الروحانيات فى الإسلام: ج74: معتقدات موروثة - هل الشيطان يدخل في فم الإنسان حينما يتثاءب - هل الشيطان يضحك من جوف الإنسان حينما يتثاءب.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأحد، 15 أكتوبر 2023

Textual description of firstImageUrl

ج74: معتقدات موروثة - هل الشيطان يدخل في فم الإنسان حينما يتثاءب - هل الشيطان يضحك من جوف الإنسان حينما يتثاءب.

           بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة المعتقدات الموروثة وبيان حقيقتها

عن المس الشيطاني ودخول الحمامات وتسريح الشعر والزواج والخياطة والمرايات وطعام الشيطان والقطط السوداء وغير ذلك

(الفصل الرابع والسبعون)


#- فهرس:

:: الفصل الرابع والسبعون :: معتقدات دينية موروثة عن فعل الشيطان -ضحك الشيطان من تثاؤب الإنسان – دخول الشيطان حينما يتثاءب الإنسان يكون دخول حقيقي بذاته أم دخول بوسوسة ليزيده كسلا ؟::

1- س312: هل الشيطان يضحك من جوف الإنسان ويدخل في فمه حينما يتثائب ؟

#- أولا: أحاديث تكلمت عن التثاؤب بان الله يكرهه وأنه سببا لضحك الشيطان على الإنسان ..

#- ثانيا: جاء في روايات أن سبب ضحك الشيطان من الإنسان .. هو لإصداره صوت مع التثاؤب وليس مجرد التثاؤب فقط ..

#- ثالثا: أحاديث عن التثاؤب في الصلاة ومحاولة منع التثاؤب حتى لا يدخل الشيطان (بوسوسته أم بذاته ؟!!) ..

#- رابعا: انتبه أخي الحبيب لشيء مهم في كلام العلماء ..

#- خامسا: تعقيبي وتحليلي الخاص (خالد صاحب الرسالة) من خلال تتبعي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التثاؤب ودخول الشيطان وتفسير العلماء لهذا الحديث ..

#- سادسا: خلاصة بحثي في مسألة أن الشيطان يدخل أثناء التثاؤب ..

#- سابعا: انتبه لشيء مهم جدا أخي الحبيب من عنونة الأحاديث حسب المذهبية والرأي الخاص .. فهذا فيه برمجة عقول الناس على عقيدة آراء بعض المذاهب .. فانتبه ..!!

***********************

:: الفصل الرابع والسبعون ::

:: معتقدات دينية موروثة عن فعل الشيطان – ضحك الشيطان من تثاؤب الإنسان – دخول الشيطان حينما يتثاءب الإنسان يكون دخول حقيقي بذاته أم دخول بوسوسة ليزيده كسلا ؟ ::

**********************

..:: س312: هل الشيطان يضحك من جوف الإنسان ويدخل في فمه حينما يتثائب ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المعتقدات التي قد يتم فهمها خطأ من خلال روايات الحديث .. هو ما جاء في بعض الروايات التي تتكلم عن أن الشيطان يضحك من جوف الإنسان .. ويدخل في فم الإنسان .. وهذا يحدث عندما يتثاءب الإنسان ..
 
- بل والبعض من الناس .. قد أخذ بعض من هذه الروايات واستدل بها على أن الشيطان يمكن أن يسكن في فم الإنسان .. بل وزاد عليها بأنه يسكن في جسده .. ولا أدري من أين بهذا الفهم من الروايات ؟!!
 
- ولذلك وجدت من المهم مناقشة هذه الروايات وعرضها بصورة واضحة أمام المسلم .. لتتضح الصورة له كاملة .. خاصة وأن مثل هذه الروايات محل سخرية واستهزاء من جماعة القرآنيين الشبعانين من الباطل حتى طفحوا به على الناس بباطلهم ..!! وينكرون هذه الاحاديث جحودا وليس تفسيرا .. وهذا فيه رد لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا خطر كبير لمن يفعل ذلك ..
 
- عموما سأحاول جمع المرويات في هذه الجزئية ونناقشها .. ملتمسين من كلام سادتنا العلماء ما فيه بصيرة لهم في الفهم .. ثم أذكر تعقيبا فيه مناقشة كلما وجدت ذلك .. كما هو الحال دائما ..
 
#- أولا: أحاديث تكلمت عن التثاؤب بان الله يكرهه وأنه سببا لضحك الشيطان على الإنسان .
- جاء في روايات أن الله يكره التثاؤب أن يراه يحدث للمؤمن وهو لا يدفعه عن نفسه فيمنعه أو يعالجه بأن يضع يده على فمه .. (وليس الكراهة لمجرد التثاؤب) فانتبه ..
 
- وسبب ذلك كراهية الله لهذا التثاؤب من الإنسان دون مقاومة أو معالجة .. هو أن الشيطان يضحك على الإنسان من هذا التثاؤب.. والله لا يرضى للإنسان أن يضحك عليه الشيطان .
 
#- وإليك هذه الروايات:
1- (حديث صحيح) .. عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) صحيح البخاري.
 
2- وفي رواية عن أبي هريرة بلفظ: (التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذَا قَالَ: هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) صحيح البخاري.
 
3- وفي رواية عن أبي هريرة بلفظ: (التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِم مَا اسْتَطَاعَ) صحيح مسلم.
 
#- من معاني ألفاظ الحديث:
أ- قوله (تثاءب): أي فتح فمه وخرج هواء منه ويصاحب ذلك مثل صوت ..
- ونقل أبو العباس القرطبي رحمه الله عن ابن دريد أنه قال: ثاب الرجل فهو مثوب أي استرخى وكسل .. (المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ج6 ص625).
 
ب- قوله (التثاؤب من الشيطان): أى من تكسيله وسببه .. وقيل: أضيف إليه لأنه يرضيه. (ذكره القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم ج8 ص544).
 
#- وقال الإمام بن بطال رحمه الله (المتوفى: 449هـ):
- ومعنى إضافة التثاؤب إلى الشيطان .. إضافة رضى وإرادة .. أى أن الشيطان يحب أن يرى تثاؤب الانسان .. لأنها حال المُثله وتغيير لصورته فيضحك من جوفه .. لا أن الشيطان يفعل التثاؤب فى الانسان .. لأنه لا خالق للخير والشر غير الله .. وكذلك كل ما جاء من الأفعال المنسوبة إلى الشيطان فإنها على معنيين .. إما إضافة رضى وإرادة .. أو إضافة بمعنى الوسوسة فى الصدر والتزيين .. (شرح بن بطال على صحيح البخاري ج9 ص370).

#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام بن بطال:

- قوله أن الشيطان لا يفعل التثاؤب بالإنسان فهذا كلام حق .. وإلا فمن الذي يفعل التثاؤب بالحيوانات أيضا مثل القطط ؟!! أكيد ليس الشيطان .. ولذلك الشيطان لا يفعل التثاؤب بالإنسان .. وإنما قد يكون سببا فيه ..

- ومثال ذلك كما هو سببا أحيانا .. في ظهور الإبتسامة من بعض المصلين أثناء الصلاة لأنه يذكرهم بوسوسته بأمورا حدثت لهم فيبتسمون عليها .. فكذلك قد يوسوس للشخص بأنه متعب ويحتاج لنوم وراحة فينفعل مع هذه الوسوسة ويتثاءب .. والله أعلم .

 
ج- قوله (ضحك منه الشيطان): أي ضحك من فعله الشيطان .. أي ضحك الشيطان من فعل التثاؤب الذي حدث للإنسان ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وسبب ضحك الشيطان من التثاؤب كما قال بعض العلماء: هو تغير صورة الإنسان أو هيئته لشكل منفر.. أو لعله يضحك لأنه كان سببا في حدوث هذا التثاؤب أي الكسل الذي ترتب عليه تغير شكل الإنسان لمنظر غير مقبول  أو منفر .. فكان ضاحكا منتصرا من فعلته هذه بالإنسان .. أو لعله يضحك على شكل الإنسان لأنه يرضى للإنسان أن يراه كسولا حتى يمل من طاعة الله .. والله أعلم .
 
#- ثانيا: جاء في روايات أن سبب ضحك الشيطان من الإنسان .. هو لإصداره صوت مع التثاؤب وليس مجرد التثاؤب فقط ..
1- في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ وَلاَ يَقُولَنَّ: هَاهْ هَاهْ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَضْحَكُ مِنْهُ) رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
 
- قوله (هاه - هاه): هو الصوت الذي يصدره الإنسان أثناء التثاؤب.
 
#- قال الإمام الطيبي رحمه الله (743هـ):
- وضحك الشيطان عبارة عن رضاه بتلك الفعلة. (شرح المشكاة للطيبي ج3 ص1072)
 
2- وفي (حديث حسن) .. (العُطَاسُ مِنَ اللهِ وَالتَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَإِذَا قَالَ: آهْ آهْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ: آهْ آهْ إِذَا تَثَاءَبَ .. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ من جَوْفِهِ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
 
#- انتبه: في هذا الحديث يوجد خطأ في كتابة المتن في بعض طبعات لسنن الترمذي .. ففي منتصف الحديث قال: (من جوفه) وفي آخر الحديث في بعض الطبعات قال (في جوفه) .. وهذا لا يصح .. ولذلك أثبت الشيخ الأرنؤوط في طبعة دار الرسالة أن اللفظ هو (من جوفه) في منتصف الحديث وفي آخره .. وهذا هو ما اعتمدته وكذلك يوجد لفظ (من جوفه في طبعة دار الغريب كما أشار لذلك الشيخ شعيب الأرنؤوط  رحمه الله .. لأنه لا يعقل أن يقال اللفظين مرة (من جوفه) ومرة (في جوفه) في نفس نص الرواية .. فانتبه.
 
- علما بأن هذه الرواية التي فيها لفظ (من جوفه) .. قد تكلم عليها الإمام الترمذي بسبب أحد الرواة وهو (محمد بن عجلان) في كونه يختلط عليه في الرواية عن (سعيد المقبري) .. وراجع كلام الإمام الترمذي في ذلك عند الحديث رقم 2747.
 
#- من معاني الحديث:
- قوله (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ من جَوْفِهِ): أي ضحك الشيطان من رؤيته لجوف الإنسان وهو فاتح فمه عند التثاؤب بهذه الهيئة المنفرة .. ولذلك قال في رواية البخاري (ضحك منه الشيطان) .. وفي رواية الترمذي زادت علة ضحك الشيطان .. وهو رؤيته لجوف الإنسان وهو بهذه الهيئة المتكاسلة والذي تتغير فيها ملامح الإنسان لشكل غير مقبول ومنفر ..
 
#- قال الإمام أبو بكر بن العربي المعافري رحمه الله (المتوفى:543 هـ):
- قوله (وليضع يده على فيه): أدب ليستر تلك الهيأة المنكرة فان الناس اذا رأوها ضحكوا منها .. وهذا معنى (يضحك من جوفه) أى من أجل ما يظهر من جوفه أى من باطن فيه. (عارضة الأحوذي في شرح الترمذي ج1 ص203).
 
#- ملحوظة هامة: لا تظن في الحديث السابق عند لفظه (أن الشيطان يضحك من جوفه) فتتوهم أنه يقصد أنه يضحك من داخل جوف الإنسان .. لا .. وإنما الضحك هو من رؤيته لجوف الإنسان وهو يتثاءب .. ولم يقل أحد من علماء السلف ولا الخلف "في حدود ما بلغني من العلم" أن معنى (يضحك من جوفه) أي يدخل جوف الإنسان ويضحك من داخل جوف الإنسان .. إلا من غلب عليه الجهل من بعض أهل زماننا من محبي تعظيم قدرات الشيطان في نفوس المؤمنين .. !! ولو كان الضحك من داخل جوف الإنسان فلماذا أمر النبي بوضع اليد على الفم حينئذ ؟!! بل ولكانت الرواية مخالفة لما هو أصح منها وهي رواية البخاري لأنه قال (ضحك منه الشيطان) ولم يقل (ضحك فيه الشيطان) .. فانتبه وكن بصير أخي الحبيب ..
 
#- ثالثا: أحاديث عن التثاؤب في الصلاة ومحاولة منع التثاؤب حتى لا يدخل الشيطان (بوسوسته أم بذاته ؟!!)..
1- (حديث صحيح) ..  عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَكْظِمْ (أي يكتم التثاؤب) مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ الشَّيطَانَ يَدْخُلُ) صحيح مسلم.
 
2- وفي (حديث صحيح) .. جاء بلفظ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا تثاءبَ أحدُكُم فليَضَع يدَه بفِيه ؛ فإنَّ الشَّيطانَ يَدخلُ فيهِ) رواه البخاري في الأدب المفرد .. وذكره الألباني في صحيح الأدب المفرد.
 
3- وفي (حديث صحيح) ..  جاء بلفظ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.
 
4- وفي (حديث صحيح – وفيه زيادة أظنها منكرة) ..  جاء بلفظ: عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِي فِيهِ (أي فمه)) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.. (قلت خالد صاحب الرسالة): جزئية (في فيه) أظنها زيادة منكرة .. وليست من كلام النبي وإنما من كلام احد الرواة وتم دمجها في الحديث النبوي بالخطأ .. لأن نفس السند مكرر عند الإمام مسلم .. وليس فيه جزئية (في فيه) ..!!
 

#- من معاني الحديث:
1- قال الإمام التوربيشتي رحمه الله (المتوفى:661 هـ):
- (فإن الشيطان يدخل): أي يجد السبيل إلى ما يبتغيه: من تثبيطه عن العبادة عند استرسال العبد فيما يهيج الغفلة، ويذهب التيقظ. (الميسر في شرح المصابيح ج3 ص1036).

2- قال القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ت 685هـ):
- (التثاؤب): تفاعل من: الثؤباء بالمد .. وهو فتح الحيوان فمه لما عراه من تمط وتمدد لكسل وامتلاء .. وهي جالبة للنوم الذي هو من حبائل الشيطان .. فإنه به يدخل على المصلي .. فيخرجه عن صلاته .. فلذلك جعل سببا لدخول الشيطان .. و (الكظم):المنع والإمساك. (تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة ج1 ص318).

3- قال الإمام المُظْهِري رحمه الله (المتوفى: 727 هـ):
- قوله: (إذا تثاءَبَ أحدُكم في الصلاة ... ) إلى آخره: تثاءب الرجل، وتثأَّب على وزن تفعَّل وتفاعَلَ: إذا فتح فاه من غلبة النوم أو الغفلة، أو كثرة امتلاء البطن، وكلُّ ذلك غيرُ مَرْضيٍّ، فلأجل هذا كُرِهَ التثاؤبُ.
- ومَن وجد هذا الشيء من نفسه (فَلْيكظمْه): أي فَلْيدفَعْه بأن يضمَّ شفتَيه، أو يضعَ يدَه على فمه.
- قوله: (فإن الشيطانَ يدخل): يعني فإن لم يدفعه عن نفسه يغلب عليه الشيطان بأن يجعلَه معتادًا به، وإذا اعتاد بهذا ولم يكرهه فيعتاد بالضرورة بما يحصل منه هذا الشيء، من النوم والغفلة وكثرة الأكل، وكلُّ ذلك من غلبة الشيطان.
- ومعنى (دخول الشيطان في فيه) هنا: غلبته .. بجعله إياه معتادًا بما هو مكروهٌ في الشرع .. ويحتمل أن يدخل في فمه للوسوسة .. وخصَّ دخولَه في الفم مع أن له القدرةَ على الدخول في الإنسان من كل موضع؛ لأن الفمَ انفتح بشيءٍ مكروهٍ للشرع .. وكلُّ عضوِ صَدَرَ منه فعلٌ مكروهٌ في الشرع ففيه طريقٌ للشيطان. (المفاتيح في شرح المصابيح ج2 ص186).

4- قال الإمام الطيبي رحمه الله (743هـ):
- قوله: ((إذا تثاءب)): ((قض)) التثاؤب تفاعل من الثوباء- بالمد- وهو فتح الحيوان فمه لما عراه من تمط وتمدد لكسل وامتلاء .. وهي جالبة النوم الذي هو من حبائل الشيطان، فإنه به يدخل علي المصلي ويخرجه عن صلاته. فلذلك جعله سبباً لدخول الشيطان. والكظم المنع والإمساك. (شرح المشكاة للطيبي ج3 ص1072).

- قول الطيبي (فإنه به يدخل): أي باستخدام هذا التثاؤب يدخل بوسوسته على المصلي ليفسد عليه صلاته .

5- قال بن الملقن رحمه الله ((المتوفى: 804هـ):
- ومعنى إضافة التثاؤب إلى الشيطان .. إضافة رضي وإرادة أنه يحب أن يرى تثاؤب الإنسان؛ لأنها حال المثلبة وتغيير لصورته، فيضحك من جوفه، لا أن الشيطان يفعل التثاؤب في الإنسان؛ لأنه لا خالق للخير والشر غير الله. وفي أبي داود: (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل). فكل ما جاء من الإضافة إلى الشيطان فعلى معنى إضافة رضى وإضافة وسوسة. (التوضيح لشرح الجامع الصحيح ج28 ص663).

6- قال الإمام بن الملك الكرماني رحمه الله (المتوفى: 854 هـ):
- قواه (إذا تَثَاءَبَ أحدُكُم في الصلاة): يقال: تثاءَبَ الرَّجُل: إذا فَتَحَ فاه من غَلَبة النوم أو الغفلة، أو كثرة امتلاء البطن، وكل ذلك غير مَرضي؛ لأنه يكون سبباً للكسل عن الطاعات والحضور فيها.
- (فَلْيَكْظِمْ): أي فليَدْفَع ذلك.
- (ما استطاع): بأن يضمَّ شفتيه، أو يضع يده على فيه.
- (فإن الشَّيطان يدخل في فيه): للوسوسة .. وخُصَّ دخوله في الفم؛ لأن الفم إذا انفتح لشيء مكروهٍ للشرع صَار طريقاً للشيطان. (شرح المصابيح لابن الملك ج2 ص58).
 
7- قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى:852 هـ):
- قال بن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة.
- وأما قوله في رواية أبي سعيد في بن ماجه (ولا يعوي) فإنه بالعين المهملة .. شبه التثاؤب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا عنه واستقباحا له فإن الكلب يرفع رأسه ويفتح فاه ويعوي والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب شابهه .. ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة ..
 
- وأما قوله في رواية مسلم (فإن الشيطان يدخل) فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة .. ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه. (فتح الباري ج10 ص612).
 
#- انتبه: قلت (خالد صاحب الرسالة): رواية بن ماجة التي جاء فيها (ولا يعوي) .. هي رواية ضعيفة جدا ولا تصح ..، قال الأرنؤوط ما ملخصه أن في السند "عبد الله بن سعيد المقبري" وهو متروك الحديث ..، وأشار الألباني إلى أن الحديث موضوع .  

 
#- رابعا: انتبه أخي الحبيب لشيء مهم في كلام العلماء السابق ذكره ..
1- قد تعمدت التنوع في نقل كلامهم من مختلف المذاهب .. حتى تعلم أنهم يجمعون بين الآراء .. وقلما ما تجد صاحب رأي منفردا .. وحينئذ تدرك حقيقة مهمة جدا في كتب العلماء أن المسائل الخلافية في التفسيرات .. لا غضاضة لهم في أنفسهم أن تكون موجودة .. وأنهم لا يجعلون منها عقيدة دينية يفرضون فيها تفسير معين .. لأنهم ليس لديهم الخيانة في الأمانة العلمية لأنهم لا يزيفون الحقيقة ويجعلوها في نفوس العوام كما يتفق ومذهبه الخاص ..
 
2- وطريقة تزييف العلم منتشرة في زماننا جدا .. وذلك كما يفعل كثير ممن لا يتقي الله في المؤمنين ويخونهم في أمانة نقل العلم لأنه يريد أن يثبت شيء ما في نفسه .. ومثال ذلك:
أ- مثل بعض جماعة الرقية .. الذين يريدون أن يوهموا الناس بدخول الجن في جسم الإنسان بهذه الأحاديث ويزيفون في كلام العلماء كما يتفق وشيطان أنفسهم ..
- علما بأن الذين قالوا بدخول الشيطان حقيقة في الفم .. إنما قالوها بأنه يدخل للفم موسوسا في تلك اللحظة فقط ليؤكد في نفسك غلبة النوم والكسل وكأنه يقول لك: "خلص الصلاة بسرعة وروح نام أحسن لك" .
- ولم أجد أحد من العلماء فسر الحديث بأنه دخول للجسم والسكن فيه ..!!
 
ب- وكما يفعل ذلك أيضا جماعة القرآنيين الشبعانيين من الباطل في جحود الحديث النبوي الصحيح دون وجه حق سوى جحود ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم .. وطبعا يستخدمون مثل هذه الأحاديث في تشكيك المؤمنين في الأحاديث .. ويجعلون منها متعارضه مع القرآن أو مخالفة للواقع العقلي أو العلمي .. ليؤكدوا مزاعمهم .. فيذكرون الرأي الذي يتلاعبون به في نفوس المؤمنين ليخبروهم أن هذا هو كلام العلماء .. في حين يعلمون أنهم يكذبون يقينا .. لأن الذي أتى برأي عالم فهو قد قرأ الرأي الآخر أيضا ..!! ولكن عمى القلوب هو من يفسد العلم ..
 
#- خامسا: تعقيبي وتحليلي الخاص (خالد صاحب الرسالة) من خلال تتبعي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التثاؤب ودخول الشيطان وتفسير العلماء لهذا الحديث ..
- من خلال تتبعي لما سبق للأحاديث وكلام السادة العلماء .. فالذي أميل له هو الرأي القائل بتفسير مفهوم دخول الشيطان عند التثاؤب .. هو دخول تزيين وليس دخول تمكين .. ليه ؟
 
1- يوجد في نفسي شك من الرواية التي جاء فيها لفظ (يدخل في فيه) .. وهي رواية وحيدة أتت عند الإمام أحمد من عدة روايات لم يأت فيها لفظ (في فيه) ..!! في حين باقي الروايات وقفت على لفظ (الشيطان يدخل) فقط ..!!
 
- بل أن سند رواية مسلم والتي توقف عندها لفظ (الشيطان يدخل) .. هو نفس سند رواية أحمد التي جاء فيها (الشيطان يدخل في فيه) ؟!! نفس السند بنفس الرواه .. والألفاظ زادت فيها كلمتين (في فيه) ..!!
 
- وهنا أتسائل فأقول: لماذا لم يذكر كل المصنفات التي ذكرت نفس الحديث كلمتي (في فيه) ؟!! ولماذا أوقفوا الرواية عند كلمة (يدخل) ؟!! وذلك عند مسلم وبن خزيمة وبن أبي شيبة وعبد الرزاق وابي داود والدارمي والبيهقي وغيرهم ..!!
 
- بل واستغرب فأقول لماذا الإمام البخاري لم يذكر هذه الرواية في صحيحه .. ؟!! ولماذا ذكر رواية أخرى مشابهة لنفس الألفاظ وقال فيها أن الشيطان يضحك من التثاؤب ؟!! إذ قد جاء في الرواية: (وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) صحيح البخاري.
 
- وحينما نلاحظ أن الإمام البخاري لم يذكر في صحيحه جزئية (فإن الشيطان يدخل) .. فما اظن ذلك إلا لأن البخاري رأى أن في ذكر رواية (الشيطان يدخل) تتعارض مع الرواية التي ذكرها وهي أن الشيطان يضحك من المتثاءب .. والله أعلم .
 
- ومن أجل ما سبق .. أظن أن جملة (في فيه) هي زيادة منكرة .. وكيف لا يكون كذلك ورواها أحمد بن حنبل فقط حسب ما وجدت لدي من علم .. ولا توجد عند غيره هذه الزيادة وقد أتت في رواية واحدة وباقي الروايات عنده بنفس السند ولكن بدون (في فيه)..!!، والذي يزيدك شكا هو أن نفس السند في الكتب المصنفات الأخرة توقفت عند حد (يدخل) فقط ولم تذكر (في فيه) .. !! ألا يثير كل هذا الشك في نفس أي إنسان بأن هذه الزيادة (في فيه) ليس من كلام النبي بكل يقين ؟!!
 
- ولذلك يغلب على ظني أن هذه الجزئية (في فيه) زيادة منكرة .. أو هي من قول أحد الرواة وتم زيادتها بالخطأ في متن حديث الإمام أحمد .. وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- وأزيدك من البيان وضوحا من خلال ما سأذكره لك روايات آتية عن أبي هريرة وعن أنس بن مالك .. توضح لك لماذا وقفت مصنفات الأحاديث في حديث التثاؤب عند لفظ (يدخل) .. ولم تذكر جزئية (في فيه) ..!!
 
2- في (حديث صحيح) .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَلَبَسَ عَلَيْهِ حَتَّى لاَ يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ) صحيح البخاري.
- قوله (لبس عليه): أي خلط عليه بالوسوسة في صلاته ليفسدها عليه .
 
- وفي (حديث صحيح لغيره) .. عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَيَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ زَادَ أَوْ نَقَصَ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمْ) رواه بن ماجه .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف.. (قلت خالد صاحب الرسالة): يقصد الأرنؤوط بقوله صحيح لغيره .. أي صحيح لأن حديث البخاري السابق ذكره يشهد بصحة هذه الرواية التي فيها ضعف.
 
- وفي (حديث صحيح) .. عن أبي هريرة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وله ضُرَاطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ (أي أذان الصلاة)، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أقْبَلَ، حتَّى إذَا ثُوِّبَ بالصَّلَاةِ (أعاد الدعاء إلى الصلاة والمقصد هو الإقامة الصلاة) أدْبَرَ، حتَّى إذَا قَضَى التَّثْوِيبَ (أي إقامة الصلاة) أقْبَلَ، حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ، يقولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى) صحيح البخاري.
 
#- قوله (ثُوِّبَ بالصَّلَاةِ): أعاد الدعاء إلى الصلاة والمقصد هو إقامة الصلاة .. والتثويب معناه التلويح بالثوب يمينا ويسارا طلبا للنجدة ليغيثه أحد .. وتم استخدامه في الإقامة .. لأنها إعادة لتكرار الأذان مرة أخرى للتنبيه على أداء الصلاة.
 
#- قال الإمام الطيبي رحمه الله (المتوفى: 743هـ):
- قوله (ضراط): شبه شغل الشيطان نفسه وإغفاله عن سماع الأذان بالصوت الذي يملأ السمع ويمنعه عن سماع غيره .. ثم سماه ضراطاً تقبيحاً له.
- وقوله (حتى لا يسمع): كرر (حتى) خمس مرات، أولاهن والرابعة والخامسة بمعنى (لكي)، والثانية والثالثة دخلتا علي الجملتين الشرطيتين، وليستا للتعليل.
- قوله (يخطر الشيطان): قال في (أساس البلاغة): خطر الرجل برمحه إذا مشى به بين الصفين، وهو يخطر في مشيه يهتز. قال الحماسي: ذكرتك والخطى يخطر بيننا، المعنى الشيطان يدخل ويحجز بينهما بوسوسة القلب، فلا يتمكن من الحضور في الصلاة. (شرح المشكاة للطيبي ج3 ص911).
 
- والشاهد في الاستدلال بهذا الحديث .. أن فعل الشيطان في الصلاة مع الإنسان هو الوسوسة .. وإنما هو يدخل بوسوسته على المصلي ليفسد عليه صلاته سواء تثاءب أم لم يتثاءب.. ولا علاقة للمسألة بكونه دخل الفم أم لم يدخل .. لأنه في كل الأحوال يدخل بوسوسته .. وإنما كتم الفم عند التثاؤب ليس لأن الشيطان يدخل في فمه وإنما لأن الشيطان يضحك عليه كما جاء في الحديث الصحيح .. وإنما يدخل عليه في تلك الحظة عند التثاؤب ليفسد عليه صلاته بتحبيبه في الكسل فيسرع من الانتهاء من الصلاة ويجعله يشعر بالملل من كثرة ركعات الصلاة وكم هي طويلة ومملة .. وما شابه هذه الأمور..
 
- بل والحديث التالي الذي سأذكره لك .. فيه دلالة أخرى على أن الشيطان يدخل فعلا في الصلاة ليوسوس دون الإحتياج إلى فم أو أنف أو أذن ..!!
 
3- (حديث صحيح) .. أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رَاصُّو صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.
 
- قوله (الحذف): يقصد به أولاد الغنم الصغيرة الحجم مثل الماعز الصغيرة جدا التي تدخل بين أرجل الناس وهي صغيرة تتخبط بأرجلهم.
 
- وفي لفظ: (إني لأرى الشيطانَ يدخلُ من خَلَلِ الصف كأنها الحَذَفُ) رواه بن حبان وأبو داود .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.. وكذلك قال الألباني في صحيح أبي داود.
 
- وفي (حديث صحيح لغيره – فيه ضعف) .. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: " وَعَلَى الثَّانِي " وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ وَسُدُّوا الْخَلَلَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ" - يَعْنِي: أَوْلَادَ الضَّأْنِ الصِّغَارَ) رواه أحمد .. وقال محققو المسند: صحيح لغيره .. وصحح الشيخ الألباني الجزء الثاني من الحديث من أول (سووا بين الصفوف ...) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية بهذه الصيغة هي ضعيفة .. وإنما فيها جزء صحيح لغيره من الروايات الصحيحة وهي الرواية السابقة.. وقد أخبرتك بذلك حتى تفهم تصحيح الألباني ومحققو المسند على أي أساس .. لأن رواية الإمام احمد أصلا فيها راوي ضعيف وهو (الفرج بن فضالة).
 
- والشاهد من هذا الحديث .. أن الشيطان يمكن أن يدخل بين الصفوف التي فيها خلل في الوقوف بين بعض الأشخاص الذين يتركون فراغات كبيرة دون داعي ..!!
 
- فالشيطان يدخل في الصلاة فعلا .. ويوسوس فعلا .. ويشوش فعلا .. ولكن هل يدخل في أجسادهم ؟!!
- لم يقل النبي أنه يدخل في أجسادهم ..!! فانتبه يا مؤمن ..
 
- إذن الأحاديث التي قالت أن الشيطان يدخل في الصلاة على المؤمن .. قد قالت مرة أنه يدخل بين المرء ونفسه كما في رواية البخاري .. ومرة قالت يدخل بين الصفوف التي فيها خلل .. فالدخول دخول وسواس وليس دخول اجساد ولا تلبس يا مؤمن .. فانتبه لهذا الكلام الذي لا يتم ذكره في كتب من لا يتقي الله في سرد العلم العلم وتحقيقه ليذكر لك الحقائق ..
 
- ولذلك ستفهم لماذا رواة الحديث أوقفوا ألفاظ الحديث في حديث التثاؤب عند لفظ (فإن الشيطان يدخل) .. حتى يصح التوفيق بين كل روايات الحديث الاخرى التي قالت بدخول الشيطان بين صفوف الصلاة والوسوسة في نفس المصلي نفسه .. فما علاقة هذا بدخوله في فم المصلي .. ؟!!
 
4- ومن ناحية أخرى بعيدا عما سبق .. فأقول لمن يظن أن الشيطان يدخل الفم ليوسوس له:
أ- هل إذا لم يتثاءب لا يستطيع أن يوسوس له الشيطان ؟!! بكل تأكيد يستطيع أن يوسوس .. لأن الشيطان لا يحتاج لدخول الفم ليوسوس وإلا فكيف وسوس لآدم في الجنة .. وكيف يوسوس في عموم الحياة لكل البشر ؟!! أكيد لا يدخل في فم كل شخص ليوسوس له .. وإلا كان من باب أولى دخل فم السكران ليوسوس له ..!!
 
ب- وطالما الشيطان يوسوس من أي مكان خارج الجسم تماما كما وسوس لآدم وهو في الجنة .. بل وكما يوسوس للمصلين حين ظهور خلل في الصفوف .. وكذلك يوسوس للشخص وهو يصلي عن طريق التخاطر معه في نفسه .. فلماذا يدخل الشيطان في فم الإنسان بالمعنى الحقيقي كما يظن البعض ليوسوس له طالما هو يوسوس من أي مكان وفي أي وقت ؟!!
- وكيف نعقل ونفهم حينئذ دخول الشيطان فعلا في الفم .. يا سادة ؟!!
 
5- ومن ناحية أخرى لو قلنا أن الشيطان يدخل الفم مع التثاؤب .. فهل يدخل مع كل تثاؤب .. فيكون مع كل مرة يدخل شيطان ؟!! أم أنه نفس الشيطان يظل يدخل مرارا وتكرارا مع كل مرة يحدث التثاؤب ؟
 
- فلو قلت أنه يدخل في كل مرة .. فهذا معناه أنه يخرج بعد كل مرة يتاءب فيها الشخص ؟ فلماذا دخل إذن في ثانية واحدة أو ثانيتين وهي مدة التثاؤب ؟!! وإن كان دخل وسكن الفم كما تتوهم مع أول مرة .. فمن هو الشيطان الذي يدخل لو تثاءب الشخص مرة تانية وثالثة ورابعة ؟ هل كل مرة يتثاءب فيها الإنسان يدخل شياطين تسكن الفم ؟!!
- أهذا كلام يقول به العقلاء أصلا ؟!!
 
6- ومن ناحية أخرى .. ما علاقة دخول الشيطان في فم الإنسان وقت التثاؤب بكونه يدخل جسم الإنسان ويؤثر فيه ؟!!
- فلو كان يستطيع أن يدخل في فمه فعلا .. فلماذا لا يدخل وقت كلام الإنسان أو وقت ضحكه او وقت تحريك شفاة .. أو وقت الشتائم مع الغير ؟!!
- وهنا نقول: ألا يخشى الشيطان أن يبتعله الإنسان حينئذ في لحظة دخوله ويتم اختناقه حينئذ في أحشاء الإنسان ؟!!
- فإن قلت: لا .. هو لا يبلعه الإنسان ولا يموت فيه ..
- فسأقول لك: وما الدليل على منع إمكانية بلع الإنسان للشيطان حين دخوله في الفم وموته في أحشاء الإنسان ؟!!
 
- دعني أخبرك أخي الحبيب .. أن تصور دخول الشيطان في الفم فعليا يدخلك في متاهات عقلية لا ردود لها .. هذا على افتراض أصلا أن جملة (دخوله في الفم) هي صحيحة أصلا ..!! ولا أعتقد ذلك.
 
7- وفي ختام كلامي دعني أخبرك أخي الحبيب بشيء هام.. وهو لو دخل الشيطان في الفم فعلا .. لتنجس الفم .. وهذا كافي لإبطال الوضوء والخروج من الصلاة .. فالجسم أصبح محمل بنجاسة حقيقية وهي الشيطان في الفم ..!!
- أهذا كلام يعقل يا سادة ؟!! أكيد .. لا ..
 
- ولو قلت: أن هذه نجاسة الشيطان هي نجاسة معنوية وليست حسية ..
- قلت لك: فأنت تعترف الآن أن الشيطان لم يدخل بذاته وإنما بوسوسته ..!!
 
#- سادسا: خلاصة بحثي في مسألة أن الشيطان يدخل أثناء التثاؤب:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار لكتم الفم عند التثاؤب .. لأن الشيطان يضحك على الإنسان من هذه الهيئة المنفرة التي يكون عليها والتي تشبه هيئة بعض الحيوانات التي تتثاءب .. فيسخر من الإنسان .. ولذلك طلب النبي من المؤمن أن يكتم فمه ليستر نفسه فضلا عن كونه أدبا مع المجتمع من حوله لو كان متواجدا مع آخرين .
 
2- أما عن مفهوم قول النبي صلى الله عليه وسلم بأن وضع اليد على الفم عند التثاؤب لأن الشيطان يدخل .. أي لأن الشيطان يدخل في تلك اللحظة بالتزيين عليك بوسوسته مستغلا حالة الكسل التي أصابتك وقد عرف منها أن بك كسلا .. فيظل يوسوس لك ليزيدك كسلا ويضعفك في الصلاة فيجعلك تنتهي منها سريعا لتذهب وتنام .. فيفوت عليك حال الخشوع في الصلاة .
 
3- والذي أظنه في الرواية الوحيدة التي أتى فيها لفظ (يدخل في فيه) .. أن جملة (في فيه) هي زيادة منكرة .. أو من وضع تفسيرات احد رواة الحديث وتم إدخالها بالخطأ في رواية الحديث .. ولكنها ليست من أصل حديث النبي وسبق وأوضحت حجتي في ذلك .. والله أعلم .
 
#- ملحوظة: جاء في (حديث صحيح) .. عن أبي سعيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ بِفِيهِ فَإِنَّ الشيطان يدخل فيه) رواه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح ..
 
- ومعنى قوله (يدخل فيه): أي يدخل فيه بوسوسته مستغلا كسله الذي حدث له ..، وليس معنى (يدخل فيه) أي يدخل فمه .. وإلا كان قالها بلفظ: (يدخل في فيه) .. والله أعلم .
 
4- انتبه جيدا من كتب بعض أهل العلم .. فالبعض يذكر عند حديث التثاؤب فيقول: (وعند مسلم من حديث أبي سعيد: "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل فيه") .. وهذا كلام خطأ وفيه وهم .. لأن الإمام مسلم لم يذكره هكذا .. وإنما الإمام مسلم حديثه وقف عند كلمة (يدخل) .. وهذا نص حديثه (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ) صحيح مسلم .. وله ثلاثة روايات بنفس الصيغة تنتهي بكلمة (يدخل) ..
 
- بل وبعض أهل العلم يذكر في كتبه ويقول أن عند مسلم: (الشيطان يدخل في فاه) أو (في فِيه) .. وهذا كله خطأ ووهم في النقل .. فانتبه .. لأن هذا اللفظ لم يتم ذكره عند الإمام مسلم في صحيحه .. والله أعلم .
 
#- سابعا: انتبه لشيء مهم جدا أخي الحبيب من عنونة الأحاديث حسب المذهبية والرأي الخاص .فهذا فيه برمجة عقول الناس على عقيدة آراء بعض المذاهب .. فانتبه للآتي ..

#- بعض أهل العلم ممن جمعوا الأحاديث في زماننا قد ذكر عنوان غريب لفت انتباهي في مصنفه:
- في مصنف (رائع جدا وعن نفسي أحسبه من أجود ما تم تدوينه في جمع روايات الأحاديث في مصنف واحد بترتيب جميل جدا ومجهود شاق جدا في جمعه وترتيبه) .. واسمه هذا المصنف هو (المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة) – وبالرغم من اعجابي الشديد بهذا المصنف .. ولكن وجدت في داخل هذا المصنف عنوان غريب جدا في أحد أبواب الكتاب .. فذكر باب تحت عنوان (تَلَبُّس الْجِنّ بِالْآدَمِيِّ) .. وذكر تحته أحاديث التثاؤب التي فيها لفظ (الشيطان يدخل) ..!!
 
- بالله عليك يا مؤمن حينما تقرأ شيئا مثل هذا في مصنف كبير جامع للأحاديث .. فماذا ستظن إلا أن هذه الأحاديث تشير إلى ذلك فعلا ..؟!! مع أن الحقيقة خلاف ذلك تماما وقد ذكرت لك كلام العلماء في فهمهم لأحاديث التثاؤب ..!! ولم يقل أحد ممن جمعوا الأحاديث كالبخاري ومسلم وغيرهما أن أحاديث التثاؤب تدل على تلبس الجني بالإنسي ..!!
 
- فالذي تم فعله صاحب هذا المصنف الكبير .. هو خطأ في تدوين العلم لأن هذا العنوان الذي كتبه في باب أحاديث التثاؤب فيه تلبيس على المؤمن فيظن أن هذا هو الدين في حين هو مجرد رأي يتبعه بعض المذاهب أو المشايخ ويخالفهم فيه غيرهم .. وما كان يصح منه ذلك .. وغفر الله له .. ولا أشك في اخلاصه طرفة عين .. ويكفيه حسن اجتهاده فيما جمعه من أحاديث النبي بل وتوفيق الله له في جمعه ثم نشره مجانا للمسلمين .. فجزاه الله خيرا .
 
#- فإذا كان صاحب هذا المصنف الكبير .. قد ذكر أحاديث التثاؤب تحت عنوان (تلبس الجني بالإنسي) .. فإليك ما كتبه الذين جمعوا هذه الأحاديث في الأساس .. لتعلم حقيقة المسألة وكيف تم التعديل عليها .. ولتعلم ممن جمعوا أحاديث التثاؤب تحت أي عنوان أو باب كتبوها .. وسترى اختلاف كبير جدا .. فترى الاختلاف الكبير في تدوين نصوص الحديث بدون مذهبية رأي .. وتدوين نصوص الحديث وفق مذهبية الرأي .. .. وبذلك يحدث الخلط في العلم ..!!

#- وإليك المصنفات التي كتبت الأحاديث الخاصة بالتثاؤب ومسألة حضور الشيطان مع التثاؤب سواء بالضحك أو أتت بلفظ (يدخل) .
1- عبد الرزاق الصنعاني (المتوفى:211 هـ): (بَابُ التَّثَاؤُبِ) – مصنف عبد الرزاق.
2- عن أبو بكر بن ابي شيبة (المتوفى: 235 هـ): تحت باب (فِي التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلَاةِ) – في منصف بن أبي شيبه.
3- أحمد بن حنبل (المتوفى:241 هـ): (مسند أبي سعيد الخدري) – مسند أحمد بن حنبل.
4- البخاري (المتوفى: 256 هـ): تحت باب (بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ العُطَاسِ وَمَا يُكْرَهُ مِنَ التَّثَاؤُبِ) وتحت باب (إِذَا تَثَاءَبَ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ) – في كتابه الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (والمسمى بصحيح البخاري).
5- مسلم (المتوفى:261 هـ): تحت باب (تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَكَرَاهَةِ التَّثَاؤُبِ) – في كتابه (المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) والمسمى بصحيح مسلم.
6- الدارمي (المتوفى: 255 هـ): (بَابُ التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلَاةِ) - في سنن الدارمي.
7- أبو داود (المتوفى:275 هـ): (بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّثَاؤُبِ) – في سنن أبي داود .
8- بن خزيمة (المتوفى: 311 هـ): (بَابُ ذِكْرِ الْخَبَرِ الْمُفَسَّرِ لِلَّفْظَةِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ زَجْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَغْطِيَةِ الْفَمِ فِي الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ التَّثَاؤُبِ، إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِتَغْطِيَةِ الْفَمِ عِنْدَ التَّثَاؤُبِ) – في صحيح ابن خزيمة.
9- بن حبان (المتوفى:354 هـ): (ذِكْرُ الْأَمْرِ لِمَنْ تَثَاءَبَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَذَرَ دُخُولِ الشَّيْطَانِ فَيهِ) – في صحيح بن حبان.
10- أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458 هـ): (بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّثَاؤُبِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ عِنْدَ ذَلِكَ) – في السنن الكبرى.
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب في أحاديث التثاؤب:
- انتبه لما ذكرته لك في التحقيق والتعليق والتحليل لكل ما جاء في الروايات وانتبه جيدا ..
 
 
#- أخي الحبيب:
- أبصر العلم وحقيقته وتيقظ وانتبه في دينك جيدا ولا تجعل أحد يفرض رأيه عليك .. ولا تهتم بمن يرهبك ويخيفك ويفزعك فيصفك بأنك بدعي وضال واتبعت غير سبيل المؤمنين .. بل ولعله يجعلك كافر بسبب مخالفتك لرأي ديني ..!!
 
- فلا تنزعج ولا تضطرب ولا تهتم أخي الحبيب .. لأن من يستخدم أساليب الزجر الديني ليجعلك تؤمن برأي ديني خاص بأصحابه .. فما هو إلا مريض نفسيا بحب السلطة الدينية والحكم على الآخرين بالسوء لتعظيم نفسه .. ولذلك يستخدم أساليب الزجر الديني ليدافع عن آراءه وآراء مشايخه ليخيفك .. حتى تظل تابعا لهم حمارا ولا تبحث ورائهم بل وتردد كلامهم .. وتعتقد فيهم أنهم أرباب العلم .. فانتبه يا مؤمن واحذر وكلما شعرت أنك غير مطمئن فابحث في المسألة كثيرا .. والله سيهديك للحق .. والله ولي التوفيق .

- هذا والله أعلم في كل ما سبق.


 *****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 7 تعليقات:

  1. موضوع جمييييل ..
    نوّر الله قلبك ..

    وفعلا غيّر مفهوم عندي بالنسبة لسبب ضحك الشيطان من الانسان حين يتثاءب .. وكنت اعتقد ايضا انه لا مانع من دخول الشيطان - كونه شيء روحاني غير ملموس غير مرئي وليس له حيز او حجم - فما المانع في هذا ؟! .. وخاصة ان اللفظ - يدخل - يوحي بالدخول !! .. وإلا كان استعمل لفظ - يوسوس او ينفخ او يهمز - بدلا من - يدخل !! .. ومازلت احاول ان اقف على مدلول اللفظ .. لأنه يسبب خلطا في التفكير .. والله اعلم

    اعاذنا الله من وسوسة الشيطان ونفخه وهمزه ولمزه

    بارك الله فيك استاذنا الفاضل
    وزادك من نور علمه وحكمته
    امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم اجعلنا من الصادقين وارزقنا الصدق في كل احوالنا والبسها لباس الصدق واكتبنا مع الذين قلت فيهم:

    من المؤمنين رجال صدقوا ما عادوا الله عليه .الآية


    وصل اللهم وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد في الأولين والاخرين

    ردحذف
  3. والشيء بالشيء يذكر ..
    فالشيطان في حديث التثاؤب جاء بالفعل - يدخل - واما في الحديث التالي فجاء بالفعل - ينفخ ، نفخ - !! ..

    - عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فينفخ في مقعدته، فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث، فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) اخرجه البزار

    - عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : ( إن الشيطانَ ليلطفُ بالرجلِ في صلاتِه ليقطعَ عليه صلاتَه فإذا أعياه نفخَ في دبرِه فإذا أحس أحدُكم من ذلك شيئًا فلا ينصرفْ حتى يجدَ ريحًا أو يسمع صوتًا ) ..

    ( استاذي الفاضل اترك لكم مسألة التحقق من الاحاديث ).. وعلى فرضية اننا يمكن ان نأخذ بها - حسب المصدر المأخوذ منها - ... فهل هناك مدلول يفسر لنا اختلاف الالفاظ لوسائل الشيطان في محاولة افساد حال الانسان ؟ ام هي من الغيبيات التي نصدقها و لا نسأل عن كيفية حدوثها ؟؟

    وجزاك الله خيرااا

    ردحذف
  4. قصة وعبرة:
    جلس الشيخ مع مريده وأراد ان يعلمه درسا في هذه الحياة
    فقال له أحضر لي خيط وإبرة وثوبا ممزقا
    فأحضرهما المريد
    أمسك الشيخ الخيط والإبرة وقال لها صفهما لي
    قال المريد:
    الخيط: ضعيف و هزيل
    الإبرة: حادة وقاسية وفيها ثقب
    سأله الشيخ:
    من أين أتى هذا الثوب
    قال المريد بسبب الخيط والإبرة
    أمسك الشيخ الثوب الممزق وأخذ يخطيه
    وعندما إنتهى قال هل رأيت الآن أصبح صالحا للإستعمال
    بني:
    حتى تخيط ثوبا جميلا تحتاج لخيط وإبرة
    وحتى ترقع ثوبا ممزقا أيضا تحتاج لهما
    الخيط أساس الثوب ولكن ماذا يفعل الخيط من غير الإبرة؟!
    الإبرة حادة و دقيقة 
    والخيط ضعيف وواهن
    على إختلافهما إلا أنهما يكملان بعضهما البعض
    لأنهما متفقان أن كل واحد منهما يحتاج للآخر
    ما يبدو لك ضعفا و نقصا قد يتحول لقوة
    لم ينظر الخيط لثقب الإبرة و عيرها به لأنه يعلم أن ما يبدو خلل من الخارج  يكون مصدر القوة من الداخل
    ولم تنظر الإبرة لثقبها على انه عيب و نقص لكنها إستخدمته لتثبت نفسها
    لم تنظر الإبرة للخيط على أنه هزيل ورقيق و ضعيف وهين ولا فائدة منه
    ولم ينظر هو لنفسه على انه ضعيف و عاجز ولا فائدة ترجى منه
    كلامها حول  نقاط ضعفه إلى مصدر قوة
    كلامها أثبت قدرتهما على الافادة
    لأنهما إستمدى قوتهما من بعضهما فأنشآ ثوبا جميلا ورقعا ما كان ممزقا
    بني:
    في هذه الحياة لا تنظر لأحد بعين النقيصة
    فإن كان له عيب واحد فلك عيوب
    وإن كان فيه نقص واحد ربما لك ألف نقص
    بني:
    ربما ما تراه أنت عيبا في غيرك يكون ميزة فيه ولكن لقلة حكمتك لم تبصره وقد يبصره غيرك
    بني:
    خلقنا في هذه الحياة لنكمل بعضنا لا لنشبه بعضنا
    لنسند بعضنا بعضنا لا لنهدم ونكسر بعضنا
    بني :
    في هذه الحياة تعلم أنك إما إبرة أو خيط
    وأيهما كنت لا تنظر لغيرك إلا على أنه مكمل لك 
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  5. كان هناك مريد يحاول أن يسير في طريق الله
    وكحال أي مريد يخطئ ألفا ويصيب مرة
    ولكنه لم يكن متكبرا ولا متعاليا يخبر شيخه بكل صغيرة وكبيرة تحدث معه
    يعترف بالخطأ إن وجهه شيخه أو لمح إليه أو حتى ضربه
    يقبل اليد التي تضربه لانه يعلم أنها تضرب عن محبة و لتصلح عيوبه
    حدث مرة أن تسلل شيء ما لقلبه وشعر بذلك في نفسه ولكنه دائما يحتاج لمرآة شيخه ليعنيه
    فحكى لشيخه كل ما يفعله وما يشعر به
    والمريد في قرارة نفسه يعلم أن هناك خلل ما ولأنه يريد أن يكون صادقا مع نفسه ومع ربه لا يخبأ شيئا عن شيخه
    صمت الشيخ قليلا وقال هل إعتزل قليلا يا بني عسى الله أن يخرجك من ضيقك
    فأخذ المريد بنصيحة شيخه وحاول العمل بها وإعتزل
    والشيخ أثناء حديثه مع مريد آخر أراد أن يوجهه لشيء ما فأخذ قصة المريد الأول كمثال وقصها عليه
    وقال له الصمت يقهر النفس ويبصرك بعيوب نفسك
    ولكن المريد الثاني مسكها كزلة للمريد الأولى وأصبحت قصته شغله الشاغل يتحدث بها في كل مكان ومع كل أحد وكلما سمحت له الفرصة يبعث له رسائل مختلفة من سخرية و تعال وإستصغار......
    المريد الأول شعر بالأسى ولم يعرف ماذا يفعل
    يدرك انه في بداية طريق ويدرك أن هناك خلال في نفسيته ولكنه يجاهد في إصلاح نفسه
    لكنه وقف حائرا أمام ما يحدث معه لأنه وجد أحد غير شيخه يمسك العصا ويضربه بلا رحمة كلما أتيحت له الفرصة
    بكى المريد كثيرا و كتب رسالة لشيخه وقال له:
    شيخي تعلمت منك أن الحر يفهم بالإشارة والعبد يفهم بالعصا
    وقد جاهدت طويلا أن أكون حرا وأفهم بالإشارة
    ولا أنكر أنني أحيانا أحتاج للعصا
    ولكن اليد التي تضربني يا شيخي ليست اليد التي ربتي
    لست افهم لما سلمت عصاك لغيرك وقد حجبت عني الحكمة في ذلك
    ولكن اريد أن أخبرك إن كانت عصاك تستعمل للتأديبي فمن سلمته العصا قد كسر ظلوعي دون رحمة وادمى قلبي
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    ردحذف
  6. قلب وقلم
    بين القلب والقلم إنقلاب الباء للميم
    باء البوح وميم المداد
    كل إناء بما فيه ينضح
    وكل قلب بما حوى يفصح
    لا تكسر قلم أحد يكتب
    فكسر القلم ككسر القلب
    كسر القلم يسيل المداد ويسيل دموع القلب معه
    إن لم ترقك كلمات أحد فلا تقرأها ولكن لا تسخر منها
    إن لم تفهم المعنى والمغزى فلا تتهمه
    إحترم حروف غيرك طالما لم يعتدي عليك ولا على حدود دينه
    إحترم خواطر غيرك قد لا تعنيك ولكن تعنيه وتعني غيرك
    لا تحتقرن حرفا كتب بنبض قلب
    ولا تكسرن قلما مداده مشاعر قلب
    للقلب رب يحميه ويغضب ممن يدميه
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف
  7. صرخة روح:
    الروح المضطربة تسكن في جناب الله،
    حين ترتمي على أعتاب الله
    تشتكي له العثرات و تبوح بالعبرات
    الروح المضطربة دواؤها في خلوتها
    خلوة  تقطعها عن إزعاجات البشر والهموم وكل الكدر،
    خلوة ترتب على كتف  الروح المتعبة  وتحتضنها وتغنيها عن قسوة البشر !
    قالوا مذنبة فقالت ربي رحيم وبحالي عاليم
    قالوا نفسك غالبة لك وأمارة بالسوء
    قلت ربي كريم يهديها إن شاء ويزكيها ويرقيها
    قالوا جنون
    قالت
    حسن ظني برحمة ربي بأنه يعفو عني مهما بدر مني سر إقبالي بكل حالي
    نادت الروح نداء  من ضج ومل  قضبان النفس والجسد، ، ودت لو فرت من صاحبة الروح ومن كل البشر، لرب البشر، تود لو صرخ صمتها الذي يغشاها قائلًا: خلوا بيني وبين ربي
    هو أرحم منكم ومني ومن أمي علي
    خلوا بيني وبين ربي
    وعنه لا تبعدوني
    فإني رغم سوء فعلي ونقصي عاشقة لربي
    والسلام لمن علمنا السلام وبث في أرواحنا السلام
    عطر الجنة 🕊

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف