بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء الثاني والعشرون)
#- فهرس:
:: الفصل الحادي والعشرون
:: عما روي عن الصحابة في قصة هاروت
وماروت ::
1- س62: ما هي الروايات المنسوبة
للصحابة في قصة هاروت وماروت ؟
#-
أولا: الحديث المروي عن علي بن
أبي طالب في قصة هاروت وماروت.
#-
ثانيا: الحديث المروي عن عبد
الله بن مسعود في قصة هاروت
وماروت.
#-
ثالثا: الحديث المروي عن عبد
الله بن عباس في قصة هاروت وماروت.
#-
رابعا: الحديث المروي عن عبد
الله بن عمر في قصة هاروت وماروت.
#-
خامسا: الحديث المروي عن عمر
بن الخطاب في قصة هاروت وماروت.
2- س63: ما هي الفروق بين الروايات المذكورة عن الصحابة في قصة
هاروت وماروت ؟
- (وحكاية رواية التابعي مجاهد عن فعل الملكين: "فكشفا لها عن عوراتهما")
!!
********************
:: الفصل الحادي والعشرون ::
********************
..::
س62: ما هي الروايات المنسوبة للصحابة في قصة هاروت وماروت ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
جاءت بعض الآثار عن الصحابة والتابعين في قصة هاروت وماروت .. وإذا كانت الحكايات عن التابعين غير مهمة لأنها
باطلة بذاتها لعدم التصريح بمصدر المعلومة .. إلا أن البعض يعتبر الآثارعن الصحابة
مهمة وتعني أنها محتمل أن يكون قد أخذوها من النبي .. وإن كان سبق وأوضحنا أن
الإسرائيليات على وجه الخصوص لا ينطبق عليها هذا الكلام .. ويجب التصريح من أن
الصحابي سمعها من النبي وبسند صحيح جدا لا شبهة فيه .. وهذا ما لم يحدث قطعا.
-
ولكن بعض العلماء كالإمام بن حجر العسقلاني جعل من آثار الصحابة شاهدا على
صدق حديث النبي الملفق له بالباطل بشهادة العلماء الذين رووا الحديث أصلا .. وكان
هذا أمر غريب جدا منه أن يفعل ذلك كما سبق وأوضحنا.
-
ولذلك أحببت أن أكشف لك أخي الحبيب حقيقة هذه الآثار المروية عن الصحابة .. والتي
جعل منها الإمام بن حجر أصل لصحة القصة ..!! وذلك لتكون على علم بها .. ولقتل هذه
الفتنة التي يستغلها الملحدين حاليا للسخرية من الدين ويستندون لكلام الإمام بن
حجر وكأنه نبيا يؤخذ منه العلم ..!!
=================
#-
أولا: الحديث المروي عن علي بن أبي طالب
في قصة هاروت وماروت.
1-
الرواية الأولى: جاء في (أثر ضعيف) ..عن يَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ
النَّخَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُخْبِرُ
الْقَوْمَ: (أَنَّ هَذِهِ الزُّهَرَةَ
تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الزُّهَرَةَ .. وَتُسَمِّيهَا الْعَجَمُ أَنَاهِيدُ ..
-
وَكَانَ الْمَلَكَانِ يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ .. فَأَتَتْهُمَا (أي الزهرة) ..
فَأَرَادَهَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ (أي كل
واحد كان يحدث نفسه برغبته فيها دون أن يخبر صاحبه) ..
-
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ
.. أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَهُ لَكَ.
-
قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي .. مِثْلُ الَّذِي فِي
نَفْسِكَ ..
-
فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ. (أي حكيا لبعضهما البعض عما في أنفسهما واتفقا
على الزنا بالمرأة).
-
فَقَالَتْ لَهُمَا الْمَرْأَةُ: أَلَا تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ إِلَى
السَّمَاءِ .. وَبِمَا تَهْبِطَانِ إِلَى الْأَرْضِ.
-
فَقَالَا: بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ بِهِ نَهْبِطُ وَبِهِ نَصْعَدُ ..
-
فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِمُؤَاتِيَتِكُمَا الَّذِي تُرِيدَانِ (أي من الزنا) ..
حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ (أي علمنيه أولا ثم ازنيا بي كما تشاءان)..
-
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: عَلِّمْهَا إِيَّاهُ .. فَقَالَ: كَيْفَ لَنَا
بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ ؟
-
قَالَ الْآخَرُ: إِنَّا نَرْجُو سَعَةَ رَحْمَةِ اللَّهِ .. فَعَلَّمَهُ
إِيَّاهَا.
-
فَتَكَلَّمَتْ بِهِ .. فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ ..
-
فَفَزِعَ مَلَكٌ فِي السَّمَاءِ لِصُعُودِهَا .. فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ .. فَلَمْ
يَجْلِسْ بَعْدُ .. وَمَسَخَهَا اللَّهُ فَكَانَتْ كَوْكَبًا) رواه ابن أبي الدنيا في
العقوبات .. ورواه الحاكم واللفظ له في حديث رقم3051 وأشار لصحته بعد ذكره للحديث رقم 3052 .. وعلق
الذهبي على حديث علي بن أبي طالب وقال: صحيح..، وقال بن حجر العسقلاني في كتابه
(العجاب ج1 ص322): وأخرجه عبد بن حميد بسند آخر صحيح إلى علي أتم منه قال: حدثنا
يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عمير وأخرجه الحاكم من طريق إسماعيل بن أبي
خالد به وقال: صحيح. (انتهى
النقل)..، وقال بن كثير: المروي عن "علي" فيه غرابة جدا. (تفسير
بن كثير ج1 ص243).
@- وفي رواية بنفس
السند السابق أتت بلفظ مغاير في جزء بسيط: عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَرَأَيْتُمْ هَذِهِ الزُّهَرَةَ
.. وَيُسَمِّيهَا الْعَجَمُ أَنَاهِيدَ، كَانَتِ امْرَأَةً وَضْاةً (أي جميلة مشرقة وفيها جذبة) .. وَكَانَ هَذَانِ الْمَلَكَانِ يَهْبِطَانِ أَوَّلَ النَّهَارِ
فَيَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ .. وَيَصْعَدَانِ آخِرَ النَّهَارِ .. فَأَتَتْهُمَا .. فَأَرَادَهَا
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ نَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ مِنْ صَاحِبِهِ، .....إلى آخر القصة) رواه أبو الشيخ في العظمة.
#- قلت
(خالد صاحب الرسالة)
تعقيبا على الحديث السابق:
-
أولا: من حيث السند .. الحديث كل رواته ثقات .. ولكن كيف يكون الأثر صحيح .. ولم يسمع (إسماعيل بن أبي خالد
الأحمسي البجلي) من (عمير بن سعيد النخعي) ..!!
-
ولم أجد أي أثر في كتب أهل العلم .. بما يدل على أن (عمير بن سعيد)
كان شيخا لشخص اسمه (إسماعيل بن أبي خالد) .. ولم أجد أي أثر يدل على أن (إسماعيل
بن أبي خالد) كان تلميذا لشيخ اسمه (عمير بن سعيد النخعي) ..، بل الأشبة أن
(إسماعيل البجلي) قد دلس في الرواية ولذلك لم يصرح بالتحديث .. و(إسماعيل بن أبي
خالد البجلي) قد ذكره بن حجر العسقلاني في (طبقات المدلسين ص28 ترجمة رقم 36).
-
وعلى هذا لو كان تحقيقي صوابا .. يكون هذا الأثر ضعيفا لوجود انقطاع في السند
بين (إسماعيل البجلي) وبين (عمير بن سعيد) .. فلا هذا الأثر صحيحا ولا حسنا .. بل
ضعيفا .,!!
- وقلنا سابقا أنه ليس معنى أن
رواة السند ثقات .. أن يكون السند صحيحا ..!!
- ثانيا:
ولبطلان متن الرواية .. يمكنك الرجوع للفصول السابقة ..
لتعرف سبب بطلان متن هذه الرواية.. ولكني سأضيف هنا شيئين:
-
الأول: كيف مسخت المرأة كوكبا .. إذا كان هذا الكوب موجود قبل خلق
الإنسان أصلا ..؟!! (وكوكب
الزهرة يرجح العلماء وجود ه من أكثر من أربعة مليار سنة).
-
والحقيقة القرآنية تقول عند بداية خلق الكون: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا
قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي
يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت:11-12.
-
ويقول تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا
بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) الصافات:6 .. فالكواكب مخلوقة قبل الإنسان ..
وخلقها الله زينة للناظرين (فالله هنا يتكلم من حيث النظر إليها وليس من حيث طبيعة
عملها فلكيا) .. فالكواكب إذن شي مبهج ومريج للنفس لما ينظر الإنسان إليها.
-
فكيف يقال بعد ما سبق أن الزهرة تم مسخها كوكبا .. في حين أن كوكب الزهرة من
الكواكب المخلوقة في بداية الكون ؟!!
-
الثاني: أليس من المفترض أن يكون المسخ هو لونا من العقاب والإهانة
للممسوخ ؟
-
فهل مسخ المرأة في صورة كوكب مضيئا لامعا من أجمل الكوكب المرئية من الأرض .. يكون هذا بمثابة عقاب لهذه
المرأة التي أباحت جسمها للزنا بمنتهى السهولة ؟!!
- بقى ده كلام يا ناس ؟!!
-
فإذا كان هذه هي الإهانة .. فما هو التكريم ؟!!
-
ولماذا العتاب حينئذ لو صنع البشر نماذج مصغرة كتماثيل لبعض الناس
لتكريمهم .. إذا كانت الفاجرة تحولت لكوكبا مضيئا لامعا في السماء ؟!!
-
لا تعليق ..!!
2-
الرواية الثانية .. (أثر فيه ضعف) .. قال الطبري: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي
الْحَجَّاجُ "بن المنهال"، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ "بن سلمة"،
عَنْ خَالِدِ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَمْير بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا،
يَقُولُ: (كَانَتِ الزُّهَرَةُ امْرَأَةً
جَمِيلَةً مِنْ أَهْلِ فَارِسَ .. وَإِنَّهَا خَاصَمَتْ إِلَى الْمَلَكَيْنِ
هَارُوتَ وَمَارُوتَ فَرَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا .. فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ
يُعَلِّمَاهَا الْكَلَامَ الَّذِي إِذَا تَكَلَّمَ بِهِ يَعْرُجُ بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ .. فَعَلَّمَاهَا فَتَكَلَّمَتْ فَعَرَجَتْ إِلَى السَّمَاءِ
فَمُسِخَتْ كَوْكَبًا) رواه الطبري في تفسيره..،
قال ابن كثير في (تفسيره ج1 ص143): رجال إسناده ثقات،
وهو غريب جداً (انتهى
النقل) ..، وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه (العجاب ج1 ص322) : وهذا سند صحيح
.. وحكمه أن يكون مرفوعا .. لأنه لا مجال للرأي فيه .. وما كان علي رضي الله عنه يأخذ
عن أهل الكتاب.. (انتهى
النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: كون السند رجاله ثقات أو سند صحيح .. فهذا فيه نظر ..
ليه ؟
-
لأن في السند (المثنى بن إبراهيم الآملي): شيخ الطبري وهو مجهول تماما ولا
أثر له في كتب التراجم حسب ما بحثت ..، وقال الشيخ أكرم بن زيادة الفالوجي الأثري
عن المثنى: ذكره الشيخ شاكر في تحقيقه «لتفسير الطبري» (1/ 176 / 186) وقال:
" شيخ الطبري. . . يروي عنه الطبري كثيرا في " التفسير " و "
التاريخ ".
#-
ثم قال الشيخ أيمن الأثري تعقيبا لما سبق: قلت لم أقف له على
ذكر في كتب الرجال والتراجم ..!!!!، ولم أقف له على رواية في كتب الحديث والتفسير
والفقه إلا عند الطبري .. وقد
سألت عنه كثيرا من أهل العلم بالحديث والرجال .. ولم أجد من يعرفه ..!!!،
رغم كثرة روايته وكثرة شيوخه الذين روى عنهم والذين تراوحت روايته عنهم بين
الرواية الواحدة .. عن (إسحاق بن إسماعيل) وغيره .. والمئات من الروايات .. (ثمان
وثلاثون وثمانمائة) رواية عن (إسحاق بن الحجاج) .. وقد لاحظت الآتي: تفرد الإمام
الطبري بالرواية عنه رغم كثرة شيوخه الذين روى عنهم ..!! مما يدفعنا إلى الحكم بجهالة عينه حتى يثبت لنا غير
ذلك .. !! (انتهى
النقل) ..، وللشيخ أيمن الأثري بحث في ذلك الموضوع يمكنك الرجوع إليه في (معجم شيوخ الطبري ص 433).
-
ثانيا: أما عن نقد المتن وبطلانه .. فقد سبق الكلام عليه منذ قليل في
الرواية السابقة التي رواها الحاكم.
#- وخلاصة القول:
1-
قول الإمام بن كثير: غريب جدا .. فهذا للدلالة على ضعف هذا الأثر
عند الإمام بن كثير .. حتى لا تظن انه
يصحح لقوله "سند رجاله ثقات" .. لا .. ولعل سبب تضعيف بن كثير للرواية
ووصفها بالغرابة جدا .. هو لنكارة متنه .. إذ أن في المتن من غرائب لا يقبلها
العقل بل وتخالف القرآن .. فانتبه.
2-
قول الإمام الحاكم والذهبي والعسقلاني .. بتصحيح أثر علي بن أبي طالب ..
هو تصحيح باطل سندا ومتنا .. فأي تصحيح هذا الذي قالوا به غفر الله لهم .. إذ حتى
لو صح سنده .. فكيف يصح متنه ..!!
=================
#- ثانيا: الحديث المروي عن عبد الله
بن مسعود في قصة هاروت وماروت.
#-
(أثر
ضعيف) .. حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَا: (لَمَّا كَثُرَ يَعْنِي ذُنُوبَ
بَنِي آدَمَ دَعَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَالْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا
أَهْلِكْهُمْ.
-
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ: إِنِّي لَوْ أَنْزَلْتُ الشَّهْوَةَ
وَالشَّيْطَانَ مِنْكُمْ مَنْزِلَتَهُمَا مِنْ بَنِي آدَمَ لَفَعَلْتُمْ مِثْلَمَا
يَفْعَلُونَ.
-
فَحَدَّثُوا أَنْفُسَهُمْ أَنَّهُمْ إِنِ ابْتُلُوا أَنَّهُمْ يَسْتَعْصِمُونَ.
-
فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ: أَنِ اخْتَارُوا مِنْ أَفْضَلِكُمْ
مَلَكَيْنِ، فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ.
-
فَهَبَطَا إِلَى الْأَرْضِ حَكَمَيْنِ .. وَهَبَطَتِ الزُّهَرَةُ فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ ..
وَأَهْلُ فَارِسَ يُسَمُّونَهَا بَيْذُخْتَ ..
-
وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ قَبْلَ ذَلِكَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا:
(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) غافر: 7 ..
-
فَلَمَّا وَقَعَا فِي
الْخَطِيئَةِ .. اسْتَغْفَرُوا (أي باقي الملائكة في السماء) لِمَنْ فِي الْأَرْضِ (أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ).
-
فَخُيِّرَا بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ .. فَاخْتَارُوا
عَذَابَ الدُّنْيَا) رواه ابن أبي الدنيا في العقوبات واللفظ
له ..، ورواه الطبري في تفسيره.
#-
وفي رواية بنفس السند ولكن بلفظ آخر: عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّهُمَا، قَالَا: (لَمَّا كَثُرَ بَنُو آدَمَ
وَعَصَوْا .. دَعَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمْ وَالْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ
وَالْجِبَالُ: رَبَّنَا أَلَا تُهْلِكُهُمْ ؟
-
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ: إِنِّي لَوْ أَنْزَلْتُ الشَّهْوَةَ وَالشَّيْطَانَ مِنْ قُلُوبِكُمْ
.. وَنَزَلْتُمْ .. لَفَعَلْتُمْ أَيْضًا.
-
قَالَ: فَحَدَّثُوا أَنْفُسُهُمْ أَنْ لَوْ ابْتُلُوا اعْتَصَمُوا.
-
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ اخْتَارُوا مَلَكَيْنِ مِنْ أَفْضَلِكُمْ.
-
فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ، فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ.
-
وَأُنْزِلَتِ الزَّهْرَةُ
إِلَيْهِمَا فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ ..
-
وَكَانَ أَهْلُ فَارِسَ يُسَمُّونَهَا بَيْذَخَتْ .. قَالَ: فَوَقَعَا
بِالْخَطِيئَةِ ..... إلى آخر الرواية) رواه أبو جعفر الطبري في
تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#-
أولا: السند ضعيف .. فيه (علي بن زيد بن جدعان) وهو ضعيف الحديث
باتفاق غالب أهل العلم .. وقد قال عنه ابن حبان: يهم و يخطىء ، فكثر ذلك منه
فاستحق الترك. (راجع
تهذيب التهذيب ج7 ص324).
-
وفي رواية الطبري يوجد علتان في السند .. أحدهما شيخ الطبري وهو (المثنى بن إبراهيم الآملي) وقد سبق بيان أنه مجهول ..،
وفي السند أيضا (علي بن زيد بن جدعان) وهو ضعيف الحديث ..
#-
ثانيا: أما عن المتن .. فهو باطل .. ولي تعليقين فقط على هذه الرواية:
أ-
التعليق الأول: هل الملائكة تدعو على الناس من نفسها لنفسها
أم بإذن من ربها ؟!!
- أكيد بإذن
من الله .. كما أنهم لا يشفعون إلا بإذن من الله بشهادة القرآن .. (عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ) الأنبياء:26-28 ..
-
فسقطت بذلك تلك الرواية لمخالفتها القرآن.
ب-
التعليق الثاني: نزول الزهرة من السماء وتحولها من كوكب إلى
صورة امرأة من أهل فارس .. وهذا مخالف للرواية المنسوبة للإمام علي والتي سبق
وذكرناها .. !!
- ولكن هنا نقول: لو كان كوكب الزهرة تحول فعلا لامرأة قد نزلت
لغواية الملكين فمارسا معها الزنا كما قالت الرواية (فَوَقَعَا
بِالْخَطِيئَةِ) .. فهذا معناه اختلال نظام الفلك الذي تم بناءه زينة
طاهرة للناظرين .. وقد تلوثت بالدعارة والزنا ..!!
- ثم أين ذهبت تلك المرأة الكوكب بعد
أن أغوت الملكين ؟!! هل عادت لتكون كوكبا مرة أخرى في فلك السماء .. ولكن بصورة
ملعونة كعنوان للخطيئة ودلالة على أن المرأة هي سبب انحراف الوجود بجريمة الزنا ؟!!
-
فهل هذه هي الرسالة التي يجب أن نفهمها ؟!!
- إذ لو كانت هذه هي الرسالة .. فهي باطل بكل تأكيد .. ولا يشك عاقل أنها من
صنع اليهود بنسبة مائة في المائة ..!!
#- أم يقال: عاقبها الله بالبقاء في الأرض
كامرأة عادية .. ولو كان الأمر كذلك فيقال: كيف ظهر كوكب الزهرة الموجود في السماء حاليا
؟!!
#- ولو كان رفعها مرة أخرى ككوكب .. فهنا يقال: ما هو وجه المسخ لها إذا كانت هي
أصلا كوكب قبل أن تنزل ؟!!
- يا ناس: إن
لم يكن هذه الروايات باطلة فما هو الباطل يا جماعة العقلاء ؟!
-
فكيف تصدق العقول .. مثل هذا الخرافات التى لا أشك في
كونها ملفقة بالباطل على الصحابة !!
==================
#- ثالثا: الحديث المروي عن عبد الله
بن عباس في
قصة هاروت وماروت.
1-
الرواية الأولى: (أثر شاذ جدا ومتن منكر
جدا) .. عن يَزِيدُ الْفَارِسِيَّ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: (إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ
الدُّنْيَا أَشْرَفُوا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ
بِالْمَعَاصِي.
-
فَقَالُوا: يَا رَبِّ، أَهْلُ الْأَرْضِ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي.
-
فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْتُمْ مَعِي، وَهُمْ غُيَّبٌ عَنِّي .. (أي في حجاب المادة لا يدركون ما تدركون من
جلالي وجمالي) .
-
فَقِيلَ لَهُمْ: اخْتَارُوا
مِنْكُمْ ثَلَاثَةً ..
-
فَاخْتَارُوا مِنْهُمْ ثَلَاثَةً .. عَلَى أَنْ يَهْبِطُوا إِلَى الْأَرْضِ عَلَى
أَنْ يَحْكُمُوا بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ ..
-
وَجَعَلَ فِيهِمْ شَهْوَةَ الْآدَمَيِّينَ .. فَأُمِرُوا أَنْ لَا
يَشْرَبُوا خَمْرًا، وَلَا يَقْتُلُوا النَّفْسَ وَلَا يَزْنُوا وَلَا يَسْجُدُوا
لِوَثَنٍ ..
-
فَاسْتَقَالَ (أي طلب واحد من الملائكة الثلاثة أن يتراجع عن النزول
للأرض) مِنْهُمْ وَاحِدٌ .. فَأُقِيلَ ..
-
فَأُهْبِطَ اثْنَانِ إِلَى الْأَرْضِ ..
-
فَأَتَتْهُمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ .. يُقَالُ لَهَا مَنَاهِيدُ ..
فَهَوِيَاهَا جَمِيعًا ..
-
ثُمَّ أَتَيَا مَنْزِلَهَا
فَاجْتَمَعَا عِنْدَهَا .. فَأَرَادَاهَا ..
-
فَقَالَتْ: لَا .. حَتَّى
تَشْرَبَا خَمْرِي .. وَتَقْتُلَا ابْنَ جَارِي .. وَتَسْجُدَا لِوَثَنِي ..
-
فَقَالَا: لَا نَسْجُدُ ..
-
ثُمَّ شَرِبَا الْخَمْرَ .. ثُمَّ قَتَلَا .. ثُمَّ سَجَدَا ..
-
فَأَشْرَفَ أَهْلُ السَّمَاءِ عَلَيْهِمَا .. (أي شاهد ملائكة السماء حالهما بما فعلوه).
-
وَقَالَتْ لَهُمَا: أَخْبِرَانِي بِالْكَلِمَةِ الَّتِي إِذَا قُلْتُمَاهَا
طِرْتُمَا.
-
فَأَخْبَرَاهَا فَطَارَتْ .. فَمُسِخَتْ جَمْرَةً (أي كوكب مضيء) ..
وَهِيَ هَذِهِ الزَّهْرَةُ ..
-
وَأَمَّا هُمَا فَأرْسِلَ
إِلَيْهِمَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ .. فَخَيَّرَهُمَا بَيْنَ عَذَابِ
الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ .. فَاخْتَارُوا عَذَابَ الدُّنْيَا .. فَهُمَا
مُنَاطَانَ (أي متعلقان) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) رواه بن أبي حاتم في تفسيره ..، قال ابن كثير في (تفسيره ج1
ص244): وهذا السياق فيه زيادة كثيرة وإغراب ونكارة .. والله أعلم بالصواب..، وقال
عنه بن حجر العسقلاني في كتابه (العجاب ج1 ص330): إسناده جيد ..!!
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: قول الإمام بن حجر أن الإسناد جيد .. فهذا فيه نظر .. ليه
؟
-
لأن يزيد الفارسي البصري .. هو مقبول الرواية وليس من الثقات ليتم قبول روايته في
مسألة غيبية قد أنفرد بألفاظها .. فهذه رواية شاذة جدا ..!!
-
ومثل (يزيد الفارسي البصري) قد تقبل روايته في فضائل أعمال .. أو فيما لا
خلاف فيه مع رواية الثقات .. أو يوافقهم..، ولكن يستحيل قبول روايته في حكم شرعي
أو مسألة غيبية قد انفرد بها ..!!
-
إذن: مع انفراد "يزيد الفارسي" بألفاظ هذه الرواية الشاذة جدا .. فالإسناد لا يمكن أن يكون جيد .. كما قال
الإمام بن حجر ..!!
-
ثانيا: أما عن المتن .. فحدث ولا حرج ..
- ففيه
انفرادات وغرائب لم يتم ذكرها في أي رواية أخرى .. ومن ذلك:
أ-
فيها أن الله طلب ثلاثة ملائكة .. وواحد منهم استقال من المهمة .. (وكأن الملائكة لها حق التراجع عما يطلبه
الله منهم ..!!) .. (في حين أن كل الروايات قالت من البداية أن الله طلب منهما
اختيار اثنين وليس ثلاثة).
ب-
وفي الرواية أن أسمها "مناهيد" .. (في روايات أخرى اسمها
"أناهيد").
ج-
وقالت الرواية (فهوياها جميعا) .. (ومن المفترض أن تقول الرواية (فهوياها
كلاهما) أم انه كان يوجد غير الملكين وقد تراجع الثالث مرة أخرى ونزل معهما ؟!!).
د-
وذهبا لمنزلها ليمارسا معها الزنا .. (لم تذكر أي رواية أنهما ذهبا لمنزلها – ولم تحدد
الروايات مكان ممارسة الزنا).
هـ-
طلبت منهما أن يقتلا ابن جارها .. (في روايات أخرى تم قتل إنسان رآهم يمارسون
الزنا بها).
و-
وبعد ذلك أخبراها باسم الله الأعظم .. (في حين كل الروايات الخاصة بالإسم الأعظم لم
يظهر منها أنهما زنا بها .. بل عرفت الإسم ونطقت به وطارت ومسخت).
ز-
المرأة مسخت لجمرة أي كوكب من الحجارة مضيء في السماء .. (وهذا
مخالف لرواية بن عباس التي رواها مع بن مسعود وجاء فيها أن الزهرة هبطت في صورة
امرأة أي الكوب مسخ لصورة امرأة .. وليس العكس).
ح-
وكان ذلك في عهد سليمان عليه السلام وهو الذي توسط لهما عند الله..!! (وهذا شاذ جدا ومخالف لما قيل عن ابن عباس
نفسه أنه قال في زمن إدريس – والاغرب أننا لا نعرف في أي زمن أصلا) ..!! ولكن من
المستحيل أن يكونا في زمن سليمان لأنهما لو نزلا فهما نزلا ببابل وسليمان لم يكن
ببابل ..!!
ط-
كيفية عذابهما أنهما معلقان بين السماء والأرض .. (وهذا يعطي انطباع أنهما معلقان فعلا بين
السماء العلوية وكوكب الأرض .. وهذا يخالف باقي الروايات من أنهما في مكان مثل كهف
معلقان بين سماءه أي سقفه وبين الأرض أي أرض الكهف .. أرجلهما للسقف ورأسهما
لأسفل).
@-
فبالله عليك يا مؤمن يا من تقرأ كلامي كيف يصح سند أو متن الرواية ؟!!
-
ثالثا: أما عن فساد متن الرواية .. فلسنا في حاجة لبيانه .. فقط يكفيك ما قيل في فساد متن رواية
علي بن أبي طالب .. وفساد متن رواية عبد الله بن مسعود (ولا تنسى أن رواية بن
مسعود .. قال مثلها بن عباس .. حسب رواة سند بن مسعود.
-
رابعا: نلاحظ أن الإمام بن حجر يتجاهل تماما متون القصة التي
يكتب بعدها صحيحة أو جيدة .. فما يهمه فقط هو أن يثبت لك أن السند سليم
.. وكأنه يريد ممن يقرأ له أن يقبل القصة
غصب عنه والدليل هو تحسينه للروايات فقط ..!!
-
خامسا: ونلاحظ أيضا أنه يتجاهل تفسير ابن كثير أصلا (وبن كثير توفى 774 هـ ، وبن حجر
ولد 773 هـ) .. يعني حينما كان بن حجر صغيرا يرضع .. كان بن كثير في ذمة
الله ..، ونلاحظ أيضا أنه لم يذكره فيمن
رد عليهم من العلماء .. وكأنه لم يبلغه خبر تفسير بن كثير وماذا قال في هذه
الروايات ..!!
-
ورحم الله الإمام بن كثير إذ قال: هذا السياق فيه زيادة كثيرة
وإغراب ونكارة .. يعني عاوز يقول بالبلدي كده: الرواية باطلة ولا يمكن قبولها ..
لأنها رواية شاذة جدا.
2-
الرواية الثانية: عن أبي جعفر
الرازي، حدثنا الربيع بن أنس عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: (لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِ
آدَمَ فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ ..
-
قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: يَا رَبَّ هَذَا الْعَالَمُ
الَّذِي إِنَّمَا خَلَقْتَهُمْ لِعِبَادَتِكَ وَطَاعَتِكَ .. قَدْ وَقَعُوا فِيمَا
وَقَعُوا فِيهِ .. وَارْتَكَبُوا الْكُفْرَ وَقَتْلَ الْأَنْفُسِ وَأَكْلَ مَالِ
الْحَرَامِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَةَ وَشُرْبَ الْخَمْرِ .. فَجَعَلُوا يَدْعُونَ
عَلَيْهِمْ وَلَا يَعْذُرُونَهُمْ.
-
فَقِيلَ (أي أُلقى في أنفسهم):
إِنَّهُمْ فِي غَيْبٍ ((أي في عالم الحجاب المادي الشهواني) فَلَمْ يَعْذُرُوهُمْ.
-
فَقِيلَ لَهُمُ: اخْتَارُوا مِنْكُمْ مِنْ أَفْضَلِكُمْ
مَلَكَيْنِ آمُرْهُمَا وَأَنْهَاهُمَا .. فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ ..
-
فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ .. وَجَعَلَ لَهُمْ شَهَوَاتِ بَنِي
آدَمَ وَأَمَرَهُمَا اللَّهُ أَنْ يَعْبُدَاهُ وَلَا يُشْرِكَا بِهِ شَيْئًا ..
وَنُهِيَا عَنْ قَتْلِ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَأَكْلِ مَالِ الْحَرَامِ وَعَنِ
الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ.
-
فَلَبِثَا فِي الْأَرْضِ زَمَانًا يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ .. وَذَلِكَ فِي
زَمَانِ إِدْرِيسَ ..
-
وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ امْرَأَةٌ
حُسْنُهَا فِي النِّسَاءِ .. كَحُسْنِ الزُّهْرَةِ فِي سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ..
-
وَإِنَّهُمَا أَتَيَا عَلَيْهَا .. فَخَضَعَا لَهَا الْقَوْلَ ..
وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا (أي راودوها عن نفسها بطلب الزنا بها) .. فَأَبَتْ (أي رفضت) إِلَّا
أَنْ يَكُونَا عَلَى أَمْرِهَا (أي على شروطها) وَعَلَى
دِينِهَا.
-
فَسَأَلَا عَنْ دِينِهَا: فَأَخْرَجَتْ لَهُمَا صَنَمًا .. فَقَالَتْ:
هَذَا أَعْبُدُهُ.
-
قَالَا: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي عِبَادَةِ هَذَا .. فَذَهَبَا فَغَبَّرَا (أي ذهبا بعيدا) مَا
شَاءَ اللَّهُ.
-
ثُمَّ أَتَيَا عَلَيْهَا فَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا .. فَفَعَلَتْ
مِثْلَ ذَلِكَ .. فَذَهَبَا.
-
ثُمَّ أَتَيَا عَلَيْهَا فَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا .. فَلَمَّا رَأَتْ
أَنَّهُمَا قَدْ أَبَيَا أَنْ يَعَبُدَا الصَّنَمَ ..
-
قَالَتْ لَهُمَا: فَاخْتَارَا أَحَدَ الْخِلَالِ الثَّلَاثِ:
إِمَّا أَنْ تَعْبُدَا الصَّنَمَ .. وَإِمَّا أَنْ تَقْتُلَا هَذِهِ النَّفْسَ (أي أشارت لهما بقتل شخص ما) .. وَإِمَّا أَنْ تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ ..
-
فَقَالَا: كُلُّ هَذَا لَا يَنْبَغِي .. وَأَهْوَنُ هَذَا شُرْبُ
الْخَمْرِ .. فَشَرِبَا الْخَمْرَ فَأَخَذَتْ فِيهِمَا .. فَوَاقَعَا الْمَرْأَةَ ..
فَخَشِيَا أَنْ تُخْبِرَ الْإِنْسَانَ عَنْهُمَا فَقَتَلَاهُ ..
-
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُمَا السُّكْرُ .. وَعَلِمَا مَا وَقَعَا فِيهِ
مِنَ الْخَطِيئَةِ ... أَرَادَا أَنْ يَصْعَدَا إِلَى السَّمَاءِ .. فَلَمْ
يَسْتَطِيعَا وَحِيلَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ ذَلِكَ ..
-
وَكُشِفَ الْغِطَاءُ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ أَهْلِ
السَّمَاءِ .. فَنَظَرْتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى مَا وَقَعَا فِيهِ مِنَ
الْخَطِيئَةِ فَعَجِبُوا كُلَّ الْعَجَبِ ..
-
وَعَرَفُوا أَنَّهُ من كَانَ فِي غَيْبٍ (أي في عالم الحجاب المادي الشهواني) فَهُوَ أَقَلُّ خَشْيَةً .. فَجَعَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ
يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ .. فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ (وَالْمَلَائِكَةُ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) الشورى:5.
-
فَقِيلَ لَهُمَا: اخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا أَوْ عَذَابَ
الْآخِرَةِ .. ؟
-
فَقَالَا: أَمَّا عَذَابُ الْآخِرَةِ فَلَا انْقِطَاعَ لَهُ ..
وَأَمَّا عَذَابُ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ وَيَذْهَبُ .. فَاخْتَارَا
عَذَابَ الدُّنْيَا .. فَجُعِلَا بِبَابِلَ فَهُمَا يُعَذَّبَانِ) رواه بن أبي
حاتم في تفسيره ..، ورواه الحاكم مختصرا وقال: صحيح ووافقه
الذهبي..، وقال بن حجر في العجاب ج1 ص327: جاء عن ابن عباس
موقوفا عليه بسند حسن. (انتهى
النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: في السند عند رواية بن أبي حاتم يوجد (عصام
بن رواد) شيخ ابن أبي حاتم .. وهو فيه لين كما قال الإمام الحاكم (ميزان
الإعتدال للذهبي ترجمة رقم 5622) وقال عنه أبو حاتم أنه صدرق (تاريخ الإسلام
للذهبي ترجمة 320).
-
وفي سند بن أبي حاتم وسند الحاكم .. يوجد (أبو جعفر الرازي) فيه سوء حفظ .. وقال ابن حبان عنه: كان ينفرد عن المشاهير
بالمناكير، لا يعجبنى الاحتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات. (راجع تهذيب التهذيب ج 12 ص
57) ..، وقال الإمام بن كثير: أبو جعفر الرازي قال فيه
الحافظ أبو زرعة الرازي يهم في الحديث كثيرا .. وقد ضعفه غيره أيضا ووثقه بعضهم ..
والظاهر أنه سيء الحفظ ..، فَفِيما تفرد به نظر .. (تفسير ابن كثير ج 5 ص 36)..، ومحققو المسند
في حديث برقم 16804 إسناده "عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس"
فقالوا عن هذا الإسناد: إسناده ضعيف .. أبو جعفر الرازي، مشهور بكنيته، وقد اختلف
في اسمه، فقيل: عيسى بن أبي عيسى، واسم أبي عيسى ماهان، وقيل: عيسى بن عبد الله بن
ماهان، وقد اختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب لسوء حفظه، ولا يحتمل تفرده، قال ابن
حبان في "المجروحين" 2/120: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا
يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما
لم يخالف الأثبات. والربيع بن أنس: وهو الخراساني ثقة، روى له أصحاب السنن إلا أن الناس يتقون من حديثه ما
كان من رواية أبي جعفر عنه. لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا فيما نقل ابن حجر عن ابن حبان في
"تهذيب التهذيب". (تحقيق مسند أحمد حديث رقم 16804 ج25 ص359).
#-
مع ملاحظة أن البعض أيضا قد وثق أبو جعفر الرازي .. ولكن في العموم لا يتم قبول رواية أبو جعفر
الرازي منفردا وإنما بمتابعات له ..، وهنا في هذه الرواية قد انفرد فيها بالرواية
عن الربيع بن أنس.. وليس له متابعة عن الربيع بن أنس.
#-
وهذه الرواية ( وإن كانت لا حجة فيها) .. إنما هي أحسن إسناد ومتنا في روايات ابن عباس
.. بالرغم مما فيه من ضعف في إسناده .. وعلى الأقل ذكر شيء مقبولا عقلا وشرعا في
مسألة المرأة التي حسنها مثل كوكب الزهرة .. فلا قال أن كوكب الزهرة تحول لامرأة ..
ولا قال أن المرأة تحولت لكوكب الزهرة .. !!
-
ثانيا: هذه الرواية .. لم تذكر اسم المرأة .. وإنما أشارت فقط
لوصفها .. بأنها مجرد امرأة جميلة يتم تشبيهها بكوكب الزهرة .. لبياضها وحسنها.
-
وكأن رواة هذا السند كانوا أفطن من غيرهم .. فتنبهوا أن المقصد هو تشبيه جمال المرأة
بجمال كوكب الزهرة.. !!
-
ثالثا: ويقال في نقد متن هذه الرواية .. ما قيل عن دعاء الملائكة على بني آدم من
أنفسهم وليس بإذن من الله كما سبق في نقد رواية بن مسعود .. ويقال أيضا ما قيل
عنهم في ثبوت عصمة الأنبياء من قبل .. في فصول سابقة .. فضلا عن غرابة وجود
الملكين في زمن إدريس عليه السلام .. وفي رواية سابقة لابن عباس قال فيها كانا في زمن
سليمان عليه السلام وطلبا وساطته ليشفع لهما.
3- الرواية الثالثة: (أثر ضعيف) .. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ،
قَالَ: ثَنَا أَبُو شُعْبَةَ الْعَدَوِيُّ، فِي جِنَازَةِ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ
أَبِي غَلَّابٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ أَفْرَجَ
السَّمَاءَ لِمَلَائِكَتِهِ يَنْظُرُونَ إِلَى أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ .. فَلَمَّا
أَبْصَرُوهُمْ يَعْمَلُونَ الْخَطَايَا.
-
قَالُوا: يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ بَنُو آدَمَ الَّذِي خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ ..
وَأَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ .. وَعَلَّمْتَهَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ .. يَعْمَلُونَ بِالْخَطَايَا.
-
قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ مَكَانَهُمْ لَعَمِلْتُمْ مِثْلَ
أَعْمَالِهِمْ.
-
قَالُوا: سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا.
-
قَالَ: فَأُمِرُوا أَنْ يَخْتَارُوا مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ.
-
قَالَ: فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ
-
فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ .. وَأُحِلَّ لَهُمَا مَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ .. غَيْرَ
أَنْ لَا يُشْرِكَا بِاللَّهِ شَيْئًا .. وَلَا يَسْرِقَا .. وَلَا يَزْنِيَا ..
وَلَا يَشْرَبَا الْخَمْرَ .. وَلَا يَقْتُلَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ.
-
قَالَ: فَمَا اسْتَمَرَّا حَتَّى
عَرَضَ لَهُمَا امْرَأَةٌ .. قَدْ قُسِمَ لَهَا نِصْفُ الْحُسْنِ ..
يُقَالُ لَهَا بَيْذَخَتْ.
-
فَلَمَّا أَبْصَرَاهَا أَرَادَا بِهَا زِنًا.
-
فَقَالَتْ: لَا .. إِلَّا أَنْ تُشْرِكَا بِاللَّهِ .. وَتَشْرَبَا الْخَمْرَ .. وَتَقْتُلَا
النَّفْسَ .. وَتَسْجُدَا لِهَذَا الصَّنَمِ.
-
فَقَالَا: مَا كُنَّا لِنُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا.
-
فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: ارْجِعْ إِلَيْهَا.
-
فَقَالَتْ: لَا .. إِلَّا أَنْ تَشْرَبَا الْخَمْرَ.
-
فَشَرِبَا حَتَّى ثَمِلَا .. وَدَخَلَ
عَلَيْهِمَا سَائِلٌ فَقَتَلَاهُ.
-
فَلَمَّا وَقَعَا فِيهِ مِنَ الشَّرِّ .. أَفْرَجَ اللَّهُ السَّمَاءَ
لِمَلَائِكَتِهِ .. فَقَالُوا: سُبْحَانَكَ كُنْتَ أَعْلَمَ.
-
قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ
إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ .. أَنْ يُخَيِّرَهُمَا بَيْنَ عَذَابِ
الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ .. فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا.
-
فَكُبِّلَا مَنْ
أَكْعُبِهِمَا إِلَى أَعْنَاقِهِمَا بِمِثْلِ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ (أي الناقة) .. وَجُعِلَا
بِبَابِلَ) رواه الطبري في تفسيره..، وقال بن حجر في العجاب ج1 ص329: وسنده صحيح إلى قتادة. (انتهى النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: الأثر غير صحيح إلى بن عباس .. ولذلك قال الإمام بن حجر أن
السند صحيح حتى قتادة .. وكأنه أوقفه على قتادة بن دعامة التابعي ..!!!
-
وهذا من الغريب جدا .. أن يتم اجتزاء السند في منتصفه وننسب صحته لأقرب شخص صح
السند عنده !!!
-
وسبب قول بن حجر بذلك .. لأن (أبو شعبة العدوي) لا وجود
له في كتب أهل العلم .. فهو في حكم المجاهيل .. وبالتالي الرواية ضعيفة لو نسبها
لابن عباس ..!!
-
قال الإمام أحمد شاكر رحمه الله في تحقيقه على تفسير الطبري عند تحقيق هذا
الخبر عن بن عباس قال: (أبو شعبة العدوي، هذا الذي يروى هنا عن ابن
عباس: لم أعرف من هو؟ ولا وجدت له ذكرا في شيء من المراجع. والراجح عندي أن اسمه
محرف عن شيء لا أعرفه. (تفسير
الطبري تحقيق الأثر رقم 1681).
-
وسواء اسم (أبو شعبة العدوي) تم تحريف في الإسم أو هو هكذا الاسم
فعلا .. فالنتيجة واحدة
وهو بطلان صحة هذه الرواية لابن عباس ..!!
-
ثانيا: أما من حيث المتن .. فنقد المتن مرتبط بفعلهما الزنا والقتل كما
في سائر الروايات .. وهذا باطل تصوره في حق الملائكة.
-
ثالثا: وهذه الروايات لم يتم ذكر الزهرة فيها .. لا من قريب ولا من بعيد .. فقط
تم عرض امرأة عليهما وقد أوتيت نصف الجمال .. فافتتنا بها.
-
رابعا: الرواية أيضا تقول أن ذلك حدث في زمن
سليمان وهو من توسط لهما.
-
خامسا: أما عن كيفية عذاب الملكين فهي غريبة في هذه الرواية .. إذ يظهر منهما تربيط أرجل
الملكين لأعناقهما .. كما يحدث مع الجمال العالية الرقبة .. ولكن هذا الوصف لا
يحدث مع الجمال إلا في حال ذبح هذه الجمال .. فيتم ربط الأقدام وسحب رأس الناقة
للخلف ثم ذبحها .. أو لعل المقصد هو تكبيلهما من الكعبين إلى رقبيتهما بالحديد ..
والله أعلم.!!
-
وعموما هذا وصف غريب .. ولا أحسب أحد غير قتاده قد قال بمثل هذه
الطريقة في عذاب الملكين ..!!
#-
الرواية الرابعة: (أثر منكر المتن وإن صح سنده) .. سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (كَانَتِ الزُّهْرَةُ امْرَأَةً
فِي قَوْمِهَا يُقَالُ لَهَا بَيْدَحَةُ) رواه الحاكم برقم 3052 وقال أنه صحيح الإسناد
.. ووافقه الذهبي.
#-
وبنفس السند: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (أَنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي فُتِنَ
بِهَا الْمَلَكَانِ مُسِخَتْ .. فَهِيَ هَذِهِ الْكَوْكَبُ الْحَمْرَاءُ يَعْنِي
الزُّهَرَةَ) رواه عبد الرزاق في تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: إذا كان السند صحيح .. فالمتن فيه غرابة ونكارة .. إذ هو غير مرتبط بقصة أصلا .. فضلا عن غرابة الإسم المذكور وهو (بيدحة) ..
فضلا عن أن بن عباس في روايات له يقول أنها كانت مجرد امرأة ..!!
- فالروايات
مضطربة ويستحيل الجمع بينها ..!!
-
ثانيا: أما عن المتن .. فلا يقل بطلان عن سابقيه من الروايات ..
1-
إذ يقال ما وجه العقوبة في جعل امرأة في هيئة كوكب مضيء معروف للناس
؟!
2- كيف كانت امرأة في قومها تسمى بيدحه وهي كانت كوكب ؟
3-
وعلى افتراض كانت امرأة فتحولت كوكب كما تزعم بعض الروايات .. فهذا كلام كذب بكل
تأكيد لأن كوكب الزهرة من قبل خلق الإنسان والجن والملائكة ..!!
@-
وأقصى ما يقال
في تلك الرواية: أن هذه معلومة أخذها بن عباس من بعض مسلمة
أهل الكتاب مثل كعب الأحبار .. وقد ذكرها في مجلس علم على سبيل أنه هكذا يقال عن
كوكب الزهرة .. ولكن الرواي عن بن عباس ذكرها دون أن يوضح ذلك ..
#- ثانيا: هنا يواجهنا
تساؤل مهم:
- معنا خمسة روايات
عن ابن عباس .. منهم واحدة جمعت سند بن عباس مع بن مسعود:
أ-
رواية تقول وهي (رواية بن مسعود وابن عباس): الزهرة كانت كوكب فهبط في صورة امرأة .. وكان
أهل فارس يسمونها بيذخت .. (وَهَبَطَتِ الزُّهَرَةُ فِي
صُورَةِ امْرَأَةٍ .. وَأَهْلُ فَارِسَ يُسَمُّونَهَا بَيْذُخْتَ) (ابن أبي الدنيا والطبري).
ب-
رواية تقول: كانت امرأة جميلة اسمها مناهيد وتحولت لكوكب الزهرة. (فَأَتَتْهُمَا امْرَأَةٌ
مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ .. يُقَالُ لَهَا مَنَاهِيدُ) .. وفي هذه الرواية قالت
باختيار ثلاثة ملائكة ثم استقال منهم واحد وأكمل المهمة اثنين .. وكانوا في زمن
سليمان .. (ابن أبي حاتم).
ج-
رواية تقول: هي مجرد امرأة جميلة مثل كوكب الزهرة في بياضه وجماله. (وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ امْرَأَةٌ حُسْنُهَا فِي النِّسَاءِ .. كَحُسْنِ
الزُّهْرَةِ فِي سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ..) – وكانت في زمن إدريس. (ابن أبي حاتم).
د-
رواية تقول: هي مجرد امرأة اسمها بيذخت .. ولم تذكر الرواية أي كواكب .. (عَرَضَ لَهُمَا امْرَأَةٌ .. قَدْ قُسِمَ لَهَا نِصْفُ
الْحُسْنِ .. يُقَالُ لَهَا بَيْذَخَتْ) –
وكان ذلك في زمن سليمان .. (رواه الطبري).
هـ-
رواية تقول: الزهرة كانت مجرد امرأة في قومها واسمها بيدحه .. (كَانَتِ الزُّهْرَةُ امْرَأَةً
فِي قَوْمِهَا يُقَالُ لَهَا بَيْدَحَةُ) – (الحاكم)
#-
فأي رواية قالها: "بن عباس" ؟!!
- علما بأن
ثلاثة رويات منهم أشار الحافظ بن حجر بتحسين إسنادهم .. في حين لا يوجد أي تحسين في ذلك ..!!
********************
#-
رابعا: الحديث المروي
عن عبد الله بن عمر في قصة هاروت وماروت.
1-
الرواية الأولى: جاء في (أثر
منكر المتن – غير محتمل تصديقه) .. عَنِ
الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَيُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: (كُنْتُ نَازِلًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ،
فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَالَ لِغُلَامِهِ:
انْظُرْ طَلَعَتِ الْحَمْرَاءُ لَا مَرْحَبًا
بِهَا وَلَا أَهْلًا وَلَا حَيَّاهَا اللَّهُ .. هِيَ صَاحِبَةُ الْمَلَكَيْنِ ..
-
قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ كَيْفَ تَدَعُ عُصَاةَ بَنِي آدَمَ
وَهُمْ يَسْفِكُونَ الدَّمَ الْحَرَامَ .. وَيَنْتَهِكُونَ مَحَارِمَكَ،
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ؟
-
قَالَ: إِنِّي قَدِ ابْتَلَيْتُهُمْ فَلَعَلِّي إِنِ ابْتَلَيْتُكُمُ بِمِثْلِ
الَّذِي ابْتَلَيْتُهُمْ بِهِ فَعَلْتُمْ كَالذي يَفْعَلُونَ.
-
قَالُوا: لَا.
-
قَالَ: فَاخْتَارُوا مِنْ خِيَارِكُمُ اثْنَيْنِ .. فَاخْتَارُوا هَارُوتَ
وَمَارُوتَ ..
-
فَقَالَ لَهُمَا: إِنِّي مُهْبِطُكُمَا إِلَى الْأَرْضِ وَعَاهِدٌ إِلَيْكُمَا
أَنْ لَا تُشْرِكَا وَلَا تَزْنِيَا، وَلَا تَخُونَا، فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ
.. وَأَلْقَى عَلَيْهِمَا الشَّبَقَ (أي الشهوة مثل الإنسان) ..
-
وَأُهْبِطَتْ لَهُمَا
الزُّهْرَةُ فِي أَحْسَنِ صُورَةِ امْرَأَةٍ.
-
فَتَعَرَّضَتْ لَهُمَا .. فَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا (أي طلب الزنا بها)..
-
فَقَالَتْ: إِنِّي عَلَى دِينٍ لَا يَصْلُحُ لِأَحَدٍ أَنْ يَأْتِينِيَ إِلَّا
مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِهِ.
-
قَالَا: وَمَا دِينُكِ ؟
-
قَالَتِ: الْمَجُوسِيَّةُ.
-
قَالَا: الشِّرْكُ هَذَا شَيْءٌ لَا نُقِرُّ بِهِ .. فَمَكَثَ
عَنْهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ.
-
ثُمَّ تَعَرَّضَتْ لَهُمَا .. فَأَرَادَاهَا عَنْ نَفْسِهَا.
-
فَقَالَتْ: مَا شِئْتُمَا .. غَيْرَ أَنَّ لِيَ زَوْجًا .. وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ
يَطَّلِعَ عَلَى هَذَا مِنِّي .. فَأَفْتَضِحَ ..
-
فَإِنْ أَقْرَرْتُمَا لِي بِدِينِي، وَشَرَطْتُمَا لِي أَنْ تَصْعَدَا بِي إِلَى
السَّمَاءِ فَعَلْتُ .. فَأَقَرَّا لَهَا بِدِينِهَا .. وَأَتَيَاهَا فِيمَا
يَرَيَانِ .. ثُمَّ صَعِدَا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ .. فَلَمَّا انْتَهَيَا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ
اخْتُطِفَتْ مِنْهُمَا .. وَقُطِعَتْ أَجْنِحَتُهَما ..
-
فَوَقَعَا خَائِفَيْنِ نَادِمَيْنِ يَبْكِيَانِ ..
-
وَفِي الْأَرْضِ نَبِيٌّ
.. يَدْعُو بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ .. فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أُجِيبَ.
-
فَقَالَا: لَوْ أَتَيْنَا فُلَانًا فَسَأَلْنَاهُ يَطْلُبُ لَنَا التَّوْبَةَ ..
-
فَأَتَيَاهُ فَقَالَ: رَحِمَكُمَا اللَّهُ كَيْفَ يَطْلُبُ أَهْلُ الْأَرْضِ
لِأَهْلِ السَّمَاءِ؟
-
قَالَا: إِنَّا ابْتُلِينَا، قَالَ: ائْتِيَانِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ..
-
فَأَتَيَاهُ .. فَقَالَ: مَا أُجِبْتُ فِيكُمَا بِشَيْءٍ ائْتِيَانِي فِي
الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ .
-
فَأَتَيَاهُ .. فَقَالَ: اخْتَارَا فَقَدْ خُيِّرْتُمَا إِنْ أَحْبَبْتُمَا
مُعَاقَبَةَ الدُّنْيَا وَعَذَابَ الْآخِرَةِ .. وَإِنْ أَحْبَبْتُمَا فَعَذَابُ
الدُّنْيَا وَأَنْتُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ..
-
فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الدُّنْيَا لَمْ يَمْضِ مِنْهَا إِلَّا قَلِيلٌ.
-
وَقَالَ الْآخَرُ: وَيْحَكَ إِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي الْأَمْرِ الْأَوَّلِ
فَأَطِعْنِي الْآنَ .. إِنَّ عَذَابًا يَفْنَى لَيْسَ كَعَذَابٍ يَبْقَى ..
وَإِنَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ .. فَأَخَافُ أَنْ
يُعَذِّبَنَا ..
-
قَالَ: لَا، إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّا قَدِ اخْتَرْنَا عَذَابَ
الدُّنْيَا مَخَافَةَ عَذَابِ الْآخِرَةِ أَنْ لَا يَجْمَعَهُمَا عَلَيْنَا ..
-
قَالَ: فَاخْتَارُوا عَذَابَ الدُّنْيَا .. فَجُعِلَا فِي بَكَرَاتٍ مِنْ حَدِيدٍ
فِي قَلِيبٍ (أي حفرة أو بئر عميق) مَمْلُوءَةٍ مِنْ نَارٍ .. عَالِيهِمَا
سَافِلُهُمَا (أي معلقان من أرجلهما في سقف هذا المكان ورأسهما لأسفل) ) رواه بن أبي حاتم في
تفسيره ..، وقال بن كثير في تفسيره ج1 ص242-243: وهذا إسناد جيد
إلى عبد الله بن عمر ..، ثم قال بن كثير: وقوله: (إن الزهرة نزلت في صورة امرأة
حسناء) ، وكذا في المروي عن على .. فيه غرابة جدًّا. (انتهى النقل) ..، وقال بن حجر في كتابه
العجاب ج1 ص323: وجاء عن ابن عمر مطولا أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن مجاهد. (انتهى النقل).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: من حيث الإسناد .. فهو أثر جيد السند إلى عبد الله بن عمر .. ولكن صحة
السند لا تعني صحة الحديث إذ قد يكون المتن باطل وهو كذلك فعلا .. وعبد الله بن
عمر قد رواه مختصرا من رواية كعب الأحبار التي سبق وذكرناها في الفصل السابع عشر
عند السؤال: (س55: ما هي قصة الملكين هاروت وماروت التي رواها التابعي كعب
الأحبار).. فارجع لرواية كعب الأحبار التي رواها عنه عبد الله بن عمر لتعرف من اين
أخذ عبد الله بن عمر هذه القصة المأخوذة نقلا من مسلمي اليهود في ذلك الزمان.
-
ثانيا: من حيث المتن .. فقد أضعف بن كثير المتن بقوله "فيه غرابة جدا"
.. فابن كثير يستنكر نزول الكوكب في صورة امرأة .. وهذا طبيعي جدا عند العقلاء ..
@-
أما عن نقد
المتن فأقول (خالد) تعقيبا على ما جاء في
هذه الرواية:
-
كيف أهبطت لهما الزهرة من حال كونها كوكب .. ثم نكتشف أن دينها المجوسية وأنها متزوجة ؟!!
-
فهل كان الكواكب لها دين وأزواج في ذلك الزمان ؟!!
- بقى ده
كلام يعقل يا ناس ؟!!
- أكيد .. لا .
-
والدليل أنها كانت كوكبا .. هو ما جاء في بداية القصة (طلَعَتِ
الْحَمْرَاءُ لَا مَرْحَبًا بِهَا وَلَا أَهْلًا وَلَا حَيَّاهَا اللَّهُ .. هِيَ
صَاحِبَةُ الْمَلَكَيْنِ ..).
-
إذن: الرواية تقول أن بن عمر يعتقد أن كوكب الزهرة هو المرأة
التي فتنت الملكين..!!
#-
ويعود السؤال مرة أخرى: هل الكواكب لها معتقدات مجوسية وأزواج على
الأرض ؟!! لأن الرواية قالت أنها هبطت إليها ولم يقل كانت امرأة فصعدت .. فانتبه .
#-
وقد تتوهم فتقول: لعل كانت الزهرة مجرد اسم لامرأة أنزلت إليها
خصيصا ؟!! فأقول لك: فمتى أصبحت مجوسية .. ومتى تزوجت .. ؟!! ومن أين هبطت إليهما
؟!!
#-
وقد تتوهم فتقول: لعل لفظ الهبوط هو كنابة لفظية عن نزول
الابتلاء عليهما في صورة امرأة اسمها الزهرة .. ؟!! فأقول لك: فمن الكوكب الاحمر
الذي كان يوبخه بن عمر عند ظهوره وقال فيه : (طلَعَتِ
الْحَمْرَاءُ لَا مَرْحَبًا بِهَا وَلَا أَهْلًا وَلَا حَيَّاهَا اللَّهُ .. هِيَ
صَاحِبَةُ الْمَلَكَيْنِ) ؟!!
@- ملحوظة: توصيف بن عمر بكوكب الزهرة بالحمراء بالرغم
من بياض ضوءه .. فهذا باعتبار وقت شروقه بغلب عليه الإحمرار .. كما نري أحيانا ذلك
عند غروب الشمس وشروقها.
-
ثالثا: مما جاء في غريب
هذه الرواية:
أ-
من غريب هذه الرواية .. هو أن الملكين نفذا شروط المرأة .. ولم يعلمها الإسم
الذي تصعد به للسماء كما قالت الروايات الأخرى ... لا ... وإنما صعدا بها الملكين
للسماء ..!! كما قالت الرواية: (فَأَقَرَّا لَهَا
بِدِينِهَا .. وَأَتَيَاهَا فِيمَا يَرَيَانِ .. ثُمَّ صَعِدَا بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ).
ب-
تم اختطاف المرأة من بين أيديهما .. إلى ما لا نعرفه ماذا حدث لها بعد ذلك .. كما
قالت الرواية: (فَلَمَّا انْتَهَيَا بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ اخْتُطِفَتْ مِنْهُمَا).
ج-
وتم تقطيع أجنحة الملكين وسقوطهما على الأرض .. كما قالت الرواية: (وَقُطِعَتْ
أَجْنِحَتُهَما ..).
د-
وكان يوجد في الأرض نبي في زمان هاروت وماروت .. لم نعرف من هو هذا النبي .. وكان له دعوة
مستجابة .. فطلبا منه الشفاعة لهما عند الله .. فخيرهما بين عذاب الدنا والآخرة فاختارا
عذاب الدنيا.
هـ-
كيفية العذاب .. حبسهما في حفرة عميقة جدا وفيها نار .. وتم ربطهما
بسلاسل أو قيود من حديد وحالهما معلقان من أرجلهما ورأسهما لأسفل .. كما قالت
الرواية: (بَكَرَاتٍ مِنْ حَدِيدٍ فِي قَلِيبٍ
مَمْلُوءَةٍ مِنْ نَارٍ عَالِيهِمَا سَافِلُهُمَا).
2-
الرواية الثانية: جاء في (أثر منكر المتن – غير محتمل تصديقه) .. شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ
الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: (كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ
أَحْسَبُهُ قَالَ: فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِي: (ارْمُقِ (أي أنظر) الْكَوْكَبَةَ
(أي كوكب الزهرة) .. فَإِذَا طَلَعَتْ
أَيْقِظْنِي .. فَلَمَّا طَلَعَتْ .. أَيْقَظْتُهُ .. فَاسْتَوَى جَالِسًا ..
فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا .. وَيَسُبُّهَا سَبًّا شَدِيدًا .. فَقُلْتُ:
يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ .. نَجْمًا سَامِعًا مُطِيعًا .. مَا
لَهُ يُسَبُّ ؟
-
فَقَالَ: هَا .. إِنَّ هَذِهِ كَانَتْ
بَغِيًّا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ .. فَلَقِيَ الْمَلَكَانِ مِنْهَا مَا
لَقِيَا) رواه سعيد بن منصور في تفسيره.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: السند فيه (شهاب
بن خراش): وقد ذكر حديثا نسبه للنبي ولم يسمع منه .. وهذا يتضح من الرواية التاليه
التي جاء فيها:
#- (خبر القصة بسند صحيح – ولكن حديث النبي المذكور في القصة هو غير صحيح) .. عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ قال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى
الطَّالْقَانِيَّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ : (إِنَّ مِنَ الْبِرِّ بَعْدَ
الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لِأَبَوَيْكَ مَعَ صَلَاتِكَ، وَتَصُومَ لَهُمَا مَعَ
صَوْمِكَ) ...
-
قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، عَمَّنْ هَذَا ؟
-
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ.. عَمَّنْ
قَالَ؟
-
قُلْتُ: عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ .. قَالَ: ثِقَةٌ .. عَمَّنْ قَالَ ؟
-
قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
-
قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ .. إِنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيْنَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. مَفَاوِزَ تَنْقَطِعُ فِيهَا
أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ .. وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلَافٌ) ذكره مسلم في مقدمة صحيحه.
-
ومعنى قول عبد الله بن المبارك: أن الحديث هكذا فيه انقطاع زمني كبير بين
الحجاج بن دينار وبين النبي .. فكيف يتم روايته عن النبي ونسبته إليه ؟!! وليس
العمل بهذا الحديث المذكور للنبي .. ولكن الصدقة للأموات جائزة بلا خلاف ..، ولفظ
(مَفَاوِزَ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ)
صحراء بعيدة المسافة عن الوصول للماء حتى قد تموت فيها الإبل قبل وصولها ..
والمقصد هو كناية عن طول الفترة الزمنية بين الحجاج بن دينار وبين النبي.
@-
والشاهد من الرواية السابقة: هي أن (شهاب بن خراش) وإن كان ثقة إلا أنه يروي من
الاخبار ما لا يتحقق من نسبتها .. وأبسط مثل هو القصة السابقة التي تدل على أنه
أخذ حديث نبوي من الحجاج بن دينار .. دون أن يتحقق من الحجاج بن دينار من صحة
نسبته للنبي ..!!
-
فإذا كان هذا حاله .. فماذا سيكون حاله في أخبار ينقلها عن بعض الصحابة ؟!!
@-
ولذلك ذكره بن حبان في الضعفاء وقال: يخطئ كثيرا حتى خرج عن الاحتجاج
به. (تهذيب التهذيب
ج4 ص367 ترجمة 629) ، وراجع (المجروحين لابن حبان ترجمة رقم 478).
@-
وكذلك ذكره بن الجوزي في (الضعفاء والمتروكين ترجمة 1643) ..، وذكره الذهبي
في (المغني عن
الضعفاء ترجمة 2798) .. وكلاهما استدل بقول بن حبان.
@-
وذكره بن عدي في الضعفاء وقال: لشهاب أحاديث ليست بكثيرة وفي بعض رواياته
ما ينكر عليه. (الكامل
في ضعفاء الرجال ترجمة رقم 894).
#-
إذن: هذه الرواية الخاصة بعبد الله بن عمرو هي من
مناكير شهاب بن خراش .. بلا ريب .. وليس هذه القصة بحجة في ثبوت شيء ..!!
#- ملحوظة: روايات (شهاب بن خراش) تكون
مقبولة في حال كان له متابعة .. ولا متابعة له هنا في هذه الرواية القبيحة
المنسوبة لعبد الله بن عمر.
-
ثانيا: من حيث المتن: فهو باطل قطعا ومغلوط على عبد الله بن عمر ..
ليه ؟
1-
لا يمكن تصديق أن عبد الله بن عمر فعل هذا التخريف أبدا .. بأن جلس منتظرا ظهور كوكب الزهرة ليسبه
سبا شديدا ..!! فهذا ما لا يعقله العاقلون .. ولا يفعله السفهاء حتى يفعله
الأتقياء والعقلاء ..!!
-
ولم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أن يسب المجرات والكواكب والنجوم .. فهل كان
عبد الله بن عمر مبتدع ضلالة ؟!! أكيد .. لا .. بل ولا نشك طرفة عين أن هذه
الرواية ملفقة لعبد الله بن عمر بلا أدنى شك.
-
فإذا كان السفهاء لا يفعلون ذلك .. أيفعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لا ..
حاشاهم .. بل هذا كذب عليهم.
-
ولو كان هذا فعل عبد الله بن عمر فعلا .. لكان انتشر بين المؤمنين سب كوكب الزهرة ..
بل ولكانت سنة أنتشرت في الأرض عند جميع الصحابة .. وعدم انتشار فعل سب الكواكب
والأفلاك .. دليل على بطلانها وكذبها.
2-
أما عن عدم استحالة حدوث ذلك من أي صحابي أو أي مؤمن أصلا .. فلأن الله
يقول: (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ
حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا
لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
الأعراف:54.
-
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ) النحل: 12.
-
فكيف لمؤمن أن يسب من هو مسخر بأمر الله في الوجود ؟!!
-
عجبا !! أبدلا من حمد الله على نعمته التي أنعم بها عليها
وسخرها لنا .. أن يكون الجزاء هو سب ما سخره الله لنا ؟!! أهذا كلام يقول به أي
مؤمن عاقل ؟!! أكيد ..لا .
3-
ثم العجب كل العجب .. أن تقول الرواية أن عبد الله بن عمر أراد أن
يوقظه مجاهد خصيصا لينظر إلى كوكب الزهرة حين ظهوره ليسبه سبا شديدا .. في حين
يقول جل شأنه: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
آل عمران:191.
4-
الرواية تقول أن المرأة كانت بغيا من بني إسرائيل .. في حين أنه لا توجد رواية واحد أنها كانت
بغيا .. ولا كانت من بني إسرائيل ..!! بل وما الذي يدل على أنه كان يوجد امرأة من
أساسه كانت موجودة إلا شوية روايات تالفة ..!!
3-
الرواية الثالثة: جاء في (أثر
منكر المتن – غير محتمل تصديقه) .. أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ
حَمَّادٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّهُ
كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الزُّهْرَةِ قَذَفَهَا) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أولا: سند الحديث صحيح .. ولكن متن الحديث غلط ..
والغلط فيه من (حماد بن سلمة) وإن كان ثقة إلا أنه تغير حفظه بآخره ويخطيء ..
ولعله أخطأ في هذه الرواية في جملة (نظر إلى الزهرة قذفها) وكان بدلا منها (نظر
إلى السماء دعا) .. والشاهد لذلك هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ قالت أم سلمة:
(ما خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من بيتي
قطُّ .. إلا رفع
طرفَه إلى السماءِ وقال: اللهمَّ إني أعوذُ بك أنْ أَضِلَّ
أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجهلَ أو يُجهَلَ
عليَّ) رواه أبو داود .. وذكره الألباني في صحيح أبي داود.
-
فهذا هو الأليق بالصحابي فعله .. وليس فعل بدعة بأن يرفع وجهه في
السماء فيسب كوكبا ..!! بل هذا خرافة منسوبة للصحابي وهو بريء منها قطعا ..!!
-
ثانيا: أما عن المتن .. فهو باطل: لأسباب ذكرناها في الرواية
السابقة .. بل وأضيف:
-
كيف ابن عمر يسب من لا يعقل ولا يدرك وهو بأمر ربه مسخر ؟!!
-
فهذا حينئذ فيه اتهام لابن عمر بعدم المعقولية وبالبدعة ..!! وحاشاه رضي الله عنه.
-
وأظن بنسبة كبيرة أن هذه الرواية فيها خطأ كما ذكرت .. والمقصد هو النظر للسماء والدعاء
كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.
@- خلاصة
القول في روايات عبد الله بن عمر:
#-
من يظن في كون بن عمر أنه فعل ما جاء في الروايات المنسوبة له بالباطل بعدما تبين له
حقيقة بطلانها .. فهو بذلك يتهم الصحابي بن عمر بالجهل والسفه وعصيان الله في
كلامه وأنه صاحب بدعة .. !!
-
فانتبه حتى لا تنسب للصحابة ما لم يفعلوه ولم يقوموا به ولم
يقولوه.
===================
#- خامسا: الحديث المروي عن عمر بن
الخطاب في قصة هاروت
وماروت.
-
جاء في (أثر باطل ومكذوب على طلحة وعلى عمر بن الخطاب) .. عن طلحة عَنْ عَطَاءٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: (نَظَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى سُهَيْلٍ فَسَبَّهُ
.. وَنَظَرَ إِلَى الزُّهَرَةِ فَسَبَّهَا .. فَقَالَ: أَمَّا سُهَيْلٌ .. فَكَانَ
رَجُلًا عَشَّارًا .. وَأَمَّا الزُّهَرَةُ فَهِيَ الَّتِي فَتَنَتْ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ) الأصبهاني في العظمة.
#-
معنى (عشَّار): أي رجل كان يفرض الضرائب على الناس بأن يأخذ
ما قيمة عشر بضاعتهم حتى يسمع لهم أن يبيعوها في الأسواق .. فمسخه الله ليكون نجما
مضيئا في السماء ..!! ويسمي العرب هذا النجم المضيء "سهيل" ..!! (وهذا
كله كلام باطل وخرافة).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1-
في السند: (طلحة بن عمرو بن عثمان) وهو متروك الحديث .. وقال عنه بن حبان: كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، لا يحل كتب
حديثه و لا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. (راجع تهذيب التهذيب ج5 ص23).
#-
وفي السند انقطاع بين (طلحة بن أبي رباح) وبين عمر .. لأن طلحة (مولده 27 هـ)
كان عند ثلاث سنوات .. لما مات عمر بن الخطاب (توفى:23 هـ) .. فكيف طلحة رأى عمر
وهو يفعل ويقول ما جاء في الرواية ؟!!
2- أما من حيث المتن .. فلا يخفى بطلانه على عاقل .. لأن عمر
بن الخطاب لم يقف هذا الموقف ولم يسب كوكبا ولا نجما .. فضلا عن أن هذه الرواية لم
يقل بها عطاء بن أبي رباح من أساسه ..!!
-
ولا أدري .. ماذا كان حال هؤلاء الأغبياء الذين جعلوا من عقوبة الله لخلقه أن يجعلهم
نجوما أو كواكب مضيئة في سماءه ؟!!
- فما وجه
العقوبة هنا ؟!!
- أفلا
يعقلون ؟!!
#- ملحوظة هامة: هذه الرواية المروية عن عمر بن الخطاب .. أتت
بالكذب أيضا منسوبة لعلي بن أبي طالب ولبعض الصحابة .. وكلها أسانيد باطلة ومتون
مكذوبة على الصحابة .. ولم أذكرها لأنه لم يأت فيها ذكر (هاروت وماروت) .. وإنما
فقط أحببت الإشارة لذلك حتى إذا صادفك رواية مثل المنسوبة لعمر بن الخطاب .. فاعلم
أنها من الكذب الصريح على الصحابة.
==================
#- خلاصة القول في روايات الصحابة التي قيلت في قصة هاروت
وماروت.
1-
لم يصح أي رواية منسوبة للصحابة على الإطلاق .. لا من قريب ولا من بعيد .. بالرغم من أن بعض
الروايات القصيرة صح إسنادها .. إلا ان متنها فاسد وباطل ولا يمكن تصديق قوله من
صحابي إلا في حالة واحدة فقط .. أنه قد قال هذا الخبر على سبيل الحكاية عمن سمعه
من مسلمة أهل الكتاب مثل كعب الأحبار .. وكانه يقول: وقد قيل في الحكايات أن هاروت
وماروت هما كذا ولهما قصة مع امرأة وصفوها بأنها الزهرة .. ولكن من تلقوها عن
الصحابي اجتزئوا قول الصحابي فقط في القصة دون أن يذكروا قوله كاملا من أنها مجرد
حكاية تقال وليس حقيقة قد حدثت .. فافهم يرحمك الله.
2-
الظن بأن عبد الله بن عمر أو عمر بن الخطاب كانا يشتمان
أو يسبان كوكبا .. فهذا لونا من السفهة والغباء أن نعتقد ذلك في العقلاء ..
فكيف نصدقه في الصحابة الأولياء ؟!!
3-
ما زعمه الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله .. من أن تعدد وكثرة الروايات يدل على أن للقصة
أصلا .. فأقول: نعم للقصة أصلا .. وهو ما ذكره القرآن فقط .. وليس الروايات
الباطلة التي اخذ يسردها في كتابه العجاب ويصححها ويحستها لأنه يرى ذلك فقط من
وجهة نظره .. فضلا عن بعض سياق كلامه الغير الجيد في كلامه عن العلماء الذين
أنكروا هذه القصة الباطلة والمنكرة والمقضوحة بالكذب على الصحابة بكل يقين مؤكد
..، والعجب أنه كان يصحح الوهم والخرافة رحمه الله .. وأنكر ما كان عليه الحق من
علماء أمة النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
4-
الغريب في الإمام بن حجر لم ينقل ما ذكره الإمام بن كثير
في تفسيره .. متجاهلا له تماما .. وكأنه لم يبلغه تفسيره .. لأن
الإمام الحافظ بن كثير ممن انكر وجحد هذه الروايات.
5- لا يصح حديث او رواية إلا بمجموع
صحة السند والمتن .. فحينئذ يقال أن الحديث صحيح .. وصحة الإسناد لا تعني
صحة الحديث .. وإليك ما قاله العلماء لتكون بصيرا:
1-
قال الإمام بن
الصلاح رحمه الله (المتوفى:643 هـ):
-
قَوْلُهُمْ: هذا "حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد" ..
دُونَ قَوْلِهِمْ: هذا "حديث صحيح أو حديث حسن" .. لأنه قد يقال: (هذا
حديث صحيح الإسناد) .. ولا يصح لكونه شاذا أو مُعَلَّلًا. (مقدمة بن الصلاح ص 37).
-
وقال "بن الصلاح" في مكان آخر من كتابة: قد تقع الْعِلَّةُ في لإسناد
الحديث وهو الأكثر .. وقد تقع في متنه. (مقدمة بن الصلاح ص 91).
2-
قال الإمام شرف
الدين النووي رحمه الله (المتوفى: 676 هـ):
-
وقولهم: "حديث حسن الإسناد أو صحيحه" .. دون قولهم
"حديث صحيح أو حسن" .. لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو
عله .. فإن اقتصر على ذلك حافظ معتمد .. فالظاهر صحة المتن وحسنه. (التقريب والتيسير ص 29).
3-
قال الإمام بن
كثير رحمه الله (المتوفى: 774 هـ):
-
والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد .. لا يلزم منه الحكم بذلك على
المتن .. إذ قد يكون شاذاً أو معللاً. (اختصار علوم الحديث ص 42).
4-
قال الإمام بن
القيم رحمه الله (المتوفى: 751 هـ):
-
قد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة
الحديث .. فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده
.. وانتفاء علته .. وعدم شذوذه ونكارته .. وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ
عنهم .. (الفروسية ص 245 -
246).
5-
قال الإمام بن
حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852 هـ) في نزهة النظر ص 110:
-
ومِنها (أي من القرآئن التي تدل على وضع الحديث وكذبه) ما يؤخذ
من حال المَروِي (أي متن الحديث) .. كأن يكون مناقضا لنص القرآن أو السنة
المتواترة أو الإجماع القطعي أو صريح العقل .. حيث لا يَقْبلُ شيء من ذلك التأويل.
(نزهة الناظر ص 110 - وما
بين الأقواس توضيح من كاتب الرسالة).
6- قال الإمام السيوطي رحمه الله (المتوفى: 911 هـ):
-
لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما تقرر في علوم الحديث .. لاحتمال أن يصح الإسناد ويكون في
المتن شذوذ أو علة تمنع صحته. (الحاوي للفتاوي ج 1 ص 462).
#-
إذن: هل تجد بعد كلام العلماء السابق .. أنه يصح لك كمؤمن أن تعتقد في صحة القصة
المنقولة عن هاروت وماروت والزهرة حتى لو صح إسنادها ؟!!
-
أكيد .. لا .. إلا لو كان الباطل فيك قد بلغ فيك مبلغا الفتنة للناس .. لتفتنتهم في دينهم
.. بالرغم من علمك ببطلان الروايات وعلمك بما قاله العلماء .. وحينئذ فلتحمل خطيئة
ما فعلت ولا تلومن غير نفسك.
-
ولكن ما يزعج النفس .. هو أن الإمام بن حجر والسيوطي وهما أكثر من جمع القصة ..
وهما يعلمان بقواعد قبول الحديث وسبق وذكرت رأيهما .. إلا أنهما اهتما بجمع
الروايات وأسانيدها .. دون النظر لمتون القصة .. والأكثر إزعاجا هو ما كان ذكره
الإمام بن حجر في مسألة قبول القصة .. وناقشته في الفصل السابق وكذلك ذكرت كلام
العلماء الذين ردوا كلامه .. !!
********************
..:: س63: ما هي الفروق بين الروايات
المذكورة عن الصحابة في قصة هاروت وماروت ؟ ::..
(وحكاية
رواية التابعي مجاهد: "فكشفا
لها عن عوراتهما") !!
#- قلت
(خالد
صاحب الرسالة):
-
حاولت أن أجمع جدولا مبسطا لتعرف فيه الفروق بين روايات الصحابة التي قيلت في قصة
هاروت وماروت .. لعل ذلك يكون فيه اختصارا ومزيد بصيرة لك .. والله ولي
التوفيق.
بند |
حديث هاروت وماروت المنسوب
للنبي بالباطل |
حديث الصحابي علي بن أبي طالب |
حديث الصحابي عبد الله بن مسعود - وهو أحد روايات بن عباس أيضا |
حديث الصحابي عبد الله بن عباس |
حديث الصحابي عبد الله بن عمر |
حديث الصحابي عمر بن الخطاب |
1 |
من حيث الحكم على سند
الرواية |
1- رواية الحاكم: ضعيفة لوجود انقطاع في السند.
2- رواية الطبري: ضعيفة لجهالة شيخ الطبري |
- رواية الطبري: ضعيفة لوجود راوي ضعيف
فيها |
1- رواية ابن أبي حاتم عن يزيد الفارسي: وهي
رواية شاذة جدا.
2- رواية ابن أبي حاتم عن أبو جعفر الرازي:
وهي ضعيفة.
3- رواية الطبري عن أبو شعبة العدوي: وهي
ضعيفة.
4- رواية الحاكم عن أبو عثمان النهدي: صحيحة
السند |
1- رواية ابن أبي حاتم عن المنهال عن مجاهد بن
جبر: اسناد جيد.
2- رواية سعيد بن منصور عن العوام بن حوشب:
محتمل تحسينه ولكن حقيقته أنه ضعيف.
3- رواية ابن السني عن نافع مولى بن عبد
الله: بسند صحيح. |
- رواية الاصبهاني: مكذوبة |
2 |
من حيث نكارة متن الرواية |
1- رغبة الملكين في الزنا بامرأة.
2- خيانة الله بتعليم المرأة باسم الله الذين
يصعدان به للسماء.
3- مسخ المرأة لكوكب .. وهذا مخالف لعلم الفلك
المثبت لوجود الكوكب من مليارات السنين. |
1- الأرض
والسماء والجبال والملائكة دعت على الإنسان بالعقاب .. بغير إذن من الله لها بذلك.
2- حوار الملائكة مع الله بعد خلق آدم بمئات
السنين وهذا باطل ومخالف للقرآن.
3- نزول كوكب الزهرة في صورة امرأة .. .. وهذا
مخالف لعلم الفلك المثبت لوجود الكوكب من مليارات السنين. |
1- حوار الملائكة مع الله بعد خلق آدم بمئات
السنين وهذا باطل ومخالف للقرآن.
2- رواية قالت أن اختيار الملائكة كانوا ثلاثة
في الأول ولكن واحد فيهم تراجع ونزل ملكان.
3- نزول الملكين في زمن سليمان بن داود. - ورواية أخرى تقول نزلا في زمن إدريس.
4- عصيان الملائكة لله بسجودهما للصنم وشرب
الخمر وممارسة الزنا وقتل النفس.
5- مسخ المرأة لكوكب .. وهذا مخالف لعلم الفلك
المثبت لوجود الكوكب من مليارات السنين. |
1- حوار الملائكة مع الله بعد خلق آدم بمئات
السنين وهذا باطل ومخالف للقرآن.
2- نزول كوكب الزهرة في صورة امرأة .. .. وهذا
مخالف لعلم الفلك المثبت لوجود الكوكب من مليارات السنين.
3- ورواية قالت: كانت المراة بغيا في بني
إسرائيل.
4- في رواية: أن
عبد الله بن عمر كان يقذف بالسب كوكب الزهرة حينما يراه. |
1- أن نجم سهيل هو كان رجلا قتم مسخة في صورة
نجم مضيء لامع ..!!
2- كوكب الزهر المضيء اللامع كان امراة فتنت
هاروت وماروت قبل أن يتم مسخها لكوكب.
3- مسخ الناس لكواكب ونجوم .. هذا مخالف لعلم
الفلك المثبت لوجود الكوكب والنجوم من مليارات السنين.
4- مخالفة هذه الرواية لنصوص
القرىن. |
|
من حيث الحكم على الحديث |
حديث باطل لمخالفة المتن نصوص القرآن
والعلم المحقق بثبوت وجود كوكب الزهرة من مليارات السنين. |
||||
3 |
من حيث سبب نزول الملكين |
- لم يتم سبب ذكر نزول الملكين |
- كان الملائكة اعترضوا على عصيان الإنسان -
فوضع الله الملائكة في اختبار مثل الإنسان وأنزل منهما ملكين في الأرض |
- كان الملائكة اعترضوا على عصيان الإنسان -
فوضع الله الملائكة في اختبار مثل الإنسان وأنزل منهما ملكين في الأرض. |
- كان الملائكة اعترضوا على عصيان الإنسان -
فوضع الله الملائكة في اختبار مثل الإنسان وأنزل منهما ملكين في الأرض. |
|
4 |
من حيث عملهما عند نزولهما للأرض |
- الحكم بين الناس |
- الحكم بين الناس |
- رواية واحدة قالت ليحكموا بين أهل الأرض. - وباقي الروايات لم تذكر شيء. |
- لم تذكر الروايات أي شيء عن ذلك |
- لم تذكر الروايات أي شيء عن ذلك |
5 |
من حيث طبيعة الملكين حين النزول |
كانا في هيئة بشرية ذات طبيعة مادية شهوانية |
||||
6 |
من حيث أول فتنة حدثت للملكين |
- مرور امرأة عليهما اسمها الزهرة وكانت فاتنة
الجمال. |
- مرور امرأة عليهما اسمها الزهرة وكانت فاتنة
الجمال. |
- مرور امرأة عليهما اسمها الزهرة وكانت فاتنة
الجمال. |
- مرور امرأة عليهما اسمها الزهرة وكانت فاتنة
الجمال.
- ورواية قالت: أنها كانت بغيا في بني إسرائيل. |
- لم تذكر الروايات أي شيء عن ذلك. |
7 |
من حيث طبيعة هذه المراة |
- كانت
مجرد امرأة جميلة فاتنة من أهل فارس |
- كانت
كوكب الزهرة وتحولت لصورة امرأة ونزلت للأرض |
- كانت
مجرد امرأة جميلة فاتنة من أحسن الناس.
- وجمالها يتم تصويره تشبيها بجمال كوكب
الزهرة. |
- رواية قالت: كانت كوكب
الزهرة وتحولت لصورة امرأة ونزلت للأرض.
- ورواية قالت: أنها كانت بغيا في بني إسرائيل .. أي كانت
امرأة ثم تم مسخها لكوكب ..!! |
- يظهر من الرواية أنها كانت امرأة فتحولت
لكوكب. |
8 |
من حيث اسم المراة التي أقتتن بها الملكين |
- لم تذكر الرواية لها اسم حينما كانت
امرأة . - ولكن لما تحولت لكوكب كان العرب يسمونه كوكب
(الزهرة) وعند غير العرب يسمونه (أناهيد) - وكلاهما أسماء أنثوية |
- لم تذكر الرواية لها اسم حينما كانت
امرأة.
- ولكن لما تحولت لكوكب كان يسميها أهل
فارس باسم " بيذخت" |
- كان يقال لهذه المرأة اسم مناهيد.
- ورواية أخرى تقول اسمهما بيذخت.
- ورواية أخرى تقول اسمها بيدحه. |
- لم تذكر الرواية لها اسم إلا اسم الزهرة بعد أن تحولت لكوكب. |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك. |
9 |
من حيث رد فعلهما ناحية هذه المرأة |
- تحركت الشهوة ناحيتها بقوة من كلا
الملكين |
- لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
- تحركت الشهوة ناحيتها بقوة من كلا
الملكين |
- تحركت الشهوة ناحيتها بقوة من كلا
الملكين |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك |
10 |
من حيث مطلبهما من المرأة |
- طلبا ممارسة الزنا معها |
- لم تظهر الرواية أي تفاصيل - ولكن الرواية
قالت فقط (وقعا في الخطيئة) |
- طلبا ممارسة الزنا معها |
- طلبا ممارسة الزنا معها |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك |
11 |
من حيث رد فعل المرأة |
- رفضت الإستجابة لهما إلا بشروطها |
- لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
- رفضت الإستجابة لهما إلا بشروطها |
- رفضت الإستجابة لهما إلا بشروطها |
- لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
12 |
من حيث مطالب المرأة ليمارسا الزنا معها |
تعليمها الإسم الأعظم الذي ينطق به الملكان
للصعود إلى السماء. |
لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
#- مطالب المراة هي: -السجود للصنم الذي هي تعبده - وقتل ابن
جارها - وشرب الخمر – ثم بعد ذلك يعلماها اسم الله الاعظم الذي يصعدان به للسماء.
- ورواية أخرى قالت مثل ما
سبق: ولكن النفس التي تم قتلها هو مجرد شخص أتى طلبا للصدقة فشاهد جريمة الزنا
فتم قتله خوفا من الفضيحة.
- ورواية واحدة هي فقط التي جاء فيها تعليمها اسم الله الاعظم. |
- طلبت منهما الاعتراف
بان دين المجوسية هو دين الحق ..
- ولعلها طلبت منهما أن يتخلصا من زوجها
خوفا من الفضيحة.
- ثم يصعدان بها للسماء.
-
ولم تذكر الروايات أي شيء عن شرب الخمر. |
لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
13 |
من حيث نتيجة استجابة الملكين لمطالب المرأة |
- خانا أمانة الله في المحافظة على سرية الإسم
الاعظم ..
- ولم يظهر أنهما مارسا الزنا مع المرأة لأنها لما تعلمت
منهما الإسم الأعظم ونطقت به .. طارت للسماء. |
- لم تظهر الرواية أي تفاصيل |
- فعلا الملكين كل ما طلبته المرأة .. فشربا الخمر وزنيا
بها وقتلا النفس وخانا أمانة الله بتعليمها الاسم الأعظم الذي كانا يصعدان به
للسماء .. - ونطقت به فطارت للسماء. |
- فعلا الملكين ما طلبت المرأة .. وبعد ان مارسا بها
الخطيئة .. وكفياها أمر زوجها ..
- ثم صعدا بها للسماء. |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك. |
14 |
من حيث عقوبة المرأة |
- لما طارت للسماء تم مسخها في شكل كوكب الزهرة
الموجود حاليا في الفلك. |
- لم تذكر الرواية ماذا حدث للمرأة بعد أن
مارسا الخطيئة معها |
- روايتين جاء فيهما ما يدل
على أنها: تم مسخها لكوكب الزهرة.
- و روايتين: لم يذكرا شيء عن المرأة بعد الخطيئة معها.
|
- حين صعود الملكين بها للسماء .. تم اختطافها من بين الملكين. |
- تم مسخها لكوكب الزهرة. |
15 |
من حيث عقوبة الملكين |
- لم تذكر الروايتين أي عقوبة للملكين |
- تم تخيرهما بين عذاب الدنيا والآخرة -
فاختارا عذاب الدنيا |
- تم تخيرهما بين عذاب الدنيا والآخرة -
فاختارا عذاب الدنيا |
- تم تقطيع أجنحتهما وسقوطهما للأرض .
- ثم تم تخيرهما بين عذاب الدنيا والآخرة -
فاختارا عذاب الدنيا |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك |
16 |
من حيث كيفية عقاب الملكين بعذابهما في الدنيا |
- لم تذكر الروايتين أي عقوبة حدثت حتى
نعرف كيف كان العقاب ..!! |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك |
- رواية قالت: معلقان بين السماء والأرض.
- رواية قالت: مكانهما ببابل يعذبان.
- ورواية قالت: محبوسين ببابل وهما مقيدين من الكعبين إلى
الرقبة.
- ورواية لم تذكر شيء. |
- محبوسين في مكان ما في الأرض - في حفرة
عميقة جدا في باطن الأرض ومملوء بالنار.
- وهما مكبلان بالحديد من أرجلهما ورأسهما
بأسفل .. |
- لم تذكر الرواية أي تفاصيل عن ذلك |
#- وخلاصة
القول:
1-
أن كل الروايات المروية عن الصحابة .. ما هي إلا مجرد أباطيل متضاربة النصوص ومنسوبة
للصحابة .. وفيها مخالفة لنصوص القرآن وللعلم المؤكد .. بل وبعضها ينسب بدع
وأكاذيب بأن الصحابة ينظرون لكوكب الزهرة ليقومون بسبه وشتمه .. وهذا لا يختلف عليه
عاقل بأنه كذب على الصحابة.
#- ملحوظة: يوجد حديث منسوب للإمام علي بن أبي طالب جاء فيه أنه يلعن كوكب الزهرة .. ولكن هذا في الحقيقة ليس حديث للإمام علي ولكن حديث منسوب للنبي عن طريق الإمام علي .. وهو حديث مكذوب على النبي وعلى الإمام علي .. فانتبه ..
2- وإذا كان هذا حال روايات الصحابة
.. فما بالك بروايات التابعين الذين أخذوها من الصحابة ..
-
وأريد أن أذكر جزء من رواية واحدة فقط .. قد أتت في أحدى روايات بعض التابعين وهو ما اعتيره جزء حقير جدا .. وذلك حتى تكون محيطا
بالمعلومة الكاملة التي قد قيلت في قصة هاروت وماروت .. ومن ذلك:
@-
رواية منسوبة لمجاهد بن جبر التابعي وجاء فيها:
- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: (شَأْنُ
هَارُوتَ وَمَارُوتَ أَنْ عَجِبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ ذُنُوبِ بَنِي آدَمَ وَقَدْ
جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ بِالْكُتُبِ، فَقَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ....)
- إلى أن قالت الرواية: ( .. فَكَانَا
هَارُوتُ وَمَارُوتُ، فَحَكَمَا فَعَدَلَا .. حَتَّى أُنْزِلَتْ عَلَيْهِمَا
الزُّهْرَةُ فِي صُورَةِ أَحْسَنِ امْرَأَةٍ تُخَاصَمُ، فَقَالَا لَهَا: ائْتِينَا
فِي الْبَيْتِ فَكَشَفَا عَنْ
عَوْرَتِهِمَا وَافْتَتَنَا .. فَطَارَتِ الزُّهْرَةُ، فَرَجَعَتِ
الزُّهْرَةُ حَيْثُ كَانَتْ ...) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
#-
وفي رواية الطبري أتت بتفصيل كبير للقصة .. قال الطبري: حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَأَمَّا شَأْنُ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ عَجِبَتْ مِنْ ظُلْمِ بَنِي آدَمَ ....).
-
إلى أن قالت الرواية: (... فَأَتَتْهُمَا، فَكَشَفَا لَهَا عَنْ عَوْرَتِهِمَا
.. وَإِنَّمَا كَانَتْ شَهْوَتُهُمَا فِي أَنْفُسِهِمَا .. وَلَمْ يَكُونَا
كَبَنِي آدَمَ فِي شَهْوَةِ النِّسَاءِ وَلَذَّتِهَا .. فَلَمَّا بَلَغَا ذَلِكَ
وَاسْتَحَلَّاهُ وَافْتُتِنَا .. طَارَتِ الزُّهَرَةُ فَرَجَعَتْ حَيْثُ كَانَتْ ...)
رواه الطبري.
#- ورواية التابعي .. مجاهد بن جبر
.. تظهر جزء لم تذكره الروايات المنسوبة للنبي أو للصحابة .. وهي أن كوكب الزهرة تحول لامرأة بغرض الفتنة
فقط ولما خلع الملائكة ملابسهما ليزنيا بالمرأة الكوكب .. إلا أن المرأة طارت من
نفسها للسماء وعادت كوكب كما كانت .. ومع ذلك تم عقاب الملكين بالرغم من كونهما لم
يشربا خمرا ولم يقتلا أحدا ولم يزنيا ولم يسجدا لصنم ..!!
#- ملحوظة:
-
سند رواية ابن أبي حاتم: ضعيف والمتن باطل .. وسبب ضعف السند لأن (عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج): لم يسمع من مجاهد التفسير .. وقال البرديحي: لم يسمع من مجاهد إلا حرفا واحدا. (راجع تهذيب التهذيب ج6 ص405).
- وسند رواية الطبري: ضعيف جدا والممتن باطل .. وسبب ضعف السند لوجود
(المثني بن إبراهيم الآملي) شيخ الطبري فهو مجهول كما سبق وشرحنا ذلك ..، و(أبو حذيفة النهدى) ضعيف الحديث لأنه سيء الحفظ .. ويشار
بأحاديثه في المتابعات فقط .. ولذلك أخرج البخاري حديثه في المتابعات. (راجع تهذيب التهذيب ج10 ص371)
..، (عبد الله بن أبى نجيح) لم يسمع التفسير من
مجاهد (راجع تهذيب التهذيب ج6 ص54) .. وقصة هاروت وماروت قصة تفسيريه .. فكيف
نقلها بن أبي نجيح عن مجاهد وهو لم يسمع التفسير منه ؟!!
#- ولكن من الواضح أن قصة هاروت وماروت تخطت حدود
المعقول واللامعقول .. حتى اخترعوا قصص يتم حكايتها أنه تمت رؤية هاروت وماروت
فعلا بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..!!
- وهذا نبحثه في الفصل القادم إن شاء الله .. والله ولي التوفيق.
لا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفألا إن الملك لله والأمر كله بيد الله
فلا تخرج ذرة عن ارادته ومشيئته
بورك في جهدك استاذنا الفاضل
ومتعك بالصحة والعافية
وزادك من فضله الواسع في العلم والحكمة
آمين يارب العالمين
جزاك الله كل خير يا أستاذ خالد..
ردحذفصدقني .. الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..
النفس ممكن يطلع منك ميرجعش .. ميرجعش .. حياة الإنسان كلها عبارة عن أنفاس .. والأنفاس كلها لحظات .. حاول تخلي اللحظة اللي انت بتعيشها لحظة كويسة.. فيها خير .. لحظة فيها كلمة طيبة .. لحظة فيها إبتسامة .. لحظة فيها خير لنفسك وللي حواليك .. صدقني .. العمر قصير جدا.
أ. خالد أبو عوف.
"وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت 64)
ردحذفعندما تستحضر لحظة الرحيل تهون في عينك أحداث الحياة وتصغر في عينك عظائمها
وعندما تتذكر الآخرة تتسع عليك مضايق الدنيا وتتذكر أن كل ما فيها زائل لا محالة.
الإيمان بالآخرة يملأ النفس إشراقا ويقيها من الوساوس ويحميها من الهواجس
ويجعلها تتسامى عن الأرض ومن فيها وترقى في ملكوت الله الواسع الكبير
الإيمان بالآخرة حاجة بشرية لا قرار للنفس بغيرها
وما أسعد الإنسان حين يعلم أن هذه الدنيا ليست إلا سطرا في كتاب الحياة الكبير
وأن هناك يوما مباركا يهتف فيه المؤمنون " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ" (فاطر 34)
منقول🍃🌹🍃
خليك عزيز بالله .. متعلق بمولاك .. متسبهوش .. متسبهوش بأنك دائما تقول يارب .. قول يارب واوعى تيأس .. وأوعى تستغرب .. واوعى تستوحش أي إيمان من إيمانياتك لما أي حاجة تتأخر عليك .. التأخير ليه حكمة .. كل حاجة ليها حكمة .. في الآخر هتختبر .. وهتبتلي ، وهتتشتم، وهتلاقي ناس تسخر منك، وناس تتريق عليك، وناس هيقولولك كلام جارح جدا جدا ،لكن....
ردحذف"خليك مع الله .. ملكش دعوة بالناس" ..
خلي "يارب" في قلبك .. اوعى تخرجها منك وتحط مكانها يا ناس ..
خلي "يارب" في قلبك واوعى تخلي مكانها يا ناس ..
لأن الا بيقول يا ناس بينداس .. واللي يقول "يارب "بيكرموا الرب فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
أ. خالد عبد الفتاح أبو عوف.
مجد=
ردحذف🖊 لو أننا''''''
ننظر للقرٱن مثل ما ننظر إلى الهاتف، لختمنا القرٱن في أيام معدودة...
= ماهو أصبح المصحف في الهاتف ( وهاتفك هو جنتك وهو نارك عليك فقط أن تختار فيما تستعمله) و يمكنك من خلاله تعمل ختمة في اليوم الواحد لو أردت...
🖊 و لو أننا''''''
نحرص على الصلاة كما نحرص على شحن هواتفنا لغفرت ذنوبنا...
= ماهو أحرص على شحن هاتفي لأني محملة فيه أبليكايشن إسمها صلاتي وهي تذكرني بموعد الأذان في أي مكان أكون فيه ... حتى في الأماكن التي لا أسمع فيها الأذان من المسجد...
🖊 و لو أننا''''''
نتصدق بقيمة الرصيد الشهري...لثقلت موازيننا وشفيت أمراضنا وفرجت همومنا...
= صحيح ممكن أنفع أحد بالتصدق برصيدي الشهري... لكن قد يكون أنفع لي ولغيري... إذ منذ عرفت المدونة لم أظل شهر بدون رصيد حتى لو تداينت من أجل ذلك... لأني أتلقى منها علم أنتفع به وأنفع به غيري... وياما شحنت رصيد إضافي لغيري بغرض التعريف بالمدونة... فاستغلوا الرصيد لمصالح شخصية...هههه.
وتبخر حلمي في التعريف بالمدونة... لكن أيقنت أنهم ليسوا من أهلها...
_ كذلك تعلمت منها رقى وأحزاب ساهمت في شفاء أمراضي...
🖊 و لو أننا''''''
نبحث و نهتم بأرحامنا وجيراننا كما نهتم بالأعضاء المضافين بصفحاتنا لغشيتنا رحمة الله...
= ماهو ممكن يكونوا المضافين دول من أرحامك بردو وتكون ضربت عصفورين بحجر واحد...!!
تصدق يا مجد ..!! ولأني لا أستعمل الفايسبوك فأنا أعرف أخبار قريتنا والعائلة من إخوتي والأحفاد الذين يسكنو في ولايات أبعد بل وحتى في الخارج...
أعطيك مثالين=
أحفاد والدي عاملين صفحة مسميينها " دار جدي" وتخيل الصفحة منضم ليها حتى أحفاد الأولاد وهم مهيصين مع بعض وتقريبا عايشين في البيت ومع الذكريات...
أيضا هناك صفحة خاصة بأخبار وفيات القرية... فأحيانا لا أعلم بأن جارنا توفى لو ما تتصل بي أختي...
وأرجو من الله أن تتغشانا رحمته...
بصراحة... هاتفي = جنتي
والله أعلم....
( من رسالة طالب الحقيقة ج2)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...