بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التوضيح والبيان
في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان
وما تلته الشياطين في مملكة سليمان
والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن
(الجزء الخامس والعشرون)
- فهرس:
:: الفصل الرابع والعشرو :: الرأي
الأول في تفسير قوله تعالى (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) –
أنه لم ينزل السحر على الملكين - ومناقشة هذا الرأي التفسيري ::
1- س71: لماذا بعض المفسرين قال أن
قوله (وَمَا أُنْزِلَ
عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بمعنى أنه لم ينزل أي سحر على الملكين ؟
#-
هاروت وماروت هما رجلين تعلما السحر من الشياطين وعلموه للناس.
#-
هاروت وماروت قبيلتان من قبائل الجن.
#-
هاروت وماروت هما رجلين ظنوا الناس أنهما صالحين كالملائكة.
#- هاروت وماروت لا وجود لهما كملكين أو كرجلين أو كشيطانين.
2- س72: ما هو دليل
من نفى نزول السحر على الملكين في قوله (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) ؟
3- س73: هل يوجد نقد لأصحاب الرأي القائلين بتفسير قوله (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بعدم نزول السحر على الملكين ؟
********************
:: الفصل الرابع والعشرون ::
********************
..:: س71: لماذا بعض المفسرين قال أن
قوله (وَمَا أُنْزِلَ
عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بمعنى أنه لم ينزل أي سحر على الملكين ؟ ::..
- قال تعالى:
(وَاتَّبَعُوا
مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ
الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ...) البقرة:102.
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
إذا كانت الآراء التفسيرية .. تنقسم بين منكر لنزول السحر على الملكين .. وبين مؤيد
لنزول السحر على الملكين ..
-
إلا أن كل رأي .. وله فروق بين أصحاب نفس الرأي .. ولذلك
سأذكر كل رأي تفسيري ومع الفروقات المختلفة لنفس الرأي ..
#- اعلم أخي الحبيب .. حينما أكتب تأييد لرأي معين .. فليس معناه هو قبولي لهذا الرأي بصورة كليه ..
وإنما هو محاولة تقوية هذا الرأي حينما أجده تفسير جيد .. ولكن قد أجد في طرق
إثباته ما يستحق النقد .. فأقوم بنقده.
- ثم حينما أقوم بالرد على هذا
الرأي مرة أخرى .. فهذا ليس
معناه رفضي له كليا .. وإنما أكتب ما هو محتمل أن يفكر فيه العقل بالرد على هذا
الرأي.
-
أي أقوم بترجيح الآراء من خلال التحليل العلمي للمعلومات المتاحة لي .. حتى أجد ما فيه إثبات محتمل ولا نقد عليه .. والله
ولي التوفيق.
@-
وهنا نبدأ بالرأي الأول .. الذي يقول في قوله تعالى (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) .. المقصد هنا نفي نزول السحر على الملكين .. ولكن
حقيقة هاروت وماروت هو الذي اختلف عليه أصحاب هذا الرأي ..
-
وإليك بيان ذلك .. من خلال عدة توجيهات في فهم من هما هاروت وماروت.
===============
#- التوجيه الأول: أنكر ونفى نزول السحر على الملكين .. وأن هاروت وماروت رجلين من الناس
تعلما السحر من الشياطين وعلموه للناس.
-
بعض الآراء التفسيرية قالت: أن قوله تعالى (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) .. ولفظ (ما) نافية .. بمعنى نفي حدوث الشيء .. فيكون المعنى:
-
وما أنزل شيء من السحر على الملكين ببابل.
-
والمقصد هو: أنه كما نفى الله تهمة الكفر عن سليمان التي نسبها له اليهود .. فكذلك الله
نفى تهمة إنزال السحر على الملكين جبريل وميكائيل كما زعم اليهود ..
-
أي: وما كفر سليمان بفعل السحر .. وكذلك ما أنزل السحر على
الملكين .. ولكن أنزل على رجلين هما هاروت وماروت.. إلا أن اليهود زوروا في العلم
وجعلوا من خبر هذين الرجلين أنهما كانا ملائكة الله الذين فعلوا ذلك .. فكما زوروا
في كتاب الله بأيديهم .. فلا يمتنع ان يتم تزوير قصة بأيديهم ..!!
- إذن: هاروت وماروت عند أصحاب هذا الرأي ..
ليسا ملكين وإنما رجلين.
-
وأصحاب هذا الرأي .. قدموا وأخروا في الآية .. بتأويل غريب قد انكره بعض
العلماء بسبب ما فيه من تطويع الآيات لثبوت الرأي التفسيري لهم الذي ذهبوا إليه.
-
فمعنى الآية عندهم: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان بما
افتروه على سليمان من أنه كان في زمن ملكه يستخدم السحر الذي هو كفر .. وما كفر
سليمان ولكن الشياطين كفروا إذ يعلمون الناس السحر ببابل ومنهما كان هاروت وماروت
.. وما أنزل الله السحرعلى الملكين كما زعم اليهود ذلك .. وما كان من حال هاروت
وماروت حين تعليمهما السحر أنهما يقولا للناس .... إلى آخر الآية.
#-
ذكر الإمام
الطبري رحمه الله (المتوفى:310 هـ) عن ابن عباس والصحابي والتابعي الربيع بن أنس أنهما نفيا نزول السحر على
الملكين .. ثم قال الطبري:
-
على هذا المعنى الذي ذكرناه عن ابن عباس والربيع من
توجيههما معنى قوله: (وما أنزل على الملكين) إلى "ولم ينزل على
الملكين":
- "فيكون التفسير": "واتبعوا الذي تتلوا
الشياطين على ملك سليمان من السحر، وما كفر سليمان، ولا أنزل الله السحر على
الملكين = ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر = "ببابل هاروت
وماروت". - فيكون حينئذ قوله: (ببابل هاروت وماروت) .. من المؤخر الذي معناه
التقديم.
#-
فإن قال لنا قائل: وكيف - وجه تقديم ذلك؟
-
قيل: وجه تقديمه أن يقال: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك
سليمان "من السحر" ، وما أنزل "الله السحر" على الملكين ...
ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت.
-
فيكون معنيا بـ "الملكين": جبريل وميكائيل .. لأن سحرة اليهود .. فيما ذكر ..
كانت تزعم أن الله أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود ..
فأكذبها الله بذلك .. وأخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم
ينزلا بسحر قط .. وبرأ سليمان مما نحلوه من السحر .. فأخبرهم أن السحر من عمل
الشياطين .. وأنها تعلم الناس [ذلك] ببابل .. وأن اللذين يعلمانهم ذلك رجلان: اسم
أحدهما هاروت .. واسم الآخر ماروت .. فيكون "هاروت وماروت" .. على هذا التأويل .. ترجمة
على"الناس" وردا عليهم. (تفسير الطبري ج2 ص419-420 – مع إضافة جملة "فيكون التفسير" من
كاتب الرسالة - لتوضيح كلام الطبري)
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على كلام الطبري:
أ-
لم يصح أسانيد الروايات المنسوبة إلى بن عباس أو الربيع
بن أنس .. ولكن يظل الرأي التفسير على ما هو عليه .. لأن تفسير
الآية لعله اجتهاد من الطبري نفسه في كيفية فهم النص لو افترضنا أن الآية تنفي
نزول السحر على الملكين .. فقال بهذا التفسير ليوضح كيف يكون المعنى التفسيري حينئذ
من وجهة نظره.
-
علما بأن الإمام الطبري لم يميل لهذا الرأي .. وإنما مال إلى أنهما ملكين من
الملائكة .
ب-
مع ملاحظة: أن هذا ليس تفسير بن عباس
والربيع بن أنس .. وإنما أتى بذكر الصحابي والتابعي للدلالة على نفيهما لنزول
السحر على الملكين.
ج-
ومعنى قول الطبري بجملة "ترجمة على الناس": أي بدل .. والمقصد
أن يكون هاروت وماروت بدلا من لفظ الناس.
2-
قال الإمام
القرطبي رحمه الله (المتوفى:671 هـ):
-
قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين) .. (ما) نفي ..، والواو للعطف على قوله: (وما كفر سليمان) وذلك أن اليهود قالوا: إن الله أنزل جبريل وميكائيل
بالسحر .. فنفى الله ذلك.
-
وفي الكلام تقديم وتأخير ..، التقدير: وما كفر سليمان .. وما
أنزل على الملكين .. ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت ..
فهاروت وماروت .. بدل من الشياطين في قوله: (ولكن الشياطين كفروا).
-
هذا أولى ما حملت عليه الآية من التأويل .. وأصح ما قيل فيها .. ولا يلتفت إلى سواه ..
فالسحر من استخراج الشياطين للطافة جوهره .. ودقة أفهامهم. (تفسير القرطبي ج2 ص50).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على كلام القرطبي:
أ-
جزئية أن هذا الرأي هو أصح ما قيل "ولا يلتفت إلى سواه"
.. فهذا تحكم غير مبرر من الإمام القرطبي رحمه الله .. ولا يحق له أن يفرض ما
اطمئن له متجاهلا غيره .. إذ قد يكون غيره أفضل منه ..!!
ب-
أما عن جزئية أن "السحر من استخراج الشياطين للطافة
جوهره .. ودقة أفهامهم" .. فهذا كلام غير منطقي ومرفوض .. لأنه قد يقول معترض: أن ما يقال عن الشياطين من باب
أولى أن يقال على الملائكة .. فلماذا يقبل أن يكون فاعله شيطان .. وليس ملاك .. طالما
المنطق عند القرطبي هو أن السحر يُعلِّمَه من له دقة في الفهم .. ومعرفة بعلم
السحر الغامض معرفته للطافة جوهره .. إذ أن الملائكة أكيد لهم دقة في الفهم ولا
يمنع أن يكون لهم معرفة بالسحر "وإن لم يفعلوه ولم ينشروه" .. فالفهم
والمعرفة من المفترض منطقيا أن تكون أعلى عند الملائكة وليس الشياطين ..!!
3-
ومجمل القول في
هذا التوجيه بأن هاروت وماروت رجلين:
-
بالرغم من احتمال هذا الرأي الذي ذكره الإمام الطبري .. إلا
أنه تفسير ملتوي بهذا التقديم والتأخير .. ولعل سبب لجوء بعض العلماء لهذا التفسير
والتمسك به .. وحسب ما أظن إنما هو لنفي التهمة عن الله بأنه أمر بنزول المنكر على
بعض ملائكته في حين أن الله لا يأمر بالمنكر .. مع نفي التهمة عن ملائكة الله في
كونهما ساهما في نشر السحر الذي هو من أفعال الشياطين في الأرض .. والملائكة
معصومة من هذه الأفعال ..!!
-
وعلى هذا التفسير يجب الوقف عند قوله (وما أنزل على الملكين ببابل) .. ثم تقول (هاروت وماروت – وما يعلمان من أحد
....).
-
وهذا أظنه تفسير غريب بسبب تقديمه وتأخيره لألفاظ الآية .. إلا أنه
مقبولا عند بعض العلماء.
- والله أعلم.
===============
#- التوجيه الثاني: أنكر ونفى نزول السحر على ملكين .. وهاروت وماروت هما رجلين .. ولكن هذا التوجيه لم يقدم أو يؤخر شيء
في ألفاظ الآية.
-
هذا التوجيه يقول أن هاروت وماروت رجلين .. مثل التوجيه السابق الذي ذكره الطبري
والقرطبي .. إلا أنه لم يقدم في
الآيات ويؤخر فيهما .. كما فعل أصحاب التوجيه السابق .. ولكن أظنه رأي أوجه
وأفضل من التوجيه السابق ..
-
وهذا التوجيه يحمل معنى .. أنه لم يحدث نزول على الملكين شيئا من علم السحر .. وأن
هاروت وماروت رجلين دجالين خدعا الناس بأنهما يتنزل عليهما من العلوم الربانية .. فوصفهما
الناس بأنهما ملائكة متخفيين في هيئة بشرية ومعهما علوم خاصة تتنزل عليهما.
#- قال الإمام القاسمي رحمه الله (المتوفى:1332 هـ):
-
اعلم أن للعلماء في هذه الآية وجوها كثيرة .. وأقوالا عديدة، فمنهم من ذهب
فيها مذهب الأخبار بين نقلة الغث والسمين، ومنهم من وقف مع ظاهرها البحث وتمحّل
لما اعترضه .. بما المعنى الصحيح في غنى عنه ..، ومنهم من ادعى فيها التقديم
والتأخير وردّ آخرها على أولها، بما جعلها أشبه بالألغاز والمعميات، التي يتنزه
عنها بيان أبلغ كلام. إلى غير ذلك مما يراه المتتبع لما كتب فيها.
- والذي ذهب إليه المحققون: أن هاروت وماروت كانا رجلين متظاهرين
بالصلاح والتقوى في بابل- وهي مدينة بالعراق على نهر الفرات- وكانا يعلمان الناس
السحر. وبلغ حسن اعتقاد الناس بهما أن ظنوا أنهما ملكان من السماء، وما يعلمانه
للناس هو بوحي من الله.
-
وبلغ مكر هذين الرجلين .. ومحافظتهما على اعتقاد الناس بالحسن فيهما
أنهما صارا يقولان لكل من أراد أن يتعلم منهما (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا
تَكْفُرْ) .. أي إنما نحن أولو فتنة نبلوك ونختبرك .. أتشكر أم
تكفر .. وننصح لك أن لا تكفر.
-
يقولان ذلك ليوهما الناس أن علومهما إلهية .. وصناعتهما روحانية ..
وأنهما لا يقصدان إلا الخير ..، كما يفعل ذلك دجاجلة هذا الزمان .. قائلين لم
يعلمونهم الكتابة للمحبة والبغض على زعمهم: نوصيك بأن لا تكتب لجلب امرأة متزوجة
إلى رجل غير زوجها .. إلى غير ذلك من الأوهام والافتراء.
-
ولليهود في ذلك خرافات كثيرة .. حتى إنهم يعتقدون أن السحر نزل عليهما من
الله. وأنهما ملكان جاءا لتعليمه للناس.
-
فجاء القرآن مكذبا لهم في دعواهم نزوله من السماء .. وفي ذم السحر ومن يتعلمه أو
يعلمه .. فقال (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى
الْمَلَكَيْنِ) الآية .. ف (ما) هنا نافية .. على أصح الأقوال.
-
ولفظ (الملكين): هنا وارد حسب العرف الجاري بين
الناس في ذلك الوقت .. كما يرد ذكر آلهة الخير والشر في كتابات المؤلفين عن تاريخ
اليونان والمصريين وغيرهم، وكما يرد في كلام المسلم، في الرد على المسيحيين، ذكر
تجسد الإله وصلبه، وإن كان لا يعتقد ذلك.
-
وقوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ
بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ): من قبيل التمثيل، وإظهار الأمر
في أقبح صورة، أي بلغ من أمر ما يتعلمونه من ضروب الحيل .. وطرق الإفساد، أن
يتمكنوا به من التفريق بين أعظم مجتمع: كالمرء وزوجه.
-
والخلاصة: أن معنى الآية من أولها إلى آخرها هكذا: أن اليهود كذبوا القرآن ونبذوه
وراء ظهورهم، واعتاضوا عنه بالأقاصيص والخرافات التي يسمعونها من خبثائهم عن
سليمان وملكه .. وزعموا أنه كفر، وهو لم يكفر.
-
ولكن شياطينهم هم الذين كفروا .. وصاروا يعلمون الناس السحر ..
ويدعون أنه أنزل على هاروت وماروت .. اللذين سمّوهما ملكين .. ولم ينزل عليهما شيء
.. وإنما كانا رجلين يدّعيان الصلاح لدرجة أنهما كانا يوهمان الناس أنهما لا
يقصدان إلا الخير .. ويحذرانهم من الكفر .. وبلغ من أمر ما يتعلمونه منهما من طرق
الحيل والدهاء أنهم يفرقون به بين المجتمعين .. ويحلون به عقد المتحدين.
-
فأنت ترى من هذا المقام كله للذم .. فلا يصح أن يرد فيه مدح هاروت
وماروت. (تفسير محاسن
التأويل ج1 ص365-366).
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
أجد من القرآن ما يؤيد بقوة هذا التوجيه الذي ذكره الإمام القاسمي .. في إمكانية أن يكون الملكين رجلين تم تشبيههم
بالملائكة .. وذلك كما جاء في قوله تعالى حكاية عن النسوة اللاتي رأين يوسف عليه
السلام: (مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ
كَرِيمٌ) يوسف:31.
-
فتم وصف يوسف بأنه ملك من الملائكة لشدة جماله .. وهذا يثبت إمكانية وصف بعض الناس بكونهم
ملائكة .. وهذا هو القرآن قد أشار لذلك على ألسنة النسوة بما قالوه في حق يوسف..
والله أعلم.
-
وأجد أن من الممكن حمل هذا التوجيه التفسيري الذي ذكره القاسمي .. بجعل (ما) بمعنى
الذي .. ويكون الإنزال هنا إنزال من الشياطين على من تم وصفهما بالملكين في بابل
حينئذ وكان اسمهما هاروت وماروت .. والذين كان من حالهما .. كذا وكذا ..
- والله أعلم.
#- ملحوظة: سار على هذا التوجيه الذي أشار إليه القاسمي .. عددا من العلماء منهم: الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله (تفسير المنار ج1 ص332-333) ..، والشيخ أحمد بن مصطفى المراغي رحمه الله (تفسير المراغي ج1 ص 182-181).
==================
#- التوجيه الثالث: أنكر ونفى نزول السحر على ملكين .. وهاروت وماروت قبيلتان من قبائل الجن ..
وهذا التوجيه قدم وأخر في ألفاظ
الآية
#- قال الإمام بن حزم الأندلسي رحمه الله (المتوفى:456
هـ) بعد كلام له .. وذكر أن التفسير من وجهة نظره
.. لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما .. وكان مما ذكره في أحد الرأيين هو:
-
أن هاروت وماروت لم يكونا ملكين .. وأن ما في قوله (وما أنزل على الملكين) نفى لأن ينزل على الملكين
ويكون هاروت وماروت حينئذ بدلا من الشياطين
.. كأنه قال ولكن الشياطين هاروت وماروت .. ويكون هاروت وماروت قبيلتان من
قبائل الجن كانتا يعلمان الناس السحر. (الفصل في الملل والنحل ج4 ص26-27).
#- ملحوظة: سيتم ذكر الرأي الثاني لابن حزم في التوجية
الرابع مع كلام أبي مسلم الأصفهاني .. فانتبه
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على كلام بن حزم:
أ-
هذا التوجيه من الإمام بن حزم .. هو مرتبط أيضا بنفس ما ذكره الإمام الطبري ووافقه عليه
القرطبي .. ولكنه بدلا من وصف هاروت وماروت بأنهما رجلين .. فقد جعل منهما بن حزم
أنهما قبيلتان أو شيطانان من شياطين الجن.
-
وهذا التوجيه .. هو أحد توجيهان ذكرهما الإمام بن حزم في تفسير نفي نزول السحر على الملكين.
ب-
وهذا الرأي قائم على تقديم وتأخير كلام الآية .. كما فعل الطبري والقرطبي .. ويقال في هذا
الرأي مثل ما قيل على سابقه وهو توجيه الطبري والقرطبي.
===============
#- التوجيه الرابع: أنكر ونفى نزول السحر على الملكين هاروت وماروت وهما من الملائكة .. ونزلا
بالحق والنهي عن الباطل .. ولذلك كانا فتنة للناس.
1-
والمقصد من هذا التوجيه: أن الآية تنفي تهمة السحر عن سليمان .. وتنفي تهمة نزول
السحر على الملكين ببابل .. ثم تبدأ الآية بحكاية حقيقة ما نزل به الملكين وهو أنه
كان فتنة .. وهذه الفتنة عند أصحاب هذا التوجيه هي نزول الملكين بالحق والنهي عن
الباطل واستخدام السحر .. وسبب كونهما فتنة .. لأن اليهود كانوا في غفلة ولما
جائهم الحق أنكروه .. وظلوا على اتباعهم للسحر .. فكان نزول الملكين بالحق .. فيه
فتنة لهم .. لبيان من يستجيب للحق ومن يظل على باطله.
2- والمعنى عند هذا الرأي: لم يكفر سليمان ولم ينزل على الملكين شيئا من
علم السحر .. إلا أن ما حدث مع الملكين كان هو نزولهما بتجديد الدعوة إلى الله وفعل الخير وترك الباطل
.. وهذا هو معنى أنهما كانا فتنة بسبب من كان يستجيب ومن لا يستجيب.
3-
وعند رأي أبي مسلم في لفظ (فيتعلمون
منهما): أي من الحق
الذي أنزل على الملكين .. ومن الباطل
الذي كانوا يتعلمونه من سحر الشياطين .. أو يتعلمون من الملائكة والشياطين .. فاختاروا
ما يفرقون به بين المرء وزوجه من سحر الشياطين.
-
وعند رأي بن حزم في لفظ (فيتعلمون منهما)
.. هو تعليم الإيمان منهما الذي يكون سببا يؤدي إلى التفرقة بين المرء وزوجه ..
فأحد الزوجين يؤمن والآخر يظل على كفره.
4-
وهذا التوجيه جعل أن المقصد من الملكين هما من ملائكة الله .. وجعل من بداية قوله (وما يعلمان من أحد ....)
هو بداية حكاية الحقيقة لما كان يحدث بين الملكين والناس .. وأنه لم يكن نشر للسحر
وإنما ترك الباطل بالنهي عن السحر والتمسك بالله .. إلا أن الناس تمسكت بالباطل إلا
من عصمه الله واستجاب للملكين ..
5- وهذا الرأي .. في الأصل منسوب للإمام أبي مسلم الأصفهاني (المتوفى:322 هـ)
.. وهو الذي كثيرا ما ينقل عنه الرازي في تفسيره ويرد عليه..
-
ثم بعده بزمن ذكر الإمام بن حزم توجيه مشابه لرأي أبي مسلم .. ولكنه توسع
فيه بتفصيل أكبر مع وضع فهم مغاير في جزئية التعليم التي ترتب عليها التفرقة بين
المرء وزوجه ..
#-
وإليك ما قاله أصحاب هذا الرأي ثم التعقيب عليه..
#- أولا: أقوال أصحاب هذا الرأي الذي يقول بنزول الملائكة بالنهي عن السحر وتحقيق
الحق.
1-
ذكر الإمام
الفخر الرازي منهج الإمام أبي مسلم فقال عنه:
-
ثم إنه رحمه الله سلك في تفسير الآية نهجا آخر يخالف قول أكثر
المفسرين .. فقال: كما أن الشياطين نسبوا السحر إلى ملك سليمان
مع أن ملك سليمان كان مبرأ عنه .. فكذلك نسبوا ما أنزل على الملكين إلى السحر مع
أن المنزل عليهما كان مبرأ عن السحر .. وذلك لأن المنزل عليهما كان هو الشرع والدين
والدعاء إلى الخير.
-
وإنما كانا يعلمان الناس ذلك مع قولهما: (إنما نحن فتنة فلا تكفر) توكيدا لبعثهم على القبول
والتمسك .. وكانت طائفة تتمسك .. وأخرى تخالف وتعدل عن ذلك .. ويتعلمون منهما أي
من الفتنة والكفر مقدار ما يفرقون به بين المرء وزوجه.
-
فهذا تقرير مذهب أبي مسلم. (تفسير الفخر الرازي ج3 ص629).
2-
قال الأمام ابن
حزم الأندلسي رحمه الله (المتوفى:456 هـ) بعد كلام له .. وذكر أن التفسير من وجهة نظره
.. لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما .. وكان مما ذكره في أحد الرأيين هو:
-
وإما أن يكونا ملكين أنزل الله عز وجل عليهما شريعة حق ثم نسخها ..
فصارت كفرا .. كما فعل بشريعة موسى وعيسى عليهما الصلاة
والسلام فتمادى الشياطين على تعليمهما وهي بعد كفر .. كأنه قال
تعالى: (وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا
يعلمُونَ النَّاس السحر وَمَا أنزل على الْملكَيْنِ بِبَابِل هاروت وماروت).
-
ثم ذكر عز وجل ما كان يفعله ذلك الملكان .. فقال تعالى: (وَمَا يعلمَانِ من أحد حَتَّى
يَقُولَا إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر فيتعلمون مِنْهُمَا مَا يفرقون بِهِ
بَين الْمَرْء وزوجه وَمَا هم بضارين بِهِ من أحد إِلَّا بِإِذن الله ويتعلمون مَا
يضرهم وَلَا يَنْفَعهُمْ وَلَقَد علمُوا لمن اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَة من
خلاق).
-
قال أبو محمد "ابن حزم": فقول الملكين (إنما نحن فتنة فلا تكفر) قول صحيح .. ونهي عن المنكر .
-
وأما الفتنة فقد تكون ضلالا وتكون هدى ..، قال الله عز وجل حاكيا عن
موسى عليه السلام أنه قال لربه (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ
مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ
تَشَاءُ) الأعراف:155.
-
فصدق الله عز وجل قوله .. وصح أن يهدي بالفتنة من يشاء
ويضل بها من يشاء .. وقال تعالى: (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ
وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) الأنفال:28 ..، وليس كل أحد يضل
بماله وولده .. فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد ومال .. وكذلك لكثير من
الرسل عليهم السلام وقال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ
النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً
لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ
الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) المدثر:31 ..، وقال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى
الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) الجن:16-17 ..، فهذه سقيا الماء
التي هي جزاء على الاستقامة قد سماها تعالى فتنة.
-
فصح أن من الفتنة خير أو هدى .. ومنها إضلالا وكفرا ..
-
والملكان المذكوران كذلك .. كانا فتنة يهتدي من اتبع أمرهما
في أن لا يكفر ويضل من عصاهما في ذلك .. وقوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) البقرة:102 ..، حق لأن اتباع
رسل الله عليهم الصلاة والسلام هذه صفتهم يؤمن الزوج فيفرق إيمانه بينه وين امرأته
التي لم تؤمن وتؤمن هي فيفرق إيمانها بينها وبين زوجها الذي لم يؤمن في الدنيا
والآخرة وفي الولاية ..
-
ثم رجع تعالى إلى الخبر عن الشياطين فقال عز وجل: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:102 ..، وهذا حق لأن الشياطين في تعليمهم ما قد
نسخه الله عز وجل وأبطله .. ضارون من إذن الله تعالى باستضراره به .. وهكذا إلى
آخر الآية.
- وما قال عز وجل قط .. أن هاروت وماروت علما سحرا ولا كفرا .. ولا أنهما عصيا ..
-
وإنما ذكر ذلك في خرافة
موضوعة .. لا تصح من طريق الإسناد أصلا ولا هي أيضا مع
ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإنما هي موقوفة على من قال من دونه عليه
السلام .. فسقط التعلق بها وصح ما قلناه والحمد لله رب العالمين.
-
وهذا التفسير الأخير هو نص الآية .. دون تكلف تأويل ولا تقديم ولا
تأخير ولا زيادة في الآية ولا نقص منها .. بل هو ظاهرها والحق المقطوع به عند الله
تعالى يقينا .. وبالله تعالى التوفيق.
-
فإن قيل كيف تصح هذه الترجمة أو الأخرى .. وأنتم تقولون أن الملائكة لا
يمكن أن يراهم إلا نبي وكذلك الشياطين .. ولا فرق ..
-
فكيف تعلم الملائكة الناس أو كيف تعلم الجن الناس ؟
-
قلنا وبالله تعالى التوفيق .. أما الملائكة فيعلمون من أرسلوا إليه من
الأنبياء خاصة وينهونهم عن الكفر كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الكفر في
نص القرآن .. وأما الشياطين فتعلم الناس بالوسوسة في الصدور وتزيين الباطل. (الفصل في الملل والنحل ج3 ص145-146).
#- وقد ختم بن حزم كلامه في جزء آخر من كتابه فقال:
-
وبالجملة فما في
الآية من نص ولا دليل .. على أن الملكين علما السحر وإنما
هو إقحام أقحم بالآية بالكذب والافك .. بل وفيها بيان أنه لم يكن سحرا بقوله تعالى
(ولكن
الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل) ولا يجوز أن يجعل المعطوف
والمعطوف عليه شيئا واحدا .. إلا ببرهان من نص أو إجماع أو ضرورة وإلا فلا أصلا ..
(الفصل في الملل والنحل ج4
ص26-27).
#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة)
.. تعقيبا على رأي
الإمامين أبي مسلم وبن حزم.
- ما ذكره الإمامين أبي مسلم الأصفهاني وبن حزم .. هو توجيه
جيد في فهم الآية .. ولكن أظن يعيبه الآتي:
1-
لو كان نزول الملكين نهيا عن الباطل وموعظة بالحق .. فما خلا زمان لليهود إلا
بوجود نبي .. وهذه مهمة الأنبياء .. فضلا عن أن توراة اليهود تنكر وتنهى عن اتباع
السحرة وفعل السحر.. فما فائدة وجود الملكين حينئذ والنبي يقوم بهذه الوظيفة ؟!!
2-
إذا كان ما افتروه اليهود على ملك سليمان قد أنكره القرآن وقال (وما كفر سليمان) .. إلا أن القرآن لم يقل بذلك عن
الملكين إذ ولو كان ما نزل عليهما مفترى عليه من اليهود لكان القرآن أثبت ذلك
أيضا.
3-
قوله تعالى (فيتعلمون منهما) .. لا يشير لكون التعليم من الحق والباطل أو من الشياطين
والملكين .. لأن الله قال أن التعليم أثمر من التعليم من كلاهما بأن الناس أخذت من
كلاهما (ما يفرقون به بين المرء وزوجه).
-
فالناٍس أخذت فعلا علما من كلاهما قد اشتركا فيه طرفان .. فسواء قيل أن الطرفين هما الشياطين
والملكين .. أو الملكين .. ولكنه يستحيل أن يكون من الحق والباطل .. لأن ما تعلمه
الناس هو من الباطل ..!!
4-
وإذا كان التفسير في قوله (إنما نحن فتنة) يتعلق
بالملكين ..
-
فكيف يكون بعد ذلك تفسير قوله (فيتعلمون منهما)
يقصد به الحق والباطل ..!! فهذا مخالف حينئذ لسياق الآية .. الذي بدأ بقوله (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)
.. ثم يعقب القرآن فيقول (فيتعلمون منهما) ..
فسياق الآية لا يقول إلا أن يكون قوله (ما يعلمان)
وقوله (فيتعلمون منهما) يتعلق بالملكين وليس بشيء
آخر .. أي لا يصح أن يكون (منهما) هو الباطل والحق .. أو الكفر والفتنة كما قال
أبي مسلم الأصفهاني ..
5-
فضلا عن أن هذا تفسير (فيتعلمون منهما) هو الحق والباطل أو الملكين والشياطين ..
هو تفسير بعيد تصوره .. لأن الضمير في اللغة يعود إلى أقرب مذكور .. وأقرب
مذكور لقوله (فيتعلمون منهما) هو (نحن) من جملة (إنما نحن فتنة)
.. فثبت بذلك أن المقصود هو الملكين وليس غيرهما .. والله أعلم.
6-
أما عن تفسير بن حزم في قوله (فيتعلمون منهما ما
يفرقون به المرء وزوجه) .. لفظ (يفرقون) هنا عائد
على الناس وليس على الملكين .. وإلا كان قال تعالى "ما
يفرقان" ..!!
-
وبالتالي: ما ذهب إليه الإمام بن حزم لا وجود له في تفسير هذا الجزء من الآية .. وكاد
كلامه أن يكون صحيحا لو كان الله قال (فيتعلمون منهما ما ""يفرقا"").
- ولكن المقصد من ظاهر ألفاظ الآية: هو أن الناس تعلمت منهما ما هم يستخدمونه
للتفرقة بين المرء وزوجه.
- والله
أعلم.
==================
#- التوجيه الخامس: أنكر ونفى نزول السحر على ملكين – ولا يوجد ملكين اسمهما هاروت وماروت ..!!
-
يوجد رأي غريب جدا وغير معقول أبدا .. ويتم ذكره في كتب التفاسير .. وهذا الرأي
يقول: بنفي نزول السحر على ملكين اسمهما هاروت وماروت.
- فهذا التوجيه: قد نفى نزول السحر على الملكين ونفى وجود
الملكين بالتبعية وكأنهما من اختراع اليهود ..، ولا تجد لهم تفسير لباقي الآية سوى
فقط الإعتراض من أجل نفي نزول السحر على الملكين ..!!
#-
وهذا توجيه غريب جدا في التفسير .. وقد قال عنه الإمام الطبري (المتوفى:310 هـ) في تفسيره: إن خطأ هذا القول لواضح
بيِّن. (تفسير الطبري ج2 ص424).
-
فهو فعلا رأي شاذ وغريب جدا .. وغير معقول تماما .. !!
#-
وسبب اتهام هذا
الرأي بالخطأ والبطلان .. هو كيف يتم نفي نزول شيء على الملكين ولا
وجود لملكين اسمهما هاروت وماروت .. فيقال
حينئذ لهؤلاء: فمن اللذين يعلمان الناس .. ويتعلم منهما الناس .. وكانا سببا في
فتنة الناس ..!!
#-
خد بالك: الإمامين أبي مسلم وبن حزم .. نفيا نزول السحر على الملكين .. ولكن
لم ينفيا وجود الملكين وأنهما كانا فتنة بالصلاح بين الناس .. أي جعلا فتنة هاروت وماروت
ليست سحرا وإنما شرعا وصلاحا ونهيا عن المنكر .. فانتبه.
==================
#- خلاصة القول في كل ما سبق:
1- أن الرأي التفسيري الذي نفى نزول
السحر على الملكين .. فيه خمسة توجيهات في تحديد معرفة من هما هاروت وماروت:
أ-
التوجيه الأول
والثاني: نفى نزول السحر على الملكين .. وهاروت وماروت هما رجلين.. "مع اختلاف طريقة
تفسير الآيات بين التوجيهين".
ب-
التوجيه الثالث: نفى نزول السحر على الملكين .. وهاروت وماروت
هما قبيلتان من الشياطين
أو شيطانان من شياطين الجن .. وكانا يعلمان الناس من خلال الوسوسة في النفوس.
ج- التوجيه الرابع: نفى نزول السحر على الملكين .. وهاروت وماروت ملكين من الملائكة .. والذي نزل عليهما هو النهي عن الباطل والتوجيه إلى طاعة الله.
د-
التوجيه الخامس: نفى نزول السحر على الملكين .. وهاروت وماروت
لم يكن لهما وجود .. حيث لم ينزل أي شيء على ملكين اسمهمها هاروت وماروت .. فهذا
من أباطيل اليهود.
2-
جميع التوجيهات السابقة جعلت لفظ (ما)
نافية .. بمعنى: "لم يحدث إنزال بالسحر على الملكين اللذين زعما اليهود عليهما
أنهما أنزل عليهما السحر" ..
3-
وجميع التوجيهات السابقة مرتبطة بفكرة .. أن الله نفي عن سليمان الكفر
ونفى عن الملكين نزول السحر عليهما..
-
والمقصد أن اليهود كان لهما افترائين .. أحدهما أن سليمان فعل أفعال أهل الكفر ومنها السحر .. وأن
ملكين نشرا السحر في مدينة بابل .. فكأن اليهود يقولون أنه لا مانع من ممارسة السحر
طالما فعله بعض الأنبياء كسليمان .. وبعض الملائكة كهاروت وماروت.
********************
..:: س72: ما هو دليل
من نفى نزول السحر على الملكين في قوله (وما أنزل على الملكين) ؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الذين
قالوا أن المراد من قوله (وما أنزل على الملكين ببابل
هاروت وماروت) .. هو نفي نزول شيء على الملكين .. فكان لهم أسباب في ذلك
في التفسير .. وهي أسباب يغلب عليها العقيدة الدينية .. فمما استدل به البعض.
1-
البعض استدل برأي تفسيري منسوب للصحابي بن عباس الذي جاء
فيه أنه قال لم ينزل عليهما السحر .. (وهذا أثر سبق وحققناه بأنه ضعيف جدا .. في الفصل الثالث
عشر عند السؤال رقم 43).
2-
البعض استدل فقال أنه توجد قراءة قرآنية نطقت كلمة (ملِكين) بكسر اللام .. ولكن هذه القراءة
شاذة ولا حجة فيها ولا تعتبر دليلا .. (وسبق وأوضحنا ذلك في الفصل الرابع عشر عند السؤال رقم 47).
#- ملحوظة: هذا الرأي لم أذكره في التوجيهات الأربعة .. لأنه قول متروك عند العلماء وسبق الكلام عليه
في الفصل الرابع عشر.
3-
والبعض أشار لقول التابعي خالد بن أبي عمران .. لم ينزل على الملكين السحر ..
-
إذ في (أثر صحيح
الإسناد لقول تفسيري) .. جاء فيه عن وهب بن منبه قال: وسمعت خلاد بن سليمان يقول: (سمعت
خالد بن أبي عمران .. وذُكر هاروت وماروت أنهما يعلمان السحر.
-
فقال خالد: نحن ننزههما عن هذا.
-
فقرأ بعض القوم: {وما أنزل على الملكين} .. قال خالد: لم ينزل عليهما) تفسير وهب بن منبه نقلا عن
جامعه..، (قلت خالد صاحب الرسالة): خالد بن أبي عمران) هو من التابعين توفى سنة
125 هجريا وقيل 129 هجريا.
4-
واستدلوا بقوله تعالى: (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ
إِلَّا بِالْحَقِّ) الحجر:8 ..، ولا يمكن أن يكون
السحر من الحق حتى يقال أنه قد نزل الملائكة لتعليم السحر من باب الفتنة.
5-
واستدلوا بقوله تعالى: (وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ
عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ
يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا
عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) الأنعام:8-9.
-
فأبطل الله نزول الملائكة إلا للأنبياء وليس للناس ..
-
والشاهد من الآية هو أن الله لم يرسل ملائكة رسلا إلى الناس
ليعلموهم علما .. إلا لو قيل بحدوث ذلك في وجود نبي.
6-
واستدلوا بقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ
اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَحْجُورًا (22)) الفرقان:21-22.
-
إذن: رؤية الملائكة ممتنعة على عموم الناس دون الأنبياء .. إذ أن اليوم الذي يتم فيه رؤية
الملائكة يقولون للمجرمين حجرا محجورا أي أن الجنة مكانا محرما عليكم.
7-
ولو كان الملكان يعلمان الناس السحر .. فكيف يكون ذلك والملائكة ليست
رسلا للبشر وإنما رسلا للأنبياء ؟
8-
لو كان السحر أنزله الله على الملكين .. كيف يكون ذلك والله يأمر بالحق
ولا يأمر بالباطل .. ويدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟.
9-
وإذا كان الذي يعلم السحر هو كافر .. كما وصف الله حال الشياطين بأنهم
كفروا لأنهم يعلمون الناس السحر .. فيكون تعليم الملائكة للسحر هو أيضا كفر بالله
.. وهذا باطل ولا نتصور حدوثه.
- إذ أن التكفير حدث للشياطين لمجرد التعليم .. وليس لظهور تأثير السحر فعلا ؟!!
@- (قلت خالد
صاحب الرسالة) .. وأضيف إلى ما سبق:
10- إذا كانت الملائكة أتت بالسحر
.. فكيف يتم التمييز بينهم وبين الشياطين إذا كان كلاهما
تساوى في تقديم الشر للناس ليتعلموه ..؟!!
11-
لو كان السحر مما يمكن تعليمه للناس .. لكان الأنبياء من باب أولى بفعل
ذلك لأنهم أقرب للناس .. والذي يقال في الملائكة من أنهما فتنة من الله .. فيقال
في الأنبياء أيضا أنهما فتنة من الله فلا تكفر ..!!
-
وإذا قيل: لم يرسل الأنبياء بذلك لدفع شبهة السحر عنهم
.. فيقال له: وهل من اللائق وصف الملائكة بالسحر ؟!!
12-
القول بأن الملائكة أتيا بالسحر من باب الفتنة .. فما فائدتهما إذا كان السحر أصلا موجود
قبلهما وهو في حد ذاته كان فتنة موجودة ؟!! فلماذا يأتي الملائكة بمزيد فتنة إذا
كانت الفتنة موجودة أصلا من نفس النوع وهو السحر ؟!!
- أي ما فائدة اضافة سحر جديد إلى سحرهم ؟
- وما وجه الفتنة إذا كانوا اليهود أصلا مفتونين بالسحر من قبل
مجيء هذين الملكين ؟!!
13-
في ظاهر القرآن نجد أن مُعلِّم السحر هو الشياطين .. وفاعل السحر هم السحرة من الإنس .. فما علاقة
الملائكة بالموضوع ؟!!
14-
كيف يمكن الظن أن الملكين أتيا بفتنة جديدة لم يعرفها
السحرة .. وهي التفرقة بين المرء وزوجه .. فزادوا
الشياطين عرفانا على معرفتهم بما كانوا يجهلون معرفته ؟!!
15-
كيف علم اليهود أنهما ملكين .. لأن الملائكة لا تظهر إلا تجسيدا وليس
بصورتهم ؟!!
-
ولو ظهروا تجسيدا فكيف عرف اليهود أنهما ملكين .. إذ لا يتصور أحد أن يرى
إنسان يخبره بأنه ملك من الملائكة .. ويصدقه بمنتهى البساطة ؟!!
-
يعني باختصار: من الذي قال للناس أن هذين كانا ملكين ؟!!
-
ولو قيل عن نفسهما أنهما ملكين فمن يصدق ذلك ؟!!
16- لو قلنا أن الشياطين يعلمون الناس السحر
.. فيكون هم أيضا من علموا الناس ما أنزل على الملكين ببابل ؟!!
- وهذا معناه أن الشياطين كانوا تلامذة للملائكة حتى
تعلموا منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه .. !!
- وهذا كلام لا يمكن تصديقه..، إلا لو قيل أن المقصد
بالشياطين في الآية هم شياطين الإنس.
17- ومما ذكره بعض العلماء:
- قال الأمام ابن حزم
الأندلسي رحمه الله (المتوفى:456 هـ):
-
(قال أبو محمد "بن حزم"): قوله تعالى (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) فأبطل عز وجل أنه يمكن ظهور مَلَك
إلى الناس ..، وقال تعالى (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون) فكذَّب الله عز وجل .. كل من
قال أن ملكا نزل قط من السماء ظاهرا إلا إلى الأنبياء بالحق من عند الله عز وجل
فقط ..، وقال عز وجل (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا
الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة
لا بشرى يومئذ للمجرمين) الآية ..، فرفع الله تعالى الأشكال بهذا
النص في هذه المسألة.
-
وقَرَنَ عز وجل نزول الملائكة في الدنيا برؤيته عز وجل فيها .. فصح ضرورة أن نزولهم في الدنيا
إلى غير الأنبياء ممتنع البتة لا يجوز .. وأن من قال ذلك فقد قال حجرا محجورا أي
ممتنعا .. وظهر بها كذب من
ادَّعى أن ملكين نزلا إلى الناس فعلماهم السحر .. وقد استعظم الله عز وجل
ذلك من رغبة من رغب نزول الملائكة إلى الناس .. وسمى هذا الفعل استكبارا وعتوا ..
وأخبر عز وجل أننا لا نرى الملائكة أبدا إلى يوم القيامة فقط .. وأنه لا بشرى
يومئذ للمجرمين.. (الفصل في
الملل والنحل ج4 ص26).
*********************
..:: س73: ما هو التعقيب بنقد أصحاب
الرأي القائلين بتفسير قوله (وما أنزل على الملكين) بعدم نزول السحر على الملكين
؟ ::..
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
-
بالرغم من أن أصحاب الرأي القائل بعدم نزول الملائكة بالسحر .. إنما هو لتبرئة ساحة الملائكة من عدم نزول
السحر عليهما .. وكذلك تبرئة الله من أنه لم ينزل بالسحر على الملائكة لتعليم
الناس به.
@- ولكن أغلب ما قيل من أدلة مردودا عليهم .. ومن ذلك:
1-
الظن أن الملائكة تنزل على الأنبياء فقط .. فهذا ظن خطأ .. ليه
؟
-
لأن نزول الملائكة إنما يكون على الأنبياء بالوحي .. وعلى
غيرهم لحكمة يعلمها الله .. ومثال ذلك في القرآن: رؤية السيدة مريم لجبريل عليه
السلام .. والسيدة مريم ليست من الأنبياء ..، وكذلك رؤية سارة زوجة إبراهيم
للملائكة الذين أتوا لزيارة إبراهيم .. ورؤية امرأة لوط للملائكة وهم بشكل الرجال
ولذلك ذهبت لرجال القرية لتخبرهم بهذا .. فلا زوجة إبراهيم ولا زوجة لوط كانتا
أنبياء ..!!
-
ومثال ذلك في الأحاديث والسيرة النبوية .. رؤية جماعة من الصحابة لجبريل عليه السلام في
صورة الصحابي دِحية الكلبي حينما أتي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام
والإيمان والإحسان ..، وكذلك رؤية بعض الصحابة مثل سعد ابن أبي وقاص في غزوة أحد
عن يمين النبي وشماله رجلين يلبسان البياض يدافعان عن النبي وكانا جبريل وميكائيل
عليهما السلام ..، ومثل حديث الأبرص والأقرع والأعمى الذين بعث الله إليهم ملكا
ليبتليهم في منحهم ما رغبوا فيه ..، ومثل الملاك الذي وقف في طريق رجل كان ذاهبا
لرؤية أخ له في قرية أخرى لأنه يحبه في الله .. وقال له الملاك إن الله قد أحبك
كما أحببته فيه..، وغير ذلك ..
-
فكيف يقال: أن الملائكة لا تقابل الناس .. ولا تعلمهم .. أو تكون سببا في منحهم بركات
من الله .. ؟!!
2-
أصحاب هذا الرأي
استدلوا بآيات من القرآن .. وكان استدلالهم خاطيء .. ليه ؟
- تعالوا
نشوف ..
أ-
استدلوا بقوله تعالى: (مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ
إِلَّا بِالْحَقِّ) الحجر:8 .. وقالوا: لا يمكن أن يكون السحر من الحق
حتى يقال أنه قد نزل الملائكة لتعليم السحر من باب الفتنة.
@- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
-
هذا الكلام غير صحيح مع هذه الآية .. لأننا لو نظرنا لما سبق هذه
الآية وما لحق بها لتبين الأمر .. إذ قال جل شأنه: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي
نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا
بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ
الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ) الحجر:6-8.
-
وبناءا على ما سبق .. فالآية تتحدث عن طلب الكفار لرؤية الملائكة بحالتها
السماوية أي وهم بأجنحتهم .. وكان رد الله عليهم أنهم لو نزلوا بهذه الهيئة فهم
ينزلون بحق من الله فلا يتركون أي باطل موجود في المكان الموجودين فيه حتى أن من
طلبوا هذا الطلب لن يمهلهم الله في تلك اللحظة بالتوبة لأنه قد تم كشف الحجاب عن
الغيب وسقط الإختبار للإيمان بالغيب.. فنزولهم بهيئتهم الملائكية حينئذ يكون
للهلاك والعذاب لأنه يكون مصاحب برؤية الملائكة بجبروتها الذي خلقها الله عليه
للدلالة على ما هم مقبلين عليه من سوء الخاتمة.
ب-
واستدلوا بقوله تعالى: (وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ
عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ
يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا
عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) الأنعام:8-9..، وقالوا: فأبطل الله نزول
الملائكة إلا للأنبياء وليس للناس ..
@- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
-
لا دلالة في الآيات على منع نزول الملائكة على غير الأنبياء ؟!!
-
ولكن الآية تمنع نزول الملائكة بشكلهم السماوي أي وهم بأجنحتهم .. ولذلك
قال جل شأنه: (وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ
ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ) ..
-
بل هذه الآيات فيها دليل على أنه يجوز نزول الملائكة .. ولكن في صورة رجل من البشر ..
والآية أجازت ذلك (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً) .. ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم لأنهم لن
يروا حقيقته السماوية ..
-
وهذا ما كان يحدث عموما مع عامة الناس في رؤيتهم للملائكة .. وهو أنهم لا يعرفون أن هؤلاء
ملائكة إلا لو أخبرهم نبيا بذلك أو أخبرتهم الملائكة بذلك .. كما سبق وذكرنا من
أمثلة منذ قليل.
ج-
واستدلوا بقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ
اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَحْجُورًا (22)) الفرقان:21-22..، وقالوا: رؤية الملائكة ممتنعة على عموم
الناس دون الأنبياء .. إذ أن اليوم الذي يتم فيه رؤية الملائكة يقولون للمجرمين
حجرا محجورا أي أن الجنة مكانا محرما عليكم.
@- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:
-
ما علاقة هذه الآيات بمنع الناس عن رؤية الملائكة ؟!! إذا كانت الآية تتحدث عن رؤية الملائكة
بهيئتها السماوية المهيبة .. وواضح جدا من قول الله عن رؤية المجرمين للملائكة عند
موتهم .. والملائكة يقولون لهم أن الجنة مكانا محرما عليكم.
#- فتبين مما سبق:
-
بطلان ما ذهب إليه الإمام بن حزم .. ومن استدل بتلك الآيات السابق ذكرها .. لأن تلك الآيات
التي استدلوا بها .. هي تتحدث عن الملائكة من حيث رؤيتهم بوصفهم الملائكي السماوي
بهيتئهم ذات الأجنحة .. إذ أن نزول الملاك بهيئته السماوية
فهذا يكون عند انتهاء الأجل وفيه يتم رفع الحجب وتنكشف الحقائق.
-
ولكن من قالوا بنزول الملكين في آية هاروت وماروت ويثبتون نزول ملكين فعلا .. فهم لم يقولوا أن نزول الملائكة كان بهيئتهما
السماوية .. ليتم الإعتراض عليهم بهذه الآيات أصلا ..!!
- فعجبا !!
#- ملحوظة: لو قيل أن في الآيات السابقة المقصد بها عدم رؤية
الملائكة حتى في أشكال بشرية .. فهذا حينئذ تكذيب للقرآن .. وقصة مريم وسارة
وامرأة لوط تشهد بذلك .. هذا بخلاف قصص السيرة والأحاديث.
3-
جميع الإعتراضات العقلية المبنية على منع نزول السحر على الملائكة .. فيردعليها بجملة واحدة وهي: ولماذا يفترض أن
المنزل على الملكين هو من السحر إذا كان القرآن لم يذكر ماهية هذا المنزل على
الملكين ؟!!
@-
وبالتالي أي اعتراض مفترض قوله من أصحاب هذا الرأي ليس
في محله .. إذ يتكلمون حينئذ كلام في غير محله .. لأنه لو كان المنزل على الملكين شيئا
خلاف السحر .. كعلم آخر يجمع بين الخير والشر مثل الكيمياء والتي في وقتها مرتبطة
بخصائص الأعشاب والنباتات .. فما وجه الاعتراض على أن يكون هذا هو ما أنزل على
الملكين ؟!!
4- أما عن مسألة كيف صدق اليهود
أنهما ملكين .. فالجواب على ذلك بسيط .. وهو كما يصدقون كل صاحب غرابة وأعجوبة
أنه صاحب كرامة .. وليست المشكلة عند الناس في التوصيف .. وإنما الذي يفرق عند
الناس هو رؤية ما يدل على الوصف الذي نسبوا أنفسهم إليه .. مثل الذي يكون في قلبه
رحمة للناس بالمساعدة لهم فيقال عنه هذا ملاك من ملائكة الرحمة .. ومثل الذي يكون
في وجهه جمالا عجيبا كما كان في يوسف الصديق.
-
ولما كان العلم الذي نزل به الملكين .. هو علما خاصا لم يكن لهم به معرفة كالتي
عرفها لهم الملكين .. فلا حرج كان ذلك دليلا على وصفهما بالملكين .. بدلالة ما ظهر
منهما بما يدل على غرابة ما لم يكن معلوما من قبل لهم.
5-
بعض أصحاب هذا الرأي يشير إلى أن قوله (وما أنزل على
الملكين) بمعنى نفي نزول الملكين مع إثبات وجود ملكين فعلا .. وكأن الآية تثبت وجود
الملكين ولكنها تنفي نزول شيء عليهما .. وهذا تفسير غير معقول حينئذ .. لأنه ما
معنى ما يأتي بعد ذلك من الآيات .. إذ يقال: من اللذين يعلمان الناس وأخبرا الناس
بأنهما فتنة ؟ ومن هما اللذين تعلم منهما الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه ؟!!
#- وخلاصة
القول:
-
الرأي القائل بنفي نزول السحر على الملكين .. لا يخلو من نقد .. وإن كان فيه توجيه جيد جدا
وهو الرأي الذي ذكره الإمام القاسمي ..
@- وننتقل بعد ذلك للرأي الثاني .. الذي يقول في قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين) بأنه قد تم نزول شيئا فعلا على ملكين .. وأن الملكين فعلا هما هاروت وماروت .. واختلفوا في ماهية هذا الشيء المنزل عليهما .. هل هو سحر أم رقية أم بيان شرعي أو ماذا ؟!!
{ وفوق كل ذي علم عليم }
ردحذفسبحانه يؤتي الحكمة من يشاء ..
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
السادة الأفاضل:
حذف- تم تعديل بإضافة وتنظيم جزء في الموضوع .. وذلك في السؤال:
س71: لماذا بعض المفسرين قال أن قوله (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بمعنى أنه لم ينزل أي سحر على الملكين ؟
- تم إعادة تنظيم الأقوال بأسلوب منظم أكثر - وإضافة قول الإمامين بن حزم وأبي مسلم الأصفهاني ..
- مع وضع رسم توضيحي لسهولة فهم كلام العلماء في هذا الجزء - مع بيان ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه في خحلاصة الموضوع بأسلوب سهل جدا..
=======================
الللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
اللهم بارك زادك الله فهما وتفهيما وتحقيقا اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يكرمك ويجلك ويرزقك الفردوس الأعلى
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين والاخرين
جزاك الله خيرا استاذ خالد
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
خالد أبو عوف
ردحذف✓ الشخص الزهراوي... تسمى بذلك في مصطلحات اليهود وهم صوفية الكابالا... لأنهم يزعمون أنهم يكونون على اتصال بعالم النور ويستمدون منهم... وأظن أنه جاء منهم أيضا مصطلح الخدمة النورانية أو الجن النوراني...
✓ كلمة زوهري موجودة من قبل نزول القرٱن... وهي مأخوذة لفظا من عند اليهود ( زوهار) ويستخدمونها في من له خصوصية روحانية معينة... وأول من نشرها يهود المغرب... و منهم انتشر إلى سائر العالم الإسلامي...
هذا المصطلح الكريم المعنى ولكنه فاسد الدلالة...(1)
✓ كلمة زوهري بالمعنى الروحاني لا وجود لها في الدين الإسلامي من أساسه... (2)
✓ وإنما البعض حاول أن يصبغها بصبغة شرعية ليثبت وجودها...!!
ويوهم الناس بوجود كائنات إنسية غريبة الملامح تعيش بيننا... ليجعلهم يتجهون للتواصل مع عالم الجن و يكونوا عبيدا لهم في نهاية الأمر من خلال جذب فضولهم بما يحدث معهم من أمور روحانية عادية جدا... إلى أن ينجح في تضليلهم بأنهم من أهل الله وخاصته..!! (3)
✓ فانتبه أخي الحبيب لما تقرأه على النت... فليس كل ما تقرؤه هو حق... خاصة لو كانت معلومة روحانية واستدل عليها بٱية أو حديث...
فانتبه توقف حتى تسأل وتتيقن... لأن كثير منهم لديه موهبة التدليس والتزوير في العلم أي خلط الباطل مع الحق حتى تتوه الحقيقة بين ميادين الباطل..(4)
( رسالة إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية ج2)
=============
(1) وبعدين يقولو مافيش مؤامرة... ههههه
(2) لكن هات انت واقنع حد يعتقد أنه زوهري بأن هذا الأمر غير موجود...
_ عبثا تحاول_
إصرارهم وتمسكهم بهذه التسمية تحسسك أنهم متلبسين بها ( إلا من رحم ربي وأراد به خيرا)
(3) خدعوها بقولهم عندك نور...!! وفي أي ظلمة أوقعوها؟!!... ألم يئن لهذه النفس أن تخرج السوط لنفسها...؟!!
(4) أما هذا التنبيه فهو مهم للجميع ومازال سائر المفعول خصوصا مع دخول Ai على الخط الذي يأتيك على اليمين وعلى الشمال وإن لم تفتح له الباب يأتيك على الشباك....
ولو عاوزة تزودي سنين الفرح فيا يا نجوى إفعلي فأنا لم أزدد فيه إلا يقينا أنه هو... ههههه
والله أعلم...
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
كان هناك رجلٌ يحمل الماء كل يوم مستخدمًا عصًا طويلة، في طرفيها إناءان كبيران.
ردحذفأحد الإناءين كان سليمًا، أما الآخر فكان مشروخًا، لا يصل ممتلئًا أبدًا، إذ يتسرّب منه الماء طوال الطريق.
وبعد مدة، شعر الإناء المشروخ بالخجل والحزن، وقال ذات يوم لصاحبه:
— أنا آسف… أنا مكسور.
أُضيع جهدك، وأسفك نصف الماء.
لا نفع لي… أنا مجرد عبء.
ابتسم الرجل وقال له:
— هل ترى ذاك الطريق الذي نسلكه كل يوم؟
هل لاحظت أن جانبك مليء بالزهور، بينما الجانب الآخر خالٍ؟
لقد زرعتُ بذورًا على جانبك،
وكل يوم، دون أن تدري، كنت تسقيها بما يسقط منك من ماء.
واليوم… صار دربنا أجمل بفضلك.
العبــرة:
ما تراه ضعفًا فيك، قد يكون السبب في أن يزهر العالم من حولك.
حتى إن كنت مكسورًا… ما زال بإمكانك أن تزرع الجمال في كل خطوة تخطوها ...فقط ثق بالله ثم بنفسك ولا تحزن ولا تيأس وربك الله وامض في طريقك مبتسما.
منقول🍃🌹🍃
راقت لي قصتك يا قرة العين سلمت يمينك
حذف--------لقلبك
قد يكون الكسر فيك مقصودا،
ليعبر منك النور، ويتسلل لمن حولك.
وبعض الشقوق التي يراها غيرك عيبا،
قد تكون منفذ الرحمة لك، وسبب النفع لمن يشبهك .
قد يكون النقص فيك عين الكمال،
لأنه ما جعلك ذليلا خاضعا لمولاك،
فلا تغتر بما تسقي به سواك،
فالساقي الحقيقي هو مولاك.
فلا تكره ما انكسر فيك،
فلولا الشق ما تسلل النور إليك ومنك،
ولولا العيب ما خشع القلب بين يديه،
ولولا الألم ما خضع الفؤاد، وما لاذ بالركن الشديد.
قد يراك غيرك عبئا ثقيلا
وآخر عوجا لا يستقيم،
ولا يعلم أن فيك سر الانكسار،
وأن انكسارك هو منفذ النور لك ولغيرك.
قد لا يدرك من حولك أن ما يؤلمك هو ما يلين قلبك،
بعض الضعف مصدر الرحمة
وأن ما تعجز عنه هو ما يربطك بربك،
فلو اكتملت لانقطعت،
لو اكتملت لانقطعت
لو اكتملت لانقطعت
فلا كمال إلا لصاحب الجمال
فسبحان صاحب الكمال الذي ليس له مثال
وضع الشق فيك،
هو الأعلم بك، والأرحم بك، والأدرى بما يصلحك ويهديك.
والعين التي ترى الشق عيبا،
لا ترى الزهر الذي نمى بسببه، ولا النور الذي خرج منه.
فامض في طريقك مكسورا بصدق،
واجعل من كسرك بصمة تميزك،
فلو أراد لك الكمال، لكملك.
ربنا يفتحها عليكي دائما يا حسناء ويزيدك من فضله يارب..
حذفبس عاوزة أقولك مش أنا الا كتبت هذه القصة ، سبحان الله وقعت بطريقي صدفة وراقت لي وأراد الله أن أنشرها..
بس للأمانة أكيد أنا وضعت لمساتي بالقصة كالمعتاد 😉 هههههه
وفي مقولة حلوة بحبها للأستاذ خالد تقول ..
( من انكسر انتصر )
وفي كل انكسار إرتقاء .. وتعلمت أن دوام الحال من المحال ، فإذا كان اليوم كسر فمن المؤكد أن ذات يوم لو شاء الله وأذن سيأتي الجبر ، ومستحيل أن يخذل الله عبد وثق فيه ، ولديه يقين بأن الله قدير وقادر على تحقيق المستحيل ، وبأن فرجه قريب ، وبأنه لا يضيع أجر الصابرين وكيف وهو يقول ،
،وبشر الصابرين،
وأحيانا تكون هناك ابتلاءات واختبارات صعبة ولكن الله لطيف ولولا وجود الله ما طاب لنا عيش ولا حياة ، فالحمد لله على كل حال ،
وكل تجربة مؤلمة تعلمنا أن لا سند لنا في الحياة غير الله عز وجل،
فأهم شئ رضاه وسلام على كل الدنيا وما فيها .
وشكرا على مشاركتك الجميلة ياجميل😘❤️🌹 وربنا يسعد أيامك يارب ولا يحوجك لسواه آمين آمين آمين يارب العالمين.
...................................................
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.❤️
🌹- مر على النبي صلى الله عليه وسلم ابتلاءات متكررة ومؤلمة نفسيا وجسديا .. على مدار سنوات .. ولم يكن له أنيس في حزنه سوى الله ..بل ولم ينكسر ولم يمتنع عن الدعوة إلى الله ..
ردحذفبل ظل صابرا عليها محاولا إرضاء ربه بالرغم من حكم القدر عليه حينئذ بالألم النفسي والتعب الجسدي .. إلا أنه اختار أن يكون شرفه هو حال كونه عبد راضيا بالله وبما قسمه له من سراء وضراء.
🌹- لما تأذى النبي صلى الله عليه وسلم من الناس رجع يستمد قوته من الله (رب الناس) لانه عزيز بالله العزيز بالله مبينكسرش من الناس لانه دايما بيرفع حاله من مولاه بيستمد من مولاه بيرجع يقول يارب ويوقف ثاني ..
🌹- العزيز بالله ميكسرهوش حد جايز يضعفه حاله في الظاهر لكن قلبه میکسرهوش يفضل قلبه مع مولاه كما هو ..
🌹-الدنيا مهما ضاقت بيك واجتهادك وسعيك لي أنت سعيته قد تظن أنه لن يأتي بثماره لكن لله أعمال خفية قد لا تدركها أنت في ظاهرك وإنما هو يسخر لك الأسباب حتى يؤيدك بها ويقول لك أنا معك ، أنا لم أتركك ، أنا ناظر إليك.
🌹منقول🌹
أ.خالد أبو عوف
👈 قال صديقي البحر ..
ردحذف👈 تأمل حال الشروق ياخالد ..
#- الشروق : علامة على بداية جديدة .. وانتهاء ظلام سابق .. فاستبشر بأن هناك دائما نورا من وراء الظلمات ..
- وكأن اسم الله يتجلى بجماله على الوجود ليبسط من كراماته على الوجود ..
وانت ترى ذلك في صورة الشروق.
#- ولكن لو أبصرت لرأيت جمال الله ولم ترى الشروق .. وإنما ظهر لك مولاك بجماله لتسأله من أفضاله..
- فهل سألته من فضله ياخالد أم اكتفيت بالنظر للشروق ؟!!
- يا خالد : عالمنا بين غروب وشروق ..
فاحرص على أن لا تلتفت للشروق ولا الغروب حتى لا تفتن .. وإنما كن ملتفتا دائما لخالق الغروب والشروق حتى تكون به وله وإليه ..
مقتطف من حوار مع صديقي البحر😍🥰🌹
أ/ خالد أبو عوف
خالد أبو عوف
ردحذف✓ الكرامة نوعين:
1_ كرامة إيمانية= إستقامة... والإستقامة هي دوام الحال مع الله... أي دوام التعلق بالله في كل أحداث الحياة وأنفاسها..
2_ كرامة مادية نتيجة الإيمان= وهي ما يحدث نتيجة إيمان الشخص بالله ويقينه به..
✓ المعجزة=أمر مخالف لقانون الأسباب... مثل مجيء ٱدم بدون أب ولا أم ولا خلية أولية نشأ عنها... وإنما تراب تحول إلى إنسان..!!
✓ الخارق للعادة= مزيد عطاء من نفس عادة ما يعرفوه الإنسان أو من نفس عادة ما يعرفوه الجن و يمد به الإنسان...
✓ لا وجه للمقارنة بين الكرامة وبين المعجزة التي هي مخالفة قانون
الأسباب المادية وإن كان لها سببية إيمانية... ولا سبيل للعقل في فهمها... لأن العقل لا يدرك إلا ماله سببية مادية..!!
✓ الروحانيات عالم غيبي ولن تكون عالم مادي حتى يستطيع العلم إدراكه...
✓ قابلت من البسطاء من أبهروني بإيمانهم الصادق... الذي رجوت الله أن أكون مثلهم... لأنهم رضوا بالله فأوكلوا إليه أمورهم كلها... فأرضاهم الله في قلوبهم... وهذه هي العزة بالله وهي أن لا يكون في قلبك مكان لغيره سبحانه لأنك عزيز به...
✓ ختاما= سعيد بيكي أنك إنسانة قوية.... ونجحتي في أول إختبار ليكي... (1)
( رسالة إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية ج2)
==========
(1) لأني أحب الناجحين وتقليدهم... بصراحة وجدت في نفسي فضول لمعرفة هذا الإختبار الذي خضعت له الأخت نور ( المدينة الغامضة) ونجحت فيه؟!...
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
خالد أبو عوف
ردحذف✓ لا يوجد شيء إسمه علم الطاقة الحيوية... لأنه لا سببية فيه ولا معقولية ولا منهجية... وإنما هي فلسفة ظنية محتملة..!! متداولة لبعض حكماء الهندوس والبوذيين... ويحاول البعض في زماننا أن يصبغها بالصبغة العلمية حتى يجد لها قبول في نفوس الناس... (1)
✓ ما يسمونه بعلم الطاقة الحيوية... مرتبط بعقيدة وحدة الوجود ( أي أن الوجود أوجد نفسه بنفسه ويستمد من نفسه)...يعني ببساطة =عقيدة الملحد..!!
✓ ما تفعله النفوس من طاعات ومعاصي هو ما يجعل المكان خير أو شر... لأن الله هو من يغير طاقة المكان وليس المكان طاقة من ذاته ليكون إيجابا أم سلبا...
✓ ليست مشكلة الشيطان أن تصلي... وإنما مشكلته مع الإنسان أن يفسد عليه قلبه...وبالتالي يكون سهل عليه إغوائه...
✓ لله ألطاف خفية تفوق تصور أي أحد في الحياة...
✓ من استباح العجب والرياء في قلبه فهذا لا حاجة للشيطان في إيقافه بل مهما له أن يشحن قلبه بمزيد من العجب والرياء ليظل في سلام نفسي وإيماني طول عمره... لأنه يترتب على العجب والرياء صفة الكبر... ولذلك يكون أجتمع مثلث الشيطان في القلب... ولا يتطهر منه أحد إلا من طلب بإخلاص عناية الله ورحمته...
✓ نصيحة (1)= لا تسمحوا لأحد أن يسرق منكم دينكم ويجعلكم وسيلة تجارية لما يحمله من ظنون عقائدية ليصيغها بصيغة دينية حتى تقبلها في نفسك...
✓ نصيحة (2)= إنتبه أيها اللبيب... واستعقل ما يقال لك... فإن عجزت فاسأل واسأل واسأل حتى يطمئن قلبك... وتجد منطقية في عقلك... لأننا لازلنا في عالم الأسباب... حتى في عالم المعجزات الإلهية فهناك منطقية سببية وهي الإيمان " الذي يقر أن الله على كل شيء قدير" وهذا سبب إيماني يتميز به المؤمن عن غيره في العلم...
سيف الدين=
✓ واعلم أن رجال الغيب دوما معك... فالسهم لوحده يمكن كسره...
( إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية ج3)
==========
(1) وسبحان من وفقك إلى استلال الشعرة من العجينة... ودمت جندي صامد متربث بهم لا تمل حتى يملوا...
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
خالد أبو عوف
ردحذف✓ إذا كان الطير له قوة يقين في توكله على الله... ألا يكون لقلوب أولياء الله قوة يقين في قلوبهم لتمييز صوت الحق..!!
عطر الجنة
✓ الإبتلاء يأتي ليرتقي بالأولياء وليمحص من حولهم ليسقط من كان في قلبه إدعاء أو رضى بالجلوس دون اقتداء أو كان ضرير الروح لا يسمع النداء أو يسكت عن الحق أو يشهد الزور...
فيبقى البقاء للأنقى والأصدق والأتقى...
✓ وكأن الله غيور على أوليائه فلا يرضى أن يقترب منهم إلا من كان في قلبهم الرغبة في الصلاح والإصلاح من يجاهد وإن كان يسقط وليس من يكتفي بالجوار فقط...
( إشارات ولطائف ذوقية في القصة النبوية ج4)
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
اتقي الله
ردحذف✓ إذا أحبك الله إستعملك... يختارك من بين خلقه على كثرتهم... ويستخرجك لتغيث عبدا ملهوفا ضاقت عليه الحياة فيرحمك كما رحمه ويكون هذا المحتاج رحمة بك وبركة عليك... كن هذا المختار...
قطر الندى
✓ كن كالبحر...فباء البحر... بقاء بالله مع الله...
وحاؤه حنانا على من يحب وحلما على من جهل...
أما الراء... رضى بكل ما ترميه سهام القدر...
عادل عندي
✓ " اسمع مني وليس عني"
إذا كانت لك عينان... فلماذا ترى الناس بأذنيك... عاملهم بما ترى منهم... لا بما سمعت عنهم فعشاق التأليف كثيرون...
نزار
✓ قم يا خالد لتر مكانك مع الصديقين... هكذا أسأل الله أن يناديكم أستاذي الحبيب يوم تخشع الوجوه للرحمان، اللهم ٱمين ٱمين ٱمين يارب العالمين...(1)
( حوار مع صديقي البحر عن الحب)
===============
(1) أسأل الله بدوري أن يقول = قم يا نزار وألحق بخالد... ويستمر على مناداة كل أهل المدونة فردا فردا... يارب
💦💙💧💙💧💙💦
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم
حفظك الله أستاذنا القدير وزادك الله نورا وبصيرة
ردحذفراقت لي
ردحذفقصة وعبرة
«المصباح المعطّل»
في بيت صغير على أطراف البلدة، كان هناك مصباح في ركن الغرفة، هادئ ومتواضع، يضيء كل ليلة دون شكوى.
كان أصدقاؤه من الكراسي والكتب والستائر يعتمدون عليه لينير المكان عندما تغيب الشمس.
كان هو من يمنح الدفء للمساءات الطويلة، والراحة للعيون المتعبة.
لكن في أحد الأيام… انطفأ المصباح.
حاولوا تشغيله، لكنه لم يضئ.
قالت الطاولة:
“أكيد اتحرقت اللمبة، بسيطة، نغيّرها.”
وقال الحائط:
“هو زهق من النور، عايز يرتاح شوية.”
أما النافذة، فحكمت عليه ببرود:
“كان ضعيفًا من البداية، مش زي المصابيح الكبيرة في الشارع.”
ومرّت الليالي والمصباح ساكت …لا يضيء، لا يشكو، فقط مطفأ.
وفي أحد الأيام، دخل طفل صغير إلى الغرفة، نظر للمصباح بحنان، ثم اقترب منه،
فكّ الغطاء برفق، ونظر بداخله.
قال الطفل:
“المشكلة مش في اللمبة…في السلك.”
كان هناك جرح صغير في السلك، بالكاد يُرى، لكنّه منع الكهرباء من الوصول.
أحضر الطفل شريطًا لاصقًا، وغطّى الجرح، وأعاد توصيل المصباح.
وفجأة…أضاء.
الدفء عاد. النور انساب.
الستائر ابتسمت. الكتب ارتاحت. والغرفة امتلأت حياة من جديد.
الاكتئاب مثل هذا المصباح.
من الخارج قد يبدو سليماً…لكنه لا يضيء.
والناس من حوله يظنون أن اللمبة احترقت، أو أن صاحبه كسلان، أو “زهقان من الحياة”.
لكن الحقيقة…أنه من الداخل مجروح.
سلك صغير مقطوع…مش شايفينه، ولا حاسين بيه.
الاكتئاب مش اختفاء للنور،
الاكتئاب انقطاع صامت…محتاج حد يلاحظ، ويقترب، ويلف الجرح بشريط من احتواء.
ما أسهل الأحكام، وما أندر الفهم.
فالذي يضيء للناس…من حقه أن يُصلَح حين ينطفئ.
لا أن يُنسى.
محمد سعد الأزهري
{ وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ }
ردحذف[سُورَةُ هُودٍ: ١١٥]
{ إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ إِنَّا لَا نُضِیعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا }
ردحذف[سُورَةُ الكَهۡفِ: ٣٠]