الخميس، 4 ديسمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج3: قصة نبي الله لوط مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية - لماذا القرآن يحكي عن قرية سدوم بأنهم (قوم لوط) أو (إخوان لوط) في حين أنهم ليسوا من قوم لوط ولا هم إخوانه - سبب قوله تعالى (إِخْوانُ لُوطٍ) وقوله (قوم لوط) - لماذا القرآن غالبا ما يضيف لفظ (قوم) قبل أي وصف يذكره في جماعة معينة مثل (قوم مؤمنين) (قوم كافرين).

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة نبي الله لوط عليه السلام

مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية

اللُّواطِيُّون والسُّحَاقيَّات

(الجزء الثالث)

سبب وصف الله قرية سدوم بأنهم قوم لوط وإخوانه في حين ليسوا كذلك
#- فهرس:

:: الفصل الثالث :: عن سبب وصف الله قرية سدوم بأنهم قوم لوط وإخوانه في حين ليسوا كذلك – وما دلالة لفظ (قوم) في القرآن بما يتبعه من أوصاف ::

1- س6: لماذا القرآن يحكي عن قرية سدوم بأنهم (قوم لوط) أو (إخوان لوط) في حين أنهم ليسوا من قوم لوط ولا هم إخوانه ؟

#- أولا: لفظ أخ يجمع على إخوة وإخوان .. ولكن هناك فرق بين (إخوة وإخوان).

#- ثانيا: عن سبب قوله تعالى (إِخْوانُ لُوطٍ) وقوله (قوم لوط).

2- س7: لماذا القرآن غالبا ما يضيف لفظ (قوم) قبل أي وصف يذكره في جماعة معينة مثل (قوم مؤمنين) (قوم كافرين) ؟

*****************

:: الفصل الثالث ::

******************

 

..:: س6: لماذا القرآن يحكي عن قرية سدوم بأنهم (قوم لوط) أو (إخوان لوط) في حين أنهم ليسوا من قوم لوط ولا هم إخوانه ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سنلاحظ في قصة لوط عليه السلام .. أن الله دائما يذكر القرية التي ذهب إليها لوط عليه السلام .. بأنهم (قومِ لوط) أو (إخوانُ لوط) .. مثل قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) القمر:33 ..، ومثل قوله تعالى: (إِخْوانُ لُوطٍ) ق:13 .في حين أن لوطا ليس هؤلاء من قومه ولا هو أخ لهم .. فهؤلاء من الشام .. ولوط أصله من العراق ..!!   

 

- فكيف أصبح من قومهم وأخوهم وهو ليس منهم وما دلالة اللفظ حينئذ ؟

- انتبه معي للآتي..

 

#- أولا: لفظ أخ يجمع على إخوة وإخوان .. ولكن هناك فرق بين (إخوة وإخوان).

1- لفظ إخوان يدل جماعة يجمعهم رابط مشترك لفترة زمنية .. مثل رابط الصداقة والعقيدة والوطن والوظيفة والميول النفسية وهكذا .. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) الإسراء:27..، لأن الرابط المشترك بينهم هو عصيان الله من خلال فعل التبذير الذي هو إنفاق المال في المحرمات والفساد.  

 

2- لفظ الأخوة فهو مخصص بالنسب .. وحينما قال القرآن عن المؤمنين بأنهم أخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10 .. فذلك من باب التشبيه البليغ للدلالة على رابطة الإيمان بينهم ترتقي لرابطة الأخوة بالنسب .. إذ أن أصلهم واحد في الرابطة وهو شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وهذه الرابطة يترتب عليها حقوق وواجبات ..، ولكن في الآخرة يوصفون بكونهم إخوانا (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) الحجر:47 .. لأنه في الآخرة لا يوجد حقوق وواجبات من أحد لأحد .. وتبقى فقط رابطة المواطنة والإقامة الدائمة في الجنة لأن الجنة هي التي تربطهم حينئذ في مكان واحد وكان ذلك بسبب إيمانهم وقبول رب العالمين منهم إيمانهم لصدقهم فيه "أي لم يكونوا منافقين".

 

3- بناء على ما سبق .. نفهم من قوله تعالى (إِخْوانُ لُوطٍ) ق:13 .. أن الأخوة هنا ليست أخوة نسب .. وإنما أخوة وطن ..

- وأظن عن رأي خاص: أن من أسباب الإتيان بلفظ (إخوان لوط) .. هو الآتي:

أ- حتى إذا قرأنا قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء:160-161 .. فنفهم أن الأخوة هنا ليست أخوة نسب بل أخوة وطن .. وذلك بدلالة قوله (إخوان لوط).

 

ب- وكذلك نفهم من لفظ (إخوان) حينما نقرأ لفظ (قوم لوط) .. أن هؤلاء القوم لم يكن بينهم وبين لوط رابطة نسب .. وإنما مواطنة وإقامة معهم فقط ..

- هذا ما جال بخاطري - والله أعلم.

 

#- ثانيا: عن سبب قوله تعالى (إِخْوانُ لُوطٍ) وقوله (قوم لوط).

- الذي أظنه عن رأي خاص .. أن ألفاظ (قوم) و (إخوان) و (إخوة) .. قد جاءت لبيان معاشرة لوط لهؤلاء القوم زمنا طويلا ليكتسب هذا الوصف بكونه أخوهم في الوطن .. وأصبح جزء من هؤلاء القوم لطول العشرة معهم .. ومثال ذلك في زماننا هذا من يكتسب الجنسية باستمرار وجوده في بلد وذلك لبقائه فترة سنوات فيها.

 

- وبالتالي دلت ألفاظ: (قوم) و (إخوان) و (إخوة) .. على بقاء لوط مدة زمنية طويلة معهم .. حتى احتسبهم قومه وإخوانه .. فصبر عليهم زمنا يدعوهم لإصلاح نفوسهم من فاحشة ممارسة مثلية الجنس خاصة بين الذكور. والله أعلم.

 

#- وخلاصة القول:

- أن لفظ إخوان في قصة النبي لوط .. حسب ما أظن قد أوضح لنا ثلاثة أمور:

- الأول: أن لفظ (أخوهم لوط) في سورة الشعراء:161 .. يدل على أنه أخوة وطن وليست أخوة نسب.

 

- الثاني: أن حينما نقرأ (قوم لوط) نفهم أنها قومية مواطنة وليست أيضا قومية نسب .. لأن لفظ الإخوان يظهر منه عدم وجود نسب.

 

- الثالث: أن لفظ إخوان يدل أيضا على أن النبي لوط قد بقي معهم زمنا يدعوهم إلى الله ومكارم الأخلاق .. لأن الأخوة التي بدون نسب لا تكتسب إلا بالمعاشرة زمنا.

- والله أعلم.

******************

..:: س7: لماذا القرآن غالبا ما يضيف لفظ (قوم) قبل أي وصف يذكره في جماعة معينة مثل (قوم مؤمنين) (قوم كافرين) ؟ ::..

 

- في آيات متفرقة من القرآن سواء آيات تتكلم عن قوم لوط أو قوم آخرين .. فكثير ما يأتي وصف قوم النبي ويسبقه لفظ (قوم) .. وهذا اللفظ أشار إليه الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله أن سبب إضافته .. هو أن ما يأتي بعده من صفات يعتبر صفات متمكنة فيهم .. كأنها أصبحت طباع مستقرة في قوميتهم.

 

#- ونموذج مما ذكره الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى:1393 هـ):

- عند حكاية قول الله عن موسى لقومه: (إنكم قوم تجهلون) الشعراء:138.

- قال الإمام بن عاشور: وفي الحكم بالجهالة على القوم كلهم .. تأكيد للتعجب من حال جهالتهم وعمومها فيهم .. بحيث لا يوجد فيهم من يشذ عن هذا الوصف مع كثرتهم. (التحرير والتنوير ج9 ص82).

 

#- ملحوظة: يمكنك مراجعة أماكن مختلفة من تفسير الطاهر بن عاشور يذكر نفس الدلالة للفظ (قوم) .. مثل (التحرير والتنوير ج20 ص12)..، ومثل (التحرير والتنوير ج20 ص44).

 

2- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- مما سبق من كلام الإمام بن عاشور رحمه الله .. يظهر لنا الدلالة من وجود لفظ (قوم) قبل أي صفة يتم ذكرها في القرآن .. مثل (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) التوبة:14 ..، أو مثل (إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ) النمل:43 .. أو مثل (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرعد:4 ..، أو مثل (إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) الحجر:58 .. وهكذا ..

 

- فالقرآن يأتي بلفظ (قوم) ليخدم جزئية مهمة وهي ليخبرنا من تمكن هذه الصفة من القوم الموصوفين بها .. حتى أصبحت لهم هذه الصفة منهج حياة يعيشون به.

 

- إذن حينما تقرأ: (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) فتفهم حينئذ أن القرآن سيكون شفاء لصدور المؤمنين الذي أصبح الإيمان صفة قائمة فيهم كمنهج حياة لهم فينفعل القرآن بعطاءه معهم.

 

- وحينما تقرأ (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .. فهنا تفهم أن من ينتفع بذلك هم أهل العقل الذين استخدموا نعمة العقل الذي أعطاه لهم رب العالمين في فهم ما أراده الله منهم أن يفهموه.

 

- وبناء على ما سبق .. حينما وصف القرآن حكاية على لسان لوط في وصف قومه فقال لهم: (أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) الأعراف:81 .. فهذا معناه تمكن هذا الوصف فيهم تمكينا لهم في حياتهم حتى أصبح لهم منهج حياة يعيشون به .. ودون وجود من يعترض على هذا المنهج ..!!

 

- وهذا يكشف لنا مدى استفحال صفة الإسراف فيهم وهو مجاوزة الحد في استمرار عمل الفحشاء دون انقطاع بل وتزيد دون أي ردع أو تأنيب ضمير ..، وهذا يكشف لنا بالتبعية الذي كان يعانيه لوط عليه السلام مع هؤلاء القوم المفسدين ..  

- والله أعلم.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 4 تعليقات:

  1. اللهم صلى على محمد وال محمد 🌹
    اللهم ارزقني حبك وحب نبيك 🌸
    يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا 🕊️

    ردحذف
  2. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
    كم هو جميل شرح لفظ الأخوة الذي تطرقت اليه
    فعليا أخوة الإيمان أقوى وأمتن من أخوة الدم إن صدقت وكانت لله فقط زادك الله علما وافاض عليك من أنوار محبته
    -------
    ⛔️- لفظ إخوان:
    يدل جماعة يجمعهم رابط مشترك لفترة زمنية .. مثل رابط الصداقة والعقيدة والوطن والوظيفة والميول النفسية وهكذا .. ولذلك قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) الإسراء:27..، لأن الرابط المشترك بينهم هو عصيان الله من خلال فعل التبذير الذي هو إنفاق المال في المحرمات والفساد.

    ❤️- لفظ الأخوة فهو مخصص بالنسب .. وحينما قال القرآن عن المؤمنين بأنهم أخوة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات:10 .. فذلك من باب التشبيه البليغ للدلالة على رابطة الإيمان بينهم ترتقي لرابطة الأخوة بالنسب .. إذ أن أصلهم واحد في الرابطة وهو شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وهذه الرابطة يترتب عليها حقوق وواجبات ..، ولكن في الآخرة يوصفون بكونهم إخوانا (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) الحجر:47

    ردحذف
  3. وقفة جميلة
    جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  4. لا يوجد "مؤمن كامل"
    لا يوجد مؤمن "إنسان فوق الطبيعة"

    لا يوجد مؤمن عبارة عن، شخص لا يكتئب، لا يحزن، لا يقلق، لا يعاني، لا يتعب، مثالي يتقبّل كل شيء،

    هذا لا يوجد..

    شخص يعيش في اطمئنان دائم

    فهذا وصف لملَك… ليس إنسان.

    لا يوجد في تاريخ البشر – حتى الأنبياء – أحد كان يعيش بنفس هذه الصورة المثالية.

    لا يوجد "مؤمن خارق"…
    ولا يمكن لأحد أن يتحوّل بفضل الإيمان إلى كائن لا يمسه وجع ولا خوف ولا قلق.
    الإنسان يظل إنسانًا… حتى لو كان قلبه عامرًا بالله.

    الأنبياء أنفسهم مرّوا بما هو أعمق من الحزن والضيق.

    يعقوب عليه السلام بكى حتى ابيضّت عيناه من الحزن.
    وموسى قال: رب إني أخاف.
    ويوسف صبر وصبر وارتبط الحزن بقصته.

    النبي ﷺ نفسه ضاق صدره، وبكى، وحزن، وخاف على أصحابه، وتألم لفقد أحبته.
    مريم عليها السلام قال تعالى "فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"

    ولو كانت النفس المؤمنة "لا تمرض"…
    فما معنى عام الحزن؟
    وما معنى قوله تعالى للنبي: ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون؟
    ولماذا قال أيوب: مسني الضر وأنت أرحم الراحمين؟

    الإيمان لا يعزل الإنسان عن تجاربه البشرية،
    ولا يحوله إلى قلب لا ينكسر، أو عقل لا يدوخ، أو نفس لا تضعف.
    الإيمان يمنح الطاقة… لا يعطل الطبيعة.
    يمنح قوة التحمل… لكنه لا يمنع الجرح.

    المؤمن ليس معصومًا من الاكتئاب… لكنه لا يستسلم له.
    ليس محصنًا من الحزن… لكنه يجد في الحزن بابًا إلى الله.
    ليس بمنأى عن القلق… لكنه يتعلم أن يسنده على الدعاء.
    وإذا ضاقت به الدنيا… لجأ إلى الذي بيده السعة.

    الإيمان ليس علاجا سحريا يلغي الطب،
    ولا هو "درع فولاذ" يمنع الألم،
    ولا هو وصفة تجعل الإنسان يعيش فوق مستوى البشر.

    الإيمان ببساطة:

    أن تمشي جريحًا… لكنك لا تترك حبل الله.
    أن تبكي… لكنك لا تفقد رجاءك.
    أن تخاف… لكنك لا تهرب من الله.
    أن تمرض… لكنك تأخذ بالأسباب وتؤمن أن الشفاء بيده.

    والمؤمن الحقيقي هو الذي يعرف أن النفوس تُبتلى،
    والقلب يضعف،
    والعقل يرهق،
    والروح تتعب…
    ثم ينهض رغم كل شيء. لا ييأس أبدا. لا يقنط. لا يرى الطريق مظلما.

    وهذا هو الإنسان…
    وهذا هو المؤمن…
    وهذا هو جمال الرحلة.
    د.محمود

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف