ج72: معتقدات موروثة - هل ساتر هو اسم للشيطان - والذي يقول يا ساتر يارب يكون استغاث بالشيطان وجعله ربه - الفرق بين ساتر وستَّار وسَتِّير - الأحاديث التي أتى فيها اسم الله السَّتِّير - النطق الصحيح لاسم السَّتِّير - معنى اسمي حيي ستير

         بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك

(الفصل الثاني والسبعون)

 #- فهرس:

:: الفصل الثاني والسبعون :: معتقدات موروثة عن تعظيم الشيطان – قالوا عن اسم الله الساتر أنه من أسماء الشيطان - فجعلوا من الشيطان ساتر الذنوب والعيوب ::

1- س310: هل ساتر هو اسم للشيطان والذي يقول يا ساتر يارب يكون استغاث بالشيطان وجعله ربه ؟

#- أولا: اعرف حقيقة هذا الكذاب الذي نسب ما هو لله وجعله للشيطان.

#- ثانيا: الفرق بين ساتر وستَّار وسَتِّير.

#- ثالثا: انتبه أخي الحبيب إلى ملخص كلام العلماء في الأسماء الحسنى حتى تكون على بصيرة ..

#- رابعا: الأحاديث التي أتى فيها اسم الله (السَّتِّير).

#- خامسا: النطق الصحيح لاسم (السَّتِّير) على افتراض من قالوا بتصحيح الحديث.

#- سادسا: معنى اسمي (حيي ستير).

 ***********************

:: الفصل الثاني والسبعون ::

:: معتقدات موروثة عن تعظيم الشيطان – قالوا عن اسم الله الساتر أنه من أسماء الشيطان - فجعلوا من الشيطان ساتر الذنوب والعيوب ::

**********************

 

..:: س310: هل ساتر هو اسم للشيطان والذي يقول يا ساتر يارب يكون استغاث بالشيطان وجعله ربه ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات التي نشرها البعض على الإنترنت وعلى رسائل الواتسآب .. دون أن يتقي الله في المؤمنين .. وارتضى فتنة المؤمنين بما بال الشيطان به في نفسه حيث نسب ما هو لله وجعله للشيطان لأن الشيطان بال في أذنه بأن يقول بهذا الكلام الفاسد .. فنشر بين الناس أن من يقول في وقت نزول البلاء (يا ساتر) .. فقد استعان بالشيطان .. لأن (ساتر) اسم من أسماء الشيطان .. 

- وبالتالي يزعم أن من يقول (يا ساتر يارب) يكون استغاث بالشيطان وجعله ربه .. !! وبالتالي فأنت تدعو الشيطان .. فانت مشرك بالله .. يعني باختصار بيقول على المؤمن: أنت كافر لأنه قال يا ساتر يارب ..!!.
 
- ثم يستعرض علمه ويقول: أن اسم الله الحقيقي هو السَّتِّير .. فتقول يا ستِّير .. لكن ساتر هو اسم شيطان ..!! وعلى قياسه أيضا يكون اسم (الستَّار) من أسماء الشيطان ..!!
 
#- أولا: اعرف حقيقة هذا الكذاب الذي نسب ما هو لله وجعله للشيطان.
1- ينسب للشيطان ما هو من فعل الله في الوجود .. وما فعل ذلك إلا بعد أن بال الشيطان بأن الساتر هو اسم الشيطان .. فصدقه الجاهل الضال المضل .. وذهب بين المؤمنين لينشر كلام الشيطان بينهم وهو سعيد جدا ..!! ولا أظن أحد يفعل ذلك إلا لو كان في صدره غلا لله وإلا ما كان تطاول على الله ونسب ما هو لله وجعله للشيطان .. فما أقبح هذه القلوب التي جعلت من الشيطان ساتر الذنوب والسيئات .. وجعلت من الشيطان ساتر العيوب والزلات ..!! وهنا نسأل: إذا كان هذا فعل الشيطان فما هو فعل الله ؟!!
 
- فالذي نسب اسم (الساتر) للشيطان .. لا أدري أمجنون هو أم به أذى من سحر أم فعلا بال الشيطان في أذنه بان الساتر اسم للشيطان .. !! فإن لم يكن هذا هو الشرك بأن تنسب للشيطان ما لا يملكه إلا الله .. فما هو حينئذ مفهوم الشرك عند هؤلاء ؟!!
- شيء عجيب فعلا ..!!
 
2- والذي يؤكد لك أنه كذاب رسمي وبكل يقين ويتعمد الكذب .. أنك لو سألته من أين أتيت بأن اسم الشيطان هو (الساتر) وهو شيء غيبي غير معلوم ولا يدرك إلا بوحي ..؟!!
- فلن يأتي لك بجواب .. لأن الذي علمه ذلك هو الشيطان الذي يبول في أذنه بالكذب على الله ..
- وعموما إن لم يأت بالدليل اليقيني على أن اسم الشيطان هو (الساتر) .. فهو حينئذ يكون كذاب بلا أدنى شك .
 
#- ثانيا: الفرق بين ساتر وستَّار وسَتِّير ..
- اعلم اخي الحبيب أن اسم الساتر هو بمعنى الستار والستير .. فسواء قلت يا ساتر أو يا ستار أو يا ستير .. فالمعنى واحد وهو أنه فاعل الستر والحجاب بينك وبين شيء آخر بما لا يقدر أحد على فعل هذا الستر غيره .. والستر يقصد به القادر على ستر الذنوب والعيوب في عالم الوجود ..
 
#- وإنما الفرق بين ساتر وستار وستير .. باعتبار المبالغة في اللفظ .. كما هو الفرق بين غافر وغفور وغفار ..
 
- فالأصل هو أن الله ساتر الذنوب والعيوب للخلق عامة وللمؤمنين خاصة .. وقد تفهم من الإسم (ساتر) أنه قد يفعل ذلك مرة .. ولكن اسم (الستار) يدل على تكرار ظهور الستر منه مرارا وتكرار وأيضا قد يمنع ذلك بعد عدة مرات .. وإنما لفظ (الستير) هو يدل على أن حال الستر هو أصل متجلى به الحق جل شأنه على عباده في كل زمان ومكان كصفة دائمة من الحق كرامة منه على الوجود .
 
- ففي الحديث عن النَّجوى أي المحادثة سرا .. بين الرب والعبد المؤمن في الآخرة .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]) صحيح البخاري.
 
- قوله (فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ): أي حجاب الستر .. وكأنه يضم المؤمن إليه في خيمة خاصة لعتابه .. حتى لا يرى أحد عتاب الله لعبده وهو يخبره بذنوبه .. فلا يفضحه أمام الخلائق .. (سبحان أرحم الراحمين).
 
- وفي الحديث: (مَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ) صحيح البخاري.
 
- فتأمل أخي الحبيب بعد ما سبق لك بيانه .. يأتي بعض من بال الشيطان في أذنه فينسب ما هو لله إلى الشيطان ..!! فما أجرأهم على الله .. بل وما أكذبهم .
 
#- ثالثا: انتبه أخي الحبيب إلى ملخص كلام العلماء في الأسماء الحسنى حتى تكون على بصيرة ..
#- أن الأسماء والصفات الحسني اختلف العلماء فيها على قولين:
- الأول: أن الصفات كلها توقيفية .. ولا يصح ان تشتق من أفعال الله أي أسماء .. بل نقف على الإسم الظاهر في النصوص الشرعية فقط ..
 
- ومعنى توقيفيه .. أي نقف فقط على الاسم المذكور بنفس اللفظ في القرآن والحديث النبوي الصحيح .. ولا يصح أن نقول غيره .. فمثلا على هذا القول لا يصح أن نقول (يا راحم) ولا تقول (يا مجير) أو غير ذلك ..!!
 
- الثاني: أن الصفات كلها جائزة مطلقا إذا اقتضت كمالاً .. فكل صفة تقتضي كمالاً يجوز إطلاقها على الله ولو ولم ترد باللفظ ..
 
- فشرط صحة الإشتقاق عند أصحاب القول الثاني .. هو أن يدل الإسم على الكمال المطلق من كل وجه .. أي جمالا وجلالا ..
 
- ولا يصح عند أصحاب الرأي الثاني .. أن تشتق الاسم من فعل إلهي ما يوهم نقصا .. فلا نقول: إن الله ماكر، أو مخادع، أو مستهزئ .. حيث يقول تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ) آل عمران 54، وقوله: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) البقرة 15، وقوله: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) النساء 142 ..
 
#- ولماذا لا يصح اشتقاق هذه الأسماء: (ماكر، وخادع، ومستهزئ)؟
- لأنها تستعمل في اللغة على معنى النقص والذم .. ولكن أسماء الله حسنى لابد أن تشتق اشتقاقاَ يدل على الكمال المطلق لله تعالى ..
 
- أي أن الصفات التي ورد بها النص وتوجب كمالاً ولا توهم نقصاً .. يجوز اشتقاق الأسماء منها مطلقاً، والصفات التي توهم النقص مطلقاً سواء ورد بها النص أو لم يرد لا يشتق منها الاسم.
 
#- قال الشيخ بن تيميه رحمه الله: في الأثر المنقول عن أحمد بن حنبل أنه أمر رجلا أن يقول: "يَا دَلِيلَ الْحَيَارَى دُلَّنِي عَلَى طَرِيقِ الصَّادِقِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِك الصَّالِحِينَ" (راجع مجموع الفتاوي ج1 ص207) ..
- ولا يوجد في أسماء الله (دليل الحيارى) .. وإنما هو بمعنى الهادي إلى الحق .. ولكن بلفظ في مؤانسة .. والذي قاله الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السلف بل وعلمه لغيره ليقول به.
 
- وفي الإجمال من تتبع كلام العلماء سيجد أن القول الثاني هو الذي عليه عامة السلف والخلف من علماء المسلمين .. بشرط أن لا يوهم الإسم المشتق أي نقص .. بل يكون اسم كمالى من كل وجه .. (وراجع ما قاله الإمام بن حجر في فتح الباري ـ كتاب الدعوات ـ باب قوله "لا حول ولا قوة إلا بالله") ..
 
#- رابعا: الأحاديث التي أتى فيها اسم الله (السَّتِّير) ..
1- (حديث رجاله رجال الصحيح ولكن مختلف عليه بين وصله وانقطاعه) .. عن أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ فَإِذَا أَرَادَ - يَعْنِي أَحَدُكُمْ - أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ (أي فليستتر) بِشَيْءٍ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد والبيهقي في الأسماء والصفات .. وقال محققو المسند: إسناده حسن .. وأشار الألباني لصحته في صحيح النسائي وأبي داود.
 
#- إشكالية في هذا الحديث لم يشير إليها الشيخ الألباني أو الشيخ الأرنؤوط رحمهما الله:
- والإشكالية تكمن في: أن الإمام أحمد بن حنبل أنكر وصل هذا الحديث وجعله مرسلا أي منقطعا وليس موصولا (راجع الجامع لعلوم الإمام أحمد – علل الحديث ج14 ص164 حديث رقم 132) ..
- وكذلك أنكره الإمام أبو زرعة (راجع علل ابن أبي حاتم العلل مسألة رقم2509) ..
- وقال الإمام الدارقطني: إنما أنكره لأنهم رووه عن عطاء مرسلا ، ووصله أسود بن عامر لا غير. (راجع قول الإمام الدارقطني في المقرر على أبواب المحرر حديث رقم236) ..
 
#- والذي أظنه (خالد صاحب الرسالة): بخلاف ما ذكره الإمام الدارقطني من أن أحمد أنكر الحديث لعدم وجود متابعة في الوصل .. إلا أن ظني لميل الإمام أحمد وأبو زرعة لجعل الحديث مرسلا هو وجود (أبو بكر بن عياش) في سند الحديث الموصول وهو متكلم عليه في حفظه ولعله خلط في الإسناد حتى أن أحمد بن حنبل بالرغم من توثيقه له إلا انه قال عنه أنه كثير الغلط جدا (راجع قول الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء ترجمة ج8 رقم131) ..
- هذا بخلاف أن الإمام أحمد أصلا .. يرى أن المحفوظ والصحيح هو الحديث المرسل أو المنقطع السند .. وليس الحديث الموصول .. وإلا ما كان أنكر المتصل .. وبالرغم من أن الإمام أحمد روى الحديث متصلا ومرفوعا فهو أيضا من أنكر هذا الوصل .. لأنه يراه مرسلا .. والله أعلم .
 
- فالحديث على ما سبق فيه اضطراب في سنده بالرغم من أن رجاله ثقات .. ولكن المشكل في كونه منقطعا أم موصولا .. فمرة يروى (عن عطاء عن صفوان عن يعلى) ومرة يروى (عن عطاء عن يعلى ) فسقط صفوان .. وبالتالي يكون الحديث المنقطع أو المرسل هو ضعيف .. !!
 
#- والحديث المنقطع إسناده أذكره لك في الرواية التالية حتى تعلمه .. وهو الآتي:
- في (حديث ضعيف منقطع الإسناد) جاء بلفظ: عن عطاء عن يَعْلى: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ (أي في الفضاء الواسع مثل أرض خالية من الناس فيها) بِلَا إِزَارٍ (أي بلا ساتر يستره) ، فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) رواه أبو داود والنسائي .. وصححه النووي في خلاصة الأحكام برقم 514 .. وقال الأرنؤوط في تخريج سنن أبو داود: حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، عطاء  -وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من يعلى -وهو ابن أمية- بينهما فيه صفوان بن يعلى . (انتهى النقل)..، وهذا الحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح النسائي وأبي داود.. (قلت خالد صاحب الرسالة): تصحيح الألباني وتحسين الأرنؤوط: ليس لأن هذه الرواية صحيحة لذاتها .. لا .. وإنما باعتبار الرواية السابقة المتصلة الإسناد والتي سبق وذكرت أن فيها إشكالية بين كونه موصول أم منقطع ..!! فبالنسبة للذي يصحح لا إشكالية فيها والوصل صحيح .. وبالنسبة للذي يضعف الرواية فللأن فيها إشكالية وهي أن الحديث منقطع .. فانتبه وكن بصير.
 
#- وما أريد أن انبهك له أخي الحبيب .. بأن الذي يتعالم عليك ويتطاول بالعلم ويجرحك بالسب والشتم ويجعل من نفسه إله ويحكم عليك بأنك بدعي ومن أصحاب النار لأنك قلت (يا ساتر يارب) .. ويزعم أن الأصل تقول (يا ستير) فهو أصلا ما استدل به من الحديث فهو دليل مجروح .. ولا حجة له فيه إلا باتباع من صححه فقط ويكون هذا مذهبه الخاص .. لأن هناك من كبار العلماء من جرح حديث (الله حيي ستير) .. فافهم وانتبه ..
 
#- خامسا: النطق الصحيح لاسم (السَّتِّير) على افتراض من قالوا بتصحيح الحديث ..
- جاء لفظ (الستير) بنطقين ..
- الأول: ينطق هكذا (السَّتِّير): بفتح السين ..
- الثاني: ينطق هكذا (السِّتِّير): بكسر السين ..
 
- وغالب علماء تفسير الحديث يميل أن النطق الصحيح .. هو بفتح السين (السَّتِّير) .. وليس بكسر السين (السِّتِّير) ..
 
#- قال محققي كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم في ختام تحقيقهم للفظ (الستير) :
- والضبط الأول «السَّتِير» أولى وأصحُّ .. من الثاني «السِّتِّير» .. لكثرة من نصَّ عليه من العلماء.
- ولكثرة ورود هذا الوزن في أسماء الله تعالى؛ كالرحيم، والعليم، والقدير، وغيرها.
- ولأن ابن دُرَيْد في "الجمهرة" (2/1191) ، والسيوطي في "المزهر" (2/138-140) قد سردَا ما جاء في اللغة على وزن «فِعِّيل» ، ولم يذكرا منها لفظ «السِّتِّير» .. وهما من أهل الاستقراء.
- وقد ذكر ابن دريد أنه لا يجوز بناء «فِعِّيل» إلا ما سمع من العرب..
- وكذلك فإن بيت النونية المذكور فيه هذا الاسم، ينكسر وزنه إذا ضبط على «فِعِّيل» .
- وأيضًا فإن أكثر ما جاء على «فِعِّيل» من الأوصاف إنما هو في الصفات القبيحة الذميمة؛ كالسِّكِّير، والفِسِّيق، وغيرها .. وأسماء الله تعالى كلُّها حُسْنَى في أعلى درجات الحسن والكمال. (راجع كلام المحققون على كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم ج1 ص429 حديث رقم24  - فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي).
 

#- سادسا: معنى اسمي (حيي ستير):
1- أصل اسم (الحيي) من الحياء .. والحياء هو انكسار يعتري النفس خوفا مما قد يعاب ويذم عليه .. ويترتب عليه ترك هذا الفعل خوفا من الملامة .. وهذا في حق المخلوقين ..
 
#- اسم الله (حَييُّ): فعيل بمعنى فاعل .. من الحياء .. ومعناه (من وجهة نظري) .. هو المتعال عن فعل ما يلام به ويذم عليه في أي حال .. لأنه الكامل جل شأنه .. (والله اعلم).
 
- فهو المتعالي أي المنزه عن صفات المخلوقين .. فأفعاله كلها عن حكمة وليس عن جهل منه .. ولذلك من المستحيل عقلا أن يفعل ما يلام به أو يذم عليه .. فالحياء في حق الله هو صفة كمال .. وإلا كان في أفعاله أو أقواله ما هو فبيح وطالما قبيح فهو فيه جهل .. وحشاه جل شأنه لأنه الحكيم العليم ..
 
- ملحوظة: وما سبق هو اجتهاد مني في التعريف بالإسم .. لأني لم أجد فيما هو متاح لي من مصادر علمية تعريف واضح ويطمئن له قلبي .. فذكرت ما تذوقه القلب من معنى (الحيي).

2- اسم الله (الستير) .. وهو معناه يكون حسب مفهوم وزنه على قولين ..

- القول الأول: (سَتير) على وزن فعيل بمعنى فاعل .. أي من شأنه وإرادته حبّ الستر والصون .. كما قال بن الأثير في النهاية ج2 ص341...، ومثال ما سبق في الوزن كرحيم على وزن راحم .
 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا لشرح كلام البيهقي:

- قد يقصد الإمام البيهقي بلفظ (المشاهد): يقصد به لا يفضح أحوالهم فيمن هو لهم مشاهد ويتعامل معهم .. أو لعله يقصد به يوم القيامة من قوله تعالى (لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) مريم:37 .. أو لعله يقصد به الدنيا والآخرة وذلك باعتبار من صلح حاله مع الله .. والله أعلم .

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) في تذوق اسمه السَّتِّير:

- معنى الستير (من وجهة نظري) .. هو الذي ستر العباد في الحياة فلم يفضحهم حتى يتوبوا .. وهو الذي ستر المؤمنين في الآخرة فناجاهم سرا حتى غفر لهم من ذنوبهم ما أوتوا . (والله أعلم). 

- القول الثاني: (سَتير) على وزن فعيل بمعنى مفعول .. أي مستور عن العيون في الدنيا.. (وهذا رأي يستبعده العلماء ويميلون للرأي الأول) ..، ومثال ما سبق في الوزن أن قتيل بمعنى مقتول .

#- خلاصة القول أخي الحبيب:

1- أن اسم (الساتر) ليس من أسماء الشيطان كما زعم من كذب بذلك .. وسلب ما هو لله ونسبه للشيطان .. وجعل من الشيطان ساتر للذنوب والعورات والزلات .. وكل ذلك لأن الشيطان بال في أذنه بان يكذب على الله بهذه الكذبة الوقحة .. فصدق الشيطان .. وسلب ما هو حق لله ومنحه للشيطان.
 
2- ولا تسمح لأحد بأن يسرق منك دينك وإيمانك أو يتطاول عليك ويصنع من نفسه عالما عليك .. لا .. بل قل له سلاما سلاما .. وابتعد عنه .. وأنت مطمئن البال أنه جاهل طالما ينسب اسم (الساتر) للشيطان ... فماذا تنتظر من شخص سلب ما هو لله وجعله للشيطان ؟!! وماذا تنتظر من شخص كذب على المؤمنين وأخبرهم أن لفظ (الساتر) من أسماء الشيطان .
 
3- خد بالك أخي الحبيب .. ستجد من يستبيحوا كلام الله كقوله تعالى: (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ) الأعراف: 180... فيوهموك بأن الإلحاد في الأسماء هو أن تذكر الله بغير اسم موجود في القرآن والحديث النبوي .. وهذا تضليل للمؤمن وجرأة على الله .. لأن الإلحاد هو كل ما فيه تحريف في أسماء الله بما يوجب له نقصا أو اتهام في حق الله .. ويمكنك الرجوع لكلام العلماء المفسرين في ذلك ..
 
- والله أعلم .

 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .