر وهو: (أخبرنا أبو
طالب بن الصباح ، أخبرنا
أبو بكر بن خزر ، أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان ، حدثنا الحسين بن القاسم الزاهد
، حدثنا إسماعيل بن أبي زياد الشامي ....) إلى آخر السند..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع على بن عباس وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ..، فيه
(إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني الطيان) وهو متروك الحديث واتهموه .. وقال
ابن الجوزي في "الموضوعات": قال بعض الحفاظ: لا تجوز الرواية عنه. (راجع لسان الميزان ترجمة
272) ..، وفيه (حسين بن القاسم الزاهد الأصبهاني) وهو فيه لين (راجع لسان الميزان ترجمة
2042) ..، وفيه (إسماعيل بن أبي زياد الشامي) قال عنه الدارقطني: قال
الدارقطني: هو إسماعيل بن مسلم متروك يضع الحديث. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة 884) ..، فيه (جويبر
بن سعيد) وهو متروك الحديث كما قال النسائي والدارقطني وذلك لضعفه الشديد .. (راجع تهذيب التهذيب ج2 ص124)
، وفي الحديث انقطاع بين الضحاك بن مزاحم وبين بن عباس لأن (الضحاك بن مزاحم) لم
يسمع من بن عباس (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 2928).
#- ثانيا: آثار مروية عن بعض الصحابة في معرفة
المنكر الذي كان يأتيه قوم لوط في ناديهم.
1- أثر منسوب للصحابي علي بن أبي طالب:
#- (أثر موضوع
"مكذوب") .. عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن
علي قال: (ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق والصفير
والبندق والخذف وحل إزار القباء (أي نوع من الثياب)
ومضغ العلك) رواه بن عساكر في تاريخ دمشق .. (قلت خالد صاحب
الرسالة): الأثر مكذوب على علي بن أبي طالب .. ويوجد في
السند (سعد بن طريف الإسكاف) وهو متروك الحديث كما قال النسائي واتهمه بن حبان
بوضع الحديث وقال كان يضع الحديث على الفور، وكذبه الدارقطني، وقال عنه يحيى بن
معين ليس بشيء ولا يحل الرواية عنه. (راجع تهذيب التهذيب ج3 ص474) و (راجع الجامع في الجرح
والتعديل ترجمة 1454) و (راجع تهذيب الكمال ترجمة 2212) و (راجع الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ترجمة
1356) ..، وفيه (أصبغ بن نباتة التميمي) وقد وصفه أبو بكر بن عياش مع جماعة
من الناس وقال : هؤلاء الكذابين ..، وكذلك ذكره يحي بن معين في جماعة من الناس
وقال ليس يساوي هؤلاء كلهم شيئا .. وقال في موضع آخر: أصبغ بْن نباتة ليس بثقة ..،
وقال النسائي متروك الحديث ، وقال الدارقطني منكر الحديث ..، وقال بن حبان: فتن
بحب علي بْن أَبي طالب، عليه السلام، فأتى بالطامات فِي الروايات، فاستحق من أجلها
الترك ..، وقال أبو أحمد بْن عدي: لم أخرج لَهُ ها هنا شيئا، لأن عامة ما يرويه عن علي لا
يتابعه أحد عليه، وهُوَ بيِّن الضعف. (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 537).
2- أثر منسوب للصحابي أبي أُمامة الباهلي:
#- (أثر موضوع
"مكذوب") .. عن خالد بن هياج بن بساط
حدثني أبي عن الحسن بن
دينار عن الخصيب بن جحدر عن أبي غالب عن أبي أمامة الباهلي قال: (كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون
بها لعب الحمام ورمي البندق والمكاء (6) والخذف في الأنداء (7) وتبسيط الشعر
وفرقعة العلك وإسبال الإزار وحبس الأقبية وإتيان الرجال والمنادمة على الشراب
وستزيد هذه الأمة عليها بالسحق والنقش) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق
.. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر موضوع على الصحابي أبو
أمامة الباهلي .. فيه (خالد بن يسطام) وهو متروك الحديث .. وقد ذكره الإمام بن حجر
في ترجمة "حساس بن الفضيل" وروى حديث عنه وعن خالد وقال بن حجر: ورجال
إسناده مجاهيل، وهو من رواية خالد بن هياج وهو متروك. (الإصابة في تمييز الصحابة
ترجمة 1719) ..، وفيه (هياج بن بسطام – والد خالد بن بسطام) قال يحيى بن
معين عنه أنه ضعيف الحديث وليس بشيء، وقال عنه أبو داود: تركوا حديثه، وقال أبو
حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال بن حبان: كان مرجئا يروي الموضوعات عَنِ
الثقات (راجع
تهذيب الكمال ترجمة 6637) ..، وفيه (الحسن بن دينار البصري) وهو متروك الحديث (راجع تاريخ الإسلام ج4 ص332) ..، وفيه (الخصيب بن جحدر) وهو
متروك الحديث وكذبه بن معين – (راجع تاريخ الإسلام ج3 ص857).
3- أثر
منسوب للسيدة عائشة:
#- (أثر موضوع "مكذوب") ... جاء عن عبد الرحمن بن
الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا رَوْح بن عُطيفة الثقفيّ، عن عمرو بن
مصعب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: (فِي قَوْلِهِ (وَتَأْتُونَ فِي
نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:29 .. قَالَ: الضُّرَاطُ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر باطل ومكذوب .. ويوجد
اسمين مكتوبين غلط في السند (عطيفة) و (عمرو) فالأول أصله (غطيفة) والثاني (عمر)
.. وسبب بطلان الأثر هو أن في السند (روح بن غطيفة الثقفي) وقد تبين حاله في تحقيق
أحاديث النبي السابق ذكرها ونكتفي بقول بن حبان: يروي الموضوعات عن
الثقات لا يحل كتب حديثه. (الضعفاء
والمتروكين لابن الجوزي ترجمة 1248)..، وفيه (عمر بن مصعب) وليس
(عمرو) كما هو مكتوب في السند .. وقد ذكر أثر السيدة عائشة الإمام الذهبي في ميزان
الإعتدال والإمام بن حجر العسقلاني في لسان الميزان وذكرا أن اسمه (عمر بن مصعب)
.. و(عمر بن مصعب بن الزبير) قال عنه الذهبي أنه ورد في إسناد مظلم ..، وذكره
العقيلي في الضعفاء وقال لا يتابع على حديثه. (راجع لسان الميزان ترجمة 5693 - وراجع ميزان الإعتدال ترجمة
6217)..
#- خلاصة القول:
1- كل ما قيل عن النبي صلى الله عله وسلم في
تحديد ماهية المنكر الذي كان يفعله قوم لوط .. هو باطل.
2- وكل ما قيل عن الصحابة في تحديد ماهية المنكر
الذي كان يفعله قوم لوط .. هو باطل.
#- فكل ذلك هو مجرد روايات باطلة ولم يصح
منها شيء .. بل بعض ما تم نسبته للنبي فيه ما هو
مكذوب عليه صلى الله عليه وسلم .. أما ما جاء عن الصحابة فيما بلغني من العلم فهو كله
مكذوب عليهم.
- فانتبه يا مؤمن من هذه الروايات المكذوبة على
النبي وعلى الصحابة .. فهم بريئون منها ..، خاصة وأن مثل هذه الروايات منتشرة في
كتب التفاسير التراثية.
@- أخي الحبيب:
- قد سبق وأوضحت لك في الفصل السابق .. أن الله لم يصرح بتحديد ماهية
هذا المنكر الذي كان يفعله قوم لوط .. وذلك حتى تفهم أنهم ما تركوا منكرا إلا
وفعلوه .. أي فعلوا كل المنكر الذي يمكن أن تتخيله .. حتى كأنهم ملُّوا وزهقوا من فعل
جميع المنكرات فزادوا على المنكر منكرا ابتدعوه ليكون لهم السبق فيه وهو فاحشة
اللواط.

لا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفكل من تعمد الكذب على النبي له من الله مايستحق
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
اللهم أعذنا وذرياتنا من منكرات الافعال والاقوال والاخلاق ومن الفواحش والفتن في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين
روايات مكذوبة ومنكرة قيلت في منكرات قوم لوط ( التي جاءت في الموضوع ) :
حذف(أن أمّ هانئ سُئِلَتْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) .. فقالت: سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانُوا يَخْذِفُونَ (أي يلقون بالحجارة) أَهْلَ الطَّرِيقِ، وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ)
(كل سُنَنِ قَوم لُوط فُقدَت إلا ثَلاثًا: جَر نعَال السيُوف (سحب مقبض السيف خروجا بسيطا من جرابه ثم إدخاله للتسلية بذلك وهو جالس) ..، وَخصف الأظفَارِ (الخصف هو جمع شيء على شيء والمقصد هو ترك إطالة أظافر اليد) ..، وَكَشْف عَنِ العَوْرَة .. قال وضرب بيه على فخذه (أي دلالة على أن الفخد من عورة الرجل))
(مَا هَلَكَ سُدُومُ وَمَا حَوْلَهَا مِن الْقُرَى حَتَّى اسْتَاكوا بالْمَساويك ومَضَغُوا الْعِلكَ فِي الْمَجَالِس)
(عَشْرُ خِصَالٍ عَمِلَهَا قَوْم لُوْطٍ, بِهَا أُهْلِكو .. وَتَزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ: إِتْيَانُ الرِّجَالِ بَعْضِهمْ بَعْضًا، وَرَمْيُهُمْ بالجُلاهِق، والخَذْفِ، وَلَعِبُهُمْ بالحَمَام، وَضَرْبُ الدُّفُوفِ، وَشُرْبُ الخُمُورِ، وَقَصُّ اللِّحْيَةِ، وَطُولُ الشَّاربِ، والصَّفِيرُ، والتَّصْفِيقُ، وَلِبَاسُ الْحَريرِ .. وَتزيدُهَا أُمَّتي بخَلَّةٍ: إِتْيَانُ النِّسَاءِ بعْضهنُّ بَعْضًا)
(عَشَرَةٌ منْ أخْلاق قَوم لُوطٍ، الخَذْفُ في النَّادى، وَمَضغ العِلك، والسِّواكُ عَلى ظَهرِ الطَّرِيق، والصَّفِيرُ، والحَمَامُ، والجُلاهقُ، والعمَامَةُ التي لا يُتَلَحَّى بها، والسكينة، والتَّطْريف بالحنَّاءِ، وَحَلُّ أَزْرَارِ الأقْبِيَة، والمشيُ بالأسوَاقِ والأفْخَاذُ بَادِيَةٌ)
(ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق والصفير والبندق والخذف وحل إزار القباء (أي نوع من الثياب) ومضغ العلك)
(كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها لعب الحمام ورمي البندق والمكاء (6) والخذف في الأنداء (7) وتبسيط الشعر وفرقعة العلك وإسبال الإزار وحبس الأقبية وإتيان الرجال والمنادمة على الشراب وستزيد هذه الأمة عليها بالسحق والنقش)
(فِي قَوْلِهِ (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:29 .. قَالَ: الضُّرَاطُ)
من هنا نستوعب ان الله عندما نهنا عن اي فعل هو لانه خالق هذه النفس يعلم إلى اي حد من الفجور ستذهب عندما ترتكب المعاصي والذنوب تصر عليها فهي التي كانت لها القدرة في اتيان بمنكر لم ياتي بمثله احد في العالمين
ردحذفكيف تجلت قباحه تلكم النزوات الى اقذر مكان بعد ان خلقها الله في اطهر مكان هو الرحم
الماء الذي يكون سبب في انجاب روح ينزل في قذورات
تدليس للبشريه بابشع صوره
اللهم نسالك العفو والعافيه نعوذ بك من شرور اعمالنا
رساله قويه جدااا تصفعك بشده تعرف خطر تراكم المعاصي والذنوب كيف تفعل بالنفس
رب يقدرك يقويك على اكمال هذه الرسالة بمدك بمدد الصمود ان شاء الله استاذنا الحبيب 🔋
اللهم صلى على محمد وآل محمد🌹
اللهم ارزقني حبك وحب نبيك 🌸
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا 🕊️
جزاك الله كل خير أستاذي الفاضل خالد وربنا يوفق حضرتك لكل خير يااارب العالمين.
ردحذف........................................
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻧﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ إﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﺛﻢ ﻧﻜﺘﺸﻒ إﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ !! .. ﻭﻫﻨﺎﻙ أﺑﻮﺍﺑﺎً ﻧﺸﻌﺮ إﻧﻬﺎ ﻣﻐﻠﻘﺔ .. ﺛﻢ ﻧﻜﺘﺸﻒ إﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ !!..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻚ ﺑﺎﺑﺎً ﺗﻄﻠﺒﻪ .. ﻓﻼ ﺗﺠﺰﻉ ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﺽ .. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺍﻟﺨﻴﺮه ﻓﻲ ﻏﻠﻘﻪ !! .. ﻟﻜﻦ ﺛﻖ ﺗﻤﺎﻣﺎً إﻥ ﺑﺎﺑﺎً ﺁﺧﺮ ﺳﻴﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﻳﻨﺴﻴﻚ ﻫﻢ ﺍﻷﻭﻝ .. ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺳﺘﺪﺭﻙ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﻳﺪﺑﺮ ﺍﻷﻣﺮ "
ﺇﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺅﻝ .. ﻭﺣﺎﻭﻝ أﻥ ﺗﺘﻨﺎﺳﻰ ﺃﻟﻤﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺷﺪﺗﻪ .. ﻭاﻋﻠﻢ إﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻋﺠﺰﺕ أﻧﺖ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ .. ﻭﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺪﺗﻪ .. ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﻣﻠﻜﺘﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺃﻛﺒﺮ !! .. ﻭﻗﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎً :
" ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ "
صباح الأمل واليقين بالله🌹
صباح التفاؤل بأن القادم أجمل بإذن الله🌹
منقول.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
الكلمة الطيبة لها آثر طيب في النفس فهي لا تسمع فقط بالأذن بل تسكن القلب وتطيب بها النفس وتستكين بها الروح في حب وانتعاش وسعادة واطمئنان ..
ردحذففقد ينسى الإنسان موقفا كاملا، ولكنه لا ينسى كلمة طيبة قيلت له في لحظة من لحظات حياته وأحدثت فارقا وتغييرا ملحوظا .
فالكلمة إما دواء نتكئ عليه ونتعافى أو داء كالحجر نتعثر به طويلا ..
فالكلمة السيئة لا تمر مرور الكرام بل هي كسر خفي في الروح قد لا يراه ولا يلاحظه أحد ولكنه يترك أثرا ويؤلم حينما تأتي ذكراه..
فكم من كلمة طيبة أعادت إنسانا للحياة وكم من كلمة جارحة أحدثت جرحا محال أن ننساه .
فالكلمة الطيبة تشبه الضوء لأنها تنير المكان ..
وهناك كلمات تقال بلا رحمة وتترك في النفس أثرا لا ينسى .
فالكلمة أمانة فإن خرجت من القلب وصلت إلى القلب .
والكلمة الطيبة صدقة فتخير كلماتك بعناية قبل أن تأذي بها إنسانا.
منقول
في قرية هادئة بعيدة عن الأعين عاش حكيما وكان له حفيد صغير كثير الأسئلة سريع الغضب لا يدرك بعد وزن الكلمات
ردحذفوفي يوم من الأيام أخطأ الحفيد في حق صديق له وقال له كلمات قاسية بدون رحمة ثم عاد إلى جده حزينا يشكو أن صديقه لم يعد يبتسم له كما كان .
إبتسم الحكيم وقال تعال يابني ..
أخذ الحكيم كوبا زجاجيا مملوءا بالماء ووضعه بين يدي حفيده ثم قال تخيل أن هذا الكوب هو قلب الإنسان والماء الذي فيه هو مشاعره ..
ثم رفع الحكيم الكوب قليلا وأسقطه على الأرض فانكسر وتناثر الزجاج ..
فقال الحفيد فزعا .. لقد انكسر ماذا نفعل الآن ..
فقال الحكيم بهدوء حاول أن تعيده كما كان ..
فجمع الحفيد القطع وحاول لصقها ولكن الشقوق بقيت واضحة والماء تسرب منها ..
فقال الحفيد بحزن .. مستحيل أن يعود كما كان ..
هنا وضع الحكيم يده على كتف حفيده وقال..
كذلك القلوب يابني فبعض الكلمات تحيي القلب وتجعله يزهر ويسقي الأرض بعد المطر..
وهناك كلمات آخرى تميت القلب وتكسره كما كسر هذا الكوب وقد تعتذر وقد تحاول أن تصلح ولكن الآثر سيظل موجود ولا ينسى ..
فالكلمة الطيبة كالماء الصافي تنعش القلب وتقويه ..
أما الكلمة الجارحة فهي حجر يلقى فيه ..
فاختر كلماتك لأن ما يكسر بالكلام لا يصلح دائما بالإعتذار ففهم الحفيد الدرس ووعد نفسه بأن يجعل كلماته جسرا للقلوب لا سكينا لها .
العبرة ..
لسانك أمانة وكلماتك إما تكون حياة تمنح للآخرين أو تكون جرحا لا ينسى على مدار السنين
منقول