بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 14 مايو 2025

Textual description of firstImageUrl

ج3: رسالة عن إمكانية تسلط الشيطان على النبي محمد أو الأنبياء - ما هي آراء العلماء في تفسير قوله تعالى (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

هل تسلط الشيطان على النبي محمد وأثر عليه أو تمكن منه   

بالمرض أو بالنسيان أو بالإنتحار أو بالتخريف في الوحي

(الفصل الثالث)

آراء العلماء في تفسير قوله تعالى (وإما ينسينك الشيطان).

#- فهرس:

:: الفصل الثالث :: آراء العلماء في تفسير قوله تعالى (وإما ينسينك الشيطان) ::

1- س8: كيف فسر العلماء قوله تعالى: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) ؟

#- أولا: العلماء الذين قالوا بإمكانية تأثير الشيطان على النبي بوسوسته فينسيه بدلالة قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ).

#- ثانيا: العلماء الذين قالوا بعدم إمكانية تأثير الشيطان بوسوسته في النبي مطلقا ولا دلالة بإمكانية تأثيره بالنسيان في النبي من خلال قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ).

****************

:: الفصل الثالث ::

****************

 

..:: س8: كيف فسر العلماء قوله تعالى: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) ؟ ::..

 

#- قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام:68.

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- العلماء في تفسير جزء من آية الأنعام وهو: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) .. قد اختلفوا ما بين مؤيد لرأي يقول أن الشيطان يمكن أن ينسي النبي .. وما بين إنكار تصور ذلك من النبي لأن القرآن نفى إمكانية وجود سلطان تأثير للشيطان على الأنبياء عموما وعلى النبي محمد خصوصا.

 

#- عموما سأذكر لك الرأي والرأي الآخر .. لتكون محيطا بما قيل .. من تفسير في تلك الآية .. ثم أختم لك ما أميل إليه من الآراء .. وكيف أرى تفسير الآية عن اجتهاد خاص .. والله ولي التوفيق.

 

==================

#- أولا: العلماء الذين قالوا بإمكانية تأثير الشيطان على النبي بوسوسته فينسيه بدلالة قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ).

 

#- أولا: الرأي الأول في تفسير: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ):

1- قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى: 310هـ):

- وإن أنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهم والإعراض عنهم في حال خوضهم في آياتنا .. ثم ذكرت ذلك .. فقهم عنهم. (تفسير الطبري ج11 ص436).

 

2- قال الإمام أبو منصور الماتريدي (المتوفى: 333هـ):

- أن الشيطان إذا أنساك القعود معهم فلا تقعد بعد ذكر الذكرى. (تأويلات اهل السنة ج4 ص119).

 

3- قال الإمام الطبراني رحمه الله (المتوفى:360 هـ):

- معناهُ: وَإمَّا يوقعنَّك الشَّيْطانُ في النِّسْيَانِ بَعْدَ النهي فتجلسَ معهم .. فلا شيءَ عليك في تلك الحالِ التي تكون فيها ناسياً. (تفسير الطبراني ج2 ص280).

 

4- قال الإمام السمرقندي رحمه الله (المتوفى: 373هـ):

- إن أنساك الشيطان وصية الله تعالى، فتجلس معهم. (بحر العلوم ج1 ص457).

 

5- قال الإمام القشيري رحمه الله (المتوفى: 465هـ):

- أي إن بدر منك تغافل فتداركته بحسن التذكر وجميل التّنبّه .. فاجتهد ألا تزل فى تلك الغلطة قدمك ثانية لئلا تقاسى أليم العقوبة منّا. (تفسير لطائف الإشارات للقشيري ج1 ص482).

 

6- قال الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) وقد ذكر معنيان:

- يا محمد إن أنساك الشيطان أن تقوم عنهم فجالستهم بعد النهي.

- وقيل: هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، ذهبوا إلى تبرئته عليه السلام من النسيان". (تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج7 ص14).

 

7- قال الإمام أبو سعيد البيضاوي رحمه الله (المتوفى: 685هـ):

- بأن يشغلك بوسوسته حتى تنسى النهي. (تفسير البيضاوي ج2 ص167).

 

8- قال الإمام أبو القاسم بن جزي رحمه الله (المتوفى: 741هـ):

- والمعنى إن أنساك الشيطان النهي عن مجالستهم .. فلا تقعد بعد أن تذكر النهي. (التسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص264).

 

9- قال الإمام بن حيان الأندلسي رحمه الله (المتوفى: 745هـ):

- أي إن شغلك بوسوسته حتى تنسى النهي عن مجالستهم .. فلا تقعد معهم بعد الذكرى أي ذكرك النهي. (البحر المحيط لابن حيان ج4 ص546).

 

10- قال الإمام سراج الدين بن عادل رحمه الله (المتوفى: 775هـ):

-  وإما نيسينك الشيطان ما أمرت به من ترك مُجَالَسَةِ الخائضين بعد تذكيرك .. فلا تقعدْ بعد ذلك معهم. (اللباب في علوم الكتاب ج8 ص208).

 

11- قال الإمام أبو بكر الحداد رحمه الله (المتوفى:800 هـ):

- وَإمَّا يوقعنَّك الشَّيْطانُ في النِّسْيَانِ بَعْدَ النهي فتجلسَ معهم. (تفسير أبو بكر الحداد ج2 ص452).

 

12- قال الإمام النيسابوري رحمه الله (المتوفى: 850هـ):

- أي يشغلك بوسوسته حتى تنسى النهي عن مجالستهم. (تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري ج3 ص97).

 

13- وقال الإمام محمد بن عمر الجاوي رحمه الله (المتوفى:1316 هـ):

- وإن يشغلك الشيطان فتنسى النهي فتجالسهم فلا تقعد معهم بعد تذكر النهى. (مراح لبيد ج1 ص325).

 

14- قال الإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله (المتوفى: 1431 هـ):

- أى: وإما ينسينك الشيطان ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين على سبيل الفرض والتقدير .. فلا تقعد بعد التذكر مع القوم الظالمين لأنفسهم بتكذيب آيات ربهم والاستهزاء بها.

- وقد جاء الشرط الأول ب (إذا) لأن خوضهم في الآيات محقق .. وجاء الشرط الثاني ب (إن) لأن إنساء الشيطان له قد يقع وقد لا يقع.

- فإن قيل: النسيان فعل الله فلم أضيف إلى الشيطان؟ أجيب بأن السبب من الشيطان وهو الوسوسة والإعراض عن الذكر فأضيف إليه لذلك، كما أن من ألقى غيره في النار فمات يقال: إنه القاتل وإن كان الإحراق فعل الله. (التفسير الوسيط ج5 ص98).

 

#- ثانيا: ملاحظات هامة جدا على ما سبق من كلام العلماء حتى لا تفهم كلامهم خطأ:

1- هم لا يقولون أن الشيطان يوسوس للنبي في شيء خاص بالتبليغ في الرسالة .. أي لا يتدخل في الوحي الإلهي مطلقا.. وكذلك حال جميع علماء المسلمين بالإتفاق.

 

2- هم لا يقولون أن الشيطان قد أثر بالفعل بالنسيان على النبي فجعله يجلس ناسيا أمر الله .. لا .. لأن الآية لا تقول أصلا بذلك بل الآية تفترض ماذا لو حدث ذلك فماذا تفعل حينئذ ؟!!

- وإنما هم يرون إمكانية حدوث ذلك مع النبي "وإن لم يحدث ولا مرة" .. ولكنهم جعلوا ذلك مما يمكن حدوثه بأن الشيطان قد يجعل النبي ينسى .. "وهذا هو وجه الخلاف مع الفريق الآخر من العلماء لأنهم يرون أن ذلك مخل بالعصمة النبوية ومخالف للقرآن" .

 

3- مفهوم إنساء الشيطان للنبي عندهم .. هو أن الشيطان يشغل النبي بأمر ديني آخر مباح فعله .. وهو دعوة الكفار بالرغم من سخريتهم واستهزائهم بالقرآن وإنكارهم له كونه رسول .. حتى ينسى أمر الله بوجوب تركه لهم والإعراض حين حدوث السخرية الإستهزاء منهم.

 

#- ثالثا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما سبق:

1- ما سبق في معنى كلامهم: أن الشيطان نجح في استدراج النبي بوسوسته حتى أصابه بغفلة عن تحقيق أمر الله الذي كان مأمورا به .. وهذا وإن كان ممكن في حق العاصي والولي .. إلا أنه لا يليق بمقام الرسول والنبي ..

 

- وبعبارة أبسط: إن كان الشيطان أنسى النبي بوسوسته .. فهذا معناه أن الشيطان قد تمكن من النبي وغلبه وجعله ينسى أمر ربه ..، فكيف يقال بعد ذلك أن الشيطان لا يؤثر في النبي في حين هم يقولون أن الشيطان يمكن أن يؤثر في النبي فينسيه أمر ربه بأن يجعله منشغلا بطاعة عن طاعة أخرى ؟!!

- يعني الشيطان يؤثر أم لا يؤثر في النبي ..؟!!

- وكيف يؤثر ولا يؤثر ؟!!

- ما هذا التخبط ..!!

 

2- ومهما قالوا من مبررات وتزويق للكلام .. فتبقى الحقيقة ملخصها يظهر من سؤال بسيط: هل الشيطان يؤثر في النبي بالنسيان أو بغير النسيان ؟

أ- فإن قالوا يؤثر .. فهذا معناه جعلوا له سلطان تمكين .. وهذا مخالف للقرآن بلا أدنى شك ومخالف لعصمة النبي.

 

ب- وإن قالوا لا يؤثر .. فلماذا قالوا بإمكانية تأثير الشيطان على النبي بالنسيان إذا كان القرآن يؤكد عصمة عباد الله الصالحين من تأثير الشيطان عليهم .. فكيف يؤثر في الأنبياء والرسل ؟!!

- فكيف النبي ينسيه الشيطان أمر من أوامر الله حتى جعله غافلا عنه ؟!!

- وكيف يكون النبي غافلا عن أمر إلهي ولا يلومه الله على ذلك ويطلب منه الإستغفار من ذنبه .. بل نجد الله يبرر له ذلك بإلقاء المسئولية على الشيطان ؟!!

- بقى ده كلام معقول ؟!! لا أظن ..!!

 

3- والمحير في الأمر .. أن نفس هؤلاء العلماء الذين قالوا بإمكانية إنساء الشيطان للنبي .. هم أنفسهم من قالوا في تفاسيرهم باستحالة قدرة الشيطان بالتأثير على أي عبد صالح أو نبي أو رسول ..  وراجع أقوالهم عند قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) إبراهيم:22 ..، وقولهم عند قول تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) الحجر:42..، وعند قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحج:52 .. وتكذيبهم لقصة الغرانيق العلا.

 

@- حقيقة هذا شيء يثير الإستغراب من هؤلاء العلماء .. فيمكنك مقارنة أقوالهم في في تفسير آية الأنعام (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) .. بما قالوه في الآيات السابق ذكرها ..

- أمر عجيب جدا ..!!

 

- عموما .. لنا عودة في نقد رأي هؤلاء العلماء .. ولكن في سؤال مستقل .. وإنما فقط أحببت أوضح حقيقة كلامهم حتى تفهمه جيدا .. ثم تركت تعقيب بسيط عليه .. والله أعلم بالصواب.

    

=====================

 

#- ثانيا: العلماء الذين قالوا بعدم إمكانية تأثير الشيطان بوسوسته في النبي مطلقا ولا دلالة بإمكانية تأثيره بالنسيان في النبي من خلال قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ).

 

#- الرأي الثاني في تفسير: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ):

    

1- جاء في التفسير الوسيط – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:

- رأى العلماء في نسيان الرسول:

- يرى بعضُ العلماء: أن ما جاءَ في الآية .. من نسيان الرسولِ الأَمرَ بترك مجالستهم - عندما يخوضون في آيات القرآن - إِنما هو على سبيل الفرض، إذ لم يقعْ منه نسيان لذلك .. كما أَنه ليس للشيطان عليه سبيل ... ولهذا استعملت: "إن" الشرطية فهي لمجرد الفرض لما ليس محقق الوقوع . وذلك على حد قوله تعالى: ( .. لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ..) الزمر:65.

- ويرى بعض آخر من العلماء: أن الخطاب في الآية للنبي - صلى الله عليه وسلم -. والمراد غيره من المؤْمنين.

- وقيل: لغيره ابتداءً .. أي وإذا رأيتَ أيها السامع.

- ولكن جمهور العلماء: على جواز النسيان على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأَفعال ... فقد جاءَ في الصحيح: (إِنمَّاَ أنَا بَشَرٌ: أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإذَا نَسِيتُ فَذَكَّرُونِى).

- جاءَ في الصحيح أَيضا: أن صحابيا اسمه ذو اليدين. قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أَن سلَّم من ركعتين في صلاة رباعية: (أَقَصُرَتِ الصَّلاة أَمْ نَسِيتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: كُلُّ ذَلِكَ لَم يَكُنْ. فقال ذو اليدين: بل بَعْضُ ذلك قَدْ كان. فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: أَحَقٌّ ما يَقُولُ ذُو اليَدَيْن؟ فَقَالُوا: نعَم. فَأَتمَّها أربعًا).

- ومع إجازتهم النسيان عليه - صلى الله عليه وسلم - في الأَفعال .. فقد أَجمعوا على استحالته عليه في الأقوال التي عليه تبليغها. (التفسير الوسيط ج3 ص1265-1266).

 

#- ملحوظة: معنى قولهم (النسيان في الأفعال): ليس بمعنى نسيان عن شيطان وإنما نسيان عن طبيعة بشرية .. بعد التبليغ !! فانتبه .

- وكذلك نسيان الأفعال .. ليس بمعنى نسيان ترك فعل فروض .. وإنما نسيان أداء جزئية فعل في مجمل الفرض .. وليس المقصد يهجر الفعل بالكلية كترك الصلاة كليا فيقول أنه نسى .. لا .. مجرد احتمال سهو عن أداء جزء من العبادة .. وبعد أن يكون قام بإبلاغها وأداها مع المؤمنين مرارا وتكرارا .. فانتبه.

 

2- قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):

أ- (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ): والمراد بهذا كل فرد من آحاد الأمة .. ألا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها .. فإن جلس أحد معهم ناسيا (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى) بعد التذكر (مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ..، ولهذا ورد في الحديث: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه). (تفسير بن كثير ج3 ص278).

 

ب- إلى أن قال بن كثير: وهذه الآية هي المشار إليها في قوله: {وَقَدْ نزلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} الآية "النساء: 140" ..، أي: إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك، فقد ساويتموهم في الذي هم فيه. (تفسير بن كثير ج3 ص278).

 

3- قال الإمام بن عجيبة رحمه الله (المتوفى:124 هـ):

- (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) النهيَ عن مجالستهم .. وجلست نسيانًا .. (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى) أي: بعد أن تذكر النهي .. (مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

- ونسبة النسيان إلى الشيطان .. أدبًا مع الحضرة .. (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ). (تفسير البحر المديد لابن عجيبة ج2 ص131).

 

- قول ابن عجيبه (نسبة النسيان إلى الشيطان أدبا مع الحضرة): أي أدبا مع المقام الإلهي .. لأن هذا النسيان هو من فعل الله في خلقته لطبيعة البشر وبتقدير وإذن منه إن حصل .. فيتم نسبة هذا النسيان لأنه صفة تدل على فعل ما فيه خلل بالغير إلى الشيطان .. مثلما قال النبي: (وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ) صحيح مسلم ..، ولذلك ذكر بن عجيبة قوله تعالى: (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) النساء:78.. يقصد بذلك لا تظن أن حدوث النسيان لو حصل للنبي نقيصة فيه بل هو يحدث بتقدير وإذن من الله إذ أنه هو من يسمح بحدوث الخير والضر لحكمة هو يعلمها... والله أعلم بمراد الإمام بن عجيبة.

  

4- وقال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ):

- (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) بأن يشغلك فتنسى الأمر بالإعراض عنهم فتجالسهم ابتداء أو بقاء، وهذا على سبيل الفرض .. إذ لم يقع .. وأنَّى للشيطان سبيل إلى إشغال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. ولذا عبر بأن الشرطية المزيدة (ما) بعدها.

- وذهب بعض المحققين: أن الخطاب هنا .. وفيما قبل .. لسيد المخاطبين عليه الصلاة والسلام والمراد غيره ..

- وقيل: لغيره ابتداء .. أي إذا رأيت أيها السامع وإن أنساك أيها السامع. (تفسير روح المعاني ج4 ص173).

 

5- قال الإمام شهاب الدين أحمد بن يوسف الحلبي (المتوفى: 756هـ):

- وجاء الشرط الأول ب (إذا): لأنَّ خوضهم في الآيات محقق ..

- وفي الشرط الثاني ب (إنْ): لأنَّ إنساءَ الشيطان له ليس أمراً محققاً .. بل قد يقع .. وقد لا يقع وهو معصومٌ منه. (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ج4 ص675).

 

6- قال الإمام محمد أبو زهرة رحمه الله (المتوفى: 1394هـ):

- هل الشيطان بمعنى إبليس يسيطر على نفس النبي صلى الله عليه وسلم فينسيه ما يجب عليه .. وإن الذي نعلمه وهو مقرر .. أن إبليس .. نُزِعَت من قلبه (أي النبي) علقته .. فهو لَا يؤثر في نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن الطبيعة الإنسانية هي التي تعتري الإنسان فينسى .. فكيف ينسب نسيان النبي إلى الشيطان ..؟

- وقد أجيب عن ذلك: بأن المراد بالخطاب في هذا المقام من يخاطب من الأمة .. فليس للنبي - صلى الله عليه وسلم ..، ولكن اللفظ للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلابد أن يدخل فيه ابتداء بمقتضى السياق .. وإن كان الأمر يعم كل داع ..

- والجواب الذي نرتضيه: أن الشيطان ليس هو إبليس هنا .. إنما هو ما يعتري النفس الإنسانية .. من غفوات .. أو سهو وهو جائز على النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير بيان الأحكام .. والتبليغ عن الله تعالى .. فإن النسيان في هذا يتنافى مع مقام الرسالة من الله تعالت قدرته .. وسمت حكمته.

- وعبر عن النسيان بنسبته إلى الشيطان .. للإشارة إلى وجوب توقِّيه. (زهرة التفاسير ج6 ص2546).

 

7- قال الشيخ عبد الكريم الخطيب رحمه الله (المتوفى: بعد 1390هـ):

- وقوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هو تنبيه للنبيّ، وتحذير له من تلك المجالس، التي تدور فيها أحاديث المشركين .. هازئة عابثة بالدين .. وأنه إذا كان النبيّ في مجلس مع هؤلاء المشركين .. ثم جرى الحديث بينهم في هذا الاتجاه .. ثم كان من النبيّ أناة واستماع .. طلبا لكلمة حق تجرى على لسان أحدهم .. أو التماسا لمدخل يدخل به إلى الحديث معهم فيما هو حق وخير .. فإن هذا الموقف من النبيّ هو مما يدخل في أمر الحظر الذي جاء في قوله تعالى (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) وأن هذا أيضا مما يغفره الله للنبي، ويتجاوز له عنه .. إذ كان ذلك عن سهو ونسيان .. لما وقع في نفسه من رجاء في هداية القوم..

- ولكن إذا ذكر النبيّ في تلك الحال ما أمره الله به من الإعراض عنهم .. فليعرض عنهم في الحال .. وليأخذ نفسه من بينهم بلا مهل .. حتى لكأنه وقع تحت خطر يتهدّده .. ويطلب النجاة منه..

- وفى هذا إشعار للنبيّ بأن مجالسة القوم- وهم في تلك الحال- شر مستطير، يجب أن يكون على ذكر منه دائما، وعلى حذر منه أبدا..

- وفى قوله تعالى: (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) إلفات قوىّ للنبيّ .. لحراسة نفسه من هذا الخطر .. وتحريض شديد له على أن يكون على حذر دائما من هؤلاء القوم .. ومن مجالسهم .. التي لا تنضح بغير الشر والسوء.

- والشيطان لا سلطان له على النبيّ .. بل لا سلطان له على أيّ مؤمن صادق الإيمان .. كما يقول الله سبحانه: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل:99- 100.

- والباء في (به) هنا للسببية .. أي أنهم أصبحوا مشركين بسبب متابعتهم للشيطان .. واستسلامهم لغو آياته.

- وفى نسبة هذا النسيان من النبيّ إلى الشيطان .. وإضافته إليه .. زيادة في تقبيح هذه المجالس التي يخوض فيها المشركون في آيات الله .. وأنها تحت سلطان الشيطان .. يمسك فيها زمام الموقف .. ويجرى على ألسنة القوم ما يتساقط منها من هزء وسخرية.. ومجلس هكذا يحضره الشيطان .. ويدبر الحديث فيه .. لا ينبغي للنبيّ أن يكون من شهوده .. فإن كان فيه لحظة- تحت أي ظرف- وجب أن ينتزع نفسه منه انتزاعا. (التفسير القرآني للقرآن ج4 ص210-211).

 

8- قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى:1418):

أ- رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َموعود من ربه بعدم النسيان. (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى) الأعلى:6..، فإذا كان هذا بالنسبة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فكيف نفهم قول الحق هنا: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشيطان فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين) الأنعام:68..؟

- إننا نفهم هذا القول .. على أساس أنه تعليم لأمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وحينما ينزل أمر من السماء فرسول الله أولى الناس بتطبيقه. (تفسير الشعراوي ج6 ص3709-3710).

 

ب- ولماذا ينسب الحق النسيان للشيطان؟

- لأن حقائق الحق في دينه هي الصدق .. ولا يصح أن تغيب أبداً عن بال المؤمن .. وهي لا تغيب عن بال المؤمن إلا بعمل الشيطان .. فالشيطان يزين الأمر الذي يحبه الإنسان ويشغله عن أمر آخر .. فإذا ما نزغ الشيطان لينسى الإنسان .. وتذكر الإنسان أن هذا من نزغ الشيطان فليستعذ بالله من الشيطان ولا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.

- وأنت حين تفعل ذلك .. وتنفر من هؤلاء القوم الظالمين فأنت تلفتهم إلى أن ما عندك من يقين إيماني هو أعز عندك مما في مجالسهم من حديث وما يكون لديهم من نفع. وبذلك تنتفع أنت بهذه التذكرة .. وهم أيضاً يلتفتون إلى أهمية الإيمان وأفضليته عند المؤمن على ما عداه.

- وما كان الحق سبحانه وتعالى .. ليفرض على المؤمنين مقاطعة المشركين في أثناء فترة ضعف المؤمنين في بداية الدعوة. وكان المؤمنون يلتقون في المسجد الحرام، وكان المشركون يذهبون أيضاً إلى الكعبة قبل فتح مكة، فهي مكان حجيجهم، فهل يقاطع المسلمون المسجد الحرام في بداية الدعوة الإسلامية ولا يلتقون؟ قطعاً لا. ولكن كان المسلمون يذهبون للقاء في المسجد الحرام، وإذا جاء الذين يخوضون في آيات الله فهم يعرضون عنهم. ووزر الخائضين على أنفسهم. (تفسير الشعراوي ج6 ص3710-3711).

 

9- قال الدكتور أسعد حومد رحمه الله (المتوفى:2011م):

- (يخوضون): يأخذون بالحديث بالاستهزاء والطعن.

- كان المشركون يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحبون أن يسمعوا منه .. فإذا سمعوا استهزؤوا فنزلت هذه الآية فجعل النبي إذا استهزؤوا قام من مجلسهم فحذروا، وقالوا لا تستهزئوا فيقوم .. والمخاطب بهذه الآية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون في كل زمان ومكان .. فإذا رأى المؤمن .. الذين يخوضون في آيات الله المُنَزَّلَة من الكفار المكذبين وأهل الأهواء .. فعليه أن يصد عنهم بوجهه .. وأن لا يجلس معهم حتى يأخذوا في حديث آخر غير حديث الكفر والاستهزاء بآيات الله أو تأويلها بالباطل من جانب أهل الأهواء ..

- وإذا أنساك الشيطان أيها المؤمن هذا النهي .. وقعدت معهم وهم على تلك الحال، ثم ذكرت فقم عنهم .. ولا تقعد مع هؤلاء الظالمين لأنفسهم بالتكذيب بآيات الله .. والاستهزاء بها.. (أيسر التفاسير ص858).

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على الرأي السابق:

@- أن أصحاب هذا الرأي حسب ما أرى هم على ثلاث توجيهات للآية ..

#- الأول: أن الخطاب للنبي والمقصود به المؤمنين .. وذلك له نظائر في القرآن.. مثل قوله تعالى ( .. لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ..) الزمر:65.. ومن المعلوم أن النبي لم يكن ليشرك .. ولكن المقصد بذلك أمته .. والخطاب للنبي للتحذير الشديد أنه لا أحد ينجو من إثم الشرك حتى ولو كان نبي.

 

- وقالوا: أن حرف (إما) وهو المكون من (إن) + (ما) .. جاءت (إن) هنا لاحتمالية تحقيق أو حدوث ذلك .. وقد لا تحدث .. فجعلوا الجزء الخاص من لعدم احتمالية حدوثه هو للنبي صلى الله عليه وسلم لعصمة النبي ..، والجزء الخاص بالإحتمال الممكن حدوثه هو لأمته .. ويشهد لذلك قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) النساء:140.

 

- وهذا الرأي أراه قوي جدا ومقبول .. لمن يقول بأن الخطاب موجهة للنبي.

 

#- الثاني: الخطاب للنبي .. ونسبة الشيطان للنسيان .. من باب نسبة ما فيه شر للشيطان أدبا مع الله.

 

- وهذا الرأي أراه مقبول ..

 

#- الثالث: أن المقصد هو كل مؤمن .. وكأنه يقال: وإما ينسينك الشيطان أيها المؤمن.

 

- فيكون المعنى: إن حضرت أيها المؤمن مجلسا فيه من هم على غير الإيمان بالقرآن .. ثم وجدت منهم الطعن في في القرآن والإستهزاء بآياته .. فأعرض عنهم بالإبتعاد ولا تجادلهم ولا تبين لهم فساد قولهم إذ قد استولى الشيطان على نفوسهم فحجبهم عن الحق .. ولا يصح أن تجالس من هذا حالهم حينئذ أيها المؤمن .. وإن غلبك نسيان هذا الأمر الإلهي بسبب استدراج الشيطان لك من خلالهم بتطميعك في هدايتهم لتبقى موجودا أطول فترة بينهم .. "وهذا قد يسبب لك شبهة في قلبك مما به يلقونه من شبهات" .. ثم انتبهت لهذه المكيدة الشيطانية وانتبهت لأمر الله الذي أمرك به الله بأن لا تجالس هؤلاء المستهزئين بالقرآن .. فلا تعود مرة أخرى لمثل هذا الفعل مرة أخرى وتجالس هؤلاء الظالمين .. وإذا كنا سامحناك هذه المرة فلا عذر لك المرة القادمة.

 

- ولذلك قال بعض علماء المفسرين وعلماء العقيدة أن المقصد من الآية .. هو أمة النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن تحقيق وقوع النسيان من النبي أمر مستحيل حدوثه لعصمته من نسيان الأوامر الإلهية .. فتبقى الفهم أن المقصد هو أمته ممن يجوز لها حدوث ذلك .. ويشهد لذلك قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) النساء:140.

 

#- وهذا التفسير قوي جدا.. من وجهة نظري.. والأقرب للصواب لدلالة آية النساء عليها ومطابقتها لها .. بل وبهذا الرأي تم إبطال القيل والقال عن عصمة النبي من النسيان من حيث علاقة الشيطان بإمكانية فعل ذلك .. لأن النبي حسب هذا الرأي لا علاقة له بالآية حينئذ.

 

#- وبهذا أكون قد ذكرت لك الرأي والرأي الآخر .. في قوله (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) الأنعام:68.

- وسأترك ما جال بخاطري من تفسير لهذه الآية .. مع سبب اعتراضي على الرأي الأول .. في الفصل القادم إن شاء الله تعالى .. والله ولي التوفيق.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك تعليقان (2):

  1. ماشاء الله
    جمع لطيف وجميل لمختلف التفاسير

    واعتقد ايضا ان المقصود بالخطاب هم المؤمنون وإن كان موجها للنبي .. فهو على سبيل افتراض حدوثه وليس انه حدث او امكانية حدوثه للنبي .. مثل قوله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) .. فإدخال الشيطان في المسالة وكأنه تحذير للمؤمن بأن الشيطان لا تتوقف مكائده للنيل منه حتى ولو كان نبيا .. إلا ان الله عصم النبي منه .. فحاشاه ان يؤثر عليه صلى الله عليه وسلم ..

    هذا .. والله اعلم

    جوزيت خيرا كثيرا استاذنا الفاضل

    ردحذف
    الردود
    1. للذين يقولون بإمكانية تأثير الشيطان على النبي بوسوسته حتى ينسيه !!

      كيف يكون للشيطان تأثير على سيدنا محمد صلى الله عليه وهو الذي قال - لما سألته أمنا عائشة رضي الله عنها - : أما لَك شَيطانٌ ؟ قال : ما مِن آدميٍّ إلَّا لَه شيطانٌ ، فقلتُ : يا رسولَ اللَّهِ وأنتَ ؟ قال : وأنا ؛ ولَكنِّي دعَوتُ اللَّهَ فَأعانَني علَيهِ فأسلَمَ " .. ؟!!

      كيف يكون للشيطان تأثير على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي يقول : " تَنَامُ عَيْنِي وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " .... ويقول : " إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني " ..؟!

      فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ظاهره وباطنه في حضرة الحق موصول به يقظة ومناما .. فأنّى يؤثر عليه شيطان !!

      هذا .. والله اعلم

      حذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف