الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج18: رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء - ماذا قال صحابة النبي محمد في تفضيل النبي محمد على الأنبياء بل وتفضيله على ملائكة السماء - من أقوال الصحابي بن عباس والصحابي أبي هريرة.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعجزات والأفضلية

بين النبي محمد وسائر الأنبياء

وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية

(الفصل الثامن عشر)

الصحابة يفضلون النبي محمد على الأنبياء بل ويفضلونه على ملائكة السماء

#- فهرس:

:: الفصل الثامن عشر :: ج7/ مسائل ختامية عن أفضلية الأنبياء وعلو مقاماتهم ::

1- س29: ماذا قال صحابة النبي محمد في تفضيل النبي محمد على الأنبياء بل وتفضيله على ملائكة السماء ؟

#- أولا: ما قاله الصحابي عبد الله بن عباس.

#- ثانيا: ما قاله الصحابي أبو هريرة.

===============

:: الفصل الثامن عشر ::

================

..:: س29: ماذا قال صحابة النبي محمد في تفضيل النبي محمد على الأنبياء بل وتفضيله على ملائكة السماء ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أظهر قول وجدته عن الصحابة في المفاضلة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبين الانبياء والرسل .. بل بين النبي وبين الملائكة .. كان ما قاله الصحابي عبد الله بن عباس بن عم النبي صلى الله عليه وسلم .. وما قاله الصحابي أبي هريرة .. وإليك بيان ذلك:

 

#- أولا: ما قاله الصحابي عبد الله بن عباس.

(جاء في خبر صحيح) .. عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام وَعَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ.

- فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟

- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) الأنبياء:29 الْآيَةَ ..، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) الفتح:2.

- قَالُوا فَمَا فَضْلُهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام ؟

- قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) إبراهيم:4 الْآيَةَ ..، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) سبأ:28 .. فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) رواه الدارمي سننه .. وقال محقق سنن الدارمي الشيخ حسين أسد الداراني: إسناده صحيح.


#- وهنا مسألة مهمة في مفاضلة بن عباس للنبي على الملائكة:

- فقد ذكر بعض العلماء .. وجود إشكالية في كلام بن عباس حين مفاضلتة للنبي على الملائكة .. وهو أن ما استدل به في حق الملائكة .. قد قيل شبيها له في حق النبي أيضا .. إذ قال تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الزمر:65 .. فما وجه المفاضلة حينئذ ؟!

- وبعض العلماء .. ذكر أن المفاضلة في أسلوب الكلام بين ما قيل للملائكة وما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

- ولي رأي خاص أذكره بعد كلام العلماء .. والله الموفق.

 

#- أولا: ما قاله العلماء في تفسير كلام بن عباس:

1- قال الإمام نور الدين الهروي القاري رحمه الله (المتوفى:1014هـ) – بعد أن ذكر الإشكالية السابقة فقال:

- لعل مراد الخبر هو أنه صلى الله تعالى عليه وسلم مبعوث إليهم .. كما يفيده قوله تعالى (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) وإنذاره للملائكة قطعي بقوله (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ). والله تعالى أعلم. (شرح الشفا ج1 ص378).

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) تعقيبا: وفي كلام الإمام الهروي نظر .. إذ أن النبي لم يكن نذيرا للملائكة وإلا كانوا مكلفين ..، فضلا عن أن هذا لا يوضح وجه المفاضلة بالآيات التي استدل بها بن عباس بين النبي والملائكة. والله أعلم.

 

2- قال الإمام عبد الحق الدهلوي رحمه الله (المتوفى:1052 هـ):

- قوله: (إن اللَّه تعالى قال لأهل السماء. . . إلخ) .. وجه التفضيل صولة الخطاب وغلظته في مخاطبة أهل السماء وترتيب العذاب الشديد عليه، وملاطفته في الخطاب معه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن ما صدر عنه أو يصدر مغفور. (لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح ج9 ص247).

 

#- (قلت خالد صاحب الرسالة) تعقيبا: وفيما ذكره الإمام الدهلوي نظر .. إذ أن صولة الخطاب وغلظته في مخاطبة أهل السموات .. قيل ما هو مشابه لها في حق النبي وهو قوله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الزمر:65 ..، وبالالي لم يظهر حينئذ وجه المفاضلة بالآيات التي استدل بها بن عباس في المفاضلة بين النبي والملائكة.

 

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) عن فهمي الخاص للآيات التي فاضل بها الصحابي بن عباس بين النبي والملائكة.  

- طالما النبي صلى الله عليه وسلم مغفور له على الدوام (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) .. فلا موقف له للمحاسبة ولا للسؤال .. بخلاف الملائكة ستكون محلا للسؤال بالرغم من كونهم لا يشركون.

 

- وكأن بن عباس يريد القول: أنه بالرغم من قول الله: (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) .. هو مجرد تحذير افتراضي وأن الملائكة لم يشركوا ولم يدعوا أنهم آلهة .. إلا أنهم سيقفون للمسألة فيسألون عما زعمه بعض الناس في حقهم بأنهم آلهة .. كما قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) سبأ:40-41.

 

#- فابن عباس يريدك أن تفهم: أن الملائكة مع عصمتها من الشرك وادعاء الألوهية .. إلا أنها موقوفة ومسئولة يوم القيامة .. وهذا لن يحدث مع النبي.

 

- وقد فهمت جزئية "موقوفة ومسئولة" من الآية التي ذكرها بن عباس بالرغم من انه ليس فيها ذلك .. وإنما ذلك من خلال الآية التي أشار فيها إلى أن النبي مغفور له ما تقدم وما تأخر .. لنفهم أنه لن يقف للمسائلة يوم القيامة .. ففهمت من ذلك أن ابن عباس يشير للمسألة يوم القيامة .. وأن الملائكة مع عصمتها إلا أنها ستكون مسئولة .. بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.

 

#- فلما كان حال النبي عند الله أنه محاطا بأنوار الجمال فلا محاسبة له ولا سؤال .. وكان من حال الملائكة أنها مصحوبة بهيبة الجلال لكونها مطلوبة للسؤال .. فظهر بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى مقاما وشأنا من الملائكة ..

- والله أعلم.

 

======= 


#- ثانيا: ما قاله الصحابي أبو هريرة.

#- جاء في (أثر صحيح) .. عن حمزة الزيات، حدثني عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: (خِيَارُ وَلَدِ آدَمَ خَمْسَةٌ: نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَعِيسَى وَمُوسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَيْرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ) رواه البزار في كشف الأستار .. وقال اليهثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح ..، وقال الشيخ أبو عبد الله الداني: وهذا إسناد حسن؛ إن لم يكن صحيحًا .. ففي حمزة بن حبيب الزيّات كلام لا ينزله عن رتبة الحسن، بل قد أطلق توثيقه غير واحد، منهم الإمام أحمد وغيره، وما تكلم فيه غير الساجي، وإنما نقموا عليه وتكلموا فيه لأجل قراءته. (راجع سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين - حديث رقم 464).

 

#- وفي رواية أخرى بلفظ آخر عن أبو هريرة إذ قال: (سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ خَمْسَةٌ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الْخَمْسَةِ: نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ) رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وإن كان موقوفا على أبي هريرة ..، ووافقه الذهبي وقال: صحيح.

 

#- وفي رواية أخرى بلفظ آخر: عن أبي هريرة قال: (خير بني آدم (وقال الفراوي – وهو أحد رواة الحديث يرويه بلفظ آخر) سيد ولد آدم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم - وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم) رواه بن عساكر.. وصححه السيوطي في الجامع الصغير برقم 3981 ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): رواه بن عساكر بإسنادين (عن شيخه الفراوي - وعن شيخه أبو طالب) أحدهما بإسناد حسن والآخر بإسناد جيد .. وراجعت الطريقين فوجدت إسناد الفراوي هو إسناد حسن .. وإسناد أبو طالب هو إسناد جيد .. لأن (أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل – وهو علي بن عبد الرحمن الصوري الملقب ببهجة الملك) لم يذكر فيه جرح ولا تعديل ولكن مثله في فضله وأمانته العلمية لا يقل عن كونه صدوق.

 

#- ثلاثة ملاحظات على رواية أبي هريرة .. فانتبه للآتي جيدا:

1- الملاحظة الأولى:

- أشار لضعف هذا الخبر الإمام بن كثير في تفسيره .. عند قوله (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ....) الأحزاب:7..، وبعد أن ذكر رواية البزار فقال: موقوف وحمزة فيه ضعف. (راجع تفسير بن كثير ج6 ص342).

 

- يقصد الإمام بن كثير بكلامه: أن هذا خبر من كلام أبي هريرة وليس حديث نبوي .. وهو خبر ضعيف لأن في إسناده (حمزة الزيات) وهو ضعيف ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): وهذا كلام من الإمام بن كثير فيه من الخطأ ما فيه .. ولم يوفق في حكمه على هذا الخبر .. ليه ؟

 

أ- سبق وذكرنا أن الإمام الحاكم والذهبي والهيثمي والسيوطي قالوا بصحة هذا الخبر ..، ولكن ما ذكره الإمام بن كثير عن ضعف حمزة الزيات .. هو كلام غريب جدا ..!!

- لأن حمزة الزيات (وهو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارىء) .. وهو أحد القراء السبعة مقبول الحديث وليس ضعيف الحديث .. فقد وثقه بن معين وقال عنه النسائي لا بأس به .. (راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص41 ترجمة رقم 26) ..، وقال ابن سعد: وكان حمزة رجلا صالحا، وكانت عنده أحاديث وكان صدوقا، صاحب سنة. (راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص385)..، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه العجلي أنه ثقة رجل صالح، وقال الساجي صدوق سيء الحفظ. (راجع تهذيب التهذيب ج3 ص27).

 

#- إذن: لم يعيب أحد من العلماء في مرويات حمزة الزيات بما يطعن فيها أحد ..

 

ب- وإنما كره البعض بعض الأساليب في قرائته القرآنية .. ومنهم أحمد بن حنبل وابن إدريس الأودي .. ولم يعيبوا شيء في مروياته للأحاديث أو الأخبار .

- بل وحتى هذه الكراهة من البعض لقرائته .. قد رد هذه الكراهة الإمام الذهبي بكلام محترم جدا إذ قال: "وقد كره قراءة حمزة: ابن إدريس الأودي، وأحمد بن حنبل، وجماعة؛ لفرط المد والإمالة والسكت على الساكن قبل الهمز، وغير ذلك، حتى أن بعضهم رأى إعادة الصلاة إذا كانت بقراءة حمزة، وهذا غلو، والذي استقر عليه الاتفاق وانعقد الإجماع على ثبوت قراءته وصحتها، وإن كان غيرها أفصح منها إذ القراءات الثابتة فيها الفصيح والأفصح، وبالجملة إذا رأيت الإمام في المحراب لهجا بالقراءات وتتبع غريبها، فاعلم أنه فارغ من الخشوع، محب للشهرة والظهور، نسأل الله السلامة في الدين". (راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص41 ترجمة رقم 26).

 

#- وبعد ما سبق بيانه: فالذي أحسبه من الإمام بن كثير - أنه خلط مسألة قرائته للقرآن بروايته للأحاديث والأخبار .. وهذا خطأ .. لأنه لم يطعن أحد في مروياته بل وثقه البعض والبعض جعله مقبول ولم يجرحه أحد.

 

1- الملاحظة الثانية:

- هذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم (2876) .. وقال عنه أنه ضعيف .. ولا أعرف سبب تضعيفه ولم يكتبه ..، ولعله اتبع في ذلك ما وجده عند الإمام بن كثير في تفسيره "وإن لم يصرح بذلك وإنما ظن مني" ..، وولو كان اتبع ما ذكره بن كثير .. فقد سبق بيان بطلان تضعيف ابن كثير لخبر أبي هريرة.

 

#- علما بأنه لو كان سبب تضعيف الألباني للحديث هو "حمزة الزيات" .. فيكون هذا التضعيف من غرائب الشيخ الألباني ولا يصح هذا التضعيف .. إذ أن نفس هذا السند لحديث آخر قال عنه الشيخ الألباني أنه صحيح .. وهو ما جاء: عن حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قال اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي فِي نَفْسِكَ أَذْكُرْكَ فِي نَفْسِي أذْكُرْنِي فِي ملإٍ مِنَ الناس أذكرك في ملإٍ خير منهم) رواه بن حبان في صحيحه .. وقال الألباني في تعليقه على هذا الحديث: صحيح .. (راجع التعليقات الحسان على صحيح بن حبان حديث رقم807) ..!!

 

#- فكيف يصح حديث (من أول الصحابي أبو هريرة وحتى حمزة الزيات) .. وبنفس السند بنفس الرواة حتى "حمزة الزيات" .. لا يصح بمكان آخر ؟!!

- غريب جدا .. أليس كذلك ؟!!

- بل ولا يصح أصلا تضعيف الشيخ الألباني لخبر أبي هريرة .. لأنه لا يوجد سبب لإضعاف أثر أبي هريرة ..!!

- ولكن ما ذكرته سابقا على افتراض أن الألباني أضعف الحديث بحمزة الزيات كما فعل بن كثير .. والله أعلم.

 

1- الملاحظة الثالثة:

- يوجد رواية بنفس السند لأبي هريرة ولكن مرفوعة السند للنبي .. يعني النبي هو من قال هذا الحديث .. وهذا خطأ من أحد الرواة .. أي قد رفعه بالخطأ ليكون من كلام النبي .. لأن أصل هذه الرواية أنها حديث موقوف على قول أبي هريرة .. وهذا الحديث من باب العلم به هو:

#- ما جاء عن حمْزَةُ الزَّيَّاتُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خِيَارُ وَلَدِ آدَمَ خَمْسَةٌ: نُوحٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَمُحَمَّدٌ، وَخَيْرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ) رواه أبو بكر الزبيري في فوائده برقم 106..، (قلت خالد صاحب الرسالة): بالرغم من صحة هذا السند .. إلا أن رفعه ليكون من قول النبي لا يصح .. لأن ظاهر المتن وسياق ختام الكلام لا يقول بذلك .. خاصة وأن النبي لا أظنه يقول: "صلى الله عليه وسلم وعليهم" .. فهذا جملة تقال في حق النبي من المؤمنين أدبا معه .. ولذلك أظن هذا الحديث موقوفا من كلام أبي هريرة .. والله أعلم.

 

#- وخلاصة القول:

- أنت ترى أن اثنين من أكابر الصحابة .. قالوا بأفضلية وخيرية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء .. ولو كان يوجد نهي عن التخيير أو التفضيل بين الأنبياء لكان بلغ هذين الصحابيين .. ولكنهما قد فهما أن النهي المقصود في أحاديث أخرى يقصد به ما فيه تحقير لفضيلة الأنبياء الآخرين .. أو فيه نقص لمقام النبوة لهم .. وطالما لا هذا ولا ذاك .. فلا مانع من التفضيل والتخيير وإظهار علو المقام طالما بدليل من الله وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم.

- والله أعلم. 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف