الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج14: رسالة المعجزات والأفضلية بين النبي محمد وسائر الأنبياء - كيف نفهم نهي النبي محمد عن التفضيل بين الأنبياء حين قال (لا تفضلوا بين الأنبياء) (لا تخيروني على موسى) - لماذا لم يعترض النبي محمد على كلام الصحابي حينما قال (وحق الذي اصطفى محمدا على العالمين) - وما دلالة ذلك .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعجزات والأفضلية

بين النبي محمد وسائر الأنبياء

وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية

(الفصل الرابع عشر)

معنى حديث (لا تفضلوا بين الأنبياء) (لا تخيروني على موسى) - المقصود من النهي عن التفضيل بين الأنبياء في الأحاديث النبوية.

#- فهرس:

:: الفصل الرابع عشر :: ج3/ مسائل ختامية عن أفضلية الأنبياء وعلو مقاماتهم ::

1- س23: كيف نفهم نهي النبي محمد عن التفضيل بين الأنبياء حين قال (لا تفضلوا بين الأنبياء) (لا تخيروني على موسى) في حين نجد القرآن أثبت التفضيل بل والنبي أثبت ذلك لنفسه ؟

#- أولا: المقصود من النهي عن التفضيل بين الأنبياء في الأحاديث.

#- ثانيا: الآراء المختارة غالبا عند العلماء في مفهوم النهي النبوي عن التفاضل بين الأنبياء.

#- ثالثا: الحكمة من نهي النبي عن التفاضل بين الأنبياء .. ولماذا اخترت رأي نهي التفاضل أمام أصحاب الديانات الأخرى

#- رابعا: لماذا لا يمكن أن يكون حديث نهي النبي محمد عن التفاضل بين الأنبياء هو نهي مطلق ؟

#- خامسا: لماذا النبي محمد نسب لموسى فضيلة أخروية ولم ينسب له فضيلة دنيوية ؟

#- سادسا: لماذا لم يعترض النبي محمد على كلام الصحابي حينما قال (وحق الذي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى العَالَمِينَ) ؟ وما دلالة ذلك ؟

===============

:: الفصل الرابع عشر ::

================

..:: س23: كيف نفهم نهي النبي محمد عن التفضيل بين الأنبياء حين قال (لا تفضلوا بين الأنبياء) (لا تخيروني على موسى) في حين نجد القرآن أثبت التفضيل بل والنبي أثبت ذلك لنفسه ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاءت أحاديث نبوية صحيحة .. تشير إلى أن النبي قد نهى عن تفضيله على الأنبياء .. ولكن تظهر هنا إشكالية .. وهي كيف النبي ينهى عن التفضيل إذا كان القرآن قد أقر بالتفضيل وقال به بكل وضوح ؟!! بل والنبي نفسه قد فضل نفسه على الأنبياء في أحاديث منها: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) صحيح مسلم ..، فيكون أحاديث النهي عن التفاضل حينئذ متعارضه مع ما سبق .. !!

 

#- ولكن المسألة ليست فيها إشكالية ولا شيء غامض .. وإليك كلام العلماء في فهم أحاديث النهي عن التفضيل بين الأنبياء.

 

#- أولا: المقصود من النهي عن التفضيل بين الأنبياء في الأحاديث.

- إليك مجمل ما قاله العلماء في فهم نهي النبي عن التفضيل بين الأنبياء:

1- أن نهي النبي عن التفضيل لعله كان قبل أن يعلم أنه سيد الناس.

2- أو النبي قال بهذا النهي تواضعا مع الأنبياء والمرسلين.

3- أو النهي يتعلق بمن يقوله برأيه .. لا من يقوله بدليل.

4- أو النهي عن التفضيل لو كان الغرض منه التنقيص والتقليل من شأن النبي الآخر.

5- أو النهي عن التفضيل في مواجهة مباشرة مع أصحاب الديانات الأخرى بما يترتب عليه خصومة ومشاحنة وأذى.

6- أو النهي عن التفضيل في درجة النبوة .. فلا يصح إسقاط أحد من كونه نبي لقوله تعالى (لا تفرق بين أحد من رسله) .. وليس المقصد هو التفضيل في خصائص عطاءات هذه النبوة في زمن كل نبي بما أثبته الله له لقوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) .. (يمكنك مراجعة ما سبق في - فتاوى النووي ص270-271 ..، مقدمة النووي في - المجموع شرح المهذب ج1 ص75 ..، فتح الباري لابن حجر ج6 ص466).

 

- إلا أن كثير من العلماء استبعدوا مسألة أنه لم يكن يعرف أنه سيد ولد آدم .. فهذا من أبعد ما يكون إذ أن أحاديث نهي التفضيل بين الأنبياء حدثت في المدينة .. وبعد الإسراء والمعراج وأحداث كثيرة .. فلا يمكن أن لا يكون الله أعلمه بأنه سيد الخلق حتى بعد هجرته للمدينة واستقراره فيها .. والله أعلم.

 

- ولكن باقي الإحتمالات تندرج فعلا في فهم النهي النبوي للمفاضلة بين الأنبياء .. وما ذكره العلماء هو مستمد من أصول فهم الآيات القرآنية في الأصل .. أو مأخوذ من القصة نفسها التي ترتب عليها أن ذكر النبي هذا النهي.

 

@- لذلك قال الإمام الحليمي وهو الإمام الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي (المولود سنة 338 هـ - والمتوفى سنة 403 هـ) وكان من أكابر علم الحديث وشراحه: " أن الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنما هي في مجادلة أهل الكتاب .. وتفضيل بعض الأنبياء على بعض بالمخايرة .. لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يخرج أحدهما إلى الإزدراء بالآخر .. فيفضي إلى الكفر ..، فأما إذا كان التخيير مستندا إلى مقابلة الفضائل لتحصيل الرجحان .. فلا يدخل في النهي. (نقلا عن فتح الباري ج6 ص466).

 

=======

#- ثانيا: الآراء المختارة غالبا عند العلماء في مفهوم النهي النبوي عن التفاضل بين الأنبياء.

- ومن الآراء التي كثيرا يذكرها العلماء .. هو اختيار القول بأن التفاضل جائز بين الأنبياء ولكن دون انتقاص لشأن أو تحقير للمفضول عليه أو إسقاطه من مقام النبوة .. لا .. فهذا هو المنهى عنه وهذا هو الباطل بعينه .. وأن لا يكون التفاضل إلا بدليل موثق وليس بحكايات لا دليل عليها .. وأن لا يترتب عليه خصومة ومشاحنة.

 

#- من أقوال العلماء في ذلك:

1- قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله (المتوفى:388 هـ) معنى قوله (لا تُخيِّروا بين الأنبياء):

- معنى هذا: ترك التخيير بينهم على وجه الإزراء "أي التحقير والإنتقاص" ببعضهم .. فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فيهم .. والإخلال بالواجب من حقوقهم وبفرض الإيمان بهم .. وليس معناه أن يعتقد التسوية بينهم في درجاتهم .. فإن الله سبحانه قد أخبر أنه قد فاضل بينهم .. فقال عز وجل (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) البقرة: 253. (معالم السنن ج4 ص309 – وما بين علامات التنصيص " .." من وضعي وليست من كلام الإمام الخطابي).

 

2- قال الإمام ابن تيميه رحمه الله (المتوفى: 728هـ):

- نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يفضل بين الأنبياء التفضيل الذي فيه انتقاص المفضول والغض منه كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تفضلوا بين الأنبياء). (مجموع الفتاوى ج14 ص436).

- وقال الإمام بن تيميه في مكان آخر: إذا كان التفضيل على وجه الغض من المفضول في النقص له .. نُهي عن ذلك ..، كما نهى في الحديث عن تفضيله على موسى. (منهاج السنة ج7 ص256 – مع بعض التصرف).

 

3- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى:911 هـ):

- قوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ): استدل به على جواز التفضيل بين الأنبياء والمرسلين حيث لم يؤد إلى نقص في المفضل عليه .. والحديث الوارد في النهي عن ذلك محمول على ما إذا خشى منه نقص. (الإكليل في استنباط التنزيل ص61).

 

4- قال الإمام القسطلاني رحمه الله (المتوفى:932 هـ):

- (لا تفضلوا بين أنبياء الله) من قِبل أنفسكم .. أو تفضيلاً يؤدي إلى تنقيص .. أو إلى خصومة ونزاع. (إرشاد الساري في لشرح صحيح البخاري ج5 ص394).

 

=======

#- ثالثا: الحكمة من نهي النبي عن التفاضل بين الأنبياء .. ولماذا اخترت رأي نهي التفاضل أمام أصحاب الديانات الأخرى

1- أجد حكمة نهي الحديث النبوي للتفاضل بين الأنبياء .. حينما قال (لا تخيروني على موسى) .. وقال (لا تخيروا بين الأنبياء)  فقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم من باب التأديب لنا .. أي تأدبوا ولا تنسبوا مطلق الخيرية لنبي دون آخر .. بل كلهم على خير .. ولهم من الفضائل ما لهم .. وذلك بما فضل الله به بعضهم على بعض.

 

- فالمقصد من النهي النبوي: أي تأدبوا ولا تنسبوا مطلق الخيرية لنبي دون آخر .. بل كلهم على خير .. ولهم من الفضائل ما لهم .. وذلك بما فضل الله به بعضهم على بعض.

 

2- وإن كنت أميل لرأي .. فأميل لما قاله الإمام الحليمي رحمه الله .. لأنه المعنى الأظهر لحديث المفاضلة بين الأنبياء .. وذلك من خلال القصة التي بسببها النبي قال كلامه .. وهذا المعنى هو أن النهي المقصد به لا تفاضلوا بين الأنبياء أمام أتباعهم حتى لا يحدث ذلك خصومة وعداوة يترتب عليها ما لا يحمد عقباه ..

- وأجد في ذلك شاهد من كلام الله .. إذ قال جل شأنه: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام:108.

- فهذه الآية تتطابق مع مثل قصة النهي النبوي في التفاضل بين الأنبياء .. وذلك حتى لا يحدث خصومة وسباب ..

 

- ثم أميل للرأي القائل: لا تفاضلوا بما يكن فيه احتقار أو انتقاص لمقام نبي آخر ..

- ثم أميل للرأي القائل: لا تفاضلوا بين الأنبياء بما ليس لكم فيه علم وإنما بدليل من القرآن أو بما أخبركم به رسول الله.

 

3- وأظن أن آراء العلماء يمكن أن تكون شروطا في المفاضلة بين الأنبياء .. وهذا الشروط أو الضوابط للمفاضلة تكون هكذا:

أ- أن لا تكون هذه المفاضلة مع أتباع أنبياء آخرين بما يترتب عليه خصومة وعداء.

ب- أن لا يكون هذه المفاضلة فيها أي انتقاص أو تحقير لأي نبي أو رسول.

ج- أن تكون هذه المفاضلة مؤكدة بدليل من كلام الله وما صح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

- وهذه الضوابط جيدة جدا .. والله أعلم.

 

=======

#- رابعا: لماذا لا يمكن أن يكون حديث نهي النبي محمد عن التفاضل بين الأنبياء هو نهي مطلق ؟

1- لو لاحظنا شيئا في أحاديث النهي عن مفاضلة الأنبياء .. أن النبي محمد بنفسه فاضل بين موسى وبينه .. حين ذكر له فضيلة وخصوصية يوم القيامة حين يجده متعلقا بالعرش..، وقال عن إبراهيم عليه السلام أنه أول من يكسى يوم القيامة .. وغير ذلك مما ذكره النبي لبعض الأنبياء ..

 

- فكيف يقال: أن حديث النبي فيه نهي عن المفاضلة مطلقا ؟!! فهذا كلام لا يعقل أبدا ..!!

- إذ كيف ينهى ثم يفاضل ؟!! ثم كيف ينهى والله بنفسه قد فاضل في القرآن ؟!!

 

2- فسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. لم ينهى عن المفاضلة التي فيها إثبات حق الأنبياء والرسل الذي أثبته الله .. وإلا كان النبي معارضا لكلامه هو شخصيا حينما فاضل موسى وإبراهيم بل وحينما فاضل نفسه على الأنبياء والرسل كلهم بأنه سيدهم يوم القيامة .. بل وسيكون مخالفا للقرآن ومعارضا له لأن القرآن فاضل بين الأنبياء والرسل .. وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون معارضا لكلامه شخصيا أو للقرآن.

 

- إنما هو نهى فيه تأديب لنا عن المفاضلة المسيئة للأنبياء والرسل أو ما يترتب عليه خصومة ومشاحنة مع أتباع هؤلاء الرسل كاليهود والنصارى.

 

=======

#- خامسا: لماذا النبي محمد نسب لموسى فضيلة أخروية ولم ينسب له فضيلة دنيوية ؟

- لفت انتباهي في حديث نهي المفاضلة بين النبي وبين موسى .. هو أن النبي محمد ذكر لموسى فضيلة أخروية .. ولم يذكر له فضيلة دنيوية مثل تكليمه مع الله وكان هذا هو الأولى ..، وحينما تفكرت في الموضوع فجال بخاطري الآتي:

 

- لعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ذكر فضيلة أو خصوصية لموسى يوم القيامة ولم يذكر فضائله في الدنيا .. ورأيت أن سبب ذلك والله أعلم .. لأن النبي قد أخبر الناس أنه سيد ولد آدم يوم القيامة وقائدهم وشافعهم .. ولعل هذا هو سبب ما أظهره الصحابي على اليهودي بقوله عن النبي بأن الله اصطفى النبي محمد على العالمين فجعله سيد الخلق وشفيعهم وكل الأنبياء تحت لواءه .. فأراد النبي أن يثبت كرامة لموسى أيضا .. حتى لا يظن أحد أن الله اختص النبي محمد فقط بمطلق الفضائل في الآخرة فقط دون غيره .. حتى وإن كان أعظمهم فضائل.

 

- وكأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كنت سيد ولد آدم والانبياء والرسل كلهم تحت لوائي يوم القيامة وجميعهم يحتاج إلى حتى إبراهيم عليه السلام .. إلا أن هذا لا يبخس حق خصوصية عطاء لموسى بأنه يكون متعلق بالعرش محتميا به حيث البعث .. ولا يبخس خصوصية عطاء الله لإبراهيم في الآخرة بأنه أول من يكسيه الله يوم القيامة .. ولا يبخس خصوصية العطاء التي سيمنحها الله للشهداء بالشفاعة .. أو  غير ذلك من خصوصيات يختص الله بها من يشاء من خلقه.

 

=======

#- سادسا: لماذا لم يعترض النبي محمد على كلام الصحابي حينما قال (اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى العَالَمِينَ) ؟ وما دلالة ذلك ؟

 

- من الأمور التي لاحظتها .. ولعل أحد لم ينتبه لذلك .. أن في حديث النهي عن مفاضلة الأنبياء .. أنه لو كان النبي نهى عن المفاضلة مع أصحاب الديانات الأخرى .. إلا أن النبي محمد لم يعترض على ما قاله الصحابي (والذي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى العَالَمِينَ).

 

- إذ لو كان النبي صلى الله عليه وسلم .. وجد نكارة في كلام الصحابي الذي قاله لليهودي .. لكان النبي أوضح ذلك ورد كلامه عليه وقال له هذا خطأ .. بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب الصحابي .. وكأن اليهودي استحق لطمة الخد لتعمده تحقير مقام النبي صلى الله عليه وسلم أمام الصحابي فعلا .. وقد سب الصحابي بكلام قد أسقط حقه في القصاص من الصحابي عند النبي .. إذ لم تكشف لنا القصة كل شيء.

 

- فثبت من وراء هذه القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد العالمين وصفوتهم على الإطلاق بلا منازع له في هذا المقام.

 

- وبالتالي من يستدل بهذه الأحاديث ليثبت نهي التفاضل بين الأنبياء .. فنقول له: عليك أن تثبت أولا أنه سيد العالمين وصفوتهم بلا منازع في الدنيا والآخرة بدلالة هذا الحديث أيضا الذي أنت استدللت به .. وإلا فأنت بذلك تتعمد تنقيص مقام النبي والتحقير من شأنه .. وهذا منهج الكفر كما لا يخفى على مؤمن.

 

======

#- خلاصة القول:

1- لا يمكن أن يكون حديث نهي النبي محمد عن التفضيل بين الأنبياء يقصد به النهي عن التفضيل في الدرجات والمقامات بما قاله الله في القرآن .. لأن منع التفضيل مخالف لكلام الله بتفضيل الرسل والأنبياء ورفع بعضهم درجات على بعض.

 

2- ونهي الحديث يقصد النهي عن المقارنة بالفضائل مع أصحاب الديانات الأخرى حتى لا تحدث خصومة وسباب متبادل .. ولذلك الصحابي ضرب اليهودي لما استشعر منه أنه يستعلى بفضل النبي موسى أمام عموم المسلمين في السوق .. فحدث ما حدث ..، وكذلك لا تكون هذه المفاضلة فيها انتقاص من قدر أي نبي من الأنبياء من مقام نبوته.

 

#- وبهذا يتبين المقصد من النهي عن المفاضلة بين الأنبياء ..، ونهي المفاضلة بين النبي محمد والنبي موسى .. وهو ما جاء في بعض الأحاديث النبوية التي سبق وذكرناها بالتفصيل في الفصل السابق.


#- ويتبقى لنا شرح ما قيل في الأحاديث الخاصة في نهي المفاضلة مع يونس بن متى .. وذلك في الفصل التالي إن شاء الله.

 

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك تعليق واحد:

  1. ولعل الحكمة من النهي عن التفاضل والرأي الذي تميل اليه استاذنا .. يتطابق مع قوله تعالى :

    { وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذࣰا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡكَـٰفِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعًا }[سُورَةُ النِّسَاءِ: ١٤٠]

    { وَإِذَا رَأَیۡتَ ٱلَّذِینَ یَخُوضُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۚ وَإِمَّا یُنسِیَنَّكَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ }[سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٦٨]

    # ومع الحديث : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه". قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: "يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه"

    - اما الذين يسمون انفسهم بالقرآنيين !! .. فماذا يقولون في قوله تعالى مخاطبا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : { وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ }[سُورَةُ الأَنبِيَاءِ: ١٠٧] ؟؟!! .. فهل بعد هذه الآية يفضل نبي او رسول او بشر على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم !!؟

    جزاك الله خيرا كثيرا استاذنا الفاضل
    رسالة جميلة .. ربي يتقبل منك

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف