بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 3 أكتوبر 2022

Textual description of firstImageUrl

ج4: رسالة سيدنا محمد أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة - كيف نفهم أولوية وأحقية النبي في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) - هل يصح قراءة قوله (وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) كأنها قرآن أم كتفسير.

 بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

سيدنا محمد

أبوة نبوية روحية من الأزل إلى القيامة 

(الجزء الرابع)

#- فهرس:
:: الفصل الرابع :: عن تفسير العلماء لقوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) ::
1- س15: كيف نفهم أولوية وأحقية النبي في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؟
2- س16: هل يصح قراءة قوله (وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) كأنها قرآن أم كتفسير ؟
******************
..:: الفصل الرابع ::..
:: عن تفسير العلماء لقوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) ::
********************
..:: س15: كيف نفهم أولوية وأحقية النبي في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؟ ::..
 

- وجدت من المهم أن نفهم أحقية النبي بالمؤمنين في قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) .. حتى نعرف ما الواجب علينا أن نفعله وفاء بهذا الحق النبوي ..

- وقد أخترت أجمع الأقوال في تفسير الآية .. وهو تفسير الإمام الطبراني وهو من أوائل المفسرين .. وأخترت تفسير الشيخ طنطاوي وهو من متأخري المفسرين وقد جمع فيه أقوال بعض المفسرين القدماء أيضا ..

- ثم ذكرت ما اطمئن له نفسي في تفسير هذه الأحقية من خلال قراءة العديد من التفسيرات وقراءة العديد من روايات الحديث .. والله الموفق .


1- قال الإمام الطبراني رحمه الله (المتوفى: 360هـ):
- قَوْلُهُ تَعَالَى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ؛ أي هو أشْفَقُ وأبَرُّ وأحقُّ بالمؤمنين مِن بعضهم ببعضٍ ، وهو أولَى بكلِّ إنسانٍ منه بنفسهِ.
- وَقِيْلَ معناهُ: إذا حَكَمَ فيهم بشيءٍ نَفَذ حكمهُ فيهم ، ووجبَتْ طاعتهُ عليهم.
- وقال ابنُ عبَّاس: (إذا دَعَاهُمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى شَيْءٍ ، وَدَعَتْهُمْ أنْفُسُهُمْ إلَى شَيْءٍ ، كَانَتْ طَاعَةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أوْلَى بهِمْ مِنْ طَاعَةِ أنْفُسِهِمْ).
- وقال مقاتلُ: (مَعْنَاهُ طَاعَتُهُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أوْلَى بهِمْ مِنْ طَاعَةِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ).
- وقال الحكماء: النبيُّ أولَى بالمؤمنينَ مِن أنفُسِهم لأنفُسِهم ، تدعُوهم إلى ما فيه هلاكُهم ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى ما فيهِ نَجاتُهم.
- وقال أبُو بكرٍ الورَّاق: (لأَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ إلَى الْعَقْلِ ، وَأنْفُسُهُمْ تَدْعُوهُمْ إلَى الْهَوَى).
- وقال بَسَّامُ بنُ عبدِ الله: (لأَنَّ أنْفُسَهُمْ تُحْرَسُ مِنْ نَار الدُّنْيَا ، وَالنَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْرِسُهُمْ مِنْ نَار الآخِرَةِ).
- قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) .. أي كأُمَّهَاتِهم في تَعْظِيْمِ حَقَّهِنَّ وفي تحريم نكَاحِهن ، فلا يَحِلُّ لأحدٍ أن يتزوَّجَ بهنَّ ، كما لا يجوزُ التزويجُ بالأُمِّ . (انتهى النقل من تفسير الطبراني ج6 ص314).
 
2- قال الشيخ طنطاوي رحمه الله (المتوفى:1431): عند قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم):
- أي: النبي صلّى الله عليه وسلّم أحق بالمؤمنين بهم من أنفسهم وأولى في المحبة والطاعة، فإذا ما دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلافه، وجب أن يؤثروا ما دعاهم إليه، على ما تدعوهم إليه أنفسهم، لأنه صلّى الله عليه وسلّم لا يدعوهم إلا إلى ما ينفعهم، أما أنفسهم فقد تدعوهم إلى ما يضرهم.
 
- وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبى هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (إنما مثلي ومثل أمتى، كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه- أي: في الشيء المستوقد- وأنا آخذ بحجزكم- أي: وأنا آخذ بما يمنعكم من السقوط كملابسكم ومعاقد الإزار- وأنتم تقحمون فيه - أي: وأنتم تحاولون الوقوع فيما يحرقكم).
 
- قال القرطبي: قال العلماء: الحجزة: السراويل، والمعقد للإزار، فإذا أراد الرجل إمساك من يخاف سقوطه أخذ بذلك الموضع منه، وهذا مثل لاجتهاد نبينا صلّى الله عليه وسلّم في نجاتنا، وحرصه على تخليصنا من المهلكات التي بين أيدينا، فهو أولى بنا من أنفسنا ."انتهى النقل من تفسير القرطبي".
 
- وقال الإمام ابن كثير: قد علم الله- تعالى- شفقة رسوله صلّى الله عليه وسلّم على أمته، ونصحه لهم: فجعله أولى بهم من أنفسهم .. وحكمه فيهم مقدما على اختيارهم لأنفسهم.
- وفي الصحيح: (والّذِي نفسي بيدِهِ ، لا يُؤمِنُ أحدُكمْ حتى أكونَ أحَبَّ إليه من نفسه وماله وولدهِ والناسِ أجمعينَ) .
- وروى البخاري عن أبى هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (ما مِن مُؤْمِنٍ إلَّا وأنا أوْلَى النَّاسِ به في الدُّنْيا والآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {النبيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ} .. فأيُّما مُؤْمِنٍ تَرَكَ مالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَن كانُوا، فإنْ تَرَكَ دَيْنًا، أوْ ضَياعًا فَلْيَأْتِنِي فأنا مَوْلاهُ) .
- وروى الإمام أحمد عن جابر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يقول: (أنا أولى بكلِّ مُؤْمِنٍ من نفسِهِ ، فمَنْ تركَ دَيْنًا أوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ ، ومَنْ تركَ مالًا فَلِوَرَثَتِه) "انتهى النقل من تفسير بن كثير". (نقلا من التفسير الوسيط ج11 ص175-176)
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- في قوله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) الأحزاب 6 ..
- الذي أحسبه وأظنه - والله أعلم - من خلال تتبع كلام علماء التفسير وتتبع روايات الحديث أن الآية تحمل معنيان يرتبط بعضهما ببعض:
- المعنى الأول: أن النبي أحق برعاية واهتمام المؤمنين لحقه النبوي .. وذلك باتباعه وطاعته.
 
- المعنى الثاني: النبي أحق برعايته للمؤمنين واهتمامه بهم وذلك رأفة ورحمة بهم .
 
- وكلا المعنيان مرتبط ببعضه البعض .. فرعايته للمؤمنين وإرشادهم إلى ما فيه مصلحتهم وخير سعادتهم الأبدية .. يستوجب له بالتبيعة رعايتهم لحقه النبوي فيهم بطاعته واتباعه لنوال هذه السعادة الأبدية ..
 
#- فمن المعنى الأول:
- أن النبي أحق برعاية المؤمنين لحقه النبوي .. باتباعه وطاعته دون النظر إلى ما ترغبه أنفسهم وتهواه .. فالمعنى هنا يكون مستمد من قوله تعالى: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ) التوبة 120 ..
 
- وكأن المراد هو تأديب المؤمنين لتنفيذ مراد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عن مراد الله .. ولذلك قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء65..
 

- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح مسلم.

 
- وقوله (لا يؤمن): أي لا يؤمن أحدكم فيتذوق طعم الإيمان إلا بمحبتي .. أو لا يؤمن أحدكم فيبلغ مراتب الكمال الإيماني حتى تبلغ محبتي فيها مبلغا لم يحظى به مخلوق .. أو لا يؤمن أحدكم فتظهر حقيقة إيمانه إلا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم.

 
- والمقصد هنا بالحب - والله أعلم - هو الحب العقلي (التكليفي) بطاعة النبي واتباعه .. وذلك بأن تغلب محبة النبي فيك على كل ما تحبه ومن تحبهم طالما في محبتهم مخالفة لله ورسوله ..
 
- ولكن إذا صاحب الحب العقلي حبا عاطفيا .. وذلك بوجود حرارة الشوق في القلب وغلبته في النفس التي تجعلك تبذل كل نفيس وغالي من أجل رؤية من تحبه وكأنك لا تريد أن تفارقه ولا يبتعد عنك .. كان ذلك جمعا للفضل كله في محبة النبي صلى الله عليه وسلم .. وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ) صحيح مسلم..
 
#- والمعنى الثاني للآية:
- أن النبي هو أحق برعايته للمؤمنين من أنفسهم لأنه بهم رؤوف رحيم .. لأنه الراعي لشئونهم والقائم عليها بحق نبوته وذلك حرصا عليهم ورحمة ورأفة بهم .. والمعنى هنا يكون مستمد من قوله تعالى: (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة128..، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: (الأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ) صحيح البخاري.
 
- والمعني الثاني يؤيده ما جاء في الحديث عن النبي أنه قال: (ما مِن مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى به في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، فأيُّما مُؤمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَن كَانُوا، وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا، فَلْيَأْتِنِي .. فأنَا مَوْلَاهُ) صحيح البخاري ..
 
- قوله (فليأتني): أي اعلموني وليأتني خبرا عنهم بذلك حتى أتكفل بهم .
 
- وفي رواية بلفظ: (أنَا أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِن أنْفُسِهِمْ، فمَن تُوُفِّيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، ومَن تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ) صحيح البخاري.
 
- وفي رواية بلفظ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إنْ علَى الأرْضِ مِن مُؤْمِنٍ إِلَّا أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ، فأيُّكُمْ ما تَرَكَ دَيْنًا، أَوْ ضَيَاعًا فأنَا مَوْلَاهُ) صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: (وَمَن تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا، فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ) صحيح مسلم .
- أي فعياله إليَّ أقوم بكفايتهم ومعونتهم وعليَّ قضاء دينهم ..
- قوله (ضياعا): أي ترك أولادا عيالًا ضائعين لا يستقلون بأمرهم ولا مال لهم ..
 
#- وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حاله كذلك بأمته من الرعاية والإهتمام بها رأفة ورحمة بهم .. فالأولى بالمؤمنين أن يراعوا حقه باتباعه وطاعته وتوقيره ..
- والله أعلم بتفسير آياته .
 
**************************
 
..:: س16: هل يصح قراءة قوله (وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) كأنها قرآن أم كتفسير ؟ ::..
 
- قد ذكرنا سابقا .. أن كتب التفاسير ذكرت لنا أن بعض القراءات القرآنية قد جاء فيها مثل ما ذكره الإمام بن كثير: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ") ..
 
- والحقيقة أن هذا الجزء (وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) ليس من آيات القرآن .. ولعل سبب ذكرها في كتب التفاسير .. يحتمل احتمالين:
- الأول: قد تكون نزلت فعلا في أحد الأحرف القرآنية التي نزل بها القرآن .. والتي تم نسخها لفظا أي تم رفع ومحو هذه الألفاظ من السياق القرآني .. كما حدث في بعض آيات قليلة من القرآن .. وذلك من خلال العرضة الأخيرة للقرآن من جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن ظل بعض الصحابة محتفظ بكتابتها كما كانت ..
 
- الثاني: وقد يكون هو تفسير للآية قد فهمه بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم .. وكتبوه كتفسير مع الآية ..
- وبناء على ما سبق يكن قوله (وهو أب لهم): هذه تسمى قراءة تفسيرية ..
- وهذا هو الراجح ..
- والله أعلم .
 
#- ومن أقول العلماء في توضيح جزئية (وهو أب لهم):
1- في تفسير الهداية للإمام مكي بن أبي طالب (المتوفى: 437هـ):
- وحكى قتادة والحسن: بأنه كان يقرأ في بعض القراءات: (مِنْ أنفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ) .. ولا ينبغي أن يقرأ بذلك الآن لمخالفته المصحف والإجماع.
الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيرهج9 ص5787
 
2- وقال الشيخ محمد الصابوني رحمه الله (المتوفى:1442هـ):
- قرأ الجمهور: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وأزواجُه أمّهاتُهم) الأحزاب6.
- قال أبو السعود "المفسر": وقُرئ (وأزواجُه أمّهاتُهم وهو أبٌ لهم) أي في الدين .. فإنّ كلّ نبيّ أب لأمته من حيث إنه أصل فيما به الحياة الأبدية، ولذلك صار المؤمنون إخوة.
- أقول (أي الشيخ الصابوني): هذه القراءة تحمل على أنها تفسير لقوله تعالى: {وأزواجه أمهاتهم} وهي قراءة عبد الله وكذلك في مصحف (أبيّ بن كعب) .. فإذا كان أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، فهو عليه السلام أبٌ للمؤمنين .. ولا شك أن الأب الروحي أعظم قدراً من الأب الجسدي .. وقد قال مجاهد: كل نبيِّ أبٌ لأمته، يعني في الدين.
روائع البيان في تفسير آيات الأحكام ج2 ص277
 *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 16 تعليقًا:

  1. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل وزادك الله من فضله وعلمه وكرمه وفتح الله عليك فتوح العارفين به الله يزيدك نور على نور ويجعلك موصول بسيدنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
    *******************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي نور الأنوار وسر الأسرار ومفتاح باب اليسار وعلى آله وسلم

    ردحذف
  2. اللهم اجعل حبك وحبك نبيك احب الي من نفسي ومالي وولدي والناس اجمعين ومن الماء البارد على العطش .. ولكل من يقول امين امين امين

    بوركت استاذنا الفاضل وزادك الله مددا
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. ماشاء الله زادك الله علما ونورا ومددا وجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسن حتى نكون أهلا لولاية نبيه صلى الله عليه وسلم
    ورد في كتاب تفسير القشيري لطاىف الإشارات في قوله تعالى(ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ )
    الإشارة من هذا : تقديم سنته على هواك، والوقوف عند إشارته دون ما يتعلق به مناك، وإيثار من تتوسل به سبباً ونسباً على أعزيك ومن والاك .
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى اله وسلم

    ردحذف
  5. مصقلة القلوب هي الصلاة على النبي المحبوب فمن أراد الوصل و الوصول فعليه بمفتاح القبول  وليلزم الصلاة على الرسول
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تجعلنا بها من أهل الوصل والمحبة وترزقنا بها رؤية النبي الأمي مناما ويقظة  وعلى اله وسلم

    ردحذف
  6. جزاكم الله خيرا أستاذنا
    *******************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
    ****************

    ** خمس من السعادة:
    - اليقين في القلب.
    - الورع في الدين.
    - الزهد في الدنيا.
    - الحياء.
    - العلم.
    [محمد بن منصور الطوسي]
    ************
    ** ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال:
    - أن يكون عاقلًا.
    - حسن الخلق.
    - غير فاسق
    - ولا مبتدع.
    - ولا حريص على الدنيا.
    [الإمام الغزالي]
    *********************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  7. اللهم صل على النور الأحمدي والذات المحمدي ..
    صلاة ترزقنا بها الإخلاص لك والرضا عنك واليقين بك
    وعلى آله وسلم ..

    ردحذف
  8. ‏"أتدري ما معنى القنوط من رحمة الله ؟
    ‏أن تهجر التوبة إذا كبلتك المعاصي
    ‏وأن تترك الاستغفار إذا قيدتك الذنوب
    ‏وأن تترك الدعاء إذا طال بك زمن البلاء
    ‏ولم ترَ إجابةً أو فرجاً
    ‏وأن تقطع حبالك مع ربك عندما تخنقك حبال الهموم
    ‏وأن تسيء الظنَّ بالله عندما تتعسّر عليك حياتك !"

    ردحذف
  9. قصة حقيقية من عجائب الصدف وتدبير الله لعباده تقشعرُّ لها الأبدان :

    هذه القصة حصلت فعلاً مع أحد الدعاة ( الشيخ محمد الصاوي )

    يقول الشيخ : كان عندي سفر من مطار القاهرة وأنا في الإسكندرية، وكان الإقلاع بعد الفجر، فخفت أن تفوتني الطائرة، فاتصلت على صديق عندي هو إمام مسجد قريب من المطار ..
    قلت له : سوف أنام عندك في المسجد الليلة إلى الفجر، فاترك الباب مفتوحاً ؟
    قال لي : خير يا شيخ ؟!
    قلت له : خير لا تقلق، عندي سفر بعد الفجر مباشرةً وأريد أن أنام عندكم إحتياطاً ليس أكثر !
    قال : تشرفنا يا شيخ، أهلاً وسهلاً بك .

    المهم، وصلت الساعه الثانية ليلاً، فوجدت باب المسجد مفتوحاً والأنوار مضيئة، ورأيت رجلاً يصلي في المحراب وحده ويكلم الله بصوت مسموع، وهو ينادي ويقول :
    ( يارب لم أعد أتحمل، يا رب لم أعد قادر، يا رب تعبت، يا رب ليس لي سواك، يا رب أين أذهب، يا رب ماذا أفعل ؟ )

    ويعيد ويكرر هذه الكلمات وهو يبكي !!

    والله، مناجاة عجيبة جداً وبكاء وإلحاح تقشعرُّ له الأبدان !!

    فقلت في نفسي : والله، ما هذا ببكاء صاحب فاحشة ولا كبيرة، هذا رجل ألجأته الضرورة والحاجة !

    انتظرت قليلاً ثم اقتربت منه، فلما لمحني سكت
    قلت له : يا حاج، ما بك ؟ والله لقد قطّعت قلبي !!
    وبعد إلحاح طويل قال لي : والله يا شيخ لا أعرف ماذا أقول ؟!
    زوجتي عندها عملية الساعة التاسعة صباحاً وتكلفة العملية ( 15400 جنيه ) ولا أملك منها جنيه واحد !!
    قلت له : والله يا حاج، ما عندي ما أقدر أن أساعدك به، لكن سأقول لك بِشارة وهي :
    ( أن ربنا أرحم بنا من أمهاتنا، وأنه ما وثق في الله أحد وخذله الله )
    قال لي : ونِعم بالله، ثم أكمل صلاته ودعاؤه
    وأنا ذهبت صليت الوتر ونمت .

    المؤذن أيقظني على #صلاة_الفجر ثم أذّن للصلاة
    فجاء الإمام وقال لي : بالله عليك، صلّي بنا الفجر ؟
    قلت له : أشعر ببعض التعب
    قال : بالله عليك، ولو بقِصار السور ؟!

    صليت فعلاً، وبعد الصلاة جاء أحد الإخوة من الصف الثالث ، يلبس طقم ومعطف طويل، يبدو عليه ملامح الثراء وأنه من علية القوم، ما شاء الله !!
    فسلّم عليّ بحرارة وقال : كيف حالك يا مولانا ؟
    أنا أتابع برنامجك ودروسك، وسبحان الله قد اشتريت هذه الشقة أمام المسجد من فترة قصيرة، ولعله نصيبي أن أراك وأسلم عليك .
    قلت له : أهلاً وسهلاً بك، وبارك الله لك .

    قال : يا مولانا، أنا ربنا أكرمني كرماً لا حدود له، كان عندي مصنع بلاستيك وفتحت واحد ثاني، والحمد لله ربنا فتح عليّ، وكنت قد جمعت زكاة ما تعادل ( 15400 جنيه ) !!
    وقبل أن يكمل كلامه، قاطعته ببكائي واقشعر جسمي كله !!
    نفس الرقم أيها الأخوة والأخوات، والله الذي لا إلا هو، نفسه بالجنيه !!

    الناس في المسجد استغربوا ولم يعرفوا ما الذي يحصل ؟!!
    خاصةً أني بدأت أنظر في وجوههم وأنا أبحث بعيني على الرجل الذي قابلته أول الليل !!
    الرجل التاجر استغرب وهو يقول لي : ما بك يا شيخ ؟
    قلت له : اصبر قليلاً .
    ثم وجدت الرجل فعلاً، فأشرت إليه أن يأتي إلينا ؟
    فجاء وعينيه يبدو عليهما بكاء الليل الطويل !!
    فأخذته هو والتاجر بعيداً عن الناس وقلت له : يا حاج أنت كنت تبكي وتدعو طوال الليل، ما السبب ؟
    قال : يا مولانا قلت لك زوجتي عندها عملية صباحاً ولا أملك المبلغ !!
    قلت له : العملية كم تكلفتها ؟
    قال : ( 15400 جنيه )
    فصرخ التاجر وهو يقول : الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
    وأخذه في حضنه وبكى بكاءً شديداً !

    التاجر قال لي وهو يبكي بكاءً شديداً : والله يا شيخ، زوجتي لها أسبوع وهي تقول لي : أخرج هذا المال وانزل إدفع حق ربنا ؟
    كل يوم صباحاً ومساءً تقول لي هذه الكلمات ..
    وأنا أقول لها : يا أم فلان، أنا لا أريد أن أخرجهم مئة مئة، ولا خمسمئة خمسمئة، أنا أريد أن أعطيها كلها لشخص واحد مضطر ومحتاج وفيه كُربة، فأفرِّج بها كربته هذه، فيفرِّج الله عني كربة يوم القيامة .

    فجاء التاجر بالمبلغ كله وأعطاها للرجل، والرجل لآخر لحظة وهو غير مصدق للذي يحصل !!
    وأول ما أخذ المبلغ، تركني وترك التاجر ووضع المال في حضنه، وسجد وقال :
    ( أنا بحبك يا رب، أنا بحبك يا رب، وبكى بكاءً يفتّت الصخر )

    فقلت في نفسي :
    سبحان الله، اجتمع صدق اللجوء في الدعاء ،مع إخلاص الطلب في الصدقة، فكان ما كان .
    وما الشيخ إلا سبب ساقه الله لهذا وذاك .

    انتهت القصة، لكن عطايا ربِّ العالمين لا تنتهي
    وملكه وسلطانه لا يزول
    وما أحد وثق في الله وخذله
    فأبشروا فالمعطي كريم، والكاشف قدير .

    #درر_النابلسي

    ردحذف
    الردود
    1. قال تعالى: " النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ ..."(6) الأحزاب

      وشرح الحكماء:
      النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ= تدعوهم إلى ما فيه هلاكهم والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى ما فيه نجاتهم"

      جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَ: وَاذُنُوبَاهُ وَاذُنُوبَاهُ، فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا،

      فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (قُلِ اللَّهُمَّ مَغْفِرَتِكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي وَرَحْمَتَكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي) 

      فَقَالَهَا ثُمَّ قَالَ : (عُدْ) فَعَادَ ثُمَّ، قَالَ : (عُدْ) فَعَادَ، فَقَالَ : (قُمْ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ).

      فاللهم مغفرتك نرجو ...ورحمتك نبغي...
      فإن كنت يا أالله ترى أننا اهل لعفوك فاعفو عنا وان كنت ترى غير ذلك فبصرنا بعيوبنا لنعيد صياغة دعواتنا بناءا على مداواتها وعلاجها..

      حذف
  10. تغريدات لصور من عناية النبي صلى الله عليه وسلم و مراعاته للمشاعر - بمناسبة مولده صلى الله عليه و سلم - كتبها : د.محمد بن عدنان السمان @alsmman1
    ** و لأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وأسوتنا فهذه تغريدات مسلسلة مقتبسة من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم من عنايته ومراعاته لـ #المشاعر ، وفيها بيان لسماحة هذا الدين العظيم وصور من أخلاق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم .
    1- من صور مراعاة النبي ﷺ لمشاعر الأطفال ما ذكره أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
    كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وعِشرةً، وكان يُفيضُ بحُسنِ خُلُقِه وملاطفتِه على كُلِّ من حوله كبارًا وصِغارًا.
    وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه -وهو خادِمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا؛ وذلك مِمَّا يَراه مِن تعامُلِه، وكان لأنسٍ رَضِيَ الله عنه أخٌ يُسمَّى أبا عُمَيرٍ، وكان أخوه مِن أُمِّه أُمِّ سُلَيْمٍ مِن زَوْجِها أبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عنهم، وكان هذا الطِّفلُ صَغيرًا قدْ فُطِمَ مِن الرَّضاعةِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّما أتى إلى بيتِ أبي طَلحةَ يُلاعِبُ هذا الصَّغيرَ، ويَقولُ له: «يا أبا عُمَيرٍ، ما فَعَل النُّغَيْرُ؟» والنُّغَيرُ: تَصغيرُ النُّغَرِ، وهو طائِرٌ صَغيرٌ كالعُصفورِ، وقدْ سَأَلَه عنه لَمَّا بلَغَه حُزنُ الصَّغيرِ على مَوتِ هذا الطائِرِ، فقد كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحسِنُ إلى الأطفالِ، ويُمازِحُهم، ويَلينُ في تَعامُلِه معهم.
    ثُمَّ أخبَرَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَأمُرُ بالبِساطِ الَّذِي يَجلِسون عليه، فيُكنَسُ ويُنضَحُ، أي: يُرَشُّ عليه الماءُ، فيُصلِّي بهم جَماعةً.
    وفي الحَديثِ:
    تَواضُعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وما كان عليه مِن حُسنِ الخُلُقِ وكرَمِ الشَّمائلِ.
    وفيه: مُداعبةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للصِّغارِ، والمُزاحُ معهم، وإدخالُ السُّرورِ عليهم.
    وفيه: مَشروعيَّةُ الكُنْيَةِ للصَّبيِّ، وقبْلَ أنْ يُولَد للرَّجلِ.
    وفيه: مَشروعيَّةُ المِزاحِ فيما ليس إثمًا، ولَعِب الصَّبيِّ بالعُصفورِ، وتمكينُ الوَلِيِّ إيَّاه من ذلك.
    وفيه: مَشروعيَّةُ السَّجعِ بالكلامِ الحَسَنِ بلا كُلفةٍ.
    المصدر: https://www.dorar.net/hadith/sharh/43425
    ******************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

    ردحذف
  11. 2- وهذه صور من عناية النبي صلى الله عليه وسلم ومراعاته لمشاعر زوجاته وأهل بيته:
    أ- أَوْصَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرِّجالَ بِالِّنساءِ خيرًا، وحَثَّهم على الإحسانِ إليهنَّ ومُعاشرَتِهنَّ بِالمعروفِ.
    وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُدوةَ الحَسَنةَ لِهذه الأُمَّةِ، فكانَ أفضلَ النَّاسِ وأرحَمَهم وأرفَقَهم في مُعاملةِ أهلِه وعِشرتِه.
    ومِن مَظاهِرِ ذلك ما تُخبِرُ به أُمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها في هذا الحديثِ؛ فعندما سُئِلَتْ رَضيَ اللهُ عنها عَن حالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيْتِه وكيفَ كان يَصنَعُ، قالتْ: كان يكونُ في خِدمةِ أهْلِه، بِمعنى أنَّه كان يُساعِدُهنَّ في الأعمالِ الَّتي يَقُمْنَ بها.
    ومِن ذلك أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ –كما في مُسنَدِ أحمَدَ- كان يَخدُمُ نفْسَه، ويَحلُبُ شاتَه، ويَرقُعُ ثَوبَه، ويَخصِفُ نَعْلَه، وكان إذا حضَرَتِ الصَّلاةُ خرَجَ إليها دُونَ تَأخيرٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    وهذا فيه تَعليمٌ للأُمَّةِ حتَّى يَقتَدوا بنَبيِّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في القيامِ بما يَستطيعُه وما يتَّفِقُ معه مِن مُهِمَّاتِ البيتِ، وأنْ يَخدُمَ نفْسَه في بَعضِ الأُمورِ، وأنَّه لا غَضاضةَ في ذلك مع الحِرصِ على أداءِ واجباتِ اللهِ وحُقوقِه، وتلك مُوازنةٌ بيْن كلِّ الحُقوقِ والواجباتِ التي تَفرِضُها الحياةُ على الإنسانِ.
    و في الحديثِ:
    القِيامُ إلى الصَّلاةِ إذا حَضَرتْ وتَرْكُ الشُّغْلِ بعَملِ أيِّ شَيءٍ مِن مَصالِحِ الدُّنيا؛ إمامًا كان أو مأمومًا.
    و فيه: تولِّي الأئمَّةِ والفُضلاءِ خِدمةَ أُمورِهم بأنفُسِهم وأنَّ ذلِك مِن فِعلِ الصالِحينَ إتباعا لسيِّدِهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
    https://www.dorar.net/hadith/sharh/6703

    ردحذف
    الردود
    1. ب- لقد حرص صلى الله عليه وسلم على تلك المشاعر حتى في وقت ما يصيب المرأة من حيض ونحوه، فعَنْ عائشة رضي الله عنه قَالَتْ: ( كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ رَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ) أرأيتم هذا القرب الحسي والمعنوي من زوجته رضي الله عنها وهي في هذه الحال.
      - إن للمرأةِ الحائضِ أحكامٌ خاصَّةٌ بها، ولكنَّها في ذاتِها ليستْ نَجِسةً؛ إذ إنَّ المؤمِنَ لا يَنجَسُ أبدًا كما أخبَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقُرْبُ القارئِ للقُرآنِ مِن الحائضِ لا يَمنعُه مِن القِراءةِ، وهذا ما عبَّرتْ عنه عائِشةُ زوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ، حيثُ ذَكرَتْ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يتَّكِئُ في حَجْرِها وهي حائضٌ
      والاتِّكاءُ: المَيلُ على أحدِ الشِّقَّينِ أثناءَ الجُلوسِ، والحَجْرُ: الحِضنُ،
      قيل: إنَّ المرادَ هنا: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَضعُ رأسَه في حَجْرِها حالَ كَونِها حائضًا، فكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو على تلكَ الحالِ يَقرأُ القرآنَ، فلمْ يمنعْهُ ذلك مِنَ القِراءةِ.
      وفي الحديثِ: حُسْنُ عِشْرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومُراعاتُه لأحوالِ زوجاتِه.
      وفيه: أنَّ قُرْبَ الرجُلِ مِن زَوجتِه الحائضِ لا يَمنعُه مِن قِراءةِ القرآنِ، وأنَّ للحائضِ أنْ تَستمِعُ للقرآنِ دُونَ حرَجٍ.
      وفيه: دَليلٌ على طَهارةِ جَسدِ الحائضِ وما يُلابِسُها.

      حذف
    2. ج- و نجد من صور حرصه ﷺ ومراعاته لمشاعر زوجاته ما حدثت به صفية بنت حيي رضي الله عنها، قالت:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدَّثته، ثم قمتُ لأنقلب، فقام معي ليقلبني ) - أي ليردها إلى منزلها - فأي جمال في هذه الصورة المتألقة ..
      ** الشَّيطانُ مُنذُ الأزَلِ عدُوٌّ للإنسانِ، يَفعَلُ فيه بالوَساوسِ ما يَجعَلُه يتَّهِمُ الآخرينَ دونَ بيِّنةٍ، ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يُحذِّرَ أصحابَهُ رَضيَ اللهُ عنهُمْ مِن وَساوسِ الشَّيطانِ.
      وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمنينَ صَفيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ زَوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّها جاءتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزورُه وهو مُعتكِفٌ في المسجدِ في العشْرِ الأواخرِ مِن رَمضانَ، وبعْدَ أنْ زارَتْه، قامتْ لِتَنقلِبَ، أي: تَرجِعَ إلى مَنزلِها، فقامَ معها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا بَلغَا قَرِيبًا مِن بَابِ المَسْجِدِ عندَ بابَ زَوجتِه أُمِّ سلَمةَ رَضيَ اللهُ عنها، مَرَّ بِهما رَجُلانِ مِنَ الأنصارِ -قيل: هما أُسَيدُ بنُ حُضيرٍ وعبَّادُ بنُ بِشرٍ رَضيَ اللهُ عنهما- فسَلَّمَا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ نَفَذَا، أي: أَسرَعا في السَّيرِ، وذلك احتِرامًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لوُقوفِه مع إحْدى النِّساءِ، وظاهرُه أنَّه قدْ خَفِيَا علَيهما أنَّها إحْدى زَوجاتِه، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «على رِسْلِكما»، أي: تَمهَّلَا ولا تَتعجَّلَا، فليس شَيءٌ تَكْرَهانِه، ولِيُخْبِرَهما أنَّها صَفيَّةُ امرأتُه،
      فقالا: سُبحانَ اللهِ! أي: تَنزَّهَ اللهُ عن أنْ يكونَ رَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتَّهمًا بما لا يَنْبغي، أو كِنايةً عن التَّعجُّبِ مِن هذا القولِ، وكَبُرَ عليهما ذلك، وشَقَّ عليهما ما قالَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واستعْظَما أنْ يَظُنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهما قدْ ظنَّا به سُوءًا،
      فأخْبَرَهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الشَّيطانَ لا يَزالُ يُوسوِسُ للإنسانِ، وهو يَجري منه مَجرى الدَّمِ في العُروقِ، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَشِي أنْ يُوسوِسَ لهما الشَّيطانُ فَيُلقي في قُلوبِهما ظنًّا سَيِّئًا بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ يُفضِي بهما ذلك إلى الهلاكِ، فَبادَرَ إلى إعلامِهما؛ تَعليمًا لِمَن بعدَهما إذا وقَعَ له مِثلُ ذلك.
      وفي الحديثِ:
      مَشروعيَّةُ زِيارةِ المُعتكِفِ في مَكانِ اعتكافِه.
      وفيه: قَطْعُ ما يُؤدِّي إلى الظِّنِّ السَّيِّئِ؛ بإظهارِ الحقيقةِ للنَّاسِ في الوقتِ المُناسِبِ.
      ****
      اللهم صل عليك يا سيدي يا حبيبي يا رسول الله

      حذف
  12. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    جزاكم الله خيرا يا استاذ على الرد الشافي و الوافي

    ردحذف
  13. اللهم اجعلنا موصولين به في الدنيا والاخر ه وشفعه فينا يارب العالمين
    صلوات ربي وسلامه عليه جزاكم الله خيراً استاذ خالد ربنا يمدك بمدده امين يارب العالمين

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف