الروحانيات فى الإسلام: ج13: قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة - ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية - (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) - هل أسرى الله بروح النبي وهو في حال اليقظة إلى القدس ثم السماء وكانه كشف روحاني

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 13 مارس 2024

Textual description of firstImageUrl

ج13: قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة - ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية - (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) - هل أسرى الله بروح النبي وهو في حال اليقظة إلى القدس ثم السماء وكانه كشف روحاني

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل الثالث عشر)
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك - هل الاسراء والمعراج كان عن رؤيا منامية - هل اسرى الله بروح النبي وليس بجسده

#- فهرس:

:: الفصل الثالث عشر:: ج4/ عن مسائل ناقشها العلماء تتعلق برحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى :: 

1- س34: ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية ؟

#- أولا: آية قرآنية: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60.

#- ثانيا: حديث نبوي مروي في البخاري ومسلم عن شريك عن أنس ابن مالك .

#- ثالثا: أقوال مأثورة عن السيدة عائشة ومعاوية والحسن البصري.

2- س35: هل أسرى الله بروح النبي وهو في حال اليقظة إلى القدس ثم السماء وكأنه كشف روحاني ؟

*******************

:: الفصل الثالث عشر ::

*******************

 ..:: س34: ما هي الأدلة التي استند إليها من قالوا أن الإسراء والمعراج كانا رؤيا منامية ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الذين قالوا بأن رحلة الإسراء والمعراج كانت مناما .. لهم أدلة في ذلك استندوا إليها .. ومن هذه الأدلة الآتي:

- أولا: استندوا لقوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) الإسراء:60.


- وقالوا في هذه الآية أنها تتحدث عن منام وليس عن حقيقة .. لأن الله قال (رؤيا) التي تدل على الخيال المنامي .. ولم يقل (رؤية) التي تدل على الإدراك البصري .. فثبت بذلك أن الإسراء والمعراج كان مناما ..


#- وإليك الرد عليهم من كلام العلماء ..

1- قال الإمام يحيى بن سلام رحمه الله (المتوفى:200 هـ):

- قوله: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ) الإسراء:60 ..، يعني: ما أراه الله ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام ولكن المعاينة. (تفسير يحيى بن سلام ج1 ص145).

 

2- قال الإمام مكى بن أبى طالب رحمه الله (المتوفى: 437 هـ):

- (وَمَا جَعَلْنَا الرءيا التي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ) .. يعني: ما أراه ليلة أسري به افتتن بها قوم فارتدوا عن الإسلام.

- وهذا مما يدل على أن الرؤيا التي كانت رؤيا عين لا رؤيا نوم ..، لأنها لو كانت رؤيا نوم ما افتتن أحد بها ولا ارتد. لأن الإنسان يرى في نومه مثل هذا وأبعد منه. فلما أخبرنا الله عز وجل أن الرؤيا كانت فتنة للناس .. علمنا أنها رؤيا عين .. لأن من كان ضعيفاً في الإسلام يستعظِم الوصول إلى بيت المقدس والرجوع منها في ليلة فيرتد بجهله وقلة علمه.

- وأيضاً فإنها لو كانت رؤيا نوم .. لم تكن بآية ولا فيها دلالة عن نبوة .. لأن سائر الناس .. قد يرى في نومه ما هو أبعد من ذلك. (الهداية إلى بلوغ النهاية ج6 ص4234).


3- قال الإمام بن الجوزي رحمه الله (المتوفى:597 هـ):

- قوله تعالى: (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) في هذه الرؤيا قولان:

- أحدهما: أنها رؤيا عين .. وهي ما أري ليلة أُسري به من العجائب والآيات .. روى عكرمة عن ابن عباس قال: هي رؤيا عين رآها ليلة أُسري به.

- وإِلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي، وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين.

- فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قوماً آمنوا بما قال، وقوماً كفروا.

- قال ابن الأنباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يقظة .. ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا .. إِلا أن الرؤية يقلُّ استعمالها في المنام .. والرؤيا يكثر استعمالها في المنام .. ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.

 

#- والثاني: أنها رؤيا منام..

- ثم فيها قولان:

- أحدهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان قد أُرِيَ أنه يدخل مكة، هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فعَجل قبل الأجل، فردَّه المشركون، فقال أناس: قد رُدَّ، وكان حدَّثَنَا أنه سيدخلها، فكان رجوعهم فتنتهم، رواه العوفي عن ابن عباس. وهذا لا ينافي حديث المعراج، لأن هذا كان بالمدينة، والمعراج كان بمكة: قال أبو سليمان الدمشقي: وإِنما ذكره ابن عباس على وجه الزيادة في الإِخبار لنا أن المشركين بمكة افتتنوا برؤيا عينه .. والمنافقين بالمدينة افتتنوا برؤيا نومه.

- والثاني: أنه أُري بني أمية على المنابر .. فساءه ذلك، فقيل له: إنها الدنيا يُعْطَوْنَها، فسرّي عنه. فالفتنة ها هنا: البلاء .. رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب، وإِن كان مثل هذا لا يصح .. ولكن قد ذكره عامة المفسرين. (زاد المسير في علم التفسير ج3 ص35).


4- قال الإمام أبي بكر البقاعي رحمه الله (المتوفى: 885هـ):

- قوله تعالى (فتنة): لأنه لو كان رؤيا منام لم يكن بحيث يستبعده أحد فلم يكن فتنة.

- ولعله إنما سماه رؤيا - وهي للمنام - على وجه التشبيه والاستعارة .. لما فيه من الخوارق التي هي بالمنام أليق في مجاري العادات.

- روى البخاري في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما: (وما جعلنا الرءيا التي أريناك) الآية، قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة أسري به. (تفسير البقاعي نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج11 ص459)

 

5- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى:911 هـ):

- قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)

- استدل بهذا من قال: إن الإسراء كان مناماً لأن الرؤيا للنوم والرؤية لليقظة .. ورد بقوله: (إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) .. ورؤيا المنام لا يفتتن بها أحد ولا يكذب. (الإكليل في استنباط التنزيل ص168).

 

6- قال الإمام أبو السعود العمادي (المتوفى: 982هـ):

- والمرادُ بالرؤيا: ما عاينه صلى الله عليه وسلم ليلةَ المِعراج من عجائب الأرضِ والسماءِ حسبَما ذُكر في فاتحةِ السورةِ الكريمة والتعبيرُ عن ذلك بالرؤيا:

- إما لأنه لا فرقَ بينها وبين الرؤيةِ.

- أو لأنها وقعت بالليل.

- أو لأن الكفرةَ قالوا لعلها رؤيا. (تفسير إرشاد العقل السليم ج5 ص181).


7- قال الإمام الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1419 هـ):

- وقد اختلف العلماء: ما هي الرؤيا التي جعلها الله فتنة للناس ؟

أ- جمهرة العلماء .. على أنها الرؤيا التي ثبتتْ في أول السورة: (سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) الإسراء:1 .. أي: حادثة الإسراء والمعراج.

 

ب- وبعضهم .. رأى أنها الرُّؤْيا التي قال الله فيها: (لَّقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرءيا بالحق لَتَدْخُلُنَّ المسجد الحرام إِن شَآءَ الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) الفتح:27.

 

- فقد وعد رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم .. بأنهم سيدخلون المسجد الحرام في هذا العام، ولكن مُنِعوا من الدخول عند الحديبية، فكانت فتنة بين المسلمين وتعجبوا أنْ يعدهم رسول الله وَعْداً ولا ينجزه لهم. (تفسير الشعراوي ج14 ص8645).


ج- وقال بعضهم: إن المراد بالرؤيا التي جعلها الله فتنة ما رآه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قبل غزوة بدر، حيث أقسم وقال: (والله لكأني انظر إلى مصارع القوم) .. وأخذ يومِئ إلى الأرض وهو يقول:(هذا مَصْرع فلان، وهذا مَصْرع فلان، وهذا مَصْرع فلان).

- وفعلاً .. جاءت الأحداث موافقة لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ..، فَقُلْ لي: بالله عليك، مَنِ الذي يستطيع أنْ يتحكَّم في معركة كهذه .. الأصل فيها الكَرّ والفَرّ، والحركة والانتقال لِيُحدد الأماكن التي سيقتل فيها هؤلاء، اللهم إنه رسول الله.

 

#- لكن أهل التحقيق من العلماء قالوا: إن هذه الأحداث سواء ما كان في الحديبية، أو ما كان من أمر الرسول يوم بدر، هذه أحداث حدثتْ في المدينة، والآية المرادة مكية، مما يجعلنا نستبعد هذين القولين ويؤكد أن القول الأول وهو الإسراء والمعراج هو الصواب. (تفسير الشعراوي ج14 ص8647).


@- وقد يقول قائل: وهل كان الإسراء والمعراج رؤيا منامية؟ إنه كان رؤية بصرية، فما سِرّ عدول الآية عن الرؤية البصرية إلى الرؤيا المنامية ؟ وكيف يعطي الحق سبحانه وتعالى للكفار والمشككين فرصة لأن يقول: إن الإسراء والمعراج كان مناماً ؟

 

#- نقول: ومَنْ قال إن كلمة رؤيا مقصورة على المنامية ؟

- إنها في لغة العرب تُطلق على المنامية وعلى البصرية .. بدليل قول شاعرهم الذي فرح بصيد ثمين عنَّ له:

فَكَبَّر لِلْرُؤْيَا وهَاش فُؤَادُهُ ... وَبشَّرَ نَفْساً كَانَ قَبْلُ يَلُومُهَا

- أي: قال الله أكبر حينما رأى الصيد الثمين يقترب منه، فعبَّر بالرؤيا عن الرؤية البصرية.

 

- لكن الحق سبحانه اختار كلمة (رُّؤيَا) ليدل على أنها شيء عجيب وغريب .. كما نقول مثلاً: هذا شيء لا يحدث إلا في المنام. وهذا من دِقّة الأداء القرآني، فالذي يتكلم رَبّ، فاختار الرؤيا .. لأنها معجزة الإسراء وذهاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مكة إلى بيت المقدس في ليلة.

 

- فَوَجْه الإعجاز هنا: ليس في حدث الذهاب إلى بيت المقدس لأن كثيراً من كفار مكة قد ذهب إليها في رحلات التجارة أو غيرها .. بل وَجْه الإعجاز في الزمن الذي اختُصِر لرسول الله، فذهب وعاد في ليلة واحدة .. بدليل أنهم سألوا رسول الله (صِفْ لنا بيت المقدس) .. ولو كانوا يشكُّون في الحدث ما سألوا هذا السؤال.

 

- إذن: فاعتراضهم على وقت هذه الرحلة التي كانوا يضربون إليها أكباد الإبل شهراً، ويخبر محمد أنه أتاها في ليلة واحدة، ولأن الإسراء حدث في هذا الزمن الضيق المختصر ناسب أن يُطلق عليه رؤيا، لأن الرؤيا المنامية لا زمنَ لها، ويختصر فيها الزمن كذلك.

 

- ولقد توصّل العلماء الباحثون في مسألة وعي الإنسان أثناء نومه .. وعن طريق الأجهزة الحديثة إلى أنْ قالوا: إن الذهن الإنساني لا يعمل أثناء النوم أكثر من سبع ثوان، وهذه هي المدّة التي يستغرقها المنام.

 

- في حين إذا أردتَ أن تحكي ما رأيتَ فسيأخذ منكم وقتاً طويلاً .. فأين الزمن إذن في الرؤيا المنامية ؟ ولا وجود له؛ لأن وسائل الإدراك في الإنسان والتي تُشعِره بالوقت نائمة فلا يشعر بوقت، حتى إذا جاءت الرؤيا مرَّتْ سريعة حيث لا يوجد في الذهن غيرها.

 

- لذلك مَنْ يمشي على عجل لا يستغرق زمناً .. كما نقول: (فلان يفهمها وهي طايرة) وهذا يدل على السرعة في الفعل؛ لأنه يركز كل إدراكاته لشيء واحد.

 

- ومن ناحية أخرى: لو أن الإسراء والمعراج رؤيا منامية، أكانت توجد فتنة بين الناس؟ وهَبْ أن قائلاً قال لنا: رأيت الليلة أنني ذهبتُ من القاهرة إلى نيويورك، ثم إلى هاواي، ثم إلى اليابان، أنُكذِّبه ؟!

 

- إذن: قَوْل الله تعالى عن هذه الرؤيا أنها فتنة للناس .. عَدَّلَتْ المعنى من الرؤيا المنامية إلى الرؤية البصرية .. وكأن الحق سبحانه اختار هذه الكلمة ليجعل من الكافرين بمحمد دليلاً على صدقه فيقولون: نحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً وأنت تدعي أنك أتيتها في ليلة ؟ فلو كانت هذه الحادثة مناماً ما قالوا هذا الكلام.

 

#- لكن: ما الحكمة من فتنة الناس واختبارهم بمثل هذا الحدث ؟

- الحكمة .. تمحيص الناس وصَهْرهم في بوتقة الإيمان لنميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، فلا يبقى في ساحتنا إلا صادق الإيمان قويُّ العقيدة، لأن الله تعالى لا يريد أن يسلم منهجه الذي سيحكم حركة الحياة في الدنيا إلى أن تقوم الساعة، إلا إلى قوم موثوق في إيمانهم ليكونوا أهلاً لحمل هذه الرسالة.

 

- فكان الإسراء .. هو هذه البوتقة التي ميَّزَتْ بين أصالة الصِّدِّيق حينما أخبروه أن صاحبك يُحدِّثنا أنه أتى بيت المقدس، وأنه عُرِج به إلى السماء وعاد من ليلته، فقال: «إنْ كان قال فقد صدق» هكذا من أقرب طريق، فميزان الصدق عنده مجرد أن يقول رسول الله .. وكذلك ميزت الزَّبَد الذي زلزَلَتَه الحَادِثَةِ وبلبلته .. فعارض وكذب. (تفسير الشعراوي ج14 ص8647-8650).

 

- معنى (بوتقة): أي وعاء ينصهر فيه المعادن .. ويقصد به الشيخ الشعراوي رحمه الله .. تشبيه الإسراء كأنها مثل وعاء دخله المؤمن ليتم اختباره فيه وينكشف معدنه الإيماني ..

 

#- وقال الشيخ الشعراوي في مكان آخر من تفسيره:

- قوله (وَمَا جَعَلْنَا الرؤيا التي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ... ) الإسراء:60.

- وهذا دليل آخر على أن الإسراء لم يكُنْ مناماً .. فالإسراء لا يكون فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً .. فالمنام لا يُكذِّبه أحد ولا يختلف فيه الناس.

 

- لكن لماذا قال عن الإسراء (رُؤْيَا) يعني المنامية، ولم يقُلْ «رؤية» يعني البصرية؟

- قالوا: لأنها لما كانت عجيبة من العجائب صارت كأنها رؤيا منامية .. فالرؤيا محل الأحداث العجيبة. (تفسير الشعراوي ج13 ص8317).

 

8- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):

- والمراد بالرؤيا في قوله تعالى: (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ):

- ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. وعاينه بعينيه من عجائب ليلة الإسراء والمعراج.

- أى: وما جعلنا ما رأيته وعاينته ليلة إسرائنا بك من غرائب، إلا فتنة للناس. ليتميز قوى الإيمان من ضعيفه، وسليم القلب من مريضه.

 

- وأطلق- سبحانه- على ما أراه لنبيه ليلة الإسراء لفظ الرؤيا مع أنه كان يقظة «لأن هذا اللفظ يطلق حقيقة على رؤيا المنام، وعلى رؤية اليقظة ليلا فإنه قد يقال لرؤية العين رؤيا، كما في قول الشاعر يصف صائدا: وكبر للرؤيا وهش فؤاده.. أى: وسر لرؤيته للصيد الذي سيصيده.

- أو أطلق عليه لفظ الرؤيا على سبيل التشبيه بالرؤيا المنامية .. نظرا لما رآه في تلك الليلة من عجائب سماوية وأرضية .. أو أطلق عليه ذلك بسبب أن ما رآه قد كان ليلا. وقد كان في سرعته كأنه رؤيا منامية.

 

- وكان ما رآه صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة فتنة للناس .. لأنه لما قص عليهم ما رآه .. ارتد بعضهم عن الإسلام .. وتردد البعض الآخر في قبوله .. وضاقت عقولهم عن تصديقه .. زاعمة أنه لا يمكن أن يذهب صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. ثم يعرج إلى السموات العلا .. ثم يعود إلى مكة .. كل ذلك في ليلة واحدة.

 

- وبعضهم يرى أن المراد بالرؤيا هنا: ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من أنه سيدخل مكة هو وأصحابه.

 

- وبعضهم يرى أن المراد بها هنا: ما أراه الله- تعالى- لنبيه في منامه من مصارع المشركين قبل غزوة بدر فقد قال صلى الله عليه وسلم قبل بدء المعركة: والله لكأنى أنظر إلى مصارع القوم. ثم أومأ إلى الأرض وقال: هذا مصرع فلان. وهذا مصرع فلان.

- والذي نرجحه هو الرأى الأول .. لأنه هو الظاهر من معنى الآية الكريمة .. ولأنه على الرأيين الثاني والثالث يترجح أن الآية مدنية .. لأن غزوة بدر وفتح مكة كانا بعد الهجرة .. والتحقيق أن هذه الآية مكية.

 

- قال القرطبي ما ملخصه: (قوله- تعالى-: (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ..) لما بين أن إنزال آيات القرآن تتضمن التخويف .. ضم إليه ذكر آية الإسراء .. وهي المذكورة في صدر السورة .. وفي البخاري والترمذي عن ابن عباس في قوله- تعالى-: (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى بيت المقدس) ..

- وكانت الفتنة: ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسرى به.

- وقيل: كانت رؤيا نوم. وهذه الآية تقضى بفساده، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها، وما كان أحد لينكرها.

- وعن ابن عباس قال: (الرؤيا التي في هذه الآية، رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يدخل مكة في سنة الحديبية- فرده المشركون عن دخولها في تلك السنة-، فافتتن بعض المسلمين لذلك، فنزلت هذه الآية) .. وفي هذا التأويل ضعف لأن السورة مكية، وتلك الرؤيا كانت بالمدينة ... «تفسير القرطبي ج 10 ص 282.») .. (التفسير الوسيط ج8 ص384).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قوله تعالى: (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ..) .. لا يمكن أن يكون مناما لأسباب ..

1- يوجد تفسير صحابي منقول إلينا بسند صحيح جدا .. وهو أحق أن يؤخذ به إذ أنه لا يقول ذلك من نفسه إلا لو كان بلغه تفسير ذلك من النبي أو من صحابة آخرين حضروا تفسيرها من النبي ..

- ففي (أثر صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60 .. قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ، أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ .. قَالَ: (وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) الإسراء:60 ..، قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) صحيح البخاري والطبري في تفسيره  ورواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

 

- وفي روايه بلفظ: (هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ) رواه الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح.

 

#- ملحوظة: كل الروايات التي قيلت عن ابن عباس حول هذه الآية بخلاف ما سبق .. كمن قال أنها رؤية تتعلق ببني أمية ..، أو رؤية تتعلق بدخول مكة ..، فهي مرويات ضعيفة ولا يصح منها شيء .. والصحيح عن ابن عباس هو الرواية المذكور فيها أن آية (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ) أنها تتعلق بالإسراء في حال اليقظة كرؤيا عين.

 

- أما عن الرأي القائل بأن هذه الآية تتعلق بالرؤية عن غزوة بدر وأنه شاهد فيها مصارع الكفار .. أي أماكن موتهم ثم أصبح وأخبر الصحابة وأشار لهم بأماكن موت الكفار .. فهذه الرؤية وإن كانت صحيحة إلا أنها لا علاقة لها بهذه الآية التي نتكلم عنها في سورة الإسراء .. لأنها رؤيا حدثت في المدينة وقبل غزوة بدر بيوم واحد بدلالة أن النبي وهو يصف أماكن من سيموتون من الكفار فكان يقول: (هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله) صحيح مسلم .. وكذلك هذه الرؤيا لم يكن فيها فتنة لأحد وإنما بشرى خير من النبي لصحابته .. ولكن الآية التي معنا وهي آية الإسراء نزلت في مكة وكانت فتنة فعلا لكونها مخالفة لقانون الأسباب ..

 

2- قال العلماء أن لفظ (الفتنة) لا يمكن أن يقال لما هو منام .. إذ ليس في المنام أي فتنة .. لأنها مجرد منام .. والمنام لا يفتن أحد ولا يُكذِّبَه أحد ..!!

- أي ان المنام ليس فيه فتنة وليس فيه مجادلة وليس عليه اعتراض في عالم العقلاء ..!! ولكن طالما حدثت فتنة فهذا لظهور حقيقة مادية واقعية حصلت بالفعل فاعترض من اعترض وأنكر وأبى واستكبر.

 

3- إذا تأملنا الآية السابقة سيتضح لنا أن المقصد بالرؤيا هو رؤية حقيقية .. إذ قال تعالى: (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) الإسراء:59-60.


- فالمتأمل للآيات سيجد أن الآية السابقة لأية الرؤيا .. كانت تتكلم عن إرسال الآيات .. وأن الله منع إرسال الآيات بسبب تكذيب الأولين .. حتى لا يأخذهم بتكذيبهم .. ولذلك لما ذكر النبي لهم الإسراء والمعراج وكذبوه فلم يعاقبهم الله كما عاقب ثمود لأن آية الإسراء والمعراج لم يطلبوها وإنما حكاها النبي لهم ..

 

- فكان ذكر رؤيا الإسراء والمعراج مناسبا للآية التي قبلها .. من حيث تسلسل ظهور الآيات على يد الرسل .. فذكر آيات حدثت من قبل .. ثم ذكر آية الإسراء التي رأى فيها النبي من الآيات الكبرى .. فما علاقة المنام بالمسألة حينئذ إذا كان الله يتكلم عن الآيات أي المعجزات التي أيد بها رسله وهي لا تكون إلا عن يقظة ؟!!

 

4- ولو كانت الآية تتكلم عن رؤيا منام .. فلماذا طلب الكفار أن يتحدوا النبي في أن يصف لهم بيت المقدس ؟!!

- فهل في المنام تحدي ؟!!

 

5- أما عن سبب قول الله (رؤيا) وهي تقال للمنام في الأصل .. فذلك لأسباب ذكرها العلماء .. واتبعه بسلل خطر على بالي ..

أ- لأنه لا فرق بين الرؤيا والرؤية إلا باعتبار المقام الذي يذكر فيه اللفظين .. ولكن غالب لفظ الرؤيا يقال للنائم .. ولكن لا مانع أن يقال لفظ الرؤيا ويقصد به الرؤية وقد استدل العلماء ببعض كلام العرب في ذلك .

ب- وقد يكون وصفها بكونها رؤيا .. لأنها تمت بليل وانقضت بسرعة كأنها منام .. ولذلك تم تشبيهها بالرؤيا .

ج- قال الإمام البقاعي: سماه رؤيا - وهي للمنام - على وجه التشبيه والاستعارة .. لما فيه من الخوارق التي هي بالمنام أليق في مجاري العادات.

د- قال الإمام الشعراوي: الحق سبحانه اختار كلمة (رُّؤيَا) ليدل على أنها شيء عجيب وغريب كما نقول مثلاً: هذا شيء لا يحدث إلا في المنام. وهذا من دِقّة الأداء القرآني .. فالذي يتكلم رَبّ .. فاختار الرؤيا .. لأنها معجزة الإسراء وذهاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مكة إلى بيت المقدس في ليلة.

هـ- قلت (خالد صاحب الرسالة): وقد يكون تم وصفها بلفظ (رؤيا) .. لأن المشاهدات تمت بالليل .. ولا يرى أحد المشاهدات واضحة إلا النائم .. ولذلك وصف مشاهدات النبي بالرؤيا لقوة إدراك النبي لهذه المشاهدات بالليل حين يقظته كما يدركها النائم بروحه حين نومه .. وكأن الله أراد منا أن نفهم أن رؤية النبي للمشاهدات في حال يقظته كرؤية النائم الرائي بروحه .. فكما أن النائم لا يحجبه نومه عن رؤية تفاصيل المشاهدات .. فكذلك كان حال النبي لا يحجبه الليل عن رؤية تفاصيل ما يراه .. لأنه يرى بالله وليس بنفسه ..

- أي تم استعارة لفظ (الرؤيا) لتحقيق دقة تفاصيل المشاهدة للرائي .. كما يراى النائم في رؤياه دقه تفاصيل الرؤية بالرغم من نومه في الليل ويصحو متذكرها بتفاصيلها .. والله أعلم .


6- الذي يقول على أن الإسراء كان بالجسد والمعراج بالروح .. فهذا قول فيه نظر .. لأنه توجد آية أوضحت أن المعراج كان عن رؤية بصرية عينية .. وذلك في قوله تعالى: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم:17-18..

- فهذه الآية أوضحت أن الرؤية بالعين .. وإلا ما فائدة قوله (البصر) وهو من خصائص العين ..؟!!

 

#- ملحوظة هامة: يمكنك مراجعة السؤال السابق من هذه الرسالة وهو تحت عنوان: (س33: هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناما وبالجسد أم الروح ؟) .. وذلك لتعرف أقوال العلماء في مسألة الإسراء المعراج باليقظة أم بالمنام .. وبالجسد أم بالروح .. وإنما نحن هنا فقط نناقش أدلة من قال أن رحلة الإسراء والمعراج كانتا مناما مستدلين بآية رقم (60) في سورة الإسراء.

 

=======================

 - ثانيا: استندوا لحديث رواه البخاري ومسلم ..

 

- من الأمور التي استند إليها البعض ليقول أن الإسراء والمعراج كانا بالمنام .. وعلى وجه الخصوص المعراج .. هو روايتان تم ذكرهما في صحيح البخاري ومسلم .. وإليك تفصيل ذلك:

1- الرواية الأولى: وهي رواية مالك بن صعصعة ..

أ- (حديث صحيح) ..  حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَيْنَا أَنَا عِنْدَ البَيْتِ (أي بجوار الكعبة) بَيْنَ النَّائِمِ، وَاليَقْظَانِ - وَذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وَفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا: افْتَحْ .. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ) صحيح البخاري ومسلم.

 

#- وفي (حديث صحيح) .. بنفس السند السابق ولكن أتت بلفظ:  (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ: " بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ - (أي بجوار الكعبة) .. مُضْطَجِعًا .. إِذْ أَتَانِي آتٍ .. فَقَدَّ ..، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ - فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ - فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ البَغْلِ، وَفَوْقَ الحِمَارِ - أَبْيَضَ، - فَقَالَ لَهُ الجَارُودُ (التابعي الذي يروي عن أنس): هُوَ البُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ (وهي كُنية أنس بن مالك) ؟ قَالَ أَنَسٌ: نَعَمْ - يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ .. فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ .. فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ .. فَقِيلَ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ ....) صحيح البخاري.

 

#- ملحوظة هامة: تم شرح معاني كلتا الروايتان في الفصل العاشر - تحت عنوان (س36: من أين بدأت رحلة الإسراء والمعراج حسب القرآن ونصوص الحديث ؟) .. فارجع إليه ليتضح لك معاني الروايتان إن كان فاتك ذلك ..

 

- وفيما يتعلق بتلك الرواية السابقة عن مالك بن صعصعة قال البعض أن لفظ: (بَيْنَا أَنَا عِنْدَ البَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ) ولفظ: (بَيْنَمَا أَنَا فِي الحَطِيمِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الحِجْرِ .. مُضْطَجِعًا) .. هي ألفاظ تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائما .. ولم يكن في حالة يقظة ..

 

2- الرواية الثانية التي احتجوا بها .. وهي يسميها العلماء رواية (شريك بن عبد الله):

- في (حديث صحيح – اعترض عليه بعض العلماء لمخالفته في بعض أجزاءه لروايات أخرى قيلت عن أنس بن مالك وأهم المخالفات جعل الاسراء والمعراج نوما) .. عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: (لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ .. فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ .. فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ .. فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ .. فَلَمْ يَرَهُمْ ..

- حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى .. فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ .. وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ .. وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ .. فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ .. فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ .. فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ .. ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ .. مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا .. فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ ...) صحيح البخاري.

 

- وجاء في آخر تلك الرواية السابقة: (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) صحيح البخاري.

 

#- فقال من استدل بتلك الرواية السابقة على أن الإسراء والمعراج كانا مناما .. هو ألفاظ تلك الرواية مثل قوله (وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) .. وقوله (فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ .. وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ .. وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ) .. وقوله في آخر الرواية (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) .. وفي ذلك دلالة على أن الإسراء والمعراج كانا بالمنام.

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الروايتين السابقتين المستدل بهما على أن الإسراء والمعراج كانا بالمنام وليس باليقظة ..

 

- أولا: رواية مالك بن صعصعة والتي جاء في بعض لفظها .. (عِنْدَ البَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ) ولفظ: (مُضْطَجِعًا) ..

1- ليس في هذه الألفاظ ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل نائما .. بل ما يظهر منه أنه كان بين اليقظة والنوم أي منتبها لحاله جيدا ويعلم ما يحدث .. ولفظ الإضطجاع هو وصف للإستعداد للنوم .. ولو كان نائما لقال صلى الله عليه وسلم (وكنت نائما) أو (رأيت في المنام) .. ولكن هذا لم يحدث .. فلا داعي للتكلف في تسخير الألفاظ بما لا تحمله .. لأن الأنبياء يقولون عن المنام بالتصريح التام كما قال سيدنا إبراهيم (يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) الصافات:102 .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رَأَيْتُ في المَنامِ أنِّي أُهاجِرُ مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ .. فإذا هي المَدِينَةُ يَثْرِبُ) صحيح البخاري..

- إذن الأنبياء والرسل: إذا تكلموا أظهروا في كلامهم ما هو فرق بين اليقظة والمنام بوضوح حتى لا يحدث خلط للسامع ..

 

2- الروايات التي ذكرت عن أنس بن مالك عن الصحابي أبا ذر الغفاري .. كانت واضحة في أن الإسراء والمعراج كان يقظة .. وعليها يتم حمل رواية الصحابي مالك بن صعصعة.

 

#- ثانيا: رواية شريك بن عبد الله .. والتي جاء في بعض لفظها .. (وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) .. وقوله (فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ .. وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ) .. وقوله في آخر الرواية (وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) ..

 

1- لو تأملنا الرواية سنجد أن هذه من ألفاظ الراوي وليست من ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم .. أي هو لا يقول أن النبي حدثهم فقال كذا .. لا .. وإنما الرواية هي حكاية عن فهم خاص بالراوي الذي سمع الرواية  بأنها كانت مناما .. بخلاف رواية مالك بن صعصعة والتي فيها التصريح بأن القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم .. وبهذا يتبين للمسلم الفرق بين الروايتين بكل وضوح .. فانتبه لهذه الجزئية فإنها نفيسة جدا .. والله أعلم .

 

- ولذلك قال العلماء: أن الذي أخطأ في هذه الرواية السابقة هو الراوي التابعي (شريك بن عبد الله) .. إذ هو رواها من فهمه وليس تحديثا عن النبي .. وسبب ذلك أن (شريك بن عبد الله) بالرغم من كونه ثقة إلا أنه كان يخطيء كثيرا وسيء الحفظ وفي بعض روايته اضطراب ..

 

2- كثير من العلماء طعنوا في هذه الرواية وردوها مثل الإمام النووي والخطابي وابن حزم وغيرهم .. لأن الرواية أصلا فيها كلام لم يظهر في باقي الروايات ومعارض لها .. مثل جزئية حدوث ذلك قبل الوحي .. وجزئية المنام .. وجزئية أن ربه دنى فتدلى للنبي .. وغير ذلك من معارضات ذكرها العلماء .. وقد نذكرها في سؤال منفرد إن شاء الله تعالى .

#- قال الشيخ محمد أبو شبهة رحمه الله: وقد نبَّه على غلط شريك بن عبدالله في روايته الإمامُ مسلم بن الحجاج في "صحيحه" فقد قال بعد ذكر سند رواية شريك: "وساق الحديث بقصته نحو حديث ثابت البناني، وقدم فيه شيئًا وأخَّر، وزاد ونقص"أ.هـ.

- وأنكر ما في حديث شريك من أوهام أيضًا الأئمَّة: الخطابي، وابن حزم، والقاضي عياض، والنووي وغيرهم. (الإسراء والمعراج ص28).

 

#- ولكن أيضا هناك من العلماء من قبل رواية شريك .. ومن ذلك:

1-  قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله (المتوفى:656 هـ):

- وأمّا قوله: (بينا أنا نائم): يعني في أوّل القصّة .. وذلك أنّه كان قد ابتدأ نومه .. فأتاه المَلَك فأيقظه .. وفي بعض ألفاظِه بينا أنا بين النائمِ واليقظانِ أتاني المَلَك وذكر الحديث.

 

- وقوله: (فاستيقظتُ وأنا في المسجد الحرام) .. يحتمل أن يكون استيقاظه من نومٍ نامه بعد الإسراء .. لأنّ إسراءه لم يكن طول ليلته .. وإنّما كان في بعضها.

- ويحتمل أن يكون بمعنى: أفقتُ .. وذلك ممّا كان غمر باطنَه من عجائب ما رأى، وطالع من ملكوت السماوات، وخامر باطنَه من مشاهدة الملأ الأعلى، وإلى هذه الإشارة بقوله تعالى: (لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى) فلم يستَفِق ويرجع إلى حال بشريّته إلاّ وهو بالمسجد الحرام، والله أعلم. (المفهم لما أشكل من صحيح مسلم ج1 ص385-386).

 

2- وأيضا قال جماعة من العلماء بتأويل جزئية (أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ) .. التي رواها شريك بن عبد الله .. فقالوا: ليس بمعنى أن هذا حدث قبل نزول الوحي عليه .. لا .. وإنما حدث قبل أن يأتيه خبر من الوحي بحدوث هذه الرحلة له .. والله أعلم .

 

#- ملاحظات على رواية شريك بن عبد الله:

1- الرواية التي ذكرها شريك .. ليس هو وحده الذي رواها .. وإنما تابعه فيه (ميمون بن سياه) في رواية رواها الطبري في تاريخه وفي سندها ضعف ..، وتابعه أيضا (كثير بن خنيس) في رواية ذكرها بن خزيمة في التوحيد وهي بسند حسن ومتن حسن جدا عن رواية شريك وليس فيها أي إشكاليات سوى جزئية ان الله هو الذي دنا فتدلى .. وسيأتي الكلام على هذه الروايات في سؤال مستقل إن شاء الله عند الكلام على المعراج ..

 

2- الحديث ليس لأن البخاري قد رواه في صحيحه .. فهذا يعني أنه حق .. لا .. وإنما يعني أنه اجتهد في إثبات رواية قد بلغته فبلغها ولم يكتمها .. أما كونها فيها صواب أو خطأ فهذا محل تحقيق العلماء .

- فقد اعترض كثير من العلماء على رواية البخاري التي رواها شريك .. وردوها .. وهذا فيه دليل قاطع بالرد على الكذابين الذين يقولون بأن صحيح البخاري كلام مقدس عند العلماء .. لا .. بل من قال ذلك بذلك التقديس هو الكذاب .. إذ لم يقل عالم بأن صحيح البخاري هو كلام مقدس .. وأبسط دليل رد العلماء لرواية شريك بن عبد الله ..

 

2- وملحوظة أخرى: ليس معنى صحة السند للحديث أن يصح متن الحديث .. لا .. فقد يصح السند ولا يصح المتن لوجود اضطراب فيه أو علة تمنع قبوله ..

 

3- وملحوظة أخيرة: بعض العلماء حاول أن يقول بأن رواية شريك بن عبد الله .. كانت مناما أولا أي رؤيا .. ثم حدث الإسراء والمعراج بعد ذلك يقظة .. ولكن هذا الكلام لا يمكن قبوله لأنه لو كان حدث فعلا فهذا معناه تكرار فرض الصلاة مرتين .. إذ أن رؤيا الأنبياء حق .. وطالما أخبره الله بفرضية الصلوات سواء بالمنام أو اليقظة فهذا تشريع واجب التنفيذ .. فقد انتهى الموضوع ووجبت الفريضة .. فلا يمكن تكرار المعراج بهذا الوصف لأنه ظهرت فيه فريضه بل ونزلت فيه آيات من سورة البقرة  ..

- ولا مانع من حدوث معارج للنبي مختلفة من خلال اليقظة أو المنام .. ولكن ليس بهذه الكيفية التي رويت في روايات الإسراء والمعراج ..  

 

=======================

 - ثالثا: أدلة من الأحاديث المذكورة عن بعض الصحابة والتابعين.. وهي الآتي:

- وقد استدل بعض العلماء على أن الإسراء والمعراج كانا مناما وعن رؤيا .. بروايات عن بعض الصحابة والتابعين .. وإليك تحقيقها ..

 

1- أثر عن الصحابي معاوية ابن أبي سفيان ..

- (أثر ضعيف جدا) .. عن ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ: (كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْرَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا مِنَ اللَّهِ صَادِقَةً) رواه بن جرير الطبري في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف جدا .. إذ فيه (ابن حميد) وهو شيخ الطبري ضعيف جدا ..، وفيه أن (يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس) لم يدرك معاوية ولا أي أحد من الصحابة كما قال العلماء ولا يروي إلا عن التابعين .. ولذلك روايته منقطعة عن معاوية .. ولا نعرف كيف رواه عن معاوية وهو لم يقابله ..؟!!

 

2- أثر عن السيدة عائشة .. وعن التابعي الحسن البصري.

(أثر ضعيف جدا) .. حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ "أي بن اسحاق"، قَالَ: ثني بَعْضُ آلِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، كَانَتْ تَقُولُ: (مَا فُقِدَ جَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَلَكِنَّ اللَّهَ أَسْرَى بِرُوحِهِ) رواه بن جرير الطبري في تفسيره ..، ثم قال: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال ابن إسحاق: (فلم ينكر ذلك من قولها الحسن "أي الحسن البصري": (أن هذه الآية نزلت (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) [الإسراء: 60] .. ولقول الله في الخبر عن إبراهيم، إذ قال لابنه: (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى) الصافات: 102 .. ثم مضى على ذلك .. فعرفت أن الوحي يأتي بالأنبياء من الله أيقاظا ونياما .. وكان رسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تنام عيني وقلبي يقظان) .. فالله أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من أمر الله ما عاين على أي حالاته كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق) رواه بن جرير الطبري في تفسيره وبن اسحاق في سيرته .. (قلت خالد صاحب الرسالة): السند ضعيف سواء في الرواية عن عائشة أو عن الحسن البصري .. إذ فيه (ابن حميد) وهو شيخ الطبري ضعيف جدا ..، وفي سند رواية السيدة عائشة فيها علة أخرى إذ فيها جهالة في السند بلفظ (حدثني بعض آل أبي بكر) .. ولو كان المذكور ثقة لكان ذكره ابن اسحاق وصرح باسمه وما كان ذكره مبهما .. كما أننا لا نعلم هل هذا المبهم هل أدرك السيدة عائشة أم لا ..؟!!

 

3- أقاويل منتشرة في كتب التفاسير التراثية ..

- ستجد في بعض كتب التفسير كتفسير الفخر الرازي رحمه الله .. يذكر فيقول: "والأقلون قالوا: إنه ما أسري إلا بروحه حكي عن محمد بن جرير الطبري في تفسيره .. عن حذيفة أنه قال ذلك رؤيا .. وأنه ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإنما أسري بروحه .. وحكي هذا القول أيضا عن عائشة رضي الله عنها، وعن معاوية رضي الله عنه". (تفسير مفاتيح الغيب ج20 ص293).

 

@- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. سبق وذكرت في مكان سابق من الرسالة أن هذا كلام خطأ .. إذ لم أجد في تفسير الطبري ما يشير لذلك عن حذيفة بن اليمان بل ولم يقل ذلك حذيفة بن اليمان .. ونص كلام الطبري هو هذا إذ قال رحمه الله: " وقال آخرون من قال: أسري بالنبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى بنفسه وجسمه أسرى به عليه السلام .. غير أنه لم يدخل بيت المقدس، ولم يصلّ فيه .. ولم ينزل عن البراق حتى رجع إلى مكة " ..، ثم استدل الطبري على ذلك بأحاديث مروية عن حذيفة بن اليمان يظهر منها على أن الرحلة كانت بالروح والجسم وليس مناما .. (راجع تفسير الطبري ج17 ص348-349 طبعة مؤسسة الرسالة).

 

#- إذن مما سبق .. حينما تجد في كتب التراث التفسيرية أن بعض أهل العلم يكتب فيقول أن هناك من الصحابة مثل السيدة عائشة ومعاوية وحذيفة بن اليمان وبعض التابعين كالحسن البصري .. فاعلم أنه أخطأ عن غير قصد لعدم علمه بصحة هذه الروايات أو المعلومات .. وإنما هو كان ناقلا لها ظنا منه صحتها ..

 

#- خلاصة القول في كل ما سبق:

1- أن الآية التي استدل بها البعض وهي قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) الإسراء:60 .. على أنها تشير إلى أن رحلة الإسراء والمعراج كانت رؤيا منامية .. هو كلام غير صحيح .. بل الصحيح والذي عليه علماء المسلمين قديما وحديثا بل وما صح عن الصحابة كابن عباس .. هو أن هذه الرحلة كانت رؤيا يقظة وبالجسد .. ويصح أن يطلق لفظ الرؤيا على ما نراه باليقظة إن كان في وقت الليل .. كما يصح أن يطلق لفظ الرؤيا على المنام ..

- بل ويصح أن يكون لفظ (الرؤيا) بمعناه الأصلي .. وهو الرؤيا المنامية ولكن يكون في الآية تم ذكره على سبيل الإستعارة والتشبيه .. في كون ما رآه النبي في وقت قصير من معجزات في وقت قصير بالليل .. يشبه حال النائم الذي يرى أمور كثيرة في وقت قصير بالليل ..

 

2- الأحاديث التي استدل بها البعض .. على إثبات أن الإسراء والمعراج أو المعراج فقط .. على أنه كان بالمنام .. هو أيضا استدلال خطأ وليس في محله .. وقد شرحت سبب ذلك .

 

3- أما عن الآثار المروية عن بعض الصحابة أو التابعين .. وما تم ذكره في بعض كتب التفاسير .. فقد تبين لك أنها روايات لم يصح منها شيئا .. وبالتالي لا دليل فيها على شيء .. وإذا بطل الدليل بطل الإستدلال به .

- والله أعلم.

 

@- تبقى لنا أن نرد على قول غريب قيل فيه: أن الإسراء والمعراج بالنبي كان بالروح عن يقظة .. وليس بالروح عن نوما ..!!

 ******************************

..:: س35: هل أسرى الله بروح النبي وهو في حال اليقظة إلى القدس ثم السماء وكأنه كشف روحاني ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- بعض من العلماء تكلم عن أن معراج النبي أو إسراءه ومعراجه كان بالروح .. ولم يصح عن أحد منهم توصيفه لكيفية حدوثه بالروح .. وإنما يذكرونه كلفظ مبهم .. حتى وجدت البعض يذكر أن المراد بالروح هو خروج روح النبي منه وهو في حال اليقظة .. وهذا يقول به من قال بأن المعراج بالروح .. أما من يقول بأن الإسراء والمعراج بالروح فهو يقول أنه كان مناما ..!!

- أما عن جزئية المنام فقد أجبنا عنها في سؤال سابق تحت عنوان: (هل كانت رحلة الإسراء والمعراج يقظة بالجسد أم مناما ؟) ..

 

- أما عن جزئية الإسراء والمعراج بالروح .. فهذا ما نبحثه هنا .. وهو على جزئين :

- الأول: من فهموا أن المقصد من كلمة الإسراء والمعراج بالروح هو من خلال المنام.

- الثاني: من فهموا أن المقصود بالروح هو خروج روح النبي فعلا وهو في حالة يقظة وليس في حالة نوم ..

 

#- أولا: إليك بعض مما قاله العلماء .. وقد تعاملوا مع توصيف كلمة الروح بأنها رؤيا منامية .. ونكتفي بقول الإمام الطبري رحمه الله ..

#- قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله  (المتوفى: 310هـ):

- والأخبار المتتابعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أن الله أسرى به على دابة يقال لها البراق ..

- ولو كان الإسراء بروحه .. لم تكن الروح محمولة على البراق .. إذ كانت الدواب لا تحمل إلا الأجسام.

- إلا أن يقول قائل: إن معنى قولنا: أسرى بروحه: رأى في المنام أنه أسري بجسده على البراق .. فيكذب حينئذ بمعنى الأخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن جبرئيل حمله على البراق .. لأن ذلك إذا كان مناما على قول قائل هذا القول، ولم تكن الروح عنده مما تركب الدواب .. ولم يحمل على البراق جسم النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على قوله حمل على البراق لا جسمه، ولا شيء منه .. وصار الأمر عنده كبعض أحلام النائمين ..

- وذلك دفع لظاهر التنزيل .. وما تتابعت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت به الآثار عن الأئمة من الصحابة والتابعين. (تفسير الطبري ج14 ص446).

 

#- ملحوظة هامة: لمزيد من الآراء يمكن الرجوع للسؤال رقم (س33: هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناما وبالجسد أم الروح ؟) .

 

#- ثانيا: الرد على من زعم أن النبي أسري بروحه في اليقظة وليس في المنام:

1- من غرائب من قالوا بأن الإسراء والمعراج بالروح .. هو استدلالهم بكلام معاوية ابن أبي سفيان السابق ذكره أنه قال بأنها رؤيا صادقة ولكن حديثه ضعيف ولم يصح .. وكذلك أصل كلامهم هو استدلالهم برواية ضعيفة جدا قيلت عن السيدة عائشة وجاء فيها أنها قالت: (مَا فُقِدَ جَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَلَكِنَّ اللَّهَ أَسْرَى بِرُوحِهِ) رواه بن جرير الطبري في تفسيره .. وسبق وذكرنا في السؤال السابق أن هذه الرواية باطلة وضعيفة جدا في سندها .. بل ولا يعقل أن تقول السيدة عائشة هذا القول لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قد تزوجها أصلا حينئذ ولم تكن في بيته .. ولو قيل أنها علمتها من النبي .. فنقول: لماذا من هو أعلم منها وأكثرهم صحبة للنبي لم يعلمها .. ولماذا لم ياتي قولها بسند صحيح ؟!!

 

2- وطالما كان الإسراء بالروح .. لماذا يعترض عليه الكفار ؟

- لأنها حينئذ مجرد حالة كشفية كالتي تحدث مع الكهنة وبعض الروحانيين .. وتعتبر من التلاعب من الجن .. بل ولكانت ثبتت التهمة على النبي أنه ساحر ويسخر الجن لنفسه وهم الذين كاشفوه بأوصاف المسجد الأقصى ..!!

 

3- لماذا المخالفة لكلام الله إذ قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده) والعبد هو مجموع من الروح والجسد ..؟ ولو كان الله يريد الاسراء بروحه لقال (سبحان الذي أسرى بروحه) ..؟!!

 

4- بل قوله (لنريه من آياتنا) .. هو للتشريف وعلو المقام والمكانة من الله له لما سيظهره ويريه له .. وهذا لا يقال على كشف روحاني وإنما على رؤيا العين .. وليس على رؤية الروح ..

- فضلا عن أن رؤية الأنبياء حق .. ولا داعي لفلسفة كيفية هذه الرؤية أصلا حتى لو كانت مناما .. لأن رؤية الأنبياء حق .. 

 

5- وكيف للروح أن تركب على براق وتشرب من الماء .. وهي ليس من أفعالها ذلك إلا لو كانت مرتبطة بالجسد ولذلك قد يحدث هذا للنائم .. وحينئذ لا يقال انتقال بالروح وإنما هو مكاشفة بالروح يوجدها الله في نفس المؤمن حينما يقهر جانبه المادي بكثر المجاهدة للنفس وكثرة الذكر ..

- ولكن أن تخرج الروح كليا من نفس الإنسان فهذا يعني الموت المؤكد ..

 

6- ثم في أي نص صحيح .. قيل أن النبي انتقل بروحه في الإسراء والمعراج ؟!!

 

7- من السخافة .. تشبيه حال النبي صلى الله عليه وسلم بحال أهل المكاشفات الروحانية في رحلة طلب الله منا أن نسبحه فيها ؟!! فهل طلب الله منا أن نسبحه من أجل كشف روحاني ؟!!

- أهذا يعقل يا مؤمن ؟!!

 

#- خلاصة القول:

- أن من زعم بأن الإسراء والمعراج كان بالروح من خلال انتقال روح النبي للقدس ثم للسماء .. فهذا كلام باطل ولا يصح قوله .. ولا يوجد دليل صحيح عليه بل المتاح هو دليل باطل وضعيف جدا تم روايته عن السيدة عائشة وهي بريئة منه ..

- والله أعلم .

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 22 تعليقًا:

  1. اللهم صل على سيدنا محمد النبيّ الأميّ خير الورى .. الرسول الوفيّ المرتضى .. وسلم عليه في العشيّ والضحى .. كما يليق بعظمتك واسمائك الحسنى

    جزاك الله خيري الدنيا والآخرة استاذنا الفاضل
    آمين آمين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
    تحقيق فوق الممتاز استاذنا جزاك الله خير الجزاء عنا وبارك في فعلك بكل خير.

    إذا تسمح من بعد اذنك اضيف شئ بسيط

    وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ
    لماذا قال الرؤيا ولم يقل الرؤية بالرغم من أنها لم تكن منامية؟
    طيب الأول خلينا نشوف ليه لفظ الرؤيا اطلق على المنام كما هو متداول بين الناس... وان الرؤية اطلقوها لحال اليقظة؟
    ذلك لان الرؤية في حال اليقظة تكن مرتبطة بحدث اي مشهد واحد فقط والا اذا أكثر من حدث او مشهد بحال اليقظة سيقول صاحب الرؤية رؤى وليس رؤية

    وأن لفظ رؤيا اطلق على المنام وذلك لتضمن المنام الواحد أكثر من مشهد ومن الصعب أن يرى النائم أكثر من رؤيا في الليلة الواحدة في نفس الوقت وان حدث سيقول رأيت رؤى

    وكأن حرف التاء المربوطة به إحكام فقد أُغلق على مشهد معين ولكن ألف المد في رؤيا افادت التمديد والكثرة لان النائم قد يرى رؤيا واحدة تتضمن أكثر من مشهد بل مشاهد عديدة.
    هذا التوضيح هو حال عامة الناس

    &ولكن دعونا نستوقف مع الخالق لماذا قال رؤيا ولم يقل رؤية بالرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في حال يقظة؟
    ليفيد تعظيم وتمديد وكثرة المشاهد التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك سبقها ب ال لشمولية وتعظيم ما رأي فقال الرؤيا.

    طيب لماذا لم يقل وما جعلنا الرؤى طالما هي مشاهد كثيرة؟
    لان الرؤى في حال اليقظة تتطلب زمن متعدد وأوقات مختلفة
    وزمن النبي صلى الله عليه وسلم كان محدد وفي ليلة واحدة فقط وليس في ليال عديدة حتى يقول رؤى

    ولذلك قال الشاعر بيت الشعر رؤيا ولم يقل رؤية رغم انه كان أيضا في حال يقظة بسبب كثرة الغنيمة وعظمها لديه ومن شدة اندهاشه بالغنيمة الكثيرة في وقت واحد قال الله أكبر وفرح لدرجة ان هاش فؤاده.

    أي أن ألف المدية تفيد الكثرة والعظيم في لفظ رؤيا

    فكبر ل الرؤيا وهاش فؤاده.. وبشر نفسا كان قبل يلومها

    وسبحان الله العظيم.. حينما يتحدث بشئ اعلم يقينا أنه يضع أنسب واعظم الحروف والكلمات ولذلك القرآن إعجاز.

    اللهم ارزقنا منه الفهم وعلمنا وفهمنا ما لا نعلم واغفر لنا واعف عنا انك غفور رحيم.

    والله أعلى وأعلم
    استغفر الله العظيم واتوب اليه
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. ماجاء في خاطري أن الحق سبحانه وتعالي اختار كلمة ( رؤيا ) حتي يجمع بين الرؤية البصرية بالعين ورؤية القلب والفؤاد
    فقد جمع الله لرسوله كل ذلك الفضل في رحلة الاسراء والمعراج
    فتارة قال له
    (وما جعلنا الرؤيا التي اريناك )
    وتارة قال
    (ما زاغ البصر وما طغي , لقد رأي من أيات ربه الكبري)
    وتارة قال
    ( لنريه من أياتنا انه هو السميع البصير )
    وتارة قال .( ما كذب الفؤاد ما رأي)
    والله أعلم
    وصلي اللهم علي سيدنا محمد النبي الامي وعلي اله وسلم

    ردحذف
  4. رمضان موسم جلد الذات للأمهات لأنهم شايفين إن الأمومة بوظت العبادة في رمضان
    بتقارني بين عبادتك في رمضان قبل الأمومة وبعدها ⁉️

    ده غلط كبير بالذات لو أول سنة أمومة أو عندك طفل أقل من أربع سنين
    كل مرحلة وليها ظروفها وربنا أعلم بينا مننا، وعالم بقلوب الأمهات وعالم بمسؤوليتهم تجاه ولادهم،وكمان رمضان بقى في الدراسة

    الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيخفف في الصلاة لما يسمع بكاء طفل حتى لايشق على أم الطفل
    ايه رأيك تبصي لرمضان بنظرة جديدة❓️🤲✨️🕌

    ✨️افتكري ان التراويح سنة بس رعايتك لولادك فرض
    ✨️ خدي نوايا لكل حاجة بتعمليها انها لله بالذات وقتك مع ولادك
    ✨️ وانتي بتطبخي خدي نية إفطار صائم، وممكن لو فيه أكل زيادة تتصدقي بيه لحد محتاج يفطر بيه
    ✨️العبادة مش كلها صلاة وقرآن،خرجي صدقات، اجبري خواطر، ادعي، قولي الأذكار، اتفرجي على برامج دينية
    ✨️مذاكرتك ليهم صدقة جارية
    ✨️انوي إن تربيتك لأولادك تكون صدقة جارية لما يطلعوا صالحين.
    ✨️انوي إن أي حاجة خير هيعملوها هتاخدي ثوابها، لأن إنتي اللي علمتيهم وصبرتي عليهم.

    ♦️ممكن تقللي وقت النت والتليفزيون، فتزودي وقت العبادة
    ♦️ممكن متزوديش في الأكل عشان متتقليش ويكون عندك طاقة، وتكوني خفيفة
    ♦️افتكري ان الموضوع مش بالكم المهم الجودة

    ✨️انتي هدفك ترضي ربنا، ورعايتك لبيتك وولادك رضا لربنا

    كل رمضان وانتي أحلى أم🤰🤱👩‍👦🤲🕌

    #ساره_إسماعيل

    ردحذف
  5. بخصوص رايي في رحلة الاسراء والمعراج ... اعتقد والله اعلم ان هناك حد فاصل بينهما زمانا ومكانا ... وهناك فرق بينهما في الكيف أوفي طريقة حدوثهما ايضا... أولا بالنسبة لرحلة الاسراء اعتقد انها حدثت بالجسد والروح معا وبسرعة كبيرة ولكن في بعد واحد وفي نفس الزمان ليلا وببن مكانين ... والكيفية التي حدثت بها تلك المعجزة اظن انها تمت بطريقة قريبة من الكيفية التي تقوم عليها معجزة اوكرامة ( اهل الخطوة ) وربما قامت على نفس مبدأها.. مع فارق ان معجزة سيدنا النبي حصلت بواسطة البراق وهو مخلوق نوراني ... وقد تكون هناك بعض الاختلافات الاخرى بينهما الله اعلم ...

    وبالنسبة للمعراج والرحلة العلوية .. الحقيقة ارى انها مسألة معقدة قليلا .. ولا يمكن الإحاطة بها فهما بشكل كامل .. وذلك لعدة اعتبارات .. وبسبب ان احداثها مراحل حصلت في عدة ابعاد وازمنة وامكنة مابين الحاضر والمستقبل والبرزخ .. فمثلا في اثناء تلك الرحلة العلوية سيدنا محمد راى الانبياء والرسل وهذا في عالم البرزخ ...

    ورأى سيدنا جبريل على صفته وهيئته الحقيقية عند سدرة المنتهى او عند ( حافة الكون المادي ) على حسب اعتقادي ...ورأى ايضا جنة الماوى الموجودة هناك الى الان في مكان ما عند حافة الكون المادي وهي جنة مؤقتة خاصة بارواح الشهداء .. وحصل هذا في عالمنا وتم رؤية تلك الاحداث آنذاك في الزمن الحاضر ...

    وفي الجانب الاخر رأى ايضا جنة الخلد واهلها والنار واهلها .. وهذا الامر مازال في علم الله وهو حدث مستقبلي بالنسبة لنا كبشر.. لان الجنة والنار غير موجودتان الان في زماننا الحاضر .. بل ستكونان في المستقبل في الحياة الآخرة وذلك بعد إعادة التكوين بعد الفناء .. قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) الآية 20 من سورة العنكبوت ... قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ) الأنبياء: الاية104
    يتبع

    ردحذف
  6. سلام عليكم استاذ خالد
    هل عدم استيقاظي لصلاة الفجر بالتحديد غضب من الله ؟؟
    لا اعلم ماذا حدث لي هذا منذ فتره قبل الفجر اشعر بالنوم او التعب ..واتعمد ان لا انام في وقت الفجر واسمع الاذان وانام بدون ما اشعر ..هل يوجد سبب ام غضب من الله .

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      - لا يوجد غضب .. وإنما يوجد عدم تنظيم وقت .. فالجسم لا ياخذ كفايته من النوم .. وبالتالي ينام ..
      - فمثلا لو نمنا الساعة 11 مساءا فسيكون من السهل الاستيقاظ في وقت قبل الفجر أو على الفجر .. ولكن لا نسهر حتى منتصف الليل ونظن أننا نستطيع النهوض لصلاة الفجر .. فهذا أمر صعب ..

      #- ملحوظة: الغيبة والنميمة على الناس والكلام فيهم بما يعيبهم .. يحرمك صلاة الفجر .. حتى ولو نمتي عشر ساعات قبل الفجر .
      ======================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. وماذا افعل استاذ خالد لو اساءت في شخص او ظلمته ؟؟

      حذف
    3. لا اعلم اين ذهبت ولا اعلم ان كانت علي قيد الحياه او توفاها الله .

      حذف
  7. جزاك الله كل خير والدي العزيز وامدك بمدده يارب
    وجعل لك بكل حرف تكتبه عن النبي صلى الله عليه و سلم وصلا ومددا وفهما ونورا وارتقاءا يارب
    ----------
    قيلَ لمعروف الكرخي: “كيفَ اصطلحت مع ربك؟”، فقال: “بقبولي موعظة ابن السّماك رحمه الله”، فقيلَ له كيف؟
    قال: كنت مارَّاً بالكوفة، فدخلتُ مسجداً أبتغي صلاة العصر، وبعد الصلاة وجدت رجلاً يعظ الناس فقلتُ في نفسي لأجلس وأستمع، وكانت عليه علامات الهيبة والوقار فكان ممّا قال:

    “مَن كان مع الله تارة وتارة، كان الله معه تارة وتارة، ومن أعرضَ عن الله، أعرض الله عنه، ومن أقبل على الله بكليّته، أقبل الله سبحانه بكامل رحمته عليه".

    فأدهشني كلامهُ ووقع في قلبي وقلتُ إن مكنَّني ربي لأفوزنَّ بأعلاها، فأقبلتُ على ربّي بكليتي، فأقبلَ ربّي عليّ بواسعِ رحمته وعطائه.

    ردحذف
  8. جزاك الله كل خير وجعلك الله من عباده الصالحين
    أستاذي الفاضل ربما اسئلتي ستكون خارج الموضوع لكن احتاج الاجابة عليها لو تكرمتم بهذا واذا كان هناك موضوع بالمدونة ارجو الاشارة اليه لأن هناك اختلافات كثيرة في هذا الموضوع
    السؤال رقم 1 : هل الدهاب الى المساجد لتعلم احكام تلاوة القرآن مع أساتذة مختصين يعتبر رياء؟
    السؤال الثاني : وهل المشاركة في المسابقات التي تنظم في حفظ القران وترتيله تعتبر رياء ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أختنا الفاضلة عائشة خربوش:
      للإجابة على كلا السؤلين ..
      - أولا: الرياء معناه أن تفعلين أفعالا في ظاهرها انها لله لكن في حقيقة الأمر أنتي متعمدة أن يراها الناس ليمدحوكي عليها .. وكل فعل تفعليه ليمدحك الناس وليس تفعليه لله .

      - ثانيا: ذهابك للتعليم لأمر ديني لو كان من أجل التقرب إلى الله .. فهذا خير .. وإن كان من أجل أن تظهر أمام الناس بصورة الشيخة والفقيهة وأنك مميزة طالما تفعلين هذه الأفعال .. فهذا حينئذ يكون عملك رياء .

      - والله أعلم .
      ========================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  9. كتب شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي ( ولد 1114 ه / 1704 م و توفي 1176 ه / 1766 م ) في كتابه حجة الله البالغة:
    " وأسرى به إلى المسجد الأقصى ثم إلى سدرة المنتهى وإلى ما شاء الله.
    وكل ذلك بجسده – صلى الله عليه وسلم - في اليقظة، ولكن ذلك كان في موطن هو برزخ بين المثال والشهادة جامع لأحكامهما، فظهر على الجسد أحكام الروح، وتمثل الروح والمعاني الروحية أجسادا ولذلك فإن كل واقعة من تلك الوقائع تعبير. و قد ظهر لحزقيل و موسى و غيرهم – عليهم السلام – نحو من تلك الوقائع، و كذلك لأولياء الأمة، ليكون علو درجاتهم عند الله كحالهم في الرؤيا، و الله أعلم . " عن كتاب «حجة الله البالغة» لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الجزء الثاني ص 206- 207 و في بعض الطبعات تجده في صفحة 320.
    =========
    و قد وجدت أحدهم في اليوتيوب يرد على ما جاء في كتاب حجة الله البالغة .. بالقول:
    " وبعضهم يقول المعراج، والإسراء بعضهم، كالشاه ولي الله الدهلوي – رحمة الله تعالى عليه -، كانا روحا وبدنا، لكن لا ببدن رسول الله الذي كان يعيش به بين الناس.
    بحيث تحدث عن الإسراء والمعراج في كتابه حُجة البالغة، ، تحدث أن رسول الله فُعل به ذلك وأُكرم هذه الكرامة الجليلة، بجسد ليس هذا الجسد، وإنما جسد برزخي، بين عالم المادة، هذا الذي نحن فيه، وبين عالم المثال، برزخ بين المثال وبين المادة.
    وفي ذلك العالم البرزخي، تأخذ الروح بعض أحكام البدن، ويأخذ البدن بعض أحكام الروح.
    نظرية أشبه بالفلسفية، أشبه! على أنه قالها.
    عجيب! ما النظرية هذه؟ شاه ولي الله الدهلوي، الذي هو مَن؟ أحمد بن عبد الرحيم، مُجدد الإسلام في القرن الثالث عشر الهجري. مدار الأحاديث والأسانيد الآن في القارة الهندية كلها تقريبا، على الشاه الدهلوي – رحمة الله تعالى عليه -.
    ========================
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
    الردود
    1. اعطيني ملخص اعتراضه كان على ايه يا حسن بالظبط ؟
      وهل كان مستفسر أم مستهزيء وساخر ؟
      ===================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. كانت عبارة عن مقاطع فيديو و مقالات و خطب ل د. ابراهيم عدنان جاء في بعض منها:
      1 -" أن الله – سبحانه وتعالى – أرسل جبريل ومعه البراق في إشارةٍ لا تخفى على أن تلكم الرحلة الربانية العلوية الشريفة كانت بالروح والجسد معاً لأن الأرواح لا تحتاج إلى ركائب، فلو كانت للروح مُجرَّدةً لما احتاجت الروح إلى ركوبة، فلماذا الركوبة إذن؟ لماذا البراق؟ ليحمل جسده الشريف عليه الصلاة وأفضل السلام ".
      2- فهو يا استاذ : يتعجب و يستغرب أن البعض يُردِّد في غفلةِ أهل السهوات والجهالات مُشكِلاً أو شاغباً على هذه المُعجِزة الإلهية الكريمة، فيُدخِل حديث العقل وربما توسَّل حديث العلم في المسألة وهذا شيئٌ عجيب، وكأن النبي مُحمَّد – صلوات ربي وتسليماته عليه – هو الذي أكرم نفسه وهو الذي أسرى بها وهو الذي عرج بها، وهذا باطلٌ من القول وسخفٌ وحماقة، ألم يقرأوا هولاء المُوحِّدون قوله سبحانه وتعالى من قائل سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ ۩؟ فالله هو الذي أسرى به، إذن المسألة تتعلَّق بالقدرة الإلهية، فهل يُعجِز القدرة هذا.
      - ما فهمت من كلامه يا استاذ أن ناخذ مثل هذه الوقائع – مثال الاسراء و المعراج – كمُسَلَّمَات .. دون الدخول في جدالات عقلية أو علمية فتجده يقول: " إذا كنت تُؤمِن بالله – تبارك وتعالى – وبأن هذا القرآن كلامه انتهت المشاكل كلها، فلا مشاكل لدى المُؤمِن بفضل الله تبارك وتعالى، أما إذا كنت تمتن على الله بإيمانك وإسلامك وتريد أن ينسلك كل فعلٍ له في ذهنك وعلمك وقوانينك أنت وهو مُطلَق الإرادة ومُطلَق المشيئة وكلي القدرة – لا إله إلا هو – فالله ليس مُحتاجاً إلى إيمانك أصلاً.
      فهو يقصد لا داعي للفلسفة و توسيع دائرة الاختلاف في هذه الواقعة .. بعبده= جسد و روح .. و نتوقف

      حذف
    3. 3- و لكن يا استاذ تجده في موقف أخر يضرب لك مثال - اظن هنا يسخر و يستهزء من ما ذكره ولي الله الدهلوي و يعتقد انه اصلا لم يقل بذلك - لان القصة جاءت في سياق الكلام:
      " فيما يحكيه لنا التاريخ، أنه لما أُدخلت أول سيارة أو عربة، إلى النمسا، قبل أكثر من قرن من الزمان، كان الذي تقدم إلى شرائها رجل من العائلة المالكة، أمير من آل هابسبورغ Habsburg، أرشيدوق Archduke كما يقول العرب.
      وقد صحب هذه العربة الأولى مُهندس خبير في ميكانيك السيارات، وجعل هذا المُهندس على مدى ساعتين بطولهما، يشرح للأرشيدوق Archduke النمساوي، كيف تعمل هذه العربة الغريبة الجديدة، بطريقة علمية مُبسطة.
      وما كان من الأرشيدوق Archduke بعد مُضي ساعتين، إلا أن قال: نعم، نعم، لقد فهمت كل ما قلته، لكن أين الحصان؟ أين الحصان؟
      أنت يُمكن أن تشرح عن الدليل على نحو ما شرح هذا المُهندس للأرشيدوق Archduke ساعات طويلة، ثم تُواجه بسؤال أين الحصان؟ ولكل حصانه! ولكل حصانه، ولكل قضية حصانها أو حمارها – أكرمكم الله -!
      أين الحصان؟ لا يزال تحت تأثير ما يُمكن أن أُسميه القصور الذاتي المعنوي، القصور الذاتي الروحي! فيبدو أن البشر لا يخضعون للقصور الذاتي المادي فقط، كما تخضع كل طبعا المواد والأجسام، بل يخضعون لنوع آخر أكثر إرهاقا وأكثر ثقلا من القصور الذاتي الفيزيقي أو المادي، إنه القصور الذاتي الروحي والمعنوي! من الصعب أن نُغيره! "
      ===================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    4. اخي حسن الكريم حياك الله ... ان لم أكن مخطئا استشعر من خلال تعليقك انك مازلت تبحث عن فهم الآلية او الكيفية التي تمت بها رحلة المعراج او الرحلة السماوية وفهمها من خلال الدائرة العقلية ...

      الحقيقة هذا ما كنت ساكتبه في تتمة تعليقي السابق .. ومع البحث المتعمق في هذه المسألة وجدت ان الامر ليس سهلا ومعقد قليلا ثم تركت ذلك ... وبما انك اثرت هذه المسألة من جديد .. ساحاول أن اكتب واقرب المعنى بالقدر الذي فهمته في هذه المسألة ... واعتذر ان لم يكن هناك ترتيب في الافكار ...

      أولا كيف قطع سيدنا محمد تلك المسافة الطويلة في العالم المادي التي تقدر بملايير السنين الضوئية وصولا إلى حافة الكون او سدرة المنتهى ...و قطع تلك المسافة الرهيبة بسرعة كبيرة في ليلة واحدة فقط .. وهذه السرعة التي انتقل بها هي في الحقيقة تتجاوز سرعة الضوء باضعاف مضاعفة ... الجواب : هنا نعرف كيف تجلت حكمة الله في اختيار سيدنا جبريل لهذه المهمة لانه اقوى الملائكة واسرعهم ويبلغ عدد اجنحته ست مئة جناح كما جاء في الحديث ... وفي اعتقادي ان سيدنا جبريل لديه ايضا القدرة على طي الفضاء واختصار الزمن .. وفتح نافذة إلى فضاءات بعيدة اخرى بقوة اجنحته ... وطي الفضاء واختصار الزمن هو ممكن من الناحية العلمية على حسب نظرية النسبية إذا توفرت بعض الشروط والقوة الكافية لفعل ذلك .. وفي رايي هذا هو السر وراء قطع تلك المسافة الرهيبة في ليلة واحدة .. لانه في الحقيقة حتى ولو افترضنا أن السرعة تجاوزت سرعة الضوء بمئات المرات .. فلن تكفي لقطع تلك المسافة الرهيبة في مدة قياسية كما حصل مع سيدنا محمد والله اعلم ...

      وبالنسبة لكلام الشيخ شاه ولي الله الدهلوي رحمه الله كلامه معقول ومحترم جدا وليس فيه فلسفة ولا سفسطة وهو مفهوم جدا ... ولم يقل أن المعراج حدث لسيدنا محمد بجسد اخر .. وانما قال : ( حصل ذلك بجسده في اليقظة ... وذلك في موطن هو برزخ بين المثال والشهادة جامع لأحكامهما ... فظهر على الجسد أحكام الروح ... وفي رايي هذا الاندماج الجسدي مع البعد الروحي والاخذ من خصائص وقدرات الروح ان صح التعبير ... هو ما يفسر كيف نجى سيدنا محمد من تسارع الجاذبية ...وكيف حافظ على جسده ولم يفقده في ظل تلك السرعة التي تجاوزت سرعة الضوء ... وكما هو معروف على حسب القوانين الفيزيائية التي نعرفها ان اي جسم مادي إذا اقترب من سرعة الضوء او أقل من ذلك سيتدمر بالكامل وستتفكك جزيئاته ويفقد ماديته ويصبح طاقة ... وذلك الاندماج مع البعد الروحي في أعلى مستوياته تم بعد تهيئة وترقية سيدنا جبريل لقلب سيدنا محمد والله أعلم ... وهو مايفسر ايضا كيف راى سيدنا محمد المستقبل .. والتنقل بين العوالم الروحية الاخرى والبرزخ اثناء رحلته وهو في حركة وفي كامل ادراكه ووعيه دون ان يفقد جسده أو ان يتضرر... وكما هو معلوم في الحالة الطبيعية والعادية كما هو حال اغلب البشر للدخول في العوالم الروحانية والروحية والرؤية تحتاج غالبا الى سكون الجسد التام او النوم لتحرير الروح نسبيا ...

      وبالمناسبة بالنسبة لهذا الاندماج الجسدي مع البعد الروحي أو الروحاني والاخذ من خصائصهما قد يحصل حتى مع بعض الاشخاص الذين لديهم تفعيل روحاني قوي .. ولكن بدرجة ومستوى أقل من الانبياء والاولياء بسب اختلاف نوع المدد ويكون على حسب نسبة التعلق بالاكوان .. وقد يحصل في المستويات الاخرى والادنى في عالم الروحانيات .. ويندرج تحت هذا الامر الاشخاص الذين يتعاملون مع الجن اويقيمون علاقة معهم او يتزوجون منهم ... والرجال والنساء الذين يقومون بالتسلط على الآخرين والاغتصاب الروحاني عن بعد ... وقد يندرج تحت هذا المستوى حتى اصحاب الرياضات والخوارق مثل الذين يأكلون الجمر والمسامير والزجاج ويطعنون انفسهم بالالات الحادة ويشربون الماء الساخن وغير ذلك والله اعلم .

      حذف
    5. أخي الحبيب مريد القرب أهلا وسهلا بك
      بالنسبة لقولك : " انك مازلت تبحث عن فهم الآلية او الكيفية التي تمت بها رحلة المعراج او الرحلة السماوية وفهمها من خلال الدائرة العقلية "
      الامر لا يتعدى أن يكون البحث عن شبهات او أي جديد قيل في هذا الموضوع على النت او ما قد يخطر ببالنا حتى نشارك لعلها تكون ذات فائدة او اضافة للرسالة.
      لا أخفيك اخي الكريم انه في البداية و مع نشر الجزء الاول من رسالة الاسراء و المعراج بالمدونة كنت اظن انه لن تتعدى جزئين أو ثلاثة اجزاء كغيرها من القصص التي جاءت بالمدونة و ينتهي الموضوع .. سبحان الله .. اليوم نحن في الجزء 21 .. بسم الله ما شاء الله اللهم بارك .. جزاه الله خيرا أستاذ خالد و كل من شارك في اغناء الرسالة و الشكر لك " مريد القريب " على تدخلك و لا تحرمنا من تدخلاتك و معلوماتك العلمية.
      ***********

      - لو سمحت يا أستاذ خالد .. و خذني على قد عقلي و فهمي .. هل ما يقصده شيخ الإسلام أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في قوله السالف ذكره اعلاه ب " برزخ بين المثال والشهادة "، أن الله سبحانه و تعالى أمات النبي صلى الله عليه و سلم و لما انتهى النبي من الصلاة مع الأنبياء و المعراج الى السماء أحياه مرة ثانية.
      أقول هذا لأنه يمكن في يوم من الايام خطرت او تخطر على بال أحد من المشككين، ياتي و يقول لك لماذا لا يكون العكس الذي حصل أي أمات الله الرسول ثم احياه مرة اخرى. ارجو ان اكون اوصلت الفكرة.
      ترددت ان اكتب هذا التعليق و اطرح السؤال من اسبوع
      تحياتي لكم.
      ===================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    6. بص يا حسن:
      - البرزخ في كلام الشيخ المقصود به عالم موازي لعالمنا فيه حياة الأرواح .. فكأن النبي دخل هذا العالم بهيئته البشرية ولكن مع عالم الأرواح ..
      - وهذا عن نفسي كلام لا أقبله .. ليه ؟

      1- لأنه ما القيمة في ذلك طالمما يمكن أن يراهم مناما أو كشفا بمنتهى السهولة ..؟
      2- ولماذا الشيخ يرى المسألة بأنه هو الذي ذهب إليهم وليس هم من أتوا إليه ؟
      3- وأخيرا فإن كلام الشيخ بأن النبي ذهب للأنبياء في عالم برزخي فهذا معناه أن بيت المقدس كان في عالم برزخي أيضا .. وهذا مخالف أصلا لنص القرآن الذي يدل على ان انتقاله كان من مكان مادي معلوم لمكان مادي معلوم ..

      - والله أعلم
      ===========================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  10. استمعوا لهذا الحوار... وبصراحة احتاج الى تحليل وليس مجرد تعقيب... لان هذا الأمر يتكرر كثيرا ومع متعلمين مش أميين ( لكن لا يحبون التعمق في الدين تقول المتحاورة لأني أخاف من هذه الأمور) ... بصراحة أراه نوع من التشويش وعدم التركيز... ولا فاهمين والمشكلة مش عايزين يفهموا... هههههه
    وانتو لو فهمتو حاجة فهموهالي...

    س: هل تؤمنين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء؟
    ع: لا
    س: هل تؤمنين بالاسراء والمعراج
    ع: نعم
    س: هل تفهمين معنى كلمة معراج
    ع: بصراحة لا
    س: أين فرضت الصلاة؟
    ع: في السماء السابعة...
    س: ههههه يا بنتي ركزي...
    نعيد من جديد؟!!
    ع: لااااا وما تخربطينيش انا ماش زيك في الدين وبصراحة أخاف اتكلم في هذه الأمور...
    وأغلق الحوار على كده.

    ملحوظة: ع ليست عائشة في هذا الحوار...ههههه... لكن ثقوا انها لوقت قريب كانت كذلك بحكم الانشغال بالتخصصات الدراسية... وكنت اعتقد حتى اتكلم في الدين يجب أن أكون متخصصة... فلا تخصصت ولا تعلمت... لولا لطف الله بي وهدايته لي بأن قادني للمدونة... فاتخذتها منهج وما بقيتش اخاف من تشعبات الحوارات وأصحاب المذاهب الي كانوا مدوخينا ولو أسأل النصيحة امسك في المدونة وما تخفش... أما أدل عليها فلا لأن للمدونة أهلها... يقودهم الله لها...

    ردحذف
  11. بعد ان أرسلت الحوار... قرأت رد حسن على مريد القرب ثم اتبعته بقراءة رد سيدي خالد على حسن...
    بصراحة... تخوفوا صح...هههه
    عندها حق السيدة محاورتي لما خافت...
    لان الأمر يحتاج إلى تدرج في المعارف...
    وليس في متناول الجميع...

    الذي يحز في نفسي بعد ١٤ قرن تقريب ونصف مازال الموضوع يناقش وكأنه حدث امس...
    حيث يوجد المؤمنين والمشككين وحتى الكفرة...
    سبحانك ربي لك في خلقك شؤون...
    وسنن الله لا تتبدل...

    ردحذف
  12. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وسلم 🌿
    ما شاء الله عليك استاذنا ربنا يزيدك من فضله يارب ويزيدك علم ونور ومدد يارب العالمين 🤲🏻
    جزاك الله خيرا علي كل حرف بنتعلمه من حضرتك

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف