الروحانيات فى الإسلام: ج5: رسالة سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة - ما وجه الفرق بين أبوة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد - ما الذي نفهمه من الإشارة بأن سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد لهما أبوة إيمانية خاصة - ما الذي أفادنا في معرفة أن النبي هو أبو المؤمنين - ما هي بعض مظاهر أولوية وأحقية النبي بالمؤمنين من ناحيتهم - ما هي اللطائف والإشارات في قوله (بالمؤمنين رؤوف رحيم) - هل كون النبي بالمؤمنين رؤوف رحيم يجعل من ذلك وصلا روحيا في كل أمته بالرأفة والرحمة حتى بعد انتقاله - كيف يكون النبي رحمة للعالمين وعزيز عليه ما عنت الناس وفي نفس الوقت كان يقاتل الكفار ويأخذ منهم أسرى وشريعته فيها شدة في العقاب - ماذا يحدث فيك كلما هاجت المحبة القلبية.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 5 أكتوبر 2022

Textual description of firstImageUrl

ج5: رسالة سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة - ما وجه الفرق بين أبوة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد - ما الذي نفهمه من الإشارة بأن سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد لهما أبوة إيمانية خاصة - ما الذي أفادنا في معرفة أن النبي هو أبو المؤمنين - ما هي بعض مظاهر أولوية وأحقية النبي بالمؤمنين من ناحيتهم - ما هي اللطائف والإشارات في قوله (بالمؤمنين رؤوف رحيم) - هل كون النبي بالمؤمنين رؤوف رحيم يجعل من ذلك وصلا روحيا في كل أمته بالرأفة والرحمة حتى بعد انتقاله - كيف يكون النبي رحمة للعالمين وعزيز عليه ما عنت الناس وفي نفس الوقت كان يقاتل الكفار ويأخذ منهم أسرى وشريعته فيها شدة في العقاب - ماذا يحدث فيك كلما هاجت المحبة القلبية.

  بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

سيدنا محمد

أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة 

(الجزء الخامس)

#- فهرس:
:: الفصل الخامس :: عن خواطر حول كون النبي أبو المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم ::
1- س17: ما وجه الفرق بين أبوة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد ؟
2- س18: ما الذي نفهمه من الإشارة بأن سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد لهما أبوة إيمانية خاصة ؟
3- س19: ما الذي أفادنا في معرفة أن النبي هو أبو المؤمنين ؟
4- س20: ما هي بعض مظاهر أولوية وأحقية النبي بالمؤمنين من ناحيتهم ؟
5- س21: ما هي اللطائف والإشارات في قوله (بالمؤمنين رؤوف رحيم) ؟
6- س22: هل كون النبي بالمؤمنين رؤوف رحيم يجعل من ذلك وصلا روحيا في كل أمته بالرأفة والرحمة حتى بعد انتقاله ؟  (ماذا يحدث فيك كلما هاجت المحبة القلبية؟)
7- س23: كيف يكون النبي رحمة للعالمين وعزيز عليه ما عنت الناس وفي نفس الوقت كان يقاتل الكفار ويأخذ منهم أسرى وشريعته فيها شدة في العقاب ؟
******************
..:: الفصل الخامس ::..
:: عن خواطر حول كون النبي أبو المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم ::
********************
..:: س17: ما وجه الفرق بين أبوة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد ؟ ::..
 
 - قد يخطر ببالك سؤال فتقول: إذا ثبت جواز قولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين .. وسيدنا إبراهيم هو أبو المؤمنين أيضا كما جاء في القرآن .. فما وجه الفرق بينهما ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
- لا فرق بينهما في مفهوم الأبوة .. مثل أن نقول كلاهما نبي رسول فلا فرق بينهما في المفهوم .. فالأبوة هي أبوة عقيدة وإيمان واتباع وطاعة بالنسبة للمؤمنين .. فكلاهما معلم ومرشد للإيمان الحق بالحق .. وكل الأنبياء والرسل لهم أبوة بالنسبة للمؤمنين الذين يتبعونهم .
 
- ولكن تختلف رتبة ودرجة الأنبياء والرسل بقدر ما فضله الله لبعضهم على البعض من خصائص وكمالات .. كما قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) البقرة253 ..
 
- ولا خلاف بين عموم العلماء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل .. بل وأفضل من الملائكة وجميع الخلائق بما فيهم الملائكة .. ويكفي أنه سيد ولد آدم .. ولا شفيع غيره إلى الله من عالم الخلق يوم القيامة حتى يأذن الله لبدأ الحساب ..
 
- فإذا انتبهت لما سبق .. وعلمت أن الأنبياء والرسل قد يتفقا في مقامات خاصة من حيث الرتبة .. ولكن يختلفا من حيث الدرجة والمكانة في هذا المقام .. وإذا كان جميع الأنبياء والرسل لهم أبوة اتباع وطاعة بحكم أنهم أنبياء ورسل الله .. ولكن أبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تختلف عن أبوة جميع الأنبياء في الرتبة حتى أبا الأنبياء سيدنا إبراهيم .. ليه ؟
 
1- لأنها أبوة عامة وليست أبوة خاصة فقط بالمؤمنين .. فكل رسول ونبي أرسل في أمته .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء107.
 
- وإذا كان من الأبوة هو التعلق بالأب لجلب منفعة أو دفع مضرة أي تتعلق بالإتباع لما فيه المصلحة .. فيكون النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة هو أبو الأنبياء والرسل والناس جميعا من إنس وجن سواء مؤمن أو كافر .. وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي، وأنا أوَّلُ من تنشقُّ عنْهُ الأرضُ ولا فخرَ) صحيح الترمذي.

- وفي رواية بلفظ: (أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
 
- قوله (بلا فخر): أي قولي هذا لبيان فضل الله على إكرامي بذلك وحمدا له بإظهار هذه الفضيلة .. وليس أفخر على أحد بالاستعلاء عليه تحقيرا من شأن أحد.
 
- قوله (تحت لوائي): أي تحت رايتي المشهور عنها أنني سيد الحامدين لله .. فيتبعوني لأنني قائدهم يوم القيامة في الشفاعة لهم أمام الله حتى ينفرج هم الإنتظار في موقف يوم القيامة ويأذن الله ببدأ الحساب .
 
- فتأمل أخي الحبيب.. كيف هو صاحب السيادة وصاحب الشفاعة وصاحب اللواء أي لواء الحمد وقائد الخلق جميعا يوم القيامة .. والمأذون الوحيد له بالكلام في حضرة الله تبارك وتعالى قبل كل الخلائق بما فيهم الملائكة .. حتى يشفع للناس جميعا .. أليس في ذلك أنه رحمة للعالمين .؟
 
- فكيف لا يكون هذا أبو الناس جميعا بحكم الإتباع له يوم القيامة وهو قائدهم ورتبته فوق رتبتهم ؟!!
- وبهذا يتبين لك مظهر من مظاهر الإختلاف في الرتبة بين أبوة إبراهيم وأبوة النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
2- ومن مظاهر الإختلاف بين أبوة سيدنا إبراهيم وعموم الانبياء والرسل .. هو ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وإنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتي شَفاعَةً لِأُمَّتي يَومَ القِيامَةِ، فَهي نائِلَةٌ إنْ شاءَ اللَّهُ مَن ماتَ مِن أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا) صحيح مسلم.
- قوله (نائلة): من لفظ نال بمعنى أصاب .. أي تصيب دعوتي يوم القيامة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ..
 
- فتأمل الفرق بين دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوة غيره من الأنبياء .. حيث أن النبي قد راعى الأولى لهم والأصلح لأنفسهم والذي يترتب عليه نجاتهم من العقاب الأخروي والعذاب الأبدي .. بل ومن خصوصية رحمته بأمته (شفاعَتي لأَهْلِ الكبائِر مِنْ أُمَّتي) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب.
- وصدق الله الذي وصف النبي على أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم .
 
3-  كون النبي هو خاتم النبيين لقوله تعالى: (رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40 .. فهذا معناه أن الله قد جمع له من الفضل والعلم والحكمة في رسالته ما لم يجمعه في غيره من الأنبياء والمرسلين حتى جعله خاتم الأنبياء .. وبالتالي فدعوته وشريعته متوافقة مع كل زمان ومكان فيما تبقى من عمر الدنيا .. بدليل أنه لا حاجة لنبي ولا لرسول من بعده برسالة جديدة .. حتى عيسى عليه السلام حين نزوله سيكون نبي متبعا لدين النبي صلى الله عليه وسلم .
 
#- ومما سبق أخي الحبيب:
- يكفيك أن تنتبه وتفهم قدر علو مكانة النبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الناس .. وبالتالي ستدرك وتفهم علو رتبتة في الأبوة على أبوة سيدنا إبراهيم عليه السلام وإن كانت متساوية من حيث المقام ولكنها مختلفة من حيث الرتبة والمكانة والشرف .. والله أعلم .
 
#- خلاصة القول:
- إذا لم يكن هناك فرق بين أبوة سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد من حيث مفهوم اللفظ حال كونهما نبيا ورسولا .. إلا أنه يوجد فارق كبير جدا من حيث درجتهم في هذا المقام ومن حيث فضل الله عليهم في هذا المقام ..
- والله أعلم .
 
************************
..:: س18: ما الذي نفهمه من الإشارة بأن سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد لهما أبوة إيمانية خاصة ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
- الذي قد نفهمه هو أن ثبوت هذه الأبوة الإيمانية لكلا منهما للمؤمنين .. قد يكون أحد أسباب اجتماع سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد في الصلاة عليهما في جلسة التشهد في الصلاة ..
 
- وبالرغم من أن الأنبياء والمرسلين كونهم يصح وصفهم بأنهم أباء للمؤمنين الذين اتبعوهم .. ولكن لعل تخصيص سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد فيه مزيد من أعمال الأبوة بمزيد فضل عن غيرهما .. ولعل ذلك يظهر في الآتي:
1- لأن كلاهما كانا أصل بداية الدعوة للإيمان تلقينا من الله بلا واسطة من أي معلم لهما .. لأنهما ما كانا يدريان ما الكتاب ولا الإيمان فأخذوا ذلك تعليما وتلقينا مباشرة من الله .. وذلك بخلاف كثير من الأنبياء الذين كانوا يتلقون عمن سبقهم أو كانوا في مجتمع لازال فيه الإيمان ولكن كثر فيه العصيان لمنهج الله .. ولكن سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد كانا في مجتمع لا معلم للإيمان فيه..، ولا إيمان فيه إلا بالباطل .. فجاهدا حتى كثر أتباعهم من وراء دعوتهم وانتشر الإيمان من خلال كثرة أتباعهم .. فكان أتباعهم متابعين لهم في الإيمان كالمتابعين لآبائهم (الأصول) ولكن في نشر الإيمان الحق ..
 
2- ولعل لأن كلاهما له شفاعة عامة يوم القيامة في عموم المؤمنين وليس أمته فقط (طبعا مع اختلاف مقامهما في الشفاعة) .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا رَبَّاهُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا: يَا لَبَّيْكَاهُ .. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ حَرَّقْتَ بَنِيَّ، فَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ ذَرَّةٌ أَوْ شَعِيرَةٌ مِنْ إِيمَانٍ) رواه بن حبان .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب وصحيح الموارد.

- قوله (يا لبيكاه): أي يا إبراهيم لبيك أي أجيبك لما تدعوه وترجوه تطلبه مني .. والألف والهاء لمزيد التأكيد على تحقيق طلبه ورجائه من ربه.

- والله أعلم .

 

***********************
 
..:: س19: ما الذي أفادنا في معرفة أن النبي هو أبو المؤمنين ؟ ::..
 
- قد تسأل أخي الحبيب فتقول: ما الذي أفادنا في معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين ؟!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- من الصعب جدا أن تتذوق وتعيش مفهوم أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم .. بغير أن تتذوق الإحساس بأنه أبو المؤمنين ..
- نعم قد تفهم بعقلك .. ولكني أتحدث عن الإحساس والتذوق بقلبك لهذه المعاني .
 
2- طالما النبي صلى الله عليه وسلم هو كالوالد لك وأبو المؤمنين من حيث كونه نبيا رسولا .. فلماذا لا تسمع كلامه ولا تتبع إرشاداته ؟!!
- يعني يا أخي هو رسولك ونبيك وأبوك وسيدك ومولاك .. ومع ذلك مش عارف تحبه ..!!
- غريب هذا الأمر ..!!
- وكأني أتسائل: لماذا القلب جمد .. على مَن جاءنا على يديه المدد ؟!!
 
3- معرفتك بكونه أباك الذي يرشدك ويعلمك الإيمان .. فهذا يستوجب منك أن تشكره .. وشكره بأن تفعل ما يحبه الله وأرشدك إليه .. وشكره أيضا بأن تفعل ما وصاك به مثل أن تتقي الله في أهل بيته .. وتكثر من الصلاة والسلام عليه ..
- فإذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ) صحيح أبي داود .
 
- فلو فعل أحد معكم معروف .. فأنت تشكره وتدعو له .. فهل أنت أكثرت من الصلاة والسلام عليه من باب الشكر للنبي صلى الله عليه وسلم لما قدمه وفعله لك .
 
******************
 
..:: س20: ما هي بعض مظاهر أولوية وأحقية النبي بالمؤمنين ناحيتهم ؟ ::..
 
- نجد من جمال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد تجلى عليه بوصفين هما له جل شأنه .. ولم يمنحهما لأحد غيره في القرآن .. لأن هذين الوصفين أثرهما موصول دنيا وآخرة وليس دنيا فقط .. وهما صفتي الرؤوف الرحيم .. ومن هاتين الصفتين تجد كل معاني الأبوة الحانية التي كان يتعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته .. وكأن هاتين الصفتين هما طبع فيه ومستقر .. ونجد ذلك في قوله تعالى: (لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة128.
 
#- من معاني الألفاظ:
- ومعنى (عزيز عليه): أي يصعب ويشق عليه هذا العنت الذي يظهر منكم .. بأنه لا يستطيع دفعه عنكم باتباعه.. ولذلك قال له تعالى: (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) فاطر8 .. أي لا تهلك نفسك بالحسرة على من ضل عن سبيل الله .. لأنهم قد اختاروا ذلك ..
 
- ومعنى (ما عنتم): أي ما يصيبهم من مشقة وضرر في دنياهم (من خلال قتالهم بالسيف) أو آخرتهم (من خلال عذاب الله) بسبب تركهم الإيمان .. والعنت هو ما يصيب الإنسان من مشقة يصعب الخروج منها .
 
- معنى (حريص): أي يهتم لأمركم اهتمام الحريص على ما فيه نفع خاص به ولا يريد أن يفقده أو يضيع منه.. أي حريص على هدايتكم وإيمانكم حتى يتحقق لكم النفع الدنيوي والأخروي .. 
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب:
- لقد جاءكم - أيها الناس - رسول من البشر مثلكم في تكوينه، يشق عليه ما يصيبكم من الضرر، وهو حريص على هدايتكم، وبالمؤمنين عظيم العطف والرحمة. (انتهى النقل من التفسير).
 
#- قال الإمام الواحدي رحمه الله (المتوفى: 468هـ):
- (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) من العرب من بني إسماعيل ليفهموا منه (عزيز عليه ما عنتم) شديدٌ عليه مشقَّتكم وكلُّ مضرَّة تُصيبكم (حريص عليكم) أن تؤمنوا ..
- وهذا خطابٌ للكفَّار ومَنْ لم يؤمن به ..
- ثمَّ ذكر أنَّه (بالمؤمنين رؤوف رحيم) . (نقلا من التفسير الوجيز ص488).
 
#- قال الإمام النيسابوري رحمه الله (المتوفى: 850هـ):
- قوله: (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) العزة الغلبة والشدة، والعنت المشقة والوقوع في المكروه والإثم..، و «ما» مصدرية أي شديد شاق عليه- لكونه بعضا منكم- عنتكم ولقاؤكم المكروه، وأولى المكاره بالدفع عقاب الله وهو إنما أرسل لدفع هذا المكروه..، (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) الحرص يمتنع أن يتعلق بذواتهم فالمراد حريص على إيصال الخيرات إليكم في الدارين ..، فالصفة الأولى لدفع الآفات ..، والثانية لإيصال الخيرات والسعادات فلا تكرار. (نقلا من غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج3 ص551).
 
 #- قال الشيخ محمد القاسمي رحمه الله (المتوفى: 1332هـ):
- (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) أي شديد عليه شاق، لكونه بعضا منكم، عنتكم ولقاؤكم المكروه، فهو يخاف عليكم سوء العاقبة، والوقوع في العذاب .. (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) أي على هدايتكم، كي لا يخرج أحد منكم عن اتباعه، والإستسعاد بدين الحق الذي جاء به .. (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ) إذ يدعوهم لما ينجيهم من العقاب بالتحذير عن الذنوب والمعاصي، لفرط رأفته .. (رَحِيمٌ) إذ يفيض عليهم العلوم والمعارف والكمالات المقربة بالتعليم والترغيب فيها برحمته.
تفسير القاسمي ج5 ص534
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- هنا ملحوظة على تفسير لفظ (ما عنتم) في الآية:
- بعض العلماء أشار إلى أن المقصد بالعنت في قوله (ما عنتم) هو مشقة التكاليف .. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشفق عليهم من شدة التكاليف التي نزلت في سورة التوبة حيث غلب فيها المجاهدة بالنفس .. ولكن إن كان يفعله فإن هذا لما فيه سعادتهم الأبدية من وراء تنفيذ تكاليف الله وأوامره .
 
#- ولكن هذا الرأي فيه وجهة نظر ولا أحسبه يتفق مع الآية .. وذلك لأسباب:
- الأول: لمخالفته القرآن الذي يوضح أن التكاليف ليس فيها حرج وتحتمل فعله النفوس .. حيث يقول تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج78 ..
 
#- والمعنى من تفسير المنتخب: وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة اللَّه وابتغاء مرضاته حتى تنتصروا على أعدائكم وشهواتكم، لأنه سبحانه قربكم إليه، واختاركم لنصرة دينه، وجعلكم أمة وسطا، ولم يكلفكم فيما شرعه لكم ما فيه مشقة عليكم لا تحتملونها، ويسر عليكم ما يعترضكم من مشقة لا تطيقونها. بما فرضه لكم من أنواع الرُّخَص. (انتهى النقل من التفسير).
- ولقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة185 ..
- ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ) صحيح البخاري.
 
- الثاني: أن بداية الآية لم تتكلم عن المؤمنين بصفة خاصة .. وإنما الخطاب جاء بصيغة العموم سواء كان المقصود منه أنه بشر مثلكم ولكن يوحى إليه "كما هو اختيار بعض العلماء" ، أو يقصد به للناس جميعا "كما هو اختيار بعض العلماء" أو يقصد به للناس جميعا للعرب عموما "كما هو اختيار بعض العلماء" .. ولكن الله ختم الآية بتخصيص عطاء للمؤمنين وهو الرأفة والرحمة بهم بمزيد عناية لهم دون غيرهم ..
 
- فالظن أن الآية تكلمت عن الصحابة فقط .. لكان في ذلك وقف للآية على الصحابة في الآية فقط دون كل الأمة الإسلامية فيما بعد .. لأن الذين عاشوا مشاق الجهاد مع النبي هم الصحابة وهم الذين أحسوا به دون سائر المؤمنين .. وبالتالي فإن هذا الوقف غير صحيح لأن الله لم يخاطب أصلا الصحابة ببداية الآية ولا عموم المؤمنين وإلا فلماذا اختص المؤمنين بخصوصية عناية في ختام الآية ؟!!..
 
- ولذلك قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى: 310هـ):
- أن الله عم بالخبر عن نبي الله أنه عزيز عليه ما عنت قومه .. ولم يخصص أهل الإيمان به .. فكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله به عزيزا عليه ما عنت جميعهم.. (تفسير الطبري ج14 ص586).
 
- الثالث: هو أن بداية الآية التالية هي (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ) .. فهذا لفظ عام لكل من يتجاهل التكاليف الإلهية ويعرض عنها كفرا بها .. وليس خاص بالمؤمنين لأن الصحابة نفذوا التكاليف الإيمانية في وقتها .. ولذلك ثبت أن قوله (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) يقصد بها عموم الناس وليس المؤمنين فقط .. والله أعلم .
 
********************
..:: س21: ما هي اللطائف والإشارات في قوله (بالمؤمنين رؤوف رحيم) ؟ ::..
 
- من اللطائف والإشارات في قوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ..
1- معنى الرؤوف الرحيم .. حيث أن الرأفة يقصد بها التوجيه والإرشاد والمساعدة في إزالة الضرر عنهم بمنعهم من عذاب الله .. والرحمة يقصد بها التوجيه والإرشاد والمساعدة في تحقيق النفع لهم بدخول الجنة.
- فالرأفة مساعدة لرفع الضرر عن الآخر .. والرحمة مساعدة وإحسان في نفع الآخر .. والله أعلم .
 
2- قال تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ولم يقل "رؤوف رحيم بالمؤمنين" .. وذلك لبيان أمرين:
- الأول: قد منح الله النبي صلى الله عليه وسلم عناية واهتمام خاص بالمؤمنين في دنياهم (من خلال تعليمهم الإيمان) وفي آخرتهم (بالشفاعة لهم) ..
 
- الثاني: خصوصية انتفاع المؤمنين فقط دون غيرهم بهاتين الصفتين مجتمعين .. تكريما لإيمانهم بالله ورسوله .. وليس بصفة واحدة وهي الرحمة التي للعالمين .. وكأن الرأفة ظهر أثرها في حق المؤمنين نتيجة إيمانهم واتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم .. (وقد أشار لجزئية اجتماع الصفتين في حق المؤمنين الإمام النيسابوري في تفسيره ج3 ص551).
 
3- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تجلى الله عليه بهاتين الصفتين (الرأفة والرحمة) .. كما هما لله جل شأنه حيث قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) النحل7.
- وفي ذلك إشارة - والله أعلم- إلى أن من كانت بدايته اتباع من هو رؤوف رحيم في عالم الخلق "الحياة" .. فنهايته محاطة بالرأفة والرحمة في عالم الحق "يوم القيامة" .. والله أعلم .
 
4- إذا كان الله جل شأنه يصف نفسه فيقول: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) الحج65..، فمن رأفته ورحمته بالناس أن أرسل إليهم من هو على صفته جل شانه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فاتبعه لتنال رحمة الله ورأفته .
- والله أعلم .
 
**********************
 
..:: س22: هل كون النبي بالمؤمنين رؤوف رحيم يجعل من ذلك وصلا روحيا في كل أمته بالرأفة والرحمة حتى بعد انتقاله ؟ ::..
 (ماذا يحدث فيك كلما هاجت المحبة القلبية؟)

- إذا كانت الرأفة والرحمة النبوية .. مثبتة في كل زمان ومكان للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال إرشاداته وتوجيهاته وتعاليمه .. وهذا في عالم الإدراك الحسي ..
 
- فأنه يوجد رأفة ورحمة من النبي بأمته في عالم الإدراك الباطني .. ويظهر لك ذلك من خلال الصلاة والسلام عليه حيث يرد علينا الصلاة والسلام ويكون فيها ما فيها من بركات الله لنا ..
 
#- واعلم أخي الحبيب:
- كلما ظهرت وغلبت عليك المحبة القلبية للنبي صلى الله عليه وسلم .. فالروح تنشط من وراء هذا الشوق .. فتتحرك تلقائيا إلى من تحبه .. حتى وإن لم تراه ولم تقابله ..
- حتى كلما سمعت أو عرفت شيئا عمن تحبه .. هاجت فيك شعلة المحبة أنشطت الروح حتى تأخذك عن عالم الواقع إلى عالم من تحبه لتأنس به ..
- والله أعلم .
 
***********************

..:: س23: كيف يكون النبي رحمة للعالمين وعزيز عليه ما عنت الناس وفي نفس الوقت كان يقاتل الكفار ويأخذ منهم أسرى وشريعته فيها شدة في العقاب ؟ ::..
 
 - من المسائل التي قد تخطر ببالك في قرائتك للقرآن أو قد تسمعها من بعض الملحدين .. هو كيف الجمع بين كونه صلى الله عليه وسلم موصوف بأنه رحمة للعالمين ويشق عليه ما عنت من البعض برفض الإيمان .. وفي نفس الوقت كان يحارب الكفار ويأخذ منهم أسرى ؟!! فأين الرحمة في ذلك حينئذ ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أولا: كونه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .. فذلك من حيث كونه داعيا إلى الله والسعادة الأبدية من خلال منهج الله وهو القرآن .. ولكن من حيث كونهم رفضوا هذه الرحمة وجحدوها بل وقاتلوها .. فقد تم سلب هذه الخاصية منهم حتى يستقيموا ويرجعوا عما هم عليه من قتالهم لدعوة الله .
 
- فالرحمة للعالمين باعتبار ما معه من رحمة للعالمين فيها سعادتهم الأبدية ونجاتهم من العقاب الأخروي .. فمن يقبل هذه الرحمة فلنفسه ومن يرفض فعليها .
 
- ثانيا: الذي قال عن النبي أنه رحمة للعالمين .. هو نفسه الذي قال للنبي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) التوبة73 .. بل وأمر النبي بالشدة مع المؤمنين العاصين بالكبائر إن أظهروها كما في حال الزناة حيث قال تعالى: (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النور2 .. فالأول وصف للنبي من الله والثاني أمر للنبي من الله .. والأوامر يتم تنفيذها وإلا كان فيها مخالفة لرب العالمين .. ولا يعقل أن يكون النبي رحمة للعالمين وعاصيا لرب العالمين ..!!
- بل أن هذه شدة أوجبها الله لاستقامة النفوس وردعها عن الخطأ في معاملة منهج الله .. وليس يفعلها النبي انتصارا لنفسه وهواه ..!!
 
- ثالثا: هل النبي صلى الله عليه وسم كان الفعل أم رد الفعل مع الكفار والمنافقين ؟ بكل تأكيد كان هو رد الفعل .. وبالتالي هم أرادوا قتاله وقتل منهج الله في الوجود .. فكان له حق مجاهدتهم وقتالهم .
 
- رابعا: كونه صلى الله عليه وسلم (عزيز عليه ما عنتم) ويدخل في ذلك عموم الناس .. لأنه فعلا كان صلى الله عليه وسلم عزيز عليه عنَتَهم الذي هم عليه أي ضلالهم وما يترتب على ذلك من مساويء تحدث لهم سواء بقتالهم في الدنيا أو بختام حياتهم على الكفر وعقابهم في الآخرة .. ولذلك كان الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) فاطر8 .. أي لا تهلك نفسك بالحسرة على من ضل عن سبيل الله .. لأنهم قد اختاروا ذلك ..
 
- خامسا: أما عن كون شريعته في نوع من الشدة في العقاب .. فهذه ليست شريعته وإنما شريعة الله وهو الذي أمره بتبليغ ذلك في بعض أحكام خاصة بالمعاملات الإنسانية حماية للمجتمع وإلا حدث فيه انحراف .. وهي ما تسمى بأحكام الحدود والقصاص .. فالقاتل يقتل .. والزاني يُجلد والسارق تقطع يده وهكذا .. ولكن لهذا التنفيذ له شروط ليتم تحقيق هذه الحدود .. فليس كل قاتل يقتل وليس كل زاني يجلد وليس كل سارق تقطع يده .
- والله أعلم .
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 8 تعليقات:

  1. { كَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِیكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِنَا وَیُزَكِّیكُمۡ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَیُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُوا۟ تَعۡلَمُونَ (١٥١) فَٱذۡكُرُونِیۤ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لِی وَلَا تَكۡفُرُونِ (١٥٢) }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥١-١٥٢]

    ربي لك الحمد كله على ما أنعمت علينا وتفضلت
    فصل وسلم وبارك على حبيبك خير الرسل كلهم

    وجزاك الله عنا كل خير استاذنا الفاضل
    ربي ينفعنا بما تعلمنا ويزيدك ويزيدنا علما وحكمة ومحبة موصولة بالحبيب المحبوب الرؤوف الرحيم امين يارب العالمين

    ردحذف
  2. كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
    إذا أصبح وإذا أمسى يقول: «أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»
    فكانت الملة لسيدنا ابراهيم عليه السلام فهو صاحب الملة وهي التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له ومحبته أكثر من أي شيء والدين لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو صاحب الدين الكامل وشرعه تام الجامع لكل شيء
    كان في دعائه صلى الله عليه وسلم يعلمنا حب سيدنا ابراهيم ويذكرنا به وماهذا إلا دليل محبته له

    ردحذف
  3. استاذنا الحبيب أ/ خالد بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير ..
    جال بخاطري وانا اقراء هذه الايه الكريمة ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ والأراء الواردة فيها لعلمأنا الأفاضل كما ذكرتها لنا حضرتكم في الجزء الثالث من هذ الرساله .. حيث ايد من ايد بالادله التي اورتم ونفي من نفي بدليله وربما باخذ الايه بظاهرها ..
    فحينما نتدير الايه الكريمة نجد انها تتحدث عن حكم تبني النبي صل الله عليه وسلم لسيدنا زيد بن حارثة وهو ليس من نسب النبي وكان التبني مشاعا ومتعارف عليه في هذا الوقت عند العرب .. والايه الكريمة وردت بالنهي عنه في حق سيدنا زيد بن حارثه لشخصه فقط وتبع هذا النفي بالنسب لأي احد اخر .. فلو اننا فرضنا مثلا ان الله عز وجل لم ينهي وجاءت الايه باجازة الله عز وجل لسيدنا النبي صل الله عليه وسلم بتبني سيدنا زيد بن حارثه .. افلا يترتب علي الاجازة من الله وهذا التبني بان النبي اصبح ابا لزيد وحده واقتصر الموضوع كله علي ابوة زيد فقط وقد حرم باقي المؤمنين من الابوة التي يستوجب ثبوتها للمؤمنين بعد ذالك تبني النبي لكل واحد منهم مثل زيد وإلا ما استطعنا ان نقول ان النبي ابا لنا جميعا وسوف تكثر الأراء حول ذالك... اما كون الايه تنفي عن سيدنا زيد بمفرده التبني بالنسب وكذالك لأي احد اخر فهي في نفس الوقت تثبتها لجميع المؤمنين بالاتباع كما اوضحتم حضرتكم .. فالايه الكريمة هنا تتحدث عن خصوصية نفي أبوة النسب لسيدنا زيد وأي احد اخر .. وفي نفس الوقت ايضا تثبت خصوصية الأبوة النبوية التبعية لسيدنا زيد واي احد من المؤمنين .
    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

    ردحذف
  4. لدي سؤال هنا استاذنا الحبيب
    لماذا خاطب الله بعض الانبياء بصيغة الاخوة لاقوامهم ..
    مثل قوله تعالي (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) هود

    وقوله تعالي ۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61)

    وقوله تعالي ۞ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (84)
    لماذا هنا المخاطبة بصيغة الاخوة؟؟
    هل هي لانه مرسل لهؤلاء القوم خاصة وهو واحد منهم ولم تكن دعوته عامة خارج قومه؟
    وهل هذه الصيغة تنفي عنه الابوة للمؤمنين به منهم ؟؟
    نريد من حضرتكم التوسع قليلا حول حكمة ومفهوم مخاطبة الله البعض من انبيائه بصيغة الاخوة لاقوامهم ولم يخاطب النبي صل الله عليه وسلم بمثل هذه الصيغه؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب علاء:
      1- القرآن لم يخاطب الأنبياء بصيغة الاخوة .. وإنما ذكر على سبيل الخبر لمستمع القرآن أن هؤلاء الأنبياء كانوا ممن عاشوا مع قبائلهم ولم يكونوا خارجين عنهم ..
      - فلفظ الأخوة هو وصف مجازي للدلالة على قربه منهم وأنه صاحب لهم مصاحبة تشبه الاخوة لأنه من قبيلتهم وعشيرتهم وينحدر من نسبهم كما يقال (يا اخا العرب) ..
      - فالملازمة والتواصل تكسب اخوة بين الطرفين كما هو حال من اتبع الشياطين في منهجهم فيقال أنه اخو الشياطين كما قال تعالى: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) ..

      2- وهذه الصيغة وهي الإلتفات لجذب الإنتباه في القصة بقوله (وإلى اخاهم) فهذا فهذا باعتبار التعريف لنا (بمن لم يشهدوا القصة) بأن هذا النبي الذي سنتكلم عنه هو ينتمي لقبيلته وعشيره التي اسمها كذا ولذلك اتى بلفظ الاخوة الذي يدل على القرابة بهم ..

      3- ولا علاقة لها بكونه أبا للمؤمنين من قريب أو بعيد ..!! لأنه لم يكن فيهم مؤمنين حينئذ من أساسه ..
      - ولكن من كان يؤمن فالنبي بالنسبة مثل أبيه المعلم لطريق الإيمان .. (هذا على افتراض أنه آمن أحد) !!

      #- توضيحات اخرى:
      ------------------------
      1- لم يقال عن نوح أنه أخ لفبيلته .. لأنه لم يكن حينئذ هنا تفرق بين الناس .. بل كانوا جماعة واحداة .

      2- ولم يقل عن النبي صلى الله علي وسلم وصف الأخوة .. لأن القرىن كان يخطاب العرب بما هو معلوم لديهم وفيهم .. فلا حاجة لهذا التوضيح .. ولكن وصفه القرآن أنه من أنفسهم لأنهم قالوا أن رسالة الله تاتي من الملائكة .. فرد عليهم أن الرسالات كلها على يد من هو من جنس من أرسل إليهم .. أي من أنفسهم .. وفي بعض آيات القرآن فيها قراءات لكلمة أنفسهم فتنطق هكذا (أنفَسهم) بفتح الفاء .. للدلالة على أنه أشرفهم وأزكاهم .

      - والله اعلم
      ****************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. احسن الله اليكن استاذنا الحبيب / خالد وبارك لنا فيكم وجزاكم الله عنا كل خير .
      اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

      حذف
  5. جزاك الله عنا كل خير أستاذي الحبيب الغالي وغفر الله لك ولوالديك ولأهل بيتك جميعا وربط الله على قلبك وحفظك الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسقاك الله من قلب النبي نورا وعلما حتى يمتلأ قلبك منه وتنعم ببركته وفضله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
    *********************************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم

    ردحذف
  6. ۞ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ۞
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تؤمنوا به ثم لا تتعرفوا عليه..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تتبعوه ثم لا تتفكروا في ذاته وصفاته..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تدَّعوا محبته ثم لا تتذاكروا شمائله ودلائله وخصائصه..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تعرفوا كل شيء عن حياتكم الدنيا ولا تعرفوا أبجديات المعلومات عنه.. حتى الاسم الرباعي لحضرته..!!
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تقرأوا الروايات والصُّحف وأخبار المشاهير.. ولا تقرأوا سيرته الشريفة..!!
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تملأوا قلوبكم بالتعلقات السفلية الفارغة.. وقد ادْلَهَمَّ سوادُها لما حُجِبَت عنه وفرغت منهﷺ💔
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا يكون نظره إليكم على رأس اهتماماتكم..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا تستشيروه في أعمالكم.. وأنتم تعلمون أنها معروضة عليهﷺ..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ان تنشغلوا عنه بالنعم أو بالنّقَم.. مع أنه ﷺ هو القاسم.. واللهُ يعطِيكم بقدر قسمته لكم..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تخلوَ بيوتكم من ذكره.. وألا تُرَبُّوا أولادكم على محبته والتعلق به..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا تتصل أرواحكم بروحه.. ولا تتعلق قلوبكم بقلبه.. وأن يكون حبكم منعزلا عن حُبِّه..!!
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا تنفطر قلوبكم شوقا لزيارته..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا تتعرفوا على آله وصحبه.. وتحبونهم.. وتزورونهم.. وتتعلق قلوبكم وأروحكم بهم..
    عَزِيزٌ عَلَيْهِ أن تُنسَبوا إليه.. ثم لا تُحسَبوا عليه💔
    ومع ذلك فهو ﷺ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ..
    ..
    الشيخ أحمد البصيلي الأزهري

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف