الروحانيات فى الإسلام: ج5: رسالة البيان لحديث بال الشيطان - لماذا قال النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل ولم يذكر منطقة أخرى في الجسم - هل الشيطان يسري ببوله في عروق الإنسان ويسبب له الكسل - ما الحكمة من أن الشيطان يبول ولا يتبرَّز في الأذن في ظن من يقول بأن بول الشيطان حقيقي.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 8 نوفمبر 2023

Textual description of firstImageUrl

ج5: رسالة البيان لحديث بال الشيطان - لماذا قال النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل ولم يذكر منطقة أخرى في الجسم - هل الشيطان يسري ببوله في عروق الإنسان ويسبب له الكسل - ما الحكمة من أن الشيطان يبول ولا يتبرَّز في الأذن في ظن من يقول بأن بول الشيطان حقيقي.

     بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

البيان لمفهوم بال الشيطان في أذن الإنسان

(ومعرفة صلاة الليل التي تركها يتسبب في تسلط الشيطان)

(الفصل الخامس)

لماذا الشيطان يبول في أذن الإنسان - هل الشيطان يسري ببوله في عروق الإنسان ويسبب له الكسل

#- فهرس:

:: الفصل الخامس :: عن سبب إشارة النبي لبول الشيطان في الأذن دون سائر الجسم – ومناقشة الذين قالوا أن بول الشيطان حقيقي ويسري ببوله في عروق الإنسان ويسبب لهم الكسل ::

1- س11: لماذا قال النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل ولم يذكر منطقة أخرى في الجسم ؟

#- المناقشة الأولى: لمن يظن أن الشيطان تسلط ببوله في الأذن ليسبب له ثقلا في النوم فيمنعه من سماع أي صوت قد ينبهه للصلاة .

#- المناقشة الثانية: للرأي القائل أن الشيطان يستخدم الأذن كمجاري لسريان بوله في عروق الإنسان حتى يسبب الكسل .. (مع استكمال المناقشة في السؤال التالي).

2- س12: ما الحكمة من أن الشيطان يبول ولا يتبرَّز في الأذن في ظن من يقول بأن بول الشيطان حقيقي ؟

- استكمال مناقشة الرأي القائل بأن بول الشيطان يسري في العروق ويسبب الكسل.

************************

:: الفصل الخامس::

:: عن سبب إشارة النبي لبول الشيطان في الأذن دون سائر الجسم – ومناقشة الذين قالوا أن بول الشيطان حقيقي ويسري ببوله في عروق الإنسان ويسبب لهم الكسل ::

**********************

..:: س11: لماذا قال النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل ولم يذكر منطقة أخرى في الجسم ؟ ::..

 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قد يتسائل البعض فيقول: ما الحكمة من قول النبي أن الشيطان بال في أذن من نام عن صلاة الليل .. ولم يذكر أنه يبول في أماكن أخرى ؟!!
 
- الحقيقة أن بعض العلماء قد اجتهدوا في معرفة الحكمة من بول الشيطان في الأذن للشخص النائم .. وكأنهم سألوا فقالوا: لماذا الشيطان خصص الأذن بالذات للتبول فيها ..؟!!
- فهذا أرجعه بعض العلماء لسبب وحيد وجدته يتداولونه .. وهو أن بول الشيطان في الأذن لأنها محل إدراك المسموعات .. والبعض جعلها محل سريان البول فيها ليسبب الكسل ..!!
 
- فلا تتعجب أخي الحبيب .. حينما تجد أحد يقول لك أن الحكمة من تبول الشيطان في الأذن دون سائر الجسم هو لأمرين:
- الأول: لأن الأذن وسيلة إدراك المسموعات ولذلك الشيطان يسد منافذ السماع حتى يمنعه من القيام للصلاة ..
(وهذا الكلام رددنا عليه في الفصل الثالث).
 
- الثاني: لأن الأذن هي منفذ لبول الشيطان إلى عروق الجسم .. فيدخل ببوله في مجاري العروق وينفذ فيها .. فيورث الكسل في جميع الأعضاء.
 
#- والعجيب أنك ترى الرأيين متضاربتين وعكس بعض تماما .. فالأول يقول بغلق الأذن بالبول .. والثاني يقول بأنها مسلك أو طريق لبول الشيطان ..!!
 
#- وإليك بعض مما قاله بعض العلماء في سبب اختيار الشيطان للأذن ليبول فيها:
1- قال القاضي أبو الوليد الوقشي (المتوفى: 489 هـ):
- وخص الأذن .. لأنه الموضع الذي يُناجى منه الإنسان حتى يُخدع عما يعتقده .. والعرب تستعمل البول بمعنى الفساد. (التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه ج1 ص206).
 
2- قال القاضي عياض رحمه الله (المتوفى: 544 هـ):
- وخص ذلك بالأذن كما خصها في قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْف} الكهف:11 .. والله أعلم.
- ولأن الأذن حاسة المنتبه بكل حال وموقظة النائم بما يطرأ عليه من الأصوات. (إكمال المعلم بفوائد مسلم ج3 ص139-140).
 
3- قال أبو العباس القرطبي (المتوفى: 656 هـ):
- (بول الشيطان): لا إخَالُه في بقائه في ظاهره ..
- ويحتمل أن يراد به أنه يصرفه عن الصارخ والمُنَبِّهِ .. بما يقرُّه في أُذُنِهِ حتى لا ينتبه .. فكأنه ألقى في أذنه بوله .. فأثقل سمعه بذلك .. (اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه ج1 حديث رقم600).
 
4- قال الإمام شهاب الدين التوربشتي رحمه الله (المتوفى:661 هـ):
- وقيل: قد يكون بوله في أذنه .. كناية عن ضرب النوم عليه .. وخصه بالأذن؛ لأنها حاسة الانتباه وسماع ما يكون من أصوات الدعاة إلى التهجد.
- وقيل: هو مثل قولهم تفل فلان في أذن فلان ونفث فيه .. إذا ناجاه. (الميسر في شرح مصابيح السنة ج1 ص313).
 
5- قال الإمام شرف الدين الطيبي رحمه الله (المتوفى:743 هـ):
- وأقول: خص الأذن بالذكر، والعين بالنوم .. إشارة إلي ثقل النوم .. فإن المسامع هي موارد الانتباه بالأصوات ونداء ((حي علي الفلاح)) .. قال الله تعالي: (فضربنا علي آذانهم في الكهف) أي أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأصوات.. وخص البول من بين الأخبثين؛ لأنه من خباثته أشد مدخلاً في تجاويف الخروق والعروق، ونفوذه فيها، فيورث الكسل في جميع الأعضاء. (شرح المشكاة – الكشف عن معالم السنن ج4 ص1202 حديث رقم 1221).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على كلام الإمام الطيبي:
- ستلاحظ شيء في كلام الإمام الطيبي رحمه الله .. وهو أنه ذكر أن سبب تخصيص الأذن للإشارة إلى أنها سبب لثقل النوم عن موارد سمع الأذان .. ثم ذكر في سبب البول أن يسلك في العروق فيورث الكسل في الأعضاء ..
 
- وهنا نسأل: ما الذي يفعله البول الشيطاني حينئذ .. هل يسد منافذ السماع أم يسري في العروق ويسبب الكسل ..؟!! إذا أن كلا الرأيين متعارضين حسبما أجد ذلك ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا عاما على كلام العلماء:
- الظاهر من كلام العلماء أنهم ينظرون سبب بول الشيطان في الأذن لأنها محل إدراك المسموعات .. كأداة استقبال في التنبيه على الصلاة وكأنه أهمل استخدام هذه الأداة بأن ينبهه أحد للقيام إلى الصلاة فتسلط عليه الشيطان.
 
@- ولنا هنا مناقشتان:
#- المناقشة الأولى: حينما يقول بعض العلماء .. أنه تسلط ببوله في الأذن ليسبب له ثقلا في النوم فيمنعه من سماع أي صوت قد ينبهه للصلاة سواء الأذان أو المنبه أو من ينادي عليه ليفيق للصلاة .. أي أن هذه الأداة تم غلقها حتى لا تستمع إلى ما يحركك للصلاة .. فهذا ما لا يمكن أن يكون صحيحا .. ليه ؟
1- لأنه لو كانت الحكمة من بول الشيطان في الأذن وسدها ومنعها عن سماع الأذان .. فلماذا العتاب حينئذ من النبي لمن فاتته الصلاة طالما هو مقهور ولا قدرة له على سماع الأذان أصلا من بداية نومه ؟!!
 
2- ولأن غير المؤمن قد يسمع الأذان ولا يقوم للصلاة لعدم إيمانه بها .. بل والقنوات السمعية تكون مهيأة للسماع سواء للنجدة والإغاثة أو عند صريخ طفل أو عند رنة الموبايل أو غير ذلك .. ونجد أن البول لم يمنع هؤلاء من سماع الأصوات ..!! لأنه شيء غير معقول ولا يصدقه أحد لأن الواقع يكذب تبرير البول الشيطاني الذي يقال عنه أنه يفسد مسامع الأذن ..
 
- يعني الشيطان يمنع المؤمن من سماع الأذان .. ببول يلقيه في أذنه ليفسد عليه مسامعه .. في حين أن غير المؤمن كالملحد وغيره يتمتع بكافة وظائفة الحيوية كما يحلو له بما فيها أداة السماع وهي الأذن ؟!! أهذا كلام يقول به العقلاء ؟!!
 
- سأترك العقلاء يجيبون على ذلك ..
 
 3- وإذا كان بول الشيطان وصف يقال لمن فاتته الصلاة أصلا .. فالمسألة لا علاقة لها بسد الأذن عن سماع الأذان ..!!
4- وأزيد شيئا لم أذكره سابقا .. وهو أن الشيطان لو كان يبول في الأذن بولا حقيقيا لسد الأذن عن سماع الأذان .. فماذا سبقعل في الشخص المصاب بالصمم أي هو أطرش ولا يسمع ؟ فبماذا يفيده وجود البول في أذنه حينئذ ؟!!
- أفلا تعقلون يا ناس ؟!!
 
- وما سبق فيه الكفاية للبصير .. ولكن للمزيد من المناقشة فارجع إلى ما ناقشناه مع جماعة الرأي الخاص بأن بول الشيطان حقيقي .. فقد ألحقت بها مسألة منع سماع الأذان بهذا البول .. لأنهم يقولون بهذه العلة .. فارجع لما ذكرته في الفصل الثالث عن عنوان (س8: لماذا القلب يطمئن والعقل يميل لعدم صحة الرأي القائل بأن المقصد من بول الشيطان في الحديث النبوي هو بول حقيقي ؟).
 
#- المناقشة الثانية: للرأي القائل أن الشيطان يستخدم الأذن كمجاري لسريان بوله في عروق الإنسان حتى يسبب الكسل .. حيث أن هذا كلام غير مقبول أو معقول .. ليه ؟
1- لأنه لا دليل على ما ذهب إليه الإمام الطيبي بأن هذا البول يسلك مجاري العروق .. ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم يفعله في فتحات أنفه حتى يذهب هذا البول الخارق للعادة في جوف الإنسان .. أو ينتظره حينما يشخر أثناء النوم ويتبول في فمه .. فيذهب بوله بصورة أسرع في باطن الإنسان وليملأ بطنه به ..!!
 
2- أما عن أغرب ما تجده من عقول البعض على الإنترنت .. فتجد من ينتصر لرأي الطيبي فيقول: بأن سريان بوله في العروق .. كقول النبي أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ..!!
 
- وهذا كلام لا يخفى على عاقل مدى بطلانه .. إذ أن الرواية قالت الشيطان ولم تقل بوله كما قال هذا المخطيء ولعله جاهل ولربما هو يكذب على رسوله الله حتى ينتصر للرأي القائل بسريان بول الشيطان في العروق الدم .. !!
 
- وعموما سنناقش بتوسع مسألة سريان بول الشيطان في العروق .. في السؤال التالي إن شاء الله ليتبين لك مدى بطلان هذا التصور الذي تصوره الإمام الطيبي رحمه الله .
 
#- خلاصة القول:
1- أن سبب اختيار الشيطان لأذن الإنسان حتى يبول فيها .. لأنها وسيلة إدراك المسموعات الخارجية .. وأنه لما كانت هذه الوسيلة وهي الأُذن .. من المفترض أن تكون مستجيبة لنداء الحق مثل الأذان للقيام إلى الصلاة .. وحينما لم تستجيب للحق .. فكانت هذه الأذن كالذي بال أي أفسد فيها الشيطان بوسوسته ..
- ولعل أجمل ما قيل في ذلك .. هو ما ذكره الإمام الخطابي رحمه الله (المتوفى:388 هـ) حين قال:
- قوله (بال الشيطان في أذنه): يشبه أن يكون ذلك مثلا ضربه له .. شبهه حين غفل عن الصلاة وتثاقل بالنوم عن القيام لها ممن وقع البول في أذنه فثقل سمعه وفسد حسه لذلك .. (أعلام الحديث – شرح حديث البخاري ج1 ص636).
 
2- وهنا جزئية مهمة جدا .. وهو أنه لا يمكن أن يقال أن بول الشيطان في الأذن: كأنه بال الشيطان فيها بولا حقيقيا .. ليه ؟
-  لأنه ما فائدة البول الحقيقي في الأذن إذا كان ممكن للإنسان أن ينتبه في أي وقت للصلاة دون احتياج لسماع أي شيء ..؟!! فيصبح حينئذ لا قيمة لهذا البول الحقيقي .. وإنما البول بمعنى الوسوسة فهو بمعنى دوام السيطرة بعزيمة الوسوسة في الإنسان في أي وقت يحاول النهوض فيه .. فيظل يؤثر عليه بعزيمة (عليك ليل طويل فارقد) .. والله أعلم ..
 
#- ملحوظة مهمة: إذا كان الإمام الطيبي قد ذكر أن سبب اختيار الشيطان للبول في الأذن هو لأنه يسري في عروق الإنسان فيسبب له الكسل .. فهذا كلام يحتاج لمراجعة وتتبع لأنه لا يمكن ان يمر مرور الكرام ..!!
- وهذا نناقشه في السؤال التالي إن شاء الله .
 
****************************
 
..:: س12: ما الحكمة من أن الشيطان يبول ولا يتبرَّز في الأذن في ظن من يقول بأن بول الشيطان حقيقي ؟ ::..
(ومناقشة الرأي القائل بأن بول الشيطان يسري في العروق ويسبب الكسل)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- من المسائل التي تكلم فيها البعض وهو الإمام الطيبي .. كانت مسألة سبب اختيار الشيطان للبول على وجه الخصوص من الاخبثين (البول والبراز) .. فاختار البول ليضعه في أذن الإنسان .. دون أن يكون اختياره في ذلك هو البراز ؟!!
 
#- قال الإمام شرف الدين الطيبي رحمه الله (المتوفى:743 هـ):
- وخُصَّ البول من بين الأخبثين .. لأنه من خباثته أشد مدخلاً في تجاويف الخروق والعروق ونفوذه فيها .. فيورث الكسل في جميع الأعضاء. (شرح المشكاة – الكشف عن معالم السنن ج4 ص1202 حديث رقم 1221)..
- وممن نقل رأي الإمام الطيبي في كتبه هو الإمام بن حجر كما في كتابه (فتح الباري ج3 ص29).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- كنا قد ذكرنا سابقا أن البعض ذكر علة وجود البول الشيطاني في الأذن هي لمنع سماع الأذان .. ولكن هناك رأي آخر انفرد به الإمام الطيبي وهو أن البول يدخل الجسم وينتشر في العروق ويسبب لها الكسل ..!!
 
- وسبب تفكر الإمام الطيبي في هذا السؤال .. يجعلنا نفهم مباشرة أنه ممن يميلون إلى أن بول الشيطان هو بول حقيقي .. وإلا ما كان تفكر هذا السؤال ؟!! إذا لو كان من أصحاب الرأي القائل بان البول هو تعبير مجازي عن الوسوسة ما كان يمكن ان يتفكر في هذا السؤال أبدا .. لأنه لن يكون له وجود أصلا في العقل ..!! بل ويجعلنا نعلم إلى أي مدى يذهب أصحاب هذا الرأي بالبول الحقيقي .. إلى تخبط عقلي في مسائل أقل ما يقال عنها أنها سخيفة ولا علاقة لها بالدين أصلا ..!!
 
- وإذا كان الإمام الطيبي قد ذكر في كلامه سبب اختيار الشيطان للبول بدلا من البراز عن رأي خاص به فقط .. إذ لم أجد هذا الكلام عند علماء سبقوه في حدود ما بلغني من العلم .. إلا أنه جعل هذا البول هو سببا في حدوث الكسل في جسم لأنه جعله يسري في عروقه .. !!
 
- وكأن الإمام الطيبي رضي الله عنه .. قد تصور أذن الإنسان أصبحت قاعدة تواليت أو مرحاض أي كنيف خاص بالشيطان ثم تصور أن ما يرتبط بهذه الأذن من عروق فهي أصبحت مثل مجرى صرف لفضلات الشيطان داخل الإنسان ..!!
 
- وإذا كان الإمام الطيبي ذكر تصوره كمجرد رأي خاص به .. ولا أكثر من ذلك .. إلا أن بعض أهل زماننا أخذوا رأيه ينتصرون به لتعظيم بول الشيطان في النفوس .. وكأنهم يكسبون بول الشيطان هيبه في النفوس ..!!
- أتصدق هذا يا مؤمن ؟!!
 
- وهذا الرأي .. وجدت من المهم الرد عليه ومتابعته .. حتى أكشف لك أخي الحبيب مدى السخافة والقرف الموجود على الإنترنت من محبي الإنتصار لبول الشيطان الذي يسبح في العروق الدموية ويسبب كسل للإنسان .. وأقول لهم: أن هذا كلام جهلاء ولا يمكن قبوله عقلا ولا شرعا .. بل هو باطل بكل يقين .. ليه ؟
 
1- لا يوجد دليل يشير إلى ما ذهب إليه الإمام الطيبي .. من أن للشيطان بولا يسبح في عروق الإنسان أو تجاويف الأذن ..!! بل ولا يوجد دليل على أن هذا البول يسبب الكسل ؟!!
 
2- هذا التفسير في حد ذاته هو تفسير باطل طبيا ومستحيل حدوثه أصلا .. وأكيد لم يكن الإمام الطيبي يعلم ذلك في ذلك العصر الذي عاش فيه .. إذ أن المياة لا تنتقل من الأذن لأي مكان ولا حتى الهواء .. لوجود صمامات تتحكم في حدوث منع المياه إلا من خلال قناة استاكيوس في الأذن الوسطى والتي فيها أيضا ضبط ضغط الهواء للمحافظة على اتزان الإنسان .. يعني باختصار هذا القول من الإمام الطيبي يستحيل تحقيقه ..!!
 
- فتخيل نفسك معي وضعت رأسك بأكملها داخل المياة كأنك غطست في البحر .. فهل يصل المياه لعروقك ؟!! أكيد لا .. وهل لو بللت أصبعك ووضعته في أذنك اثناء الوضوء فهو يصل لعروقك .. ؟! أكيد .. لا ..
 
- فضلا عن أنه لا يوجد عروق متصله بالأذن .. ليسبح فيها البول الشيطاني وينتقل لكل الجسم ليسبب له الكسل .. !!
 
- يبقى ليه حتى يومنا هذا .. بعض الكتب الدينية تظل تنقل كلام الإمام الطيبي من جملة أسباب اختيار الشيطان للأذن هو لأنه يسبح ببوله في عروق الإنسان ويسبب له الكسل ؟!!
 
- وإذا كان هذا البول الشيطاني يستحيل تواصله بعروق الدم .. فما أغرب بعض أهل زماننا أن ينتصر لرأي الطيبي فيقول: أنه يجري ببوله كما يجري في دمه ..!! بل وكأن جريانه في الدم ليس بوسوسته .. فجعلوه يجري ببوله في دم الإنسان ..!!
- فكيف لمؤمن عاقل سليم العقل والقلب أن يصدق هؤلاء ؟!!
 
- فيا لهم من جهلة .. !! وكأن الشيطان قد بال في أذنهم بما أراد منهم أن ينطقوه به لينتصروا لبوله بأي طريقة من الطرق .. فما أقبح هذا الجهل ..!!
 
3- ولو كان بول الشيطان يسري في العروق الدموية .. لكان الإنسان تسمم دمه بخبث بول الشيطان .. ولمات منذ زمن بعيد ولم يعد للإنسان وجود .. لأن غالب الناس ما بين كافر وملحد ومؤمن غير مصلي .. وغالب الظن هؤلاء هم من يحدث معهم هذا البول مثلا .. والمعلوم أن البول في الدم يسبب تسمم .. وعلى هذا لكانت البشرية تم فنائها من زمن بسبب بول الشيطان الجاري في دمائه ..!!
 
4- ولعل البعض قد يخاطره عقله فيقول: لعل بول الشيطان لا يسبب تسمم في دم الإنسان كبول الإنسان .
 
- ولكني أقطع عليه خاطره وأقول له: وهل حضرتك كنت حللت بول للشيطان قبل كده علشان تعرف هل هو يشبه بول الإنسان أم لا  ؟!!
- ثم أقول لك: بقى ده كلام بذمتك يقال في دين الله ؟!!  
 
5- وقبل ختام مناقشتي لهذا التصور الغريب بسريان بول الشيطان في جسم الإنسان .. أن الذي يظهر بطلان هذا التصور .. هو لو كان بول الشيطان يسبح في العروق وكأن الإنسان أصبح مبولة الشيطان فعلا .. فنقول لهم: وكيف يتخلص من تلك النجاسة التي امتزجت بدمه حسب زعمهم حتى يستطيع الصلاة ؟!!
 
- أي كيف يتخلص المؤمن من نجاسة الشيطان التي أثرها لازال في أذنه وهو لا يراها لأنها لا مادية لها .. وإلا فكيف سيصلي وهو أصبح نجس ظاهرا وباطنا ببول الشيطان العظيم الذي جعلتوه سببا في كسل الإنسان من خلال سريانه في عروق الإنسان ؟!!
 
- ولا انتظر إجابة منكم .. على كيفية التخلص من النجاسة الشيطانية التي سبحت في دماء النائم .. لأنه ببساطة لو كان هذا يحدث فعلا كما زعمتم فنحن نتحدث عن موتى .. وليس نائمون .. وذلك بسبب تسممهم ببول الشيطان على مدى شهور وسنين ..!!
- فما هذه المسخرة البولية الشيطانية التي يروج لها البعض ؟!!
 
6- ولو كان الشيطان له قدرة على أن يبول في نفس الإنسان لأن بوله قد انتشر في عروقه وسكنها واستوطنها .. فلماذا طالما له هذه القدرات الخارقة في الإستيلاء على الإنسان .. لا يمرض البشرية جميعا ويجعلها يائسة من رحمة الله ؟!!
 
7- والأبسط مما سبق نقول لمن يتصور هذا التصور الغريب: إذا كنتم جعلتم الشيطان له بول فعلا يسري في دماء بعض المؤمنين ويسبب لهم الكسل عقابا له لأنه نام عن الصلاة .. فلماذا لا نجد ذلك يحدث مع غير المؤمنين الذين ينامون وينهضون بكل عزيمة ويسعون في الأرض نشاطا وقوة وعزيمة ؟!!
- فهل الشيطان تخصص تبول في المؤمنين فقط دون الكافرين .. ولا إيه الكلام ؟!!
- والذي أظنه أن الشيطان قد بال حقا في أذنكم حتى خاطركم بأن تعظموا بوله .. وإلا فلماذا هذا التعظيم لبول الشيطان على وسائل الميديا ؟!!
- إلا لو كانت هذه حقيقتكم .. من أنكم محلا لبول الشيطان ..
 
8- ولو كانت الأذن هي مبولية فعلية للشيطان .. فأنت قد جعلت للشيطان سلطة تصرف في نفوس المؤمنين ببوله حتى يفرغ ما في مثانته في أذن الإنسان .. فهذا كلام باطل ولا يصدقه إلا أحمق جاهل .. لأنه كلام مخالف لكلام الله إذ أن الله يخبرنا عن فعل الشيطان مع الناس فيقول تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ...) إبراهيم:22 ..
 
- فالشيطان يدعو للباطل بطرق شتى .. وليس يتصرف في المؤمنين ببوله فيمنعهم عن الصلاة .. فما أكذب هذا الكلام ..!!
 
- ولذلك يقول تعالى عن الشيطان: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس:5 ..
 
- فكيف بعد كل ما سبق .. أن يقبل أي مؤمن عاقل مثل هذا التصور الغريب والمخالف لكلام الله ؟!!
 
#- خلاصة القول:
1- من الخطأ القول بأن بول الشيطان حقيقي وأن الحكمة منه هو لمنع سماع الأذان فلا ينهض من النوم .. أو أن الشيطان بوله حقيقي ويسلك عروق الدماء ويسبب الكسل في الإنسان بهذا البول .. فهذا كلام غير صحيح وغير مقبول عقلا ولا قلبا .. بل ويخالف كلام الله ..
 
2- أيكون نصيب المؤمن الذي نام عن صلاة العشاء أو الفجر أو كلاهما .. حظه وقسمته أن يتبول الشيطان في أذنه ويلوث دماءه بنجاسته .. ليسبب له الكسل ..!!
- فإذا كان هذا فعل الشيطان بالمؤمن فلماذا لا يفعل ذلك مع الكافر من باب أولى ؟!!
 
3- أما عن مصيبة المصائب .. من يجعل من الشيطان متصرفا ببوله في نفوس المؤمنين وهم نيام حتى منعهم من سماع الأذان وصلاة الفرض .. ووسيلة ذلك هي التصرف ببول الشيطان في الإنسان ..!!
 
- فيا له من كلام باطل .. وفيه مخالفة صريحة لكلام الله عن فعل الشيطان مع الإنسان .. إذ قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ...) إبراهيم:22 ..
 
4- أخي الحبيب قد أتاك من العلم ما يستقيم به عقلك وقلبك .. واحذر من الكذابين في الدين أخي الحبيب .. لأنه سيصادفك من يزعم نفسه أنه شيخ وستجده يأخذ من كلام العلماء بعض أقوالهم التي تتفق مع مذهب طائفته .. ويكذب عليك ويخبرك أن ما يخبرك به هو عقيدة أهل الإيمان .. وهو كذاب .. لأن هذه مجرد أقوال علماء وتصورات وليست عقائد .. فانتبه وكن بصير .
 
- واعلم أخي الحبيب .. أن صاحب هذا الرأي في الأصل وهو الإمام الطيبي .. قد ذكره مجرد بحثا عن حكمة بول الشيطان كونه بول وليس براز ..، ولكنه بكل تأكيد لم يكن يتصور يوما أنه سيأتي جماعة جهلاء أو حمقى ويأخذون تصوره هذا وينشرونه بين الناس ويحاولون أن يجعلوه معتقد للناس ليعتقدوه ...!! والإمام الطيبي بريء منهم ومن أفعالهم بكل تأكيد .. وحسبهم ما ينشرونه بين الناس من أباطيل ويجعلون منها دينا يعتقده الناس .
 
#- أخي الحبيب:
- أرجوك .. قف على مسائل الدين بقلب سليم وعقل رشيد وعلم صحيح خالي من التعصب الطائفي .. حتى تبصر وتفهم .. والله ولي التوفيق.

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 5 تعليقات:

  1. لا حول ولا قوة الا بالله
    ولا يتبقى لنا إلا ان ندعو بما ختمت استاذنا الفاضل
    بأن يرزقنا الله القلب السليم والعقل الرشيد ويثبتنا
    ويديم المدونة وصاحبها على الصراط المستقيم
    من غير تعصب لطائفة ولا مذهب ولا حزب عقيم
    امين يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. ياااارب .. اللهم آمين يارب العالمين
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  2. بارك الله فيك ياأستاذ خالد ..والله كلام حضرتك منطقى جدا ..كلام عقل فعلا
    الله عز وجل كرم الإنسان وعززة جدا ..والدين الإسلامى دين عظيم فالله جميل يحب الجمال ويحب الطهر والإغتسال والنظافة ..فكيف يعقل أن يتبول الشيطان فى الأذن يا قوم !!فهذا شئ ليس جيد أبدا ..وبالعقل خلاص مفيش مكان تانى يتبقي فى الدنيا الا أذن الإنسان بالله كيف يعقل هذا..فهذا شئ مقزز ..ولو كان صحيحا لأصبحنا فعلا مع الموتى فكيف سنعيش أصلا ..
    المقصود بتبول الشيطان فى أذن الإنسان أنه يوسوس له مثلا يزيين له حب النوم أثناء الاستيقاظ لصلاة الفجر يضحك عليه ويقول له نام خمس دقائق على ما الأذان يخلص وأصحى صلي لسه بدري.. يصحى يلاقي نفسه الصبح عادى ههههههه..أو الجو ساقعة أتغطى ونام أو لأي سبب من الأسباب ..لكن الحقيقة الشيطان ليس فى يده شئ وليس له سلطة على الإنسان أصلا ..الانسان هو الذي يسلم عقله للشيطان.. لأن الله هو المتحكم الوحيد فى هذا الكون هو الذي يريد ويمنع..والانسان إذا عنده نية وعزيمة وإرادة ويريد أن يستيقظ هيستيقظ لحاله حتى لو مريض..الا عاوز يعمل شئ هيعمله والله .. أو لو ظبت منبه يصحية هيصحى على صوت الفون..ولو نايم وسمع صوت قطة هيصحى مفزوع ويطلع يجري ههههه فهذا دليل كافى على أنه يسمع وليس فى غيبوبة.
    لا حول ولا قوة الا بالله ..والله المستعان فعلا.

    ردحذف
  3. لو سمحت ياأستاذ خالد إستفسار بسيط ..
    هل جملة فماذا سبقعل فى الشخص المصاب بالصمم أي هو أطرش ولا يسمع فى نقطة رقم 4 فى الأعلي هل هى صحيحة ؟؟

    ردحذف
  4. يا متبث العقل و الدين هههههه
    أستاذي الفاضل .. شوف لينا كده حتة خاصة بالرقاة تجار الدين في هذه المسألة " الشيطان ومجرى الدم " .. فلو قرأ أحدهم موضوعك .. بكرة ستجده يتاجر بها و يقول للناس - على التيكتوك او فايس او يوتيوب .. أنه يعمل على :
    - تنظيف مجرى الدم و تطهير مسالك و مجاري الدم من النجاسة " بول الشيطان ".. عن طريق السيروم أو المحلول .. كما جاء ذلك في قسم انحرافات المعالجين الرقاة ( الجزء 11 منه .. الطريقة 67 .. بعنوان " طريقة الحقن بمحلول " السيروم أو السالين " العلاج بالمحاليل الطبية مثل (محلول الملح والجلوكوز) " الشيطان ومجرى الدم " )) هههههههههههه
    لا حول و لا قوة الابالله
    جزاكم الله خيرا أستاذنا خالد
    ******************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف