ج24: قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان - حقيقة قصة هاروت وماروت - هاروت وماروت ليس أسماء فارسية ولا مأخوذة من الديانة الزرادشتيه - أحاديث مكذوبة على النبي محمد في قصة هاروت وماروت- هل كان هاروت وماروت في السماء من أعوان ملاكا اسمه السِّجل وهو من أخبرهما بخلق آدم .

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء الرابع والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الثالث والعشرون :: أحاديث باطلة منسوبة للنبي وآل بيت النبي بالباطل عن قصة هاروت وماروت – شبهة ملحد في قصة هاروت وماروت – حقيقة قصة هاروت وماروت ::

1- س67: ما هي الأحاديث المكذوبة على النبي والتي قيلت في قصة الملكين هاروت وماروت ؟  

2- س68: هل هاروت وماروت أسماء فارسية مأخوذة من الديانة الزرادشتية ؟

3- س69: هل كان هاروت وماروت في السماء من أعوان ملاكا اسمه السِّجل وهو من أخبرهما بخلق آدم ؟

4- س70: ما هي حقيقة قصة هاروت وماروت المذكورة في كتب التفاسير الإسلامية عن الملكين اللذين طلبا الزنا وشربا الخمر وسجدا لصنم وقتلا إنسان ؟ 

********************

:: الفصل الثالث والعشرون ::

********************

..:: س67: ما هي الأحاديث المكذوبة على النبي والتي قيلت في قصة الملكين هاروت وماروت ؟  ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- جاء في (حديث موضوع أي مكذوب على الإمام علي بن أبي طالب) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَخِيهِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّهْرَةَ .. فَإِنَّهَا فَتَنَتِ الْمَلَكَيْنِ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ..، ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة بأنه حديث موضوع ..، ثم قال الشيخ الألباني: وقال الحافظ ابن كثير: " لا يصح، وهو منكر جدا "..، ثم قال الشيخ الألباني في سبب علة الحديث: وآفته جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو متهم بالكذب، وكان يؤمن برجعة علي ويقول: إنه دابة الأرض المذكورة في القرآن ..! (السلسلة الضعيفة ج2 ص315 حديث رقم913).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- وفي سند ابن السني علة أخرى خلاف ما ذكره الشيخ الألباني .. وهي أن شيخ ابن السني وهو (محمد بن أحمد بن المهاجر) مجهول الحال .. ولم أجد له ترجمة..!!

 

2- (حديث موضوع أي مكذوب على النبي وعلى علي بن أبي طالب) .. جاء فيه عَنْ عَلِىٍّ: (أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الْمُسُوخِ (أي الذين حولهم الله لشكل آخر عقابا لهم وإهانة) .. فَقَالَ: هُمْ ثَلاَثَةَ عَشَرَ: الْفِيلُ، والدُّبُ، وَالْخِنزِيرُ، والْقِرْدُ، والْجَرِيثُ ، والضَّبُّ، وَالْوَطوَاطُ، والْعَقْرَبُ والدُّعْمُوصُ ، والْعَنْكَبُوتُ، والأرْنَبُ، وسُهَيْلٌ، والزُّهْرَةُ.

- فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله وَمَا سَبَبُ مَسْخِهِن ؟

- قَال: أَمَّا الْفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا جَبَّارا لُوطِيّا لاَ يَدعُ رَطبًا وَلاَ يَابسًا.

- وَأَمَّا الذئبُ فَكَانَ مُؤَنَّثًا يَدْعُو الرِّجَالَ إِلَى نَفْسِهِ ..

- وَأَمَّا الْخِنْزِيرُ فَكَانَ مِنَ النَّصَارَى الَّذِينَ سَأَلُوا الْمَائِدَةَ فَلَمَّا نَزَلَتْ كَفَرُوا.

- وَأَمَّا الْقِرْدُ فَيَهُودٌ اعْتَدَوْا فِى السَّبْتِ ..

- وَأمَّا الْجِرِيثُ (نوع من السمك) فَكَانَ ديوثًا (أي يسمح لزوجته بفعل الزنا بعلمه) يَدْعُو الرِّجَالَ إلى امرأته حَلِيلَتِهِ ..

- وَأَمَّا الضَّبُّ (السحلية الكبيرة) فَكَانَ أَعْرَابِيّا يَسْرقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنهِ.

- وَأَمَّا الْوَطوَاطُ فَكَانَ رَجُلًا يَسْرِق الثِّمَارَ مِنْ رُءُوسِ النَّخْلِ ..

- وَأَمَّا الْعقْربُ فَكَانَ لاَ يَسْلَمُ أَحَدٌ مِنْ لِسَانِه ..

- وَأَمَّا الدُّعْمُوصُ (دويبة صغيرة تشبه الدودة تعيش في المستنقعات وسريعة الحركة) فَكَانَ نَمَّامًا يُفَرَقُ بَيْنَ الأَحبَّة ..

- وأما الْعَنْكَبُوتُ فَامْرَأَةٌ سَحَرتْ زَوْجَهَا ..

- وَأَمَّا الأَرْنَبُ فَامْرَأَةٌ كَانَتْ لاَ تَطهُرُ منَ الْحَيْضِ ..

- وَأَمَّا سُهِيْلٌ فَكَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ .. (سهيل اسم كوكب ..، والعشار هو شخص كان يأخذ الضرائب بقيمة عشر البضاعة لكي يسمح بالمرور لبيعها في الأسواق) ..

- وَأمَّا الزُّهرَةُ فَكَانَتْ بِنْتًا لَبْعضِ مُلُوكِ بنى إسرائيلَ افْتُتِنَ بها هاروت وماروت) ذكره السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات، وابن مردويه، والديلمي.

 

#- وفي رواية أخرى ذكرها السيوطي في الآليء المصنوعة وجاء في آخرها: (وأما الزهرة فكانت نصرانية وهي التي فتن بها هاروت وماروت وكان اسمها أناهيد) ذكره بن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ على رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ، وما وضعه إلا ملحد، يقصد وهن الشريعة بنسبة مثل هذا إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وسَلمَ، أو مستهين بالدين، لا يبالى ما فعل، والمتهم به مغيث، قال أبو الفتح الأزدي: مغيث كذاب، لا يساوي شيئا، روى حديث المسوخ وهو حديث منكر.( الموضوعات ج1 ص293 حديث رقم 388) ..، ذكره السيوطي في اللآليء المصنوع من الأحاديث الموضوعة .. نقلا عن ابن شاهين.. وقال السيوطي: موضوع وذكر آفته .. (راجع اللآليء المصنوعة ج1 ص144). 

 

#- ملحوظة: لم يوفق الإمام محمد أبو شهبه بعد أن نقل رواية المسوخ من تفسير السيوطي المسمى "الدر المنثور" إذ قال: " السيوطي ذكر هذا الهراء من غير سند .. ولم يعقب عليه بكلمة استنكار". (الاسرائيليات والموضوعات ص167).

 

- قلت (خالد صاحب الرسالة): السيوطي رحمه الله .. وإن لم يذكر تعقيب على هذه الرواية في تفسير الدر المنثور كما تضايق من ذلك الإمام محمد أبو شهبه .. إلا أن السيوطي في كتابه اللآليء المصنوعة قد أشار إلى هذا الحديث بسنده كاملا نقله عن ابن شاهين .. وحكم السيوطي على هذه الرواية بأنها موضوعه ولم يشير فعلا في تفسير الدر المنثور لحكم الحديث .. ولكن لعل السيوطي اعتمد على ما ذكره في كتابه اللآليء .. والله أعلم.

 

3- (حديث مكذوب) .. عن الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سَلْيمٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: (جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حِينِهِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهُ.

- فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ ؟

- قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَمَرَ اللَّهُ بِمَنَافِخِ النَّارِ.

- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَوِّفْنِي بِالنَّارِ وَانْعَتْ لِي جَهَنَّمَ.

- قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِجَهَنَّمَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أمر فأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، لَا يُضِيءُ شَرَرُها وَلَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا.

- وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ قَدْرَ ثُقْبِ إِبْرَةٍ فُتِحَ مِنْ جَهَنَّمَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهَا.

- وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهِ .

- وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ خَازِنًا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ بَرَزَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيْهِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ قُبْحِ وَجْهِهِ وَتَشْوِيههِ خَلْقِهِ وَنَتْنِ رِيحِهِ.

- وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنْ سِلْسِلَةِ أَهْلِ النَّارِ الَّتِي نَعَتَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وُضِعَتْ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَانْفضَّتْ وَلَمْ يَنْهَهَا شَيْءٌ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى.

- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبِي يَا جِبْرِيلُ لَا يَنْصَدِعُ قَلْبِي فَأَمُوتَ.

- قَالَ: وَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى جِبْرِيلَ وَهُوَ يَبْكِي .. فَقَالَ: «أَتَبْكِي يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ مِنَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ مِنْهُ؟».

- قَالَ: وَمَا لِي لَا أَبْكِي وَأَنَا أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ ؟

- مَا أَدْرِي، لِعَلِّي أَكُونُ فِي عَلِمِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ الْحَالِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا الْيَوْمَ؟ وَمَا أَدْرِي، لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ إِبْلِيسُ وَقَدْ كَانَ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ؟ وَمَا أَدْرِي لِعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ ؟

- قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وَبكَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

- فَمَا زَالَا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ .. إِنَّ اللَّهَ قَدْ آمَنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ.

- قَالَ: فَارْتَفَعَ جِبْرِيلُ) رواه ابن أبي الدنيا في صفة النار والطبراني في المعجم الأوسط .. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه (سلام الطويل) وهو مجمع على ضعفه ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث موضوع .. فيه (سلام بن سليم): وهو ضعيف جدا ومتروك الحديث والبعض اتهمه بالكذب ..، وفيه (أجلح بن عبد الله) ضعيف ..، وفيه انقطاع بين (عدي بن عدي) وبين (عمر بن الخطاب).

 

@- وفي الرواية مساواة إبليس بالملائكة وهذا باطل ومخالف للقرآن .. لأن إبليس من الجن وليس من الملائكة.

 

#- وجاءت الرواية السابقة بسند آخر في (حديث موضوع) .. عن أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ..... وكان مما ذكره الأوزاعي في الرواية: (وَقَدْ بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ حِينَ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنَافِيخِ النَّارِ فَوُضِعَتْ عَلَى النَّارِ تُسَعَّرُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ..

- فَقَالَ لَهُ: «يَا جِبْرِيلُ صِفْ لِيَ النَّارَ».

- فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَ بِهَا فَأُوقِدَتْ أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ .. ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اصْفَرَّتْ .. ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضِئُ لَهُبُهَا وَلَا جَمْرُهَا.

- وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ أُظْهِرَ لِأَهْلِ الْأَرْضِ لَمَاتُوا جَمِيعًا ..

- وَلَوْ أَنَّ ذَنُوبًا مِنْ شَرَابِهَا صُبَّ فِي مَاءِ الْأَرْضِ لَقَتَلَ مَنْ ذَاقَهُ .

- وَلَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى وُضِعَ عَلَى جِبَالِ الْأَرْضِ جَمِيعًا لَذَابَتْ وَمَا اسْتَقَرَّتْ.

- وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ وَتَشْوِيهِ خَلْقِهِ وَعَظْمِهِ.

- فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَكَى جِبْرِيلُ لِبُكَائِهِ.

- فَقَالَ: أَتَبْكِي يَا مُحَمَّدُ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟

- قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ... وَلِمَ بَكَيْتَ يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ الرُّوحُ الْأَمِينُ أَمِينُ اللهِ عَلَى وَحْيهِ ؟

- قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُبْتَلَى بِمَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ .. فَهُوَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ اتِّكَالِي عَلَى مَنْزِلَتِي عِنْدَ رَبِّي فَأَكُونُ قَدْ أَمِنْتُ مَكْرَهُ ..

- فَلَمْ يَزَالَا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَّنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ فَيُعَذِّبَكُمَا .. فَفَضْلُ مُحَمَّدٍ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ كَفَضْلِ جِبْرِيلَ عَلَى مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ كُلِّهُمْ) رواه أبو نعيم في الحلية .. (قلت خالد صاحب الرسالة): (الأوزاعي) من اتباع التابعين .. ولم يقابل النبي صلى الله عليه وسلم .. والسند ساقط منه التابعي والصحابي ..!! فضلا عن أن الذين رووا هذه الرواية عن الأوزاعي كلاهما ضعيف وهما (أحمد بن عبيد بن ناصح)، (محمد بن مصعب القرقساني).

 

4- (حديث موضوع أو مكذوب) .. جاء عن عتبة بن أبي حكيم، أخبرنا أبو الدرداء الرهاوي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احْذَرُوا الدُّنْيَا فَإِنَّهَا أَسْحَرُ مِنْ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان.

 

#- وفي رواية عن أبي الدرداء الرهاوي مرسلًا بلفظ: (اتَّقُوا الدُّنْيا فَوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهَا لأسْحَرُ مِنَ هارُوتَ ومارُوتَ) ذكره العجلوني في كشف الخفاء وقال أنه رواه الحكيم الترمذي.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة): الحديث موضوع .. وفيه (عتبة بن أبى حكيم الهمدانى) وهو ضعيف الحديث والبعض قال صالح الحديث .. ولكن مثله لا يقبل فيما انفرد به من الروايات كما هو الحال هنا (راجع تهذيب التهذيب ج7 ص57) ..،

- وفي السند (أبي الدرداء الرهاوي) وهذا شخص مجهول .. وليس هو أبا الدرداء الصحابي .. فانتبه. !!

- قال الإمام الذهبي عن هذا الراوي وهذ الحديث: لا يدري من هو ذا.. وهذا منكر الحديث لا أصل له. (ميزان الإعتدال ترجمة رقم 10172).

 

************************

 

..:: س68: هل هاروت وماروت أسماء فارسية مأخوذة من الديانة الزرادشتية ؟  ::..

 

- قال بعض الملحدين المشككين في القرآن .. أن هاروت وماروت أسماء مأخوذة من الديانة الزرادشتيه من كتابهم المقدس الأفيستا .. وهذين الإسمين وردا في كتاب الأفيستا هكذا (haurvatat and ameretat) أو (هاورفاتات و إميرتات).

 

- ثم يتطرق بتفكيره الساذج في كيفية معرفة النبي لهذين الإسمين .. فذهب به خياله المريض إلى أن النبي محمد أخذ نغرفة هذه الأسماء من الصحابي سليمان الفارسي الذي كان يتبع معتقد الديانة الفارسية .. فلما سمع النبي محمد هذين الإسمين منه فأعجبه اسمهما وكتبهما في القرآن .. !!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: أيهما أسبق في تاريخيا في تدوين الأسماء ؟

- من الناحية التاريخية .. فإن كتاب القرآن أسبق تدوينا من كتاب الأفيستا الزرادشتيه .. لأن أقدم مخطوطة للأفيستا موجودة على كوكب الأرض مكتوبة بين القرن التاسع والعاشر الميلادي أي بعد ظهور الإسلام أول القرن السابع الميلادي ..

- فلو على أقدمية الظهور .. فالمفترض أن كنت تقول أن هذه الأسماء الزرادشتيه مسروقة من اللفظ القرآني وليس العكس ..

 

#- ثانيا: لا علاقة للأسماء ببعضها البعض أصلا ..

- ولكن من الحماقة أن لا يحترم الإنسان عقله .. فينقل كلام من شخص لديه تصور خاطيء .. وقال أن التشابه اللفظي هو دليل على احتمالية أن يكون الأسماء في القرآن هي الأسماء في الزرادشتية .. فهذا كلام باطل .. لأن التشابه اللفظي لا دليل فيه على تشابه المعتقد .. فهذا لا يقول به عقل رشيد أبدا ..!! وإلا كانت اختلاف ألفاظ الجن والنار بين اللغات المختلفة دليل على عدم وجودها لاختلاف الألفاظ .. وهذا مطلق الحماقة حينئذ ..!!

 

- وبناء على ما سبق .. فأسماء الزرادشتيه .. ليست أسماء ملائكة .. أو كائنات مخلوقة يجوز عليها الفناء .. لا .. هاورفاتات ويعني السلامة وأميرتات وتعني الخلود .. هي صفات إلهية مجسدة في صور كائنات مدبرة للكون .. وهي كيانات غير قابلة للفناء لأنها صفات إلهية.

 

- أما في الإسلام .. فهاروت وماروت لو افترضنا فيهما أنهما ملكين كما قال كثير من العلماء .. فهما ملكين مخلوقين من مادة النور .. وينفذان مراد الله في الكون مثل جميع الملائكة .. ويجوز عليهما الموت والفناء لأنهما مجرد مخلوقات.

 

- إذن: لا علاقة لهاروت وماروت .. بالزرادشتية من قريب أو من بعيد .. وكان من الأولى أن يقارن هذا الملحد بين الكائنات السبع البابلية الأبكالو (بشر بأنصاف آلهة) .. والكائنات السبع الزرادشتية الذين منهم هاورفتات وإميرتات .. وكنت ستعرف أن المعتقد الزرادشتي متطور من عقائد بابلية قديمة ..

- مش كده ولا إيه ؟!!

 

#- ثالثا: أما عن كون النبي أخذ اسمي هاروت وماروت من سليمان الفارسي.

- فهذا كلام يدل على حمق من قال به .. ليه ؟

- لأنه لو كان أخذ النبي شيئا من دين سليمان .. لكان سليمان استمر على ديانته أصلا وما كان آمن بالنبي والقرآن ..!! ولو كان هاروت وماروت أسماء زرادشتيه لكان علمها سليمان الفارسي حينما قرأ في القرآن .. ولكان أخبر الناس بذلك ..؟

- فما هذه الحماقة يا ملحد ؟!!

- ربنا يهديك يا ملحد ..

 

#- إذن خلاصة القول:

- من يزعم أن إسمي هاروت وماروت مأخوذين من الديانة الزرادشتيه .. فهو كاذب بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف..، وإلا فالأولى أن كان يقال أن الزرادشتية هي التي أخذت من القرآن ..

- والحقيقة أن لا هذا أخذ من ذاك .. ولا ذاك أخذ من هذا .. وإنما الكذابين هم يكذبون على هذا وذاك.

 

#- ملحوظة هامة: حتى لا يخدعك أحد ويقول لك أن الزرادشتية الفارسية تسبق الإسلام بأكثر من ألف سنة .. نعم هذا صحيح .. ولكن ما يخفونه عنكم هؤلاء الكذابين .. أن كتاب الزرادشتية المقدس واسمه الأفيستا "ومعناه الأساس القوي" .. لم يعد له وجود من قديم الزمان .. وإنما الكتاب المقدس لديهم حاليا مأخوذ من أقدم نسخة مخطوطة مكتوبة بين القرن التاسع أو العاشر الميلادي بعد ظهور الإسلام بقرنين .. ولا يوجد نسخة لكتابهم المقدس مكتوبة ومدونة كتابة قبل ذلك التاريخ.. فانتبه يا مسلم.

 

@- ولذلك حينما يقول بعض الضلالية أن المعراج النبوي المحمدي .. مأخوذ من الزرادشتية فاعلم أنه كذاب ..  والمعراج المشار إليه مأخوذ من نص "أردا ويراذ ناماك" (Arda Viraf Namag) والذي يعني قصة أردا فيراف وهي تحكي قصة روحية حدثت مع هذا الكاهن تشبه ما جاء في حديث المعراج النبوي .. وهذه القصة مكتوبة بين القرن التاسع والعاشر الميلادي .. أي بعد فتح المسلمين لبلاد فارس بمائتي عام .. وأصبحوا أغلب أهل فارس مسلمين .. وفي ذلك الوقت كان هاجر بعض كهان المجوسية الذين سرقوا من الإسلام قصة المعراج وبعض القصص النبوي ونسبوها لزرادشت وكتبوها بعد ظهور الإسلام بمائتي عام .. فكانت الزرادشتية الحديثة آخذه من قصص الإسلام ما أوهمت به أتباعها أنه خاص بكاتبهم المقدس ..!!

- فانتبه يا مسلم.

 

*********************

..:: س69: ما هي حقيقة أن هاروت وماروت كانا عونا لملاكا اسمه السِّجل وهو من أخبرهما بخلق آدم ؟ ::..

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- من الأمور التي قد تستغرب قولها عن هاروت وماروت .. وهي مجرد خرافة لا دليل عليها .. إذ تجد في بعض الآثار المنسوبة لبعض الصحابة أو لبعض آل بيت النبي بالباطل .. جاء فيها أن (السِّجل) هو ملك من الملائكة موكل بالصحف .. وحينما يموت الإنسان فإنه يتم دفع كتابه من الحسنات والسيئات إليه ليحتفظ بسجل الإنسان عنده فيقوم بطي السجل ويحتفظ به في خزانته ليوم القيامة.

 

- وكان هاروت وماروت من أعوانه .. وهذا الملك المسمى بالسجل مان له ثلاث نظرات كل يوم في أم الكتاب أي اللوح المحفوظ .. وذات يوم نظر إلى ما لم يكن له الحق في النظر إليه .. فعرف أن الله سيخلق مخلوقا جديدا اسمه آدم وسيكون منه بعض الأمور التي فيها عصيان لله .. فأخبر هاروت وماروت بهذا السر .. ولما أخبر الله الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة .. فاعترضا هذين الملكين "هاروت وماروت" على هذا القرار الإلهي ليظهرا أمام جميع الملائكة بمعرفتهما الخاصة .. فقالا لله أتجعل في الأرض من يفسد فيها ويقتل ويمكن أن نقوم نحن بهذه المهمة ونحن في حال التسبيح والتقديس لك ..

- ثم حدث بعد ذلك .. أن أنزلهما الله فيما بعد للإختبار كما سبق وذكرنا في القصص المزورة.

 

#- وإليك مصدر ما ذكرته لك ..

- أولا: من أين قالوا أن ملكا اسمه (السِّجل) ؟

- أتوا بهذه المعلومة من مصدرين .. من الصحابي عبد الله بن عمر .. ومن عالم آل بيت النبي في زمنه وهو الإمام جعفر الصادق .. وكلا المصدرين باطل ومكذوب على بن عمر وعلى جعفر الصادق .. وإليك بيان ذلك:

 

@- عند قوله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) الأنبياء:104.

- ذكر المفسرين بعض الروايات التفسيرية عن بعض الصحابة وهو بن عمر .. وبعض التابعين وهو السُّدِّي .. وبعض آل بيت النبي وهو الإمام جعفر الصادق .. أن (السجل) هو اسم ملك من الملائكة موكلا بحفظ سجلات العباد بعد انتهاء أجلهم.

 

1- الرواية الأولى: المنسوب له من الصحابة هذا التفسير هو عبد الله بن عمر وشاركه التابعي إسماعل السُّدِّي .. ولكن الرواية عن عبد الله بن عمر مكذوبة عليه.

- وجاء في الرواية عن عبد الله بن عمر قال: (فِي قَوْلِهِ: "يَوْم نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ" .. قَالَ: السَّجِل مَلَك) رواه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيرهما.. وهذا السند فيه (أَبُو الْوَفَاءِ الأَشْجَعِيُّ – وهو جَعْفَرُ بْنُ مَيْسَرَةَ) وهو منكر الحديث جدا. (راجع لسان الميزان ترجمة رقم1924).

 

2- الرواية الثالثة: وهي رواية التابعي "السدي": (السجل ملك موكل بالصحف، فإذا مات دفع كتابه إِلَى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره بلا إسناد ..، (قلت خالد صااحب الرسالة): هذا مجرد رأي تفسيري لا دليل عليه .. ولعل السدي بلغه خبر بن عمر السابق ذكرها فظن صحتها .. ولكن هي باطلة كما علمت.

 

2- الرواية الثالثة: لم يصح ما تم روايته عن الإمام جعفر الصادق وهو من أتباع التابعين .. وإليك دليل ذلك:

#- جاء في (أثر مكذوب على آل البيت) .. عَنْ مَعْرُوفٍ- يعني ابن خربوذ الْمَكِّيَّ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: (السِّجِلُّ مَلَكٌ .. وَكَانَ هَارُوتُ وَمَارُوتُ مِنْ أَعْوَانِهِ .. وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثُ لَمْحَاتٍ يَنْظُرُهُنَّ فِي أُمِّ الْكِتَابِ .. فَنَظَرَ نَظْرَةً لَمْ تَكُنْ لَهُ (أي لم يحق له ذلك) .. فَأَبْصَرَ فِيهَا خَلْقَ آدَمَ وَمَا فِيهِ مِنَ الأُمُورِ .. فَأَسَرَّ ذَلِكَ إِلَى هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَكَانَا مِنْ أَعْوَانِهِ .. فَلَمَّا قَالَ "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" البقرة: 30  .. قَالا ذَلِكَ اسْتِطَالَةً (أي تعاليا بالمعرفة) عَلَى الْمَلائِكَةِ) رواه بن أي حاتم في تفسيره .. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث مكذوب على الإمام جعفر الصادق لبطلان متن الرواية أصلا .. إضافة لجهالة من سمع من جعفر الصادق ..، فضلا عن أن (معروف المكي) ضعيف الحديث ..، مع غياب مصدر معرفة هذه المعلومة الغيبية التي ذكرها جعفر الصادق والتي لا نعرف عمن أخذها لأنه أصلا لم يقل بها ..!!

 

- ويؤكد دليل الكذب على الإمام جعفر الصادق .. أنه يستحيل إمام مثله أن يقول مثل هذا الكلام .. إذا كيف يكون الملكين استطالا على الملائكة .. إذا كانت الآية تقول: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فالكلام موجهة لعموم الملائكة .. وحينما قالوا استفسارا على حكمة الله في خلق آدم .. فالقرآن قال عن الملائكة قولهم: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) .. فالله ذكر في القرآن أنهم: (قالوا) ولم يقل : قالا .. وليس في الآية أي استطالة من أعداد معينة من الملائكة على باقي الملائكة .. وحاشا الإمام جعفر الصادق أن يكون جاهل بمعرفة ما جاء في آية سورة البقرة ..!!

والله أعلم.

 *********************

..:: س70: ما هي حقيقة قصة هاروت وماروت المذكورة في كتب التفاسير الإسلامية عن الملكين اللذين طلبا الزنا وشربا الخمر وسجدا لصنم وقتلا إنسان ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لا شك أن قصة هاروت وماروت الخاصة بانحراف الملكين .. ورغبتهما في الزنا ثم شربهما للخمر وقتلهما ببنفس وسجودهما لصنم ... إنما هي قصة منقولة من مصادر إسرائيلية .. مع اختلاف في بعض الأجزاء.

2- القصة الوحيدة الموجودة في الدين الإسلامي والمعروفة عن هاروت وماروت .. أنهما كانا يعلمان الناس معرفة أو علم معين .. واستخدم أكثر الناس هذا العلم في التفرقة بين الرجل وزوجته .. وهذه هي قصة هاروت وماروت في الدين الإسلامي. (طبعا مع اختلاف بين المفسرين في حقيقة كون هاروت وماروت ملكين فعلا أم غير ذلك .. كما ستعرف إن شاء الله).

 

3- ويتبقى لي سؤال ختامي عن قصة هاروت وماروت والمرأة التي فتنتهما:

- أليس من السيء جدا اعتقاد أن الزهرة كانت امرأة ومسخت كوكبا ..؟! وكأن هناك من أراد أن يجعل من كوكب الزهرة دلالة على أنها رمز لكيد المرأة .. حتى يقال أن هذه المرأة استغفلت وخدعت ملائكة الله حتى أخذت منهما اسم الله الأعظم وجعلتهما يشربون الخمر ويزنيا بها ويسجدون لصنمها ويقتلون رجلا بلا ذنب .. وكل ذلك للدلالة على تعظيم كيد المرأة مثلا .. !!

 

- بل أن بعض التابعين وهو (السُّدِّي) قد ذكر رواية وجاء فيها معلومة فريدة جدا وهي أن المرأة قد عرفت كلمة الصعود للسماء وكلمة النزول من السماء .. فقالت الرواية: (مَا أَنَا بِالَّذِي أَفْعَلُ حَتَّى تُخْبِرَانِي بِأَيِّ كَلَامٍ تَصْعَدَانِ إِلَى السَّمَاءِ ؟ وَبِأَيِّ كَلَامٍ تَنْزِلَانِ مِنْهَا؟ فَأَخْبَرَاهَا .. فَتَكَلَّمَتْ فَصَعِدَتْ..، فَأَنْسَاهَا اللَّهُ مَا تَنْزِلُ بِهِ .. فَبَقِيَتْ مَكَانَهَا .. وَجَعَلَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا) رواه الطبري في تفسيره..، والسُّدِّي روايته منقطعة المصدر الذي أخذ عنه هذه الرواية .. وهو أصلا لا تقبل مروياته عموما .. وقال عنه أبو حاتم والطبري لا يحتج بحديثه (راجع تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب ج1 ص314)

 

#- والشاهد مما سبق .. وكأن المرأة التي خدعت الملكين قد أخذت باسوورد المرور للسماء .. وفقدت باسوورد النزول  من السماء .. وكأنها كانت تعرف ما هي طرق السماء أصلا .. وكأنه لا يوجد غلاف جوي لو خرجت منه ماتت ..!!  

- ثم من المفترض تصديق هذا الكذب ..!!

- بقى ده كلام ؟!!

 

#- إذن: من السيء جدا .. أن يتم تصديق مثل هذه الروايات التي تدل على اتهام صريح لتعارضها مع القرآن .. فضلا عن اتهام الملائكة بأقبح التهم وأفجرها .. إضافة لتعظيم من كيد المرأة وكأنها شيطان الأرض .. أو دلالة على أنها المرأة التي استغفلت ملائكة الله وخدعتهم .. ثم يقال بعد ذلك أن الدليل والشاهد على ذلك .. أن تنظروا لكوكب الزهرة .. لتذكركم دائما بكيد النساء ..!!

- حقا .. الله يجازي كل من يروج لهذه الأباطيل وهو يعلم بطلانها وما تحمله متونها من أباطيل.. وغفر الله لمن نشرها وهو لم ينتبه لما فيها من أباطيل.

 

#- ولبيان بطلان قصة هاروت وماروت المذكورة في كتب التفاسير .. يمكنك الرجوع للآتي:

أ- الفصل السادس عشر: عند السؤال (س53: ما هي عقيدة المسلمين في عصمة الملائكة من حيث كونهم يجوز عليهم العصيان والخطأ أم لا يجوز ؟) – تحت مقطع : (ثانيا: مناقشات مع الذين قالوا بعدم عصمة الأنبياء).

 

ب- الفصل السابع عشر: عند السؤال (س55: ما هي قصة الملكين هاروت وماروت التي رواها التابعي كعب الأحبار وقال أنهما في يوم واحد أشركا بالله وشربا الخمر ومارسا الزنا ؟) – تحت مقطع (ثانيا: لماذا هذا الحديث هو منكر المتن بالرغم من صحة السند ؟). 

 

ج- الفصل الثامن عشر: عند السؤال (س57: ما الحديث المنسوب بالباطل للنبي محمد في قصة هاروت وماروت ؟) تحت عنوان: (ثانيا: نقد متن هذه الروايات المنسوبة للنبي في قصة هاروت وماروت).

 

د- الفصل التاسع عشر: عند السؤال (س60: ماذا قال رواة الحديث وعامة علماء المسلمين في الحديث المنسوب للنبي أنه حكي قصة هاروت وماروت ؟).

 

هـ- الفصل العشرون: عند السؤال (س61: هل قال أحد من أهل العلم بتحسين الرواية المنسوبة للنبي محمد في قصة هاروت وماروت ؟) تحت عنوان: (ثانيا: ردود العلماء على الإمام بن حجر العسقلاني في تحسينه قصة هاروت وماروت) وتحت عنوان: (ثالثا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام بن حجر ومن والاه من أهل زماننا).

 

و- الفصل الحادي والعشرون: عند السؤال (س62: ما هي الروايات المنسوبة للصحابة في قصة هاروت وماروت ؟).

 

ز- الفصل الثاني والعشرون: عند الأسئلة (س64 - س65 – س66).. وحكاية رؤية التابعي مجاهد بن جبر لهاروت وماروت .. وحكاية السيدة عائشة للمراة التي زاتها وقالت لها أنها رأت هاروت وماروت.. وحكاية الشاب الذي ذهب لبابل لرؤية هاروت وماروت .. وكل هذه حكايات باطلة.

 

#- وبهذا نكون قد اغلقنا كل ما قيل حول قصة هاروت وماروت .. ونعود مرة أخرى لاستكمال تفسير قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .