الجمعة، 26 سبتمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج20: رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء - كيف فهم علماء المسلمين بعلو فضل النبي محمد على جميع الأنبياء والمرسلين من قوله تعالى للنبي محمد: (فبهداهم اقتده) - كيف تلاعب الحاقدين على النبي محمد بتزوير تفسير قوله (فبهداهم اقتده) ليظهروا علو فضل الأنبياء والمرسلين على النبي محمد - ولماذا قال الله لنبيه (اقتده) بحرف الهاء.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعجزات والأفضلية

بين النبي محمد وسائر الأنبياء

وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية

(الفصل العشرون)

 قول الله (فبهداهم اقتده)  دليل على علو فضل النبي محمد على جميع الأنبياء والمرسلين - ولماذا قال الله لنبيه (اقتده) بحرف الهاء الزائدة

 #- فهرس:

:: الفصل العشرون :: ج9/ مسائل ختامية عن أفضلية الأنبياء وعلو مقاماتهم ::

1- س31: كيف فهم علماء المسلمين بعلو فضل النبي محمد على جميع الأنبياء والمرسلين من قوله تعالى للنبي محمد: (فبهداهم اقتده) ؟ وكيف تلاعب الحاقدين على النبي محمد بتزوير تفسير قوله (فبهداهم اقتده) ليظهروا علو فضل الأنبياء والمرسلين على النبي محمد ؟

#- أولا: ما قاله العلماء في فهم قوله تعالى (فبهداهم اقتده).

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) عن رأي خاص في فهم قوله (فبهداهم اقتده).

#- ثالثا: لماذا قال الله (اقتده) ولم يقل (اقتد) وهو اللفظ الذي من المفترض أن يقال ؟

#- رابعا: قد تقول أخي الحبيب متسائلا: أما كان يكفي أن يقول الله للنبي أن يقتدي بهَدي القرآن بدلا من الإقتداء بالأنبياء ؟

#- خامسا: قال بعض الحاقدين على النبي محمد: طالما النبي مأمور باتباع الأنبياء والرسل .. فهم أفضل منه بدليل أنه مأمور باتباعهم ؟

===============

:: الفصل العشرون ::

================

..:: س31: ماذا فهم علماء المسلمين من قوله تعالى للنبي محمد: (فبهداهم اقتده) ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام:83-90.

 

#- من معاني الكلمات:

- المقصود بقوله (وهديناهم إلى صراط مستقيم): أي إرشدناهم إلى طريق الحق الواجب اتباعه في الإعتقادات والأخلاق والأعمال .. إذ أن ذلك هو هدي الله الحق الواجب اتباعه.

 

- والمقصود بقوله (هدى الله): هو الإلتزام بصراط الله المستقيم..، إذ قال جل شأنه: (وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ) الأنعام:87-88...، فكان هدى الأنبياء .. هو هدي الله .. هو الإلتزام بالصراط المستقيم الذي التزم به هؤلاء الأنبياء والرسل.  

 

- والمقصود بقوله (فبهداهم اقتده): أي بطريقتهم في إلتزامهم بصراط الله المستقيم الذي حققهم به الله من الإعتقادات والأخلاق والأعمال الصالحة والدعوة إلى الله بعزيمة وصبر .. فالتزم بذلك. 


======== 

#- أولا: ما قاله العلماء في فهم قوله تعالى (فبهداهم اقتده).

#- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

أ- أنه تعالى أمر الرسول بالاقتداء بجميعهم في جميع الصفات الحميدة والأخلاق الشريفة .. وذلك لا يوجب كونه أقل مرتبة منهم .. بل يوجب كونه أعلى مرتبة من الكل.

 

ب- احتج العلماء بهذه الآية على أن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلام وتقريره:

- هو أننا بينا أن خصال الكمال .. وصفات الشرف كانت مفرقة فيهم بأجمعهم .. فداود وسليمان كانا من أصحاب الشكر على النعمة .. وأيوب كان من أصحاب الصبر على البلاء .. ويوسف كان مستجمعا لهاتين الحالتين ..، وموسى عليه السلام كان صاحب الشريعة القوية القاهرة والمعجزات الظاهرة ..، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، كانوا أصحاب الزهد ..، وإسماعيل كان صاحب الصدق .. ويونس صاحب التضرع.

 

- فثبت إنه تعالى إنما ذكر كل واحد من هؤلاء الأنبياء .. لأن الغالب عليه كان خصلة معينة من خصال المدح والشرف.

 

- ثم إنه تعالى لما ذكر الكل .. أمر محمدا عليه الصلاة والسلام .. بأن يقتدي بهم بأسرهم .. فكان التقدير كأنه تعالى أمر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يجمع من خصال العبودية والطاعة كل الصفات التي كانت مفرقة فيهم بأجمعهم.

- ولما أمره الله تعالى بذلك .. امتُنِعَ أن يقال: إنه قصر في تحصيلها .. فثبت أنه حصلها .. ومتى كان الأمر كذلك .. ثبت أنه اجتمع فيه من خصال الخير ما كان متفرقا فيهم بأَسرِهم .. ومتى كان الأمر كذلك .. وجب أن يقال: إنه أفضل منهم بكليتهم..، والله أعلم. (تفسير مفاتيح الغيب ج13 ص57 – مختصرا في كلامه).

 

========

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) عن رأي خاص في فهم قوله (فبهداهم اقتده).


- بالرغم من أن كثير من العلماء يفسرون أن المقصود بالإقتداء هو الإتباع لصفاتهم الأنبياء الحميدة .. إلا أن هذا ليس مذكور في الآية .. ولكن ممكن أن يقال مندرج بالتبعية لأصل التفسير لهذه الآية .. لأن الآية لم تقل بأخلاقهم اتبع .. بل والآيات أوضحت أن المقصود (فبهداهم) هو (هدى الله) الذي هو (صراط مستقيم) .. فهذا كله مذكور في الآيات .. بل وأوضح رب العالمين نموذج من هذا الإهتداء في أسلوب الدعوة إذ قال جل شأنه: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام:90 ..، فقوله (قل لا أسألكم .....) هو نموذج في هذا الإقتداء .. فقل مثلهم كما قالوا أنك لا تسال الناس أجرا على ما تدعوهم إليه وإنما هذا لمصلحتهم وسعادتهم الدنيوية والأخروية.

 

- إذن: من ضمن الإهتداء هو اتباع سلوكهم في الدعوة إلى الله والذي منه مثل ما ذكرناه.

 

- ولذلك أرى من ظاهر الآيات .. أن قوله (فبهداهم اقتده): هو الإلتزام بالوحي .. أي فبمثل ما كان من هديهم هو الإلتزام فيما أوحيت به إليهم .. فاقتدي بهذا الإلتزام أنت أيضا فيما أوحيت به إليك وهو القرآن .. ويندرج في ذلك الإلتزام باتباع ما ستعرفه من أحوال وأخلاق الأنبياء ..، ومما جاء في القرآن هو الإلتزام بعزيمة الرسل مثلا .. كما قال جل شأنه (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الاحقاف:35..، والإلتزام بأسلوب الأنبياء في الدعوة إلى الله إذ كان النبي يقول كما قال الأنبياء: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام:90.

 

@- هذا ما أظنه من فهم قوله (فبهداهم اقتده) .. والله أعلم.

 

========

#- ثالثا: لماذا قال الله (اقتده) ولم يقل (اقتد) وهو اللفظ الذي من المفترض أن يقال ؟


- قلت لك .. أن هذه الهاء تسمى هاء السكت .. وهاء السكت إذا أضيفت لكلمة .. فهي تعني الإهتمام بهذا الشيء دون غيره لخصوصية فيه.

 

- فمثلا: حينما تساعد شخص في شراء شيئا ما فتقول له: "قم فاشتره" .. أي اهتم جدا بشراء هذا الشيء دون غيره لما فيه الخصوصية ما ليس فيه غيره.

 

- إذن: هاء السكت أتت في قوله (فبهداهم اقتده) لتضيف معنى أن هذا قمة الإقتداء .. وهو الإلتزام بهدى الله الذي هو الصراط المستقيم أي طريق الحق في التوحيد والسلوك والمعرفة الصادقة .. لأنك تتلقى هداك من الله من خلال ما يوحي الله إليك به وهو صراطك المستقيم الذي عليك أن تقتدي به كما اقتدي الأنبياء من قبلك بما أوحينا به إليهم.. فامتثل بهذا الإقتداء .. والله أعلم.

 

#- ملحوظة: البعض قد يقول: لماذا لم يقل الله "فبهداهم اقتدي" .. لأن (اقتد) فعل أمر مجزوم بحذف حرف العلة (الياء) .. فهذه مسألة نحوية يعرفها البعض ولكن ذكرتها للتنبيه إذ قد تشغل بال البعض ..، فالأصل أن يقال (اقتد) ولكن تم وضع هاء السكت فأصبحت (اقتده) وذلك لما سبق وذكرنا سببه منذ قليل.

 

========

#- رابعا: قد تقول أخي الحبيب متسائلا: أما كان يكفي أن يقول الله للنبي أن يقتدي بهَدي القرآن بدلا من الإقتداء بالأنبياء ؟


- قلت لك: أنت فهمت الموضوع غلط .. ليه ؟

أ- الأنبياء اتبعوا الصراط المستقيم .. الذي هو هدى الله .. والذي هو الوحي الذي أمرهم الله باتباعه .. ولكل نبي وحيه الذي أوحى الله إليه به ومجمل كل وحي الأنبياء هو اتباع الصراط المستقيم .. ولكل نبي وحي من الله .. كما قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ ...) النساء:163 ..

 

- إذن: الله يخبر نبيه أن عليه أتباع الصراط المستقيم فيما أوحي إليه .. إذا قال جل شأنه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) الزخرف:43-44 ..، وذلك كما اتبع الأنبياء السابقين الصراط المستقيم فيما أوحي إليهم.

 

ب- وبما أن القرآن هو الصراط المستقيم الذي أوحى الله به لنبيه .. وبما أن الأنبياء مذكورة أخلاقهم وأحوالهم في القرآن .. فكانت أخلاق الأنبياء جزءا من القرآن الذي على النبي أن يتبعه ويعمل به .. ولذلك اقتدى النبي بهدى الأنبياء في اتباع الصراط المستقيم .. ولكن من خلال القرآن الذي هو الصراط المستقيم للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .. فكانت أخلاق النبي كلها قرآنية مما أوحي إليه من ربه .. ومن أخلاق القرآن يوجد اخلاق الأنبياء والرسل وأحوالهم .. فهذه جزء من القرآن وليس غيره أو خلافه.

 

========

#- خامسا: قال بعض الحاقدين على النبي محمد على صفحات الإنترنت بما معناه: طالما النبي مأمور باتباع الأنبياء والرسل .. فهم أفضل منه بدليل أنه مأمور باتباعهم ؟


- قلت: أن النبي مأمور باتباع الصراط المستقيم الذي اتبعه هؤلاء الأنبياء كما ظهر من الآيات .. والذي هو اتباع صراط الله .. الصراط المستقيم الذي أوحى الله به إلى نبيه وهو القرآن العظيم .. ولذلك كان النبي صاحب الخلق العظيم .. لأن خلقه مستمد من القرآن العظيم .. وهذا وصف لم يقال في أي نبي أو رسول.

 

#- أما من حيث اتباع الأنبياء في أخلاقهم .. فهذا باعتبار اتباع القرآن وما وصفهم به القرآن أيضا ..، ولم يأمره بما جاء باتباع ما جاء عن الأنبياء في توراة اليهود وانجيل النصارى .. لكنهم زوروا وأحرفوا على الأنبياء ما حرفوه .. فثبت بذلك اتباع النبي محمد للأنبياء من خلال القرآن فقط ..، ثم كونه متبعا لمنهج الفضيلة الذي اتبعه الأنبياء .. فهذا فيه من الكرامة ما فيه .. إذ أن اتباع الفضائل يزيد من الإنسان كرامة .. فما بالك بمن أجتمعت فيه كل الفضائل والمكارم وتكاملت فيه بما لم يحظى بها غيره صلى الله عليه وسلم ..؟!

 

- ولذلك هو خاتم الأنبياء فكان خاتمة الأخلاق والأوصاف والمكارم بل وخاتمهم في الكتب السماوية والأحكام الإلهية..، ولذلك لم يكن الوجود في حاجة لنبي بعده.

 

- أما من حيث الأحكام الشرعية .. فالقرآن مهيمنا على ما سبق بأحكامه وآدابه وقصصه ..  فما اتفق عليه القرآن فهو حق وما خالف القرآن فهو باطل .. إذ قال جل شانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) المائدة:48.

 

- إذن: الذي يقول أن الأنبياء أفضل من النبي محمد لأن الله أمره باتباعهم .. فهذا كلام مخالف لنص القرآن .. لأن الله أمره باتباع هدى الله الذي اتبعوه والصراط المستقيم الذي اتبعوه من خلال ما أوحي إليهم .. أي يقتدي بهم في الإلتزام بالوحي كما هو التزموا فيما أوحي إليهم .. ولذلك هدى الله الذي هو الصراط المستقيم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن .. وهو كل ما أوحاه الله إليهم من الحق وهو المذكور في القرآن.

 

- فالمسألة ليست اتباع أخلاق كما ظن البعض .. وإنما اتباع كل ما جاء في القرآن الذي هو هدى الله والصراط المستقيم للنبي محمد .. ومما جاء في القرآن هو الإلتزام بعزيمة الرسل مثلا .. كما قال جل شأنه (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الاحقاف:35..، والإلتزام بأسلوب الأنبياء في الدعوة إلى الله إذ كان النبي يقول كما قال الأنبياء: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام:90.

 

- ولما كان كل نبي في القرآن له وصف يميزه عن غيره قد ذكره القرآن .. ويتحلى بكل فضيلة وصفة حميدة .. فقد تحقق النبي بكل أوصاف الأنبياء الحميدة .. وزاد عليها الله له من فضله بأوصاف أختصه بها ولم يحظى بها غيره مثل كونه خاتم الأنبياء وسيدهم وبالمؤمنين رؤوف رحيم في الدنيا بالتوجية وفي الآخرة بالشفاعة .. فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم باتباعه القرآن الذي هو الصراط المستقيم أصبح كامل الأوصاف في الخلق.

 

@- وشتان: بين من كانت له بعض أوصاف تميزه عن غيره .. وبين من كان كامل الأوصاف لعظيم خلقه ..

- فأين هذا من ذاك ؟!!

 

#- وخلاصة القول:

1- أن قوله تعالى (فبهداهم اقتده) هو كرامة تدل على علو مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم على كل الأنبياء .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم متبعا للقرآن العظيم الذي هو الصراط المستقيم.

 

2- ثم أتى قوم قد عميت قلوبهم بالغل والحقد والحسد على النبي صلى الله عليه وسلم .. فقلبوا الحقيقة القرآنية وزوروا فيها .. وجعلوا من الآية (فبهداهم اقتده) أنها تدل على علو مقامات الأنبياء على النبي محمد بدليل أن الله أمره باتباعهم .. !!

- وهذا فيه من المغالطة والتحريف ما فيه .. لأنه الله أمره باتباعهم في الصراط المستقيم الذي هو هدى الله .. والذي هو بالنسبة للنبي محمد هو القرآن الكريم .. والذي فيه أخلاق الأنبياء الحقيقية وفيه أوامر الله ونواهيه .. ولو كان المقصود هو اتباع ما أوحي إلى الأنبياء لسقطت شريعة القرآن .. وإنما اقتدي باتباع الوحي القرآني الذي هو هدى الله وصراطك المستقيم .. كما فعل من هم قبلك من الأنبياء باتباع ما أوحي إليهم من هدى الله فكان صراطهم المستقيم ..، ولذلك قال تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) الزخرف:43-44.

- والله أعلم.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 4 تعليقات:

  1. { سُبۡحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلَـٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِینَ (١٨١) وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١٨٢) }[سُورَةُ الصَّافَّاتِ: ١٨٠-١٨٢]

    اكرمك الله استاذنا الفاضل
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اكرمك الله استاذنا وزادك من فضله .

    اشارة اعجبتني من الموضوع
    ان جميع الأنبياء كانوا يدعون الناس بوحي من الله ، وكان رسالتهم وحادة..
    وهي الدعوة إلى توحيد البه .. والسير على صراط الله الحق المستقيم ..
    باتباع ما أمر الله به والانتهاء بنواهيه.
    فهذا يكون دافعا لما أتي في حق الأنبياء بالباطل في الديانات الأخرى ..
    ويدفع عنهم الشبهات والانحرافات التي ذكرت في حقهم في التوراة والإنجيل.

    وان النبي جاء متمما لما عليه سابق الأنبياء من اتباع الحق سبحانه ..
    فدل ذلك أنهم جميعا مجتمعين على توحيد الله وتنزيهه عن كل ما لا يليق به ..
    واتباع ما أوحى الله.

    فكان واجبا على كل من يؤمن بأحد هؤلاء الأنبياء أن يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم..
    وأن يؤمن أن جميعهم موحدين لله .. سائرين على طراط الله المستقيم.

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على اله وسلم

    ردحذف
  3. 🕊✍...عطر الجنة 🤍 :

    إنما هذه الدنيا كساعة،

    فاغتنمها في جمع البضاعة،

    كل طاعة خير بضاعة،

    وما لم يكن فيه طاعة… إضاعة.

    سوف تبكي الدمَّ دمعًا على كل إضاعة،

    فهذه الدنيا كالسراب… إضاعة،

    ما إن تظن أنك أمسكتها تهرب،

    ولا يجديك غير ذكرك وحب ربك،

    أما ما سواه… فإضاعة

    وازرع بذورك في الأرض طاعة،

    ولا تطمع في ثمرها ولا ظلها ساعة،

    فالثمر هناك يوم الحساب تلقى البضاعة،

    وتستظل بظل مولاك يوم لا ظل إلا ظله

    قف قليلا، والتفت حولك تفهم:

    ما جنيت من ركضك دوما؟!

    أين الذين كانوا قبلك؟

    أين الذين كانوا قربك؟

    أين هم… وأين أنت؟ ماذا جنيت؟

    لا الركض يجدي، ولا الحزن يجدي،
    كله إضاعة…

    فقم، وانفض غبارك عنك،

    يكفيك ما قد ضاع منك

    إنما انت ضيف ساعة
    ---------------------
    رب اغفر وارحم وانت خير الراحمين

    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل
    اللهم صل و سلم وبارك على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه
    ===========
    #قطايف المدونة:
    ** كيف نحافظ على عزيمة الذكر**
    * سؤال: كيفية الحفاظ على عزيمة الذكر و عدم الانشغال بغيرها .. و الأخطر من هذا الحفاظ عليها من الحسد الذي يؤدي إلى انطفاء العزيمة ؟
    - الجواب :
    كلما كنت مخلصا مع الله و كلما أخفيت حالك مع الله عن الناس بحيث لا يدري أحد عن عبادتك مع الله .. و كلما لا تظهر حالك أمام الناس ..
    يعني لا تقل أنا أقرأ أذكار و أنا عندي أوراد و ملتزم بيهم ..
    يعني لا تذهب للناس و تقول لهم أنا بعمل كذا و اصلي ملتزم و مواظب على اذكار و أوراد ..
    فطالما يا صديقي تستعين على قضاء حوائجك بالكتمان .. فستظل محافظ على العزيمة ..
    - لكن إظهارك لهذه العزيمة تحت أي بند من البنود اللي ممكن تضحك بيها على نفسك أو تخدع بيها نفسك .. و منها أنك توهم نفسك و تقول انا كنت أحاول أرفع من عزيمة الشخص و اشجعه على الذكر و كده .. و من باب أنه أحمسه يعمل مثل ما اعمل و من باب التشجيع و كذا و كذا ...
    لاء لاء يا صديقي أنت تقول ذلك للناس من باب الشهرة و الرياء - هذه أمور لا تنتبه لها- فالحقيقة .. أنك تقول ذلك لتُظهر نفسك أمام الآخر ..
    لكن .. في الإرشاد .. لما تحب ترشد حد .. فقل له مثلا .. أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كذا أو الله قال كذا أو في بعض الناس الطيبين جربوا أنهم هما يذكروا الأذكار دي و ربنا كرمهم فحاول تعمل مثلهم حتى يكرمك الله بهاته الأذكار .. و هكذا يعني تقول له من بعيد لبعيد دون الاشارة أو التلميح بانك تقوم بذلك ..
    - فالذي لا نفهمه لماذا أنت تريد إظهار نفسك في الموضوع .. مع أنه في مائة طريقة و طريقة للإرشاد دون أن تحشر نفسك و تظهرها أمام الناس أنها تفعل كذا و كذا و كذا ..
    - إذن يا صديقي .. نصيحتي لك :
    لا تظهر نفسك و داري حالك مع الله .. لأنه هذا حالك مع الله .. فليه عاوز تعرفه للناس ليه؟؟!!!
    إنت عايز تِعَرف حالك مع الله .. ليه؟؟؟!! أو إنتي عايزة تِعَرفي حالك مع الله .. ليه؟؟؟!!
    تقول لحد إنك بتقرأ القرآن مع جروب أو مع جماعة أو حتى مع نفسك .. بتقول ليه؟؟!!
    تقول لحد إنك بتقرأ القرآن مع جروب أو مع جماعة أو حتى مع نفسك .. بتقول ليه؟؟!!
    تقول لحد أنا مواظب على الصلاة و أصلي أنا بشوف رؤيات جميلة وووو.... بتقول ليه؟؟!!
    إذن هذا كله شهوة رياء حتى تشار إليك الأصابع و يصفق لك ويقال لك برافو ممتاز و شاطر ..
    بعد كل هذا الذي عرفته .. لا تلومن إلا نفسك ..
    ملحوظة : أكثر الأماكن التي يحصل فيها الحسد للإنسان – خصوصا للسيدات – هي أماكن التجمعات الدينية التي تُلقى فيها دروس في العلم .. خصوصا في المساجد .. و تجد فيها النفوس التي تحضر هذه المجالس – ربنا يحفظنا و يحفظكم - .. يعني تخرج منها أشعة غير طيبة .. ممكن السبب في ذلك .. أنه الناس دي لم تجد توجيه أو تنبيه أو إنه حد يعلمها أو يلفت نظرها إن هذا الكلام مش كويس .. بمعنى يتربوا كيف ينظروا لعطاء الله بنوع من أنواع المحبة ..
    هذا .. و الله أعلم.
    ===========
    #اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل .. اللهم أنت مقصودي و رضاك مطلوبي
    تحياتي للجميع
    ==============
    #اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف