بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
مع التعريف بسحر التفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء الخامس عشر)
#- فهرس:
:: الفصل الرابع عشر :: مسائل عن التعريف بجنس هاروت وماروت – اختلاف العلماء
في تفسير لفظ (الملكين) – زمن هاروت وماروت – هل كان هاروت وماروت رولين للبشر ::
1- س43: هل قوله (وما أنزل على الملكين) أوضح
حقيقة ما أنزل على الملكين ؟
2- س44: ما الذي أفاده لفظ (أنزل) من قوله تعالى (وما أنزل على الملكين) وما
دلالة مصدره ؟
3- س45: هل يصح القول أن هاروت وماروت كانا رسولين للبشر ؟
4- س46: هل هاروت وماروت من الملائكة أم من الإنس أم من الجن ؟
#-
أولا: هاروت وماروت من الملائكة.
#-
ثانيا: هاروت وماروت هما رجلان من الإنس.
#-
ثالثا: هاروت وماروت من شياطين من الجن.
5- س47: ما سبب اختلاف العلماء في تحديد جنس هاروت وماروت طالما القرآن قال أنهما ملَكين ؟
#-
أولا: يعني إيه قراءة قرآنية شاذة ؟
#-
ثانيا: ما علاقة القراءة الشاذة بتفسير (ما أنزل على الملكين) ؟
6- س48: هل كان لهاروت وماروت أسماء أخرى ؟
7- س49: في أي زمن كان هاروت وماروت ؟
********************
:: الفصل الرابع عشر ::
********************
..:: س43: هل قوله (وما أنزل على الملكين) أوضح حقيقة ما أنزل على
الملكين ؟ ::..
#- قال الإمام أبو جعفر الماتريدي رحمه الله (المتوفى:333 هـ):
-
قَالَ بعضهم: لم يكن ذلك منهما سحرًا .. بل هو تعويذ الفرقة يقدر
عليه.
-
وقال قائلون: إن ما أنزل على الملكين أنزل كلامًا حسنًا صوابًا ..
لكنه خلط بالذي لقنهم الشيطان .. فصار سحرًا.
-
وقال آخرون: بلى. كان هو في نفسه سحرًا .. يعلمان الناس ذلك .. لكنه
لا يُنهى عن تعليمه .. ولا يكفر الذي تعلم..، إنما ينهى عن الاعتقاد له .. فكان
كالكفر الذي يعلم .. لا يُنهى عن ذلك .. لأَنه ما لم
يعلم .. لم نعلم قبحهُ وفساده .. ولكن إنما يُنهى عن الاعتقاد له .. فكان كالكفر
الذي في تعلمه .. واللَّه أعلم. (تفسير تأويلات أهل السنة ج1 ص524-525).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
الآية لم تظهر لنا أن ما أنزل على الملكين هو سحرا أم أسلوب أم وسيلة للتفرقة بين
الزوجين .. إلا أنه من المحتمل هو أن يكون نوعا من السحر بدلالة أن الناس
أو اليهود يتعلمون منهما ما يفرقون به بين الزوجين .. ولو كان هذا شيئا غير السحر
لكان عرفه الناس .. فتبين أنه شيء خفي يتم فعله في خفاء ولا يظهر سببه بقانون
الأسباب العادية .. والله أعلم.
***********************
..:: س44: ما الذي أفاده لفظ (أنزل) من قوله تعالى (وما أنزل على الملكين) وما دلالة مصدره ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
مجرد التعبير بلفظ (أنزل على) .. يفيد الآتي:
- أن هذا
العلم ليس علم بواسطة بشرية .. لأنه أتى من جهة علو أي مصدر غير معلوم تحصيل العلم
منه للناس .. وبالتالي يفيد خصوصية هذا العلم عند هاروت وماروت ..
2- وهذا الإنزال بحسب المراد من لفظ (الملكين) يفيد مصدر هذا الإنزال:
أ-
فلو كان المقصد من الملكين هما رجلان .. فيكون لفظ الإنزال عليهما محتمل من تلقين
الشياطين لهما كما قال تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)
الشعراء:221-222.
ب-
ولو كان المقصد من الملكين هما من الملائكة .. فيكون لفظ الإنزال دل على أن
الله ألهمهما بهذا العلم وأمرهما بإظهاره للناس فتنة للناس من باب: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ
وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء:35.
- والله أعلم.
************************
..:: س45: هل يصح القول أن هاروت وماروت
كانا رسولين للبشر ؟ ::..
#- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606
هـ):
-
قال بعضهم: هذه الواقعة إنما وقعت في زمان إدريس عليه السلام ..
لأنهما إذا كانا ملكين نزلا بصورة البشر لهذا الغرض .. فلا بد من رسول في وقتهما
ليكون ذلك معجزة له.
-
ولا يجوز كونهما رسولين ..
لأنه ثبت أنه تعالى لا يبعث الرسول إلى الإنس مَلَكا. (تفسير مفاتيح الغيب ج3 ص632).
#-
يقصد الإمام الفخر الرازي بكلامه .. الإشارة قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي
إِلَيْهِمْ) يوسف:109 ..، ولقوله تعالى: (وَقَالُوا
لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ
ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا
وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ)
الانعام:8-9.
-
والله أعلم.
*******************
..::
س46: هل هاروت وماروت من الملائكة
أم من الإنس أم من الجن ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هناك مجموعة من الآراء قيلت .. في معرفة حقيقة جنس هاروت وماروت .. وذلك حسب تفسير
المفسرين .. وانقسمت أقوالهم على ثلاث تعريفات لتحديد جنس هاروت وماروت:
#- أولا: هاروت وماروت من الملائكة.
- وقد أنزل
عليهما علما خاصا لم يحدده القرآن لنا .. إلا أنه كان من هذا العلم ما به إمكانية
التفريق بين الزوجين.. وهذا هو ما عليه كثير من أهل التفسير.
@- ويوجد قصص خرافية قيلت على
هذين الملكين .. سنذكرها في فصل مستقل إن شاء الله.
#- ثانيا: هاروت وماروت هما رجلان من الإنس.
- وهذا الرأي
حسب ما وجدت فهو ينقسم لخمسة مفاهيم عن توصيف هذين الرجلين:
-
الأول: قيل عن الصحابي عبد الله بن عباس أن هاروت وماروت: هما رجلان ساحران كانا ببابل ..
لأن الملائكة لا تعلم الناس السحر. (تفسير البحر المحيط ج1 ص527).
-
الثاني: قيل عن الصحابي عبد الرحمن بن أبزي أن هاروت وماروت: هما داود وسليمان. (تفسير البحر المحيط ج1 ص527).
- الثالث: قيل عن التابعي الحسن البصري: أنهما اسمان لعلجان من بابل .. (تفسير
البحر المحيط ج1 ص527) ..
-
ومعنى علجان: أي رجلين فيهما جفاء وغلطة وشدة كانا يسكنان بابل .. يعلمان الناس السحر.
- الرابع: حكاه المفسر الإمام السمرقندي: قيل كانا ملكين من بَنِي إسرائيل فمسخهما اللَّه .. (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص177).
-
الخامس: ذكره المفسر الإمام الطاهر بن عاشور: أنهما رجلين صالحين تم وصفهما
بأسماء الكواكب لما ماتا .. إذ قال في ذلك الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله:
-
"و (هاروت وماروت) بدل من (الملكين) .. وهما اسمان كلدانيان دخلهما
تغيير التعريف لإجرائهما على خفة الأوزان العربية .. والظاهر أن هاروت معرب (هاروكا) وهو اسم القمر عند الكلدانيين
.. وأن ماروت معرب (ماروداخ) وهو اسم المشتري عندهم .
-
وكانوا يعدون الكواكب السيارة من المعبودات المقدسة التي هي دون
الآلهة لا سيما القمر .. فإنه أشد الكواكب تأثيرا عندهم في هذا
العالم وهو رمز الأنثى ..
-
وكذلك المشتري فهو أشرف الكواكب السبعة عندهم .. ولعله كان رمز الذكر عندهم ..
كما كان بعل عند الكنعانيين الفنيقيين.
-
ومن المعلوم أن إسناد هذا التقديس للكواكب .. ناشىء عن اعتقادهم أنهم كانوا من
الصالحين المقدسين .. وأنهم بعد موتهم رفعوا للسماء في صورة الكواكب ..
-
فيكون (هاروكا) و (ماروداخ) .. قد كانا من قدماء علمائهم
وصالحيهم والحاكمين في البلاد وهما اللذان وضعا السحر .. ولعل هذا وجه التعبير
عنهما في القصة بالملكين بفتح اللام". (التحرير والتنوير ج1 ص642).
-
السادس: قاله المفسر الإمام القاسمي: أنهما كانا دجالين ينصبان على
الناس بالسحر ويتصنَّعَا الورع والتقوي والصلاح .. إذ قال الإمام القاسمي:
- والذي ذهب إليه المحققون: أن هاروت وماروت كانا رجلين متظاهرين
بالصلاح والتقوى في بابل- وهي مدينة بالعراق على نهر الفرات- وكانا يعلمان الناس
السحر. وبلغ حسن اعتقاد الناس بهما أن ظنوا أنهما ملكان من السماء، وما يعلمانه
للناس هو بوحي من الله. (تفسير
محاسن التأويل ج1 ص365).
#- ثالثا: هاروت وماروت من شياطين من الجن.
-
قبيلتين من الجن. (تفسير
أبو السعود ج1 ص138).
-
هما شيطانان. (تفسير البحر المحيط ج1 ص527).
@-
وحينما تتبعت أصل هذين القولين وجدتهما رأيا واحد .. وأنهما شيطانين من الجن.
#-
وصاحب هذا القول هو الإمام بن حزم الأندلسي (المتوفى:456 هـ) .. وهذا
مجرد رأي محتمل ذكره الإمام بن حزم من أحد رأيين أحدهما أنهما من شيطانين من الجن
.. والآخر هما من الملائكة ولكن لم ينزلا بسحر وإنما بحق وتم تزوير هذا الحق.
-
ودليل قولي .. على صحة نسبة هذا الرأي لابن حزم وأنه قال أنهما شيطانين من الجن .. هو ما
ذكره رحمه الله إذ قال: "إما أن هاروت وماروت لم يكونا ملكين وأن ما في قوله (وما أنزل
على الملكين) نفى لأن ينزل على الملكين ويكون هاروت
وماروت حيئذ بدلا من الشياطين ..كأنه قال
ولكن الشياطين هاروت وماروت .. ويكون هاروت وماروت قبيلتان من قبائل الجن كانتا
يعلمان الناس السحر". (الفصل في الملل والنحل ج4 ص26-27)..، وأيضا راجع (الفصل في الملل والنحل ج3
ص145).
#- خلاصة القول:
-
يظهر لنا أن العلماء اختلفوا في حقيقة هاروت وماروت:
1-
فبعضهم قال أنهم ملائكة بدلالة ظاهر النص القرآني .. ولكنهم
اختلفوا في لفظ (ما) هل للنفي أم للوصل .. كما سبق وذكرنا ذلك.
2-
وبعض العلماء ظن أنهما رجلين وليسا ملائكة معتمدا على أقوال
منسوبة لبعض السلف مثل أقوال الصحابي بن عباس وبن أبزي والتابعي الحسن البصري .. ولا
يوجد دليل صحيح يثبت نسبة هذه الأقوال لأصحابها سوى القيل والقال.
3-
وبعض العلماء ظن أنهما شياطين من الجن يعلمان الناس السحر.
- وكل ما سبق سنناقشه .. لمعرفة المحتمل صوابه من هذه الآراء.. إن شاء الله.
***********************
..:: س47: ما سبب اختلاف العلماء في
تحديد جنس هاروت وماروت طالما القرآن قال أنهما ملَكين ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
من الطبيعي أن تسأل نفسك أخي الحبيب بالسؤال السابق ذكره .. خاصة وأن القرآن ذكر أنهما ملكين من الملائكة
.. فلماذا اختلف العلماء في تحديد جنس الملكين ؟!!
- وهذا الإختلاف أجده لسببين:
-
الأول: لأن البعض جعل قوله (وما
أنزل على الملكين) بمعنى لم ينزل شيء على الملكين .. ثم جعلوا هاروت
وماروت رجلين ممن يعلمون الناس السحر.
-
الثاني: بسبب وجود قراءة شاذة للفظ (الملِكين) بكسر اللام .. وإليك
بيان ذلك..
#- أولا: يعني إيه قراءة قرآنية شاذة ؟
1-
القراءة الشاذة: فهي ما اختل فيها ركن من أركان
القراءة الثلاثة المتقدمة: التواتر، وموافقة الرسم العثماني، وموافقة وجه من وجوه
اللغة العربية..
-
غير أن جمهور القراء .. يعتبرون الشاذ ما كان غير متواتر
.. فالآحاد عندهم في حكم الشاذ .. وهي القراءة التي اختل فيها ركنها الركين وهو
التواتر .. وهذا الركن يعد الركن الأهم .. والمعول عليه في اعتبار إثبات قرآنية
الرواية .. فمتى فقدت الرواية أحد هذه الشروط .. تكون شاذة ويحكم بعدم قرآنيتها ..
ولا تعتبر قرآنا.
-
قال الحافظ ابن الجزري: " ... ومتى اختل ركن من الأركان
الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة ... هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف
والخلف". (نقلا من كتاب مقدمات في علم القراءات – مجموعة من المؤلفين – ص72).
2-
قلت (خالد صاحب الرسالة): لو عرفنا القراءة الشاذة بطريقة
بسيطة .. هي قراءة بعض الألفاظ
القرآنية بصورة مخالفة عن القراءة القرآنية المعروفة لعموم المسلمين .. سواء كان
الشذوذ في نطق الكلمة أو رسم الكلمة .. وهذا القراءات سبب شذوذها أنها أتت عن طريق
آحاد الناس .. يعني (فرد عن فرد عن النبي) .. بخلاف القراءة المتواترة التي هي (جماعة
كثيرة نقلا عن جماعة كثيرة عن النبي) .. ككقراءة حفص عن عاصم .. وقراءة ورش عن
نافع .. وهما أشهر قرائتين حاليا في العالم الإسلامي.
#- والقراءة الشاذة (في غالب كلام العلماء)
.. لا يصلى بها .. ولا يحتج بها .. وذلك لكونها رواية آحاد (فرد عن فرد)
والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر .. ولغلبة الظن أنها مما تم نسخه في العرضة الأخيرة من
جبريل على النبي .. وبالتالي فهي ليست قرآنا ليحتج بها .. وبعض العلماء أخذ
بالقراءات الشاذة في الأحكام وعاملها معاملة الأحاديث لأنها روايات آحاد في أغلبها
.. على مبدأ أن الذي يقبل هذا فهو يقبل ذاك .. ولكن فاتهم أن القراءات الشاذة يغلب
عليها الظن بأنها محتمل أنها مما تم نسخه في العرضة الأخيرة التي قرأها جبريل على
النبي قبل وفاته مباشرة .. وإلا كان تم تواترها بين جميع الأمة .. والله أعلم.
#- ثانيا: ما
علاقة القراءة الشاذة بتفسير (ما أنزل على الملكين) ؟
1-
قراءة لفظ (الملِكين) بكسر اللام .. هي قراءة شاذة عند علماء القراءات .. وممن قيل عنه أنه قرأ
لفظ (الملِكين) بكسر اللام:
-
قرأ الصحابي عبد الله بن عباس،
والصحابي عبد الرحمن بن أبزَي، والتابعي الحسن البصري، والتابعي الضحاك بن مزاحم: (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلِكَيْنِ) بكسر اللام .. (راجع
المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات
والإيضاح عنها ج1 ص100 - لأبي الفتح عثمان بن جني
الموصلي "المتوفى: 392هـ").
#-
وقال الإمام القاضي عياض (المتوفى544 هـ): "والقراءة بكسر اللام شاذة". (الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص177).
2- وبالتالي ترتب على القراءة السابقة الشاذة للفظ (الملِكين) .. أن تحول معنى اللفظ من ملكين من الملائكة السماوية .. إلى ملكين من ملوك الإنس الأرضيين .. وبالتالي فهما من الإنس وليسا من الملائكة.
-
وفهم البعض أنهما رجلين من الناس لهما صفة الملك مثل داود وسليمان
.. والبعض فهمها أنهما رجلين كان يصفهما الناس بأن لهما
هيبة كهيبة الملوك والإجلال بين الناس لأنه ذاع صيتهما في الناس.
3-
مع ملاحظة شيء مهم .. أنه لا يوجد دليل على أن بن عباس أو بن إبزي قالا
بهذه القراءة .. وإنما جاء عن ابن عباس في رواية له ذكرها الطبري أنه يفسر
(الملكين9 بالرجلين .. وهو أثر تالف السند جدا وسبق وأوضحت لك ..
-
عموما لفظ (ملِكين) بكسر اللام ..
هي مجرد قراءة شاذة .. متداولة في كتب القراءات وفي كتب التفسير على أنها قراءات
شاذة .. ولم أجد سند لهذه القراءات المنسوبة لأصحابها ..!!
#- قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ):
-
قال أبو جعفر: وحكي عن بعض القراء أنه كان
يقرأ: (وما أنزل على الملِكين) .. يعني به رجلين من بني آدم.
-
وقد دللنا على خطأ القراءة بذلك من جهة الاستدلال.
- فأما من جهة النقل .. فإجماع الحجة - على خطأ القراءة بها – من الصحابة والتابعين وقراء الأمصار .. وكفى بذلك شاهدا على خطئها. (تفسير الطبري ج2 ص435-436).
#- وخلاصة القول:
-
أن سبب اختلاف العلماء في توصيف حقيقة لفظ (الملكين) .. هو بسبب وجود قراءة شاذة نطقت كلمة (ملكين)
بكسر اللام.
- والله أعلم.
********************
..:: س48: هل كان لهاروت وماروت أسماء أخرى ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد تكون في
حيرة من هذا السؤال .. إذ تقول: كيف يكون لهاروت وماروت أسماء أخرى .. وقد ذكرهما القرآن
كأسماء ؟!!
- فعلا شيء
غريب .. ولكن البعض أوجد لهما أسماء سماوية .. على اعتبار أن اسمي هاروت وماروت
أسمائهم الأرضية ..!!
-
فكيف عرفوا أن هذه أسمائهم السماوية ؟
-
بل وكيف عرفوا أن هاروت وماروت ليست أسمائهم السماوية ؟!!
-
الجواب: لا نعرف ولا هم يعرفون ..!!
- إلا أنها
غالبا مأخوذة من روايات يهودية قديمة المصدر .. وسيتم التطرق لهذه الجزئية إن شاء الله حين
الكلام على قصة هاروت وماروت وأناهيد.
#- ومن الروايات التي ذكرت أسماء سماوية لهاروت وماروت
.. فقيل:
-
هما "وعزا" (هاروت) ..، "عزايا" (ماروت) .. وإليك بيان ذلك:
#- ذكر الإمام سبط بن الجوزي رحمه الله (المتوفى:654 هـ):
- وكانت قصتهما
على ما ذكره ابن مسعود وابن عباس والمفسرون:
-
(أنَّ الملائكة رأت ما يصعد إلى السماء من أعمال بني آدم الخبيثة وذنوبهم الكثيرة،
ودْلك في زمان إدرشى (إدريس) .. فعيَّروهم بذلك .. ودعوا عليهم.
-
وقالوا: يا ربنا هؤلاء الذين اخترتهم وجعلتهم في الأرض خلفاء وهم
يعصونك.
-
فقال الله تعالى: لو أنزلتكم إلى الأرض وركَّبت فيكم ما ركَّبت فيهم لارتكبتم
ما ارتكبوا.
-
فقالوا: سبحانك ما كان لنا - أو ما ينبغي لنا- أن نعصيك.
-
فقال لهم الله تعالى: فاختاروا ملكين من خياركم أُهبطهما إلى الأرض .. فاختاروا
هاروت وماروت .. وكانا من أصلح الملائكة وأعبدهم.
#- وقال الكلبي (وهو أحد رواة الأخبار والقصص):
-
قال الله: اختاروا ثلاثة .. فاختاروا عزائيل .. ووعزا
وهو هاروت .. وعزايا وهو ماروت .. وإنما غُيِّر اسمهما لمَّا قارفا الذنب ..كما
غُيِّر اسم إبليس وكان اسمه عزازيل.
-
قال: فركّب فيهم الشهوة وأمرهم أن يحكموا بين الناس بالحق، ونهاهم عن القتل
والزنا، والشرك وشرب الخمر.
-
فأمَّا عزائيل فإنه لما وقعت الشهوة في قلبه استقال .. وسأل الله أن يرفعه إلى السماء .. فأقاله
ورفعه .. وسجد أربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياءً من الله تعالى.
-
وقيل: إنه بقي على حاله.
-
وأمَّا الآخران: فإنهما ثبتا على ذلك، وكانا يقضيان بين الناس يومهما، فإذا أمسيا ذكرا اسم
الله الأعظم، فصعدا إلى السماء.
-
قال قتادة: فما مرَّ عليهما شهر حتى افتتنا ..... إلى آخر القصة)
ذكره سبط بن الجوزي في مرآة الزمان ج1 ص304..، (وراجع أصل هذا الكلام المنسوب للكلبي في تفسير
ابي اسحاق الثعلبي وهو تفسير الكشف والبيان ج1 ص246)..، وراجع (تفسير الخازن ج1 ص65).
*********************
..:: س49: في أي زمن كان هاروت وماروت ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
حاول بعض العلماء .. أن يعرف في أي زمن ظهر هذين الملكين هاروت وماروت .. وذلك
لوجود روايات أشارت لذلك .. وهي روايات تالفة ومضطربة وفيها اختلاف في تحديد زمن
نزول الملكين ..
#- ومما جاء في هذه الروايات التالفة الدالة على زمن وجود
هاروت وماروت:
1- فرواية تنص أنهما كانا في زمن آدم عليه السلام ..
2- ورواية تنص على أنهما كانا زمن نوح عليه السلام ..
3- ورواية تنص على أنهما كانا في زمن إدريس عليه السلام
..
4- ورواية تنص على أنهما كانا في زمن سليمان عليه
السلام ..
5- ورواية تنص على أنهما كانا بعد زمن سليمان عليه
السلام ..
- والله أعلم بزمان تواجدهما .. هذا على افتراض تواجدهما
أصلا ..!!
- وعموما: على افتراض وجودهما .. فزمن تواجدهما هو علم ينفع وجهل لا يضر.
- والله أعلم.
*****************
اللهم اجعل هذا العام الجديد عامًا مباركًا، تُبدّل فيه أحوالنا إلى أحسن حال، وتفتح لنا فيه أبواب الخير والرزق، وتُقربنا فيه إليك قربا لا مرد بعده أبدا ياالله.
ردحذفاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اجعل هذا العام عامًا مليئًا بالنجاحات، وبارك لنا فيه بالرضا، والعافية، والتوفيق، واغفر لنا ما مضى، وأعنّا على ما بقي، واكتب لنا فيه القبول في القول والعمل.
اللهم لا تدع لنا فيه ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرّجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
آمين آمين آمين يا رب العالمين ، جزاك الله خير اختي ريان قلبي اتمنى اكون بقرأ اسمك صح
حذفكنت قرأت للشيخ العلامة المحدث عبدالله سراج الدين
كتابة الفاتحة كاملة مع البسملة ثم كتابة البسملة بعدها 113 بعدد سور القرآن الكريم التي نزلت في اولها البسملة وهي حرز عظيم ويجب كتابتها ما بين الفجر والظهر من أول يوم في السنة الهجرية الأول من شهر محرم .
وهي من وصايا الشيخ عبد الله سراج الدين كان يكتبها بنفسه ويعلقها في غرفته ، وأنا لي عدة سنوات افعلها واجد لها اثر طيب
هي من مجربات الصالحين من احب فعلها فليبدء بقراءة الفاتحة لسيدنا رسول الله صل الله عليم وسلم مرة ثم لاولياء الله الصالحين في كل زمان ومكان مرة
ثم يكتب الفاتحة والبسملة كما ذكرت ثم يختم الكتابة بسورة الاخلاص والمعوذتين واية الكرسي ويعلقها في غرفته او في بيته او يحملها في جيبه زي ما يحب حسب تواجده الاكتر اين يغلب تواجده !!!
( لا ادرى انا وجد فين الزيادة بالختام لاني رجعت لكتب الشيخ وجده ما ذكرها ولكن في مفكرتي وجدني مأكدة على الختام بالاخلاص والمعوذتين واية الكرسي )
يستحسن لو بعد صلاة الفجر وانتي على وضوء وانتي تكتبي رددي البسملة ستجدي انشراح صدر وراحة وخفة في الروح جميلة .
والله اعلى واعلم
1.حين تعجز عن التغيير، لا تعجز عن التسليم، فالله يحب القلب الذي يثق، ويفوّض، ويرضى.
ردحذف2.التفويض الحقيقي هو أن تقول: "يا رب، أنت أعلم، وأحكم، وأرحم، فأنا أستودعك أمري، وأمري لا يصلح إلا بك."
3.ليس كل عبادة تُرى، فالتسليم المطلق والرضا التام عبادات قلبية خفية، لكنها عند الله عظيمة الأثر والمقام.
4.في التفويض راحة، وفي التسليم سكينة، وفي الثقة بالله فتحٌ لا يراه إلا من ألقى قلبه بين يدي الرحمن.
5.ما خاب من قال: حسبي الله، ولا ضاع من قال: فوّضت أمري إلى الله. فالتسليم باب الرضا، والتوكل جسر النجاة.
6.القلب الذي تعلّم التفويض، لم يعد يرهقه سؤال "لماذا؟"، لأنه مطمئن إلى من لا يُسأل عمّا يفعل.
7.الله لا يريدك فقط أن تدعوه بلسانك، بل أن تُسلم له قلبك ،،أن تقول: "يا رب، اختر لي، فأنت الأعلم بمواطن الخير في طريقي."
أنواع الخواطر:
ردحذف✅- الخاطر النفسي:
هو ما يصدر عن النفس من أمانيها ورغباتها وشهواتها، ويكون نابعا من داخلها نتيجة هوى أو طبع او شهوة
✅- الخاطر الشيطاني:
هو وسوسة الشيطان، ويدعو غالبا إلى معصية أو غفلة، أو يشكك في الحق او الخلق، أو يثبط عن الطاعة
✅- الخاطر الملكي ويسمى أيضا الرحماني (الإلهام ):
و هو ما يلقيه الله في قلب عبده، بواسطة ملك، فيدفعه إلى خير أو طاعة او بدون واسطة
و يأتي بدون إرادة سابقة من النفس، في صورة تذكير أو توجيه لطاعة أو معاملة مع الخلق أو ذكر
ويوصف ب "الهام"، لأنه من الله، سواء كان بواسطة أو بلا واسطة.
🟢- الوارد:
هو ما يرد في القلب من خواطر
و يسمى واردا لانه يرد في القلب او يسقط فيه، فالوارد هو الالهام
⏪- ومعنى " من ليس له ورد فليس له وارد"
أن من ليس له حالة وصل مع الله بالذكر كيف سيجد الهاما بالايمان في قلبه
⏪- وكما أن هناك الهاما يأتي نتيجة ذكر الله فهناك الهام يأتي نتجية العمل الصالح مع الله ( هل جزاء الاحساس إلا الإحسان)
فيكون عملك الصالح سبب الهامك بشيء يساعدك في حل مشاكلك او يقيك السوء
كما جاء في حديث النبي ﷺ:
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصَّدقةُ السِّر تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ"
فالعمل مع الله يكون من باب العبادات والمعاملات ( والله لا يضيع أجر المحسنين)
الأستاذ خالد أبوعوف
والله أعلم
جزاك الله خير يا حسناء وربنا يرضا عنك
حذفاستاذ خالد هل تقصد على حسب فهمي ان الوارد والالهام علاقته بالعمل الصالح سواء كان تعبدي او تعاملي لكن الفرق بينهما ان الوراد للقلب والالهام للنفس هل فهمي كدا صحيح ؟ ربما لذلك اشترطوا على الوارد يكون موافق للشريعة او يهمل ولا يلتفت له
ام تقصد الوارد والالهام محله القلب ؟ والفرق في وظيفة كل منهم ؟
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
ردحذفآمين يارب العالمين