بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
التحقيق الجلي
لقصة سحر حفصة وعائشة
زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم 
(الفصل الثالث)
:: الفصل
الثالث :: إشكاليات حول قصة
سحر السيدة حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ::
1- س9: بأي
حق قتلت السيدة حفصة جاريتها التي صنعت لها سحرا دون الرجوع للسلطان ولي الأمر
ليحاكمها ؟  
#- أولا: أحاديث وآثار قيلت في إمكانية قيام السيد
بإقامة الحد على المملوك له.
#- ثانيا: كيف يمكن تصور اجتهاد السيدة حفصة في مسألة
قتل جاريتها الساحرة ؟ 
#- ثالثا: إجابة المسائل الثمانية التي سبق ذكرها في
أول السؤال.
2- س10: ماذا نفهم من قصة سحر السيدة حفصة زوجة النبي ؟ 
3- س11: هل السيدة حفصة أمرت أخاها عبيد الله أن يقتل ساحرتين ؟
*******************
:: الفصل
الثالث ::
*******************
..:: س9: بأي حق قتلت السيدة حفصة
جاريتها المملوكة لها دون الرجوع للسلطان ولي الأمر ليحاكمها ؟ ::..
- في قصة سحر السيدة حفصة .. من خادمتها المملوكة لها وتعمل عندها كخادمة
وهي كانت من الرقيق أي الإماء أي من جماعة العبيد ..، يظهر معنا إشكالية كثيرة في
تلك القصة .. وذلك في جزئية قتل السيدة حفصة لجاريتها .. ويظهر مع هذا المشهد
مسائل مختلفة قد تخطر ببالك مع قراءة هذه القصة:
1- بأي حق أو بأي سلطة أمرت السيدة حفصة بقتل جاريتها
وهذه مهمة ولي الأمر أو سلطان البلاد وهو عثمان بن عفان في ذلك الوقت وكان يسكن
معها في نفس البلد وهي المدينة المنورة ؟ 
2- لماذا السيدة حفصة لم ترسل الجارية التي سحرتها إلى
عثمان بن عفان ليحاكمها ؟! ولماذا طلبت من عبد الرحمن بن زيد بن عمها أن يقتلها
وهو لم يكن نائبا عن السلطان بتنفيذ الأحكام ؟!! ولماذا وافقها عبد الرحمن بن زيد
على ذلك ؟!!
3- ولماذا يتم قتل ساحر في حين أن سحره لم يقتل أحد ؟
4- وما هذه البساطة في قتل شخص ما حين ثبوت تهمة عليه ؟ 
5- ولماذا رأي عبد الله بن عمر أخو السيدة حفصة أن
الموضوع عادي ؟
6- ولماذا كان رد عثمان بن عفان خليفة المسلمين هو إنكار
أو اعتراض فقط ؟
7- وهل لو كان هذا الفعل الذي فعلته السيدة حفصه قد
فعله أحد المسلمين مع ممن سحره .. هل سيكون رد عثمان بن عفان مجرد الغضب ثم السكوت
؟!
8- وهل كل من يجد ساحر يحق له قتله هكذا بمنتهى السهولة .. ؟!! 
- فعلى هذا تعم الفوضى والبلاء
بين الناس .. ويستبيح الناس قتل بعضهم البعض .. ويتهم البعض بعضهم البعض بالسحر ليستبيحوا
بعضهم البعض تحت دعوى قد وجدنا عنده سحرا واعترف أنه ساحر .. بعد أن نكون قتلناه
؟!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لا يوجد إشكالية في أي شيء .. وأنت حسبت الأمور بصورة خاطئة لأنك لم تستوعب
أمرين:
- الأول: لم تسطيع التمييز بين أحكام العبيد والأحرار.
- الثاني: لم تفهم أن لمالكي العبيد سلطة تنفيذية للأحكام
عليهم دون الرجوع للحاكم.
#- ولذلك حاول
أن تفهم وتستوعب ما فاتك من العلم ليتبين لك الأمر .. وذلك من خلال الآتي:
============
#- أولا: أحاديث وآثار قيلت في إمكانية قيام السيد بإقامة الحد على المملوك له.
#- أحاديث
نبوية ..
1- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ .. فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا .. فَلْيَجْلِدْهَا
الحَدَّ .. وَلاَ يُثَرِّبْ عَلَيْهَا .. ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا الحَدَّ
.. وَلاَ يُثَرِّبْ .. ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ .. فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَبِعْهَا
.. وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ) صحيح البخاري ومسلم.
#- من معاني الحديث:
أ- قوله (الأَمَة):
أي العبدة المملوكة
لسيدها .. وهي من جماعة الرقيق أي العبيد.
ب- قوله (فتبين
زناها): أي انكشف له وتحقق بما لا ليبس فيه بأنها زنت مثل أنها اعترفت.
ج- قوله (فليجلدها):
أي فليقيم عليها الحد المشروع وهو حق الله المنصوص عليه وهو جلدها خمسون
جلدة وذلك من قوله تعالى: (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ
فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ) النساء:25.
- فالمرأة الأمة جلدها خمسون جلدة .. والمرأة الحرة جلدها مائة جلدة.
@- وطريقة الجلد لها شروط وليس كما ترون في الأفلام السينمائية .. والتي كانت تصور تعذيب المسلمين من الكفار أيام
الجاهلية بالكرباج أمام الأصنام .. لا .. ليس الأمر كذلك .. وارجع لمعرفة طريقة
ذلك في كتب الفقه ..!! ذكرت لك ذلك حتى تنتبه فلا يصور لك عقلك الصورة التي تراها
في الأفلام ..!!
د- قوله (ولا يثرب
عليها): أي لا يلومها ولا يعاتبها ويزجرها بالكلام على الذنب الذي فعلته .. لأن
جلدها هو عقوبتها ..، وبعض العلماء قال: المقصد هو أنه لا يكتفي فقط بلومها
ومعاتبتها بل يجب إقامة الحد عليها .. والمعنى الأول عليه أكثر أهل العلم.
هـ- قوله (بحبل من
شعر): أي ولو بخيط رفيع جدا .. والمقصد بذلك هو بيعها ولو بسعر قليل لأنه لا يصح
للمسلم أن يكون في بيته بؤرة فساد وانحراف متكررة بهذا الفجور .. خاصة وأن الشخص
لا يرجع عما فعله بالرغم من جلده.
و- وسبب تخصيص النبي لهذا الحديث
بالإماء: 
- قال الإمام نور الدين الهروي رحمه الله (المتوفى:1011 هـ): ولعل وجه التخصيص أن الزنا لم
يكن عيبا في الجواري والعبيد أيام الجاهلية .. فنبه على أنهم متساوون في الحد مع
الأحرار .. لكن بطريق التنصيص كما دل على الآية. (مرقاة المفاتيح ج6 ص2339).
- قوله (بطريق
التنصيص): أي كما نصت الآية على ذلك بأن جلد الأمة نصف عدد جلد
الحرة.
2- جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: (خَطَبَ عَلِيٌّ ..
فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ .. أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحَدَّ .. مَنْ أَحْصَنَ
مِنْهُمْ .. وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ .. فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَنَتْ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَجْلِدَهَا، فَإِذَا هِيَ حَدِيثُ
عَهْدٍ بِنِفَاسٍ .. فَخَشِيتُ إِنْ أَنَا جَلَدْتُهَا أَنْ أَقْتُلَهَا ..
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
أَحْسَنْت) صحيح مسلم.
- قوله (أرقائكم): جمع رقيق بمعنى المملوك سواء كان عبدا أو أمة .. والمقصد هو
لا تتركوا إقامة الحدود على مماليككم.
- قوله (من أحصن ومن لم يحصن): أي من كان متزوج أو غير
متزوج.
- قوله (حتى ينقطع دمها):
أي يتوقف دم النفاس.
- وهذه الخطبة التي قالها الإمام علي كانت أمام النبي صلى
الله عليه وسلم .. وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما قال ولم ينكر
عليه شيئا مما قاله .. فكان قول علي: (أَقِيمُوا
عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحَدَّ) هو من موافقه النبي عليه وإقراره عليه.
3- وجاء في (حديث ضعيف ويشهد له حديث علي بن أبي طالب) .. عن عَبدُ الأَعْلَى بن عَامِرٍ، عَن أَبِي جَمِيلَةَ، عَن
عَلِيٍّ رَضيَ الله عَنه، قَالَ: (أَقِيمُوا
الحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)
رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد
ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.
4- وجاء في (حديث محتمل القبول – ويشهد له حديث علي بن ابي طالب)
.. عَن عَبدِ خَيْرٍ، عَن عَلِيٍّ، رَضيَ الله عَنه،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: (إِذَا زَنَتْ إِمَاؤُكُمْ فَأَقِيمُوا عَلَيْهِنَّ الحُدُودَ
أُحْصِنَّ أَوْ لَمْ يُحْصِنَّ) رواه البيهقي في
السنن الكبرى ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): السند مقبول .. فيه (علي بن قادم): وهو
مختلف عليه بين القبول والضعف .. ومحله الصدق.. وقد ضعفه يحيى بن معين ابن سعد
والساجي ووثقه العجلي وابن قانع وابن حبان (راجع تهذيب التهذيب ج7 ص374).
#- آثار عن بعض الصحابة:
1- جاء في (أثر صحيح) .. عن عمرة بنت عبد الرحمن أن
السيدة عائشة كان لها مولى قد سرق واعترف: (فَأَمَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ فَقُطِعَتْ
يَدُهُ) رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح.
2- وجاء في (أثر صحيح) .. عن نافع: (أَنَّ عَبْدًا لِابْنِ عُمَرَ
سَرَقَ) إلى أن قال نافع (فَأَمَرَ بِهِ ابْنُ عُمَرَ فَقُطِعَتْ
يَدُهُ) رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح.
3- وجاء في (أثر حسن) .. عن يَحيَى بن
أَبِي طَالِبٍ، أَخبَرنا عَبدُ الوَهَّابِ بن عَطَاءٍ، أَخبَرنا سَعِيدٌ، عَن
ثُمَامَةَ بن أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسَ بن مَالِكٍ: (كَانَ
إِذَا زَنَى مَمْلُوكُهُ أَمَرَ بَعْضَ بَنِيهِ فَأَقَامَ عَلَيْهِ الحَدَّ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر حسن .. و (يحيى بن أبي طالب) قال عنه
ابن حجر: وثقه الدارقطني، وَغيره..، وقال موسى بن
هارون: أشهد أنه يكذب. عني في كلامه ولم يعن في الحديث , فالله أعلم , والدارقطني
فمن أخبر الناس به. (لسان الميزان ترجمة رقم 8475).، و (ثمامة بن عبد الله بن أنس
بن مالك) هو حفيد أنس بن مالك وهو ثقة وقد حضر جده وصاحبه فترة طويلة.
4- وجاء في (أثر مقبول) .. عن أبي بَكْرٍ
القَطَّانُ، حَدَّثنا أَبو الأَزْهَرِ، حَدَّثنا رَوْحُ بن عُبَادَةَ، حَدَّثنا
ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَن عَبدِ اللهِ بن عَبدِ
اللهِ بن عُمَرَ، عَن أَبِيهِ: (أَنَّهُ حَدَّ
جَارِيَةً لَهُ زَنَتْ) رواه البيهقي في
السنن الكبرى ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر حسن .. وفيه (أبو بكر
القطان) وهو صدوق .. جاء في موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث
وعلله (2/ 567 ت 3034) ما نصه: (محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، قال السهمي:
سألت الدَّارَقُطْنِيّ عن محمد بن الحسين بن شهريار، أبي بكر القطان ببغداد؟ فقال:
ليس به بأس. (نقلا من
كتاب التعليق والتخريج على الأحاديث والآثار الواردة في تهذيب الحيوان ص166)..،
و (راجع الجامع في
الجرح والتعديل ترجمة رقم 3864).
5- وجاء في (أثر ضعيف) .. عَن عَمْرِو
بن دِينَارٍ، عَن الحَسَنِ بن مُحَمَّدِ بن عَلِيٍّ: (أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، صَلى الله عَلَيهِ
وَسَلمَ حَدَّتْ جَارِيَةً لَهَا زَنَتْ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ..،
(قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف لوجود انقطاع فيه بين (الحسن بن محمد) وبين جدته
السيدة (فاطمة).
6- وجاء في (أثر ضعيف) .. عن ابْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، حَدَّثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَن أَبِيهِ .. عَن الفُقَهَاءِ
الَّذِينَ يَنْتَهِي إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ .. كَانُوا
يَقُولُونَ: لاَ
يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُقِيمَ شَيْئًا مِنَ الحُدُودِ دُونَ السُّلْطَانِ إِلاَّ
أَنَّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقِيمَ حَدَّ الزِّنَا عَلَى عَبدِهِ وَأَمَتِهِ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف .. وفيه (إسماعيل بن
أبي أويس الأصبحي) وهو يغلب عليه الضعف. (راجع تهذيب التهذيب ج1 ص311).
#- والشاهد من كل ما سبق:
- أن إقامة الحدود كان يفعلها بعض الصحابة مع
مماليكهم .. وهذا يجعلك تفهم أمرين:
- الأمر الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من أمر بإقامة الحدود على
الأرقاء .. وإن كان اختلف في فهم الحديث على رأيان .. إما أن الحديث موجه للسادة
مالكي الأرقاء يقوموا بهذا الحد وهذا واضح من لفظ الحديث (إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ
.. فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا .. فَلْيَجْلِدْهَا
الحَدَّ) .. أما الرأي الآخر في فهم الحديث يقول: أن هؤلاء السادة
يذهبون بهم للحاكم ليقيم هو عليهم الحد.
- ويغلب على الظن من لفظ الحديث النبوي ..، وآثار
الصحابة أن السادة مالكي العبيد لهم الحق في إقامة الحد عليهم دون الذهاب للحاكم
..، ولكن بشرط التحقيق المؤكد المظهر للحقيقة..، وإن كان كثير من العلماء جعل لهم الحق فقط في حد
الزنا "يعني وقفوا فقط على سبب قول الحديث وهو التأديب للزنا" .. أما في
حد السرقة والقتل بسبب الردة أو السحر فأمره للحاكم. 
 - الأمر الثاني: أن بعض الصحابة فعلوا إقامة
الحدود على عبيدهم بأنفسهم .. ومنهم عبد الله بن عمر وعائشة وأنس بن مالك
وغيرهم.
#- إذن: مسألة كيف حفصة أقامت الحد على
جاريتها دون علم السلطان .. فلها في ذلك حجة وبيان .. ولذلك لم يستطيع عثمان بن
عفان أن يفعل معها شيء سوى أنه أنكر عليها أنها لم تخبره.
================
#- ثانيا: كيف يمكن
تصور اجتهاد السيدة حفصة في مسألة قتل جاريتها الساحرة ؟
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- بعد الأحاديث النبوية والآثار السابق
ذكرها عن الصحابة .. يمكننا أن نفهم لماذا السيدة حفصة قامت بقتل جاريتها ..
لأنها ترى أن جاريتها ملكا لها لأنها أمة من الإماء .. ولها حق التصرف فيها تصرف
كاملا حتى في الحدود .. ويمكنها أن يكون استدلالها بالآتي:
1-  بما جاء في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: (خَطَبَ عَلِيٌّ ..
فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ .. أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحَدَّ .. مَنْ أَحْصَنَ
مِنْهُمْ .. وَمَنْ لَمْ يُحْصِنْ .. فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَنَتْ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَجْلِدَهَا، فَإِذَا هِيَ حَدِيثُ
عَهْدٍ بِنِفَاسٍ .. فَخَشِيتُ إِنْ أَنَا جَلَدْتُهَا أَنْ أَقْتُلَهَا ..
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
أَحْسَنْت) صحيح مسلم.
#- وجاء في (حديث ضعيف ويشهد له حديث علي بن أبي طالب) .. عن عَبدُ الأَعْلَى بن عَامِرٍ، عَن أَبِي جَمِيلَةَ، عَن
عَلِيٍّ رَضيَ الله عَنه، قَالَ: (أَقِيمُوا
الحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)
رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: حسن لغيره، وهذا إسناد
ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي.
- فيظهر مما سبق أن إقامة الحد على العبيد والإماء يمكن أن
يقوم بها سيده ليس جلدا فقط بل قطعا وقتلا .. كما فهم ذلك الإمام الشافعي ..، إلا
أن الشافعي وضع ضوابط لبيان من هو الساحر الذي يقتل لأنه ليس كل ساحر يقتل إلا لو
هو اعترف أنه قتل بسحره.
#- ولعل السيدة حفصة كان من أدلتها
.. قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن بَدَّلَ دِينَهُ
فَاقْتُلُوهُ) صحيح البخاري ..، ولكن القتل يتم بعد الإستتابة
والمراجعة وهذا عليه عامة العلماء .. فإن أبى واستكبر فهو يقتل .. وبعض العلماء
قال يقتل دون استتابة.
- ولعل السيدة حفصة كانت ممن يعمل بهذا الرأي وهو القتل دون
استتابة فيكون قتلها للجارية لأنها رأت أنها ارتدت بعمل السحر .. والله أعلم. 
2- وجاء في (أثر صحيح) .. عن الإمام الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ بَجَالَةَ يَقُولُ: كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ، قَالَ: فَقَتَلْنَا
ثَلَاثَ سَوَاحِرَ) رواه البيهقي في السنن الكبرى..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر صحيح ..، وبجالة هو (بجالة بن عبدة التميمي)
وهو ثقة.
3- وأن أخيها عبد الله بن عمر وعائشة .. قاما بإقامة الحد بقطع اليد على بعض
عبيدهم .. كما سبق وذكرنا. 
 
- ولذلك مما سبق: تكون حفصة قد فهمت من كلام النبي ومن فعل
أبيها عمر بن الخطاب .. ومن فعل أخيها عبد الله بن عمر وعائشة .. بجواز التصرف
بإقامة الحدود على العبيد والإماء ليس في حد الزنا فقط بل في كل الحدود حتى لو حد
فيه قطع لليد أو قتل للنفس. 
#- ولا ننسى الآتي:
أ- أن السيدة حفصة قد يكون لديها علم من زوجها النبي صلى الله
عليه وسلم يجيز إقامة كافة الحدود على المملوكين .. والله أعلم.
ب- لم يظهر اعتراض أحد من الصحابة على فعل السيدة حفصة .. وهذا في حد ذاته دليل
بإمكانية السيد بإقامة الحد بالقتل على عبده 
أو أمته لو صدر منهما عقوبة فيها حدا لله.
ج- والإعتراض من عثمان كان على أنه لم يحط علما بما فعلته حفصة إلا
بعدما فعلته .. ولو كانت حفصة فعلت ما فيه عصيان لله .. ما كان تركها عثمان دون
محاسبة .. ولكن هو فقط يعلم أنها فعلت ما هو خلاف الأولى فعله. 
#- إذن: ما فعلته حفصة ليس فيه غرابة على المجتمع
المسلم في المدينة المنورة التي كانت فيها أكابر العلماء من الصحابة في ذلك الزمان
..، وإن كانت حفصة فعلت ما هو خلاف الأولى. 
============
#- ثالثا: إجابة
المسائل الثمانية التي سبق ذكرها في أول السؤال.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- كنت سبق وذكرت .. بوجود بعض الإشكاليات على فعل السيدة حفصة مع
المرأة المملوكة لها أو جاريتها .. قد تخطر ببالك .. وذكرت ثمانية مسائل .. وإليك
إجابتها:
1- سؤال: بأي حق أو بأي سلطة
أمرت السيدة حفصة بقتل جاريتها وهذه مهمة ولي الأمر أو سلطان البلاد وهو
عثمان بن عفان في ذلك الوقت وكان يسكن معها في نفس البلد وهي المدينة المنورة ؟ 
#- الجواب: 
- هذه السلطة وهذا الحق الذي فعلته السيدة حفصة
إنما هو فهما من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن أبيها عمر بن الخطاب .. بل
وأن الصحابة كانوا يفعلوه بدليل عدم إنكار أحد من الصحابة عليها .. وكان إنكار
عثمان عليها لأنها فعلت خلاف الأولى أو ظنا منه أنها لم تتبين أنها ساحرة فعلا ..
ولكن لما أخبره عبد الله بن عمر أنها اعترفت وتم استخراج السحر .. فسكت عثمان ..
وسكوته معناه أن كان يظن أن حفصة أقامت عليها الحد بدون دليل ظاهر .. ولكن لما فهم
أن المسألة كانت واضحه بالإقرار والإعتراف فسكت ولم يعلق بعد ذلك .. والله أعلم.  
2- سؤال: لماذا السيدة حفصة
لم ترسل
الجارية التي سحرتها إلى عثمان بن عفان ليحاكمها ؟! ولماذا طلبت من عبد الرحمن بن
زيد بن عمها أن يقتلها وهو لم يكن نائبا عن السلطان بتنفيذ الأحكام ؟!! ولماذا
وافقها عبد الرحمن بن زيد على ذلك ؟!!
#- الجواب: 
- لأنه كما قلنا أنها ترى أنه يحق لها بإمكانية
إقامة الحد على مملوكتها دون الذهاب بها للحاكم ..، وأما عن طلبها من ابن عمها عبد
الرحمن بن زيد أن يقتلها فهذا لأنه رجل يقوى على فعل ذلك منها .. وقد وافقها عبد
الرحمن على ذلك لأن حفصة أظهرت السحر واعتراف الجارية نفسها لمن كان حاضرا وهو
معهم .. ولأن الأمة هي مملوكة لحفصة مع ثبوت التهمة عليها فلا حرج حينئذ لعبد
الرحمن بن زيد أن يقتلها لأنه تنفيذا لأمر الله وهو قتل الساحر الذي ثبتت التهمة
عليه بيقين واعتراف منه.
3- سؤال: لماذا يتم قتل ساحر في حين أن سحره لم يقتل أحد ؟
#- الجواب: 
- هذه مسألة مختلف عليها حتى بين
الصحابة .. فحفصة أمرت بقتل جاريتها لما سحرتها بسحر فيه موت لها .. وعائشة باعت
جاريتها لما سحرتها بسحر فيه موت لها ولكن لم تقتلها .. ولعل حفصة استرشدت بقول
أبيها عمر بن الخطاب بقتل كل ساحر وساحرة ثبت عنه ممارسة السحر.
- وعموما الغالب على رأي الجمهور هو قتل الساحر ..
ولكنهم اختلفوا في التوصيف الذي يفعله الساحر ويكون به قتله.
#- قال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله المتوفى:620 هـ) .. في فصل حد الساحر:
- وحد الساحر: القتل. 
- روي ذلك: عن عمر، وعثمان بن عفان، وابن
عمر، وحفصة، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب، وقيس بن سعد، وعمر بن عبد العزيز.
- وهو قول أبي حنيفة ومالك. 
- ولم ير الشافعي عليه القتل بمجرد السحر .. وهو قول ابن المنذر، ورواية عن أحمد. (المغني ج9 ص30).
#- ملحوظة: جاء في (حديث ضعيف) .. يروى عَن إِسماعِيلَ بن مُسْلِمٍ، عَن الحَسَنِ، عَن
جُنْدُبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: (حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ) رواه البيهقي في السنن الكبرى ..، وقال: (إِسماعِيل بن مسلم):
ضعيف.
- وقد يكون هذا الحديث يعلمه الصحابة .. إلا أنه لم يبلغنا إلا من واسطة شخص في
حفظه ضعف وهو إسماعيل بن مسلم.
4- سؤال: ما هذه البساطة في قتل شخص ما حين ثبوت تهمة عليه ؟
 
#- الجواب: 
- ما علاقة البساطة والتعقيد في المسألة إذا
كانت الجارية اعترفت وأخرجت السحر ؟!!
- فالسحر كان من أجل قتل السحر حفصة أو موتها ..
واعترفت الجارية بفعلها للسحر واستخرجوه .. فماذا متوقع بعد ذلك ؟!!
- وسواء أمرت حفصة بقتلها .. أو أمر عثمان بقتلها .. ففي كلا الأمرين سيكون
بسرعة في اتخاذ القرار لأن الدليل موجود والمتهم معترف.
- وهناك ما هو أبسط من ذلك .. إذ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) صحيح البخاري..،
ولكن هذا الحديث له شروط وضوابط.
 
5- سؤال: ولماذا رأى عبد الله
بن عمر أخو السيدة حفصة أن الموضوع عادي ؟
#- الجواب: 
- لأن هو نفسه كان يقيم الحدود
على مماليكه .. وكان ذلك حال الصحابة الذي كان لديهم عبيدا وفعلوا ما فيه حدا لله فكانوا
يعاقبوهم بما أمر الله به لأنهم بمثابة السلطان لعبيدهم ..، ولهم في ذلك أدلة من
كلام النبي صلى الله عليه وسلم. 
6- سؤال: لماذا كان رد عثمان
بن عفان خليفة المسلمين هو إنكار أو اعتراض فقط ؟
#- الجواب: لأن عثمان لا يملك سوى الإنكار .. لأنه يعلم
أنه يمكن للسيد أن يقيم الحد على مملوكه .. ولكن كان إنكار عثمان على أن هذا حد
فيه قتل ويجب ظهور البينة والدليل عليه واقرار المذنب .. فلما أفهمه عبد الله بن
عمر أن المملوكة لحفصة قد اعترفت وظهر الدليل .. فسكت عثمان. 
7- سؤال: وهل لو كان هذا الفعل الذي فعلته السيدة حفصه قد
فعله أحد المسلمين مع ممن سحره .. هل سيكون رد عثمان بن عفان مجرد الغضب ثم السكوت
؟!
#- الجواب: 
- ليس كل واحد من المسلمين يستطيع أن يفعل ما فعلته
السيدة حفصه .. إلا لو كان الذي فعل ذلك هو مملوكا له وثبت على مملوكه بالدليل أنه
ساحر واعترف بأنه فاعل هذا السحر .. وعلى علم ودراية .. فيمكن أن يفعل بفعل حفصة.
- إذن: المسألة هنا ليست أن عثمان بن عفان يقوم
بحماية السيدة حفصة من جريمة مثلا فعلتها .. لا .. فهذا كذاب من يقول بذلك ..
وإنما مهما كان من فعل ذلك في زمن عثمان وقتل عبده او أمته لممارسة السحر ووجدوا الدليل
وتم الإعتراف .. فما كان لعثمان عليه من حق سوى المعاتبة فقط .. وقد يقوم عثمان
بتعزيره (مثل حبسه فترة أو تغريمه مثلا) لو كان المالك مسيء لمملوكه وقتله خطأ. 
8- سؤال: وهل كل من يجد ساحر يحق له قتله هكذا بمنتهى السهولة .. ؟!! .. لأنه بهذا المنطق تعم الفوضى والبلاء بين الناس .. ويستبيح
الناس قتل بعضهم البعض .. ويتهم البعض بعضهم البعض بالسحر ليستبيحوا بعضهم البعض
تحت دعوى قد وجدنا عنده سحرا واعترف أنه ساحر .. بعد أن نكون قتلناه ؟!!
#- الجواب: 
- لا يحق لكل أحد إن وجد ساحرا أن
يقتله .. وإنما يتم التبليغ عمن يقال عنه أنه ساحر .. والسلطة الحاكمة هي التي تبحث
في حقيقة هذا الأمر .. هل هو هكذا أم أن ما يقال عن هذا الشخص هو كذب .. ولذلك لو
قام العوام بقتل من يظنون به انه ساحر فهم قتلوا إنسان وليس ساحر .. ويتم القصاص
منهم بقتله غدرا .. لأنهم لم يكن لديهم العلم والمعرفة الكافية للشخص الذي وصفوه
بأنه ساحر .. إذ قد يكون مجرد هاوى القراءة في كتب السحر وليس ساحرا..، وحتى لو
صوروه وهو يعترف على نفسه بأنه ساحر ثم قتلوه .. فمحتمل يكون أجبروه تعذيبا له
ليقر بأنه ساحر .. فيتم قتلهم جزاء فعلهم بأنهم قتله لإنسان. 
- أما حالة السيدة حفصة
فمختلفة .. لأنها عاقبت ما هو مملوكا لها وهي أمتها وليست شخصا خارج
عما تملكه .. وذلك العقاب كان بعد ثبوت الدليل والإقرار .. ومعها علم من النبي
والصحابة بصحة ما فعلته. 
#- خلاصة القول:
- لا يوجد إشكالية في أي شيء .. وأنت حسبت الأمور بصورة خاطئة لأنك لم تستوعب
أمرين:
- الأول: لم تسطيع التمييز بين أحكام العبيد والأحرار.
- الثاني: لم تفهم أن لمالكي العبيد سلطة تنفيذية للأحكام
عليهم دون الرجوع للحاكم.
@- ولذلك مسألة تطبيق الحدود على العبيد بواسطة أسيادهم .. فهذا اختلف عليه العلماء لثلاثة أقوال .. نتيجة
اختلاف فهمهم للأحاديث والآثار السابق ذكرها .. وإليك بعض كلام العلماء في ذلك:
#- قال الإمام بن حزم الأندلسي رحمه الله (المتوفى:456
هـ) – تحت عنوان:
"هل يُقِيمُ السَّيِّدُ الْحُدُودَ على مَمَالِيكِهِ أم لا" ؟:
- اختلف الناس في هذا: 
- فقالت طائفة: يقيم السيد جميع الحدود من القتل
فما دونه على مماليكه.
- وقالت طائفة: يحد السيد مماليكه في الزنى .. والخمر ..
والقذف .. "ولا يحده في قطع
.. قالوا: وإنما يحده إذا شهد عليه بذلك الشهود".
- وقالت طائفة: لا يحد السيد مملوكه في شيء من
الأشياء .. وإنما الحدود إلى السلطان فقط. (المحلى بالآثار ج12 ص74).
- وقوله (قطع): أي قطع يده نتيجة سرقة .. إلا
بشهادة الشهود أو إقراره على نفسه بالسرقة.
#- وقد مال الإمام بن حزم إلى الرأي
بإقامة الحد على مماليكه وذكر أن لذلك شروط فقال رحمه الله: لا يجوز أن يقيم الحد السيد على
مماليكه .. إلا بالبينة .. أو بإقرار المماليك .. أو صحة علمه ويقينه .. على نص
قوله - صلى الله عليه وسلم – (فتبين زناها) ..ولا يطلق على إقامة الحدود
على المماليك إلا أهل العدالة فقط من المسلمين. (المحلى ج12 ص79).
#- معاني ألفاظ ذكرها الإمام بن حزم:
- قوله (البينة): أي بالأدلة والإثباتات والمقصد
هو التحقيق المؤدي لليقين بلا شبهة. 
- قوله (صحة علمه ويقينه): برؤيته بنفسه حين فعل العبد ما
فعله من انتهاك حدود الله.
- قوله (أهل العدالة): هم أهل الثقة ممن اشتهروا
بالصدق وقول الحق ..، فليس كل سيد له الحق في إقامة الحدود بعبده لأنه سيكون مطعون
في شهادته ويحق للسلطان تعزيره.
- وقوله عن الحديث (فتبين زناها): أي عرف من خلال إقرارها أو حملها
.. وهو جزء من حديث (إذَا زَنَتْ أَمَةُ أحَدِكُمْ .. فَتَبَيَّنَ
زِنَاهَا .. فَلْيَجْلِدْهَا الحَدَّ) صحيح البخاري ومسلم.
#- والإمام الشافعي رحمه الله (مولود 150 هـ - متوفى 204 هـ): ممن يرى أن للسيد أن يقيم الحد على مماليكه
مثله مثل السلطان حتى لو حد في القطع أو القتل ..، ولذلك يحق للسيد أن يقتل من
سحره من مماليكه لو ثبت عليه أنه سحره واعترف أن سحره مما يقتل به. 
- ولذلك قال الإمام النووي الشافعي رحمه
الله (المتوفى: 676هـ) .. في إمكانية قتل المولى لمليكه حدا لو سحر: 
- والصحيح أن له أن يقتله .. لأن حفصة رضى
الله عنها قتلت أَمَة لها سحرتها .. والقتل بالسحر لا يكون الا في كفر .. ولأنه حد
.. فمَلَك المولى إقامته على المملوك كسائر الحدود. (المجموع
شرح المهذب
ج20 ص35).
#- من معاني ما ذكره الإمام النووي:
- قوله (فمَلَك
المولى إقامته): أي فقد ملك المولى هذا الحق ..
أي من حق السيد المولى إقامة الحد على المملوك له .. لأن في الفقه الشافعي أن هذا حق لمولي
العبد لأنه يملكه وله حق التصرف فيه .. بموجب النصوص والآثار التي سبق وذكرناها.
- هذا والله
أعلم.
********************
..:: س10: ماذا نفهم من قصة سحر السيدة حفصة زوجة النبي ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- أنه لا يوجد أحد آمن من حدوث السحر له بالرغم من كونه صالحا تقيا .. لأن السحر من
ابتلاءات الحياة عموما.
2- لا تتهم أحد بالسحر إلا بعد أن يقر ويعترف بنفسه أنه فعل ذلك .. وتجد الدليل أو البيِّنة التي
تثبت أنه فعل هذا السحر .. 
- بدون الإعتراف والدليل أو البيِّنة .. فأنت تدخل تحت حكم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ
مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) الأحزاب:58.
- والله أعلم.
*****************
..:: س11: هل السيدة حفصة أمرت أخاها عبيد
الله أن يقتل ساحرتين ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- (أثر ضعيف السند ومنكر المتن) .. عَنْ نَافِعٍ: (أَنَّ حَفْصَةَ سُحِرَتْ .. فَأَمَرَتْ
عُبَيْدَ اللَّهِ أَخَاهَا فَقَتَلَ سَاحِرَتَيْنِ) رواه عبد الرزاق في مصنفه..، (قلت خالد صاحب الرسالة): الأثر ضعيف ومتنه باطل .. إذ فيه انقطاع بين
نافع والسيدة حفصة لأن نافع لم يسمع منها ..  وقال ابن أبي حاتم: رواية نافع عن عائشة، وحفصة مرسلة
(راجع تهذيب التهذيب ج4 ص210) ..، أما عن بطلان الرواية فذلك لأن الذي سحر حفصة هي
جاريتها .. والذي أقام الحد على الجارية كان ابن عمها عبد الرحمن بن زيد.
#- وخلاصة القول: 
- أن السيدة حفصة لم تقتل ساحرتين .. والرواية التي قالت بذلك هي رواية ضعيفة
السند ومنكر المتن .. لا تصح.  
- والله أعلم.
@-
وبهذا يكون ختام الكلام على قصة سحر السيدة حفصة .. وبعدها ننتقل إلى قصة سحر السيدة عائشة إن
شاء الله تعالى.
@-
وبهذا يكون ختام الكلام على قصة سحر السيدة حفصة .. وبعدها ننتقل إلى قصة سحر السيدة عائشة إن
شاء الله تعالى.

ماشاء الله .. جمييييل
ردحذفزادك الله علما ونورا وزادنا فهما واستيعابا .. آمين يارب
وصدق الله العظيم :
{ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡقِصَاصِ حَیَوٰةࣱ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٧٩]
# قلت (خالد صاحب الرسالة):
ردحذف1- أنه لا يوجد أحد أمن من حدوث السحر له بالرغم من كونه صالحاً تقياً .. لأن السحر من ابتداءات الحياة عموماً.
2- لا تهم أحد بالسحر إلا بعد أن يقر ويعترف بنفسه أنه فعل ذلك .. وتجد الدليل أو البينة التي تثبت أنه فعل هذا السحر ..
- يدون الإعتراف والدليل أو البينة .. فأنت تدخل تحت حكم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) الأحزاب:58.
- والله أعلم.
اللهم صلى على محمد وال محمد 🌹
اللهم ارزقني حبك وحب نبيك 🌸
يارب بالمصطفى بلغ مقتصدنا 🕊️
شرح جميل لا قوة إلا بالله اللهم بارك
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتَم النبيين إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمه آله وسلم
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير يارب
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
سبحان الله
ردحذف#كان من المهم معرفة التمييز بين أحكام العبيد والاحرار
#لمالكي العبيد سلطة تنفيذية للأحكام عليهم دون الرجوع للحاكم
شكراً جزيلاً استاذ خالد
موضوع لم يخطر على البال
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
اخر سؤال رقم ١٠ ، الذي اجبت عليه بنقطتين اقترح أن يتم إضافة الثالثة ،
ردحذفوالتي ادرجتها في ( خلاصة القول بعد رقم ٧ )وهي //
أن احكام العبيد تختلف عن الأحرار + للمالك الحق في كسلطة تنفيذية في إقامة بعض الحدود على العبيد .
حتى لا يظن أحد أنه يمكنه الاقتداء بالصحافة في بعض الأحكام التي اختفت لاختفاء فكرة العبيد والرفيق أصلا ..
والله اعلم .
جزاك الله خيرا كثيرا.
===========
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.