بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
التحقيق الجلي
لقصة سحر
السيدة حفصة و السيدة عائشة
زوجتي النبي
صلى الله عليه وسلم
(الفصل الخامس عشر)
#- فهرس:
:: الفصل
الخامس عشر :: ج4/
مسائل عامة قد تخطر ببالك
حين معرفتك بقصة سحر بعض زوجات النبي وهما السيدة حفصة والسيدة عائشة ::
1- س40:
هل كان قرار السيدة حفصة والسيدة
عائشة بعقوبة من فعل لهما السحر هو عن هوى نفس وكان الأولى لمن بمنزلتهما اتباع
العفو والمسامحة ؟
#- أولا:
قرار
السيدة عائشة والسيدة حفصة في عقاب من صنع لهما السحر ليس فيه ظلم لمن صنع السحر لهما.
#- ثانيا:
لماذا لم تسامح السيدة عائشة والسيدة حفصة من صنع
لهما السحر ؟
2- س41: لماذا السيدة
عائشة باعت جاريتها التي سحرتها بسحر الموت إلى من يسيء معاملتها من الأعراب
بالخدمة الشاقة ؟
3- س42: لماذا ظهر الألم النفسي على
السيدة عائشة والسيدة حفصة حين معرفتهما بوجود سحر حدث لهما والمفترض أن يقابلا
أحداث الحياة بهدوء لقوة إيمانهما ؟
#- أولا:
فرق بين المشاعر النفسية المطابقة للحدث وقت نزول
الإبتلاء .. وبين حالك القلبي مع الله.
#- ثانيا:
فرق بين
أن تتهم من ظلمك في ظلمه - وبين أن تتهم الله في عدله.
@- وإن غلبك الحزن وقت المصيبة وانفلت لسانك وقلت: "ليه يا رب عملت فيا هذه المصيبة" .. فاستعذ بالله من الشيطان واستغفر ربك.
*******************
:: الفصل
الخامس عشر ::
*******************
..::
س40: هل كان قرار السيدة حفصة والسيدة عائشة
بعقوبة من فعل لهما السحر هو عن هوى نفس وكان الأولى لمن بمنزلتهما اتباع العفو والمسامحة
؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد يظن البعض فيظن أن السيدة
عائشة والسيدة حفصة .. قد اتخذتا قرارهن عن هوى نفس مصحوبا بعدم رضا عما حدث لهما
.. وكان الأولى أن يعفيا ويصفحا عما فعل ذلك لهن .. إذ
أن انفعال السيدة عائشة والسيدة حفصة .. هو مخالف لطبيعة المؤمن التي
يكون اكتسبها بإيمانه من حيث المسامحة والعفو .. ثم العفو عند المقدرة. (هذا ملخص من كلام البعض).
@- وإليك الجواب على من ظن ذلك:
#- أولا: قرار السيدة عائشة والسيدة حفصة في عقاب
من صنع لهما السحر ليس فيه ظلم لمن صنع السحر لهما.
1- فقرار السيدة حفصة بقتل الجارية
التي صنعت لها السحر .. فذلك لأن الجارية قد اعترفت بأن فعلت سحر لها
بالموت .. أي أرادت أن تقتلها بالسحر .. ولما انكشفت هذه المؤامرة .. فقد تم
القصاص من الجارية كما هو حال رأي بعض الصحابة كعمر بن الخطاب في أن الساحر يقتل
طالما اعترف بسحره.
2- أما
عن قرار السيدة عائشة في بيع جاريتها لسوق العبيد ..
فذلك حتى تظل تباع حتى لا تجد راحة لها .. جزاء
لما فعلته بالسيدة عائشة حيث أرادت لها ان لا ترتاح بسبب المرض الذي يؤدي إلى
موتها بالبطيء .. ولم ترد قتلها لأحد أمرين:
أ- إما أن السيدة عائشة رأت أن هذا كان
فعل النبي في ذلك الموقف حينما سحره بعض اليهود فلم يقتل النبي من فعل به السحر
ولم يحب أن يراه بعد ذلك.
ب- وإما أن السيدة عائشة خيرتها بين
القتل أو بيعها كأمَة مملوكة .. فاختارت الجارية أن تباع كأمَة من الرقيق.
#- إذن: فعل سيدات بيت
النبوة لم يكن عن هوى نفس .. وإنما عن اتباع لمن هو أعلم منهن .. بل وعن قصاص صحيح
أجازته الشريعة .. والسيدة عائشة لم تقتل جاريتها واكتفت ببقائها في رق العبودية
ببيعها عند من يستخدمهم في أعمال الخدمة ولا يسمح لهم بتحرير أنفسهم.
#- ثانيا: لم تصفحا السيدة عائشة والسيدة حفصة من صنع
لهما السحر.
1- كيف يتم التساهل باتخاذ قراره
بأمر ساحر يعترف بأنه يقتل بسحره .. ؟ فلو تم التساهل لتم تكرار هذا الأمر
مرارا وتكرارا بعد ذلك.
2-
ولماذا لمن يطلب هذا الطلب من السيدة عائشة والسيدة حفصة .. وكأنه
رحيم القلب .. لا يطلب العفو والمسامحة عمن يقتل ويسرق ويغتصب ..؟!!
#- فهذا
لأنك تريد أن ترى العيب فيمن لا يحلو لك
توقيره .. ولكن الحقيقة هي أنك مسيء الظن وحقير الباطن مملوء بالشر .. لأنك لو كنت
أمينا صادقا .. لكان منطقك في الظن محيط بكل من يفعلون الجرائم .. وتطالب المجتمع
الدولي أن يسامحهن كلما ارتكب المجرم أي جريمة .. وأولهم أنت يا من تطالب بذلك
عليك ان تسامح وتعفو بل وتحسن إلى من يغتصب أمك ويقتل أهل بيتك ويسرق مالك.
- ولكنك هل ستعفو وتسامح
وتحسن إلى من أساء إليك في أمك وأهل بيتك ومالك ؟
- أكيد .. لا ..
@- وخلاصة القول:
- من يظن ذلك هو مسيء الظن وحقير
الباطن مملوء بالشر .. لديه ازدواجية في أحكامه .. فما كان شرا للآخرين فهو يطالبهم
بالمسامحة وما كان شرا له فيطلب بالقصاص العادل لنفسه.. وهذا دليل على أنه أهل شر من
يطلب المسامحة في الجرائم بدليل حتى إذا فعل هو هذا الشر يطالب بالمسامحة والعفو
عنه .. وهذه حقيقته .. أنه شخص مستبيح لنفسه الجريمة .. وإلا فما وجه اعتراضه على
أفعال سيدات بيت النبوة ؟!!
****************
..::
س41: لماذا السيدة عائشة باعت جاريتها التي
سحرتها بسحر الموت إلى من يسيء معاملتها من الأعراب بالخدمة الشاقة ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تسأل نفسك فتقول: لماذا اختارت
السيدة عائشة أن تباع جاريتها إلى من يسيء معاملتها من الأعراب .. أي أعرابي يرهقهم
في الخدمة ولا يسمح بتحرريهم من الرق.
@- أقول لك انتبه للآتي:
1- ما فعلته السيدة عائشة بجاريتها من
بيعها ..
- قد يكون عن اختيار الجارية لهذا الحل بدلا من
القتل.
2- وسبب بيعها لجاريتها لأحد من الأعراب على
وجه الخصوص ..
- لأن لبعضهم أسلوب
جاف وحاد في المعاملة .. ويتعاملون مع جواريهم بجفاء ويرهقونهم في الخدمة .. وهذا كعقاب
بسيط من السيدة عائشة لهذه الجارية الخائنة .. إذ لما
أساءت الجارية لإحسان السيدة عائشة
التي كانت كتبت لها حريتها حين موتها .. فخانت الجارية السيدة عائشة وأرادت حريتها
بقتل السيدة عائشة بالسحر ..، ولما كانت السيدة عائشة لا تستطيع معاقبتها بالمثل
.. فاكتفت السيدة عائشة بعقابها بما فيه استمرار لعبوديتها وليس قتل لها .. وإذا
كانت الجارية سلطت على السيدة عائشة السحر بالمرض حتى الموت حتى تتحرر .. فالسيدة
عائشة اكتفت بإبقائها في العبودية وذلك ببيعها لمن لا يعطيهم حريتهم ويرهقهم في
الخدمة لجفاء موجود في طبعهم وهو شخص من الأعراب.
3- السيدة عائشة أحسنت إلى جاريتها
ثلاث مرات ..
- الأولى: حينما كانت لا
ترهقها في خدمتها.
- الثانية: حينما أوصت لها
بحريتها حين موت السيدة عائشة.
- الثالثة: بعد ما خانت
الجارية السيدة عائشة وقامت بفعل سحر لها أرادت أن تقتلها به .. فلم تقتلها السيدة
عائشة ولم تذهب بها للحاكم الذي كان يمكن أن يقتلها أو يحبسها فترة طويلة .. وإنما
اكتفت فقط ببقائها في رق العبودية عند من هو معروف عنه من الأعراب أنه يشق على
عبيده في الخدمة .. وذلك لتذيق هذه الجارية الفرق بين الإحسان الذي كانت فيه في
رعاية السيدة عائشة .. وإلى ما أصبح حالها جزاء لبعض خيانتها.
#- خلاصة القول:
- السيدة عائشة لم
تظلم جاريتها في بيعها .. وإنما حتى في بيعها قد أحسنت إليها .. حيث لم
تقتلها ولم تذهب بها للحاكم .. واكتفت فقط بأن تذوق رهق العبودية بعد ان خانت نعمة
السلام والطمأنينة والهدوء والرحمة التي كانت تعيش فيها مع السيدة عائشة.
- والله أعلم.
*******************
..:: س42: لماذا ظهر الألم النفسي على السيدة
عائشة والسيدة حفصة حين معرفتهما بوجود سحر حدث لهما والمفترض أن يقابلا أحداث
الحياة بهدوء لقوة إيمانهما ؟ ::..
- قد يظن البعض أن انفعال
السيدة عائشة والسيدة حفصة .. هو مخالف لطبيعة المؤمن التي يكون اكتسبها
بإيمانه .. وأن ظهور حالة الحزن والإنزعاج من السيدة عائشة والسيدة حفصة مما فعلته
الجاريتين لهما بالسحر .. هو مخالف لما يجب أن يكون عليه المؤمن من الطمأنينة
والسكينة والسلام الداخلي والرضا بالمقسوم.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من يظن ما سبق .. فقد فاته من
العلم الكثير للتفرقة بين صفات القلب المرتبطة بالإيمان كالرضا واليقين والمحبة
والإخلاص .. وبين المشاعر النفسية الطبيعية من حزن وفرح التي لا تؤثر على الإيمان
والصفات القلبية في شيء .. وإليك بيان ذلك:
#- أولا: ما علاقة قوة الإيمان بالألم النفسي الذي
يؤذي ويمرض ؟!!
- غريب جدا أن يقول أحد عن شخص يتألم نفسيا .. أين قوة إيمانه وهو يعلم قوة إيمانه وتعلقه بربه ؟!
- فهل لما تألمت السيدة
عائشة والسيدة حفصة من فعل السحر بهما .. أنكرا وجود الله .. أو قالا أن الله غير
عادل معهما .. أو أن أي منهما كان غير راضي بما قسمه الله له من تدبير القدر معه ؟
- لا لم يحدث ... فلماذا تخترع كيفية
نفسية لما يجب أن يكون عليه المؤمن وقت نزول الألم النفسي به ؟!!
- فعلى منطق قوة
الإيمان مرتبطة بعدم الحزن والتألم .. فلماذا يتألم الإنسان من مرضه ويتوجع منه ..
إذ على هذا المنطق فلا يوجد أحد مؤمن ..!!
- فكيف للبعض أن يفكر بهذا
التفكير الغير سوي .. والغير مطابق للواقع .. والغير معقول أصلا ..!!
- إذ ما الذي جعل من انزعاج
الظاهر .. أنه دليلا على ما في قلب الإنسان من إيمان وتعلق بالله ؟!!
- فعلى هذا المنطق الغير سوي لا يحق لأحد ان
يغضب أو يحزن بل ولا يتأثر بأي شيء مطلقا ..!!
- فأي منطق هذا .. وأي عقل يقول
بهذا الكلام الغريب ..!!
#- ثانيا: فرق بين المشاعر النفسية المطابقة للحدث وقت نزول الإبتلاء .. وبين حالك القلبي مع الله.
- انتبه هنا لجزئية مهمة جدا حتى
لا تختلط على فهمك الأمور:
- ليست مشكلة أن تحزن أو تتضايق أو
تبكي .. من ابتلاء يسبب لك حال مزعج أنت تعيش فيه
كمرض مثلا أو قلة حيلة أو قلة توفيق أو أذية قولية أو فعلية من أحد فعلها بك ..
فالبكاء والحزن والضيق حينئذ هذه مشاعر مباحة ولابد أن تحدث .. لأن هذه مشاعر
إنسان وصفات نفسية طبيعية تتناسب مع الحدث .. كما بكى النبي عند موت ابنه إبراهيم
..، بل وبسبب هذه المشاعر تحرك فيك الدعاء إلى الله سواء برفع الضر عنك أو ليقتص
لك ممن عجزت عن أخذ حقك منه.
- فهذه المشاعر النفسية .. لم تؤثر على
الرضى في قلبك .. لأنك لم تعترض على قضاء ربنا معاك .. بل أنت تبكي وكأنك تقول: يا
رب صبرني أو ساعدني أو افتحها عليَّ أو اجبر بخاطري أو ارفع عني أو اشفيني أو
انصرني أو ما شابه ذلك .. فأنت راض بربك مؤيدا لك ونصيرا ومعينا وشافيا ورازقا
وكافيا .. وإلا ما كنت طلبت منه وتوجهت إليه وقت نزول الألم النفسي بك أو الإبتلاء
عموما.
- ولكن المشكلة حينما تسخط على
ما نزل بك من ابتلاء .. وتعترض فتقول: "أنك لا تستحق ما نزل بك .. بل أنت
تستحق أن تكون في حال كرامة ورخاء وليس كآبة وابتلاء" ..، وترى أن ما فعله
الله بك هو ظلم لك منه ..، ثم ينقلب حالك وتبتعد عن طريق ربنا لأنك تتصور أنه ظلمك
..!!
- فأنت حينئذ شخص ساخط
.. وقد بدأ الشيطان يستولى على عقلك وليأخذك في صفه ..، فاستعذ بالله من الشيطان
.. وتب مما قلته واعتقدته في نفسك واستغفر ربك .. والله غفور رحيم.
#- ثالثا: هناك فرق بين أن تتهم من ظلمك في ظلمه - وبين أن تتهم الله في عدله.
- من الملاحظات المهمة أيضا .. حتى لا تختلط
عليك الأمور كمؤمن.
- هناك فرق بين أن تقول أن فلان
ظلمك .. لأنه ظلمك فعلا .. وتعترض على ذلك بل وتذهب للشرطة لتسترد حقك .. (فهذا
حقك ولا يخرجك من حال أهل الرضى طالما قلبك يقول يا رب ساعدني وانصرني عليه) ..،
وبين أن تتهم الله أنه هو الذي ظلمك وتعترض عليه لأنه هو من قدر عليك أن يحدث لك
هذا السوء .. (فهذا هو السخط الإبليسي بعينه) .. فانتبه.
- ولذلك حين نزول مصيبة
بك .. فاتهم الأسباب الظاهرة
التي أدت إلى ذلك .. ولا
تتهم رب الأسباب .. ثم وجه قلبك لربك وقل: يا رب كن لي معينا في مصيبتي.
@- وإن
غلبك الحزن وصعبت
عليك نفسك وانفلت لسانك وقلت: "ليه يا
رب عملت فيا هذه المصيبة ؟" .. وذلك لكون المصيبة ثقيلة عليك جدا ..، فاستعذ
بالله من الشيطان واستغفر ربك ولا تزيد فيما قلته ..، إذ أنت قلت ما قلته غالبا عن
ألم نفسي قد غلبك .. وليس عمدا
ولا تطاولا ولا جرأة ولا اعتراضا على الله .. وإنما لأنك كنت ترجو شيئا فلم
يحالفك التوفيق .. أو حدثت أمور غير متوقعة أفسدت عليك سلام كنت تعيش فيه .. فنطقت
بما نطقت من شدة الألم النفسي الحاصل لك .. وكأنك تبحث عن الحكمة بقولك: ليه يا رب
حدث معي ذلك .. وذلك ليطمئن قلبك ويسكن من نار الألم النفسي النازل بك.
- ولكن احذر أن كثرة تكرار قولك: "ليه وعشان
إيه حصل كده" .. فأنت تفتح بذلك مدخلا للشيطان والشر ليسكن في نفسك .. لأن
الشيطان يستغل لحظات ضعف الإنسان ويغتنم هذه الفرصة وينشط بوسوسته في نفسه .. حتى
يوسوس لك الشيطان بأن الرب قد خذلك وتركك فكيف تعبد من يفعل بك ذلك ..؟
- فينقلب حالك وتسخط على ربك .. وتبتعد عن
العبادة والدين وتنكر وجود الله ..
- لذلك دائما الناس الطيبة .. وقت المصيبة
يقول لمن نزلت به المصيبة: استعذ بالله واستغفر وقول يا رب ساعدني.
#- وخلاصة القول:
1- السيدة عائشة والسيدة حفصة .. كان حزنهما وغضبهما من مشاعرهما الإنسانية
الطبيعية التي تحدث نتيجة مواقف الحياة التي تستدعي ذلك .. خاصة وأن من خانهما
كانت جارية لهما .. وهي تعتبر من أقرب الناس في المنزل وتعيش فيه عيشة هنية مطمئنة
وفيه رحمة بها ولطف .. بل وتم كتابة حريتها بعد فترة من الزمن مرتبطة بموت سيدتها
..، فيكون بعد ذلك هو الخيانة والغدر والقتل ..!!
- فكيف لا يحزن الإنسان على من لا يجد بعد الإحسان إلا
الإساءة .. وبعد الرحمة الغدر والخيانة والرغبة في القتل بأحقر الطرق وهي السحر
؟!!
2- حال الإحساس النفسي بالحزن وما
شابه لا يؤثر على حال صفات الإيمان في القلب في شيء .. طالما المؤمن لا يخادع نفسه بأنه المقهور من
شياطين الإنس والجن .. وضحية المجتمع الشرير .. وطالما المؤمن لم يسخط على ربه بالإعتراض
عليه .. ولم يظن أن الله يظلمه في الحياة ويظن في نفسه أنه يستحق الأفضل ويتهم
الله في عدله.
- ولكن المشكلة التي تؤثر في صفات القلب الإيمانية مثل
الإخلاص والرضا وغير ذلك .. فهذا لمن يخادع نفسه ويوهم نفسه بأنه المظلوم دائما ..
وساخط على قدر ربه .. ويتهم الله في عدله معه .. فهذا يختفي نور الإيمان من نفسه
واحدة واحدة .. حتى لا يشعر بعد ذلك بأي إحساس إيماني .. ما لم يتب ويستغفر ويفيق
من أوهامه.
#- ملحوظة هامة جدا:
- بل أحيانا يكون الحال النفسي
بالحزن والضيق سببا في القرب من الله .. وذلك لأن الحزن والضيق يصنع ألم نفسي .. وهذا
يدفع بعض المؤمنين من التقرب إلى ربه ليخلصه مما هو فيه .. فكان بذلك الألم النفسي
دافعا لمزيد من التقرب من الله .. وبالتالي مزيدا من فضل الله على المؤمن .. وهذا
ظهر واضحا من رؤية السيدة عائشة للرؤيا التي كان فيها سببا لشفائها .. رحمة من
الله بها .. ونفهم من وراء ذلك أن السيدة عائشة كانت في ألم المرض لم تقطع الرجاء
من الله في أن يشفيها .. وبعد فترة زمنية طويلة .. أكرمها الله بهذه الرؤيا التي
كان من ورائها شفائها.
- والله أعلم.

رضي الله عن امهاتنا عائشة وحفصة امهات المؤمنين القانتات العابدات التقيات وارضاهن وجمعنا بهن مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفردوس الاعلى آمين يارب العالمين
ردحذفدمت لنا نبراسا استاذنا الفاضل
وايدك بالحق وامدك بمزيد فضل
آمين يارب العالمين
{ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡقِصَاصِ حَیَوٰةࣱ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٧٩]
حذفالملفت للنظر في الاحاديث انه لا يوجد استفاضة في الكلام عن الألم النفسي .. وان دل ذلك على شيء يدل على ان المؤمن لا يتوقف لمجرد انه تألم .. لأنه لو توقف لتعطل تطبيق الشرع او ظلمَ او اعتدى في حكمه ..
بل المؤمن يقظ فطن الى ان تطبيق الاحكام بما جاء به الحق هو العدل الذي يداوي ألمه وجرحه .. حتى ولو بعد حين .. { وَهُوَ ٱلَّذِی یُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُوا۟ وَیَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِیُّ ٱلۡحَمِیدُ }[سُورَةُ الشُّورَىٰ: ٢٨] ....فمن وقف على باب الوليّ الحميد لن يبرح إلا وقد اغاثته الرحمة الإلهية .. فلا تقنط مهما طال أمد الظلم .
المؤمن بربه قوي ؛ ومهما بلغ حزنه وألمه لا يقف عاجز او مستكين خاضع لمن ظلمه .. بل : { وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡیُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزَ ٰۤؤُا۟ سَیِّئَةࣲ سَیِّئَةࣱ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٤٠) وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا عَلَیۡهِم مِّن سَبِیلٍ (٤١) إِنَّمَا ٱلسَّبِیلُ عَلَى ٱلَّذِینَ یَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَیَبۡغُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ (٤٢) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَ ٰلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (٤٣) }[سُورَةُ الشُّورَىٰ: ٣٩-٤٣]
هذا .. والله اعلم
اللهم صلى على محمد وآل محمد 🌹
ردحذفاللهم ارزقني حبك وحب نبيك 🌸
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا 🕊️
الله يراضيك يا استاذ خالد
ردحذففعلا جزء كله علم وحكمة
ما قبضك إلا ليبسطك .. سبحان الله
حال الألم ..حال الفرح ... وجهان لعملة واحدة
شكراً جزيلاً يا معلم الخير
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
ما شاء الله تعلم الإيمان الصحيح مع الفهم المنير طريق المحبين للصبر على أقدار رب العالمين برضا ويقين .
ردحذففإن الحكمة نور تضئ الطريق لمن يريد الوصول فهي حياة القلوب وبها تطمئن النفس وتستكين ..
✨✨✨فالعلم نور✨✨✨
جزاك الله كل خير أستاذي الفاضل خالد وربنا يمدك بمدده يااارب.
.................................................
#ـ راق لي..
هناك من يملك كل شيء ولا يشعر بشيء…
وهناك من يملك القليل ويعيش كأنه يملك الدنيا.
- فالقيمة ليست فيما نُمسكه بأيدينا، بل فيما يَسكن قلوبنا.
فالغنى الحقيقي ليس رصيداً في البنوك، بل راحة في الصدر، وامتنان يملأ العين، وطمأنينة تُقيم في الروح.
﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾🌹
العُمرُ كُلُّهُ رِحلَةٌ ولا بد أَن تَنتَهِي، فَعِشْ فِيهَا بِرُوحِ المُهَاجِرِ.
لَا تَشغَلك عَوَائِقُ الطَرِيقِ عَنْ المَسِيرِ وَتَذَكَّرْ إِلَى مَن تَسِيرُ وَمن إِلَيهِ المَصِير.
🌹منقول🌹
🌷من فوض أمره لله وصدق تعلقه بمولاه أغاثه بجنود أرضه وسماه🌷 ..
ردحذف🌷من توجه بصدق لمولاه فلن يخيب قلب من دعاه ورجاه🌷 ..
🌷كن معه كما يريد يكن معك بأفضل مما تريد🌷 ..
🌷الله لا يخيب عبد صدق في تفويض أمره لله🌷 ..
🌷الله يصرف عنك في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد🌷..
🌷أعلم أنك إن لم ترضى فأنت ساخط وطالما أنت ساخط فأنت ساقط🌷..
🌷عليك أن تعلو بإيمانك لتحظى بمعية مولاك🌷 .
🌷إذا لم تلتفت إلى الفعل النازل بك .. وجدت الله فاعلا لك أفضل مما كنت ترجو وتريد 🌷.
🌷من أخلص لله أيده برضاه🌷 .
🌷أعمل مع مولاك ولا تعترض على قضاؤه .. فهو كافيك🌷 .
أ. خالد أبو عوف
- بما إن حضرتك متحدث عن الألم النفسي في المقال فأراد الله لي أن أنشر كلام حضرتك هذا وربنا ينفعنا به يااارب.
ردحذف💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
#ـ الألم النفسي أحد أسباب طرق الوصول إلى الله..
- شاور على شخص واحد خلقه ربنا متألمش نفسيا واتوجع بشده ..
- أحيانا بنبص للألم النفسي على أنه شئ مزعج.. لكنه أحيانا لو أبصرنا الحقيقة فيه واستخدمناه بطريقة صح إن إحنا نوجه بالإنكسار إلى الله..
ففي اللحظة دي بتنفتحلك أبواب السعد في طريق الإيمان ..
- عمرك ما في حال الإنبساط هتعرف توصل لحال عمرك ..
- طول ما حياتك لطيفة مش هتعرف تعيش روح التذوق ولا تجربة الإيمان ولا عظمك هيقوى ..
- هات واحد من الصالحين في أي زمن مكنش بيسكنه ألم في نفسه !!
مش هتلاقي ..
- هات واحد من العارفين أو من أصحاب المعرفة الصحيحة ما عاش الم أذاه في فترات طويلة أووي من حياته ..
* مش بقولك طول العمر لكن بقولك أذاه فترات طويلة في حياته .. مفيش .. مفيش .. !!
- الألم النفسي أكبر معلم في الحياة للقضاء على مطامع النفس.. عشان يكسر نفسك فلازم يعمل كده ويألمك.. وهذا من جميل القضاء والقدر اللي كثير من الناس يعتبروه أسوء ما في القضاء والقدر..
..مثال..
#ـ المرض لما بتتنقل لحال المحبة بتحس إن كل كلمة آه بتقولها وأنت موجوع وبتتألم كأنك بتقول الله ..
ـ ويجيلك حالة كدة من حالات الوله .. وتقول حبيبي بيختبرني بس هو هيساعدني وهيعني على الاختبار ده ..
ـ فهنا بتنقلب الصورة من مجرد شئ مؤذي لمجرد حال جمالي في القلب !! ..
ففي الظاهر حال جلالي اللي هو المرض ..
ـ وفي الباطن حال بقى جمالي رغم أنه مرض فهذا شئ عجيب!! .
أ. خالد أبو عوف.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
🌺🌹
ردحذف#ـ اللي بيفهم الحياة صح بيحاول يخرج أجمل مافيه للي حواليه ...
حاول تخرج أجمل مافيك للي حواليك ..
عشان يفتكروك كذكرى جميلة وحلوة في العمر ..
اتعلم أن قوة الحب في العطاء بأنك تعطي مش في إنك تأخذ ..
ولما تيجي تعطي لا تنتظر مقابل ..
لأنك لو انتظرت مقابل هتفضل مستني لحد الموت ..
فاتعلم انك تعطي حب بكل ما تقدر وبكل قوتك وأنت راض وأترك أمرك لله ..
هتعيش وقتها في سلام داخلي حتى مهما أذاك شخص بكلمة أو أي شئ فأنت جواك راضي نفسك بأنك تعاملهم بالإحسان فقط ..
متسنيش حد يعملك حاجة أو يعطيك مقابل ..
والمقابل هنا مش فلوس فقط ..حتى لو مشاعر وأحاسيس واهتمام متسنيش ولا تنتظر مقابل من أحد ..
فاتعلم دائما انك تعطي ولا تنتظر مقابل .
أ. خالد أبو عوف
🌺🌹
من أذكار الحزب الكبير :
ردحذف🤲 اللهم اغنني بفقري إليك ، ولا تغنني باستغنائي عنك ..
🤲 واكفني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ..
🤲 وأحطني وارعاني بجمالك يا جميل .. وألطف بي بخفي لطفك يا لطيف ..
🤲 واحفظني بكل حفظ هو لك في الأرض والسماء .. من شر النفس وشر العالمين ..
🤲 يا عظيم يا جليل يا قوي يا متين .. يا الله يا الله يا الله ..
ا / خالد #أبو #عوف
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
ردحذف-----------------
ملخص لما جاء في الموضوع:
✅- الألم النفسي لا يناقض قوة الإيمان، ولا يدل على ضعف علاقة العبد بربه
✅- تألمت امنا عائشة وامنا حفصة بسبب السحر، ولم ينكرن وجود الله ولا عدله
✅ - ليس لأحد أن يفرض شكلا نفسيا معينا على المؤمن وقت الابتلاء
✅ - ربط قوة الإيمان بعدم الحزن أو الألم فكرة غير عقلانية وغير واقعية
✅-الانزعاج الظاهر لا يدل على ضعف الإيمان، وإلا لكان كل حزين أو متألم غير مؤمن
✅ - الحزن والبكاء والتضايق مشاعر طبيعية تتناسب مع شدة الابتلاء
✅ -النبي صلى الله عليه و سلم نفسه بكى عند وفاة ابنه، وهذا دليل على إنسانية الشعور
✅- مشاعر الالم النفسي لا تمس رضا القلب ما دام العبد غير معترض على قضاء الله
✅- الدعاء أثناء الألم يدل على الثقة بالله لا السخط عليه
✅ - الخطر يبدأ حين يتحول الألم إلى اعتراض على الله واتهام له بالظلم
⛔️- السخط يفتح باب الشيطان ليستولي على النفس ويباعدها عن طريق الإيمان
✅- لك الحق أن تقول إن فلانا ظلمك، وأن تطلب حقك بالقانون، وهذا لا يناقض الرضا طالما قلبك يقول: يا رب انصرني وأعني
✅- احذر من اتهام الله بالظلم فهو سخط إبليسي يناقض الإيمان
✅- عند وقوع المصيبة:
💎- اتهم الأسباب البشرية
💎- وجه قلبك لرب الأسباب بالدعاء
⛔️- احذر الانفلات اللفظي عند شدة الألم قول: "ليه يا رب عملت فيا مصيبة؟" عند الصدمة الواجب حينها الاستعاذة بالله والاستغفار وعدم الاسترسال
⛔️ - تكرار التساؤل بإلحاح يفتح مدخلا للشيطان لاستغلال الضعف النفسي
⛔️- الشيطان قد يوهم العبد بأن الله خذله، فيقوده للسخط ثم ضعف الإيمان
-السيدة عائشة وحفصة، حزنهما طبيعي لأن من خان كان جاريتهما المقربة،
✅- النفس تتألم طبيعيا تجاه الإساءة بعد الإحسان، وهذا لا يناقض الإيمان
✅- المشاعر النفسية لا تضر الإيمان ما دام العبد لا يدعي أنه مظلوم من الله ولا يتهم عدله
⛔️- الضرر الحقيقي يصيب القلب إذا رأى نفسه ضحية دائما وساخطا على قدر ربه
✅ -السخط المتكرر يطفئ نور الإيمان تدريجيا حتى يزول أثره من القلب
✅- أحيانا يكون الحزن والضيق سببا للعودة إلى الله وزيادة القرب منه
✅- الألم النفسي قد يكون بابا للرجاء والدعاء والانكسار لله
✅- رؤيا عائشة التي كانت سببا لشفائها مثال على رحمة الله بمن لم يقطع رجاءه
------------
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم