ج7: قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة - ما المقصود بالمسجد الحرام والمسجد الأقصى - لماذا تم وصف مسجد الكعبة بالمسجد الحرام وتم وصف بيت المقدس بالمسجد الأقصى - لماذا وصف الله الكعبة وبيت المقدس بالمساجد في حين هي أصلا لم تكن مساجد وقت نزول القرآن - معجزة غيبية في القرآن ومعجزة غيبية للنبي - ما الإشارة من ذهاب النبي إلى المسجد الأقصى.

    بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصة الإسراء والمعراج علما وحكمة 

(الفصل السابع)

#- فهرس:

:: الفصل السابع :: عن التعريف بماهية المقصود بالمسجد الحرام والمسجد الأقصى ولماذا تم وصفهما ب (الحرام والأقصى) والإشارة في ألفاظهما ::  

1- س17: ما المقصود بالمسجد الحرام والمسجد الأقصى المذكورين في بداية سورة الإسراء ؟

2- س18: لماذا يتم وصف بيت الكعبة بالمسجد الحرام ويتم وصف بيت المقدس بالمسجد الأقصى ؟

3- س19: ما هي الإشارة التي أجدها في ألفاظ المسجد الحرام والمسجد الأقصى ؟

4- س20: لماذا وصف الله الكعبة وبيت المقدس بالمساجد في حين هي أصلا لم تكن مساجد وقت نزول القرآن ؟

- (معجزة غيبية في القرآن ومعجزة غيبية للنبي)

5- س21: ما الإشارة من ذهاب النبي إلى المسجد الأقصى ؟

6- س22: هل أفاد لفظ (إلى) في قوله (إلى المسجد الأقصى) دخول النبي للصلاة فعلا في المسجد أم فقط زيارة له عابرة في المسجد الأقصى ؟

*******************

:: الفصل السابع ::

*******************

..:: س17: ما المقصود بالمسجد الحرام والمسجد الأقصى المذكورين في بداية سورة الإسراء ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- اتفق العلماء على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس .. اتفاق بالإجماع لا مخالفة فيه سلفا أو خلفا .. واتفقوا على أن المسجد الحرام هو بمكة .. ولكنهم اختلفوا عن تحديد المقصود بالمسجد الحرام الذي بمكة .. هل هو منطقة السجود حول الكعبة أم مكة كلها لأن مكة كلها حرم ..

 

#- وسبب هذا الإختلاف في تحديد حدود المسجد الحرام هو بسبب الروايات التي أتت في رحلة الإسراء والمعراج .. وهذا ملخصها:

أ- قيل (في حديث ضعيف سندا ومتنا): أن الإسراء كان من بيت أم هانيء (وهذه مقولة ستجدها في عموم كتب أهل التفسير) .. وأم هانيء هي فاختة بنت أبي طالب وهي أخت الإمام علي بن أبي طالب وتعتبر بذلك ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم .. وهي ليست من المحرمات عليه وبياته عندها يثير الغرابة .. ولكن تسقط هذه الغرابة حينما تعلم أن كل طرق الروايات المنقولة عن أم هانيء تالفة الأسانيد سندا ومتنا – وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله في فصول قادمة.

ب- وقيل (في حديث صحيح): أن الإسراء كان من بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

ج- وقيل (في حديث صحيح): أن الإسراء كان من المسجد الحرام من عند الكعبة.

د- والبعض جميع بين الروايات فقال: بداية الأمر كان بمجيء جبريل لبيت النبي حتى ينهض ويذهب إلى الكعبة ومن هناك بدأت القصة .

هـ- والبعض قال: كان يوجد إسراء منامي ثم إسراء حقيقي .. أي حدث الإسراء مرة بالمنام تهيئة لما سيحدث .. ثم حدث بعد ذلك في الواقع ..

 

- وغير ذلك من أقوال أذكرها لك إن شاء الله حين الكلام على روايات الأحاديث ..

- وإنما قصدت أذكر لك ما سبق حتى تنتبه لما قد يذكره بعض العلماء في تحديد التعريف بالمسجد الأقصى والمسجد الحرام ..

 

@- وإليك أخي الحبيب جملة من أقوالهم:

1- قال الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله  (المتوفى: 310هـ):

- وأما قوله: (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) الإسراء:1 ..، فإنه اختلف فيه وفي معناه:

أ- فقال بعضهم: يعني من الحرم .. وقال: الحرم كله مسجد. (تفسير الطبري ج14 ص413 طبعة هجر).

ب- وقال آخرون: بل أسري به من المسجد .. وفيه كان حين أسري به. (تفسير الطبري ج14 ص414 طبعة هجر).

ج- وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله عز وجل أخبر أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام، والمسجد الحرام هو الذي يتعارفه الناس بينهم إذا ذكروه.

#- وقوله: (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الإسراء:1 ..، يعني: مسجد بيت المقدس ..، وقيل له: الأقصى، لأنه أبعد المساجد التي تزار، وينبغي في زيارته الفضل بعد المسجد الحرام. (تفسير الطبري ج14 ص416 طبعة هجر).

 

#- ملحوظة: كان الإمام الطبري يذكر الروايات التي استند عليها كل فريق في رأيه .. من حيث الإسراء كان من بيت النبي أم من المسجد الحرام ..، ولكني فقط اكتفيت بنقل التعريف بالآراء في هيئة نقاط مختصرة وذلك لتفهيم المقصد من المسجد الحرام والأقصى .. وسيأتي فصل في رسالتنا هذه سيتم فيه توضيح بعض الروايات التي ذكرت قصة الإسراء .. إن شاء الله .

 

2- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

- وقوله: (إلى المسجد الأقصى): اتفقوا على أن المراد منه بيت المقدس وسمي بالأقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام .. (تفسير مفاتيح الغيب ج20 ص293).

 

3- قال الإمام بن عادل رحمه الله (المتوفى: 775 هـ):

- واختلفوا في المكان الذي أسْرِي به منه ..

- فقيل: هو المسجد الحرامُ بعينه لظاهر القرآن .. وقوله - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ: (بَيْنَا أنَا في المَسْجدِ الحَرامِ عِندَ البَيْتِ بيْنَ النَّائمِ واليَقْظَانِ، إذْ أتَانِي جِبْريلُ عليه السلام بالبراقِ) صحيح البخاري ومسلم.

- وقيل: أسري به من دار أمِّ هانئ بنت أبي طالبٍ، وعلى هذا، فالمراد بالمسجد الحرام الحرمُ..، قال ابن عبَّاس: (الحرم كلُّه مَسْجِدٌ) .. وهذا قول الأكثرين.

- وقوله: (إلى المسجد الأقصى) اتفقوا على أنه بيتُ المقدس .. وسمي بالأقصى .. لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام. (تفسير اللباب في علوم الكتاب ج12 ص195-196).

 

#- تعقيب: قلت (خالد صاحب الرسالة): الأثر المروي عن ابن عباس (الحرم كله مسجد) .. هو أثر ضعيف رواه بن أبي حاتم في تفسيره بلفظ قريب من ذلك .. وسيأتي تحقيقه إن شاء الله في فصل روايات الحديث عن قصة الإسراء والمعراج.

 

4- قال الإمام محمد بن أحمد بن مصطفى المعروف بأبي زهرة رحمه الله (المتوفى: 1394هـ):

- وقد عين ابتداء السير وانتهاءه .. فقال سبحانه: (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا) .. فالابتداء من المسجد الحرام لَا من مكة كلها ..

- وصحت الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه أسرى به من الحِجْر في المسجد ..، وقيل إنه أسرى به من بيت أم هانئ بنت أبي طالب ..، ونحن نرى أن الأولى أن يكون ابتداء الإسراء من الحِجر لصحة الرواية ولأنها التي تتفق مع النص .. لأن النص ذكر أنه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .. ومكة وإن كانت حرما آمنا لأجل المسجد الحرام، فليست كلها الكعبة ولا المسجد الحرام.

 

- والمسجد الأقصى: هو بيت القدس.

- قيل: إن الذي بناه يعقوب بن إسحاق عليهما السلام .. ومهما يكن تاريخ بنائه فهو مسجد مقدس كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى، ومَسْجِدِي هذا) صحيح البخاري.

 

- وهو إحدى القبلتين - أولهما - اتجه إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة .. فقد كان في صلاته يصلي متجها إليه غير مستدبر الكعبة، ولما هاجر استمر يتجه إلى بيت المقدس وحده نحو ستة عشر شهرا.

 

- وكان الإسراء قبل الهجرة بعام .. وبعد موت أم المؤمنين خديجة، وعمه أبي طالب، وقد ذكرت في أول القول ما كان للإسراء من أثر نفسي في التسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم .. (زهرة التفاسير ج8 ص4319-4320).

 

#- وخلاصة القول:

- المراد في تفسير علماء المسلمين .. باختلاف مذاهبهم وطوائفهم أن المراد بالمسجد الحرام هو الموجود بمكة .. والمراد بالمسجد الأقصى هو بيت المقدس الموجود بفلسطين.

- خد بالك يا مؤمن من الكلام ده .. علشان هينفعنا في فصل الشبهات .. لأن بعض الكذابين في زماننا قالوا أن المسجد الأقصى ليس هو بيت المقدس ..!!

 

**************************

 ..:: س18: لماذا يتم وصف مسجد الكعبة بالمسجد الحرام ويتم وصف بيت المقدس بالمسجد الأقصى ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- كان هناك سببا لتوصيف مسجد الكعبة بالحرام وبيت المقدس بالأقصى .. وقد ذكره العلماء في تفاسيرهم ..

 

@- وإليك جملة من كلام العلماء:

1- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):

- (الأقصى): وفي هذا الوصف بصيغة التفضيل باعتبار أصل وضعها معجزة خفية من معجزات القرآن .. إيماء إلى أنه سيكون بين المسجدين مسجد عظيم هو مسجد طيبة الذي هو قصي عن المسجد الحرام، فيكون مسجد بيت المقدس أقصى منه حينئذ.

- فتكون الآية .. مشيرة إلى جميع المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية، والتي بينها قول النبيء صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى، ومَسْجِدِي هذا) صحيح البخاري.. (التحرير والتنوير ج15 ص15).

 

2- قال الإمام الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1419 هـ):

- وقوله تعالى: (مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ...) الإسراء:1.

- المسجد الحرام هو بيت الله: الكعبة المشرفة، وسُمّي حراماً؛ لأنه حُرّم فيه ما لم يحرُمْ في غيره من المساجد .. وكل مكان يخصص لعبادة الله نسميه مسجداً، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بالله واليوم الآخر ..) التوبة:18.

- ويختلف المسجد الحرام عن غيره من المساجد .. أنه بيت لله باختيار الله تعالى، وغيره من المساجد بيوت لله باختيار خَلْق الله .. لذلك كان بيت الله باختيار الله قِبْلة لبيوت الله باختيار خَلْق الله. (تفسير الشعراوي ج13 ص8320).

 

#- وقال الإمام الشعراوي رحمه الله:

- وقوله تعالى: (إلى المسجد الأقصى ...) الإسراء:1 .

- في بُعْد المسافة نقول: هذا "قصيّ" .. أي: بعيد ..، وهذا "أقصى" .. أي: أبعد.

- فالحق تبارك وتعالى .. كأنه يلفت أنظارنا إلى أنه سيوجد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مسجدٌ آخر قصيّ .. وقد كان فيما بعد مسجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

- فالمسجد الأقصى: أي: الأبعد، وهو مسجد بيت المقدس. (تفسير الشعراوي ج13 ص8322).

 

3- قال الشيخ سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):

- وقوله: (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) بيان لابتداء الإسراء وانتهائه.

- أى: جل شأن الله- عز وجل- وتنزه عن كل نقص، حيث أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل، من المسجد الحرام الذي بمكة إلى المسجد الأقصى الذي بفلسطين.

 

- ووصف مسجد مكة بالحرام .. لأنه لا يحل انتهاكه بقتال فيه .. ولا بصيد صيده .. ولا بقطع شجره.

- ووصف مسجد فلسطين بالأقصى .. لبعده عن المسجد الحرام، إذ المسافة بينهما كان يقطعها الراكب للإبل في مدة شهر أو أكثر.

 

- قال الآلوسى: ووصفه بالأقصى- أى الأبعد- بالنسبة إلى من بالحجاز. وقال غير واحد: إنه سمى به لأنه أبعد المساجد التي تزار من المسجد الحرام وبينهما زهاء أربعين ليلة.

- وقيل- وصف بذلك-: لأنه ليس وراءه موضع عبادة فهو أبعد مواضعها.. «تفسير الآلوسى ج 15 ص 9». (التفسير الوسيط ج8 ص282-283).

 

4- جاء في تفسير مجمع البحوث الإسلامية "مصر":

- (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى): مسجد بيت المقدس .. ووصف بالأقصى لأنه أقصى أي أبعد مسجد يعظم بالزيارة بالنسبة لأهل المسجد الحرام. (التفسير الوسيط – مجمع البحوث ج5 ص713).

 

5- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- المسجد الحرام .. تم وصفه بذلك لأن الله من وصفه بذلك .. إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ .. فَهي حَرامٌ بحَرامِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي ولا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِي، ولَمْ تَحْلِلْ لي قَطُّ إلَّا ساعَةً مِنَ الدَّهْرِ ..) صحيح البخاري.

 

- قوله (حَرَّمَ مَكَّةَ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ): هذا باعتبار الحكم الأصلى الذي معلوم من عهد آدم عليه السلام وهو حكم أزلي و أبدي .. ولكن ما حدث فيه من وضع الأوثان حول الكعبة وداخلها فإنما ذلك من انحرافات الناس وضلالهم .. ولكن حكم الحرمة موجود لم يتغير من عهد آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة.

 

- قوله (حرام بحرام الله): أي بتحريم الله لها بأن جعل له حُرمة خاصة بهذا المكان.. فلا يحدث فيه قتال ولا يتم الصيد فيه ولا قطع شجره .

- قوله (ولَمْ تَحْلِلْ لي قَطُّ إلَّا ساعَةً مِنَ الدَّهْرِ): يقصد بها وقت فتح مكة فقط .. 

2- المسجد الأقصى: إنما تم وصفه بذلك لأنه أبعد مسجد مخصوص بعناية الله وبركته.

 

#- خلاصة القول:

1- أن سبب تسمية المسجد الحرام بلفظ (الحرام) .. لأن الله هو من حرمه أي جعله حرما نهى فيه عن القتال والصيد وقطع شجره ..

 

2- وسبب تسمية المسجد الأقصى بالأقصى .. لأنه يبعد عن المسجد الحرام وكان يعتبر أقصى أي أبعد مسجد مبارك من الله ..

 

*************************

 ..:: س19: ما هي الإشارة التي أجدها في ألفاظ المسجد الحرام والمسجد الأقصى ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أذكر لك بعض ما جال بخاطري من إشارة حول تسمية المسجد الحرام والمسجد الأقصى .. والله ولي التوفيق ..

 

1- المسجد الحرام:

- إذا كان هو حرما مباركا وهدى للعالمين .. كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) آل عمران:96.

 

#- فالإشارة من لفظ المسجد الحرام حينئذ كما أجدها – والله أعلم:

- أنه كلما ابتعدت عن فعل الحرام كلما صح سجودك لله .. وتحققت فيك البركة وأصبحت مباركا وفيك هداية للقلوب من حولك .. فيمدك في قلبك بما يكون نورا لمن حولك يصيبهم منه .. فتكون كحامل المسك لهم الذي تفوح رائحته لمن حوله كما جاء في حديث النبي .. إذ أن القلب محل السجود لله قبل الجسد .. حيث يكون القلب قد أصابه نورا أخضع الجسد للسجود .. والله أعلم .

 

2- المسجد الأقصى: أجد فيه إشارتين:

#- الإشارة الأولى:

- إذا كان المسجد الأقصى تم وصفه بالأقصى لبعده عن المسجد الحرام .. إلا أني أجد فيه هناك سبب في ثبوت هذا اللفظ .. إذ ليس المقصود بأنه كان المسجد الأقصى حتى زمن النبي .. لا .. لا أظن ذلك ..

 

- بل ما أظنه في خاطري – والله أعلم –: أن المقصد من لفظ الأقصى هو أن المسجد الأقصى سيكون الأقصى على الدوام باعتبار هو أقصى ما يمكن أن تشد الرحال إليه للعبادة طلبا للثواب العظيم من الله ..

 

- فجاء لفظ الأقصى: لتحديد البعد المكاني ولتحديد أقصى ما يمكن للمؤمن أن يشد إليه الرحال طلبا للعبادة الخاصة بالصلاة لله وللثواب الكبير من الله .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى، ومَسْجِدِي هذا) صحيح البخاري ..

 

- ولذلك سبب وصفه بالأقصى .. إشارة إلى أنه لن يكون هناك مسجد أقصى من هذا المسجد ليشد الرحال إليها في أي زمن من الأزمنة إلى يوم القيامة .. فهذا أقصى ما يمكن للمؤمن أن يشد الرحال إليه للصلاة فيه عبادة لله .. والله أعلم .

 

#- ملحوظة هامة جدا: حديث شد الرحال مخصوص بالمساجد فقط وليس بمطلق السفر لأغراض أخرى .. وما يزعمه بعض من لا يتقي الله في المؤمنين على شبكة الإنترنت بتحريم السياحة بنص الحديث السابق .. فقد كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ونرجو له أن يفيق من غفلته وكذبه .. لأن النهي في الحديث السابق خاص بشد الرحال أي السفر خصيصا طلبا لعبادة الصلاة في أي مسجد خلاف الثلاثة المذكورين في الحديث .. فلا يصح مثلا أن يقول إنسان أنه سيسافر من الأسكندرية للقاهرة للصلاة في مسجد الحسين أو مسجد الفتح أو أي مسجد الأزهر أو مهما كان قدر ومكانة هذا المسجد .. فهذا المسلم حينئذ عليه إثم لمخالفته كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تصح صلاته .. ولكن إن كنت ذاهب لقضاء حاجتك وعلمت أن الصلاة ستحضرك وقلت سأذهب للصلاة في مسجد كذا طالما متواجد بالفعل في نفس المحافظة فلا حرج حينئذ .. وأيضا يصح أن تقول أنك ذاهب في سفر للقاهرة سواء سياحة أو زيارة أقارب أو زيارة أموات أو رغبة في تجارة أو عمل أو طلب علم أو غير ذلك .. لأن المنهي عنه هو السفر خصيصا لمسجد حتى تتعبد فيه .. ولا علاقة للحديث بعموم تصرفات المسلم في الحياة ..!!

 

#- الإشارة الثاني:

- كل مجاهدة نفس للمؤمن طلبا لله ويصبر عليها دون ملل .. يكن له إسراء وله أقصى .. ولم يصل للأقصى إلا صاحب المقام المحمود وهو النبي صلى الله عليه وسلم ..

 

#- فكلما جاهدت نفسك كمؤمن .. يحدث لك إسراء كرامة من الله لك من خلال ركوبك على براق المحبة فيمدك بالعزيمة على الطاعة وتذوق الإيمان ودوام الرغبة في البقاء في معيته والأنس بلقاءه ..، ولكن هذا الإسراء له أقصى يمكن أن تصل إليه حسب مقامك الذي أنت فيه حاليا .. وكلما ارتقيت في مجاهدتك كلما زاد إسراءك وزاد مقام أقصاك .. إلى أن تصل إلى مقام الصديقية الذي لا إسراء بعده وإنما معارج ذوقيه يهبها الله لمن يحب .. والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم .. والله أعلم.

 

#- خلاصة القول:

1- من اجتهد في طهارة قلبه بالبعد عن الحرام .. كان مباركا ببركة الله له ..

2- ومن اجتهد طلبا لله أسرى به مولاه لأقصى ما يحتمله مجاهدته .. ومن زاد في الإحسان فله الحسنى من الله ومزيد فضل .. والله أعلم .

 

***********************

..:: س20: لماذا وصف الله الكعبة وبيت المقدس بالمساجد في حين هي أصلا لم تكن مساجد وقت نزول القرآن ؟ ::..

(معجزة غيبية في القرآن ومعجزة غيبية للنبي)

- من الأمور التي قد تلفت انتباهك أخي الحبيب فتقول: لماذا وصف الله الكعبة وبيت المقدس بالمساجد .. في حين أنها لم تكن مساجد فعلا في زمن إسراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس .. بل ولم يصلي المسلمين في بيت المقدس إلا في زمن فتح عمر لبيت المقدس سنة ستة عشر هجرية أي بعد موت النبي بخمس سنوات ..!!

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سبب وصف بيت المقدس وبيت الكعبة بالمساجد ولم يكن هذا الوصف محقق لهما حينئذ هو الآتي حسب ما أظن – والله أعلم -:

1- تأكيد أصالة هذين المكانين بأنهما منذ الأزل وصفهما بأنهما مساجد ..

- فسبب وصفهما بكونهما مسجدين .. هو لتنبيه المؤمنين إلى أن هذين المكانين في أصلهما مساجد ولكن دخل الإنحراف في نفوس القائمين عليهما فأفسدوهما بالمخالفات .. ولكن يظل حكمهما موجود كما هو .. فالذي يكفر بالله ليس معناه أنه الله غير موجود .. لا .. وإنما معناه هو وجود جحود شخصي من هذا الإنسان بإنكار وجود الله .. ولكن تبقى الحقيقة موجودة وهي أن الله موجود.

 

#- وينكشف لك حقيقة كونهما مسجدين من الأزل من خلال الآتي:

- وعن أبي ذر الغفاري قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ) صحيح البخاري.

 

#- إذن .. ما قاله الله عن المسجد الحرام والأقصى في آية الإسراء .. فهذا باعتبار حقيقتهما الأصلية وليس باعتبار ما طرأ عليهما من تغيرات .. ولهذا قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) آل عمران:96 ... وقال تعالى واصفا المسجد الأقصى بالأرض المقدسة من عهد موسى عليه السلام: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) المائدة:21.

 

- يتبين مما سبق أن هذه الأماكن مقدسة ومباركة منذ قديم الزمان .. ولكن دخلت الإهواء والإنحرافات إليها مع مرور الزمن .. فدخلت الأصنام المسجد الحرام .. وتحول مسجد بيت المقدس إلى إهماله في عهد الرومان حتى كانوا يلقون فيه القمامة .. حتى حرره عمر بن الخطاب ..!!

 

2-  سبب آخر في وصف الكعبة وبيت المقدس بالمساجد .. هو بشارة محققة بلا شك ..

- حينما ذكر الله المسجد الحرام والمسجد الأقصى .. فهذا معناه بشارة بتحقيق حدوث هذا الوصف المسجدي لهذين المكانين بأنهما سيكونا من مساجد المؤمنين المسلمين .. تحقيقا لا شك فيه .. وهذا من معجزات القرآن .. إذ أنه تكلم عن الحدث قبل حدوثه .. إذ لم يكن حتى نزول آية الإسراء شيئا اسمه المسجد الحرام أو المسجد الأقصى .. ولكن تحقق وجود المسجد الحرام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح أي فتح مكة .. وتحقق ظهور المسجد الاقصى في زمن عمر بن الخطاب عند فتح بيت المقدس .

 

@- وأيضا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (لَا تُشَد الرِّحَالُ إلاَّ إلى ثَلَاثةِ مَسَاجِد، مسجِدِي هذا والمسجِد الحرامِ والمسجد الأقْصَى) صحيح البخاري ..

- ففي هذا الحديث نجد بشارة لما سيؤول إليه عودته مرة أخرى ليوصف بكونه مسجدا .. إذ لم يكن للمسجد الأقصى حينئذ ما يدل على ظهوره ككيان إسلامي مقدس .. وهذه معجزة نبوية في حد ذاتها .. وبشارة بأن بيت المقدس سيكون مسجدا للمسلمين يصلون فيه .

 

#- خلاصة القول:

1- ظهور لفظ (المسجد) في آية الإسراء .. إنما هو معجزة نبوية وبشارة تظهر صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بتحقيق أمرين وهو وجود المسجد الحرام والمسجد الأقصى إذ لم يكونا موصوفين بالمساجد وقت نزول قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .. ) الإسراء:1.

 

2- وصف الأقصى وأرض الكعبة بكونهما مساجد .. إنما هي أوصاف ثابتة لهما من الأزل إلى الأبد .. مهما حدث فيهما من انحرافات إلا أن حقيقتهما أنهما مساجد .

 - والله أعلم .

**************************

..:: س21: ما الإشارة في ذهاب النبي إلى المسجد الأقصى ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الإسراء:1.

 

- ذكر بعض العلماء فائدة من إظهار مبدأ الإسراء من المسجد الحرام إلى نهايته وهو الأقصى .. ثم عودته مرة أخرى لمكة .. وممن أشاروا لذلك ..

 

1- قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):

- وفائدة ذكر مبدأ الإسراء ونهايته بقوله: (من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) أمران:

- أحدهما: التنصيص على قطع المسافة العظيمة في جزء ليلة .. لأن كلا من الظرف وهو (ليلا) ومن المجرورين (من) المسجد الحرام (إلى) المسجد الأقصى قد تعلق بفعل (أسرى)، فهو تعلق يقتضي المقارنة .. ليعلم أنه من قبيل المعجزات.

 

- وثانيهما: الإيماء إلى أن الله تعالى يجعل هذا الإسراء .. رمزا إلى أن الإسلام جمع ما جاءت به شرائع التوحيد والحنيفية من عهد إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- الصادر من المسجد الحرام إلى ما تفرع عنه من الشرائع التي كان مقرها بيت المقدس ثم إلى خاتمتها التي ظهرت من مكة ..

- أيضا فقد صدرت الحنيفية من المسجد الحرام وتفرعت في المسجد الأقصى .. ثم عادت إلى المسجد الحرام .. كما عاد الإسراء إلى مكة لأن كل سرى يعقبه تأويب. وبذلك حصل رد العجز على الصدر. (التحرير والتنوير ج15 ص15).

 

2- قال الإمام الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1419 هـ):

- أراد الحق سبحانه .. أن يلفت بني إسرائيل إلى عموم رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ .. ومن هنا جعل بيت المقدس قبلةً للمسلمين في بداية الأمر .. ثم أسرى برسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إليه: ليدلل بذلك على أن بيت المقدس قد دخل في مقدسات الإسلام، وأصبح منذ هذا الحدث في حَوْزة المسلمين. (تفسير الشعراوي ج13 ص8334-8309).

 

#- خلاصة القول:

- أن الرحلة من بدايتها لنهايتها هي إعلام لكل أهل الأرض بوجوب اتباع النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .. لأنه النبي الكامل والمتتم لنعمة الإيمان وخاتم النبيين .. والله أعلم .

 ************************

..:: س22: هل أفاد لفظ (إلى) في قوله (إلى المسجد الأقصى) دخول النبي للصلاة فعلا للمسجد أم فقط زيارة له عابرة للمسجد الأقصى ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الإسراء:1.

- فتقول ما فائدة لفظ (إلى) في الآية .. هل يفيد مجرد الوصول إلى هناك أو دخوله فعلا ؟!!

 

#- إليك بعض كلام العلماء ..

#- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

- واعلم أن كلمة (إلى) لانتهاء الغاية فمدلول قوله: (إلى المسجد الأقصى) أنه وصل إلى حد ذلك المسجد .. فأما أنه دخل ذلك المسجد أم لا .. فليس في اللفظ دلالة عليه. (تفسير مفاتيح الغيب ج20 ص293).

 

#- ملحوظة: الإمام الفخر الرازي لا يقصد أن النبي لم يدخل للصلاة في المسجد الأقصى لأنه ذكر ذلك في تفسيره من خلال استدلاله بالروايات .. وإنما كان كلامه السابق هو التفسير من حيث الوقوف على اللفظ فقط .. فانتبه.

 

2- قال الإمام بن عادل رحمه الله (المتوفى: 775 هـ):

- واعلم أنَّ كلمة: (إلى) لانتهاء الغاية .. فمدلول قوله: (إلى المسجد الأقصى) أنه وصل إلى ذلك .. فأما أنه دخل المسجد أم لا .. فليس في اللفظ دلالةٌ عليه .. إلاَّ أنه ورد الحديثُ أنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صلَّى فيه. (تفسير اللباب في تفسير الكتاب ج12 ص196).

 

3- قال الإمام الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1419 هـ):

- إن (إلى) قد تدخل الغاية .. ومرة أخرى لا تدخل الغاية.

- فمثال إدخالها الغاية قوله تعالى: (سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) الإسراء:1.

- هل أسرى الحق برسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إلى المسجد الأقصى ولم يدخله ؟

- لا أحد يعقل ذلك ..

- إن (إلى) هنا تقتضي أن تدخل الغاية .. لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.. كان قد ذهب إلى المسجد الأقصى بمراد الإسراء إليه والدخول والصلاة فيه.

- ويقول سبحانه: (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصيام إِلَى الليل) البقرة:187.

- فهل يدخل الليل في الصيام ؟

- لا .. لأننا لو أدخلنا الليل في الصوم لصار في الصيام وصالٌ أي نصل الليل بالنهار صائمين.

- إذن فمع (إلى) تجد الغاية تدخل مرة .. وتجدها لا تدخل مرة أخرى. (تفسير الشعراوي ج5 ص2951).

#- خلاصة القول:

- أن لفظ (إلى) في قوله (إلى المسجد الأقصى) تفيد الغاية إلى دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه وليس فقط لمجرد زيارته .. إذ أنه لا يتصور أن يصل النبي للمسجد الأقصى دون أن يصلي فيه ركعتين لله .. وهذا من فعله في العموم ..!!

- فما بالك وقد أتى في صحيح الروايات أنه صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى .. !!

- فالمسألة منتهية حينئذ وحاسمة بدخوله المسجد والصلاة فيه .

 ****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .