ج7: رسالة سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة - هل حقيقة أن وصف (الأب) هو وصف كنائسي مسيحي ولا يصح قوله للنبي صلى الله عليه وسلم - لماذا قال النبي لصحابته أنتم أصحابي ولم يقل لهم أنتم أبنائي - لماذا لم يقل الصحابة للنبي يا أبانا أو يا أبو المؤمنين - كيف وصف القرآن بعض الأنبياء بأنهم أخوة لقومهم إذا كان يجوز القول على الأنبياء أنهم آباء للمؤمنين - لماذا لم يذكر القرآن عن النبي أنه أخا العرب كما قال ذلك في بعض الأنبياء - لماذا ذكر القرآن في نوح مرة أنه أخا قومه ومرة أخرى لا يذكر ذلك - ما الغرض من مفهوم أن النبي الأب الروحي للمؤمنين .

    بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

سيدنا محمد

أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة 

(الجزء السابع - والأخير)

#- فهرس:
:: الفصل السابع - والأخير :: عن مناقشة بعض الفتاوى وإجابة بعض التساؤلات ::
1- س28: هل حقيقة أن وصف (الأب) هو وصف كنائسي مسيحي ولا يصح قوله للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
2- س29: لماذا قال النبي لصحابته أنتم أصحابي ولم يقل لهم أنتم أبنائي ؟
3- س30: لماذا لم يقل الصحابة للنبي يا أبانا أو يا أبو المؤمنين ؟
4- س31: كيف وصف القرآن بعض الأنبياء بأنهم أخوة لقومهم إذا كان يجوز القول على الأنبياء أنهم آباء للمؤمنين ؟
5- س32: لماذا لم يذكر القرآن عن النبي أنه أخا العرب كما قال ذلك في بعض الأنبياء .. ولماذا ذكر القرآن في نوح مرة أنه أخا قومه ومرة أخرى لا يذكر ذلك ؟
6- س33: ما الغرض من مفهوم أن النبي هو أبو المؤمنين الرؤوف الرحيم ؟
7- ختام الرسالة .

********************

..:: الفصل السابع - والأخير ::..

:: عن مناقشة بعض الفتاوى وإجابة بعض التساؤلات ::

********************

 

..:: س28: هل حقيقة أن وصف (الأب) هو وصف كنائسي مسيحي ولا يصح قوله للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ ::..

 

- من الأمور المستغربة التي ما كان يمكن أن أتصورها حين بدأت كتابة في هذه الرسالة .. هو أن يظن أحد أن لفظ (الأب) لا يصح قوله للنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللفظ يقال للعلماء المسيحيين ..؟!! وكذلك توصيف (الأب الروحي) هو قال عنه البعض أنه توصيف كنائسي لا يصح قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا يندرج تحت باب البدعة والتشبه بالمسيحيين ؟!!

 

- وليت من راسلني استجمع الأدب في السؤال ليستفسر ويستعلم عما خفي عنه .. إلا أنه تكرر منه الإنكار والاعتراض .. وأخذ يبحث يمينا ويسارا عما يؤيد قوله وزعمه .. فأتى ببعض الفتاوى من على الإنترنت وصبغها بأسماء بعض مشايخ الحجاز ولعلهم برآء من ذلك .. وذلك لتأكيد مزاعمه واعتراضه .. ولا أدري ما صحة هذه الفتاوى التي يغلب على ظني أنها قد تكون مزورة .. أو أنها كانت تتكلم عن شيء آخر وتم التلفيق في الفتوى ..!! والله أعلم ..

 

- وعموما أجيب على ما سبق باعتبار أنها فتاوى .. حتى ولو فتاوى نفسية أي اخترعها البعض ونشرها على الإنترنت .. فما يهمني هو مناقشة هذا الفكر وليس من قاله ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- سنناقش هذه المسألة بهدوء .. ولنجعل العقل والعلم مرشدا لنا في هذه المسألة ..

 

- لا تنسى أخي الحبيب أنه قد سبق وأوضحنا أن عموم علماء المسلمين على جواز قول أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين (راجع السؤال رقم 12) .. ومن عارض ذلك فقد ناقشناه وأثبتنا عدم توفيقه فيما ذهب إليه (راجع السؤال رقم 13) ..

 

- أما عن اختراع أنه لا يجوز قول الأب في النبي لأن فيه مشابهة للمسيحية بأي وجه من الوجوه .. فهذا يكون جهل ويحتاج لبيان .. وبيانه في الآتي ..

 

#- أولا: من حيث كلمة (الأب):

1- في مقاييس اللغة:

- الْهَمْزَةُ وَالْبَاءُ وَالْوَاوُ يَدُلُّ عَلَى التَّرْبِيَةِ وَالْغَذْوِ . أَبَوْتُ الشَّيْءَ آبُوهُ أَبْوًا: إِذَا غَذَوْتُهُ . وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْأَبُ أَبًا. (مقاييس اللغة ج1 ص44).

 

- وفي مختار الصحاح:

- ويقال: ما كنتَ أباً ولقد أَبَوْتَ أبُوَّة .. وماله أبٌ يَأبوهُ، أي يغذوه ويربيه .. والنسبة إليه أبوي. (مختار الصحاح ج6 ص2260).

 

- وجاء في المعجم الوسيط :

- الأبُ : الوالد، والأبُ الجَدُّ، ويطلق على العَمِّ، وعلى صَاحب الشيء، وعلى من كان سببًا في إيجادُّ شيء أَو ظهوره أو إِصلاحه..، والجمع : آباء، وأَبُوٌّ، وأُبُوّةً.

- ويقال: فلان أَبو الضَّيف، وأبو الأضياف؛ إذا كان كريمًا مِطْعامًا. (نقلا عن المعجم الوسيط ج1 ص44 مختصرا) ..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- إذن الأبوة عند العرب لها معاني أخرى خلاف الوالد .. ويأتي مفهوم اللفظ باعتبار السياق الذي ذُكر فيه .. ولفظ الأب يأتي باعتبار التربية والتغذية .. فيؤخذ منه مجازا التربية الروحية للمعلمين .. لأنهم مرشدون في العلم والسلوك .

 

- وبهذا يتبين لك مدى فساد وعمق الجهل في هذا الظن الغير معقول والمخالف للغة .. الذي قد ظنه البعض في لفظ الأبوة .. حينما نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين ..!!

 

2- والغريب أن ما كتبه البعض .. لا علاقة له بالدين المسيحي لا من قريب ولا من بعيد .. لأن هذه لغة عربية وليست لغة مسيحية كنائسية .. فما هذا الضلال البعيد الذي يتكلمون به ..!!

 

#- ثانيا: أصحاب هذه الفتاوى الشاذة والبعيدة عن الحق والصواب .. يتهمون الصحابة وعلماء التفسير في عقولهم .. وإليك بيان ذلك ..

1- ماذا عن القراءة التي نطق بها بعض الصحابة (وهو أب لهم) .؟!!

- ولا حرج فيها حتى ولو لم تكن قراءة قرآنية .. ومجرد توصيف لغوي للنبي لحال كونه نبيا ورسولا ..

 

2- هل علماء المسلمين على طول ألف وأربعمائة سنة لم ينتبهوا لما لم ينتبه له أصحاب هذه الفتاوى الشاذة عن تفكير العقلاء ؟!!

 

3- أليس في ذلك اتهام صريح للصحابة ولعلماء المسلمين بأنهم جماعة من الجهلاء - وحاشاهم - ؟!! بل أصحاب هذه الفتاوى الشاذة والغريبة هم الجهلاء .

 

#- ثالثا: ما الذي في لفظ (الأبوة) من اتهام أو نقص ؟

1- أليس هو وصف يحمل نوعا من الأدب والتوقير لو وصفنا به النبي صلى الله عليه وسلم .. وليس فيه أي نقص له .. وإلا كان الله متهما إبراهيم بالنقص .. وحاشاه .. بل هذا التوصيف فيه من الكمال ما فيه .. لو كان المعترضون يعقلون قبل ما يكتبونه وينشرونه بين الناس ..!!

 

2- إذا كان التوقير أصل في ديننا .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليسَ منَّا من لم يوقِّر كَبيرَنا ويرحَمْ صغيرَنا) رواه أحمد .. وصححه محققو المسند والشيخ أحمد شاكر .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب .

 

- فما المانع من توقير النبي صلى الله عليه وسلم بوصف أبو المؤمنين .. أم أن قلة الأدب هي جزء من عقيدة هؤلاء مع النبي صلى الله عليه وسلم  ؟!!

 

3- رفض أو منع توصيف النبي صلى الله عليه وسلم بوصف (أبو المؤمنين) .. تحت دعوى أن (لفظ الأب) توصيف كنائسي مسيحي .. فهذا يجعلنا نقول لمن أفتى بذلك أنه بنفس المنطق .. عليكم أن تحذفوا قوله تعالى (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) الحج78 .. لأنه قد أتى في إنجيل أصحابنا المسيحيين في رسالة رومية ما لفظه عن سيدنا إبراهيم "لِيَكُونَ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" "رسالة رومية4:11)

 

#- رابعا: ما علاقة لفظ الأب .. بالديانة المسيحية .. بما نقوله في النبي أنه أبو المؤمنين ؟!!

 

1- الغريب أن ما كتبه البعض عن محو توصيف النبي بأنه أبو المؤمنين .. لا علاقة له بالدين المسيحي لا من قريب ولا من بعيد .. لأن هذه لغة عربية وليست لغة مسيحية كنائسية ..

- ما لهم كيف يعقلون هؤلاء الناس ..!!

 

2- ولعل البعض ظن أن لفظ (الأب) هو ما ينطق به في المسيحية فيقال (الآب) أي حرف الألف ممدود .. حينما يقولون (الآب والابن وروح القدس) .. فالآب هنا بمعنى الإله وليس الوالد ..!!

- فما علاقة هذا بما نتكلم عنه حينئذ ؟!!

 

#- خامسا: أما عن وصف الأبوة للنبي بأنها أبوة روحية ..

1- حينما قال القرآن أن نتبع ملة أبينا إبراهيم .. فما معنى أبوة سيدنا إبراهيم ؟ هل أبوة جسدية أم أبوة إيمانية ؟

- بكل تأكيد أبوة إيمانية .. والإيمان هي صفة روحية تسكن في قلب المؤمن .. فهو أي سيدنا إبراهيم كان أصل في تحقيق مسألة الإيمان فيمن قدر الله له ذلك على يديه .

- فما وجه الخطأ لو قيل أن سيدنا إبراهيم أبو المؤمنين الرؤوف الرحيم ؟!! أم على العقول أقفال ؟!!

 

2- ومن ناحية أخرى فكلمة "روحي" هذا وصف إضافي لكلمة الأبوة .. لتوضيح المقصود منها بأنها ليست أبوة جسدية وإنما أبوة اتباع وطاعة لمرشد وموجه لك في سلوكك ومعاملتك مع الله ..

- ووصف (الروحي) لكونه هاديا للناس إلى ما فيه سعادتهم الأبدية وهو الإيمان بالله ..

 

- وأحيانا يجتمع الأبوة الجسدية والروحية في شخص واحد يكون معلما لأبناءه العلم الصحيح والحكمة ..

 

- وهذا التوصيف ليس توصيف ديني وإن كان يغلب قوله في المجتمع الديني .. وإنما توصيف لغوي في كل زمان ومكان لكل من يعلم العقول والقلوب سواء خير أو شر .. وليس وصفا للذي قام بالتربية الجسدية وأتى عن نسب ..!!

 

- فما علاقة ذلك بالمسيحية أصلا ؟!!

- أم لأن اللفظ انتشر في زمن المسيحية عند علمائهم أنهم الآباء الروحانيين فأنت ربطت هذا بذاك ؟!!

- فإنك لو ظننت ذلك فأنت في عقلك شيء غير تمام يا هذا ..!!

 

3- ومن ناحية أخرى أخي الحبيب .. أراد البعض هدم مسألة اللفظ (الروحي) من ناحية التشبه بالمسيحية .. دون قراءة الرسالة سوى عناوين منها .. وهذا تشبيه باطل ويدل على جهل من قال بذلك باللغة العربية وبالشرع .. بل يدل على بلادة في عقلة .. !!

- وما علاقة ما تكلمنا عنه بالمسيحية من أساسه .. ؟!!

 

#- سادسا: أما عن الزعم في فتوى بأن هذا الوصف (الأب الروحي) فيه تشبه بالمسيحيين ..!!

- فهذا كلام فاسد جدا .. لأن هذا توصيف لغوي ولا علاقة له بأصحابنا المسيحيين وإن كانوا يستخدموه في مجتمعهم الديني ..

- لكن أن يأتي مفتي ويحاول أن يجعل من المسألة أنها تشبه بالمسيحيين .. فهذا كلام يدعو للسخرية والاستخفاف بهؤلاء المدعين علم الفقه والفتوى على الإنترنت .. ليه ؟

 

1- لأنهم يتهمون أنفسهم بهذا التشبه أصلا .. وإلا فلماذا يتنعمون بعلوم المجتمع المسيحي واختراعاتهم ومصطلحاتهم الطبية والهندسية التي أوجدها الله على أيديهم ؟!! ولماذا ينتفعون بمكيفاتهم وسيارتهم ومبانيهم ؟!! أليس هذا تشبه بهم ؟!! أم لأنه يكسبهم شهوات خاصة في أنفسهم فهي الآن أصبحت مباحة لهم ؟!!

- أما كيف نفهم هذه العقول أو القلوب التي كتبت مثل هذا الجهل في فتاويها ..!!

 

2- وتكون المصيبة أكبر في الجهل .. لو كان صاحب هذه الفتوى يشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل فيه (من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم) صحيح أبي داود ..

 

- فجعل هذا المفتي أن التشبه المذموم هو تشبه عام من أي ناحية .. ولو كان هذا ظنه فهو جاهل وقام بتحريف الحديث عن مقصده .. لأن هذا ليس مقصد النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا فكيف حارب الكفار بأسلحتهم وكيف كان يعيش معهم ويلبس ملابسهم ويأكل طعامهم  طالما من المباح المشروع ..!!

 

#- ولكن التشبه المذموم هو ما فيه مخالفة للشرع حيث يفعل ما يفعله الآخرون من انحرافات أو مخالفات للدين .. سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .. والتشبه هنا ليس تشابه في عقيدة فقط فيعتقد معتقدهم مثل من ينكر وجود الإله فهي متشبه بجماعة الملحدين .. وقد يكون التشابه هو تشابه بأوصاف لا يحبها الله ورسوله .. مثل الذين ينكرون مشروعية الحديث الصحيح والتحرر من الحجاب وترك الصلاة وما شابه هذه الجماعات ..

 

#- سابعا: هل تشابه المصطلحات يؤدي لحجب اللغة وإنكارها ؟!!

- من غريب هؤلاء القوم هو لأنهم وجدوا لفظ عربي في ديانة أخرى جحدوه .. فلماذا لا يجحدون القرآن كله وفيه من الألفاظ العربية ما تم كتابته في القرآن ..!!

- وسأعطيك نموذجين لتناقض هؤلاء .. بخلاف استخدامهم علوم الغرب التي يتمتعون بها في شهواتهم ..

1- لماذا يصفون الجن بأنه عالم أرواح ؟ فهل الشريعة قالت بذلك ؟ لا .. ولكن اليهودية والمسيحية قالوا بذلك .. !!

- فلماذا لم يعترضوا في كتبهم على توصيف الجن بأنه عالم أرواح .. ؟!!

- وهل نحن نقول أنه عالم أرواح لأن أصحابنا المسيحيون يقولون بذلك .. أم لأن هذا مجرد توصيف لغوي مناسب لهذا العالم الغيبي ؟!!

- أكيد نقوله توصيفا لغويا فقط للفهم .. ولا علاقة للشريعة بالمسألة .. وإنما عقول هؤلاء تحتاج إلى تقويم بدلا من قلة الأدب في السؤال والاستفسار ..!!

 

2- هل نجحد اسم النبي الذي هو (الماحي) لأنه اتى ذكره في التوراة ؟!!

- في المسيحية واليهودية يصف الرب نفسه بأنه الماحي للذنوب: "أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ" سفر أشعياء 25:43.

 

- وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِي خَمْسَةُ أسْماءٍ: أنا مُحَمَّدٌ، وأَحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بي الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمِي، وأنا العاقِبُ "أي أتيت عقب الأنبياء ولا نبي بعدي") صحيح البخاري.

 

- فهل نمحو وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (الماحي) لأن هذا الوصف تم ذكره في العقائد السابقة وتم نسبته للإله ؟!!

 

- وهل لا نستطيع أن نصف النبي بأنه رؤوف رحيم .. لأن هذه الأوصاف أتت في ديانات سابقة ..!!

 

- فما هذا السخف والضلال العقلي البعيد الذي لم يصل إليه عقل إنسان أو مؤمن من قبل ..!! بل ما هذه النفوس التي تحرم وتحلل على وفق مزاجها بما لم ينزل في كلام الله ولا كلام رسوله .. وكأنهم تجاهلوا قوله (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) النحل116..!!

- وحسبهم ما كتبوا ونشروه أمام الله ..

 

#- ثامنا: ما يثبت لك بطلان مثل هذه الفتاوى وأنها مما وسوس به الشيطان في نفوس البعض فجعل منها فتوى دينية .. هو الآتي:

1- لماذا أصحاب هذه الفتاوى يصفون والدهم بأنه أبوهم .. وينادون عليه بقولهم: يا أبي .. طالما المسيحيون يقولون لقساوستهم : يا أبي .. وطالما هو وصف كنائسي مسيحي وفيه تشبه بهم ؟!!

- أفلا يعقل هؤلاء أم غابت فيهم العقول ؟!!

 

2- وعلى مفهوم ومنطق أصحاب هذه الفتاوى .. يكون أبناء يعقوب عليه السلام حينما ناداه أبناءه (يا أبانا) في قوله تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) يوسف97 .. فهم قد وصوفوه بوصف كنائسي مسيحي لم يكن قد ظهر بعد على وجه الكرة الأرضية .. حيث أن الفترة بين يعقوب عليه السلام وعيسى عليه السلام تقدر بألفي عام ؟!!

 

- بل ويترتب على ذلك أيضا بمنطق هؤلاء الفاسد .. أن يكون اللفظ القرأني حينئذ (أبانا) أيضا مأخوذ من الكنيسة المسيحية لأنهم يقولونه لقساوستهم ..!!

- أرأيتم جهلا مثل ذلك في حياتكم يا مؤمنين ؟!! 
- أم أن الشيطان قد ملأهم بوسوسته ليحركهم بكتابة هذا الفكر الفاسد ..؟!!
 
3- لماذا لم ينكروا على الله توصيفه لإبراهيم عليه السلام بأنه أبا للمؤمنين .. ولماذا لم ينكروا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه كالوالد حينما يعلمنا أمور ديننا ؟!!
- بل أخشى أن يكون ذلك محاولة من البعض هو محاولة منه لطمس حالة ذوقية تنمو في قلوب المؤمنين بالحب لنبيهم صلى الله عليه وسلم من خلال توقيره والإحساس بأبوته ورأفته ورحمته ..؟!!
 
4- لماذا لم يتهموا الشيخ بن تيميه وبن القيم وكل علماء المفسرين في علمهم .. ويصفونهم بالجهلاء البدعيون وأنهم على ضلالة وتشبهوا بالمسيحيين ؟!!
 
5- لماذا لم تظهر هذه الفتوى عند علماء المسلمين سلفا وخلفا .. فلم نجد فتوى طوال 1400 سنة تقول بمثل هذه السخافات التي تدل على عقل وعلم من أفتى بها ؟
 
- وإذا تسائلت وقلت: لماذا لم يوجد مثل هذه الفتاوى في كتب علماء المسلمين ..؟!!
- قلت لك: لأن العلماء يعلمون بأن من يتكلم بمثل هذه السخافات سيكون محل سخرية واستهزاء من العالمين .. لأن المسألة لا علاقة لها بأديان أخرى .. وإنما لها علاقة بالمراد من اللفظ العربي الموصوف به ولها علاقة بالتوقير والأدب ..!!
 
#- خلاصة القول أخي الحبيب:
1- على شبكة الإنترنت تجد فتاوى تحتمل جهلا واسعا .. مثل هذه الفتاوى التي كنا نتكلم عنها .. والتي قد لا تكون فتاوى وإنما هي بعض التلفيقات والأكاذيب من البعض ينشرها على الإنترنت وينسبها للمشايخ ..
- في كل الأحوال أخي الحبيب .. احترم عقلك ودينك .. واسأل أهل العلم ممن احترم عقله ودينه وليس من اخترع وابتدع شريعة من نفسه وجعل فيها أحكاما لمسائل لا وجود لها في الدين من أساسه ولا يفكر فيها ذو عقل رشيد ..!!
 
- فأنصحك أن لا تلتفت لمثل هذه النفوس .. وتحقق من كل ما تقرأه وتسمعه على الإنترنت .. فنحن في زمن فتن ..
 
2- لا تغتر بما ينشره بعض الجهلاء .. حتى لا تكون فتنة في الأرض بتحريض نفوس المسلمين على بعضهم البعض .. من خلال الذين بال الشيطان في آذانهم بالوسوسة ليمنعوا توقير النبي صلى الله عليه وسلم جهلا منهم بذلك .. ولعل يكون لهم في ذلك شبه تعمد .. والله أعلم .
 
3- ليس كل ما تقرأه أو تسمعه هو حقيقة ..
- وتذكر أن .. لفظ الأبوة هو نوعا من الأدب والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم .. وليس فيه أي نقص فيه او غلو له .. وإلا كان الله متهما إبراهيم بالنقص .. وحاشاه .. بل هذا التوصيف فيه من الكمال ما فيه .. وإلا ما كان الله وصف به إبراهيم في القرآن .
 
4- عجبا لهذه القلوب يا أخي الحبيب:
- كيف يزعمون حب النبي وفي نفس الوقت ينكرون توقيره والأدب معه بل ويجعلون ما هو وصفا مستحق له بأنه تشبيه كنائسي مسيحي ..!!
- أهذه قلوب حية بحبه فعلا فغلبها غفلة .. أم قلوب أصابها الجفاء واتخذته منهجا لها .. وفي كل الأحوال كيف ترضى بأن تأخذ من هؤلاء علم وهذا هو حالهم ؟!!
 
5- ولا أدري كيف يتذوق المؤمن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم دون أن يتذوق معنى الأبوة فيه ؟!!
- ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 

*************************

 

..:: س29: لماذا قال النبي لصحابته أنتم أصحابي ولم يقل لهم أنتم أبنائي ؟ ::..

 
- مما قد يخطر على بالك من أسئلة فتقول: لو كنا أبناء النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا قال النبي لأصحابه أنتم أصحابي وقال لباقي أمته الذين لم يروه وأحبوه بشده أنهم أحبابه .. ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- يا أخي الحبيب أنت ذهبت بعيدا جدا في التفكير إلى ما لا علاقة له بموضوعنا .. ليه ؟
1- نحن لا نتحدث عن أننا أبناء النبي ولكن تكلمنا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو المؤمنين .. أي معلمنا ومرشدنا للإيمان في نفوسنا ليطهرنا ويزكينا بالحكمة وما أنزل عليه من القرآن ..
- فوصف أبو المؤمنين .. هو توصيف بيان لفعل النبي صلى الله عليه وسلم معنا من حيث مهمته نبيا ورسولا ..
 
2- أما عن وصفه لبعض أمته بالأصحاب والأحباب .. فهذا باعتبار التواجد والحضور والملازمة ولذلك كان توصيف الصحابة .. وباعتبار غلبة الشوق والمحبة ولذلك كان توصيف المحبين .. ولكن باعتبار كونه نبيا رسولا فقد قال لجميع الأمة: (إنَّما أَنا لَكُم مثلُ الوالِدِ أعلِّمُكُم) رواه أحمد .. وصححه محققو المسند وأحمد شاكر ..
 
3- ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه أنتم أبنائي .. لكان في ذلك مخالفة لقوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40.
- بل وقد يفهم البعض أنه لو قال لهم أنتم أبنائي .. أن لهم فيه حق الأبناء في آبائهم من حقوق شرعية كالتي تكون بالنسب مثل الميراث ..
- والله أعلم .
 

**************************

 

..:: س30: لماذا لم يقل الصحابة للنبي يا أبانا أو يا أبو المؤمنين ؟ ::..

 
- وقد يخطر على بالك أخي الحبيب سؤال فتقول: لماذا لم يقل أحد من الصحابة للنبي يا أبي أو يا أبو المؤمنين ؟ أليس هذا قد يندرج تحت البدعة حينئذ لو نحن وصفناه بذلك ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الموضوع):
1- ولماذا الصحابة يقولون له يا أبانا أو يا أبو المؤمنين .. في حين أن هذا الوصف هو وصف ذوقي قلبي غرضه توقير النبي في القلب حال كونه بالمؤمنين رؤوف رحيم .. وإلا كان من باب أولى ينادونه يا رؤوف يا رحيم .. ولكن هذا لم يحدث لأنه هذه أوصاف الغرض منها توقير النبي ومعرفة قدره .. بل ويصح مدحه بها..
 
2- وعدم فعل الصحابة لشيء ليس دليل نهي أو منع .. حتى تستغرب من ذلك .. وتتوهم أنها بدعة .. لأن مدح النبي وتوقيره ليس ببدعة .. وإنما البدعة هو لو أنت ظننت أن ذلك بدعة ..!! ولا يوجد عاقل أو عالم يقول بذلك .. لأن هذا يندرج تحت أصل كلي قرآني وهو (توقير النبي) وليس في هذا التوقير وقف على صفات معينة بأعينها .. حتى تنكر القول .. وإنما الذي تنكره لو كان في هذا الوصف فيه نقص أو مذمة للنبي صلى الله عليه وسلم ..
 
3- ومن ناحية أخرى .. إذا الصحابة لم يكونوا ينادونه بأسماءه الأخرى مثل (أحمد والحاشر والعاقب والماحي وسيد ولد آدم) وغير ذلك من أوصاف أتى ذكرها في القرآن والأحاديث .. فهل هذا معناه أنه لا يصح توقير النبي ووصفه بهذه الأسماء والصفات .. لأن الصحابة لم ينطقوا بها ؟!! بكل تأكيد .. لا .. ولا يقول بذلك أحد من العلماء ولا العقلاء ..!!
- والله أعلم .
 

***********************

 

..:: س31: كيف وصف القرآن بعض الأنبياء بأنهم أخوة لقومهم إذا كان يجوز القول على الأنبياء أنهم آباء للمؤمنين ؟ ::..

 
- من الأسئلة التي تم سؤالها لي .. كيف وصف القرآن بعض الأنبياء بأنهم أخوة لقومهم إذا كان يجوز القول على الأنبياء أنهم آباء للمؤمنين ؟ وذلك كما قال تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء106 ..، وقوله (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء124 ..، وقوله (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء142 ..، وقوله (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء162..، وقوله (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) الأعراف85 .. وما شابه هذه الآيات .. حيث لم يثبت فيها أبوة لهذه الأنبياء .. بل أثبت فيها الأخوة .
- فكيف نجمع بين ما سبق وبين ما جاء في هذه الرسالة من أنه يجوز أن يقال للأنبياء أنهم آباء للمؤمنين في زمنهم ..؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- أخي الحبيب:
1- القرآن ذكر لفظ الأخوة عن الأنبياء على سبيل الخبر عنهم لمستمع القرآن .. أن هؤلاء الأنبياء كانوا ممن عاشوا مع قبائلهم ولم يكونوا خارجين عنهم ..
- فلفظ الأخوة هو وصف مجازي للدلالة على قربه منهم .. وأنه صاحب لهم مصاحبة تشبه الاخوة لأنه من قبيلتهم وعشيرتهم وينحدر من نسبهم كما يقال (يا أخا العرب) ..
 
- فالملازمة والتواصل تكسب أخوة بين الطرفين كما هو حال من اتبع الشياطين في منهجهم فيقال أنه أخو الشياطين كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ) الإسراء27 ..
 
2- وهذه الصيغة وهي الإلتفات لجذب الإنتباه في القصة بقوله (قال لهم أخوهم) أو (وإلى مدين أخاهم) .. فهذا باعتبار التعريف لنا (بمن لم يشهدوا القصة وهو نحن ومن نزل عليهم القرآن) بأن هذا النبي الذي سنتكلم عنه في هذه الآيات هو ينتمي لقبيلته وعشيرته التي اسمها كذا .. ولذلك أتى بلفظ الأخوة الذي يدل على القرابة بهم ..
 
3- ومما سبق يتبين أن لفظ الأخوة هو للتعريف بكون النبي هو من أقارب من أرسل إليهم .. ولم يكن فيهم مؤمن حينئذ حتى يقال عنه أبو المؤمنين ..!!
- ولكن من كان يؤمن فالنبي بالنسبة مثل أبيه المعلم لطريق الإيمان .. (هذا على افتراض أنه آمن به أحد) !!
 
4- ولم يقل القرآن عن النبي صلى الله علي وسلم وصف الأخوة .. لأن القرآن كان يخاطب العرب بما هو معلوم لديهم وفيهم .. فلا حاجة لأن يذكر أخا العرب .. لأنه بالفعل يخاطب العرب الذين ظهر بينهم الرسول .. ولا يتحدث عن قوم سابقين فيشرح لنا ماهية حقيقتهم ..!!
 

************************

 

..:: س32: لماذا لم يذكر القرآن عن النبي أنه أخا العرب كما قال ذلك في بعض الأنبياء .. ولماذا ذكر القرآن في نوح مرة أنه أخا قومه ومرة أخرى لا يذكر ذلك ؟ ::..

 
- وهذا سؤال استكمالي للسؤال السابق ولكن أفردته في سؤال خاص .. حيث جاء في السؤال:
- لماذا لم يقل القرآن عن النبي أنه أخا العرب كما ذكر ذلك عن بعض الأنبياء كما سبق وأوضحنا في السؤال السابق ؟!!
 
#- وأضفت سؤال آخر من باب العلم وهو..
- لماذا قال في نوح مرة أنه أخا قومه .. ومرة أخرى لا يذكر ذلك ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- جاء القرآن مرة في نوح فقال: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ) الشعراء106 ..، وجاء مرة أخرى بدون التوصيف بلفظ (أخ) مثل سورة الأعراف (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) الأعراف59 ..، وسورة هود (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ) هود25 .. فلماذا ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لأنه في زمن نوح عليه السلام لم يكن الناس قبائل مختلفة بل جماعة واحدة .. فمن حيث هذه الجزئية لم يذكر كلمة (أخ) للدلالة على أنها كانت جماعة واحدة حينئذ ولا يوجد غيرها ..
 
2- ومن حيث كونه رسولا منهم أي من جنسهم وعشيرتهم فقد أثبت له لفظ (الأخوة) ..
- هذا والله أعلم .
 

***********************

..:: س33: ما الغرض من مفهوم أن النبي هو أبو المؤمنين الرؤوف الرحيم ؟ ::

                     
#- أخي الحبيب:
- الغرض من توضيح مفهوم أن النبي أبو المؤمنين أو بمنزلة أبو المؤمنين الرؤوف الرحيم أو بمنزلة الوالد المعلم .. ليس أن تنطق به وتحكي بذلك على المنابر أو لتنشره عبر الإنترنت .. كل تأكيد هذا ليس مقصدي من الرسالة .. !!
 
- إنما هذا التوصيف الأبوي .. إنما هو إحساس ذوقي قبل أن يكون مصطلح وصفي .. وأردت لك أن تكتسبه من خلال الإحساس بمفهوم الأبوة .. لعل ذلك يكون شعلة في قلبك تحركه لاتباع النبي وأيضا للوصال به من خلال الصلاة والسلام عليه ..
 
- وإلا يا أخي فأخبرني .. ماذا أضاف لك وصف سيدنا إبراهيم بأنه أبو المؤمنين ..؟ فهل تذوقت هذه الأبوة الإيمانية أم اكتفيت باللفظ فقط بانه أبو المؤمنين أو أبو الأنبياء ؟!!  
 
#- أخي الحبيب ..
- إحساس الأبوة .. هو إحساس ذوقي لمن كان قلبه فيه شيئا من الحب لازال ينبض فيه .. ولم يتخلل الجفاء جميع قلبه حتى أطرافه .. فيحرك فيك مشاعر وأحاسيس يشعر بها من كان لازال في قلبه شيئا من الحب .
 
- فكما أن الأبوة يتم بنائها على الإتباع بحب لمن قام بتربيتك وتغذيتك وتعليمك .. فكذلك النبوة هي أبوة للمؤمنين لأن فيها تربتك وتغذيتك وتعليمك ما فيه تقويم سلوك الظاهري والباطني حتى تصل مراتب النفس المطمئنة ..
 
- وصدقني أخي الحبيب حينما قلت لك: لا أدري كيف يتذوق المؤمن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رؤوف رحيم دون أن يتذوق معنى الأبوة فيه ؟!!
 
#- وأما عن الأبوة الروحية للأنبياء ..
- لما كانت وظيفة النبوة هي نشر الإيمان .. والإيمان روح من الله .. فكان الأنبياء آباء لهذه الروح فينا أي أصل في وصول هذه الروح إلينا أي روح الإيمان .. وكلما ارتقت هذه الروح الإيمانية بالعلم والعمل في النفس الإنسانية كلما كانت جاذبة إلى غيرها من أرواح الصفات القلبية لأن روح الإيمان بمثابة بوابة العبور ومغناطيس الأرواح القلبية .. كالرضا واليقين والتوكل والمحبة والإخلاص وغير ذلك ..
 
#- واعلم أخي الحبيب ..
- أن الغرض من هذه الرسالة هو الآتي:
1- هو خدمة للنبي وإظهار معنى جميل في النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن .. حيث قد لا ينتبه له البعض .. وهو أن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم .. وما يحيط بهذا المعنى من الأبوة والحنو والرأفة والرحمة بالمؤمنين.
 
- لعل ذلك يحرك شيئا ما في قلبك ناحية النبي صلى الله عليه وسلم .. فتبدأ بمواصلة الصلاة والسلام عليه .. تقديرا وتوقيرا وشكرا له وعرفانا بجميل ما فعله وما سيفعله معك ..  
 
2- الغرض الآخر من الرسالة .. أن لا تحزن حينما تعلم أنك غير منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم .. حيث وجدت لمعة الحزن في عيون البعض حينما يرى أن فلانا منسبا أي من نسب النبي صلى الله عليه وسلم ..
 
- ولكن إن لم تكن منسوب فأنت محسوب .. أي إن لم تكن منسوب بالرحم فأنت محسوب بالولاية أي بولاية الرسول عليك لأنه أولى بك من نفسك في الدنيا والآخرة .. كما سبق وشرحنا ذلك ..
 
- ولذلك قال بعض أهل الله: أن المحسوب منسوب أي منسوب له بالولاية عليه لأنه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين دنيا وآخرة ..
 
- ولذلك جاء في الحديث: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لمَّا بعثه إلى اليمنِ خرج معه يُوصيه ثمَّ التفت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم إلى المدينةِ فقال: إنَّ أهلَ بيتي هؤلاء يرَوْن أنَّهم أولَى النَّاسِ بي وليس كذلك إنَّ أوليائي منكم المُتَّقون من كانوا وحيث كانوا) رواه الوادعي في صحيح دلائل النبوة .. وذكره الألباني في صحيح الجامع مختصرا. 
 
- يبقى تطمن على الآخر .. وتعلم إنك موصول ولك ولاية خاصة منه صلى الله عليه وسلم طالما أنت تجتهد في أن تكون إنسان صالح ..
 
- وحتى تطمئن تماما .. لا تنسى قوله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات13 ..
- فالمؤمن الذي هو محل نظر الله والذي هو في ولاية النبي صلى الله عليه وسلم .. هو من يجتهد في طاعة الله ويحاول أن يكون إنسان صالح.
 
#- واعلم أخي الحبيب:
- إذا لم يكن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليك من نفسك .. فأنت محجوبا عنه بنفسك .. فجاهدها لتكون كما يحب صلى الله عليه وسلم قدر استطاعتك ودون أن تكلف نفسك ما ليس في وسعها من فعل السنن .. فابدأ بما تستطيع واترك ما  تستطيع للوقت الذي يجعلك الله فيه تستطيع ..  
 
- ولا تنسى أن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل عمل خير والابتعاد عن كل عمل شر .. وذلك حتى لا يتوقف عقلك عند فعل سنن معينة كما يزين بعض المشايخ هداهم الله ذلك في عقول الناس جهلا منه .. وكأن الدين هو بالنسبة لهم سنن أذكار ما قبل النوم وعند النهوض من النوم وما شابه ذلك .. دون أي اعتبار لسنن الأخلاق والمعاملات .. !!
 
- بل أن باب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ من شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. ثم يزيد الإتباع بقدر طاعتك لله وأعمالك في الخير .
 
- وإذا وجدت أثناء مجاهدتك لنفسك وجود فتنة ابتلاء .. في أهل بيتك أو في مالك أو مع جارك في السكن أو العمل أو المواصلات .. فتذكر الحديث التالي عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أَهْلِهِ ومَالِهِ وجَارِهِ ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ ، والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ) صحيح البخاري .
- وفتنة أهل البيت مثل أن تفعل أخطأء في حقهم أو تفعل أخطاء لتجبر بخاطرهم أو تجد فيهم أخطأء وتحاول التقويم ولا يستجيبون أو كل ما فيه فتنة ظاهرها فيه مخالفة للشرع .. وفتنة المال في أن يشغلك عملك عن أداء حق الله أو تصرف بعضه في سفه .. وفتنة الجار في عدم الوفاء بحقه أو حسده على نعمة أنعم الله بها عليه .. والله أعلم .
 
#- من فضلك يا أخي الحبيب:
- لا تؤذي من حولك نفسيا وجسديا لتهديهم .. وإنما أرشدهم ووجههم ونبههم إلى ما فيه الخير لهم .. لأنك لا تملك من أمرهم شيئا .. فالله هو الهادي وليس أنت .. كما قال تعالى لنبيه: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) البقرة272.
 
- وبهذا يكون ختام هذه الرسالة - والحمد لله رب العالمين .

***********************

:: ختام " رسالة سيدنا محمد الأب الروحي للمؤمنين " ::

 

- الحمد لله رب العالمين .. على ما أمدني به من العزيمة والقوة على كتابة هذه الرسالة .. وأسأله القبول .. وأسأله الرضا عني وعن كل من أحبني في الله صدقا وأحسن بي الظن .. وأن يغفر لنا ويرحمنا ويعفو عنا .. وأن يرزقنا القلب السليم ودوام معيته حتى يقبضنا إليه وهو راض عنا .. آمين يا رب العالمين.

 - اللهم اغفر لوالداي وارحمهما واعفو عنهما واجعلهما نورا .. واغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..  في كل زمان ومكان .. آمين يا رب العالمين . 

 اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

- ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ .  وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الصافات 180-182 ..

- سبحان الله وبحمده – سبحانك اللهم وبحمدك – أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .. والحمد لله رب العالمين .

- اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأبلغه مني السلام .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .. والحمد لله رب العالمين

اللهم كما أعنتني .. فتقبل مني يا أرحم الراحمين

آمين يا رب العالمين

*****************

- وبهذا يكون ختام " رسالة سيدنا محمد الأب الروحي للمؤمنين " بتاريخ 11/أكتوبر/2022 .. وقد تم بداية رفعها على مدونة الروحانيات في الإسلام بتاريخ 28/سبتمبر/2022 .. والحمد لله على ما أكرمني به من كتابة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

************************

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .