ج12: مسائل عن زواج النبي محمد من زينب - ما الحكمة من قول النبي لزيد أمسك عليك زوجك وهو يعلم أنه سيطلقها لا محالة - معنى قول زينب (إن الله أنكحني في السماء) - هل زيد لما طلق زينب قد عصى النبي لما قال له (امسك عليك زوجك واتق الله).

      بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

قصص غير صحيحة عن النبي مع المرأة الأجنبية

قيلت عن إعجاب النبي ببعض النساء لما رآهن

وقصة زواجة بالسيدة زينب بنت جحش   

(الفصل  الثاني عشر)

#- فهرس:

:: الفصل الثاني عشر:: عن مسائل متفرقة في قصة زواج النبي من زينب – والحكمة من قول النبي لزيد" أمسك عليك زوجك واتق الله" ::

1- س27: ما الحكمة من قول النبي لزيد أمسك عليك زوجك في حين هو يعلم أنه مفارقها لا محالة ؟

2- س28: ما معنى قول زينب بنت جحش (إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِى فِى السَّمَاءِ) ؟

3- س29: هل زيد لما طلق زينب قد عصى النبي لما قال له "امسك عليك زوجك واتق الله" ؟

4- س30: متى نزلت آيات سورة الأحزاب التي كشفت قصة زواج النبي من زينب ؟

**********************

:: الفصل الثاني عشر ::

**********************

 

..:: س27: ما الحكمة من من قول النبي لزيد أمسك عليك زوجك في حين هو يعلم أنه مفارقها لا محالة ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- لأن الله لم يطلب من النبي أن يأمر زيد بالطلاق .. وإنما عاتبه الله على محاولة منع زيد من تطليق زينب .. والله أظهر هذه المعاتبة في القرآن بعد تطليق زيد من نفسه لزينب وانتهاء عدتها ثم في نفس الآية أمره بالزواج من زينب .. إذ أنه كان من الأولى له أن يترك زيد يفعل ما يريد وهو مفارقة زينب بدلا من تكرار قوله لزيد أمسك عليك زوجك .. لأن هذا الطلاق سيحدث لا محاله .. فما كان هناك داعي ليرهق بمحاولة إرشاده لزيد لما لن يحدث .. إذ أن المسألة مسألة وقت يعلمه الله وسينطق فيه زيد بالطلاق من نفسه سواء قلت له أمسك عليك زوجك أو لم تقل له.

 

2- ولأن الوحي لم يكن قد أتى للنبي بحدوث الطلاق الفوري وقت أن سأله زيد .. ولذلك لما سأل زيد النبي في طلاق زينب .. كان النبي يتعامل مع القدر وفق ما هو عليه في تلك اللحظة .. وأن في تلك اللحظة وجد النبي أن له حق الإرشاد والتوجيه من باب الأولى له من حيث هو زيد .. وليس من حيث أن القدر أراد غير ذلك .. وطالما لم ينزل القرآن فهو يتعامل بطبيعته الإنسانية من حيث شفقته ورحمته في جبر خاطر زيد ومساعدته في تخطي هذه العقبة ..

- والله أعلم.

 

***********************

 

..:: س28: ما معنى قول زينب بنت جحش (إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِى فِى السَّمَاءِ) ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- جاء في (حديث صحيح) .. عن عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضى الله عنه - يَقُولُ: (نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ فِى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ .. وَأَطْعَمَ عَلَيْهَا (أي صنع وليمة) يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلَحْمًا .. وَكَانَتْ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَنْكَحَنِى (أي زوجني) فِى السَّمَاءِ) صحيح البخاري.

 

#- معنى قول السيدة زينب بنت جحش (الله انكحني في السماء): أي زوجني الله في وحي نازل من السماء.. حينما قال تعالى: (زوجناكها) الاحزاب:37.

 

#- وآية الحجاب .. المقصد بها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) الأحزاب:53.

 

- والحجاب في الآية السابقة وإن كان لنساء النبي إلا أن المقصود به عموم المؤمنات .. ويكشف ذلك ما بعدها من آيات مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب:59..

- والله أعلم.

 

*************************

 

..:: س29: هل زيد لما طلق زينب قد عصى النبي لما قال له "امسك عليك زوجك واتق الله" ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قد يخطر على بالك سؤال فتقول: هل لما طلق زيد زينب .. فهو بذلك يكون قد عصى النبي لما قال له "امسك عليك زوجك واتق الله" ؟

 

- الجواب على ماسبق:

1- أنت لم تنتبه أخي الحبيب .. إلى أن قول النبي لزيد كان من باب المشورة البشرية وليس من باب الأمر النبوي ..

- فقول النبي صلى الله عليه وسلم لزيد .. لم يكن أمر نبوي واجب التنفيذ .. وإنما عن توجيه وإرشاد لما هو أولى له أن يفعله .. لأنه لو كان أمر نبوي لكان نزل في زيد عقاب من الله جزاء عصيانه للنبي .. ولكن هذا لم يحدث.

#- إذن: ما قاله النبي النبي لزيد هو من باب الإرشاد لما هو أولى له أن يفعله مع الشكوى التي كان يشكو منها زينب وهي التعالي عليه .. فيصبر عليها قدر استطاعته ويتق الله فيها بأن لا يظلمها بضربها أو هجرها .. وذلك حتى يقضي الله امرا كان مفعولا..

- فلما لم يستطع زيد أن يكمل إذ لم يطق تكرار معاملة زينب له .. فطلقها.

2- الطلاق ليس فيه عصيان لأنه أمر مباح شرعا من الله.

 

***********************

 

..:: س30: متى نزلت آيات سورة الأحزاب التي كشفت قصة زواج النبي من زينب ؟ ::..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سورة الأحزاب نزلت في المدينة .. ولكن المقصد من سؤالي هو آيات محددة .. وهي ما جاء في قوله: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب:37-40.

 

- هذه الآيات نزلت بعد انتهاء شهور عدة زينب بعد طلاقها من زيد .. فأنزل الله هذه الآيات لتزويج النبي وليكشف للمؤمنين ماذا كان يدور من أحداث كانت خفية عنهم في تلك المسألة وسبب حدوثها.

 

- ولذلك قال تعالى في بداية الآيات (و إذ تقول): أي واذكر للناس وقت أن كنت تقول كذا وكذا ..، وأتى بالفعل المضارع (تقول) للدلالة على أن القول كان متكرر من النبي .. ويريد أيضا من المؤمن استحضار الصورة في العقل وكانها تحدث الآن ليستوعب ما حدث.

 

- والله أعلم.

*****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .