بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
مع التعريف بسحر التفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء السادس)
#- فهرس:
:: الفصل الخامس :: ما سبب نزول قوله
تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) – وسبب قول اليهود عن سليمان أنه ساحر ::
1- س14: ما سبب نزول قوله
تعالى: (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟
2- س15: من هم اليهود المقصودين بقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا
تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ)
؟
3- س16: هل كان اليهود ينسبون السحر لسليمان اتهاما له أم استباحة لأنفسهم ؟ - (ومن أين أتت خرافة السحر الأبيض أو العلوي أو الطاهر أو النوراني ؟).
********************
:: الفصل الخامس ::
********************
..:: س14: ما سبب نزول قوله
تعالى: (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟ ::..
-
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى
مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
...) البقرة:102.
#- قيل في سبب
نزول قوله (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان)
هو ما ذكره الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) إذ كتب:
- قال محمد بن إسحاق: لما ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم سليمان في المرسلين ..، قال بعض أحبارهم: يزعم محمد أن ابن داود كان نبيا ..
والله ما كان إلا ساحرا، فأنزل الله عز وجل: (وما
كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) أي ألقت إلى
بني آدم أن ما فعله سليمان من ركوب البحر واستسخار الطير والشياطين كان سحرا.
(تفسير القرطبي ج2
ص41-42).
#- أولا: قلت (خالد صاحب الرسالة)
تعقيبا على ما ذكره القرطبي:
1-
ما ذكره القرطبي عن التابعي محمد بن اسحاق .. جاء في رواية ذكرها الإمام الطبري .. ومما
جاء فيها: ( قَالَ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ
يَهُودَ: أَلَا تَعْجَبُونَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ نَبِيًّا
.. وَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا سَاحِرًا .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ
قَوْلِهِمْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَاتَّبَعُوا مَا
تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانَ وَلَكِنَّ
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102]) رواه الطبري في تفسيره ..
2-
وهذا الأثر المروي عن محمد ابن إسحاق .. هو ضعيف لأسباب:
أ-
فيه (محمد بن حميد الرازي) وهو شيخ الطبري .. وهو منكر الحديث وضعيف جدا ..
(وراجع أقوال العلماء
في تهذيب التهذيب ج9 ص131).
ب-
يوجد انقطاع في السند بين ابن اسحاق ومن أخذ عنه هذه القصة.
ج-
لا يوجد دليل على مصدر هذه القصة التي ذكرها.
3-
بالرغم من ضعف سند الرواية .. إلا أن هذا الجزء الذي ذكره ابن اسحاق .. لو اعتبرناه
مجرد تصور يمكن حدوثه .. فهو محتمل حدوثه .. أي يجوز أن يكون أحد أحبار اليهود في
زمن النبي اعترض على تكريم القرآن لسليمان بكونه نبيا كريما .. لأن بعض اليهود يظن
أنه ملكا وليس نبيا .. وسواء كان نبيا أو ملكا ففي كلتا الحالتين كان ساحر من وجهة
نظر بعض علماء اليهود وليس جميعهم.
#- ولكن انتبه: لا يقال بصحة حدوث هذه القصة التي ذكرها ابن
اسحاق إلا مجرد رأي وليس حقيقة واقعية .. لأنه لا يوجد سبب معلوم لنزول هذه الآية على وجه الخصوص..
وهي آية: (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102.
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. آية (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) مرتبطة بما قبلها من الآيات.
1- الذي يظهر لي من سياق الآيات .. هو أن هذه الآية لم تنزل منفردة وإنما مرتبطة
بما قبلها وبما بعدها .. فميف يقال أنها نزلت لسبب محدد .. فضلا عن أنه لا يوجد
دليل يقول أنها نزلت بسبب قصة معينة حدثت ..
2-
ما أريد قوله وأظنه .. هو أن سبب مجيء القرآن بجزئية اتباع اليهود للشياطين .. وافترائهم
على سليمان عليه السلام .. هو بيان نموذج من نماذج جحود اليهود للقرآن بسبب تعلقهم
بالباطل المذكور في كتب علمائهم .. وتأمل معي قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ
رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا
الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:101-102
..
-
فذكر الله جحود اليهود للقرآن .. ثم ذكر الله أحد أسباب جحود اليهود في زمن النبي للقرآن
.. وهو أن القرآن كان مدح سليمان عليه السلام بأنه نبيا أوَّاب (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ
أَوَّابٌ) ص:30 .. والأواب هو دائم
التعلق بالله دون انقطاع في جميع تجليات الله عليه بالمنع والعطاء، والقبض والبسط،
والضيق والسَّعة، والضر والنفع .. إذ هو مولاه.
3-
ولما كان المدح بصدق العبودية لسليمان عليه السلام يخالف معتقد اليهود فيه .. لأن بعضهم كان يعتقد في سليمان أنه ساحر واستخدم السحر
في بناء مملكته .. وقد بنى أصناما وسجد لها مرضاة لبعض زوجاته .. وغير ذلك من
موبقات نسبوها لسليمان عليه السلام ..، ولذلك أظهر القرآن سببا من أسباب جحود
اليهود للقرآن .. وهو اعتراضهم على ما جاء في القرآن عن سليمان أنه نبيا أوَّاب
..، ففضح الله حقيقتهم وأكاذيبهم التي وصفوا بها سليمان عليه السلام .. بل وكشف
لنا جانب آخر من حقيقة اليهود وهو أنهم اتبعوا ما تكلمت به الشياطين على مسامع
أسلافهم من اليهود ولازالوا يصدقونها حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
4-
والمعنى مختصرا
مما سبق: أن الله قد أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق وهو
القرآن .. فجحده اليهود .. ومن مظاهر جحودهم أنهم لم يرتضوا قول الحق من القرآن في
سليمان عليه السلام كونه نبيا أواب من الصالحين .. ولكن ارتضوا بما كتبه أسلافهم
بما تلته عليهم الشياطين افتراء على عهد مملكة سليمان عليه السلام من سابق الزمان ..
والله أعلم.
#- وخلاصة القول:
1- أنه لا يوجد سبب نزول صحيح لنزول قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102..
2- الراجح عندي أن الآية نزلت في جملة آيات سابقة ولاحقة ..
وأن الغرض من قوله (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102...، هو ضرب مثال على جحود
اليهود وبيان حقيقتهم النفسية ومعتقدهم في النبي سليمان عليه السلام .. وفي ذات
الوقت تبرئة للنبي سليمان عليه السلام مما نسبوه إليه من تسخر الشياطين بالسحر.
- والله أعلم.
*********************
..:: س15: من هم اليهود المقصودين بقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟ ::..
-
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى
مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
...) البقرة:102..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
قوله (واتبعوا) .. من الإتباع .. هو الإقتداء .. وهو أن تتخذ الآخر
قدوة لك وتسير على مثل نهجه.
#- أولا: اختلف
العلماء على المقصود بقوله تعالى: (واتبعوا) ..
على آراء:
-
الرأى الأول: المقصود بهم اليهود في زمن النبي صلى الله
عليه وسلم. (راجع
تفسير الطبري ج2 ص405).
-
الرأي الثاني: المقصود بهم اليهود في زمن سليمان عليه
السلام. (راجع تفسير الطبري ج2 ص407).
@- وقال الإمام
الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606):
- قوله تعالى: (واتبعوا) حكاية عمن تقدم ذكره وهم
اليهود .. ثم فيه أقوال:
- أحدها: أنهم اليهود الذين كانوا في زمان
محمد عليه الصلاة والسلام.
- وثانيها: أنهم الذين تقدموا من اليهود.
- وثالثها: أنهم الذين كانوا في زمن سليمان
عليه السلام من السحرة .. لأن أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان عليه السلام .. ويعدونه
من جملة الملوك في الدنيا .. فالذين كانوا منهم في زمانه لا يمتنع أن يعتقدوا فيه
أنه إنما وجد ذلك الملك العظيم بسبب السحر.
- ورابعها: أنه يتناول الكل .. وهذا أولى
لأنه ليس صرف اللفظ إلى البعض أولى من صرفه إلى غيره .. إذ لا دليل على التخصيص. (التفسير الكبير ج3 ص617).
- معنى قوله (الذين تقدموا من اليهود): أظن أنه يقصد بهم الذين أتوا
بعد زمن سليمان وانتهاء جيل العلماء الذين عاصروه.. فخلف من بعدهم من زوَّر وحرف
في الحقائق.
#-
ثانيا: الرأي الذي عليه غالب أهل التفسير .. هو الرأي الأول .. وسبب ميلهم لهذا
الرأي حسب ما أظن هو الآتي:
1-
سياق الآيات يظهر أن القصد هم اليهود المعاصرين للنبي .. إذ قال تعالى: (وَلَمَّا
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ
كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) البقرة:101 ..، وهي الآية السابقة لقوله (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ) البقرة:102 ..، فظهر بذلك أن الخطاب إنما هو موجه لليهود
المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما أظهر القرآن سبب هجران اليهود
المعاصرين للنبي للقرآن وهو أن القرآن كان يبريء سليمان من تهمة الكفر والسحر ..
وهذا كان معتقد في اليهود لازالزا يعتقدونه حتى نزول القرآن بل وحتى يومنا هذا
..
2-
أن الكلام عن اليهود في الآية لم يختص بجماعة يهود معينة
دون أخرى .. بل هي تتكلم عن مطلق معتقد يهودي كان لازال مستمر إلى بعثة النبي
صلى الله عليه وسلم .. وإلا كان اعترض اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
ولقالوا أن هذا ليس معتقدهم في سليمان..، ولكن لما ظهر عدم اعتراضهم على ما قاله
القرآن فقد تبين أن هذا كان لازال معتقد فيهم موروث لم يتغير عن سليمان عليه
السلام بأنه كان ساحر وقد كفر .. وليس نبيا من الصالحين.
3-
ويكون معنى الآية عندهم: أن اليهود في زمن النبي قد اتبعوا ما أخبرت
وحكت به الشياطين (سواء أسلافهم اليهود أو ما وسوسة به الشياطين لكهنتهم) .. وذلك افتراءا
على سليمان في فترة ملكه بأنه كان يحكم مملكته بالسحر.
@-
أما عن أصحاب الرأي الثاني بأن المقصود بقوله (واتبعوا) هم يهود زمن سليمان .. فسبب ميلهم لهذا الرأي:
1- هو مجرد أخبار منقولة عن أخبار
الإسرائيليات المروية عن الصحابي عبد الله بن عباس وبعض التابعين .. ولا دليل عليها .. وإن كان ظاهر اللفظ يشير إلى يهود زمن سليمان
.. إلا أن سياق الآية السابقة لقوله (واتبعوا ما تتلوا
الشياطين ...) يدل على أن هذا الاتباع يشمل كل اليهود سواء الذين في زمن
سليمان باعتبارهم الفاعل الأول باتهام سليمان بالسحر والكفر .. أو اليهود الذين
استمروا على هذا المعتقد حتى زمن النبي.
2-
ويكون معنى الآية عندهم: أن بعض اليهود من كهنتهم قد جهروا بعد وفاة سليمان ونشروا
عنه ما تلته عليهم الشياطين في مسامعهم .. بالإفتراء على سليمان بأنه كان يمارس
السحر في حكم مملكته.
#- ثالثا: الرأي
الراجح في المقصود بقوله (واتبعوا) ..
-
هم كل علماء اليهود .. في كل الأزمنة التي توافقت نفوسهم على الإعتقاد في
سليمان بأنه ساحر أو قام بتسخير الشياطين لإقامة مملكته .. وهذا هو الرأي الذي
رجحه الإمام الرازي رحمه الله.
#-
خلاصة القول:
1-
لا مشكلة في تحديد من هم اليهود المقصودين في الآية .. سواء الذين عاصروا سليمان، أو الذين أتوا بعد
عصره بقليل، أو المعاصرين للنبي في زمنه .. لأن المقصد من الآية هو أن كل من يصدق
قول حاخامات اليهود أي علمائهم في قولهم أن سليمان كان يسخر الشياطين بالسحر أو
أقام مملكته بالسحر .. فهو يدخل ضمن قوله تعالى (واتبعوا
ما تتلوا الشياطين) .. ولذلك أتى بالفعل (تتلوا)
للدلالة على استمرارية تصديق هذا المعتقد في سليمان من بعض طوائف اليهود إلى قيام
الساعة ..!!
2-
وإذا كان رأي الجمهور أن المقصد بلفظ (واتبعوا) هم اليهود المعاصرين للنبي .. ولكن هذا من حيث نزول الآيات فيهم ..
-
ولكن من حيث التفسير: فأظن أن الراجح هم كل اليهود في كل الأزمنة التي
توافقت نفوسهم على الإعتقاد في سليمان بأنه ساحر أو قام بتسخير الشياطين لإقامة
مملكته .. وهذا هو الرأي الذي رجحه الإمام الرازي رحمه الله..، بل أن لفظ (تتلوا) يؤيد هذا الرأي .. لن الفعل المضارع يدل على
الدوام والاستمرارية في تصديق ما تلته الشياطين .. وهذا يستوجب وجود من يصدق ويحيي
هذه الخرافة عن سليمان ويتهمه بأنه كان ساحر.
3-
تبقى أن أقول: أن المقصد باليهود أو بالذين اتبعوا ما تلته الشياطين على ملك سليمان .. فهم
حاخامات أو علماء اليهود وخاصة الكهنة منهم .. وهذا سبب سنتكلم عنه حينما نتكلم عن
المقصود بالشياطين في الآية .. إن شاء الله.
- هذا والله أعلم.
********************
..:: س16: هل كان اليهود ينسبون السحر لسليمان اتهاما له أم استباحة لأنفسهم ؟ ::..
(ومن
أين أتت خرافة السحر الأبيض أو العلوي أو الطاهر أو النوراني ؟)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
هناك ملحوظة في تفاسير بعض العلماء .. يظنون أن اليهود كانوا ينسبون سليمان للسحر
.. أو أنه أقام مملكته بالسحر .. ومقصدهم بذلك يذمون أو يسبون سليمان ..!!
- وهذا خطأ .. بل ولا يتفق مع الآية: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ...) البقرة:102..
- فاليهود كان مقصودهم: هو تبرير فعل السحر لأنفسهم في استحضار الشياطين
وفعل السحر .. ولما وجدوا ان سليمان يسخر الشياطين .. فنشروا بين عوام اليهود أن سليمان
كان ساحر بدليل أنه كان يسخر الشياطين .. وكذلك نحن نفعل .. ونستخدم السحر الأبيض أو
الطاهر أو العلوي الذي كان يستخدمه سليمان في استحضار الملائكة وقهر الشياطين .. ومن
هنا أتى مفهوم السحر الأبيض .. أي يقصدون به سحر كان يستخدمه سليمان في الخير ..
"وكل هذا كذب في كذب" .. وراجع ما ذكرناه في الفصل الثالث عند كلامنا
على " سفر الرازيم Sefer ha-Razim"
..
-
ولذلك لما نسبوا السحر لسليمان .. فإن الله نسب السحر إليهم هم .. لأن السحر كفر .. وسليمان
لم يكفر بالله أبدا.
-
فمقولة أن اليهود اتهموا سليمان بالسحر طعنا فيه .. لا .. لم يكن المقصد هو الطعن فيه .. بقدر ما هو
استباحة فعل السحر لأنفسهم فألقوا التهمة على سليمان ليبرروا أفعالهم أمام العوام
من الناس ليتقبلوا أفعال كهنة اليهود في السحر.
*****************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف