ج26: قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان - لماذا جعل غالب العلماء تفسيرهم في قوله (وما أنزل على الملكين) أن (ما) بمعنى الذي وليست نافية - ما هي حكمة نزول الملكين في بابل عند من قال بنزول الملكين فعلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

والتعريف بالتفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء السادس والعشرون)

#- فهرس:

:: الفصل الخامس والعشرون :: الرأي الثاني في تفسير قوله تعالى (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) - بأن لفظ (ما) بمعنى "الذي" .. وأن الملكين نزلا على الأرض وعلما الناس وقالوا نحن فتنة ::

1- س74: لماذا جعل غالب العلماء تفسيرهم في قوله (وما أنزل على الملكين) أن (ما) بمعنى الذي وليست نافية ؟

2- س75: ما هي حكمة نزول الملكين في بابل عند من قال بنزول الملكين فعلا ؟

================

:: الفصل الخامس والعشرون ::

================

..:: س74: لماذا جعل غالب العلماء تفسيرهم في قوله (وما أنزل على الملكين) أن (ما) بمعنى الذي وليست نافية ؟ ::..

 

#- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ....) البقرة:102.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- عند تفسير قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) .. قال كثير من المفسرين أن قوله (وما أنزل) بمعنى: "والذي أنزل" ..

 

- والمعنى العام عندهم هو: والذي أنزل على الملكين اللذين اسمهما هاروت وماروت .. وكان نوعا ما من التعليم .. وكان هذا التعليم فيه فتنة للناس في ذلك الوقت.

 

- ولكن هؤلاء المفسرين الذين قالوا بأن (ما) بمعنى الذي .. قد اختلفوا في تحديد ماهية الشيء الذي تم إنزاله على الملكين .. على أقوال منها:

1- قيل هو السحر .. وقد ألهم الله هذين الملَكين ما فيه فتنة للناس.

2- وقيل هو السحر .. وقد ألهم به رجلين وليس ملكين .. وذلك لتفهيم الناس أن السحر ليس علم من علوم النبوة كما يدعي السحرة.

3- وقيل هو طرق الرقية والوقاية من السحر .. وليس تعليم السحر.

 4- وقيل هو حيل للتأثير بطرق نفسية مثل التأثير بالنميمة بين الناس.

#- وهذا الإختلاف راجع إلى أسباب منها:

- السبب الأول: عند بعضهم أصحاب هذا الرأي قالقائل بأن (ما) بمعنى الذي .. أنه لا غضاضة في القول بإمكانية نزول السحر على الملائكة وتعليمه للناس .. ولا مانع من ذلك.. إذ أن نزول السحر لا يختلف عن نزول أي ابتلاء على الخلق .. والملائكة ما هي إلا منفذة لأوامر الله.

 

@- ولكن البعض الآخر ممن قال أن (ما) بمعنى الذي .. قد رفض مفهوم نزول سحر على الملكين.. ووجدوا أن هذا لا يليق حدوثه مع الملائكة..  

 

- السبب الثاني: التأثير القصص المكتوب عن قصة هاروت وماروت المغلف في هيئة أحاديث ..

- ولكن لما كان ما جاء في هذه القصص هو باطل .. فما بني على باطل فهو باطل .. فبالتالي من جعل تفسيره على أساس هذه القصص فقد أخطأ .. والغريب أن ما أشاروا إليه من قصة هاروت وماروت لم يأت فيها ذكر أنهما نزلا بسحر أو بأي علم بل ووجودهما لم يزيد عن يوم ..!!

 

- السبب الثالث: هو أن تفسير (وما أنزل) لو قيل أن (ما) هي نافية .. وأن هاروت وماروت ملكين .. ولذلك تركوا النظر لهذا التفسير .. لأن هذا معناه أن باقي الآية أصبح غير معقول .. لأنه حينئذ يقال: من الذي قال للناس أنهما فتنة .. ومن الذي علم الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه ..!!

 

- السبب الرابع: أن حرف الواو من قوله تعالى: (وما أنزل على الملكين) سواء كان مرتبط بتعليم السحر في قوله (يعلمون الناس السحر) .. أو مرتبط بلفظ الإتباع من قوله (واتبعوا ما تتلو الشياطين) .. فيكون التفسير عندهم: أن الشياطين يعلمون الناس السحر والذي أنزل على الملكين ببابل.. أو اليهود اتبعوا اليهود اتبعوا ما قالته الشياطين على ملك سليمان .. واتبعوا كذلك ما أنزل على الملكين .. وهو الأقرب ليكون نوعا آخر من السحر بدلالة (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه).

 

- السبب الخامس: أن سياق الآية الظاهر منه أن لفظ (ما أنزل على الملكين) .. يقول أن المقصد هو نزول شيء ما على الملكين .. وإن لم يتم تحديد ماهيته.

 

#- وخلاصة القول:

- عند قوله (ما أنزل على الملكين) قال بعض المفسرين أن معنى (ما) بمعنى الذي .. كان لهم أسباب جعلتهم يميلوا لهذا التفسير .. ولكنهم اختلفوا في تحديد ماهية هذا الشيء الذي أنزل على الملكين على أقوال ..

 

***********************

 ..:: س75: ما هي حكمة نزول الملكين في بابل عند من قال بنزول الملكين فعلا ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- حسب رأي من قال أن الملكين نزلا فعلا ببابل وأنهما هاروت وماروت .. فقد ذكروا لذلك أسباب محتملة أن يكون منها سببا هو الدافع لنزول الملكين في مدينة بابل .. وأشهر ما ذكروه من أسباب إنما هو لبيان الفرق بين المعجزة والسحر.

 

- وهذا التبرير في حد ذاته منطق غير معقول .. لأن هذا يستوجب حدوث معجزة أمام قدرات ساحر حتى يتبين الفرق بين هذا وذاك كما حدث بين موسى وسحرة فرعون .. ولكن هذا لا يظهر من سياق الآية أنه حدث.

 

- وعمومأ أذكر لكم ما وجدته من بعض كلام العلماء .. وسأقوم بالتعقيب عليه .. والله ولي التوفيق.

 

1- قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606 هـ):

- السبب في إنزالهما وجوه.

- أحدها: أن السحرة كثرت في ذلك الزمان واستنبطت أبوابا غريبة في السحر، وكانوا يدعون النبوة ويتحدون الناس بها .. فبعث الله تعالى هذين الملكين لأجل أن يعلما الناس أبواب السحر حتى يتمكنوا من معارضة أولئك الذين كانوا يدعون النبوة كذبا .. ولا شك أن هذا من أحسن الأغراض والمقاصد.

 

- وثانيها: أن العلم بكون المعجزة مخالفة للسحر متوقف على العلم بماهية المعجزة وبماهية السحر .. والناس كانوا جاهلين بماهية السحر .. فلا جرم هذا تعذرت عليهم معرفة حقيقة المعجزة .. فبعث الله هذين الملكين لتعريف ماهية السحر لأجل هذا الغرض.

 

- وثالثها: لا يمتنع أن يقال: السحر الذي يوقع الفرقة بين أعداء الله والألفة بين أولياء الله كان مباحا عندهم أو مندوبا .. فالله تعالى بعث الملكين لتعليم السحر لهذا الغرض .. ثم إن القوم تعلموا ذلك منهما واستعملوه في الشر وإيقاع الفرقة بين أولياء الله والألفة بين أعداء الله.

 

- ورابعها: أن تحصيل العلم بكل شيء حسن .. ولما كان السحر منهيا عنه وجب أن يكون متصورا معلوما .. لأن الذي لا يكون متصورا امتنع النهي عنه.

 

- وخامسها: لعل الجن كان عندهم أنواع من السحر لم يقدر البشر على الإتيان بمثلها .. فبعث الله الملائكة ليعلموا البشر أمورا يقدرون بها على معارضة الجن.

 

- وسادسها: يجوز أن يكون ذلك تشديدا في التكليف من حيث إنه إذا علمه ما أمكنه أن يتوصل به إلى اللذات العاجلة ثم منعه من استعمالها كان ذلك في نهاية المشقة فيستوجب به الثواب الزائد ..كما ابتلي قوم طالوت بالنهر على ما قال: (فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) البقرة: 249.

 

#- فثبت بهذه الوجوه .. أنه لا يبعد من الله تعالى إنزال الملكين لتعليم السحر .. والله أعلم. (تفسير الفخر الرازي ج3 ص631).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على ما ذكره الإمام الرازي رحمه الله:

أ- لماذا يرسل الله ملائكة لتعليم السحر .. طالما المقصد هو إظهار الفرق بين المعجزة والسحر ؟!! ألم يكن يكفي أن يرسل نبيا بمعجزة كما أرسل موسى .. ليظهر الفرق بين المعجزة والسحر ..!! وتنتهي المسألة بوضوح مرئي وواقعي للجميع لو كان هذا هو المقصد توضيح الفرق بين المعجزة والسحر ؟!!

 

#- أما عن مسألة تعليم الناس السحر لمعارضة من يدعون النبوة بالكذب .. فهذا من الصعب حدوثه .. لأن تعليم السحر ليس من البساطة والسهولة ليتعلمه الناس .. ولا من البساطة مواجهة السحرة الذين يدعون النبوة الذين هم متمرسون في السحر وأسياد فيه ..!!

 

ب- أما عن مسألة أن احتمال سبب نزول الملكين هو لتعريف ماهية السحر .. حتى يعرفوا ماهية المعجزة ..

- فهذ كلام أظنه غير منضبط .. إذ لو كانوا تعلموا ماهية السحر فكيف سيتعلمون ماهية المعجزة وهي شيء خارق للعادة لا يحكمه قانون الأسباب وبالتالي لا قدرة للعقل في تحديد ماهية هذا الشيء ؟!!

 

ج- أما عن مسألة أن من السحر ما يتم صناعته للتفرقة بين أعداء الله والجمع بين أولياء الله .. فبعث الله الملكين لتعليم هذا النوع .. ولكن الناس استخدموه في عكس ذلك.

 

- فهذ كلام أظنه غير منضبط .. لأنه لا يوجد دليل على نزول الملكين بهذا النوع من السحر ولا حتى بأي سحر من أساسه .. ولا يوجد في السحر ما يحدث أُلفة ومودة ومحبة .. لأن السحر من فعل الشيطان .. والشيطان لا يدعو للمحبة ..!!

 

- وحتى ما يسمى بالتولة أو سحر جلب الحبيب أو سحر المحبة .. هو تسليط على العقل والقلب بالوسوسة بجعل الشخص يظن أنه يحب فلان ويتم تزيين له الباطل في صورة حق في أحلامه وفي يقظته بدوام إنشغال باطنة بالتفكير في هذا الشخص.

 

د- أما عن مسألة تحصيل العلم والذي منه السحر هو شيء حسن ..

- فهذ كلام أظنه غير منضبط .. لأنه ما علاقة هذا بسبب نزول الملكين بالسحر .. وإلا كان الأولى نزول الملائكة لتعليم الناس كل أنواع العلوم حينئذ وليس السحر فقط .. طالما تحصيل العلم هو شيء حسن .. لكن حينما ينزلان خصيصا لتعليم السحر فهذا حينئذ شيء غريب عقليا ومردود ..!!

 

هـ- أما عن مسألة أن الجن كان عندهم معرفة بأنواع من السحر لا قدرة للبشر على الإتيان بمثلها .. فنزل الملكين لتعليم البشر ما يعارضون به الجن ..

- فهذ كلام أظنه غير منضبط .. فمن حيث غرابته كأن المقصد هو دفع سحر الجن بسحر الملائكة .. وهذا كلام غلط وإلا كان ما هو موجود حاليا هو سحر الملائكة وليس سحر الشياطين .. لأنه سحر أعلى وأقوى .. وبالتالي فما وجه العقاب لمن يستخدم سحرهم طالما هذا من الملائكة ؟!! بل لانتشر عند كل ساحر أنه يفعل سحر الملكين .. ثم يقول: لو كان هذا السحر حراما ما كان أنزله الله ..!! ولكنه سحر حلال ..!!

- ولكن الحقيقة .. هي أن القرآن لم يذكر من أساسه أن العلم الذي علمه الملكين كان سحرا .. فمن أين قيل أن الذي نزلا به الملكين هو نوعا من السحر ؟!!

 

و- أما عن مسألة أن تعليم السحر كان تشديدا في التكليف ..

- فهذ كلام أظنه غير منضبط .. إذ كان السحر موجود أصلا وكان منهيا عنه بالفعل في عقيدة اليهود .. فلماذا يرسل لهم سحرا آخر إضافة للسحر الأول ثم ينهاهم عنه مرة أخرى .. إذا كان هو موجود أصلا ومنهيا عنه مسبقا ؟!!

 

#- ملحوظة: ما سبق هو ليس اعتراضا على الإمام الفخر الرازي في شيء .. وإنما هو فقط مناقشة عقلانية للمنطق الذي كان يتحدث به الإمام الفخر الرازي رحمه الله في سبب نزول الملكين ببابل .. وقد أكون فهمت بعض كلامه خطأ ولذلك وجدت عدم انضباط في منطقية كلامه .. والله أعلم.

 

2- قال الإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):

- والذي أنزل عليهما .. هو وصف السحر وماهيته وكيفية الاحتيال به ... ليعرفاه الناس فيجتنبوه .. على حد قول الشاعر:

- عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه .. ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه.

- فالشياطين عرفوه فعملوا به، وعلموه للناس ليستعملوه في الشرور والمآثم بينما المؤمنون عرفوه واستفادوا من الاطلاع عليه فتجنبوه.. (التفسير الوسيط: ج1 ص228).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على ما ذكره الإمام سيد طنطاوي رحمه الله:

- ما ذكره الإمام سيد طنطاوي رحمه الله (وهو قول كثير من العلماء) .. من أن المؤمنين عرفوا السحر ليتجنبوه .. فهذا كلام فيه نظر .. إذ يكفي المؤمن أن يعرف أن هذا سحر فيتجنبه .. فما علاقة تعليمه طريقة السحر نفسها ليتجنبها ؟!!

 

- فهل حينما نقول لشخص ابتعد عن الخمر .. يجب أن نعلمه طريقة فعل الخمر ؟!!

- أكيد .. لا .. لأنه كلام غير معقول .. إذ لا يعقل لأمنع شخص عن الشر هو أن أعلمه الشر الذي لم يكن يعلمه من قبل ..!!

 

- ثم كيف يتم تجنب السحر من خلال تعليم السحر ؟!! فهذا كحال من يتعلم استخدام المسدس .. كيف يمنعه هذا التعليم من أن يقتله غيره بأي مسدس ؟!! فما علاقة هذا بذاك ؟!!

- وهل كان موسى في حاجة لتعلم السحر ليواجه سحرة فرعون ؟!! أكيد .. لا .

 

- إذن: مسألة أن تعليم السحر للناس .. لا علاقة لها يحماية الناس من السحر .

 

3- قال الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى:1393 هـ):

- والظاهر عندي: أن ليس المراد بالإنزال إنزال السحر .. إذ السحر أمر موجود من قبل .. ولكنه إنزال الأمر للملكين أو إنزال الوحي أو الإلهام للملكين .. بأن يتصديا لبث خفايا السحر بين المتعلمين ليبطل انفراد شرمذة بعلمه. (التحرير والتنوير ج1 ص640).

 

#- وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله:

- ثم إن الحكمة من تعميم تعليمه: أن السحرة في بابل كانوا اتخذوا السحر وسيلة لتسخير العامة لهم في أبدانهم وعقولهم وأموالهم .. ثم تطلعوا منه إلى تأسيس عبادة الأصنام والكواكب وزعموا أنهم- أي السحرة- مترجمون عنهم وناطقون بإرادة الآلهة .. فحدث فساد عظيم وعمت الضلالة .. فأراد الله على معتاد حكمته .. إنقاذ الخلق من ذلك .. فأرسل أو أوحى أو ألهم (هاروت وماروت) أن يكشفا دقائق هذا الفن للناس .. حتى يشترك الناس كلهم في ذلك .. فيعلموا أن السحرة ليسوا على ذلك .. ويرجع الناس إلى صلاح الحال. (التحرير والتنوير ج1 ص640-641).

 

#- أي أن الطاهر بن عاشور رحمه الله .. يرى أن الملكين لم ينزل عليهما سحرا ... وإنما هما فقط قد كشفا حقيقة ما يفعله السحرة مع الناس .. بأنه ليس علم رباني بل شيطاني .. وهذا الكشف يستوجب تعريف كيف يتم صناعة الشيء.

 

- وما ذكره الإمام الطاهر بن عاشور كلام جيد جدا .. ومنطقي ومقبول عقلا .. من حيث احتمالية سبب نزول الملكين في منطقة بابل على وجه الخصوص..، وليس من حيث حكمة نزولها لتعليم الناس.

 

@- مع ملاحظة: أن الطاهر بن عاشور يميل إلى أن هاروت وماروت كانا رجلين صالحين وليس ملكين من الملائكة .. وأن (ما أنزل) بمعنى "والذي أنزل" .. وسيأتي كلامه في سؤال قادم إن شاء الله.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- أجد أن سبب نزول الملكين "إن كانا نزلا فعلا" حسب رأي كثير من العلماء .. فهو نزول للفتنة .. لأن القرآن أخبرنا بذلك حينما ذكر عنهما أنهما قالا: (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) البقرة:102.

 

- أما عن سبب نزولهما ببابل .. فأجد أن ما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله .. هو رأي جيد جدا.

 

#- ملحوظة: قد سبق الكلام على جزئية اختيار مدينة بابل وسبب ذكر القرآن لها .. وعلاقة اليهود بالسبي البابلي .. (ويمكنك الرجوع إلى الفصل الخامس عشر .. تحت عنوان: س52: ما علاقة اليهود بالملكين هاروت وماروت بأرض بابل ؟).

 

@- وننتقل بعد ذلك لمعرفة ما قاله العلماء الذين أثبتوا أن (ما) بمعنى الذي في قوله (وما أنزل على الملكين) .. ومفهوم ما أنزلا على الملكين .. مع مناقشة كل توجيه لكل مفسر .. لتعرف وجه الصواب والخطأ في فيما ذهب إليه .. حتى نظهر ما هو محتمل تفسيره .. ونسقط ما هو غير محتمل تفسيره .. كما فعلنا مع أصحاب الرأي الأول الذي أنكر نزول ملكين لتعليم الناس السحر .. والله ولي التوفيق.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .