الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج10: رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء - هل عيسى النبي أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لكونه كان يحيي الموتى ويعالج المرضى - علو مقام النبي محمد على مقام عيسى النبي - معجزات عيسى عليه السلام - من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعجزات والأفضلية

بين النبي محمد وسائر الأنبياء

وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية

(الفصل العاشر)

هل عيسى النبي أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لكونه كان يحيي الموتى ويعالج المرضى - معجزات النبي محمد وعيسى عليهما السلام

#- فهرس:

:: الفصل العاشر :: قيل أن عيسى النبي أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..!! ::

1- س16: هل عيسى النبي أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لكونه كان يحيي الموتى ويعالج المرضى وغير ذلك ؟

#- أولا: الفرق بين معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزات عيسى عليه السلام.

#- ثانيا: معجزات عيسى عليه السلام.

#- ثالثا: علو مقام النبي محمد على مقام عيسى النبي.

#- رابعا: الفرق الخاص بين معجزات عيسى عليه السلام ومعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

#- خامسا: من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

================

:: الفصل العاشر ::

================

 

..:: س16: هل عيسى النبي أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لكونه أنه كان يحيي الموتى ويعالج المرضى وغير ذلك ؟ ::..

 

- قيل: أن عيسى النبي هو أفضل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. إذ أنه كان مؤيدا بمعجزة لم يحظى بمثلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. مثل إحياء الموتى وشفاء المرضى وغير ذلك ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إليك الرد على ما سبق في الآتي:

=========

 

#- أولا: الفرق بين معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزات عيسى عليه السلام.

 

1- الفرق بين معجزات عيسى عليه السلام وبين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم .. هو أن معجزات عيسى عليه السلام عليهما السلام قد انتهت بزمانه .. ولا وجود لها ولا أثر .. فهي معجزات قد انتهت بموت أصحابها.

 

2- ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أعطاه معجزة القرآن للتحدي مع الإنس والجن إلى يوم القيامة في أن يأتوا بسورة من مثله أو بآية .. فلم يأتوا بمثله ولن يأتوا.

 

#- وشتان: بين من كانت معجزته مات بموته وليس لها وجود .. ومن كانت معجزته باقية بعد موته كرامة في الوجود.

 

#- وشتان: بين من كانت معجزته تأييدا لنبوته في زمنه .. وبين من كانت معجزته تأييدا لنبوته وللتحدي مع كل الخلق في كل الأزمان ..

- فأين هذا من ذاك ؟!!

 

========

#- ثانيا: معجزات عيسى عليه السلام ..

 

1- خمس معجزات لعيسى عليه السلام ..

- معجزة النفخ في هيئة طير مصنوع من الطين فيكون طيرا - وإحياء الموتى - وشفاء المولود أعمى - والمصاب بالبرص الجلدي - ويعلم شيئا من الغيب:

 

#- قال تعالى عن عيسى عليه السلام: (رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) المائدة:110.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) من معاني الألفاظ:

أ- معنى (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ): أي أتيتكم من ربكم بما يدل أني مرسل من الله إليكم .. وهذه الآية أو العلامة أو الدليل هو مما يوصف أنه معجزة .. ويقصد أن الآية التي أتاهم بها هي من جنس المعجزة .. وليس المقصود بلفظ (آية) هو أنها معجزة واحدة .. لا .. بل ما أتاهم به هو من جنس المعجزة.

 

ب- معنى (أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ): أي أصنع لكم من الطين ..

- وليس هنا الخلق بمعنى إيجاد من العدم .. لا .. فالطين موجود فعلا ولم يخلقه عيسى .. وإنما يقوم بتشكيله ثم ينفخ فيه.. فالمقصد هنا هو التصوير أو التشكيل من الطين كالذي يصنع تمثالا لم يكن موجودا .. ونسبة التخليق للإنسان ممكنة وجائزة مجازا .. بدلالة قوله تعالى: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) المؤمنون:14 .. فدل ذلك على أن من يصنعون الأشياء التي لم يكن لها شكل مسبق .. كالمخترعين للأشياء فيمكن أن يقال عنه مجازا أنه نجح في خلق اختراع جديد مثلا وهو كذا .. فالتخليق هنا هو إيجاد من مادة وليس خلق مادة ليوجد منها شيء .. فانتبه.

 

- والإيجاد من العدم: معناه إيجاد مادة بكن فيكون .. وليس باستخدام المكونات الموجودة في الكون .. لأن كل ما هو في الكون فهو موجود وليس معدوم.

 

ج- معنى (الْأَكْمَهَ): هو الذي ولد أعمى ..، وقيل هو الأعمى عموما سواء ولد اعمى أم حدث له ذلك بسبب حادثة ..، وقيل هو الذي يرى بالنهار ولا يرى بالليل ..

 

د- معنى (الْأَبْرَصَ): هو الذي مصاب بمشكلة جلدية معروفه وهي البقع البيضاء التي تظهر بصورة متفرقة على الجسم.

 

هـ- معنى (وَأُحْيِ الْمَوْتَى): أي من حضره الموت ولم يدفن بعد فيلمسه عيسى فينهض للحياة بإذن الله أو دفن ولم يتحلل جسمه بعد ..، إذ أن معجزة عيسى كان في تحدي الأطباء بمعجزات ظاهرة أمامهم بعد أن عجز الطب عن علاجها ..، أما من قال أنه أحيا سام بن نوح أو ما شابه ذلك فكل هذا لا دليل عليه ومنقول عمن متهم في نفسه بالكذب وهو "الكلبي".   

 

و- معنى (بإذن الله): أي بقدرة الله هو الذي يسمح بحدوث هذه المعجزات لي وليس بقدرتي الشخصية إذ لا قدرة لي .. وإنما فقط أنا ظاهر السبب ولك حقيقة الفعل هي من الله الذي يأذن بحدوث تأثير لما ألمسه .. وإلا فهو إن لم يأذن لي فمهما لمست الناس أو دعوت لهم فلن يتغير شيء من الواقع .. لأنه لابد من الإذن الإلهي لي فيخبرني أنه مسموح لي بفعل كذا فأفعله فيحدث أثر ونتيجة في الواقع.

 

ز- معنى (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ): أي أعرف من الغيب ما يمكن أن أخبركم به عما أكلتموه وما أبقيتم عليه تدخرونه في بيوتكم من بأنواعه ومقادير الطعام المتبقية لديكم وأي شيء تدخرونه.

 

- ولفظ (تأكلون – تدخرون) .. يدل على أن إخبار عيسى يكون في التو واللحظة بمجرد سؤاله في أي وقت يتم سؤاله فيه .. (وهذا ما لا يمكن لمنجم ولا عراف أن يجيب عليه بل ولا يمكن لمنجم ولا عراف أن يعرف مقادير الأشياء التي تم أكلها ولا المتبقية منها).

 

2- ومن معجزات عيسى وهو نبي إنزال مائدة طعام من السماء ..

- قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ) المائدة: 112-115.

 

#- من التفسير الميسر:

- قال الحواريون: نريد أن نأكل من المائدة وتسكن قلوبنا لرؤيتها، ونعلم يقينا صدقك في نبوتك، وأن نكون من الشاهدين على هذه الآية أن الله أنزلها حجة له علينا في توحيده وقدرته على ما يشاء، وحجة لك على صدقك في نبوتك.

 

- أجاب عيسى بن مريم طلب الحواريين فدعا ربه جل وعلا قائلا: ربنا أنزل علينا مائدة طعام من السماء، نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا، نعظمه نحن ومَن بعدنا، وتكون المائدة علامة وحجة منك -يا ألله- على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي، وامنحنا من عطائك الجزيل، وأنت خير الرازقين.

 

- قال الله تعالى: إني منزل مائدة الطعام عليكم، فمن يجحد منكم وحدانيتي ونبوة عيسى عليه السلام بعد نزول المائدة فإني أعذبه عذابًا شديدًا .. لا أعذبه أحدًا من العالمين. وقد نزلت المائدة كما وعد الله. (انتهى النقل).

 

3- التبشير من علم الغيب بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم:

 - قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف:6.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أَحْمَدُ: فهو على صيغة أفعل التفضيل .. وقد يأتي بمعنى الفاعل أي يأتي بمعنى أنه يصدر عنه الحمد .. أو وقد يأتي بمعنى المفعول يأتي بمعنى الذي يصدر له الحمد ..

 

أ- فلو بمعنى الفاعل أي هو الذي يصدر عنه الحمد .. فيكون المعنى:

- هو أحمد الحامدين لله .. باعتبار فترة حياته ولكونه صاحب المقام المحمود يوم القيامة إذ يحمد الله بما لا يعرف الخلائق من قبل في حمد الله .. ولذلك هو الأحمد مطلقا ولا يقاربه إنس ولا جان ولا ملاك مهما علت رتبتهم .. لأنه الأحمد ولا غيره أحمد.. إذ أن صلى الله عليه وسلم في مشهد أحوال الآخرة وهو بين يد الله قال: (فأقُومُ بيْنَ يَدَيْهِ فأحْمَدُهُ بمَحامِدَ لا أقْدِرُ عليه الآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ) صحيح مسلم.

 

ب- ولو بمعنى المفعول أي من يقع عليه فعل الحمد من الناس له .. فيكون المعنى:

 - هو أحمد من يحمده الناس أي أحمد المحمودين .. لكثرة ما فعله من الأمور الحميدة .. فهو أحق من يستحق الحمد بالثناء عليه ..

 

#- وجاء بلفظ (أحمد) للدلالة على أن مقام الحمد ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم منذ الأزل في عالم الأرواح .. وثابت له في الأبد حين المقام المحمود .. والله أعلم.

 

4- ومعجزة أخرى لعيسى عليه السلام وهو صغير:

- قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا) المائدة:110.

 

#- من الأمور المميزة التي حدثت لعيسى عليه السلام أنه كان مؤيدا بجبريل عليه السلام .. ويكلم الناس بلسان فصيح وهو طفل يرضع .. وكهلا إذ بلغت الثلاثين من عمرك فجعلتك نبيا إلى بني إسرائيل.

 

- ومرحلة المهدهي مرحلة الرضاعة التي يكون فيها الطفل لا يقدر على النطق أو المشي .. ويتم وضعه في ملحفة ليسهل حمله على اليد أو نقله من مكان لمكان .. أي يتمهدون الفراش ولا يستطيعون الحركة لكونهم أطفالا لازالوا في مرحلة الرضاعة.

 

@- ولكن هذه ليست معجزة للتحدي مع أحد .. ولا حتى لإظهار نبوته أمام أصحابه لأنه كان طفل رضيع .. وإنما هي معجزة من حيث القدرة الإلهية من باب إظهار كرامة خاصة لبعض خلقه .. وذلك للدلالة على عجيب قدرة الله الذي يستطيع أن يخلق الأسباب لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء.

 

#- ولذلك جاء في حديث صحيح أن الذين تكلموا في المهد ثلاثة أطفال:

أ- عيسى ابن مريم.

ب- والطفل الذي نطق ببراءة جريج الراهب من تهمة الزنا.

ج- وطفل له بصيرة من الحق في إدراك حقائق الأمور والإخبار بها .. ليكشف لأمه خطأ نظرتها للأمور الظاهرة التي تحكم بها فيما تراه بعينها.

 

#- وجاءت قصتهم في صحيح مسلم وصحيح بن حبان .. ولم أذكر الحديث لكونه طويلا .. ويمكنك مراجعة هذه القصة بكل ما فيها من إشارات ولطائف في (رسالتي: قصة الثلاثة الذين تكلموا في المهد).

 

#- إذن: ما حدث لعيسى عليه السلام وهو طفل قد حدث لغيره. 

 

5- وخصوصية تحصين حدثت مع عيسى وهو طفل عند ولادته.

أ- جاء في الحديث عن النبي قال: (كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطانُ في جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ .. غيرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَهَبَ يَطْعُنُ فَطَعَنَ في الحِجابِ) صحيح البخاري.

 

- قوله (ما مِن بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ): فيه دلالة على حدوث هذا المس لجميع البشر إلا سيدنا عيسى وأمه عليهما السلام.

 

- قوله (مس الشيطان): المس هو اللمس البسيط .. واختلف العلماء في المقصد من هذا المس هل مس محسوس أم مس وسواس .. أي هل يمسه فعلا بأصبعه أم هو تعبير بأنه يزين له في خياله أنه يؤذيه بأصبعه في جنبه ولذلك يصرخ ؟!!

 

- قوله (الحجاب): قيل هو المشيمة وهي عضو وظيفته فلتر أو حجاب أو حاجز موجود بين الأم والجنين ويقوم بفلترة الدم الواصل للجنين من الأم ويمنع أي جراثيم أو بكتيريا ضارة من الوصول للجنين ..، وقيل أن الحجاب المقصود به هو الغطاء الذي يلتف فيه الطفل بعد نزوله من بطن أمه..

- والذي أحسبه: لعله هو حجاب رباني نتيجة دعوة أم مريم أن يحفظها وذريتها من الشيطان .. (إنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) آل عمران 36 ..، فكان هذا الدعاء هو الحجاب .. والله أعلم.

 

ب- والحكمة من المس سواء كان وسواس أو حقيقي: فهو للدلالة على بداية العداوة بين الشيطان والإنسان.

#- ملحوظة: ليس بالضرورة أن يحدث ضرر من مس الشيطان للطفل فيصرخ .. حتى وإن حدث المس لأن الرواية لم تظهر ذلك .. والروايات الأخرى التي ظهر في الصراخ تحمل على إمكانية أو احتمالية حدوث الصراخ وليس بالضرورة حدوث صريح .. (ففرق بين مجرد المس وبين ظهور أثر لهذا المس) .. فإن أذن الله بظهور أثر المس سيكون ذلك وإن لم يأذن الله فلن يكون له أي أثر .. فأبصر وانتبه .

 

ج- قد يظن البعض أن عدم مس الشيطان عند الولادة للسيدة مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام .. أن في ذلك أفضلية مقام على النبي صلى الله عليه وسلم .. !!

- وهذا كلام خطأ .. ولا يصح .. ليه ؟

- لأن أفضلية المقام تكون بعلو الرتبة والمكانة عند الله .. وليس بخصوصية عطاء لأحد .. وإلا كان الأغنياء في زمن كل نبي هم أفضل مقام من الانبياء لخصوصية منحه بالعطاء المادي .. !! ولكن هذا ليس هو الحكم في المسألة وإنما الحكم يكون بعلو المقام والدرجة والرتبة عند رب العالمين .. وعلو المقام يعلمه رب العالمين .. ونعلم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق مقاما وفضلا .. ويكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. (طبعة الرسالة العالمية – تحقيق شعيب الأرنؤوط).

 

- ويكفي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم الحائز على جميع الكمالات إذ لا نبي بعده ولا رسول .. وحينما ينزل عيسى في آخر الزمان فهو سينزل تابعا للنبي الأمي الخاتم أي تابعا من اتباع البي محمد صلى الله عليه وسلم وعاملا بشريعته ومصليا بصلاته ومؤديا لزكاته وسائر أفعاله.

 

6- من خصوصيات عيسى بن مريم أنه ولد بدون أب وبكلمة من الله ألقاها جبريل إلى مريم.

- وهذه خصوصية عطاء لمريم أمه وليست لعيسى عليهما السلام هو وأمه .. ومع ذلك إذا كان عيسى أوجده الله بدون أب .. فقد اوجد الله آدم بدون أب ولا أم .. فهذا أعجب وأغرب.

 

- وفي كل الأحوال .. فهذا لا علاقة له بعلو المكانة والرتبة في النبوة إذ هو جنين في بطن أمه ولا علاقة للنبوة بهذه المسألة أصلا ليقال أن عيسى أعلى في المقام والمكانة من النبي .. وإلا فعلى هذا المنطق فآدم أفضل منه بكثير ..!!

 

- فلا داعي للتخريف في العلم وعدم احترام عقلك .. للإنتصار بجهل بمن ترغب في الإنتصار له .. حتى لا تتسب لنفسك بوصف الحماقة.

 

@- وملخص كل ما سبق:

- هو أن عيسى بن مريم وهو نبي حدثت معه سبعة معجزات وهم:

1- معجزة النفخ في هيئة طير مصنوع من الطين فيكون طيرا بإذن الله.

2- وشفاء المولود أعمى بإذن الله.

3- وشفاء المصاب بالبرص الجلدي بإذن الله.

4- وإحياء الموتى بإذن الله.

5- ويعرف بعلم الغيب من الله ما يأكله الناس وما يدخرون من الطعام.

6- التبشير بمجيء سيدنا محمد من بعده ووصفه بأخص أسماءه إذ هو أحمد الناس لربه بلا منازع في هذا الوصف له .. وهو الأحمد في الصفات الحسنة بمعنى المحمود على جميل فعاله وصفاته .. وعموما هو أحمد الخلق لربه .. ولذلك يبعث يوم القيامة معه لواء الحمد.

7- إنزال مائدة من الطعام من السماء لأصحابه يأكلون منها.

 

#- أما عما حدث مع عيسى وهو طفل:

1- خق بغير أب .. وهذا حدث أعجب منه مع آدم لأنه بلا أب ولا أم.

2- يكلم الناس في المهد .. وهذا حدث لغيره.

3- الشيطان لم يسبب له مس حين ولادته .. وهذا لم يحدث لغيره .. وأيضا ليس بالضرورة أن يحدث ضرر أو أثر من مس الشيطان كما سبق وشرحت.

 

================

 

#- ثالثا: علو مقام النبي محمد على مقام عيسى النبي.

 

1- لماذا يتعامى البعض عن معجزة عيسى بعلمه الغيب بمجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..؟!

- لأنهم لا يريدونك أن تعرف هذه المعجزة .. لأنك لو عرفتها فقد سقطت باقي المعجزات .. إذ أن وصف الأحمدية يسقط أي معجزة لي نبي في أي نبي .. إذ لا مقام فوق هذا المقام لا في الدنيا ولا في الآخرة.

- ولذلك لا تجد أحد يتكلم في هذه الجزئية .. لأن سيدنا عيسى أثبت الشرف المؤبد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

- ومن غريب من يحدثني في معجزات عيسى عليه السلام فيتعامى عن هذه الجزئية .. وكأنها محذوفة من القرآن ؟!! أم أن معرفة عيسى بغيب ما يأكلون وما يدخرون تعتبر معجزة غيبية .. ومعرفته بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم ليس معجزة غيبية ؟!!

- فعجبا لهذه النفوس .. الذين يزعمون علو مقام عيسى على النبي محمد ..!!

 

2- وكيف يقال بعلو مقام سيدنا عيسى على مقام سيدنا محمد .. في حين أن سيدنا عيسى سينزل آخر الزمان متبعا شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟!!

- فمن الذي مقامه أعلى من الآخر .. إذا كان عيسى متبعا للنبي محمد ؟!!

- بل والقرآن يشهد بذلك .. إذ يجب على كل نبي .. اتباع كل رسول يظهر في زمنه أو يأتي بعد زمن هذا الرسول ..، وبما أن النبي الرسول محمد آخر الأنبياء والمرسلين فكان اتباعه وجوبا .. وعليه الإيمان به ونصرته .. إذ قال جل شأنه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا) آل عمران:81.

 

- وبالتالي فمجيء عيسى عليه السلام بعد النبي محمد الخاتم .. فها معناه اتباع النبي الخاتم وجوبا وفرضا عليه وإلا كان خاين لعهد الله وميثاقه المذكور في الآية.

- فكيف يكون عيسى أعلى مقاما من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

- ما لكم كيف تحكمون يا عقلاء إن كنتم تعقلون ؟

 

3- لو كان عيسى عليه السلام أعلى مقاما من النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. فكيف يعقل ذلك وآدم وكل الأنبياء تحت لواء النبي محمد يوم القيامة ؟

 

- إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ .. وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ .. وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. (طبعة الرسالة العالمية – تحقيق شعيب الأرنؤوط).

 

- قوله (سيد): أي له التقدم والشرف العظيم على غيره في هذا الموقف الذي لا سبيل فيه لأحد بشفاعة بدأ الحساب إلا للنبي صلى الله عليه وسلم .. وسيد القوم هو الذي يفوق قومه في الخير .. وقيل هو الذي يفزع إليه في النوائب والشدائد، فيقوم بأمورهم ويتحمل عنهم مكارههم ويرفعها عنهم.

 

- قوله (ولا فخر): أي أقول ذلك شكرا لله على نعمته وليس مباهاة وتعظيما لشاني.

 

- قوله (لواء الحمد): هي راية يمسك بها النبي يوم القيامة للدلالة على شهرة الوصف لماسك هذا اللواء .. وهو أنه أكثر الحامدين لربه .. ولأنه صاحب المقام المحمود يوم القيامة الذي يسجد فيه لربه ويحمده بمحامد لم يسمع عنها الخلائق من قبل.

 

- قوله (تحت لوائي): أي قائدهم يومئذ والمتقدم عليهم بما منحني ربي من أفضليه مقام عنده.

 

- إذن: طالما آدم تحت لواء النبي وكل الأنبياء بما فيهم إبراهيم وموسى وعيسى .. فكيف يكون عيسى عليه السلام أفضل أو أعلى مقاما من النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو تحت لواء النبي يوم القيامة هو وجميع الأنبياء .. إذ كيف يعقل أن يكون الأعلى مقاما يوم القيامة (وهو النبي محمد) .. أقل أفضلية ممن هو حاله يوم القيامة تابعا له (وهو آدم وكل الأنبياء) ؟!!

 

- فهل غابت العقول أم عليها حجاب .. لما في صدورهم من غل للنبي محمد فلم يفهموا ؟!!  

 

=============

 

#- رابعا: الفرق الخاص بين معجزات عيسى عليه السلام ومعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

1- أما عن معجزة عيسى بتخليق الطير في صورة طائر من خلال جمع الطيت وتهيئة في صورة طائر كالذي يصنع تمثالا لطير .. ثم ينفخ فيه فيكون فيتحول الجماد إلى حيوان طائر.

 

- فهي وإن كانت معجزة لعيسى حقيقية فعلا .. فقد حدث هذا مع موسى عليه السلام إذ قال جل شأنه: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) طه:17-21.

 

- فموسى أيضا كانت عصاه خشب وتحولت لحية تسعى .. بل عادت خشب مرة أخرى واستخدمها كحية مرة واحدة في مواجهة أمام السحرة.

 

- ولو أردنا المطابقة بين معجزة موسى وعيسى فموسى أعلى إذ أن معجزة عيسى تتحول لطير ولا تعود لسيرتها الأولى أي لحالتها الطينية .. بخلاف معجزة موسى تتحول لحية ثم تعود إلى حالة العصا.

 

- أما معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي القرآن .. فهي تحول القلوب لسيرتها الأولى أي إلى الفطرة السوية السليمة التي خلقها الله عليها لمن آمن وعمل بكلمة الله وهي القرآن .. أي بكلمة الله تتحول القلوب من الباطل إلى الحق .. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء:9 ..، وبكلمة الله تنقلب القلوب المؤمنة لمزيد من الحق .. وتنقلب القلوب المنافقة لمزيد من السخط: (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) التوبة:124-125..، والرجس هو المزيد من النفاق والكفر لأن إصرارهم على الكفر حجب نور الكلمات من ملامسة قلوبهم.

 

- وبكلمة الله فقط أثبت النبي صلى الله عليه وسلم أنه الحق من ربه .. وبكلمة الله فقط أصبح الإسلام الأكثر انتشارا .. وبكلمة الله فقط يدخل الناس في دين الله أفواجا .. فماذا أفادت معجزة عيسى وموسى في هذا الزمان ؟!! لا شيء .. لأنها كانت معجزات متعلقة بزمن أصحابها فقط ولا أثر لها واقعي بعد ذلك .. إلا في التعريف بقدرة الله في الوجود.

 

#- فشتان: بين من كانت معجزاته مادية وليس للمؤنين منها نصيب واقعي بعد وفاة صحابها .. وبين من كانت معجزته نورانية باقية لكل المؤمنين ولهم منها نصيب في كل الأزمان بعد انتقال صاحبها.

- أي شتان: بين من كانت معجزته منتهية بوفاته .. وبين من كانت معجزته خالدة بعد انتقاله.

- فأين هذا من ذاك ؟!!

 

2- أما عن معجزة عيسى في إحياء الموتى .. فهذا حدث مع إبراهيم عليه السلام .. حين قال جل شأنه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة:260.

 

- أما في معجزة النبي محمد صلى الله عليه سلم .. فقد جاء في معجزة النبي القرآنية أنه كتابا أنزله الله لحياة القلوب .. إذ قال جل شأنه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ) الشورى:52.

 

- فإذا كانت معجزة عيسى في إحياء الأجساء في زمنه .. فمعجزة النبي محمد وهي القرآن في إحياء القلوب بالإيمان في زمنه وبعد زمنه.

 

#- وشتان: بين من معجزته إحياء أفراد من الناس بإذن الله .. وبين من معجزاته إحياء الأمم من الناس بكلام الله. 

 

3- أما عن معجزة عيسى في شفاء المرضى من العمى والبرص ..

- فمعجزة قرآن النبي محمد شفاء للقلوب والعقول من أوهام الضلال .. وشافية للأبدان والقلوب وفيه سكينة وطمأنينة ونورا لكل من طلب الحق والإيمان .. قال جل شأنه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء:9 ..، وقال جل شأنه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء:82 ..، وقال جل شأنه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:28.

 

#- وشتان: بين من كانت معجزته في إبراء أبدان في زمنه .. وبين من كانت معجزته إبراء مجتمعات من الوهم والضلال والكفر في زمنه وبعد زمنه.

- فالأول متع بعض الناس بتصحيح صحتهم في حياتهم .. والثاني أكسبهم متعة في قلوبهم وعقلولهم ليعيشوا أسوياء في دنياهم ولهم الكرامة في آخرتهم.

- فالأول منحهم شيئا من خير الدنيا .. والثاني منحهم خيرا في الدنيا والآخرة.

 

4- أما عن معرفة عيسى عليه السلام للغيبيات ..

- فما أعجب معجزة النبي محمد القرآنية في ذلك .. بما يحويه من غيبيات ماضية ومستقبلة وبعد الموت ..

- فأما الماضية فقصص الأنبياء وبعض تفاصيل أحداث حياتهم ومعجزاتهم وتوضيح ما قام البعض بتزويره وتحريفه في قصصهم ..، وأما الغيبيات الحاضرة فهي ما يكتشفه العلم الحديث تحقيقا ويظهر أن له وجود في القرآن ..، وأما الغيبيات المستقبلة فهي أحداث آخر الزمان وما سيحدث في الكون ..، وأما الغيبيات بعد الموت فهل تتعلق بالقبور وبعد البعث وما يتبعها من أحداث يترتب عليها الجنة أو النار وما فيهما من أحداث.

 

#- وشتان: بين من كانت معجزته في معرفة غيب ما يأكله الناس وما يدخرون بإذن الله .. وبين من كانت معجزته في معرفة غيب أحداث فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض على الله ..

 

5- أما عن معجزة نزول مائدة عيسى عليه السلام من السماء عليها طعام..

- فمعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي القرآن .. فمعجزة قد نزلت من السماء لتدوم لآخر الزمان ..

 

#- وشتان: بين من كانت معجزته تنتهي إلى المصارف .. وبين من كانت معجزته تنتهي إلى المعارف ..

- فأين هذا من ذاك ؟!!

=========

 

#- خامسا: من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

- سأكتفي هنا ببعض المعجزات فقط .. وإن كنا لا حاجة إلى ذلك .. ولكن هذا لمحبي المعجزات المادية التي أجراها الله على يد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. فمن ذلك:

 

1- عن معرفة النبي بالغيبيات ..

- فالقرآن كله من عالم الغيب .. ويتحدث عن غيبيات كما سبق وأوضحت ..

- وجاء في (حديث صحيح) .. عن عمر بن الخطاب قال: (قَامَ فِينَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقَامًا، فأخْبَرَنَا عن بَدْءِ الخَلْقِ، حتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ) صحيح البخاري.

 

- ومعرفة الرسل والانبياء للغيبيات جائزة لأنها نم دلائل النبوة .. إذ يقول تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) الجن 26 - 27.

 

- أما عن قوله (وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) الأنعام:50 .. فالمقصد هنا علم الغيب من نفسه وليس من ربه .. فافهم ولا تكن من الذين لا يفهمون وللنبي محمد حاقدون ..!!

 

2- مدد السماء ببركة الطعام ..

#- جاء في (حديث صحيح) .. عن سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي العَلَاءِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَدَاوَلُ فِي قَصْعَةٍ مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى اللَّيْلِ يَقُومُ عَشَرَةٌ وَيَقْعُدُ عَشَرَةٌ .. قُلْنَا: فَمَا كَانَتْ تُمَدُّ ؟ قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَعْجَبُ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاءِ) رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي.

- قوله (غدوة): أي من الصباح.

قوله (تمد): أي تزيد بركتها بدوام وجودها دون انقطاع.

 

#- وإذا كان عيسى نزلت له مائدة من السماء مرة .. فكان الطعام عند النبي دائما ممدودا ببركة السماء ولا ينقطع ويتم إطعام الآلاف منه وليس آحاد الناس ..!!

 

3- عمن تم شفاءه على يد النبي صلى الله عليه وسلم ..

- فذلك من الكثرة التي لا يمكن استيعابها .. ولكني سأكتفى بذكر قصة واحدة .. أن رجل ضرير أي أعمى أتى النبي أن يدعو له في أن يرد الله إليه بصره .. فأخبره النبي بالآتي: (فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ:

- اللهم إني أسألُك و أتوجَّه إليك بنبيِّك محمدٌ، نبيُّ الرحمةِ .. يا محمدُ إني توجهتُ بك إلى ربِّي في حاجتي هذه لِتُقضى لي، اللهمَّ فشفِّعْه في) رواه أحمد والحاكم .. وقال الحاكم صحيح الإسناد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح.

 

#- قال الإمام بن تيميه رحمه الله تعقيبا على الحديث السابق:

" قوله: (يا محمد يا نبي الله) هذا وأمثاله .. نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب .. فيخاطب المشهود بالقلب .. كما يقول المصلي: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ..

- والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا .. يخاطب من يتصوره في نفسه .. وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب ". (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 319).

 

#- أخي الحبيب:

1- البعض تجده في ذكر معجزات النبي خاصة في مقارنتها بمعجزات عيسى عليه السلام .. يذكر ما جاء في قصة اليهودية التي قدمت للنبي شاة مسمومة .. وأن ذراع الشاة كلمت النبي وأخبرته أنها مسمومة .. ولكن هذا من ضعيف الروايات .. وإنما النبي قد علم بذلك فعلا أن الشاه مسمومة .. ولكن لا نعرف الوسيلة سواء كان أخبره جبريل بذلك .. أم فعلا ذراع الشاه قد نطقت فأخبرته ..، ورواية تكليم ذراع الشاة للنبي بأنها مسمومة قد رواها الدارمي في مسنده برقم68 بحديث مرسل.

 

#- مع أنه يمكن الإستدلال بما هو أصح من ذلك وهو تكليم الجمادات للنبي والسلام عليه كما كان الحجر يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم .. طالما المنطق هو الإشارة لمن هو فاقد الحياة والنطق .. فمن باب أولى الإستدلال بما هو أصح .. إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ أُبْعَثَ إنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ) صحيح مسلم.

 

2- وأكرر أنه يكفينا القرآن هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي بين أيدينا ونلمسها ونتكلم بها .. ويكلمنا الله من خلالها .. ولم يتم تزويرها ولا تحريفها .. فأي معجزة أكبر من ذلك أن يكلمك الله ؟!!

- فارتقي بعقلك وقلبك .. وافهم أن القرآن يكفيك .

- والله أعلم.


*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله ..
    وعلى سيدنا عيس منا السلام
    وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    وشتان بين من احيى الاجساد في حقبة من الزمان وبين من يحيي القلوب بالايمان في كل مكان وآن

    اللهم زد وبارك في استاذنا الفاضل
    متعك الله بالصحة والعافية
    آمين يارب العالمين

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف