بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة المعجزات والأفضلية
بين النبي محمد وسائر الأنبياء
وعلو شأن النبي بالآيات القرآنية
(الفصل التاسع)
#-
فهرس:
:: الفصل التاسع :: قيل أن داود وسليمان أفضل كرامة ومقاما من النبي
محمد صلى الله عليه وسلم ..!! ::
1- س15: هل داود وسليمان أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لخصوصية ما أعطاهما الله من الكرامات والمعجزات كتسبيح الجبال وتسخير الجن وتكليم الطيور وغير ذلك ؟
#- أولا: الفرق بين معجزة النبي محمد صلى الله عليه
وسلم ومعجزات
#- ثانيا: معجزات داود التي قيل عنها أنها تجعل داود
أفضل مقاما من مقام النبي محمد.
#- ثالثا: الفرق بين معجزات داود ومعجزة النبي محمد صلى
الله عليه وسلم.
#- رابعا: معجزات سليمان التي قيل عنها أنها تجعل سليمان
أفضل مقاما من مقام النبي محمد.
#- خامسا: الفرق بين معجزات سليمان ومعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
================
:: الفصل التاسع::
================
..:: س15: هل
داود وسليمان أفضل كرامة ومقاما من النبي محمد لخصوصية ما أعطاهما الله من
الكرامات والمعجزات كتسبيح الجبال وتسخير الجن وتكليم
الطيور وغير ذلك ؟ ::..
- قيل: أن داود وسليمان عليهما السلام هو أفضل من
النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. إذ أنه كان مؤيدا بمعجزة لم يحظى بمثلها النبي محمد صلى
الله عليه وسلم .. مثل تسبيح الجبال والطير وتليين الحديد لداود عليه السلام ..،
ومثل تسخير الجن والريح والكلام مع الطير والحشرات كما حدث مع سليمان عليه السلام.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إليك الرد على ما سبق في الآتي:
=========
#- أولا: الفرق بين معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزات داود وسليمان.
1- الفرق بين معجزات داود وسليمان وبين معجزة النبي
صلى الله عليه وسلم .. هو أن معجزات داود وسليمان عليهما السلام قد انتهت
بأزمنتهم ولا وجود لها ولا أثر .. فهذه المعجزات قد انتهت بموت أصحابها.
2- ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد
أعطاه معجزة القرآن للتحدي مع الإنس والجن إلى يوم القيامة في أن يأتوا بسورة من
مثله أو بآية .. فلم يأتوا بمثله ولن يأتوا.
#- وشتان: بين من كانت معجزته مات بموته وليس لها وجود
.. ومن كانت معجزته باقية بعد موته كرامة في الوجود.
#- وشتان: بين من كانت معجزته تأييدا لنبوته في زمنه ..
وبين من كانت معجزته تأييدا لنبوته وللتحدي مع كل الخلق في كل الأزمان ..
- فأين هذا من ذاك ؟!!
========
#- ثانيا: معجزات داود التي قيل عنها أنها تجعل داود أفضل مقاما من مقام النبي محمد
..
@- معجزات داود عليه السلام:
#- تسبيح الجبال والطير معه وتليين الحديد:
1- وقال تعالى: (وَسَخَّرْنَا
مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ
صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ
شَاكِرُونَ) الأنبياء:79-80.
#- من تفسير المنتخب:
- وعلَّمنا داود صنعة نسج الدروع .. لتكون لباساً يمنعكم من شدة بأس
بعضكم لبعض .. فاشكروا الله على هذه النعم التى أنعم بها عليكم. (انتهى النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- ملحوظة هامة: التسبيح حقيقي بالصوت .. وإلا فما وجه الكرامة
والتشريف لو كان تسبيح بغير صوت .. ؟!! ولو لم يكن للكائنات تسبيح بصوت غير مفهوم
لنا فلما قال تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ
بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) الإسراء:44 .. ؟!!
وطالما هم يسبحون ولا نفقه تسبيحهم .. فكانت الكرامة مع داود أن يسبح ويسبحون معه
وهو يفقه تسبيحهم حينما يسبحون .. وهذا واضح جدا لذوي العقول والأفهام ...!!
#- ومما
استنبطته من هذه الآية: أنه إذا كان الإنسان والجماد والطير اجتمعوا على تسبيح
الله جماعة .. بل
الله هو من جمعهم وأذن بذلك الجمع ليسبح مع داود .. فكيف ينكر المنكرون ويجحدون
ذكر الله في جماعة بين جماعة الإنسان ؟!!
- أفلا يتدبرون القرآن ؟!! أم عبادة المذهب طمست بصائرهم
؟!!
2- وقال تعالى: (وَلَقَدْ
آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) سبأ:10.
#- من التفسير الميسر:
- ولقد آتينا داود نبوة .. وكتابًا وعلمًا .. وقلنا للجبال والطير .. سبِّحي
معه .. وألنَّا له الحديد .. فكان كالعجين يتصرف فيه كيف يشاء. (انتهى النقل).
- ومعنى (أوِّبي): أي رددي معه التسبيح.
- وكان
داود من خصائصه أنه أحسن الناس صوتا.
3- وقال تعالى: (وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا
الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) ص:17-19.
#- من التفسير الميسر:
- واذكر عبدنا داود صاحب القوة على أعداء
الله والصبر على طاعته .. إنه توَّاب كثير الرجوع إلى ما يرضي الله.
- إنا سخَّرنا الجبال مع داود يسبِّحن بتسبيحه
أول النهار وآخره .. وسخرنا الطير معه مجموعة تسبِّح وتطيع تبعًا له. (انتهى النقل – مختصرا).
=======
#-
ثالثا: الفرق بين
معجزات داود ومعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
1- إذا كان داود في معجزته
كانت الجبال تردد معه تسبيحه .. فهذه معجزة لداود بلا شك معجزة خاصة .. ولكن إذا كانت
الحجارة في يد النبي تسبح ويسمعها صحابته .. فهذا أعجب وأغرب .. إذ أنها حينئذ
معجزة عامة..، وإذا كان النبي يأمر الجبل فيخضع لأمره فهذا أعجب وأغرب ..
#- فشتان: بين من كانت معجزته في خفاء مع نفسه لا
يدركها غيره .. وبين من كانت معجزته في العلن أمام الناس ويسمعونها وتتفاعل معهم.
#- وشتان: بين من تسبح معه الجبال .. وبين من هو يأمر
الجبال فتخضع لأمره.
#- جاء في (حديث صحيح) .. عن عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ:
(إِنِّي لَشَاهِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ، وَفِي يَدِهِ حَصًى، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ.
- وَفِينَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، فسَمِعَ تَسْبِيحَهُنَّ مَنْ فِي الْحَلْقَةِ.
- ثُمَّ دَفَعَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَسَبَّحْنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، سَمِعَ تَسَبِيحَهُنَّ
مَنْ فِي الْحَلْقَةِ.
- ثُمَّ دَفَعَهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ .. ثُمَّ دَفَعَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، وَسَمِعَ تَسَبِيحَهُنَّ مَنِ في
الْحَلْقَةِ.
- ثُمَّ دَفَعَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ دَفَعَهُنَّ
إِلَيْنَا .. فَلَمْ يُسَبِّحْنَ مَعَ أَحَدٍ مِنَّا) رواه الطبراني في الأوسط برقم 1244 وشيخ
الطبراني هو أحمد بن محمد بن صدقه .. وقد ذكره من طريق الطبراني أبو نعيم في الدلائل
برقم338 .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث
صحيح .. وإضافة اسم سيدنا "علي" في الحديث أحسبه خطأ .. وهو من أوهام
"داود بن أبي هند" أحد رواة الحديث .. إذ أن غالب الروايات لا يوجد فيها
اسم سيدنا "علي" .. والله أعلم.
#- وجاء في (حديث صحيح) .. عند الصحابي عبد الله بن مسعود قال: (لقد كنَّا نأْكلُ الطَّعامَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ
وسلَّمَ ونحنُ نسمعُ تسبيحَ
الطَّعامِ .. قالَ وأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بإناءٍ فوضعَ
يدَهُ فيهِ فجعلَ الماءُ ينبعُ من بينِ أصابعِهِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ
وسلَّمَ حيَّ على الوضوءِ المبارَكِ والبرَكةُ منَ السَّماءِ حتَّى توضَّأنا كلُّنا)
رواه الترمذي واللفظ له وأصله في صحيح البخاري .. وأخترت لفظ الترمذي لسهولته.
#- وجاء في (حديث صحيح) .. عن أنس بن مالك قال: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو
بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ .. فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ .. فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ،
وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ) صحيح البخاري..، و"أحد) هو جبل أحد ..، والشهيدين هما
عمر وعثمان.
2- وإذا كان داود تسبح معه
الطير وقت تسبيحه .. فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم تأتي إليه الطير
لتستغيثه.
#- وشتان: بين من كانت تسبح معه الطيور بإذن من ربها ..
وبين من كانت تأتيه الطيور تستغيثه لينقذ وليدها.
#- جاء في (حديث صحيح) .. عن الصحابي عبد الله بن
مسعود قال: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَّرَةٍ ..
فَأَخَذْنَاهُمَا قَالَ: فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَصِيحُ .. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا ؟ .. قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: فَرُدُّوهُمَا)
رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد .. ووافقه الذهبي وقال صحيح.
- وفي رواية أخرى بلفظ جاء في آخره: (فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال من فجع هذه بولدِها
؟ رُدُّوا ولدَها إليها) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي
داود.
- وطائر الحُمَّرةً .. هو طائر صغير يشبه العصفور .. والفرخان هما
صغيريها ويقصد بذلك تم أخذ بيضها.
#- ويوجد قصص كثيرة للنبي مع
الحيوانات .. وإنما اكتفيت بما فيها مشابهة بقصة داود.
3- وإذا كان داود قد ألان الله
له الحديد وعلمه صنع الدروع نفعا للناس في الدنيا .. فقد ألان الله قلب النبي برحمة نبوية فوق ما
فيه من رحمة إنسانية (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
لِنْتَ لَهُمْ) آل عمران:159 ..، ليكون رحمة للعالمين .. وبالمؤمنين
رؤوف رحيم .. وعلمه الكتاب والحكمة نفعا للناس في الدنيا والآخرة.
#- وشتان: بين من كانت منفعته للناس في الدنيا .. وبين
من كانت منفعته للناس في الدنيا والآخرة.
4- وإذا كان داود من أجمل
الناس صوتا عند تسبيحه .. فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أجمل الناس
صوتا في قرائته للقرآن بشهادة أصحابه .. إذ قال الصحابي البراء بن عازب: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في العِشَاءِ:
والتِّينِ والزَّيْتُونِ فَما سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا أوْ قِرَاءَةً منه)
صحيح البخاري ومسلم ..
- وإن كان حلاوة الصوت خصوصية عطاء يمنحها الله لكثير من خلقه .. وليست
معجزة .. ولكن أحببت أن أذكرها إذ ربما يتوقف عقل شخص عند هذه النقطة ويتوهم
أفضلية داود على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ..!!
=============
#- رابعا: معجزات سليمان التي قيل عنها أنها تجعل سليمان أفضل مقاما من مقام النبي
محمد ..
#- أولا: تسخير الريح والجن وتسييح النحاس ليسهل تشكيله في
الصناعه ..
1- قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ
الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ
الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ
يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ
كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ
عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ12-13.
#- من تفسير المنتخب:
- وسخرنا لسليمان الريح .. جريها فى أول النهار يعدل السير
العادى شهرا .. وجريها فى آخر النهار يعدل السير شهراً وأسلْنا له معدن النحاس
يجرى غزيرا مستمرا .. وسخرنا له من الجن من يعمل أمامه بتسخير ربه .. ومن ينحرف من
الجن عن أمرنا لهم بطاعة سليمان نُذقه من عذاب النار المستعرة.
- يعملون له ما يريد من مساجد للعبادة ..
وصور مجسمة .. وقصاع كبيرة كالأحواض .. وأوان للطبخ ثابتات على قواعدها لعظمها ..
وقلنا لآل داود: اعملوا عملا تشكرون به الله شكراً، وقليل من عبادى من يذكر نعمى
فيكثر شكرى. (انتهى النقل).
#- معنى (وأسلنا له
عين القطر): أي أخرجنا له النحاس من عيون الأرض في حالة سائلة.
2- وقال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ
عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا
بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ
وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) الأنبياء:81-82.
#- من التفسير الميسر:
- وسخَّرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب
تحمله ومَن معه، تجري بأمره إلى أرض «بيت المقدس» بـ «الشام» التي باركنا فيها
بالخيرات الكثيرة، وقد أحاط علمنا بجميع الأشياء.
- وسخَّرنا لسليمان من الشياطين شياطين
يستخدمهم فيما يَعْجِز عنه غيرهم، فكانوا يغوصون في البحر يستخرجون له اللآلئ
والجواهر، وكانوا يعملون كذلك في صناعة ما يريده منهم، لا يقدرون على الامتناع مما
يريده منهم، حفظهم الله له بقوته وعزه سبحانه وتعالى. (انتهى النقل).
#- ثانيا: التكلم مع الطيور والحيوانات والحشرات.
3- قال تعالى: (وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ
الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
(16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ
فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) النمل16-18.
#- من التفسير الميسر:
- وورث سليمان أباه داود في النبوة
والعلم والملك .. وقال سليمان لقومه: يا أيها الناس عُلِّمنا
وفُهِّمنا كلام الطير، وأُعطينا مِن كل شيء تدعو إليه الحاجة، إن هذا الذي أعطانا
الله تعالى إياه لهو الفضل الواضح الذي يُمَيِّزنا على مَن سوانا.
- وجُمِع لسليمان جنوده من الجن والإنس
والطير في مسيرة لهم .. فهم على كثرتهم لم يكونوا مهمَلين، بل كان
على كل جنس من يَرُدُّ أولهم على آخرهم .. كي يقفوا جميعًا منتظمين.
- حتى إذا بلغوا وادي النمل قالت نملة:
يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يهلكنَّكم سليمان
وجنوده، وهم لا يعلمون بذلك. (انتهى النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
أ- معنى (عُلِّمْنَا
– أُوتِينَا): فسليمان يتكلم عن نفسه .. وليس عن نفسه وأبيه داود ..
- ولعل سبب قول سليمان (عُلِّمْنَا
– أُوتِينَا): حسب ما خطر ببالي أنه يقصد نفسه حال كونه إنسان ونبيا
وملكا .. فكل النعم التي هو فيها بإنسانيته أو في نبوته أو في ملكه.. فقصد بذلك
أحواله كلها .. والله أعلم.
- والإتيان بضمير الجمع .. فيه إظهار بعظمة النعم وكثرتها التي أنعم
بها المنعم عليه في سلطان ملكه .. ولم يقولها افتخارا وزهوا .. وإنما اعترافا منه
على الملأ بأن ما فيه من النعم هو عطاءا له خالصا من الله وفضلا .. فانتبه.
ب- معنى (وَأُوتِينَا
مِن كُلِّ شَيْءٍ): أي من نعم الله في النفس والملك والنبوة .. وليس المقصود بكل
شيء من مطلق نعم الله في الكون .. لأنه كان يتكلم عن نفسه وملكه ونبوته .. فكان
المقصود بالكلية هنا هو ما اختصه الله به في حدود ما أعطاه الله .. وقد يكون
المقصد به المبالغة في النعم اعترافا بعظيم فضل الله عليه ..، ولذلك ستجد الهدهد يخبر سليمان عن ملكة سبأ فيقول عها: (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ)
النمل:23.. أي من عطاء الله في نفسها من الجمال والهيبة وفي ملكها من
العظمة والقوة.
- إذن: مفهوم (كل شيء) .. يقصد به المبالغة في تعظيم نعم الله
المحيطة بالإنسان .. وليس المقصود بها الإحاطة الكلية بالنعم في الوجود .. فانتبه.
#- ثالثا: الملك
الذي لا ينبغي لأحد غيره .
4- قال تعالى: (قَالَ رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ
أَنْتَ الْوَهَّابُ) ص:35.
#- من التفسير الميسر:
- رب اغفر لي ذنبي .. وأعطني ملكًا عظيمًا خاصًا لا
يكون مثله لأحد من البشر بعدي .. إنك - سبحانك- كثير الجود والعطاء. (انتهى النقل).
========
#- خامسا: الفرق بين معجزات سليمان ومعجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
1- إذا كان سليمان عليه السلام قد وهبه الله من الملك والنبوة ما وهبه ..
فقد وهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الرسالة والنبوة والمكانة في العالمين
بما لم يحظى به سليمان.
- إذ أن معجزات سليمان كانت له خاصة .. وملكه مرتبط بذاته خاصة .. ولكن النبي محمد
صلى الله عليه وسلم معجزته القرآنية هي للعالمين لينتفعوا بها إلى يوم القيامة ..
ونبوته لازالت في القلوب بتوجيهاته وإرشاداته من خلال القرآن وما صح من أحاديثه.
- وإذا كانت انتهت معجزات سليمان بموت سليمان .. فمعجزة النبي
محمد صلى الله عليه وسلم وهي القرآن لن تموت لأنها دائمة بدوام الوجود.
#- فشتان: بين من كانت معجزاته خاصة وقد انتهت بموت
صاحبها .. وبين من معجزاته عامة حية ليوم القيامة بعد انتقال صاحبها.
#- وشتان: بين من كانت معجزاته موهبة من الله له فقط ..
وبين من كانت معجزاته موهوبة للعالمين على يديه لينتفعوا بها في الدنيا والآخرة.
#- وشتان: بين من قال (رب اغفر
لي وهب لي ملكا) في الدنيا وطلب الغفران لنفسه .. وبين من وهبه الله كرحمة
عامة للعالمين ووهبه كرحمة خاصة بالمؤمنين وبهم رؤوف رحيم في الدنيا راجيا لهم
الغفران.
- فالأول طالب من فضل الله .. والثاني كان هو من فضل
الله على العالمين.
- فأين هذا من ذاك.
2- أما عن كون سليمان كان نبيا ملكا .. والنبي محمد لم يكن ملكا .. فما وجه الخصوصية
في ذلك إذا كان الملوك في كل زمان ومكان حتى كان ذلك في النساء كملكة سبأ ؟!!
- ولا يخفى على مؤمن أن النبي محمد عرض الله عليه الملك
فأعرض عنه .. كما جاء في الحديث الصحيح: (جَلَسَ جِبْرِيلُ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا
مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ
خُلِقَ، قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ
رَبُّكَ، أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ:
تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: بَلْ عَبْدًا رَسُولًا)
رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح.
#- ولو قلنا أن الملك معناه السلطان الحاكم على جماعة من
الناس في مكان ما .. وقمنا بالمقارنة .. فسنجد أن سليمان كان ملكا على بني إسرائيل
أي خصوصية حكم في ملك الله كما كانت ملكة سبأ .. أما حكم النبي صلى الله عليه وسلم
فهو كان سلطانا وملكا على المؤمنين في كل مكان على كوكب الأرض .. ولازال سلطانه
قائم ولن يزول إلى يوم القيامة لأنه مرتبط بكتاب الله .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) محمد:33.. أي لا تبطلوها
سواء بالكفر أو المعاصي.. وهذا حكم دائم ليوم القيامة.
- فشتان: بين من كان حكمه في زمنه على جماعة من الناس
.. وبين من كان حكمه على كل الناس المؤمنة به في كل الأزمان.
- فأين هذا من ذاك ؟!!
3- أما عن طلب سليمان بأن الله وهبه ملكا
لا ينبغي لأحد غيره .. فأقول الآتي:
أ- تفسير (لأحد من بعدي)
لها معنيان: الأول بمعنى لأحد من بعدي يدعو بمثل ما دعوت فيستجاب له فيحارب بهذا
الملك سليمان (وهنا يقصد بالدعاء طوال فترة حياة سليمان) ..، والثاني بمعنى لا
يعطيه الله مثل هذا الملك لأحد من بعده إلى يوم القيامة. (راجع شرح الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير ج23 ص262).
ب- قوله (لا بنبغي لأحد
من بعدي) .. هذا ليس معناه أن الله أجاب له طلبه كما هو طلبه .. لأنه
الله لم يقل فاستجبنا له ووهبنا له كذا وكذا .. وإنما ذكر الله ما وهبه لسليمان في
ملكه .. ولم يحكم الله بأن هذا
لا ينبغي لأحد من بعده .. وليس في الآيات ما يدل على ذلك ..، وهذا بخلاف
قوله في نوح عليه السلام: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ
قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ) الأنبياء:76 ..، وقوله في أيوب عليه السلام: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا
مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) الأنبياء:84 ..، وقوله في
يونس عليه السلام: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ)
الأنبياء:88 ..، وقوله في زكريا عليه السلام: (فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى) الأنبياء:90..، وقوله في موسى عليه السلام: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) طه:36.
ج- وأخيرا أقول: أن سليمان قال (ملكا لا ينبغي لأحد) .. فهذا ملكا ولم يقل عطاءا .. فالمقصد
هنا (على التفسير القائل أن معنى "بعدي" أي بعد وفاته) هو أن لا يعطي
الله أحد من ملوك الزمان
من بعده ملكا مثل الذي سيعطيه له في زمن ملكه ليتصرف بهذا الوهب الذي سيمنحه الله
له كما هو سيتصرف به سليمان في ملكه ..
- فالمسألة هنا مخصوصة بالتصرف بهذا الوهب
في إدارة الملك والسلطان .. وليست مخصوصة بمنع العطاء في غير التصرف بهذه
الأشياء في إدارة الملك والسلطان.
- ولذلك حينما يقول لك أحد لا يمكن لأي نبي أن يكون له تصريف في الريح
أو الشياطين .. فهذا شخص مغالط للقرآن .. لأن المسألة محكومة باستخدام هذه السلطة
في إدارة شئون الملك والسلطة .. وليس ممنوعة كخصوصية عطاء قد تحدث مرة أو مرتين ككرامة
لنبي في أي وقت من الأوقات لتأييد نبوته .. فانتبه.
#- وشتان: بين من طلب ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فاختص
دعوته لما يرجوه .. وبين من أبقى دعوته لمن آمنوا به وأحبوه.
- جاء في (حديث صحيح): قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَةٌ يَدْعُو بها، وأُرِيدُ أنْ
أخْتَبِئَ دَعْوَتي شَفاعَةً لِأُمَّتي في الآخِرَةِ) صحيح البخاري.
4- أما عن معجزة تسخير الرياح لسليمان للإنتقال بها إلى أماكن في ساعة مثلا في حين من
الطبيعي أن يصل لها الناس خلال شهر .. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد سخر الله
له البراق ورئيس ملائكته فانتقلوا به إلى عالم السماء في يوم مقداره خمسين ألف سنة
.. فوقف البراق عند السماء الأولى .. وانتقل جبريل بالنبي في السموات إلى سدرة
المنتهى .. ثم انتقل به الله في أنوار الجبروت على بساط رفرف الخصوصية حتى أوصله لمستوى صريف أقلام
القدر ومن بعده إلى العرش .. فكلمه وأعطاه الصلوات الخمس .. ثم عاد النبي إلى
الأرض وكل ذلك في جزء من الليل. (راجع رسالة الإسراء والمعراج لمعرفة أدلة كل ذلك).
#- فشتان: بين من وهبه الله ريحا يتصرف فيها بأمره في
الأرض .. وبين من وهبه الله براقا انتقل به إلى السماء.
#- وشتان: بين من كانت هبته لتعظيم ملكه .. وبين من
كانت هبته ليتشرف بلقاء ربه.
#- وشتان: بين من كان انتقاله عن دعوة دعاها لمولاه ..
وبين من كان انتقاله لأنه مدعوا للقاء الله.
#- وشتان: بين من كان محمولا على ريح هو سخرها لنفسه ..
وبين من هو محمولا على رفرف العناية من سدرة المنتهى إلى عرش ربه.
#- وشتان: بين من كانت معجزته في اختصار الوقت عن مدة
شهر من الأيام .. وبين من كانت معجزته اختصارا للوقت عند مدة خمسن ألف عام.
- فأين هذا من ذاك ؟!!
5- أما عن تسخير الشياطين لسليمان ليعملون له أعاجيب في البناء ويأتونه بغرائب من
جواهر البحار.
#- ولكن الله أيد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بملائكته إذ قال: (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ
الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة:40 ..، بل أيد الله نبيه وصحابته بالملائكة إذ قال جل
شأنه: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ
أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى
إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ
بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) آل عمران:125..، ومعنى (مسومين) أي يضعون علامات تدل على أنهم محاربين
مهيئين للحب وله سمة معينة في هيئتهم.
#- وكان النبي محمد متمكنا من الشيطان وقاهرا
ومذلا له .. كما قبض ذات يوم على شيطان فاستظهره (أي أمره بالظهور
في عالم المادة فظهر متجسدا) .. وأراد أن يأخذه فيربطه في أحد أعمدة المسجد ليتلاعب
به أطفال المدينة .. ولكن تراجع عن ذلك أدبا مع دعوة سليمان عليه السلام .. مع أن
الدعوة لم تكون متعارضة مع فعل النبي محمد إلا أنه لم يرد لأحد أن بنسب له ما هو
منسوب لسليمان لتظل فضيلة في سليمان.
- جاء في (الحديث الصحيح) .. عن النبي قال: (إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ (أي
ظهر فجأة) البَارِحَةَ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - لِيَقْطَعَ
عَلَيَّ الصَّلاَةَ .. فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ .. فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ
إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ
كُلُّكُمْ .. فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي
لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) صحيح البخاري.
#- وقد قهر النبي محمد شيطانه فأسلم .. إذ جاء في الحديث الصحيح .. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ،
قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه
فأسْلَمَ ) صحيح مسلم.
#- أما عن أعاجيب معجزة القرآن لا تنتهي سواء في معرفة قصص الأنبياء
الحقيقية في الماضي .. أو للعمل به كتشريع في الحاضر وما حواه من حقائق علمية لم
نعرفها إلا في زماننا هذا .. وما حواه عما يحدث في مستقبل حياتنا من نهاية الكون
والبعث والقيامة .. فكل ذلك من أعجب العجائب.
#- فشتان: بين من كانت معجزاته وكرامته عن تسخير
الشياطين .. وبين من كراماته ومعجزاته في إمداده بالملائكة ليكونوا له ولأمته
مؤيدين.
#- وشتان: بين من كانت معجزاته في زمنه بناء أحجار ..
وبين من كانت معجزاته في زمنه ولنهاية الزمان هي بناء قلوب تعبد الله في الليل
والنهار.
#- وشتان: بين من كانت الشياطين تخدمه .. وبين من كانت
الملائكة تحرسه ..
#- وشتان: بين من أعانه الله بخدمة الشياطين حتى يغنم
.. وبين من أعانه الله على شيطانه فأسلم ..
#- وشتان: بين من حضره الجن فكانوا لخدمته مسخرين مقهورين
وظلوا شياطين .. وبين من حضره الجن ليأنسوا به ويستمعوا القرآن فأسلموا وتولوا إلى
قومهم منذرين.
- فأين هذا من ذاك ؟
3- أما عن إسالة عين القطر لسليمان وهي خروج النحاس منصهرا لاستخدامه في صناعة
الأواني وغير ذلك .. فقد أخرج الله من يد النبي صلى الله عليه وسلم ماءا روي به
أمته وحدث منه ذلك مرارا وتكرار ..
#- فشتان: بين من كان سيولة النحاس له كرامة .. وبين من
كان سيولة الماء من بين أصابعه لرى أمة من الناس ودوابهم وأراضيهم هي في العالمين
آية.
4- أما عن مسألة كلام سليمان مع طير
الهدهد ومعرفة كلام النمل .. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد كلمته كل الكائنات من
إنس وجن وجمادات وحيوانات وأتته الأشجار تسعى بأمره.
#- ولكن الأهم من كل ذلك .. أنه كانت معجزة النبي
صلى الله عليه وسلم هي في كلام الله معه ومع كل الإنس والجن .. فهل بعد كلام الله
معنا كرامة أو معجزة ؟!
- وقد سبق وذكرنا حديث صحيح عن طائر الحُمَّرة التي أتت تصرخ للنبي وفهم
النبي من منطق صياحها أن تخبره أن هناك من صحابته من أخذ بيضها .. وهذا الحديث
تجده في مقارنة معجزات دواد مع النبي محمد.
#- وجاء في صحيح مسلم وصحيح بن حبان .. أن الصحابي جابر بن عبد الله رأى النبي صلى
الله عليه وسلم حينما ذهب في اتجاه مكان لقضاء حاجته .. فأمر شجرتين أن تأتيان
ليحيطا به كستارة حاتيتا حتى تم التآمها ببعض .. وبعد أن قضى حاجته أمرهما
بالإنصراف فانصرفتا .. (هذا ملخص القصة لأنها طويلة جدا فاختصرتها ومعها معجزة
أخرى في تفجر الماء من أصابع النبي "وهذه كانت ظاهرة متكررة من النبي بين
الصحابة" – راجع صحيح مسلم برقم 3012 وصحيح بن حبان برقم 6524 – وبداية
الحديث هكذا: " سرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا
...").
#- وشتان: بين من كانت معجزته في الكلام مع الحيوانات وانتهت
بموته .. وبين من كانت معجزته في كلام الله معه ويظل ناطقا بكلام الله في الوجود
.. وفي ذلك دلالة على خلود نبوته.
- فأين هذا من ذاك يا مؤمن ؟!!
- والله أعلم في كل ما سبق.
شتان بين من ألان الله له الحديد لنفع دنيوي .. وبين من ألان له قلبه لنفع البشرية دنيويا واخرويا
ردحذفماشاء الله .. موضوع جميل وممتع ..
بوركت استاذنا الفاضل
وزادكم الله نورا على نور
آمين يارب العالمين
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و نبينا و مولانا محمد
ردحذفجزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب .. ربنا يمتع بالصحة و يمدك بمدده .. اللهم امين يا رب العالمين
============
#قطايف المدونة:
== الإسقاط النجمي:
- لا يعني دخولك عالم الجن .. و لكن هذا يعني أنت أصبحت معرض للتسليط المباشر من عالم الجن عليك .. و بذلك فأنت فتَحْت دائرة الخيال عندك و أصبحت في ملعب عالم الجن و الشياطين بمنتهى الحرية .. فلا تلومن إلا نفسك ..
لأنك بمنتهى البساطة فتحت بوابة روحانية غير مأذون لك إنك تفتحها ..
اللهم إلا إذا كان أصلا عندك تفعيل روحاني و كان موجود عندك و انك إنت تشعر بهذه الأمور .. فأنت في هذه الحالة لازم توقفها و تمنع هذا الموضوع .. تجنبا للضرر .. لأن المشكلة لن تتوقف عليك إنت فقط .. و لكن الضرر سيصل و يصيب المجتمع الذي تعيش فيه يعني سواء كانت أسرتك أو زوجتك أو أولادك و هكذا.....
فانتبه جيدا لهذا الموضوع ..
لكن من حيث الإسقاط النجمي الذي هو خروج الروح من الجسد .. و الحركات نص كم .. فلو عاوز تعملها .. ماشي اعملها .. لكن بشرط أنك تتحمل عواقبها عليك و لا تلومن إلا نفسك ..
فالناس التي تتعمد فعل هذه الأمور .. و لا يحصل لها ذلك عن غلبة حال .. أي أنه يقوم بها وبإرادتها .. أي هو طالب و ليس مطلوب .. لانه في فرق ما بين الحالتين .. فانتبه لهذا الأمر ..
فالطالب لمثل هذه الأمور .. غالبا حياته يحصل لها انتكاسة و تنقلب حياته رأسا على عقب .. و تحصل له مشاكل روحانية و نخص بالذكر التحرشات أو الوساوس و الشكوك .. طبعا لو إنت تستخدم الذكر أيضا حتى تصل لهذا الموضوع .. فثق تماما أنك دمرت حياتك تدمير سيء جداااا .. فخذ بالك ..
للمزيد في هذا الموضوع .. يمكنك مراجعة تسجيلات الصوتية على جروب " مدونة الروحانيات في الإسلام " على تطبيق تلغرام.
هذا .. و الله أعلم.
==============
#اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم
سبحان الله ،
ردحذفاللهم علمنا الأدب ، وارزقنا الفهم الصحيح للقرآن وكلام النبي الأمي الأمين
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على اله وسلم
جزاك الله كل خير ياأستاذ خالد وربنا يفتح على حضرتك دائما ويزيدك من فضله يارب اللهم آمين يارب العالمين.
ردحذف...................................................
#تربيتة_حانية
🍃لو نظرت للابتلاءات بنظرة سامية ، لوجدت أن هذه الابتلاءات هي التي قادتك لله وزادتك قُربًا منه ، هي التي هذّبتك فأصبحت لاتأنس ولا تطمئن إلا بالقرب منه ، هنا تدرك يقينًا أن الله أراد بك خيرًا بهذا البلاء وأنت الذي تظن أن حياتك سيئة ، وما علمت أن من أثمن النعم ، ألا تفقد الطريق إلى الله..🍃
منقول
هناك من يملك كل شيء ولا يشعر بشيء…
ردحذفوهناك من يملك القليل ويعيش كأنه يملك الدنيا.
فالقيمة ليست فيما نُمسكه بأيدينا، بل فيما يَسكن قلوبنا.
الغنى الحقيقي ليس رصيداً في البنوك، بل راحة في الصدر، وامتنان يملأ العين، وطمأنينة تُقيم في الروح.
﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾🌹
العُمرُ كُلُّهُ رِحلَةٌ ولا بد أَن تَنتَهِي، فَعِشْ فِيهَا بِرُوحِ المُهَاجِرِ.
لَا تَشغَلك عَوَائِقُ الطَرِيقِ عَنْ المَسِيرِ وَتَذَكَّرْ إِلَى مَن تَسِيرُ وَمن إِلَيهِ المَصِير.
منقول
🔶ﺍﺳﺘﻮﻗﻔتني صورة ﺍلأشعة لطفل سقط على ﻛﺘﻔﻪ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ يلعب ، ويشكو من ألم بالكتف الأيمن مع عدم القدرة على تحريك كتفه تم تصويره بالأشعة وتبين أن لديه كسر بعظمة الترقوة والمفاجأة أنهم عثروا على عملة معدنية عالقة بالمجرى الهضمي تحت البلعوم
ردحذففسؤل الأهل عن علمهم بها وأجابوا ان ليس لديهم علم وأن الطفل كان يعاني من إقياء بإستمرار منذ فترة إسبوع وتم تشخيص حالته على أنها إلتهاب أمعاء .
فتم إﺯﺍﻟﺔ ﺍلقطعة المعدنية بعملية جراحية و تبين أنه يملأها الصدأ وأنه مر عليها فترة تقارب الإسبوع
وبتشخيص حالة الكسر كانت بسيطة وبالمعالجة سيلتأم بإذن الله
#ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻫﻲ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ
لم يكن أحد من الأهل على علم بوجود قطعة معدنية عالقة تحت بلعوم إبنهم ، ولكن بلطف الله سقط الطفل وتعرض لكسر بسيط قريب من البلعوم لكي يتم إكتشاف القطعة المعدنية العالقة .
إﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ
فلا تحزن من أي مكروه قد يصيبك ربما يكون وراءه خير عظيم لك .
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد النبي الامي و على اله و صحبه اجمعين