بحث في المدونة من خلال جوجل

السبت، 8 أكتوبر 2022

Textual description of firstImageUrl

ج6: رسالة سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة - ما هو حق النبي عليك طالما هو كالوالد يعلمك أمور دينك - ما الذي نفهمه من محبة الله للعبد من خلال اتباع النبي صلى الله عليه وسلم - ما الذي يترتب على اتباعك للنبي في ظاهرك وباطنك ؟ - (المحبة الإلهية للعبد هي درجات - وتمنح لكل إنسان بقدر اكتسابه من طاعة واتباع النبي) - كيف يتلاعب بك الشيطان في مسألة محبة الله لك وقبوله لأعمالك وغفرانه لذنوبك - (هكذا يحدثك الشيطان في نفسك ليحبطك).

   بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

سيدنا محمد

أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة 

(الجزء السادس)

#- فهرس:
:: الفصل السادس :: عن حق النبي في المؤمنين - ومحبة الله من خلال اتباع النبي ::
1- س24: ما هو حق النبي عليك طالما هو كالوالد يعلمك أمور دينك ؟
2- س25: ما الذي نفهمه من محبة الله للعبد من خلال اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟
3- س26: ما الذي يترتب على اتباعك للنبي في ظاهرك وباطنك ؟
- (المحبة الإلهية للعبد هي درجات - وتمنح لكل إنسان بقدر اكتسابه من طاعة واتباع النبي).
4- س27: كيف يتلاعب بك الشيطان في مسألة محبة الله لك وقبوله لأعمالك وغفرانه لذنوبك ؟
- (هكذا يحدثك الشيطان في نفسك ليحبطك).
******************
..:: الفصل السادس ::..
:: عن حق النبي في المؤمنين ومحبة الله من خلال اتباع النبي ::
********************
 
..::س24: ما هو حق النبي عليك طالما هو كالوالد يعلمك أمور دينك ؟ ::..
 
- طالما النبي صلى الله عليه وسلم هو كالوالد يعلم أمور دينك .. فعليك توقيره والأدب معه .. وطالما أنت مؤمن به ومعتقد فيه كمال الاخلاق فعليك أن تتخذه الأسوة الحسنة لك في حياتك .. وطالما أنت تحب الله فعليك أن تتبعه في ظاهرك وباطنك .. ففي ظاهرك باتباع ما كان يظهر منه في فعله من حسن الخلق مع المخلوق وحسن الطاعة للخالق ، وباطنا بتزكية قلبك وتطهيره لأنه محل نظر الله وفيه يطلع على النوايا الصادقة ..
 
- فلنتكلم قليلا عن ثلاثة أمور هامة في حق النبي صلى الله عليه وسلم عليك كمؤمن .. من حيث كونه كالأب الحنون الذي يعلمك .. وكونه قدوة حسنة عليك أن تتبعها طالما ترجو الله واليوم الآخر .. وكونه نبيا رسولا في اتباعه تتنزل عليك رحمات الله بحبه لك فيغفر لك .
 
#- أولا: من حيث كونه الأب الحنون الرؤوف الرحيم الذي يعلم ما فيه نجاتك وإصلاحك ..
- فهذا يستوجب منك الأدب معه ورعاية حرمته في أهل بيته أيضا ..
- يقول تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف157.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- فالذين صدَّقوا بالنبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وأقروا بنبوته، ووقروه وعظَّموه ونصروه، واتبعوا القرآن المنزل عليه، وعملوا بسنته، أولئك هم الفائزون بما وعد الله به عباده المؤمنين.
 
- وهذه النبوة المصحوبة بأبوة خاصة بالمؤمنين إذا كانت تستوجب التوقير وهو الإجلال له .. فهي أيضا تستدعي الإحترام والتقدير وحسن الأدب في معاملتك معه حتى حينما تسمع اسمه أو تنطقه ..!!
- ولذلك يقول تعالى: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) النور63.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- لا تقولوا - أيها المؤمنون- عند ندائكم رسول الله: يا محمد، ولا يا محمد بن عبد الله، كما يقول ذلك بعضكم لبعض، ولكن شرِّفوه، وقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- ثانيا: ومن حقوقه عليك يا مؤمن من حيث كونه نبيا رسولا فتخضع له وتتبعه وتطيعه وتتخذه قدوة حسنة لك .. لأن في اتباعه وطاعته رحمة وغفران من الله ..
- كونك مؤمن بالله ورسوله .. فهذا يستوجب منك طاعة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم لتنال رحمة ومحبة الله .. فإذا كان لا يوجد اتباع فكيف تنال رحمة ومحبة الله وغفرانه لذنوبك ؟!!
 
أ- يقول تعالى: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور56.
ب- ويقول تعالى: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف 158.
 
- وكلمة (لعلكم): أي رجاء لكم أن تهتدوا أو ترحموا في حال اتباعكم وطاعتكم للنبي .. وأتى بلفظ لعل الذي يفيد الرجاء لأن هناك من يطيع ويتبع إيمانا .. وهناك من يطيع ويتبع نفاقا .. ولذلك أتى بلفظ الرجاء حتى نعلم أن تحقق هذا الرجاء إنما سيكون للذين يتبعون عن إيمان وليس عن نفاق .. ولعل لذلك قال العلماء أن لفظ (لعل) يفيد التحقيق في حق الله .. (هذا ما جال بخاطري والله أعلم).
- وقال بعض العلماء أن الرجاء إنما هو من الناس .. ويكون المعنى: أي أن طاعة الرسول واتباعه إنما تفعلوه رجاء الرحمة ورجاء الهداية منكم التي ترجونها فتكسبكم جمالا من الله بالنعيم ولا تكسبكم جلالا من الله بدخول الجحيم .. والله أعلم .
 
ج- ويقول تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران 31.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
- قل: إن كنتم صادقين في دعواكم أنكم تحبون الله وتريدون أن يحبكم الله .. فاتبعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه .. لأنني مبلغ عن الله .. فإن ذلك يحبكم الله به .. ويثيبكم الله عليه بالإحسان إليكم والتجاوز عن خطاياكم، والله كثير الغفران والرحمة لعباده. (انتهى النقل من التفسير).
 
د- كونك مؤمن بالله ورسوله فها يستوجب عليك أن يكون نبيك ورسلك هو قدوتك في الإيمانية في الحياة حتى يستقيم حالك وفق منهج الله بل وترتقي في مقامات أهل الإيمان .. يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب21.
 
#- والمعنى من التفسير الميسر:
- لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته، فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره، وشكره في كل حال. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قال الإمام أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله (المتوفى:412هـ):
- قال محمد بن علي الترمذي: الاسوة في الرسول صلى الله عليه وسلم الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول وفعل ..
- سمعت جدي يقول: سمعت أبا عثمان يقول: من أَمَّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة .. ومن أَمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة لأن الله تعالى يقول: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) النور54.
تفسير السلمي ج2 ص142
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): لعل (أبو عثمان) الذي ذكره الإمام السلمي هو (شيخ الإسلام أبو عثمان، سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور النيسابوري الحيري) .. والله أعلم .
 
#- وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1419هـ):
- أسوة: قدوة ونموذج سلوكي، والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مُبلِّغ عن الله منهجه لصيانة حركة الإنسان في الحياة، وهو أيضاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أُسْوة سلوك ..
- فما أيسر أنْ يعظ الإنسانُ، وأنْ يتكلَّم .. !!
- المهم أنْ يعمل على وَفْق منطوق كلامه ومراده .. وكذلك كان سيدنا رسول الله مُبلِّغاً وأسوة سلوكية؛ لذلك قالت عنه السيدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: «كان خلقه القرآن» .. تفسير الشعراوي ج19 ص11979
 
#- وفي موضع آخر قال الشيخ الشعراوي رحمه الله:
- وقوله تعالى: (فِي رَسُولِ الله ..) الأحزاب21 .. كأن الأُسْوة الحسنة مكانها كل رسول الله ..
- فهو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ظرف للأُسْوة الحسنة في كل عضو فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.. ففي لسانه أُسْوة حسنة، وفي عينه أُسْوة حسنة، وفي يده أُسْوة حسنة. . إلخ، كله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أُسْوة حسنة.
- هذه الأُسْوة لمَنْ؟ (لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله واليوم الآخر وَذَكَرَ الله كَثِيراً) الأحزاب21.. تفسير الشعراوي ج19 ص11981.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة): الشيخ الشعراوي يقصد أن في كل النبي ستجد قوة حسنة لك من خلال كل ما ظهر منه في سلوكياته سواء فعلها بيده أو عينه أو قالها بلسانه أو ما شابه ذلك .. ولذلك عليك ان تتبعه في كل أفعاله وأقواله .. والله أعلم .
 
#- ثالثا: من حقه عليك كمؤمن أن تدعو له صلى الله عليه وسلم تعبيرا منك عن شكرك له .. كما لو فعل والدك معك معروفا فأنت تشكره ..
- من أبسط الدعوات التي تدعوها له هو أن تصلي عليه وتسأل الله له الوسيلة .. والوسيلة هي أعلى منزلة في الجنة ليست لأحد غير واحد فقط .. كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ) صحيح مسلم.
 
- وفي رواية أخرى: (صلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتكم عليَّ زكاةٌ لكُم، وسلُوا الله لي الوسيلة) أخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في "فضل الصلاة على النبي - وصححه الألباني.
 
#- وخلاصة القول:
- أن عليك اتباع وطاعة النبي وجعله لك أسوة حسنة في حياتك .. لو كنت من الذين يرجون الله وكرامته في الآخرة .. وحاله ذكر الله في كل وقت ...، بل وتدعو له في محاولة منك وتعبيرا على شكرك له صلى الله عليه وسلم .. كما قال صلى الله عليه وسلم: (من أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ) صحيح أبي داود.
 
**********************
 
..:: س25: ما الذي نفهمه من محبة الله للعبد من خلال اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..
 
- يقول تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران 31.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- نفهم أن المحبة لا تأتي بثمارها في القلب وتشرق بأنوارها إلا بطاعة الله وبطاعة الرسول في كل أحوالك ظاهرا وباطنا.
 
- وكيف لا نتبعه والله يقول: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الشورى 52.
 
- وكيف لا نتبعه وكمال الإيمان لا يكون إلا باتباعه حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) أخرجة الخطيب في تاريخ بغداد - وبن أبي عاصم في السنة - والحكيم الترمذي في نوادر الأصول .. وقال بن حجر في الفتح: رجاله ثقات .. وقال النووي في الأربعين: حسن صحيح .. وقال الذهبي في الكبائر: إسناد صحيح.
 
- ومعنى الحديث السابق (يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) .. هو أنه لا يكتمل إيمان أحدكم حتى يكون نفسيته قد خضعت بالتسليم لمنهج الله وطاعة الله ورسوله.
 
2- بل أن غلبة محبته على عقلك وقلبك فوق كل ما هو مخلوق من كمال الإيمان .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح البخاري.
 
- وقوله (لا يؤمن): أي لا يؤمن أحدكم فيتذوق طعم الإيمان إلا بمحبتي .. أو لا يؤمن أحدكم فيبلغ مراتب الكمال الإيماني حتى تبلغ محبتي فيها مبلغا لم يحظى به مخلوق .. أو لا يؤمن أحدكم فتظهر حقيقة إيمانه إلا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.
 
3- ولما كان اتباع النبي لإرشاداته وكونه صاحب فضل علينا في الإرشاد للإيمان والصراط المستقيم .. فكان حقه علينا أن نكافئه .. ولكن لما علم الله منا عجزنا عن مكافئته صلى الله عليه وسلم .. فأخبرنا أن ندعوه سبحانه ليكافيء هو النبي بمقتضى كرمه وإحسانه .. فأخبرنا أن نصلي عليه صلى الله عليه وسلم .. ولذلك كانت الصلاة على النبي أصل واجب على المؤمنين في حق النبي صلى الله عليه وسلم .. اعتراف بالفضل له صلى الله عليه وسلم وشكرا له واتباعا لأمر الله تبارك وتعالى .. حيث قال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب 56.
 
*********************
..:: س26: ما الذي يترتب على اتباعك للنبي في ظاهرك وباطنك ؟ ::..
(المحبة الإلهية للعبد هي درجات وتمنح لكل إنسان بقدر اكتسابه من طاعة واتباع النبي)
 
- سبق وأشرنا أن الإتباع للنبي .. إنما يكون عن محبة منك وأصلها المحبة العقلية التي ترشدك إلى وجوب الإيمان واتباع النبي لنوال الجنة والابتعاد عن عقاب الله .. وقد يضاف إليها المحبة القلبية عن غلبة شوق ورغبة جارفة في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حبا فيه .. وليس فضولا في رؤية ذلك ..!!
 
#- واعلم أخي الحبيب بقدر اتباعك يكن إمدادك "من فضل الله"..
- أي أنه بقدر اتباعك للنبي في ظاهرك بأداء العبادات وحسن الخلق في المعاملات وفي باطنك بتطهير القلب من المخالفات كالحسد والغل والنفاق والشك وظن السوء والغيبة غير ذلك .. بقدر اشراق محبة الله عليك وغفران الذنوب لك كما قال تعالى:(فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران31 ..
 
- فبقدر الاتباع له بقدر ما تظهر لك الإمدادات والعطايا الإلهية فيك .. مثل أن تتفتح مسامع قلبك لذكر الله وتكون سمعه وبصره ويده وهكذا .. كما جاء في الحديث القدسي عن النبي: (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه) صحيح البخاري.
 
#- والمحبة الإلهية للعبد هي درجات وتمنح لكل إنسان بقدر اكتسابه من طاعة واتباع النبي .. أي بقدر عملك بالآيات التالية وما شابهها من قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النور 56، (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران 31، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء65، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب 21، (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) الحشر7 ..
 
- فبقدر اكتسابك من آيات الله السابقة أي بقدر طاعتك للنبي .. يكن امدادك من محبة الله لك وميراثك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
 
***********************
..:: س27: كيف يتلاعب بك الشيطان في مسألة محبة الله لك وقبوله لأعمالك وغفرانه لذنوبك ؟ ::..
(هكذا يحدثك الشيطان في نفسك ليحبطك)
 
#- انتبه أخي الحبيب من وساوس الشيطان:
- سيأتيك الشيطان يوسوس لك قائلا: أنت لا تصلي ولا تتبع الرسول في أي شيء .. فكيف تطمع أن يحبك الله ويغفر لك ويتقبل عملك .. فهل نسيت ما فعلته سابقا ..؟!!
- انتبه: إلى أن الشيطان يقول لك ذلك حتى يصيبك باليأس والإحباط لقلة عملك مع الله ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في الحقيقة ما يوسوس به الشيطان في نفوس البعض .. خاصة ممن غلب عليه حال الغفلة ويحاولون العودة إلى طريق الله .. فهذا كلام غير صحيح .. ولهذا إجابة منفصلة عن أمرين .. كونك متبعا للنبي حتى لو كنت عاصيا .. وكونك محبا للنبي لو كنت عاصيا ..
 
#- أولا: أما عن كونك متبعا للنبي حتى لو كنت غافلا عن جميع العبادات والطاعات .. فهذا لا يخرجك عن كونك متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم .. ليه ؟
 
- لأن أول عمل وأول اتباع لك فيه للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو إيمانك بأنه لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وهذه تستوجب لك محبة من الله وغفران .. ودليل ذلك الآتي:
 
1- قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) الأنفال38.
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
قل - يا نبى الرحمة - لهؤلاء الجاحدين: إنهم إن ينتهوا عن العناد والإشراك فإن الله يغفر لهم ما سبق من أعمالهم.. (انتهى النقل من التفسير).
 
- فإذا كان الله ارتضى من الكافر شهادة التوحيد عن إيمان ليكفر عنهم شركهم وما كان منهم .. فما بالك بمن هو مؤمن ومعتقد بذلك ولم يغير في معتقده شيئا ..؟!!
 
2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُصاحُ برجلٍ من أمَّتي يومَ القيامةِ على رءوسِ الخلائقِ ، فيُنشَرُ لَهُ تسعةٌ وَتِسْعونَ سجلًّا ، كلُّ سجلٍّ مدَّ البصرِ ، ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: هل تُنكرُ من هذا شيئًا ؟ فيقولُ "الرجل": لا ، يا ربِّ .. فيقولُ "الله" : أظلمَتكَ كتبتي الحافظونَ ؟ ثمَّ يقولُ "الله": ألَكَ عن ذلكَ حسنةٌ "أي هل تظن أن لك حسنة غير مكتوبة" ؟ فيهابُ الرَّجلُ .. فيقولُ: لا ، فيقولُ "الله": بلَى .. إنَّ لَكَ عندَنا حسَناتٍ ، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ .. فتُخرَجُ لَهُ بطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ..
- قالَ "النبي": فَيقولُ "الرجل": يا ربِّ ما هذِهِ البطاقةُ ، معَ هذِهِ السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ "الله": إنَّكَ لا تُظلَمُ .. فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ ، والبطاقةُ في كفَّةٍ ، فَطاشتِ السِّجلَّاتُ ، وثقُلتِ البطاقةُ) صحيح بن ماجه.. وما بين علامات التنصيص ("") فهي من خالد صاحب الرسالة للتوضيح.
 
- ويقول النبي عن رب العزة في الحديث القدسي: (قالَ اللَّهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعَوتَني ورجَوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي ، يا ابنَ آدمَ لو بلغَت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي ، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً) صحيح الترمذي.  
 
#- فمما سبق أخي الحبيب .. يتضح لك أن اتباعك للنبي صلى الله عليه وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. لك من ورائها محبة من الله وغفران .. ولكن بقدر أعمالك وطاعتك واتباعك يكون إمدادك من هذه المحبة وهذا الغفران .. لأنه لا يستوي من يعمل ومن لا يعمل .. ولذلك قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر32.
 
#- ثانيا: أما عن محبة الله لك ورسوله حتى لو تكرر منك فعل المنكر عن غلبة نفس وليس عن استباحة .. فهذه المحبة لك من الله وإن كانت نقصت إلا أنه يظل لك منها مددا موصولا من الله لك لثبوت عقيدة الإيمان في قلبك عن رضا وتسليم ومحبة .. ليه ؟
 
- لأنه كما قلنا أن المعاصي لا تسقط عنك محبتك لله .. فلا تلتفت لوسواس الشيطان حينما يوسوس لك أنت لست محب لأنك تعصي .. فالغير محب هو المُصرِّ على المعصية دون توبة مع استباحة الحرام ..
 
- ولكن لا مانع أن يكون المحب منتقلا بين حال الغفلة واليقظة .. أي يعصي ويتوب .. لأن الذي يعصي ويتوب لا تسقط عنه المحبة الإيمانية ..
 
- وإليك دليل ما سبق:
- عن عمر بن الخطاب قال: (أنَّ رَجُلًا علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وكانَ يُضْحِكُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ جَلَدَهُ في الشَّرَابِ، فَأُتِيَ به يَوْمًا فأمَرَ به فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العنْه، ما أكْثَرَ ما يُؤْتَى بهِ؟ فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (لا تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ إنَّه يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ)) صحيح البخاري.
 
- فتأمل قول الصحابة: (ما أكثر ما يُؤتى به) ؟ أي ان هذا الفعل كان متكررا من هذا الصحابي "عبد الله" الذي كان محبا لله ورسوله ويحب أن يُضحك النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- وتأمل قول النبي: ((لا تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ إنَّه يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ) فقد أثبت له محبة الله ورسوله بالرغم من ارتكابه كبيرة من الكبائر .. بل وكانت متكررة ..
 
#- فلا تسمح أخي الحبيب لأي أحد .. أن يسلب منك حب الله ورسوله من قلبك فيتهمك أنك لا تحبهما .. لا .. فطالما أنت لا تستبيح المعصية أي لا تقول عنها أنها حلال ومباحة وتقول أنها معصية عن غلبة نفس .. فأنت فيك خير ولك عودة إن شاء الله لطريق الله مرة أخرى والخروج من عالم الظلمات إلى عالم النور .. ومن حال الغفلة إلى حال اليقظة ..
 
#- وخلاصة القول:
1- إذا أتاك الشيطان وقال لك: أنك لا تتبع النبي في شيء ولذلك لا حق لك في محبة الله وغفران ذنوبك .. فانت علمت الآن أنه كذاب .. يريد أن يغويك ليبعدك عن طريق الله ..
 
2- وإذا أتاك الشيطان فقال لك: لا محبة لك من الله ورسوله لكثرة غفلاتك وانحرافاتك .. فهو تضليل أيضا .. وقد تبين لك أن سكون إيمان العقيدة في القلب لا يسلبك محبة الله ورسوله من قلبك .. ولكن هذا لا يمنع أن يحدث منك حالة غفلة ونقص وتقصير .. لأن الإيمان الذي بداخلك يحركك مرة أخرى لتتوب وترجع إلى الله .. وهكذا دائما ابدا .. يظل الصراع بين الإيمان والنفس الأمارة بالسوء .. والله يحب التوابين والمتطهرين ..

*****************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 22 تعليقًا:

  1. اللهم اعنا على طاعتك وطاعة نبيك والعمل بكتابتك
    واجز عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما انت اهله .. وآته الوسيلة والفضيلة التي وعدته .. امين يارب العالمين

    وبارك الله فيكم استاذنا الفاضل
    وختم لكم بالحسنى وزيادة
    امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. ما شاء الله - تبارك الرحمن - شرح واضح و وافي

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    ردحذف
  3. اللهمَّ صل وسلم وبارك عليك ياحبيبي يارسول الله
    اللهم افتح مَسامِع قلوبنا لذكرك .. وارزقنا طاعَتِك وطاعَةِ نبيِّكَ وعَمَلاً بكتابِك ..
    نفع الله بك وبعلمك وجعل ماتقدمها لنا في ميزان حسناتك


    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    كل عام وحضرتك بخير وفي أحسن حال وصحة وفي سعادة دائمة بمناسبة المولد النبوي الشريف .

    كان عندي سؤال محيرني بعد إذن حضرتك .

    السؤال هو : هل حرام أو لا يصح أن يعبد العابد الله لا خوف من نار ولا حب في جنة بل من أجل أنا يراه (رؤية قلبية) فقط ؟ القلب متقلب طبعا وله احوال .. احيانا يعبد الله من باب الخوف واحيانا من باب حب الجنة واحيانا لا حب في جنة ولا خوف من نار ولكن من أجل الله فقط ورؤيته ورضاه وحبه فقط .. هل هذا الحال الثالث حرام وخطأ أم لا ؟

    و هل هذه التقلبات والأحوال التي تطرأ على القلب من الله سبحان وتعالى ؟

    وشكر جزيلا لحضرتك ....

    ردحذف
    الردود
    1. اخي الفاضل محمد مجدي .. والى حين يجيبك استاذنا الفاضل .. ومما علمنا الله اياه .. لا يجوز ان نقول على شيء انه محرم بدون دليل مثبت في الكتاب او السنة !! ..

      وما تتساءل عنه فهو منوط بأسس وضوابط لابد ان يراعيها السالك في سيره الى الله .. حتى لا يرتد او ينحرف .. !! فلا بد ان يعبد الله على علم وفهم للامور والاحوال الايمانية التي تطرأ على القلب .. مع الاشارة الى انه يجب التفرقة بين القصد والنية في التعبد والحال الذي يكون عليه القلب اثناء التعبد ..

      وهذا ما ستعرفه اثناء مطالعة موضوع لاستاذنا الفاضل بعنوان :
      ج2 - مصطلح الحال القلبي الإيماني ..
      ويليه - ج3 - ما هو التذوق الايماني -
      في قسم [ خواطر قلبية لمعاني ايمانية وروحية ]

      هذا .. والله اعلم
      وبالله التوفيق

      حذف
    2. وهذا تذكير واعادة نشر لتعليق استاذنا الفاضل على ( قصة المجذوب الذي ابكى العقلاء / بعض ما جاء فيها ان المجذوب يقول : عبدته حبًّا وشوقًا، وأنت يا عابد عبدته خوفًا وطمعًا، وظني به أفضل من ظنك، ورجائي منه أفضلُ من رجائك، فكُن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفأ بها فرجع بالنبوة، وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجذوبا .... يعبدون الله خوفا من لظى..مثل قوم يعبدون الوثنا .. !! ) ؛ والتي يمكن لمثل هذه القصص ان تسبب حيرة وشتات للبعض وتوهان عن المعادلة التي تبنى عليها العلاقة مع الله .. !!

      اما تعقيبه الكريم على القصة :

      #- الذي أراه في هذه القصة ..
      ----------------------------------
      - انها قصة مختلقة وتخالف عقيدة القرآن .. بل وفيها فصل بين حال المحبة وحالي الخوف والرجاء .. وكيف ذلك إذا كانت المحبة لله تقتضي القيام بحق العبودية والتي منها الخوف والرجاء ؟!!

      1- يقول تعالى عن الانبياء والأصفياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء 90.

      2- وعن عباد الرحمن يقول تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) السجدة 16

      3- ويقول تعالى مرشدا للمؤمنين: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف56.

      4- ويصف جل شأنه نفسه فيقول: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر 49-50
      - فلو لم يكن الغرض من الآيتين السابقتين هو مراد الله منا أن نعبده بالرجاء والخوف .. فما فائدة التعريف بهذه الصفات حينئذ في الآيتين !!

      #- أما عن كون المجذوب .. يجزم لنفسه بان الله لن يدخله النار .. !!
      - فهذا قول آخر مخالف لعقيدة القرآن .. لأن الله يقول: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) النجم32

      #- خلاصة القول:
      ------------------
      - عبادة الله مطلوبة سواء خوفا أو رجاءا .. وعلامة المحبة تستوجب أن تتعبد بالحالين وليس بحال دون حال .. ولكن دون ان يغلب حال على حال .. ونراجع الآيات السابقة ونفهم أن هذه أحوال الأنبياء وعباد الرحمن ومراد الله منا ..
      - وأن لا نزكي انفسنا على الله بأننا من اهل الجنة ولسنا من أهل النار .. لأن الله هو اعلم بمن اتقى ..!!
      - والله أعلم
      *
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    3. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    4. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    5. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    6. أخي الفاضل محمد مجدي:

      #- ما هو مفهوم الرؤيا القلبية عندك ؟!!
      ************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  5. اللهم ارزقنا الأسوة الحسنة اتباعا لسيدنا محمد النبي الأمي .. صل الله عليه وسلم

    ردحذف
  6. جزاك الله عنا كل خير أستاذي الحبيب الغالي وزادك الله من فضله وكرمه وملأ الله قلبك حب لله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

    اللهم إجعلنا من المحبين لحضرتك يا جليل والنبي الكريم وجعلنا موصولين إلى يوم الدين يارب العالمين..... اللهم آمين يارب
    **************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم

    ردحذف
  7. ماشاء الله دائما رسائلك تبعث الأمل في قلوب الحيارى
    اللهم حققنا بحبك وحب نبيك ظاهرا وباطنا وإجعلنا ممن يباهي بهم في دنيا والآخرة
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى اله

    ردحذف
  8. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  9. قيام الليل… .. دأب الصالحين💛
    يعنى تبقى قاعد طول اليوم فاتح سوشيال وعمال تخرج من الفيس تدخل الواتس 📱
    وتقعد بالساعات..⏳على الحال ده ..
    وتيجى قبل الفجر بساعه وتنام 💛
    قوم اتوضى وصلى قيام الليل وجهز المنبه ⏰ لصلاه الفجر وابدأ عهد جديد مع ربنا 💛
    ومتقلقش من ذنوبك 💛
    دا ربنا سبحانه وتعالى قال " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ "
    ولو الدنيا ضاقت معاك 💛 افتكر كلام المولى عز وجل وهو يقول
    " فما ظنكم برب العالمين " 💛
    سيدنا عبد الله بن مسعود كان يقول :
    "قسما بالله ما ظنّ أحد بالله ظنا إلا أعطاه ما يظن"
    ، وذلك لأن الفضل كُله بيد الله .. ساعتها والله هتحس كأن باب كبير يوشك أن يُفتح ، ونور عظيم باين قدام في آخر الطريق 💛
    ، إحساس بيقولك انها هتفرج من واسع فاطمئن 💛
    ولو مش عارف تدعى وتقول ايه افتكر ان الرسول ﷺ كان يصلي جهة بيت المقدس ، وكان يتمنى أن تكون قبلة المسلمين مكة ، وكان ينظر فقط في السماء جهة البيت الحرام فجاءت البُشرى :
    "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها" 💛
    ولو قلقان من المستقبل وزعلان من ابتلاء معين ربنا رزقك بيه فافتكر قوله تعالى
    : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ " 💛
    عاوز ايه اكتر من كده عشان تتطمن وتسلم امرك لربنا 💛
    ولو ملكش صحاب او حد تحكيله وتشكيله همك ربنا عز وجل قال فى كتابه الكريم
    " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " 💛
    قوم واتوضي وفضفض لربنا الكريم 💛
    وسلم أمورك لله 💛
    قيام الليل…. ولو ركعتين 💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
    ‌‏منقول

    ردحذف
  10. ما شاء الله تبارك الله .. جزاكم الله خيرا أستاذنا الحبيب خالد
    *********
    حارَ فكري.. لستُ أدري ما أقولْ
    أيُّ طُهرٍ ضمَّه قلبُ الرسولْ
    أيُّ نورٍ قد تجلَّى للعقولْ
    أنتَ مشكاة الهدايةْ.. أنتَ نبراسُ الوصولْ

    أيُّ مدحٍ كان كُفْواً للشمائلْ
    يا رسولاً بشَّرَتْ فيه الرسائلْ!
    أيُّ كونٍ نبويٍّ فيك ماثلْ!!
    أنت نورٌ.. أنت طهرٌ.. أنت حَقٌّ هَدَّ باطلْ

    قد تَبِعنا سُنةَ الهادي المطاعْ
    فنجونا من عِثارٍ وضَياعْ
    وشدَوْنا في سُوَيْعاتِ السَّماعْ
    ((طلعَ البدرُ علينا من ثنيّات الوداع))
    ***
    منقول .. حار فكري .. د.عبد المعطي الدالاتي
    *********************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم.

    ردحذف
  11. يَحار القلبُ في ذكراكْ*** فيسألني متى ألقاكْ ؟
    أصبّرهُ .. وأعذرهُ *** فمن يهواكَ لا ينساكْ
    ***
    يحار القلبُ والفكرُ *** يحار اللحن والشعرُ
    رسولَ الله ما السرُّ *** مُنى المليار في لقياكْ!
    ***
    رسولَ الله يا عمري*** ألا يا حامل الذكرِ
    بقلب زجاجة العطرِ***حروفٌ تبتغي نجواكْ
    ***
    رسولَ الله في قلبي *** رسالاتٌ من الحبِّ
    هنا في آخر الركبِ *** محبٌ قصدُه رؤياكْ
    **منقول **
    اللهم ارزقنا و إياكم رؤية النبي مناما و يقظة.. يا رب

    ردحذف
  12. اللهم ارزقنا حبك وحب سيدنا محمد ..
    وأوصلنا بك وبسيدنا محمد وصال محبة وقرب وأنس ..
    اللهم آمين يارب العالمين

    ردحذف
  13. اللهم علمنا الحب وارزقنا الحب ، واهدنا إلى أن نكون من المحبين ،
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الامين ، وعلى آله وصحبه واجمعين، وعلى من سار على نهجه واهدى بهديه واستني بسنته إلى يوم الدين ، واجعلنا منهم يارب العالمين

    ردحذف
  14. رب يتقبلنا يغفر لنا زلاتنا ويكتب لنا حسن الخاتمه

    ردحذف
  15. السَّلامُ عَلَيكَ يَومَ خُيِّرتَ بَينَ الخُلدِ فِي الدُّنيَا وَلُقيَا رَبِّك؛ فَاختَرتَ قَائِلًا "بَلِ الرَّفِيق الأَعلَى". .السَّلامُ عَلَيكَ حَيًّا فِينَا لا تَمُوتُ أَبَدًا، نُحِبُّك، وَنُحِبُّ مَن يُحِبُّك، وَالمَوعِدُ الحَوضَ كَمَا أخبَرتَنَا، وَإنَّا لَنُصَدِّقُكَ يَا رسول الله .. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

    ردحذف
  16. من الموضوع:

    ثلاثة أمور هامة في حق النبي صلى الله عليه وسلم  عليك كمؤمن من حيث كونه كالأب الحنون الذي يعلمك... وكونه قدوة حسنة عليك أن تتبعها طالما ترجو الله واليوم الآخر...
    وكونه نبي... في أتباعه تتنزل عليك رحمات الله بحبه لك فيغفر لك...

    # أولا:
    يستوجب منك الأدب معه ورعاية حرمته في أهل بيته أيضا..
    {...فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف ١٥٧]

    # ثانيا:
    من حقوقه عليك يا مؤمن من حيث كونه نبيا ورسولا وتخضع له وتتبعه وتطيعه وتتخذه قدوة حسنة لك... لأن في أتباعه وطاعته رحمة وغفران من الله.

     (...وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)

    (...وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)

    # ثالثا:
    من حقه عليك كمؤمن أن تدعو له صلى الله عليه وسلم ... ومن أبسط الدعوات له أن تصلي عليه وتسأل الله له الوسيلة...
    قال صلى الله عليه وسلم: " صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم، وسلوا الله لي الوسيلة"

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف