السبت، 27 ديسمبر 2025

Textual description of firstImageUrl

ج12: قصة نبي الله لوط مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية - حال النبي لوط في قومه ومكانته بينهم - ما سبب إمتناع قوم لوط عن الإيمان بالله - لماذا غير النبي لوط أسلوبه في الحوار مع قومه حيث بدأ بقوله (أتأتون الذكران) ثم ارتقى بعد ذلك ليقول (أتأتون الفاحشة) (أتأتون الرجال).

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة نبي الله لوط عليه السلام

مع قومه الشواذ جنسيا بالمثلية

اللُّواطِيُّون والسُّحَاقيَّات

(الجزء الثاني عشر)

مكانة النبي لوط الإجتماعية في قريته - سبب امتناع قوم لوط عن الإيمان بالله - لماذا تطر أسلوب الحوار بيم النبي لوط وقومه.

#- فهرس:

:: الفصل الثاني عشر :: عن مكانة النبي لوط في قريته – وسبب تطور النبي لوط في أسلوب دعوته لقومه – وسبب امتناع قوم لوط عن الإيمان به ::

1- س32: كيف كان حال النبي لوط في قومه ومكانته بينهم ؟ وماذا نفهم من وراء ذلك ؟

#- حقيقة سيدنا لوط في قومه أنه صاحب علم وحكمة وقاضيا عادلا.

2- س33: ما سبب إمتناع قوم لوط عن الإيمان بالله ؟  

3- س34: لماذا غير النبي لوط أسلوبه في الحوار مع قومه حيث بدأ بقوله (أتأتون الذكران) ثم ارتقى بعد ذلك ليقول (أتأتون الفاحشة) (أتأتون الرجال) ؟

#- أولا: بداية الدعوة أنكر النبي لوط على قومه فعلهم وأتى بلفظ (الذكران).

#- ثانيا: الإنتقال بالدعوة لأسلوب أشد بالألفاظ فأتى بلفظ (أتأتون الفاحشة) (لتأتون الرجال).

*****************

:: الفصل الثاني عشر ::

******************

 

..:: س32: كيف كان حال النبي لوط في قومه ومكانته بينهم ؟ وماذا نفهم من وراء ذلك ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- حقيقة سيدنا لوط في قومه أنه صاحب علم وحكمة وقاضيا عادلا ..

- النبي لوط قبل أن يكون نبيا مرسلا لقومه .. فقد كان يعيش بين قومه فترة زمنية طويلة .. وكان يشار إليه بالحكمة والعلم وله حكم عادل .. وهذا يكشف أنهم كانوا يرجعون إليه في المنازعات والمشاكل وإيجاد الحلول لحكمته وعدله وأمانته .. فهو ليس مجرد شخص عادي في المجتمع .. وهذا ما أفهمه من قوله تعالى: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ) الأنبياء:74..

 

- وكون النبي لوط قد أتاه الله حكما فهو بذلك كان قاضيا في تلك القرية .. ومعنى العلم هو الحكمة المكتسبة بما وهبه الله له منها .. ثم ازدادت بالنبوة.

- إضافة إلى كونه كان مشهورا بأمانته في قومه .. ولذلك وصف نفسه حينما بدأ يكلمهم عن الله .. فقال لهم أنه رسول أمين .. لكونه مشهورا بالأمانة فيهم مسبقا.

 

- إذن: شخص بهذه المواصفات (حكيم عليم عادل أمين) .. يجب أن تفهم أنه شخص ذو مواصفات عقلية مميزة جدا .. ولا مجال للأهواء إليه .. وليس مجرد شخص عادي يكتسب ثقافته من القيل والقال.

 

#- فهذا هو النبي لوط في قومه .. له مكانة اجتماعية بحكم علمه وحكمته وأمانته وعدله .. ولكن لم يكن له أنساب فيهم كأقارب له .. لأنه لم يكن من أهل تلك القرية.

 

- ثم لما النبي لوط عليه السلام أتاه الوحي بأن يكون نبيا مرسلا لقومه .. فبدأ دعوته لهم إلى الإيمان بتقوى الله من خلال هجر ما يفعلوه من الفاحشة.

 

#- ونفهم من خلال مواصفات النبي لوط عليه السلام .. أن من يريد إرشاد الناس وتوجيههم إلى طريق الله أو نهيهم عن المنكر .. فيجب أن يكون شخص لديه أمانه في العلم والحياة .. وله علم فيه حكمة .. وعنده عدل لا تغلبه الأهواء حتى لا يعتدي أو يؤذي أو يظلم.

- والله أعلم.

 

***************

 

..:: س33: ما سبب إمتناع قوم لوط عن الإيمان بالله ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أجد أن الذي كان يعوق قوم لوط عن الإيمان بالله .. إنما هو عشقهم لتلك الفاحشة .. ولكن لو لم تكن موجودة فيهم لكان قبولهم للإيمان محتملا وممكن ومقبولا من النبي لوط إذ أنه رجل مقبولا عندهم لعلمه وحكمته وعدله .. فكأن مشكلتهم كلها مع النبي لوط كانت في إنكاره عليهم تلك الفاحشة .. ولم تكن لهم مشكلة مع الإيمان بالله في حد ذاته بدليل أنهم لم يناقشوه في تلك المسألة من أساسه ..

 

- وكأن لسان حالهم يقول: إن كان الإيمان سيمنعنا عن اللواط وممارسة المثلية الجنسية .. فلن نؤمن بك .. وإن كان الإيمان يبقينا على ما نحن عليه فلا مانع أن نؤمن بما تدعونا إليه.

 

- ومثال ذلك: كما قال قوم مدين للنبي شعيب عليه السلام: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ) هود:87.

 

- فالمشكلة لم تكن في الإيمان في حد ذاته .. وإنما فيما يترتب على هذا الإيمان .. هل سيمنعهم شهواتهم وأهوائهم المنحرفة أم سيبقيهم على ما هم عليه ؟

- والله أعلم.

 

*******************

 

..:: س34: لماذا غير النبي لوط أسلوبه في الحوار مع قومه حيث بدأ بقوله (أتأتون الذكران) ثم ارتقى بعد ذلك ليقول (أتأتون الفاحشة) (أتأتون الرجال) ؟ ::..

 

1- قال تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) الشعراء: 160-167.

 

2- قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) الأعراف: 80-81.

 

3- قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) النمل:54-55.

 

4- قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) العنكبوت:28-29.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- ستلاحظ أخي الحبيب فيما سبق .. أن بداية دعوة النبي لوط لقومه كانت من سورة الشعراء كما سبق أوضحنا .. وهي السورة الوحيدة التي أتى فيها لفظ (أتأتون الذكران) في قصة النبي لوط .. ولكن في باقي السور أتى فيها لفظ (أتأتون الفاحشة) ثم يوضح أكثر بقوله (لتأتون الرجال) .. فماذا نفهم من تطور الأسلوب في الحوار ؟

 

#- أولا: بداية الدعوة أنكر النبي لوط على قومه فعلهم وأتى بلفظ (الذكران) ..

1- ننتبه إلى أن هذا أول مشهد للقصة في بداية تقديم لوط لنفسه إلى قومه بأنه نبيا مرسلا إليهم من الله حتى يتقوا الله ويؤمنوا به ويبتعدوا عما يفعلونه من منكرات وأهمها اللواط أو الشذوذ الجنسي أو الممارسة بالمثلية الجنسية.

 

2- وننتبه إلى أن ما جاء في سورة الشعراء .. إنما هو إشارة لأول مواجهة بين النبي لوط مع قومه ولكن بصفته نبيا مرسلا وليس مجرد لوط الحكيم القاضي العادل.

- فأراد النبي لوط بحكمته .. أن يتلطف معهم بصيغة إنكار مبسطة فقال لهم: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ) .. ولم يقل لهم في أول مواجهة معهم (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ) .. حتى لا يكون الأمر ثقيلا عليهم ..

- فبدأ بما ليس فيه شدة .. فلم يقل لفظ الفاحشة .. حتى لا ينقبضون من كلامه ويأخذون منه موقفا سلبيا .. فقال لهم (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ) .. فهو استفهام منه بصيغة إنكار لهم .. ولكن بأسلوب مهذب فيه حكمة كأنه قال لهم: أتفعلون هذا الفعل يا قوم وهذا لا يليق بكم فعله .. إذ لا يليق بمكتملي الرجولة أن يفعلون ذلك بمثلهم.

- فقوله (أتأتون الذكران) فيه توبيخ وتحقير للفعل .. ولكن لا يظهر منه التحريم بصورة صريحة.

 

#- ثانيا: الإنتقال بالدعوة لأسلوب أشد بالألفاظ فأتى بلفظ (أتأتون الفاحشة) (لتأتون الرجال).

- لما كان رد فعل قوم لوط هو تهديد النبي لوط بقولهم: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) الشعراء:167.

- فما أضعف هذا التهديد شيئا من نفسية النبي لوط .. بل لما أتاهم النبي لوط في مرات أخرى ليعظهم .. اتخذ منهجية أخرى وهي وضع فعلهم في صورة ألفاظها الحقيقية .. لعل هذا يسبب انزعاج في النفس وتقبيح لما تفعله فينشط العقل من غفلته .. فصرح بأن ما يفعلوه هو الفاحشة التي لا مثيل لها في سابق الوجود إذ لم يفعلها أحد قبلهم.

 

- ولفظ (الفاحشة) هو لفظ قوى في معناه .. ويفيد تحقير الفعل وتحريمه وتجريمه .. وهذا لفظ يسبب أنزعاج في النفس كأنك وضعت جرسا من نحاس فوق رؤوسهم وضربته بمطرقة .. وذلك حتى يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا.

 

- ثم أتبع ذلك بلفظ (الرجال) للدلالة على إحداث إزعاج نفسي آخر لأصحاب النفوس السوية .. إذ كيف يقبل الرجل العزيز في نفسه أن يعلو عليه رجل آخر .. إذ أن في هذا مهانة وحقارة نفسية لمن يفعل أو يُفعل به ذلك ..!!

 

1- ففي اللقاء الثاني الذي تكشفه لنا سورة الأعراف .. قال لهم لوط: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً) الأعراف:80-81.

 

- فهنا زاد النبي لوط في شدة الأسلوب .. فذكر كلمة الفاحشة .. وأظهر فجيعة ما يفعلونه بأن فعلهم هذا لم يفعله أحد من العالمين سواء إنس أو جن ..!!

 

- ثم زاد كلمة (الرجال) مع كلمة (شهوة) لبيان مدى حقارة ما يفعلونه إذ أن ما يفعلونه هو مجرد إفراغ شهوة في غير محل للإشتهاء .. فأين عقولكم ؟!!

 

2- وفي اللقاء الثالث كما تكشفه سورة النمل .. قال لهم لوط: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً) النمل:54-55.

 

- زاد كلمة (وأنتم تبصرون) مع كلمة (أئنكم) .. فكان التوبيخ لهم بكمة (تبصرون) لبيان فظاعة وحقارة ما يفعلوه علنا وعلى الملأ بصورة قبيحة للعين وللنفس .. وكأنه يقول لهم: هل أنتم تعقلون ما تبصرونه بأعينكم حين فعلكم ؟!!

 

- وزاد بحرف الألف فقال: (أئنكم) لمزيد من الإستغراب والإنكار لجماعهم للرجال الذين من المفترض أنهم أهل عقل ولديهم عزة نفس تمنعهم عن قبول هذا الفعل. 

 

3- وفي اللقاء الأخير كما تكشفة سورة العنكبوت .. قال لهم لوط: (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت:28-29.

 

- زاد في الحوار معهم وأتى بكل ما قاله سابقا في السور الثلاثة التي ذكرت حوارهم .. فاتى بمؤكدات ألفاظ تدل على جريمتهم المثلية الشاذة .. فقال (لتأتون الفاحشة) فذكر لام التأكيد في كلمة الإتيان مع كلمة (الفاحشة) إذ كان في كل مرة كان يقول (أتأتون الفاحشة) إلا هذه المرة في سورة العنكبوت قال (لتأتون الفاحشة) باللام الؤكدة .. ثم قال (أئنكم لتأتون الرجال) فذكر الإستفهام (أ) لمزيد إنكار عليهم مع ذكر (إن) المؤكدة مع ذكر لام التوكيد في لفظ الإتيان بالرجال .. ثم أضاف لأول مرة اتهامهم بجريمة قطع السبيل وإتيان المنكر في ناديهم.

 

#- وخلاصة القول أخي الحبيب:

- أن الفرق بين اللقاء الأول بين لوط وقومه والذي ذكر فيه لفظ (الذُّكْرَانَ) .. ثم اللقاء الثاني والثالث والرابع الذي ذكر فيه لفظ (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ) (لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) .. يتلخص في كونه ارتقاء في أسلوب الإنكار .. من التخفيف في الموعظة إلى الشدة في الموعظة .. بل وفي كل لقاء كان يزيد في شدة الأسلوب .. وكأن هؤلاء القوم كانوا يزيدون في السوء ..!!

 

- فجاء الإنكار عليهم بلفظ إتيان (الذكران) في أول محاورة له مع قومه في سورة الشعراء .. إنما هو لتحقير هذا الفعل وكأنه قال: عار عليكم إتيان هذا الفعل الحقير في مثلكم ..!!

 

- بخلاف ما جاء في سور الأعراف والنمل والعنكبوت حيث قال لوط لفظ (الفاحشة) مع لفظ (الرجال) للدلالة على تحقير بل وتحريم الفعل وكأنه قال لهم: هذا فعل محرم وحقير ولا يليق بجماعة الرجال أهل الرشد والعقل أن يفعلوه في مثلهم.

 

#- مثال ماسبق في زماننا عند توجيه أحد يفعل الزنا أو اللواط:

- فنقول لهم بالراحة وبأسلوب بسيط : يا ابني أو يا بنتي بلاش شقاوة لأن ده غلط وهيسبب لكم مشاكل كتير.

 

- ولما نجد الشخص لازال متهاون فنقول له: يا ابني أو يا بنتي اللي أنتم بتعملوه ده اسمه زنا وربنا هيغضب عليك غضب كبير لو لم تتوقف .. وهل تقبل أن يتم فعل الزنا بأخواتك أو بأحد من أهلك ؟

 

#- فكلمة الزنا أو اللواط هي كلمة ثقيلة المعنى على النفس لأنها تذكر العقل بقبح الفعل .. مثل كلمة الفاحشة هي أيضا كلمة ثقيلة على النفس .. وفيها ازعاج نفسي لشدة اللفظ وقوته .. ولكن دائما تكون البداية هي التوجية للتوقف عن الفعل بأسلوب هاديء عسى أن يجد هذا الأسلوب مسلكا في القلوب السامعة .. فإن لم نجد ذلك .. فننتقل لأسلوب فيه شدة عسى أن تحدث إفاقة من الغفلة مع الشدة .. وهكذا ..

- والله أعلم.  

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 6 تعليقات:

  1. جزى الله سيدنا لوط عليه السلام ماهو اهله
    اللهم خلقنا بخلق القرآن

    بوووووركت استاذنا الفاضل
    وزادك الله من فضله العظيم
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. ممّا جال في خاطري: لفظ ( شهوه )

    كان قومُ سيدِنا لوط في البداية يفعلون فعلتهم من غير شعورٍ حقيقيٍّ بالمتعة؛
    ثم تطوّر الأمر فيهم حتى صار شهوةً راسخة.
    اعتادوها حتى أصبحت عندهم طبيعةً ثانية،
    وقانونًا تقبلته القرية بأكملها،
    فلم يعد أحدٌ منهم يستنكرها أو ينفر منها،
    بل إذا ذُكرت ظهرت البهجة في نفوسهم،
    وصارت سبب سعادتهم وفرحهم الظاهر.فستكثرو منها حتى ماعدا تاتيهم شهوه على نساء
    والله اعلى واعلم

    اللهم صلى على محمد وآل محمد 🌹
    اللهم ارزقني حبك وحب نبيك 🌸
    يارب بالمصطفى بلغ مصاقدنا 🕊️

    ردحذف
    الردود
    1. حين نتأمل في قصة قوم لوط من خلال القرآن، لا نرى مجرد معصية، بل نرى مجتمعًا فسدَت منظومته النفسية والأخلاقية. بدأت الفاحشة عندهم فعلًا طارئًا، ثم تكررت حتى ألفوها، ثم تحولت إلى شهوة وهوية يتفاخرون بها، حتى صار المنكر علنًا في نواديهم، وزال الحياء، وانقلب الباطل إلى “قانون مدينة”. كانوا مجتمعًا قطيعيًا شديد التأثر بعضه ببعض؛ يذوب فيه العقل الفردي داخل العقل الجمعي، لذلك صاح لوط عليه السلام فيهم: ﴿أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾، لأن مشكلة القوم لم تكن الشهوة فقط، بل غياب الرشد وضغط التقليد الأعمى.
      ومع كل هذا الانحراف، برز في خطاب لوط عليه السلام ذكاء لفظي وأدب نبوي رفيع؛ فقد أحرجوه أمام ضيوفه وطالبوه بفعل فاحش، ومع ذلك لم يَهِن لسانه ولم يشتمهم، بل قال: يا قوم، وواصل مخاطبتهم برفق، محاولًا إلى آخر لحظة أن يوقظ فيهم ما بقي من فطرة وحياء. كان يستطيع أن يقول لهم: إنكم غاوون، لكنه آثر أن يعاملهم كبشر يمكن أن يعودوا، لا كمنحرفين قُطع الرجاء منهم. وهكذا جمع لوط عليه السلام بين الثبات على الحق والرحمة في الأسلوب، وبين قوة الموقف ولين الخطاب؛ هذه أخلاق الأنبياء.
      فهنا نصل إلى مبدأ هامّ: ضرورة التمسك بالأخلاق مهما عارضك الموقف أو ضغطك الواقع. الثبات الخُلقي الحقيقي يظهر عندما يظل الإنسان متمسكًا بما تؤمن به نفسه، حتى لو كان كل ما حوله يعاكس ذلك. هذه هي صفة النفس الرشيدة التي تعرف الحق من الخطأ، وتعود دائمًا إلى الاستقامة مهما كانت الإغراءات أو الضغوط، فتدرك أن الخطأ يظل خطأً، حتى لو بدا مرغوبًا أو ممتعًا، وأن ما تمليه الأخلاق هو السبيل الثابت الذي يحمي الإنسان ويثبت ذاته.
      كنت أتساءل دائمًا: ما هو المنهج الذي ترمي إليه قصة سيدنا لوط؟ لكن بفضل الله ورسائل الأستاذ خالد، بدأت أستخرج التوجهات النفسية والقراءة النفسية لقوم لوط. المنهج الذي اتبعه سيدنا لوط عليه السلام كان قائمًا على تزكية النفس وصقلها بدلاً من الصبر السلبي؛ فقد سعى إلى تربية نفس هذا المجتمع، رغم ما أصابه من انحلال أخلاقي وابتعاد عن الفطرة الإنسانية.


      جزاك الله كل خير، أستاذي الحبيب، وأسأل الله أن يديم علينا نعمة العلم وأن يكرمك في الدارين، وأن ننتفع دومًا بعلم أهل الذكر.

      خوا📿طر ،🪫مريم معطار 🔋

      حذف
  3. بوركت استاذ خالد
    ربنا يزيدك من فضله وكرمه لأمانتك العلمية
    والحكمة .. والإرشاد .. امين يارب العالمين

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
    ---------------
    ملخلص بعض ما جاء في الموضوع:

    ✅- بداية دعوة النبي لوط لقومه كانت باللين والحكمة، فأنكر فعلهم بلفظ (الذكران) دون التصريح بلفظ الفاحشة، و قدم سيدنا لوط نفسه لقومه كنبي مرسل يدعوهم للتقوى وترك المنكر
    ✅- في سورة الشعراء تشير أن أول مواجهة بينه وبين قومه، وأنه خاطبهم بصفته نبيا وبأسلوب لطيف ومهذب حتى لا ينفروا.
    قوله: (أتأتون الذكران) يحمل إنكارا مبسطا للفعل مع استفهام ودون تحريم بصورة مباشرة
    القصد من هذا الأسلوب: التخفيف في الموعظة ومراعاة حال القوم في بداية الدعوة

    ✅2-بعد تهديد قوم لوط له بالإخراج، لم يضعف عزمه بل انتقل لأسلوب أشد
    بدأ يصرح بالفعل على حقيقته مستخدما لفظ (الفاحشة)
    لفظ الفاحشة يدل على التحريم والتجريم ويحدث صدمة توقظ الغافلين
    إضافة لفظ الرجال فيها إزعاج نفسي وتقبيح للفعل لما فيه من مهانة وحقارة

    💎- في سورة الأعراف: شدد لوط الإنكار وبين أن فعلهم لم يسبقهم إليه أحد من العالمين
    قرن بين الرجال والشهوة لبيان أن ما يفعلونه مجرد إفراغ شهوة في غير موضعها غيابا للعقل

    💎- في سورة النمل: زاد التوبيخ بلفظ (وأنتم تبصرون) للدلالة على فعلهم العلني القبيح
    استخدام (أئنكم) فيه زيادة تعجب وإنكار واستغراب من فعلهم مع كمال عقولهم

    💎- في سورة العنكبوت: بلغ الإنكار أقصى درجاته
    استخدمت مؤكدات متعددة: اللام، وإن، والاستفهام لبيان خطورة الجريمة.
    أضيفت جرائم أخرى: قطع السبيل وإتيان المنكر في النادي.

    ✅- نفهم أن

    -أسلوب إنكار النبي لوط عليه السلام ارتقى تدريجيا من اللين إلى الشدة

    -كل لقاء كان أشد من سابقه بسبب ازدياد عناد القوم وسوء فعلهم

    -لفظ الذكران في البداية كان للتحقير والتلميح

    - لفظ الفاحشة والرجال في المراحل اللاحقة كان للتصريح بالتحريم والتجريم

    -كأن الخطاب الإلهي يعلمنا التدرج في الدعوة مع تصاعد الشدة عند الإصرار على المنكر
    -----------------
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. الحياة في جنبِ الله… ليست مظلّة تمنع المطر،
    ليست جدارًا يعزلنا عن الريح،
    ولا عقدَ تأمينٍ ضد الألم كما يتوهّم بعض السطحيين.

    نحن نخطئ حين نظن أن القرب من الله يعني حياة ملساء،
    وأن المحبوبين عنده يسيرون في الدنيا بلا كدمات.
    هذا فهم طفولي للإيمان…

    فلو كان القرب حصانة، لما بكى الأنبياء،
    ولا حزن يعقوب حتى ابيضّت عيناه،
    ولا أوذي محمد ﷺ وهو أحب الخلق إلى الله.

    الحياة في جنب الله معناها شيء أدق… وأعمق… وأخطر:
    أن تبقى واقفًا وسط العاصفة دون أن تنهار،
    أن تُسلب منك الأشياء… ولا يُسلب منك المعنى،
    أن تتكسر الأحلام حولك… ويبقى القلب سليم الاتجاه.

    البلاء في ذاته ليس علامة غضب،
    كما أن النعمة ليست دائمًا شهادة رضا.
    القضية ليست ماذا يحدث لك
    بل ماذا يحدث داخلك أثناء ما يحدث.

    قد يشتد الألم…
    لكن السكينة تنزل في اللحظة التي كان يُفترض أن تفقد فيها عقلك.
    قد يطول الطريق…
    لكنك لا تضل، لأن البوصلة ما زالت تشير إلى الله.

    وهنا جوهر اللطف الإلهي:
    أن يُبتلى الجسد ولا تُبتلى الروح،
    أن يضيق الرزق ولا يضيق الصدر،
    أن تتأخر الإجابة… ولا يتأخر اليقين.

    الله لا يَعِدك أن لا تتوجع،
    لكنه يعدك أن لا تُترك وحدك في الوجع.
    لا يعدك بزوال الحمل،
    بل بقوة تُعطى لك لتحمله دون أن يسحقك.

    وهذا هو معنى أن تحيا في جنب الله.
    د/ مصطفى محمود

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف