ج1: رقية الشفاء بكلام الله ودعاء الملائكة و الأنبياء - كيف لا تحدث الإجابة كما نريد وقت دعائنا لله وقد قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) - هل يجوز الإستمتاع بالجن في قضاء الحوائج - ما الفرق بين الداء والسَّقم والمرض - ما هو معنى الشفاء ومفهوم اسم الله الشافي مع تذوقاته.

 بسم الله الرحمن الرحيم

رقية الشفاء  

بكلام الله ودعاء الملائكة و الأنبياء

لعلاج الحسد والعين والنَّفْس والمرض والسَّقم والداء

(الجزء الأول)

* فهرس الجزء الأول:

1- مقدمة عن الرسالة والتعريف بها .

:: الفصل الأول :: مسائل مهمة لا غنى لك عنها في العقيدة واللغة وتفسير الحديث ::

2- س1: كيف لا تحدث الإجابة كما نريد وقت دعائنا لله وقد قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ؟

3- س2: هل يجوز الإستمتاع بالجن في قضاء الحوائج ؟

4- س3: ما الفرق بين الداء والسَّقم والمرض ؟

5- س4: ما هو معنى الشفاء ومفهوم اسم الله الشافي مع تذوقاته ؟

************************* 

..:: مقدمة الرسالة – التعريف بها ::..

 

- بسم الله – اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

- هذا حزب شريف فيه مجموع لطيف من الآيات والدعوات النبوية .. وقد سميته (رقية الشفاء – بكلام الله ودعاء الملائكة والأنبياء) ..

 

- وهذه الرقية جمعت فيها من الآيات والدعوات المباركات التي نتوسل بها إلى الله رجاء الشفاء من حسد الحاسدين ومن كل مرض وداء .. عسى أن يكون ذلك الحزب مسعف لكل ملهوف مصاب .. ومعين لكل من أراد أن يتوسل إلى الله في طلب الشفاء منه جل جلاله .. من الحسد وعموم الإصابة بأي مرض سواء كان مرض نفسي أوعضوي أو روحاني ..

 

- ولم أجعل الحزب فقط لعلاج الحسد والعين والنظرة والنفس .. وإن كان الغالب هو ذلك .. لما في الحسد من بلاء شديد قد يهلك البدن .. وإنما جمعت معه آيات بينات ودعوات نبوية مباركات .. فيها الشفاء من عموم المرض مهما كان نفسي أو عضوي أو روحاني .. حيث أنه توسل عام في طلب الشفاء .. رجاء من الله الشافي أن يستجيب ببركة آياته ودعاءه نبيه الطيب المبارك صلى الله عليه وسلم .

 

- وقد تجد تشابه في الدعوات وتكرار لها .. ولكن سبب ذلك هو أنك قد تجد للدعوة الواحدة اختلاف لفظي بسيط في روايات الحديث لنفس الدعاء .. فأحببت أن أذكر لك كل ما بلغني من مرويات مختلفه لنفس الدعاء .. عسى أن تكون حظيت بكل ما يمكن أن يكون قد دعا به النبي صلى الله عليه وسلم .. بسند صحيح .. أو بسند قد اختلف عليه في تصحيحه .. أو بسند فيه ضعف ولكن له شاهد يؤيده .. فذكرته تبركا به خاصة وأنه فضيلة ..

 

- ولم أذكر سور المعوذات في جزء الدعوات الخاص بدعاء النبي .. وذلك لأني قد ذكرتها في قسم التوسل بالقرآن في الربع الأول من الحزب .. ولذلك لم أذكرها في جزء الدعوات النبوية .. ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستشفى بالمعوذتين .. فقد جاء في الحديث عن السيدة عائشة انها قالت (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ) صحيح البخاري.

 

- قوله (اشتكى): أي أحس بمرض .

 

- قوله (نفث): أي بعد قراءة السور ينفخ نفخا بسيطا على ظاهر جسمه .. وكأنه يطرد المرض عن جسمه ببركة ما قرأه من المعوذات .. وهي (سورة الإخلاص والفلق والناس) .. والبعض قال هما الفلق والناس فقط .. والله أعلم .

 

- ثم اختصرت لك الحزب لمن لا يحب الإطالة .. ويريد سهولة الحفظ ولا يحدث له لخبطة ونسيان .. فاقتصرت لك على دعاء واحد من كل رواية .. وسمية بحزب الشفاء المختصر ..

 

- ووضعت لك فصل أول .. لا غنى عنه لأي مؤمن يحب العلم .. قد تكلمت فيه عن الدعاء والشفاء واسم الله الشافي وما يحمله من تذوق قلبي في معانيه .. وكذلك شرحت لك من الألفاظ المهمة التي قد لا تجد لها بحث يشرحها لك وهي الفرق بين ألفاظ الحسد والنفس والعين .. وبين المرض والسقم والداء ..

 

- ثم وضعت لك فصل ثاني فيه بعض المسائل التي قد تخطر بالك وقت قراءة الرقية والتبرك بها .. قد تكون مدخلا للشيطان إليك فيوسوس لك بهذه المسائل .. فأردت أن أقطع عليك هذا الوسواس .. حتى إذا صادفك ذلك في نفسك .. أو وجدت شخصا يجادلك بها فأنت تعلم أن هذا الشخص مرسول من الشيطان ليفسد عليك علاقتك بربك ..!!

 

- ثم وضعت لك فصل ثالث .. لكيفية استخدام رقية الشفاء مع نفسك ومع غيرك .. وأوضحت لك مسألة مهمة خاصة بالقراءة على الماء.!!

 

- حتى إذا عرفت من العلم ما عرفت .. يكون هذا أوان قراءة هذه الرقية الطيبة بكلام الله وكلام ملائكته وأنبياءه .. وستجد معها كرامة بإذن الله تعالى .. ولكن تذكر أن الله يحب العبد الذي يديم على بابه بالتوسل إليه ولا ييأس ولا يمل .. بل يظل العبد يتوسل إلى الله وفي قلبه الرجاء منه سبححانه وتعالى ..

 

- ثم أخيرا وضعت لك تحقيق للأحاديث التي نقلت منها الرقية .. حتى تكون على علم ومطمئنا لما تتقرب به إلى الله .

 

- وأرجو من الله القبول والخير والنفع بهذه الرقية للجميع .. وأرجو من الله القبول ..

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.

 ****************************

*****************************

:: الفصل الأول ::

:: مسائل مهمة لا غنى لك عنها في العقيدة واللغة وتفسير الحديث ::

******************************

 

..:: س1: كيف لا تحدث الإجابة كما نريد وقت دعائنا لله وقد قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ؟ ::..

 

- أخبرتك كثيرا أخي الحبيب في أن لا تنسى شيء مهم .. وهو أن إجابة الله تحدث في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد .. ولكن كن موقنا بأنه لك مجيب .. وإنما متى يحدث ذلك أو كيف .. فلا تفكر فيه .. وإنما اجتهد في توجهك إلى الله وإخلاصك له .. واتركه يدبر لك وفق حكمته سبحانه وتعالى .

 

- وقد تسأل وتقول كيف لا تحدث الإجابة كما نريد وقت دعائنا لله وقد قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 ..؟

- نعم كلام الله حق .. وعليك أن تؤمن بذلك وتتيقن فيه ..

- ولكن هل قال الله لك : متى سيستجيب لك ؟ لا .. لم يقل

- هل قال لك كيف سيستجيب ؟ لا .. لم يقل ..

- وإنما وعدك بالإجابة في كل الأحوال حتى ولو كان بمكافأتك على اجتهادك في الدعاء .. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلِمٍ يَدعو ، ليسَ بإثمٍ و لا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاثٍ : إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَهُ ، و إمَّا أن يَدَّخِرَها لهُ في الآخرةِ ، و إمَّا أن يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها قال : إذًا نُكثِرَ ، قالَ : اللهُ أَكثَرُ) صحيح الأدب المفرد.

 

- واحترس من أن يقذف الشيطان في قلبك باليأس فيجعلك تقول في نفسك او على لسانك بأنك دعوت الله ولكن هو لم يستجب لك ... لا .. فإن هذا يحبط لك عملك ويفسد عليك وصالك مع الله ويقطع مددك من الله إليك ..

 

- ولذلك انتبه لكلام النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) صحيح البخاري..

 

- ويقول صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ .. ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي .. فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ) صحيح مسلم.

 

- قوله (فيستحسر): أي يندم على ما ضيعه من وقت في الدعاء إلى الله .. وكأنه كان وقت بلا فائدة .. ثم يهجر الدعاء إلى الله .. وينقطع عن العبادة ..!!

*****************************

 

..:: س2: هل يجوز الإستمتاع بالجن في قضاء الحوائج ؟ ::..

 

- كثير من الناس في زماننا هذا قد يأسوا في الله .. ولجئوا إلى الجن ومشايخ الجن .. ليقضوا لهم حوائجهم وطلبوا منهم الشفاء لما يصيبهم من آلام في أجسامهم وما يوقف لهم أحوالهم .. وهؤلاء سيأتون الله وقد غشيهم من غضب الله ما غشيهم جزاء على استمتاعهم بالجن .. جزاء على اعتقادهم بأن الجن له سلطة غيبية في إجابة دعواتهم من دون الله ..!!

 

- فلا تكن أخي المؤمن من هؤلاء المعتقدين في الجن والمستعينين والمستعيذين به من دون الله ..!! ولا تنسى قوله تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) الأنعام128.

 

- والاستمتاع هو طلب المتعة والمصلحة من وراء عالم الأسباب الظاهر .. والتي يترتب عليها نفع لك ولهم .. وهذا الإستمتاع هو استمتاع محرم ..!! فالجن ينتفع منك بتعظيمك له حينما طلبت منه ما ياست فيه من علاقة مع الله .. وكذلك يستمتع بتضليلك عن طريق الله .. وأنت تنتفع منه بما تطلب منه من قضاء حوائجك أيا ما كانت ..!!

 

- فكن أخي المؤمن وليا لله تابعا لله .. ولا تكن وليا للجن تابعا للجن .. ولا تذهب لخدام الجن ومشايخه وأولياؤه .. وإنما اذهب لمساجد الله وادعو الله .. واجلس على سجادتك مناجيا الله .. ولا تترك باب الله أبدا ..!!

 

- ومن فضلك يا أخي المؤمن .. حينما تدعو الله فلا تدعوه دعاء مصلحة وقضاء حاجة فقط .. وإنما ادعوه وأنت محبا له .. حتى تيأس في مناجاتك له .. فإن الحب يجعل القلب متعلقا بالله لا يفارقه أبدا مهما حدث ..!!

 

- وكن مع الله دائما أبدا .. ولا تيأس من تأخير إجابة الدعاء .. لأن التأخير إنما يكون لحكمة يعلمها الله .. ودعاءك إلى الله إنما هو عبودية مناجاة بينك وبين الله .. لأنك تحب الله فرجوته من فضله وكرمه .. !!

 

- فكذلك الحال مع الدعاء إلى الله بالرقية .. لا تيأس .. وكن متمسكا بالله .. وداوم على سؤاله من فضله وانت محبا له .. ولا تترك باب الله أبدا إلى باب غيره ..

 

- ولا يغرنك أن البعض حينما يذهب لمشايخ الجن (سواء كان وصفهم بأنهم رقاة أو روحانيين) .. فتظهر على أيديهم ما يتوهمون به من قضاء الحاجات .. !! وإنما الله جعلهم أهل فتنة ليضلوا بهم العباد الذين لجئوا إليهم من دون الله .. !! فلا تغتر بمشايخ الجن ..!! وتذكر أن إبليس قد أجاب الله دعاءه .. ومع ذلك ظل مطرودا من رحمته للأبد ..!!

 

- وتذكر يا أخي الحبيب .. أن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب .. فاجتهد مع الله ليوم ستقابل فيه الله .. فإما ان تكون عزيزا بالله لاتباعك لله ورسوله .. وإما أن تكون ذليلا لاتباعك لنفسك وشيطانك وللجن ومشايخهم الذي استعنت بهم من دون الله ..!!

 

**************************

 

..:: س3: ما الفرق بين الداء والسَّقم والمرض ؟ ::..

 

- أولا: مفهوم الداء:

- هو لفظ يقال على علة مؤثرة أي سبب مؤثر في البدن ولكن لم يتبين سببه ومعرفته .. أو يكون مجهول الهوية للأطباء .. فلو عرفوا سبب التعب وقاموا بتوصيفه يسمى مرض كذا ومرض كذا ..

 

- وكذلك لفظ الداء يقال على الطباع المعنوية الغير حميدة كداء البخل والطمع والنميمة والحقد والغل . 

 

- وجاء في الحديث لفظ الداء .. ففي الحديث عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ .. فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ) صحيح مسلم.

 

- وفي رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال: (بسمِ اللهِ يُبْرِيكَ من كلِّ دَاءٍ يَشْفيكَ ، من شرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ .. ومن شرِّ كلِّ ذِي عينٍ) صحيح مسلم .

 

- ثانيا: مفهوم السقم:

- لفظ يقال على مرض له تَأْثِيره فِي الْبدن شديد جدا .. ويكون من علة شديدة ترهقه بدنيا بصورة قوية وتجعله قعيد المنزل .. وقد لا يزول سريعا ويطول أمره ..!! ولكن اللفظ دلالته في أنه يجعل البدن لا حركة له في الحياة نتيجة المرض الذي تملك منه .. كالمصاب بالحمى أو بفيرس مؤذي جدا ..!! سواء زال سريعا أم ببطيء ..

 

- وقيل أن اللفظ مأخوذ من اسم (السَوْقَم): وهو شجر كبير له ثمرة .. وهذه الثمرة تكون صلبة وتأخذ وقت طويل جدا حتى تنضج .. وكأن تشبيه المرض بثمرة شجرة السوقم لأن هذا المرض يطول بالإنسان فترة طويلة حتى يبدأ أن يزول هذا المرض ويعود لحالته الطبيعية مرة أخرى .. والله أعلم .

 

- ولفظ السَّقم في القرآن يدل على ذلك ..

1-  قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام:  (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ . فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) الصافات88-89.

 

- أي فنظر إبراهيم نظرة في النجوم على عادة قومه في ذلك متفكرًا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى أعيادهم، فقال لهم: إني مريض مرضا شديدا يمنعني من الخروج .. وذلك إيهاما لهم وكأنه قرأ ذلك في النجوم .. لأن قومه كانوا يعتقدون في أشكال النجوم أنها ترسم قدر الإنسان ..!! وقال لهم ذلك سيدنا إبراهيم حتى يتركه قومه .. فيذهب إلى أصنامهم فيحطمها دون أن يكون أحد منهم موجود ليمنعه من تحطيمها.

 

2- وقال تعالى عن يونس عليه السلام:  (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) الصافات145.

- أي فطرحناه من بطن الحوت .. وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء .. وهو في حال من ضعف البدن الشديد.

 

- ثالثا: مفهوم َالْمَرَض:

- لفظ يقال على ما يكون تأثيره فِي الْبدن وَالنَّفس (أي باطن النفس) .. وليس بالضرورة أن يكون المرض سببا في قعودك بالمنزل .. حتى ولو كان مصيبك في بدنك كمريض القلب والسكر والضغط والكبد والكلى .. فالمرض نعم قد يضعف حركتهم ولكن تستمر حركتهم بضوابط وقيود طبية ..!! فإن أقعدهم المرض فهذا يسمى سَقَم.

 

- والمرض في القرآن على نوعين:

1- مرض البدن: ضعف يصيب الأعضاء فيصيب البدن منه مشقة وتعب .. كما قال تعالى (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة184.

 

2- مرض القلب: ضعف يصيب باطن الإنسان بأمراض قلبية كالكفر والغل والحسد والنفاق وما شابه ذلك .. كما قال في حال المنافق (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) البقرة10.

 

*************************

 

..:: س4: ما هو معنى الشفاء ومفهوم اسم الله الشافي ؟ ::..

 

- عن السيدة عائشة قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم : (كان يُعَوِّذُ بِهَذِهِ الكَلِماتِ : اللهمَّ رَبَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ ، واشْفِ وأنتَ الشَّافي ، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ .. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه بن أبي شيبه .. وذكره الألباني في الصحيحة بأنه إسناد صحيح على شرط الشيخين.

 

- قوله (شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا): أي: شفاء مطلقا لا يترك أي مرضٍ أو أثرٍ له.

 

- ما هو مفهوم الشفاء ؟

1- يقال أشفى على الشيء: أي أشرف عليه وظهر .. وسمي الشفاء شفاءً لغلبته للمرض وإشفائه عليه ..

 

2- أو يكون بمعنى طرف أو حد الشيء: كقولنا وصل إلى "شفا حفرة" .. ويكون معنى الشفاء حينئذ أنه المداواة التي أتت على كامل حدود المرض في الجسم فمحته ولم تترك منه شيء ..

 

- وبعيد عن الإشتقاق اللغوي للكلمة .. فيمكنك أن تقول ببساطة أن معنى الشفاء: هو استرداد الإنسان لصحته وعافيته .. أو هو تخلص النفس من المرض سواء ظاهرا أو باطنا .

 

- الشافي جل جلاله: لأنه أشرف على المريض (أي تجلي عليه) بما فيه مداواته وعلاجه حتى لم يترك للمرض أثر وجود في هذا الإنسان ..!! والله أعلم .

 

- بعض ما تذوقته من اسم الله الشافي:

- الشافي: هو الذي يطهر ظاهرك وباطنك من كل مرض يحجبك عنه .. حتى يعافيك بكل قول وفعل يقربك منه ..

 

- والشافي: هو الذي يقدر على ظاهرك وباطنك بإذهاب المرض عنك ورد العافية إليك .

 

- والشافي: هو الذي يطهرك ظاهرك من الأمراض .. ويطهر باطنك من السخط والإعتراض.

 

- والشافي: هو الذي يمدك بروح التوبة .. لينقلك من موت الغفلة .. إلى حياة أهل المحبة .

 

- والشافي: هو الذي يسقيك بماء العفو والغفران .. ليذيقك من حلاوة الإيمان .. ويرقى بك لتكون من أهل التقوى والإحسان.

 

- والشافي: هو الذي يغسلك بماء اليقين .. وثلج الرضا .. وبَرَدَ الإخلاص .. ويبقيك في نهر الإستغفار والصلاة على النبي المختار .. حتى يطهرك من عالم الظلمات ويأخذك إلى عالم الأنوار ..

- والله أعلم.

 

**********************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .