بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
مع التعريف بسحر التفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء السابع)
#- فهرس:
:: الفصل السادس :: عن
دلالة تلاوة الشياطين – والمقصد من تلاوة الشياطين من خلال مصادر يهودية وإسلامية –
لماذا قال القرآن (تتلوا) ولم يقل (تلت) ؟ ::
1- س18: ما معنى التلاوة ودلالتها اللفظية في قوله (اتبعوا ما تتلوا الشياطين) ؟
2- س19: ما المقصود من تلاوة الشياطين على ملك سليمان عند اليهود والمسلمين ؟
#- أولا: المقصد من تلاوة الشياطين على ملك سليمان حسب
ما افتراه اليهود في توراتهم على سليمان.
#-
ثانيا: ملاحظات مهمة جدا.
#-
ثالثا: الآراء التي قيلت في تلاوة الشياطين على ملك سليمان
في الروايات الإسلامية.
3- س20: لماذا قال تعالى عن يهود زمن النبي أنهم (اتبعوا ما تتلوا الشياطين) ولم
يقل "اتبعوا ما تلت الشياطين" ؟
@- أولا: لماذا قال القرآن (تتلوا
الشياطين) ولم يقل "تلت الشياطين"
.
@- ثانيا: قد يأت الفعل المضارع بمعنى الماضي لاتفاق النفوس الحاضرة على نفس منهج أسلافهم.
********************
:: الفصل السادس ::
********************
..:: س18: ما معنى التلاوة ودلالتها
اللفظية في قوله (اتبعوا ما تتلوا الشياطين) ؟ ::..
-
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
...) البقرة:102.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- تفسير
لفظ (تتلوا) ..
1-
لفظ (تتلوا): من التلاوة .. وهي المتابعة في القول أو القراءة الواضحة
كلماتها لمن يسمعها .. وتندرج تحت مفهوم التلاوة حكايات الأخبار المتتابعة أيضا ..
2-
والتلاوة .. لفظ لا يقال إلا للقراءة أو الأقوال التي لها
مهابة وتعظيم في النفس ..
-
وهذا يستدعي وجود إصغاء باهتمام للمتلقي لها .. وكأن اليهود استمعوا باهتمام وصدقوا ما قالته
الشياطين لهم من افتراء على ملك سليمان في كيفية إدارة حكمه لمملكته وأن ذلك كان
بالسحر.
-
وكأن الشياطين كانت تتحدث وتروي وتتكلم وتقول
وتلقي بأخبار ومعلومات واضحة البيان .. وذلك لبعض أحبار اليهود وهم طائفة الكهان الذين
كانوا على تواصل بالعالم الروحاني .. حتي دونوها في كتبهم بكل تفصيل .. وكأن
الشياطين كانت تقوم بتلقينهم الكلام تلقينا بكل دقه .. وهم يستمعون بإصغاء واهتمام
بالغ لما يقولونه ويقرأونه عليهم من أكاذيب على عهد سليمان عليه السلام بأنه كان
يسخر الشياطين بالسحر الذي هو كفر أو خلاف ذلك مما قالوه على ملكه ..!!
3-
وإذا كان لفظ التلاوة .. يفيد أن ما تلته الشياطين ليس مجرد كلام عادي
.. وإنما كلام فيه حالة من التقديس والمهابة .. فذلك ليصبغوا هذا الكلام بصبغة دينية مقدسة حتى يتقبلها
الناس دون اعتراض.
#-
ومن هذه التلاوة ما جاء في توراة اليهود .. من أن سليمان أنحرف وضل وبني
الأصنام الكثيرة واتبع شهواته الجنسية .. كما سبق وذكرنا في فصول سابقة.
3-
إذن: لفظ التلاوة أتى ليوضح أمرا كان مستوطنا في نفوس اليهود عن سليمان
عليه السلام .. وليس فقط هو كونه ساحرا كما زعم بعض كهنتهم .. ولكن جميعهم متفقين
على أن سليمان بني الأصنام وربما عبدها مع زوجاته الوثنيات ووافق على طقوس الجنس
والقتل المصاحبة لكل صنم .. وهذا كفر بكل تأكيد .. وبما أنه مذكور في توراة اليهود
فهذا معناه أنه اكتسب الصبغة الشرعية المقدسة التي لا يمكن إلا الإيمان بها حسب
المعتقد اليهود وإلا ستكون كافرا بتوراتهم أي كتابهم المقدس ..!!
4-
فلفظ (تتلوا) .. كشف لنا ملامح كبيرة في الآية .. إذ أن
المقصود بأن ما تتلوه الشياطين لم يكن مجرد وسوسة فقط .. وإنما هذه الشياطين أرادت أن يجعلوا مما قيل على ملك
سليمان هو جزء من كتاب مقدس ليعتقده الناس أنه منزل من الله .. حتى لا
يعترض عليه أحد أو ينكره لأنه أصبح كلام مقدس منزل من عند الله (وحاشاه جل شأنه)..،
ليظل هذه عقيدة يعتقدونها في سليمان عليه السلام .. ويتوارثنها جيلا بعد جيل حتى
يومنا هذا وإلى نهاية العالم ..!!
5-
فهؤلاء الشياطين نجحوا في الإساءة لسليمان عليه السلام .. ولعل ذلك نتيجة تسخير سليمان لهم في خدمة
الحق أثناء ملكه .. فقامت الشياطين بتجنيد بعض الكهنة لروحانيين ليوحون إليهم
بكلام عن سليمان يدرجوه في توراتهم حتى يظل كلام فيه اتهام ونقصية في حق سليمان
عليه السلام .. ولعل كان مقابل تزوير وتحريف حقيقة سليمان في نصوص التوراة .. هو
أن يمنحوهم قدرة روحانية خاصة ليميزوهم بها على الناس بل وسيجعلون الناس يعتقدون
فيهم أنهم أولياء وأهل قداسة ويجب دفع الأموال لهم لصلاحهم.
6- وختاما: اذكرك بجزئية .. أن لفظ التلاوة لو جاء بعده
لفظ (على) .. فهي تفيد الصدق أو الكذب بدلالة القائل .. فلو كان القائل كاذب
فتكون تلاوته باطل .. ولو كان القائل صادق فتكون تلاوته حق ..، ولما كان القائل
هنا هو الشياطين .. فقد ظهر بيقين أن قولهم كذب وبهتان وباطل نشروه عن سليمان
عليه السلام .. وهو بريء منه صلى الله عليه وسلم.
@- وما سبق هو ما جال بخاطري في فهم لفظ (تتلوا) ودلالته اللفظية ..
- والله
أعلم.
#- ملحوظة أريدك تنتبه لها: ما ذكرته هنا فقط هو معنى لفظ التلاوة وما
يشير إليه .. ولكن لم أذكر ما هو المقصود من التلاوة .. إذ أن غالب العلماء
يتكلمون في أن اليهود نسبوا السحر لسليمان .. ولكني في الحقيقة أرى أن ما تكلمت به
الشياطين على ملك سليمان .. ليس متعلقا فقط بأن سليمان كان ساحر كما جاء في بعض
المخطوطات اليهودية القديمة قبل القرن السادس الميلادي مثل سفر الرازيم أو وصية
سليمان ..، ولكن ما قالته الشياطين على ملك سليمان أوسع من ذلك
********************
..:: س19: ما المقصود من تلاوة الشياطين على ملك سليمان عند اليهود والمسلمين ؟ ::..
-
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
...) البقرة:102.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ
ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة:79.
-
والذي أظنه .. أن مما كتبه اليهود بأيديهم هو .. ما كتبوه على ملك سليمان في توراتهم .. وذلك
ليصبغوها بصبغة مقدسة واجب الإعتقاد فيها .. ويتم تلاوتها على الدوام على أنها
عقيدة مقدسة من التوراة .. ولا يجب الإعتراض عليها .. وظل هذا المعتقد يتم تلاوته
حتى يومنا هذا وإلى ما يشاء الله طالما توراة اليهود موجودة .. !!
#-
فما الذي وسوست به الشياطين لليهود ليكتبوه بأيديهم عن ملك سليمان بعد موته .. ولازالوا يتلوه حتى يومنا هذا .. وجعلوا
منها حقيقة مقدسة .. وقالوا أن هذا ما حدث على عهده ..؟!!
- كن منتبها أخي الحبيب لما سأذكره لك ..
@- أولا: المقصد من تلاوة الشياطين على ملك سليمان حسب ما افتراه اليهود في توراتهم
على سليمان..
-
وهو ما ثبت في توراة اليهود من أن سليمان بني الأصنام تعظيما لها .. وسمح بممارسة أنواع الفجور من الدعارة القتل
لهذه الأصنام .. وهذا كفر صريح .. وللتذكرة إليك هذا النص التوراتي من كتابهم
المقدس ويتلونه على ملك سليمان في فترة حكمه:
#- إذ جاء في توراة اليهود (سفر الملوك الأول الإصحاح الحادي
عشر من 1-11):
1-
وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ
نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ
وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ
2-
مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ
قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ
لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ».
فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ
بِالْمَحَبَّةِ.
3- وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ
مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ
نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.
4-
وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ
سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ
الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ.
5-
فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ،
وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ.
6-
وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ.
7- حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ
مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ
رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.
8-
وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ.
9-
فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ
إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ.
10-
وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ
أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ.
11-
فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ:
«مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي
أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا
لِعَبْدِكَ. (انتهى النقل)
.. (سفر الملوك الأول
الإصحاح الحادي عشر "1-11" – نقلا عن موقع الأنبا تكلا).
#- وسبق شرح هذا النص بالتفصيل في الفصل الثاني .. تحت عنوان: (س6: ماذا قالت توراة اليهود عن النبي سليمان عليه السلام
؟).. فارجع إليه لو
أردت معرفة التفاصيل حول الأصنام مولك وعشتاروت وكموش .. وما كان يتم لها من قرابين
ومسموح من الفعل لها من قتل ودعارة وفسوق وفجور ..!!
#- بل وجاء في مصادر مخطوطات
يهودية .. ما يدل على
اتهامهم لسليمان بكونه ساحر .. (بغض النظر عن كون اليهود والنصارى لا يعترفون بهذه
المخطوطات) .. إلا أن هذه المخطوطات قام بكتابتها بعض اليهود قبل القرن السادس
الميلادي .. وهذا معناه أن جماعة من اليهود كانوا يعتقدون في سليمان أنه قام
بتسخير الشياطين من خلال السحر.
- وراجع ما ذكرناه في الفصل
الثالث من هذه الرسالة .. تحت عنوان (س7: ما
هي أقدم المصادر اليهودية قبل الإسلام والتي تكلمت عن ملك سليمان في علاقته
بالشياطين ؟) .. وما ذكرناه عن سفر الرازيم Sefer ha-Razim – أي كتاب الأسرار والغوامض..،
وما ذكرناه عن سفر العهد السليماني ويسمى سفر وصية سليمان..، وكذلك ما ذكرناه عن
التلمود البابلي.
#-
ونلاحظ أن الذي قاله اليهود في توراتهم على ملك سليمان .. هو فعلا الكفر الذي افتروا به على سليمان في
مملكته .. كما هو واضح وصريح في توراتهم .. من بناء الأصنام .. وهذا الكفر هو مما
برئه الله منه.
-
ولكن السحر لم يذكر في توراة اليهود أن سليمان مارس السحر .. وإن كان هناك مخطوطات تم كتابتها قبل القرن
السادس الميلادي أي قبل ظهور الإسلام .. وهذه المخطوطات تشير لكون سليمان ساحر (واليهود
والنصاري لا يعترفون بهذه المخطوطات).
-
وسبق وذكرت أن من ينسب تهمة عبادة الأصنام لنبي وممارسة طقوس
الدعارة علنا أمام الأصنام الآلهة .. وممارسة طقوس التضحية بالبشر أمام الأصنام ..
فسيكون أقل تهمة تقال عنه أنه ساحر .. فلا نستغرب إن قيل عن سليمان أنه ساحر بعد أن
نسبوا إليه ما سبق من موبقات وجرائم .. !!
#-
ثانيا: ملاحظات
مهمة على ما سبق من توراة اليهود وآية (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
1-
الملاحظة الأولى: أن تهمة السحر لم تأتي صريحة في لفظ الآية القرآنية: (واتبعوا ما تتلوا
الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) ..
- ولكن الذي
أتى صريح في الآية هو تهمة الكفر .. وهذه أظهر الله براءة سليمان منها.
-
وكثير من العلماء ربط الكفر بمسألة السحر .. بدلالة سياق الآية وأنها
تتكلم عن السحر .. وأن السحر هو مما برأ الله سليمان منه .. ثم أظهر الله حقيقة من
كان الساحر الحقيقي الكافر في باقي الآية ..
2-
ومحتمل أن الآية بعد أن نفت الكفر عن سليمان وهو مسألة بناءه للأصنام المذكورة في
توراة اليهود .. انتقلت لبيان آخر .. وكأن الله يقول: ولو أردنا حقيقة بيان
الكافر فعلا فهؤلاء الشياطين فعلا هم من كفروا لتعليمهم الناس السحر .. إلى آخر
الآية .. والله أعلم.
#-
ثالثا: الآراء
التي قيلت في تلاوة الشياطين على ملك سليمان في الروايات الإسلامية (ولم يصح منها
شيء – وأذكرها لك باختصار):
-
اختلفت آراء المفسرين حول المقصد من تلاوة الشياطين على ملك سليمان .. وذلك باختلاف الروايات المنسوبة للصحابي بن
عباس فقط أو لبعض التابعين .. والتي لم يصح منها شيء .. وسيأتي بيان ذلك في فصل
مستقل .. ولكن أذكر لك هذه الآراء هنا بصورة مجملة للإحاطة بها:
#- وعموما هذه
الآراء تتلخص في الآتي:
-
الأول: هو ما تلته الشياطين بما كانوا يلقونه إلى الكهنة من السحر وكتبوها في زمن
سليمان نفسه .. يعني في حياة عينه .. فجمع سليمان هذه الكتب ودفنها تحت كرسيه ..
فلما مات سليمان .. قالت الشياطين أن سليمان كان يستخدمنا بهذا السحر .. ودليل ذلك
هو أنها مدفونة تحت كرسي العرش .. روي ذلك عن السدي ومجاهد وسعيد بن جبير وابن
عباس في رواية.
-
الثاني: أن الجن كتبت كتاب من السحر ووضعته تحت كرسي سليمان في غفلة منه ثم لما مات
سليمان ... جاء الشيطان وأرشد الناس لهذا الكتاب .. وقال للناس أن سليمان كان
يستخدمنا بهذا الكتاب الذي به السحر في بناء مملكته .. وذلك روي عن بن عباس في
رواية أخرى وعن الربيع بن أنس وابن إسحاق.
-
الثالث: أن شيطان سرق ملك سليمان .. واثناء تلك الفترة كتب الشياطين كتب السحر
ودفنوها تحت كرسي سليمان .. ولما استرد سليمان ملكه .. ثم مات .. قالت الشياطين أن
سليمان كان يستخدمنا بالسحر ودليل ذلك الكتب المدفونة تحت كرسي عرشه .. وذلك روي
عن ابن عباس في رواية.
-
الرابع: أن سليمان كان يُملِّي علمه على آصف بن برخيا وزيره .. وكان آصف يدونه في
الكتب ويدفنها تحت كرسي عرش سليمان .. فلما
مات سليمان أخرجته الشياطين وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى
سليمان .. وذلك روي عن ابن عباس في رواية له .
-
الخامس: وهو أن آصف وزير سليمان قد تواطأ في
الجريمة مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته .. ولما مات
سليمان فالشياطين بالإتفاق مع آصف فعلوا ذلك .. وهذه القصة أشار إليها ابن عطية في
تفسيره ..، وكذلك أشار إليها القرطبي في تفسيره عن الكلبي .. وهذا قول لم أجد له إسناد.
-
السادس: أن سليمان أخذ عهود الدواب .. فكانت الدابة إذا أصابت إنساناً طلب إليها
بذلك العهد .. فتُخلّي عنه .. فزاد السحرة السجع والسحر .. وهذا قوله منسوب للتابعي
أبو مجلز .. وقد ذكر هذا القول بن الجوزي في زاد المسير ..
-
وكل ما سبق من روايات هو باطل ولم يصح منه شيء .. وسيأتيك مزيد تحقيق للروايات .. خاصة في تشكل
الشيطان بشكل سليمان وطرده في الشوارع بعد أن خدعه وسلبه ملكه ..!!
- السابع: أن
سليمان قد انحرف في ملكه وبني الأصنام ارضاء
لزوجاته المشركات .. وهذا هو الحق من وجهة نظري وقد أظهرته بالدليل فيما سبق من توراة
اليهود .. والله أعلم.
@-
وسأكتفى بنقل كلام عالم واحد فقط من علماء المسلمين القدماء .. لتبصر ما أردتك أن تبصره من خلال كلامه .. ولتعلم
أن العلماء كان فيهم من ينكر الروايات الغريبة .. ويذكرها للإعتراض عليها .. !!
#- قال الإمام أبو منصور
الماتريدي رحمه الله (المتوفى:333 هـ):
- قيل: تتلو: ما كتبت الشياطين من السحر.
- وقيل: تتلو: من التلاوة.
- وقيل: (ما تتلو): ما يروى الشياطينُ من السحر ..
وهو قول ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما.
-
والآية في موضع الاحتجاج على اليهود .. لأَنهم ادعوا: أن الذي
هم عليه أُخِذَ عن سليمان عليه السلام، فإن كان كفرًا فقد كفر سليمان.
- فأَخبر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ - نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ: أن سليمان ما كفر .. ولكن الشياطين كفروا بما علَّموا
الناس من السحر.
- ويحتمل: لكن أَتْباع الشياطين كفروا
باعتقادهم السحر، وعملهم به بتعليم الشياطين.
-
ورُويَ عن ابن عَبَّاسٍ - رضي اللَّه عنهما - قال: (كان آصفُ كاتب سليمان، وكان يعلم
الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأَمر سليمان، ويدفنه تحت كرسيه؛ فلما مات سليمان
أَخرجته الشياطين، فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكفرًا وكذبًا .. فقالوا: هذا الذي
كان يعمل به سليمان) .. فأكفرَه جهالُ الناس وسبوه، ووقف علماؤهم، فلم يزل
جهالُهم يسبونَه؛ حتى أَنزل اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - على مُحَمَّد - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ. . .)
الآية.
-
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (إن الشياطين ابتدعت كتابًا من السحر والأَمر
العظيم، ثم أَفشته في الناس وعلمته إياهم؛ فلما سمع بذلك سليمان تتبع تلك الكتبَ،
فدفنها تحت كرسيه كراهية أَن يتعلمها الناس. فلما قُبض نبيُّ اللَّه سليمان - عليه
السلام - عمدت الشياطين إلى تلك الكتب فاستخرجتها من مكانها، وعلموها الناس،
وأَخبروهم أَنه علم كان سليمان يكتمه، ويستأثره ..) .. فَعَذر اللَّه نبيه سليمان، وبرأَه من ذلك
على لسان نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بقوله تعالى: (وَمَا
كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ
السِّحْرَ. . .) الآية.
-
وقيل أيضًا: (لما مات سليمان - عليه السلام - وقع في الناس
أوصابٌ وأَوجاعٌ؛ فقال الناس: لو كان سليمان - عليه السلام - حيًّا لكان عنده من
هذا فرج، فظهرت الشياطينُ لهم فقالوا: نحن ندلكم على ما كان يعمل به سليمان - عليه
السلام – فكتبوا كتبًا، فجعلوها في البيوت، فاستخرجوا الكتب التي كتبت لهم
الشياطينُ من السحر، فقالوا: هذا ما كان يعمل به سليمان). فأنزل اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَا
كَفَرَ سُلَيْمَانُ. . .) والآية.
#- فلا ندري كيف كانت القصة .. غير
أن اليهود تركت كتب الأَنبياءِ والرسل .. واتبعوا كتب الشياطين وما دعوهم إليه من
السحر والكفر .. وباللَّه التوفيق.
#- وفيه: دلالةُ رسالة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ -؛ بما أَخبرهم عن قصتهم -على ما كان- فدل أَنه كان عرف ذلك باللَّه
عَزَّ وَجَلَّ.
#-
وفي ذلك: أَن قد نسب إلى سليمان ما برأَه اللَّه عنه من غير أَن يُبين ماهيته. (تفسير تاويلات اهل السنة
للماتريدي ج1 ص522-523 –
مع اختصار بسيط لبعض كلامه).
#- خلاصة القول:
1-
المقصد مما تلته الشياطين على ملك سليمان وثابت في توراة اليهود .. وهو
افترائهم على ملك سليمان أنه صنع فيه التماثيل للآلهة الجنسية مثل عشتاروت مع
ممارسة الدعارة علنا تقربا للصنم .. وصنم كبير للإله مولوك لتقديم القرابين
البشرية له .. وغير ذلك من أمور الكفر ..
-
ويظهر من كتابات اليهود المختلفة .. وليس في توراة اليهود .. أن بعضهم كان يعتقد في
سليمان فعل السحر وأنه كان يسخر الشياطين بهذا السحر.
2-
الروايات الإسلامية المنسوبة للصحابي بن عباس أو للتابعين .. والتي تدور حول تلاوة الشياطين هي قولهم بوجود
كتب سحر كان يستخدمها سليمان مدفونة تحت كرسي عرشه ..، فكل هذه روايات باطلة ولم
يصح منها شيئا.
- والله
أعلم.
..:: س20: لماذا قال تعالى عن يهود زمن النبي أنهم (اتبعوا ما تتلوا الشياطين) ولم يقل "اتبعوا ما تلت
الشياطين" ؟ ::..
-
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
...) البقرة:102.
-
القرآن أتى بلفظ: (تتلوا) بصيغة المضارع أو الحاضر .. وكان من المفترض
أن يقول: "تلت" .. لأن الحديث عن شياطين تحدثت إلى يهود زمن سليمان وليس
عن شياطين تتحدث إلى يهود زمن النبي .. والفارق بين يهود زمن سليمان ويهود زمن
النبي أكثر من ألف وخمسمائة سنة ؟!!
@- أولا: لماذا قال القرآن (تتلوا الشياطين) ولم يقل "تلت الشياطين" ؟
#-
قال الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله (المتوفى:
1418هـ):
-
الحق سبحانه يقول: (واتبعوا مَا تتلوا الشياطين) ولكن الشياطين تلت وانتهت ..
واستحضار اليهود لما كانت تتلواه الشياطين حتى الآن .. دليل على أنهم يؤمنون به
ويصدقونه. (تفسير
الشعراوي ج1 ص488).
#-
قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
إذن صيغة المضارع أتت في الآية .. للدلالة على أن اليهود الحاضرين في زمن النبي .. لازالوا
موافقين ومتبعين لما ورثوه عن أسلافهم في قول الباطل على فترة حكم سليمان لمملكته
مما ذكروه في توراتهم أو غير ذلك .. سواء بني الأصنام وسمح بطقوس الجنس والقتل
الخاصة بكل صنم .. أو كان مسخرا للشياطين بسحره .. أو خلاف ذلك ..
-
وكلمة (تتلوا) لا تختص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط .. بل في كل
زمن تجد فيه من يعتقد في سليمان عليه السلام المعتقدات التي يعتقدها اليهود
بالباطل في حق سليمان عليه السلام ..
@- ثانيا: قد يأت الفعل المضارع بمعنى الماضي لاتفاق النفوس الحاضرة على نفس منهج
أسلافهم.
-
سبق وذكرنا أن قوله (وَاتَّبَعُوا
مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ ...) .. جاء فيها لفظ (تتلوا) بالفعل المضارع بالرغم من
حدوثه في الماضي .. لأن الله أراد أن يفهمنا أن اليهود موافقون على ما ذكره
أسلافهم في حق سليمان بالباطل ..
-
وهذا له نظير في القرآن أيضا .. فجاء في قوله تعالى: (قُلْ فَلِمَ
تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) البقرة91 .. أي لم قتلتم .. ولكن أتي بالفعل
المضارع ليرشدك الله إلى أنهم موافقون على ما فعله أسلافهم .. وكأن الله يقول لهم:
فلما ترضون أفعالهم.
-
فاليهود في عصر النبي لم يقتلوا أحد من الأنبياء .. ولكنهم وافقوا على فعل أسلافهم
وارتضوا به .. فكان عدم إنكارهم عليهم ورضاهم بما فعلوه أسلافهم هو مشاركة
لأسلافهم في هذا الفعل .. بل ويدل استمرار ذلك في نفوسهم أيضا باستباحة قتل
الأنبياء .. ولذلك حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
- والله أعلم.
#- خلاصة القول:
1- قال تعالى (تتلوا) بالفعل المضارع .. بالرغم من حدوث هذه التلاوة في الماضي ..
ولكن القرآن يريد أن يلفت نظرنا إلى أن هذا الإتباع من اليهود مستمر حتى الآن وفي
كل الأزمان التي يقرأ فيها القرآن .. ولا يرتبط بزمن دون زمن ..
2-
كل من افترى بالكذب على سليمان ونسب له ما قاله اليهود
عليه من الباطل .. فهو قد اتبع نفس منهجية اليهود في اتهام
سليمان بالباطل وتحالفا مع الشياطين.
-
ومن هؤلاء في زماننا الذين يستترون خلف قناع العلاجات الروحانية .. ويكذبون على الناس بالخواتم
الروحانية .. فكل هذا من كذب الشياطين على ملك سليمان .. وما ينشره هؤلاء
الروحانيين من شيوخ الإنس ما هو إلا تحالفا مع الشياطين ليأكلوا أموال الناس
بالباطل.
-
فقد تشابهت النفوس والقلوب .. باتفاقها على قول الباطل في حق سليمان عليه السلام
..والله من ورائهم محيط.
-
وعموما حين الكلام على خاتم سليمان في أثناء الرسالة إن شاء الله .. سيأتي بيان
لمسألة الخواتم الروحانية .. حتى تعرف كيف يكذب المشايخ الروحانيين على الناس
ليأكلوا أموالهم بالباطل وهم
يعلمون وليس يجهلون.. فصبر جميل ..
- والله أعلم.
*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
إنا لله وإنا إليه راجعون
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
إذن هل يمكن القول ان فعل الشياطين إن دلّ فإنه فضح نفسية تلك الفئة من اليهود وقتئذ .. وكشف مدى الحسد المتغلغل في صدورهم .. فقد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون .. وطارت أعينهم طمعا بملك سليمان عليه السلام .. مستخدمين أرذل واقبح الوسائل ألا وهي الكذب والافتراء .. !!
ردحذفجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على التحقيق العلمي الرصين
ردحذفجزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
ردحذف--------------------
ما جال في خاطر الأستاذ خالد أبوعوف بخصوص لفظ " تتلوا"
✅- لفظ "تتلوا" من التلاوة وهي المتابعة في القول او القراءة، وتندرج تحت مفهوم تلاوة الاخبار المتتابعة ايضا
✅- وهو لفظ يقال للأقوال التي لها مهابة وتعظيم في النفس فهي اشارة
إلى أن احبار اليهود استمعوا بإصغاء واهتمام لما قالت الشياطين من افتراء وبهتان على ملك سليمان حتى دونوها بالتفصيل في كتبهم
✅- وجود هذه الأكاذيب في التوراة منحها شرعية زائفة في نظر اليهود.
✅- لفظ "تتلوا " أتى ليدل على ما استوطن في نفوس احبار اليهود ( وهم طائفة من كهان لهم تواصل بالعالم الروحاني)عن سيدنا سليمان ليس فقط كونه ساحر بزعمهم بل باتفاق الجميع على انه بنى الاصنام وربما عبدها مع زوجاته الوثنيات
✅- هذا اللفظ اكد أن ما تلته شياطين لم يكن مجرد وسوسة وانما ارادوا جعل ما قيل عنه من باطل جزءا من الكتاب المقدس ليعتقدوا انه منزل من الله وحشاه في علاه
✅- سيدنا سليمان بريء من كل ما نسب إليه، وما قيل عنه كذب وبهتان.
----------
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
🕊✍....عطر الجنة 🕊:
ردحذفمالي أراك حزينا؟
أتظن أن التعثر هو نهاية الطريق؟
يا ولد:
قم، وانفض غبار الوهن، وإياك و الاستكانة
أتظن أن النية وحدها تكفي دون عمل؟ وأن البكاء والقعود يفيد؟
هيهات، هيهات...
لو كان الأمر ذاك،
لما فرضت مجاهدة النفوس
ولا شرعت التوبة لغفران الذنوب
ولا انكسرت القلوب بين يدي مولاها، تبث شكواها وترجو هداها
يا ولد:
قم ولا تقعد سجين عثراتك
ولا تخنق روحك بطوق اللوم واليأس، الذي لا يثمر
و اعلم أن الندم باب للذل والافتقار،
لا إلى جلد الذات والانتحار
فإياك والمكوث فيه طويلا فقد تغدو قتيلا
بل اجعله ممرا للانكسار ومجاهدة النفس والانتصار
يا ولد:
ما هذا الهوان ، لما هذا القنوط؟
قم وناج مولاك
بث له شكواك
أخبره كيف ثقلت خطاك....وكيف غلبتك نفسك وهواك
أخبره أنك تريد القدوم وإسأله زاد الطريق
اياك والركون للإنهزام أو الإعتماد على الذات
أطلب المدد منه لا من سواه
يا ولد:
السير إلى الله لا يعني عدم التعثر والسقوط
بل يعني الإصرار على الوصول مهمها كانت العثرات
السير إلى الله يعني أن تجر نفسك جرا وإن عجزت زحفت زحفا
لكن إياك أن تبرح الباب
و تهجر السؤال
أو يغفل قلبك عن مولاك
او يفقد صوت نداك
السير إلى الله يعني
أن تهجر أبواب الخلق، وتلزم باب الحق
أن تلبس ثوب الذل والافتقار،
أن توقن أن مولاك لا يمل رجوعك،
فهل يعقل أن يمل العبد المملوك من العودة لمالكه ومالك هداه ؟
يا ولد:
الله لا ينظر إلى عدد عثراتك، بل الى صدق اصرارك ،
إلى حرارة الندم، وإلحاح الرجاء
إلى دوام الاقبال مهمها كان الحال
يا ولد:
امض... وإن تعثرت،
واصل... وإن أنهكك الطريق
انطرح على الباب وإعلم ما ضاع من لزم الاعتاب
ما خاب من لبس لباس الذل والافتقار والانكسار
إن لم تستطع الركض، فامشي.
إن عجزت عن المشي، فجر قدميك جرا
وإن عجزت عن الجر، فازحف.
لكن... إياك والقعود وتمثيل دور الشهيد فما هكذا ربك يريد
والله أعلم
------------------
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
كانَ الفضيل بن عياض يقول:
ردحذفتريد أن تسكن الفردوس، وتجاور الرحمن في دارِه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
بأي عملٍ عملتَه؟
بأي شهوةٍ تركتَها؟
بأي غيظٍ كتمتَه؟
بأي رحمٍ وصلتَها؟
بأي زلةٍ لأخيك غفرتَها؟
بأي قريبٍ باعدتَه في ﷲ؟
بأي بعيدٍ قاربتَه في ﷲ؟
لله جهادنا، فاعمل📿
ما شاء الله استاذنا
ردحذفتلخيص لكل ما سبق في هذا الفصل
جزاكم الله خيرا
ورزقنا منه نفعا
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
سبحان الله جزاك الله خيرا استاذنا
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
ردحذفجزاك الله خيرًا يا أستاذ خالد على هذا البيان العميق.
تأملت كثيرًا في دقة استعمال الفعل "تتلو" بصيغة المضارع، وفعلاً كما تفضلتَ، الكذب على نبي الله سليمان لم يتوقف، بل ما زال يُروى بأشكال مختلفة في الكتب والألسنة.
كم نحن بحاجة اليوم إلى قراءة الآيات بهذا الفهم المضيء، الذي يكشف الحق ويطهر الصورة من شوائب التفسير الموروث دون تدبر.
زادك الله علمًا ونورًا، وبارك في كل ما تكتب وتنشر.
باسل أبو علي
" يا حي يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عين ".
ردحذفإذا ازدحمت عليك الحوائج فلُذ إلى رحاب هذا الذكر العظيم فإن له أثرٌ عظيم في انشراح القلب وتحمل الحياة ولذة الاكتفاء بالله عن خلقه.
منقول.
هُناك أشياء تحزنك ولكنك لا تملك القدرة على تغييرها..
ردحذفتلك الأشياء لا تحتاج منك تفكيراً وانشغالاً ومُعاناة..
بل تحتاج منك تفويضاً وتَسْليماً..
أن تقول : (لا حَوْل ولا قُوّة إلّا بالله)
وأنت تعي أن تلك المُشكلة قد خرجت من حَوْلك وقوّتك إلى حَوْل الله وقوّته.. وتمضي بسلام.🌹
منقول.