بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 27 أكتوبر 2022

Textual description of firstImageUrl

ج3: رسالة الملاك والجن والشيطان وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان - هل يوجد علاقة بين تمثيل الجن وأصناف الجن - ما هي الأدلة الصحيحة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان - - سؤال مهم على القصص السابقة - ما المانع أن يهرب الجني بعد إمساكه إلى حالته الروحانية مرة أخرى ويختفي ولا نراه - ما هي الأدلة الضعيفة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان - كيف نفهم قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) طالما ممكن نرى الجن والشيطان ؟ (ومسائل حول قوله "يراكم")- قصص عشرة من الصحابة أمسكوا الشيطان وصارعوه.

   بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة

الملاك والجن والشيطان

وإمكانية تمثيله وتجسيده في صورة إنسان

 (الفصل الثالث)

#- فهرس:
:: الفصل الثالث :: الأدلة الصحيحة والضعيفة على وجود تمثيل للجن متجسدا لهيئات مختلفة غير هيئة الإنسان ::
1- س16: هل يوجد علاقة بين تمثيل الجن وأصناف الجن ؟
2- س17: ما هي الأدلة الصحيحة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان ؟

- قصة الجني المتشكل في صورة أفعى وقتل الفتى له بالرمح

- قصة أبو هريرة مع الشيطان. (وتوضيحات حول قول النبي "سبحان من سخرك لمحمد).

- قصة معاذ بن جبل مع الشيطان.

- قصة أُبي بن كعب مع الشيطان.

- قصة قتادة بن النعمان مع الشيطان- (اعرف أين أتى بعض الرقاة المجرمين بفكرة الضرب بالعصا).

#- سؤال مهم على القصص السابقة .. ما المانع أن يهرب الجني بعد إمساكه إلى حالته الروحانية مرة أخرى ويختفي ولا نراه .. ؟

3- س18: ما هي الأدلة الضعيفة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان ؟
- قصة أبو أيوب الأنصاري مع الشيطان.
- قصة أبو أسيد الساعدي الأنصاري مع الشيطان.
- قصة زيد بن ثابت مع الشيطان.

- قصة أبو ثعلبة الخشني مع الشيطان .
- قصة عمار بن ياسر ومصارعته للشيطان (اعرف من أين اتى بعض الرقاة المجرمين بمصارعة المصابين روحانيا).
- قصة عمر بن الخطاب ومصارعته للشيطان (اعرف من أين اتى بعض الرقاة المجرمين بمصارعة المصابين روحانيا).
4- س19: كيف نفهم قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) طالما ممكن نرى الجن والشيطان ؟ (ومسائل حول قوله "يراكم").

 *************************
:: الفصل الثالث ::
:: الأدلة الصحيحة والضعيفة على وجود تمثيل للجن متجسدا لهيئات مختلفة غير هيئة الإنسان ::
********************
..:: س16: هل يوجد علاقة بين تمثيل الجن وأصناف الجن ؟ ::..
 
- لا علاقة بين تمثيل الجن للإنسان بكونه صنف معين من الجن يستطيع أن يفعل ذلك التمثيل .. لأن هذا التمثيل هو نوع من أفعال الجن في الحضور لعالم الإنسان ..
 
- أما عن كونه أي صنف من أصناف الجن يفعل هذا التمثيل الروحاني .. فلا يوجد دليل صريح يقول بأن هذا الصنف الفلاني من الجن هو الذي يتمثل للإنسان .. إلا أنه يغلب على أن جنس الشياطين هم الذين غالبا يتمثلون في عالم الإنس .. ولكن ما هي أصناف هذه الشياطين فنحن لا نعلم أيضا .. وهذا علم لا يفيد في شيء .. لأن الغرض من معرفة تمثيل الشياطين في عالم الإنسان هو الإحتراز منهم .. والإحتراز من هذا العالم بكل أصنافه يكون من خلال الإستعاذة بالله .
 
#- وأذكر لك شيئا عما جاء في الشريعة عن بعض أصناف الجن من باب المعرفة ولعل في ذلك نستنتج من هم الطائفة التي قد تتمثل للإنسان:
 
- فقد جاء في الحديث:
1- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الجِنُّ ثلاثةُ أصنافٍ؛ فصنفٌ لهم أجنحةٌ يطيرون بها في الهواءِ، وصِنفٌ حيَّاتٌ و كلابٌ، و صِنفٌ يحِلُّون و يظْعَنون) رواه بن حبان والحاكم .. وقال الحاكم: صحيح الإسناد .. وقال الأرنؤوط في تخريج شرح السنة: إسناده قوي .. وذكره الألباني في صحيح الجامع.
 
- ومعنى (يحلون): أي ينزلون في مكان للإقامة المؤقتة ..
- ومعنى (يظعنون): أي يرحلون ..
- والمقصود - والله أعلم - أنهم صنف مثل الرَّحَّالة لا مكان ثابت لهم .. ولهم القدرة على التفكر والبناء ..
 
- وجاءت رواية عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ: (الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف عليهم الحساب والعقاب) رواه بن أبي الدنيا في الهواتف .. وهو حديث ضعيف وعلته هي " يزيد بن سنان أبو فروة الرُّهاوي" .
- وخشاش الأرض هو ما يسير على وجه اليابسة ويدخل في التراب ويقصد بها الحشرات .. والله أعلم .
 
#- ملاحظات على ما سبق:
1- اعلم أخي الحبيب أن التصنيف السابق للجن إنما هو باعتبار عالمهم .. وليس باعتبار أنهم يعيشون هكذا في عالمنا المادي .. فهو من باب التعريف ببعض قدرة الله في خلقه .. وعجائب مخلوقاته.
 
2- وجاء في الحديث روايات أخرى تدل على وجود صنف الغول وهو نوع من الجن له القدرة على التشكل .. وسيأتي روايات تشير لذلك ..
 
3- وقد جاء في القرآن ذكر أصناف أخرى للجن .. وهم الشيطان والمارد والعفريت .. وهذه الأصناف قد تكون باعتبار قدراتهم وليس باعتبار أنواعهم .. فالشيطان قدراته في المكر .. والمارد قدراته في القوة الشديدة والطيران في السماء .. والعفريت قدرته في السرعة الخاطفة مع القوة .. وهكذا ..
 
4- وأظن أن صنف الغول والشيطان والمارد والعفريت .. هؤلاء قد يندرجون تحت الصنف الثالث الذي جاء في الحديث وهم الذين ينتقلون من مكان لمكان .. وهم الذين لديهم القدرة على التفكير والعلم والعمل والبناء .. والله أعلم .
- وقد يكون من هذا الصنف الثالث - والله أعلم - هم الذين يمكنهم التشكل في عالم المادة في صورة مادية مرئية ملموسة أو تخيلية وفي هيئات مختلفة .. والله أعلم .
 
- ولكن ما الدليل على أن الجن يتشكل في هيئات مختلفة ؟!!
 
************************
..:: س17: ما هي الأدلة الصحيحة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان ؟ ::..
 
- طالما قد تكلمنا عن تمثيل وتشكل الملائكة .. فعلينا أن نتكلم عن العالم الروحاني الآخر وهو عالم الجن ..
 
- وهنا نتسائل عن تشكل الجن لهيئات مادية مختلفة دون هيئة الإنسان .. لأن التشكل في هيئة الإنسان فهذا سيكون له سؤال تالي منفردا لوحده ..
 
- ولذلك سؤالنا هنا: هل يمكن لعالم الجن عموما أو للشياطين خصوصا .. التمثيل والتشكل تجسيدا في صور مادية مختلفة يراها الإنسان .. وتكون في شكل حيوانات أو غير ذلك من أشكال مادية .. ؟!!
 
- وقد وجدت أدلة صحيحة يمكن الاعتماد عليها ووجدت أدلة ضعيفة لا يصح الإحتجاج بها .. ولذلك تركت الأدلة الصحيحة في سؤال منفرد .. والأدلة الضعيفة في سؤال منفرد وذلك حتى تعرف الصحيح من الضعيف ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- عالم الجن من الممكن أن يتشكل إلى هيئات مادية مختلفة وعلى وجه الخصوص أشكال حيوانات مثل الأفاعي وغير ذلك .. ومن الأدلة الصحيحة على ذلك هو الآتي:
1- (صحيح) عن أَبُي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ، قَالَ: (فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلَاتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لِأَقْتُلَهَا، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ، فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قَالَ: فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَنْدَقِ فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ، فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي، فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ، فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى، قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا ادْعُ اللهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ») صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ (حيات تظهر في البيوت)، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا (أي أنذروه قبل مهاجمته) ثَلَاثًا .. فَإِنْ ذَهَبَ (أي فهذا خير) .. وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ .. فَإِنَّهُ كَافِرٌ) صحيح مسلم.
 
- وفي رواية بلفظ: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا (أي جماعة من ثلاثة إلى عشرة) مِنَ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ (حيات البيوت) فَلْيُؤْذِنْهُ (أي فليعلمه وينذره قبل مهاجمته) ثَلَاثًا، فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ (أي فإن ظل ظاهرا في مكانه ولم يرحل) فَلْيَقْتُلْهُ .. فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ) صحيح مسلم.
 
- وفي الحديث دليل على وجود تجسيد لبعض الجن في صورة حيات .. وأنه في حالة التجسيد يظل محافظا على بعض خصائصه مثل فهم الكلام من البشر وإلا فكيف سيفهم كلامك لو أنذرته ؟!! ولكنه في الظاهر الشكلي له قد تغير لهيئة مادية .. والله أعلم .
 
- وفي الحديث ما يسمى بعامر البيت وهو نوع من الحيات .. وليس بالضرورة أن يكون لكل بيت يوجد عامر من الجن .. بل أن بعض المفسرين قال أن هذه المسألة تتعلق ببيوت المدينة فقط .. وليس في مطلق الأماكن .. ويوجد تفصيل لهذه المسألة ولا مجال له هنا .
 
- والتحريج إنما يكون بإنذار صوتي لهذا الحية بأن تقول له بالصوت مثلا "أُحرِّج عليك بالله في أن تنصرف خارج البيت" .. إلا الحيات السامة وهي المشهورة بكونها أفعى مهاجمة كالأفعى التي على ظهرها خطين أو الأفعي التي يظهر من وجهها مثل القرنين الصغيرين ..   
 
2- (صحيح) قصة أبو هريرة مع الشيطان الذي دخل بيته ليسرق من أموال الزكاة أو الصدقة .. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو من الطَّعَام فَأَخَذته وَقلت وَالله لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَة مَا فعل أسيرك البارحة» . قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ» . فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ سيعود» . فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذبك وَسَيَعُودُ» . فرصدته الثَّالِثَة فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُول الله وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ إِنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ينفعك الله بهَا قلت مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من الله حَافظ وَلَا يقربنك شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» قُلْتُ: زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَات يَنْفَعنِي الله بهَا فخليت سبيله قال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: «أما إِنَّه قد صدقك وَهُوَ كذوب تعلم من تخاطب مُنْذُ ثَلَاث لَيَال» . يَا أَبَا هُرَيْرَة قَالَ لَا قَالَ: «ذَاك شَيْطَان») صحيح البخاري .. رواه البخاري معلقا بدون إسناد .. ولكن النسائي وصله بالإسناد كاملا من طريقين.
 
- وفي رواية أخرى أصح سندا من رواية البخاري عند الإمام النسائي .. قد جاء فيها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: (أَنَّهُ كَانَ عَلَى تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَوَجَدَ أَثَرَ كَفٍّ كَأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَأْخُذَهُ؟ (أي تقبض عليه) .. قُلْ: سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: «فَإِذَا جِنِّيٌّ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيَّ .. فَأَخَذْتُهُ لِأَذْهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ: «إِنَّمَا أَخَذْتُهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ فُقَرَاءَ مِنَ الْجِنِّ وَلَنْ أَعُودَ» قَالَ: «فَعَادَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ: «تُرِيدُ أَنْ تَأْخُذَهُ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: " قُلْ سُبْحَانَ مَن سَخَّرَكَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: «فَإِذَا أَنَا بِهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَاهَدَنِي أَنْ لَا يَعُودَ فَتَرَكْتُهُ، ثُمَّ عَادَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ: «تُرِيدُ أَنْ تَأْخُذَهُ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ: «قُلْ سُبْحَانَ مَن سَخَّرَكَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقُلْتُ: فَإِذَا أَنَا بِهِ فَقُلْتُ: «عَاهَدْتَنِي فَكَذَبْتَ وَعُدْتَ، لَأَذْهَبَنَّ بِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ: «خَلِّ عَنِّي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ لَمْ يَقْربْكَ ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى مِنَ الْجِنِّ» قُلْتُ: وَمَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: «آيَةُ الْكُرْسِيِّ اقْرَأْهَا عِنْدَ كُلِّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ لِي: «أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ كَذَلِكَ») رواه النسائي في الكبرى .. قلت خالد صاحب الرسالة: وهذه الرواية سندها موصول وكله ثقات وهي أقوى من رواية البخاري ..
 
#- انتبه أخي الحبيب:
أ- دلت الرواية السابقة أن هذا لم يكن جن متمثلا في صورة إنسان كما توهم البعض بل هو جن ويظهر بهيئة وشكل في عالم المادة يستطيع من خلالها الكلام والتحدث .. وإلا لكان قال أبو هريرة فتمثل رجلا .. ولذلك في رواية البخاري قال (فَأَتَانِي آتٍ) لمجهولية الشكل الذي ظهر له إلا أنه يعرف أنه جن تمثل أمامه ..
 
ب- ولو لم يكن الشيطان تمثل في شكل معين متجسدا فكيف أمسكه أبو هريرة وأراد أن يذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
 
ج- ملحوظة: قوله (سخرك) أي جعلك خاضعا ومنقادا لأمره .. ودلت جملة (سبحان من سخرك لمحمد) .. على أن الله قد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة في التمكن من عالم الجن بالخضوع له والإنقياد لطاعته .. إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يظهرها بين الناس أدبا مع رجاء النبي سليمان عليه السلام في دعوته التي دعاها لله .. والله أعلم .
- وقد يكون المقصد هو الإشارة إلى تمكين النبي صلى الله عليه وسلم من شيطانه (قرينه) حتى أسلم له وخضع وانقاد .. كما جاء في روايات الحديث .. والله أعلم.

د- وقوله (سبحان من سخرك لمحمد) .. هي عزيمة ليست لاستحضار الجن كما قد يظن البعض .. وإنما عزيمة لاستظهار الجن لتراه العين .. وذلك إذا كان حاضر في المكان بهيئة مادية ولكن أنت لا تراه .. ودليل ماديته "بالرغم من خفائه" هو ما يظهر من أثر فعله ما أنت تراه بعينك كما رأى أبو هريرة أن التمر ينقص أمامه ولا يرى أحد .

- ففرق كبير بين مفهوم الإستحضار والإستظهار .. فانتبه. 

3- (صحيح) .. قصة معاذ بن جبل مع الشيطان .. عن يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (بَلَغَنِي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، أَخَذَ الشَّيْطَانَ (أي قبض على الشيطان وأمسكه) عَلَى عَهْدِ (أي في زمن وجود) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ أَخَذْتَ الشَّيْطَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. فَقَالَ: نَعَمْ، ضَمَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرَ الصَّدَقَةِ فَجَعَلْتُهُ فِي غُرْفَةٍ لِي، فَكُنْتُ أَجِدُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ نُقْصَانًا، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «هُوَ عَمِلُ الشَّيْطَانِ، فَارْصُدْهُ» (أي راقب قدومه) فَرَصَدْتُهُ لَيْلًا (أي جلست أراقب قدومه بالليل) .. فَلَمَّا ذَهَبَ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ (أي بعد نزول الليل بفترة) .. أَقْبَلَ عَلَى صُورَةِ الْفِيلِ (أي خيالا بحجم الفيل أو ظلا متخيلا في شكل فيل) .. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ (أي وصل إلى باب مخزن التمر) دَخَلَ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ (أي دخل من شرخ بالباب) عَلَى غَيْرِ صُورَتِهِ (أي تغيرت هيئة الصورة التي رأيته بها فتمثل لشكل كائن قد ظهر في رواية أخرى أنه تجسد بشكل فيل) .. فَدَنَا مِنَ التَّمْرِ فَجَعَلَ يَلْتَقِمُهُ (أي يجمعه) ، فَشَدَدْتُ عَلِيَّ ثِيَابِي فَتَوَسَّطتُّهُ (أي ربطت جلبابي حول وسطي وأمسكته) .. فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. يَا عَدُوَّ اللهِ وَثَبْتَ (أي أنت قفزت) إِلَى تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَأَخَذْتَهُ، وَكَانُوا (أي المؤمنين الفقراء) أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ .. لَأَرْفَعَنَّكَ (أي لأذهبن بك) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَفْضَحَكَ .. فَعَاهَدَنِي أَنْ لَا يَعُودَ .. فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ (أي الذي قبضت عليه وأمسكته) .. قُلْتُ: عَاهَدَنِي أَنْ لَا يَعُودَ، قَالَ: «إِنَّهُ عَائِدٌ فَارْصُدْهُ» .
- فَرَصَدْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ .. فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ وَصَنَعَتُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَاهَدَنِي أَنْ لَا يَعُودَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ (أي تركته يذهب) ، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُخْبِرَهُ فَإِذَا مُنَادِيهِ يُنَادِي: أَيْنَ مُعَاذٌ؟ فَقَالَ لِي: «يَا مُعَاذُ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ عَائِدٌ فَارْصُدْهُ»
- فَرَصَدْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ .. فَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ وَصَنَعَتُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللهِ عَاهَدْتَنِي مَرَّتَيْنِ، وَهَذِهِ الثَّالِثَةُ، لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ فَيَفْضَحَكَ .
- فَقَالَ: إِنِّي شَيْطَانٌ ذُو عِيَالٌ، وَمَا أَتَيْتُكَ إِلَّا مِنْ نَصِيبِينَ (اسم مكان يسكنه بعض الجن بين الموصل والشام)، وَلَوْ أَصَبْتُ شَيْئًا دُونَهُ مَا أَتَيْتُكَ، وَلَقَدْ كُنَّا فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ حَتَّى بُعِثَ صَاحِبُكُمْ .. فَلَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ آيَتَانِ أَنْفَرَتَانَا مِنْهَا (أي بسبب الآيتين تم الرحيل والإبتعاد عن المدينة فهاجرنا) .. فَوَقَعْنَا بِنَصِيبِينَ (أي فاستقرينا بمكان يسمى نصيبين) .. (هاتين الآيتين) لَا تُقْرَآنِ فِي بَيْتٍ إِلَّا لَمْ يَلِجْ (أي لم يدخل) فِيهِ الشَّيْطَانُ ثَلَاثًا .. فَإِنْ خَلَّيْتَ سَبِيلِي عَلَّمْتَكَهُمَا (أي لو تركتني أذهب سأخبرك وأعلمك الآيتين) .. قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَآخَرُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ قَوْلِهِ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ} [البقرة: 285] إِلَى آخِرِهَا .. فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُخْبِرَهُ .. فَإِذَا مُنَادِيهِ يُنَادِي: أَيْنَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ؟ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ لِي: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ .. فَقُلْتُ: عَاهَدَنِي أَنْ لَا يَعُودَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ .. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ الْخَبِيثُ وَهُوَ كَذُوبٌ» .. قَالَ (أي معاذ): فَكُنْتُ اقْرَأُهُمَا عَلَيْهِ (أي على التمر) بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا أَجِدُ فِيهِ نُقْصَانًا) رواه الطبراني في الكبير واللفظ له والبهقي في الدلائل .. وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: إسناد رجاله موثقون .. وقال الهيثمي: يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله وبقية رجاله وثقوا.. وقال بن حجر في بذل الماعون: إسناده حسن..، (قلت خالد صاحب الرسالة): هذه الرواية رواها (عبد الله بن بريدة) من طريقين .. مرة عن أبيه .. ومرة عن أبي الأسود الدؤلي .. وهي الرواية التالية ..
 
- وفي رواية بلفظ: عن عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ: (قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدِّثْنِي عَنْ قِصَّةِ الشَّيْطَانِ حِينَ أَخَذْتَهُ، فَقَالَ: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَةِ الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلْتُ التَّمَرَ فِي غُرْفَةٍ، فَوَجَدْتُ فِيهِ نُقْصَانًا، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «هَذَا الشَّيْطَانُ يَأْخُذُهُ» قَالَ: فَدَخَلْتُ الْغُرْفَةَ فَأَغْلَقْتُ الْبَابَ عَلَيَّ فَجَاءَتْ ظُلْمَةٌ عَظِيمَةٌ فَغَشِيتُ الْبَابَ، ثُمَّ تَصَوَّرَ فِي صُورَةِ فِيلٍ، ثُمَّ تَصَوَّرَ فِي صُورَةٍ أُخْرَى، فَدَخَلَ مِنْ شَقِّ الْبَابِ فَشَدَدْتُ إِزَارِي عَلَيَّ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، قَالَ: فَوَثَبْتُ إِلَيْهِ فَضَبَطْتُهُ فَالْتَقَتْ يَدَايَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، فَقَالَ: خَلِّ عَنِّي فَإِنِّي كَبِيرٌ ذُو عِيَالٍ كَثِيرٍ وَأَنَا فَقِيرٌ وَأَنَا مِنْ جِنِّ نَصِيبِينَ وَكَانَتْ لَنَا هَذِهِ الْقَرْيَةِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صَاحِبُكُمْ، فَلَمَّا بُعِثَ أُخْرِجْنَا عَنْهَا فَخَلِّ عَنِّي، فَلَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَنَادَى مُنَادِيهِ أَيْنَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ يَا مُعَاذُ؟» فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَعُودُ» فَعَادَ، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْغُرْفَةَ، وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ الْبَابَ فَدَخَلَ مِنْ شَقِّ الْبَابِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ فَصَنَعْتُ بِهِ كَمَا صَنَعْتُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَقَالَ: خَلِّ عَنِّي فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَلَمْ تَقُلْ: لَا أَعُودُ؟ قَالَ: فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ وَآيَةُ ذَلِكَ عَلَيَّ أَنْ لَا يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ خَاتِمَةَ الْبَقَرَةِ فَيَدْخُلَ أَحَدٌ مِنَّا فِي بَيْتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ) رواه الحاكم وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ..
 
- معنى (خاتمة البقرة): أي يقصد بها آخر آيتين من سورة البقرة ..
 
- وفي رواية بلفظ: عن عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ: (قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّةِ الشَّيْطَانِ قَالَ: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى تَمْرِ الصَّدَقَةِ , فَكُنْتُ أَدْخُلُ الْغُرْفَةَ فَأَجِدُ فِي التَّمْرِ نُقْصَانًا فَذَكَرْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْخُذُ قَالَ: وَدَخَلْتُ الْغُرْفَةَ وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ عَلَيَّ فَجَاءَ سَوَادٌ عَظِيمٌ فَغَشِيَ الْبَابَ ثُمَّ دَخَلَ مِنْ شَقِّ الْبَابِ فَتَحَوَّلَ فِي صُورَةِ فِيلٍ فَجَعَلَ يَأْكُلُ فَشَدَدْتُ ثَوْبِي عَلَى وَسَطِي فَأَخَذْتُهُ فَالْتَقَتْ يَدَايَ عَلَى وَسَطِهِ وَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ مَا أَدْخَلَكَ بَيْتِي تَأْكُلُ التَّمْرَ؟ قَالَ: أَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقِيرٌ ذُو عِيَالٍ وَقَدْ كَانَتْ لَنَا هَذِهِ الْقَرْيَةُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبُكُمْ فَلَمَّا بُعِثَ أُخْرِجْنَا مِنْهَا وَنَحْنُ مِنْ جِنِّ نَصِيبِينَ خَلِّ عَنِّي؛ فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ .. وَجَاءَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِ فَلَمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ نَادَى مُنَادِيهِ: أَيْنَ مُعَاذٌ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَعُودُ إِلَيْكَ. فَجِئْتُ الْغُرْفَةَ لَيْلًا وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَاءَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ التَّمْرَ فَقَبَضْتُ يَدَايَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ: إِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ بَعْدُ قَالَ: قَدْ قُلْتَ إِنَّكَ لَا تَعُودُ قَالَ: إِنِّي أُخْبِرُكَ بشَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ الْبَيْتَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة واللفظ له ورواه البيهقي في دلائل النبوة بلفظ قريب.. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث حسن ..
- ولكن هذه الرواية أوضحت أن الخيال الذي رآه معاذ ودخل من فتحة الباب .. إنما قد ظهر متجسدا في نفس الصورة المتخيلة له والتي رآها قبل أن يدخل الغرفة .. أي ظهر متجسدا بهيئة فيل حينما دخل الغرفة يأكل من التمر ولعله فيل بهيئة صغيرة كالفيل المولود حتى قفز على ظهره وأمسكه بسهوله .. والله أعلم.
 
#- انتبه أخي الحبيب ..
أ- قوله (صورة فيل): أي رأيت صورة ظل متخيل لعيني بشكل فيل .. وليس المقصود أنه رأى فيل بحق وحقيقي يتحرك في بيته في أول الأمر .. ولذلك جاء في الرواية (فَجَاءَتْ ظُلْمَةٌ عَظِيمَةٌ فَغَشِيتُ الْبَابَ، ثُمَّ تَصَوَّرَ فِي صُورَةِ فِيلٍ، ثُمَّ تَصَوَّرَ فِي صُورَةٍ أُخْرَى) !!
 
- إذن فهذا كان مجرد ظل منعكس على الحائط كخيال يتحرك .. ويثبت ذلك أيضا أن معاذ قال أنه دخل من فتحة الباب .. ثم تجسد في هذه الصورة المتخيلة لما وصل للطعام وأخذ يأكل منه وكان بهيئة قريبة من هيئة الفيل الصغير الذي يسهل إمساكه .. ودليل التجسيد أنه حدث بعد دخول الغرفة هو قول معاذ (ثُمَّ دَخَلَ مِنْ شَقِّ الْبَابِ فَتَحَوَّلَ فِي صُورَةِ فِيلٍ) ..
 
ب- يتبين من الرواية أن الشيطان حينما أمسكه معاذ بن جبل كان متجسدا في صورة فيل .. وليس في صورة إنسانا سويا ..!!
 
ج- وفي الحديث إشارة إلى أن حفظ المال والبضاعة والأمانات من سرقة الجن إنما يكون بقراءة آية الكرسي وخواتم سورة البقرة .. وكذلك آية الكرسي وخواتم البقرة تمنعا دخول الشيطان للمكان .
 
- وإذا كان يمكن قراءة هذه الآيات على متاع الإنسان وأي شيء يملكه ويتحقق حفظه ببركه هذه الآيات .. فمن باب أولى تكون قرائتك لهذه الآيات على أولادك أو زوجك أو أخوك عند النوم سيكون لها بركة الحفظ شرط أن يكون هذا آخر ما يفعله قبل نومه .. وإلا لو قرأتها على شخص وخرج من المنزل فقد يرتكب معاصي تفسد بركة هذه الآيات ..
- هذا اجتهادي وظني .. والله أعلم .
 
د- هناك رواية ضعيفة لم أذكرها في قصة معاذ بن جبل ..
- وهي رواية ذكرها الطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين – عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا عَقِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: (أَنَّهُ سَمِعَ خَشْخَشَةً، فَأَخَذَهُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا شَيْطَانٌ، فَقَالَ: أَجِبْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي لَا أَعُودُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَلَمَّا غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» قَالَ: سَرَّحْتُهُ .... إلى آخر القصة) رواه الطبراني في الكبير ومسند الشاميين .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث ضعيف وفيه " إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي" شيخ الطبراني وهو مجهول الحال .. وفيه "محمد بن مصفى بن بهلول" قال الحافظ بن حجر هو صدوق له أوهام وكان يدلس .. وفي السند (الحسن بن جابر القرشي) وأظنه هو (الحسن بن جابر اللخمي) فحينئذ يوجد انقطاع في السند بينه وبين معاذ بن جبل لأنه الحسن بن جابر لم يسمع من معاذ ..

 
4- (صحيح) وفي قصة أبي بن كعب: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ جَدِّهِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينُ (أي مخزن) تَمْرٍ فَكَانَ يَجِدُهُ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِمِثْلِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ: أَجِنِّيٌّ، أَمْ إِنْسِيٌّ؟ فَقَالَ: بَلْ جِنِّيٌّ، فَقَالَ: أَرِنِي يَدَكَ فَأَرَاهُ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقَالَ: هَكَذَا خَلْقُ الْجِنِّ، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ أَشَدُّ مِنِّي، قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ، قَالَ: أُنْبِئْنَا أَنَّكَ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ فَجِئْنَا نُصِيبُ مِنْ طَعَامِكَ، قَالَ: مَا يُجِيرُنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ: تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِذَا قَرَأْتَهَا غُدْوَةً أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُمْسِيَ، وَإِذَا قَرَأْتَهَا حِينَ تُمْسِي أُجِرْتَ مِنَّا حَتَّى تُصْبِحَ .. قَالَ أُبَيٌّ فَغَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «صَدَقَ الْخَبِيثُ») رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد .. وذكره الألباني في صحيح الترغيب والسلسلة الصحيحة برقم 3245.
 
#- انتبه أخي الحبيب:
أ- ولو لم يكن الشيطان تمثل في شكل معين متجسدا فكيف أمسكه أُبي بن كعب وأراد أن يذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
 
ب- وقد رآه أبي بن كعب في شكل مثل غلام صغير ولكن اختلط عليه الأمر فسأله هل أنت إنسي أم جني .. وليتحقق من صدق كلامه طلب إمساك يده .. لأنه يعلم أن الجن لا يتمثل في شكل بشرا سويا .. فانتبه .
 
ج- وقوله (أهكذا خلق الجن): أي أهكذا يكون خلق الجن في التمثيل لصورة متجسدة في عالم الإنس .. وليس المقصد أن هذه صورتهم في عالمهم ..!! وإلا فلماذا تمثل في عالم المادة بهذه الهيئة طالما هذه هي هيئته ؟!! فضلا عن أنه لا يرى أحد الجن على هيئته الحقيقية المخلوق بها كما قال بعض العلماء وإن كان في هذا القول نظر ..!!
 
5- (حديث محتمل التحسين أو مقبول) .. قصة قتادة بن النعمان مع الشيطان في منزله .. عن سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: (كَانَتْ لَيْلَةٌ شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ وَالْمَطَرِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَنِّي اغْتَنَمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ شُهُودَ الْعَتَمَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَنِي وَمَعَهُ عُرْجُونٌ يَمْشِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا قَتَادَةُ هَهُنَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» ، قُلْتُ: اغْتَنَمْتُ شُهُودَ الصَّلَاةِ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهُ، فَأَعْطَانِيَ الْعُرْجُونَ (أي غصن نخلة من الذي يتعلق عليه البلح) ، فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ خَلْفَكَ فِي أَهْلِكَ، فَاذْهَبْ بِهَذَا الْعُرْجُونِ، فَأَمْسَكْ بِهِ حَتَّى تَأْتِيَ بَيْتَكَ، فَخُذْهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَيْتِ فَاضْرِبْهُ بِالْعُرْجُونِ» ، فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَضَاءَ الْعُرْجُونُ مِثْلَ الشَّمْعَةِ نُورًا فَاسْتَضَأْتُ بِهِ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَوَجَدْتُهُمْ رُقُودًا، فَنَظَرْتُ فِي الزَّاوِيَةِ، فَإِذَا فِيهَا قُنْفُذٌ (أي حيوان صغير على ظهره شوك) ، فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِالْعُرْجُونِ حَتَّى خَرَجَ) رواه الطبراني في الكبير .. وذكره الألباني في الصحيحة قائلا: قلت: ورجاله كلهم ثقات مترجمون في "التهذيب "؛ غير أن عمر بن قتادة أورده البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما من رواية ابنه عاصم هذا، ولم يذكروا فيه جرحاً .. (انتهى النقل) .. (قلت خالد صاحب الرسالة): في الحديث (عمر بن قتادة بن النعمان، لم يرو عنه غير ابنه عاصم بن عمر بن قتادة) .. وهذا يجعل من الرواية محتملة التحسين وليست صحيحة لجهالة حال (عمر بن قتادة) حيث لم يروي عنه غير ابنه فقط  .. ولما كان ابنه ثقة فهذا يرفع من احتمال الإطمئنان لحال أبيه .. ولعل هذا سبب اطمئنان الشيخ الألباني للراوية أن الرواية وإن كانت عن مجهول إلا أن الرواي عنه هو من الثقات .. والله أعلم ..
 
- ولكن مثل هذا الحديث ليس بحجة لمن يحتج به لوجود جهالة في (عمر بن قتادة) .. والمجهولين لا يجوز الإحتجاج بهم .. فالإمام البيهقي عند حديث يروى عن الزهري فيه مجهولين قال: لا يجوز الاحتجاج بأخبار المجهولين (مختصر خلافيات البيهقي ج1 ص254) ..، وقال الإمام الذهبي في ترجمة (سمرة بن سهم): تابعي .. لا يعرف .. فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة، ولا انتفت عنه الجهالة. (راجع ميزان الإعتدال ترجمة رقم3550) ..، وقال الإمام ابن رجب: ظاهر كلام الإمام أحمد أن خبر مجهول الحال لا يصح، ولا يحتج به. (راجع شرح علل الترمذي ج2 ص577) ..، وقال الشيخ الألباني في شرح بعض قواعد الحديث: القاعدة الرابعة رد حديث المجهول .. (ثم قال الألباني بعد كلام) قلت: والمجهول الذي لم يرو عنه إلا واحد هو المعروف بمجهول العين وهذه هي الجهالة التي ترتفع برواية اثنين عنه فأكثر وهو المجهول الحال والمستور وقد قبل روايته جماعة بغير قيد وردها الجمهور. (راجع تمام المنة - القاعدة الرابعة ص19).
 
- (حديث ضعيف) .. وفي رواية عن فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ جِئْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَأَتَيْتُهُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِي قِصَّةِ الْعَرَاجِينَ قَالَ: ثُمَّ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ بَرَقَتْ بَرْقَةٌ (أي ظهر مثل لمعة البرق في السماء) ، فَرَأَى (من خلال تلك البرقة) قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَقَالَ: «مَا السُّرَى "أي ما سبب السير ليلا" يَا قَتَادَةُ؟» ، فَقَالَ: عَلِمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ شَاهِدَ الصَّلَاةِ اللَّيْلَةَ قَلِيلٌ .. فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْهَدَهَا .. قَالَ: «فَإِذَا صَلَّيْتَ فَاثْبُتْ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ» ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَعْطَاهُ الْعُرْجُونَ، فَقَالَ: «خُذْ هَذَا، فَسَيُضِيءُ لَكَ أَمَامَكَ عَشْرًا (أي قدر عشر خطوات أو أقدام) ، وَخَلْفَكَ عَشْرًا، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَرَأَيْتَ سَوَادًا فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ فَاضْرِبْهُ قَبْلَ أَنْ تَكَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ الشَّيْطَانُ» قَالَ: فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نُحِبُّ هَذِهِ الْعَرَاجِينَ لِذَلِكَ) رواه بن خزيمة وأحمد .. وتوقف محققو المسند في الحكم على هذا الحديث إلا أنهم قالوا: وهذا إسناد فيه فليح -وهو ابن سليمان-، تكلم فيه الأئمة من قبل حفظه. (انتهى النقل) ..، (قلت خالد صاحب الرسالة): في الحديث علة تضعفه وهو (فُليح بن سليمان) وقد ضعفه غالب العلماء كالنسائي ويحيى بن معين وأبو حاتم والآجري وأبو داود .. وإن كان مقبول عند بن عدي والدارقطني. (راجع سير أعلام النبلاء ج7 ص351).
 
- (رواية ضعيفة جدا) .. وفي رواية عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَوْسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ قَالَ: (كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ مَطَرٍ وَبَرْدٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَنِي، فَقَالَ: «مَا لَكَ يَا قَتَادَةُ هَاهُنَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» فَقُلْتُ: اغْتَنَمْتُ شُهُودَ الْعَتْمَةِ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةَ! إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ خَلَفَكَ إِلَى أَهْلِكَ، فَخُذْ هَذَا الْعُرْجُونَ، فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ تَجِدُ الشَّيْطَانَ فِي زَاوِيَتِهِ الْيُسْرَى، فَاضْرِبْهُ بِالْعُرْجُونِ، حَتَّى يَخْرُجَ» فَأَخَذْتُ الْعُرْجُونَ فَأَضَاءَ لِي بِمِثْلِ السَّعْفَةِ (أي يضيء كضوء الشمعة) ، فَجِئْتُ بَيْتِي، فَنَظَرْتُ فِي الزَّاوِيَةِ، فَوَجَدْتُهُ فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِالْعُرْجُونِ حَتَّى خَرَجَ) رواه الهيثمي في زوائد البزار .. (قلت خالد صاحب الرسالة): وهذا حديث ضعيف وعلته (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ بن خالد) وهو متروك الحديث ..، وفيه (عمر بن قتادة) وهو مجهول الحال حيث لم يرو عنه إلا ابنه (عاصم) ..
 
- (حديث ضعيف جدا) .. سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: (خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي مُظْلِمَةً، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَهِدَتُ مَعَهُ الصَّلَاةَ وَآنَسْتُهُ بِنَفْسِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ بَرَقَتِ السَّمَاءُ .. فَرَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةُ مَا هَاجَ عَلَيْكَ؟» ، فَقُلْتُ: أَرَدْتُ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ، أَنْ أُونِسَكَ، قَالَ: «خُذْ هَذَا الْعُرْجُونَ فَتَحَصَّنْ بِهِ، فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ أَضَاءَ لَكَ عَشْرًا أَمَامَكَ وَعَشْرًا خَلْفَكَ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ اضْرِبْ بِهِ مِثْلَ الْحَجَرِ الْأَخْشَنِ فِي إِنْسَانِ الْبَيْتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ» ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَأَضَاءَ لِي، ثُمَّ ضَرَبْتُ مِثْلَ الْحَجَرِ الْأَخْشَنِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْتِي) رواه الطبراني في الكبير.. (قلت خالد صاحب الرسالة): وفي السند (سويد بن عبد العزيز) وهو ضعيف الحديث .. وفيه (إسحاق بن عبد الله بن فروة) وهو ضعيف جدا ومتروك الحديث .. والمتن فيه غرابة جدا لألفاظه ولا أعلم المقصد ب (إنسان البيت) وأعتقد يوجد تحريف في هذه الجملة .. أو لعله مصطلح يقال للحيوانات التي يألفها الإنسان وتؤنسه في المنزل وتعيش معه كالقطة مثلا .. والله أعلم .!!
 
#- انتبه أخي الحبيب (وعلى افتراض تحسين الرواية):
أ- لو لم يكن الشيطان تمثل في شكل متجسدا .. فكيف استطاع قتادة بن النعمان أن يضربه بالعرجون .. ؟!!
 
ب- الملاحظ من الروايات أن هناك كرامتين للنبي صلى الله عليه وسلم .. الأولى معرفته بوجود شيطان في بيت الصحابي .. والثانية هي أنه أعطي الصحابي عرجونا من النخل أضاء له فجأة في الطريق حتى ذهب لبيته ..
 
ج- ولعل سبب ذلك وجود العرجون المضيء .. لأنه إذا دخل الغرفة المظلمة سيظهر ظل هذا القنفد من خلال انعكاس خياله على الحائط وبالتالي سيعلم أين مكانه ويذهب ليضربه .. كما ظهر له أن وراء هذا الخيال في غرفته الذي ظهر له أنه كان متمثلا في هيئة حيوان القنفد.. والله أعلم .
 
د- وأظن بعض الجهلاء ممن يزعمون أنهم أهل الرقية والعلاج الروحاني قد استغل هذه القصة .. لاستباحة استخدام العصي والكرباج وسائر أنواع الضرب .. ظنا منه أنه يضرب الشيطان وأن هذه سنة نبوية .. !!
 
- وهذا يعتبر كذب على رسول الله واستباحة أذى الناس وإذلالهم خدمة للشيطان تحت مسمى الرقية .. فمن يظن ذلك فهو جاهل أعمى القلب لأن الرواية أصلا تتكلم عن شيطان متجسد وليس روحاني .. فضلا عن أن القصة لا تتكلم عن إنسان مصاب بمس روحاني .. !!
 
- وما يفعلوه باسم الدين .. ما هو إلا إجرام .. والدين بريء منه .. ففعلهم بالضرب ما هو إلا خدمة للشيطان في أذية الإنسان وإهانته .. ليظل الشيطان ساخرا منهم ومستهزيء بهم ..
 
- ويوم القيامة قريب .. وسيعلم الذين ظلموا وافتروا الكذب على الرسول وعلى الدين أي منقلب ينقلبون ..

 ##################
 
#- ملاحظة مهمة وسؤال قد يخطر ببالك بعد قراءة الروايات السابقة وهو:
- ما المانع أن يهرب الجني بعد إمساكه إلى حالته الروحانية مرة أخرى ويهرب ويختفي ولا نراه ؟
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- لو تم إمساك الجن والتمكن منه في هيئة مادية .. فلا هروب له في حال تمكين الإنسان منه .. إلا لو أحد قام بحل قيوده .. لأن الجن لو تم إمساكه بحالته المادية فهو أصبح محكوم بماديته وما يترتب عليها من نتائج وأحكام .. ولذلك لم يستطيع الهروب من الصحابي حينما أمسكه يسرق .. لأنه أمسكه بالفعل .. ففقد عزيمة الروحاني في نفسه فلا يستطيع أن يتحرر .. إلا لو حرره أي إنسان آخر أو تركه من أمسكه .

********************

..:: س18: ما هي الأدلة الضعيفة على أن الجن يتمثل شكلا متجسدا بين الناس في هيئات مختلفة في غير صورة الإنسان ؟ ::..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- إليك أخي الحبيب بعض الأدلة ولكنها أدلة ضعيفة .. تشير إلى إمكانية تمثيل وظهور الجن في هيئات مادية للإنسان .. وقد ذكرت لك هذه الأدلة لأنها كثيرة النشر في الكتب وعلى مواقع الإنترنت .. فأحببت لك أن تعرف درجة هذه الروايات بأنها ضعيفة ولا تصلح للإحتجاج بها .. وإليك هذا الروايات ..
 
1- (ضعيف) في قصة أبو أيوب الأنصاري: (أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ سَهْوَةٌ (تجويف في الحائط لتخزين الأشياء) فِيهَا تَمْرٌ، فَكَانَتْ تَجِيءُ الغُولُ (نوع من الجن) فَتَأْخُذُ مِنْهُ قَالَ: فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَاذْهَبْ فَإِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَأَخَذَهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ: فَقَالَ: «كَذَبَتْ، وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ»، قَالَ: فَأَخَذَهَا مَرَّةً أُخْرَى فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ فَأَرْسَلَهَا، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»؟ قَالَ: حَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ. فَقَالَ: «كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ»، فَأَخَذَهَا. فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِكِ حَتَّى أَذْهَبَ بِكِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَتْ: إِنِّي ذَاكِرَةٌ لَكَ شَيْئًا (آيَةَ الكُرْسِيِّ) اقْرَأْهَا فِي بَيْتِكَ فَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ وَلَا غَيْرُهُ، قَالَ: فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ، قَالَ: «صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ») رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم في دلائل النبوة والترمذي .. وقال الترمذي: حسن غريب .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الترغيب بأنه صحيح لغيره .. وقال محققو المسند: إسناده ضعيف لسوء حفظ "محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى".. قلت خالد صاحب الرسالة: تصحيح الشيخ الألباني ليس للرواية نفسها وإنما لمعناها المتكرر في كذا قصة .. فانتبه.
 
- وفي رواية بلفظ: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَازِلًا عَلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ فِي غَرْفَةٍ، وَكَانَ طَعَامُهُ فِي سَلَةٍ مِنَ الْمَخْدَعِ، فَكَانَتْ تَجِيءُ مِنَ الْكُوَّةِ (فتحة في الحائط) السِّنَّوْرُ (قطة) حَتَّى تَأْخُذَ الطَّعَامَ مِنَ السَّلَّةِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تِلْكَ الْغُولُ، فَإِذَا جَاءَتْ فَقُلْ لَهَا عَزَمَ عَلَيْكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَرْجِعِي» .....) رواه الحاكم .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف .. وفيه (إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمُؤَذِّنُ ببيت المقدس) وهو مجهول الحال ..، وفيه " إبراهيم بن مسلم العبدي" وهو ضعيف الحديث.
 
- وفي رواية بلفظ: (كَانَ لِي تَمْرٌ فِي سَهْوَةٍ لِي فَجَعَلْتُ أَرَاهُ يَنْقُصُ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّكَ سَتَجِد فِيهِ غَدًا هِرَّةً (أي قطة) ، فَقُلْ: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ وَجَدْتُ فِيهِ هِرَّةً، فَقُلْتُ: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحَوَّلَتْ عَجُوزًا " .. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ) رواه الطبراني وأبي الشيخ الأصبهاني في العظمة .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف وفيه (إسحاق بن إبراهيم بن شاذان) وهو مجهول الحال .. وفيه الأعمش قد دلس لأنه لم يصرح بالتحديث عن عبد الله بن يسار .
 
- وفي رواية بلفظ: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب، قال: (أصبت جنية ، فقالت لي: دعني ولك علي أن أعلمك شيئا إذا قلته لم يضرك منا أحد ، قال : قلت : ما هو ؟ قالت : آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدقت وهي كذوب) رواه الطبراني في الكبير .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف .. وفي السند "إسحاق بن داود الصواف التستري" مجهول الحال .. وفيه " شريك بن عبد الله القاضي" سيء الحفظ ويخطيء كثيرا ..
 
- وفي رواية بلفظ: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب ، قال : (كُنْتُ مُؤْذًى بِسَامِرِ الْبَيْتِ (أي بعامر للبيت من الجن يؤذيني ليلا بالسرقة) فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ رَوْزَنَةٌ فِي بَيْتٍ لَنَا، فَقَالَ: " ارْصُدْهُ فَإِذَا أَنْتَ عَايَنْتَ شَيْئًا، فَقُلْ: اخْسَ (أي يا فاعل الفعل الخسيس - وقد يكون الكلمة "اخسأ" وفيها تحريف كتابي قد حدث - والله أعلم) يَدْعُوكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَرَصَدْتُ (أي فراقبته).. فَإِذَا شَيْءٌ قَدْ تَدَلَّى مِنْ رَوْزَنَةٍ (فتحة بالبيت كالنافذة) ، فَوَثَبْتُ إِلَيْهِ .. وَقُلْتُ: اخْسَ يَدْعُوكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَتْهُ فَتَضَرَّعَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي لَا أَعُودُ .. قَالَ: فَأَرْسَلْتُهُ (أي فتركته) .. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ سَيَعُودُ» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ آخُذُهُ وَأُخْبِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي كَانَ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَخَذْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: مَا أَنْتَ بِمُفَارِقِي حَتَّى آتِيَ بِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَاشَدَنِي وَتَضَرَّعَ إِلَيَّ وَقَالَ: أُعَلِّمُكَ شَيْئًا إِذَا قُلْتُهُ مِنْ لَيْلَتِكَ لَمْ يَقْرَبْكَ جَانٌّ وَلَا لِصٌّ، قَالَ: تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: فَأَرْسَلْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَاشَدَنِي وَتَضَرَّعَ إِلَيَّ حَتَّى رَحِمْتُهُ وَعَلَّمَنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا قُلْتُهُ لَمْ يَقْرَبْنِي جِنٌّ وَلَا لِصٌّ قَالَ: «صَدَقَ وَإِنْ كَانَ كَذُوبًا) رواه الطبراني في الكبير .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف وفيه "يوسف بن محمد بن سابق" مجهول الحال.
 
#- انتبه أخي الحبيب:
- تصحيح الشيخ الألباني ليس للرواية نفسها لأنها ضعيفة السند .. وإنما لمعناها المتكرر في فضل آية الكرسي في كذا قصة كالقصص التي ذكرناها في الروايات الصحيحة .. فانتبه.
- وهذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها إلا من حيث فضيلة آية الكرسي فقط لأن لها شواهد في الصحيح .. وإنما ذكرتها لبيان ضعفها .. ولبيان مفهوم تصحيح الشيخ الألباني لها حتى لا تظن أنها صحيحة في نفسها ..
 

2- (ضعيف) وفي قصة أبو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ الأنصاري .. عن عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي أُمِّي مَالِكِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ الْخَزْرَجِيِّ قَالَ: (وَلَهُ بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا بِئْرُ بُضَاعَةَ قَدْ بَصَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ يُبْشِرُ بِهَا وَيَتَيَمَّنُ بِهَا، قَالَ: فَلَمَّا قَطَعَ أَبُو أُسَيْدٍ ثَمَرَةَ (تمر) حَائِطِهِ (أي حديقته) جَعَلَهَا فِي غُرْفَةٍ لَهُ، فَكَانَتِ الْغُولُ (يقال نوع من الجن) تُخَالِفُهُ (أي تسرع) إِلَى مَشْرُبَتِهِ (أي غرفة خزين التمر) فَتَسْرِقُ تَمْرَهُ وَتُفْسِدُهُ عَلَيْهِ .. فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تِلْكَ الْغُولُ يَا أَبَا أُسَيْدٍ فَاسْتَمِعْ عَلَيْهَا (أي ارصدها وراقبها) ، فَإِذَا سَمِعْتَ اقْتِحَامَهَا، يَعْنِي وَجْبَتَهَا (أي سقوطها في غرفتك)، فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، حَبَسَنِي رَسُولُ اللهِ "، فَقَالَتِ الْغُولُ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ اعْفِنِي (أي اعفو عني) أَنْ تُكَلِّفَنِي أَذْهِبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُعْطِيكَ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ أَنْ لَا أُخَالِفَكَ (أي لا أعود) إِلَى بَيْتِكَ وَلَا أَسْرِقَ تَمْرَكَ .. فَأَدُلَّكَ عَلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ فَتَقْرَأَ بِهَا عَلَى بَيْتِكَ فَلَا تُخَالَفْ إِلَى أَهْلِكَ، وَتَقْرَأَ بِهَا عَلَى إِنَائِكَ وَلَا نَكْشِفَ غِطَاءَهُ، فَأَعْطَتْهُ الْمَوْثِقَ الَّذِي رَضِيَ بِهِ مِنْهَا .. فَقَالَتِ: الْآيَةُ الَّتِي أَدُلُّكَ عَلَيْهَا هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ .. ثُمَّ حَكَّتِ اسْتَهَا (أي مؤخرتها)  تَضْرَطُ (أي تخرج صوت الظراط) ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ حَيْثُ وَلَّتْ (أي رحلت)، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ») رواه الطبراني في الكبير .. وقال الهيثمي: رجاله وثقوا كلهم وفي بعضهم ضعف .. وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: إسناده جيد.. قلت (خالد صاحب الرسالة): الحديث ضعيف .. وكلام الإمام السيوطي فيه نظر .. ليه ؟ لأن فيه (عبد الله بن عثمان) وهو مجهول الحال كما قال بن عدي وبن معين .. ولعل هذا هو ما أشار إليه الإمام الهيثمي بقوله (وفي بعضهم ضعف) .. والله أعلم .
 
- ملحوظة: في رواية الهيثمي التي ذكرها عن الطبراني في المجمع قد كتبها بلفظ (بسم الله أجيبي رسول الله) .. واعتقد هو هذا الصحيح وليس ما هو مكتوب في رواية الطبراني في معجمه لأن ما هو مكتوب فيها غير مفهوم أصلا وأظنه تحريف في اللفظ .. والله أعلم .
 
#- انتبه أخي الحبيب:
- هذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها .. إلا من حيث فضيلة آية الكرسي فقط لأن لها شواهد في الصحيح .. وإنما ذكرتها لبيان ضعفها ..

3- (ضعيف) وفي قصة بريدة بن الحصيب الأسلمي .. عَنْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدٌ السُّلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (كَانَ لِي طَعَامٌ فَتَبَيَّنْتُ فِيهِ النُّقْصَانَ فَكُنْتُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا غُولٌ قَدْ سَقَطَتْ عَلَيْهِ، فَقَبَضْتُ عَلَيْهَا. فَقُلْتُ: لَا أُفَارِقُكَ، حَتَّى أَذْهَبَ بِكِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الْعِيَالِ لَا أَعُودُ فَحَلَفَتْ لِي فَخَلَّيْتُهَا فَجِئْتُ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ، وَتَبَيَّنَ لِي النُّقْصَانُ قَالَ: فَإِذَا هِيَ قَدْ وَقَعَتْ عَلَى الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهَا، فَقَالَتْ لِي كَمَا قَالَتْ لِي فِي الْأُولَى، وَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَعُودَ، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ. ثُمَّ تَبَيَّنَ لِي النُّقْصَانُ، فَكَمَنْتُ لَهَا (أي ترصدت لها) فَأَخَذْتُهَا فَقُلْتُ: لَا أُفَارِقُكِ أَوْ أَذْهَبُ بِكِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ ذَرْنِي حَتَّى أُعَلِّمَكَ شَيْئًا إِذَا قُلْتَهُ لَمْ يَقْرَبْ مَتَاعَكَ أَحَدٌ مِنَّا، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأَ عَلَى نَفْسِكَ وَمَالِكَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فَخَلَّيْتُهَا (أي تركتها) .. فَجِئْتُ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ، صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ») رواه البيهقي في دلائل النبوة .. (قلت خالد صاحب الرسالة): حديث ضعيف .. ويوجد في السند راوي مجهول وهو (حامد السُّلمي) لا يوجد له ترجمة وليس هو (حامد بن سهل البخاري) لأن احتمال تصحيف اللفظ بعيد .. وإلا جعلنا من الأسانيد تكتب حسب ما نرجو .. والله أعلم ..

 
#- انتبه أخي الحبيب:
أ- ولو لم يكن الشيطان تمثل في شكل معين متجسدا فكيف أمسكه بريدة الأسلمي وأراد أن يذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟!!
 
ب- في هذه الرواية لم يظهر لنا في أي شيء تغول هذا الغول .. أي ما كان شكل هذا الغول من هيئات مشابهة للحيوانات .. إلا أنها كانت امرأة من الغيلان .. وقد نفى النبي وجود الغول وقال: (لا غول) كما في صحيح مسلم .. ولعل هذا اللفظ (غول) تصحيف من أحد رواة السند بأن ظن هذا الشيطان هو ما تصفه العرب بأنه الغول فأبدل لفظ الشيطان بلفظ الغول إذ ليس هو لفظ النبي .. فضلا عن أن الرواية ضعيفة.. والله أعلم . 


4- (حديث ضعيف جدا أو موضوع) .. وفي قصة أبو ثعلبة الخُشني .. عن أَبي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ خُلَيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: (أَنَّهُ أَحَسَّ بِدَابَّةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ .. فَإِذَا هُوَ جَانٌّ .. فَقَالَ: لَا أُفَارِقُكَ حَتَّى آتِيَ بِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي حَتَّى أُعَلِّمَكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ لَمْ يَقْرَبْكَ جِنِّيٌّ وَلَا شَيْطَانٌ، فَقُلْتُ: لَا أَدَعُكَ أَوْ آتِي بِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تُعَلِّمَنِي، فَقَالَ: إِذَا أَصْبَحْتَ أَوْ أَمْسَيْتَ فَاقْرَأِ الْأَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ وَآيَتَيْنِ بَعْدَهَا وَثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ .. وَإِنْ قَرَأْتَهُنَّ صَبَاحًا لَمْ يَقْرَبْكَ مِثْلِي حَتَّى الْمَسَاءَ .. وَإِنْ قَرَأْتَهُنَّ مَسَاءً لَمْ يَقْرَبْكَ مِثْلِي حَتَّى الصَّبَّاحَ . فَتَرَكْتُهُ فَطَارَ .. وَغَدَا إِلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟» فَقَالَ: عَلَّمَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «وَمَا عَلَّمَكَ؟» فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ وَإِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ») رواه الطبراني في مسند الشاميين. (قلت خالد صاحب الرسالة): الحديث تالف جدا وغالبا مكذوب لجهالة روايان في السند لا وجود لهما في كتب التراجم وكأنها جهالة عين وليست جهالة حال.. وهما (أزهر بن سعيد المقرائي - أبو الوليد) وهو مجهول ..، و (أبيه – سعيد المقرائي) العين ..، ويوجد انقطاع بين (مدرك بن عقيل التابعي) وبين (أبي ثعلبة الخشني الصحابي) ..
#- انتبه أخي الحبيب:
أ- ولو لم يكن الشيطان تمثل في شكل معين متجسدا فكيف أمسكه أبو ثعلبة الخشني ؟!!
 
ب- هذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها إلا من حيث فضيلة بعض آيات من سورة البقرة فقط  .. وإنما ذكرتها لبيان ضعفها ..
 
5- (أثر صحابي ضعيف) .. في قصة زيد بن ثابت .. قد جاء فيها: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: (خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى حَائِطٍ لَهُ (أي حديقته) .. فَسَمِعَ فِيهِ جَلَبَةً (أي صوت) .. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ .. أَصَابَتْنَا السَّنَةُ (أي حدث جفاف عندهم) .. فَأَرَدْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ أَفَتَطِيبُونَهُ (أي أتسمحون لنا بالأكل منهقَالَ: نَعَمْ .. ثُمَّ خَرَجَ الليلة التالية، فسمع فيه أيضا جَلَبَةً .. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ .. أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ أَفَتَطِيبُونَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ .. فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَلا تُخْبِرُنِي مَا الَّذِي يُعِيذُنَا منكم ؟ قال: آية الكرسي) رواه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان والسيوطي في الدر المنثور وأبو الشيخ في العظمة عن ابن إسحاق.. قلت (خالد صاحب الرسالة): أن الرواية ضعيفة لأن فيها انقطاع في الاسناد بين أبي اسحاق السبيعي وزيد بن ثابت .. فضلا عن أن أبا اسحاق السبيعي قد اختلط بآخر عمره بالإضافة لتدليسه في الرواية .. والله أعلم .
 
- وجاء في (حديث ضعيف) .. بلفظ: (قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجَانِّ: أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ فَطَيِّبُوهُ لَنَا (أي اذنوا لنا بأن نأكل منه حلالا طيبا لنا)...) رواه أبو الشيخ في العظمة بنفس السند السابق عن أبي اسحاق السبيعي.
 
#- انتبه أخي الحبيب:
أ- حدث هنا في قصة زيد بن ثابت تجسيد بالصوت فقط ولم يحدث ظهور للجن ..!!
 
ب- هذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها إلا من حيث فضيلة آية الكرسي فقط لأن لها شواهد في الصحيح .. وإنما ذكرتها لبيان ضعفها ..
 

6- (ضعيف) وفي قصة عمار بن ياسر .. عَنْ الحَسَنِ: (أنَّ عَمَّارَ بنَ يَاسِرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: قَاتَلْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الجِنَّ وَالإِنْسَ، فَسُئِلَ عَنْ قِتَالِ الجِنِّ؟ فَقَالَ: أَرْسَلَنِيْ رَسُوْلُ اللهُ - صلى الله عليه وسلم - إِلى بِئِرٍ أَسْتَقِيْ مِنْهَا، فَلَقِيْتُ الشَّيْطَانَ فِي صُوْرَتِهِ، فَصَارَعَنِيْ فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ جَعَلْتُ أُدْمِي أَنْفَهُ بفِهْرٍ كَانَ مَعِيْ أَوْ حَجَرٍ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم - لِأصْحَابِهِ: «إِنَّ عَمَّارَاً لَقِيَ الشَّيْطَانَ عِنْدَ البِئْرِ فَقَاتَلَهُ ».
فَلَمَّا رَجَعْتُ، سَأَلَنِيْ فَأَخْبَرْتُهُ الأَمْرَ، فَكَانَ أَبُوْ هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - يَقُوْلُ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، أَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ رَسُوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -) رواه البيهقي في دلائل النبوية وبن عساكر وغيرهما .. قلت خالد صاحب الرسالة: قال العلماء أن هذا الحديث ضعيف لوجود انقطاع في اسناده بين الحسن البصري وعمار بن ياسر لأن الحسن لم يسمع من عمار بن ياسر ..!!
 
 
#- انتبه أخي الحبيب:
- هذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها .. وإنما ذكرتها لبيان ضعفها ..
 
7- (ضعيف) وفي قصة عمر بن الخطاب .. عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال: (لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْجِنِّ، فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ الْإِنْسِيُّ. فَقَالَ لَهُ الْإِنْسِيُّ: إِنِّي لَأَرَاكَ ضَئِيلًا شَخِيتًا (أي نحيف الجسم)، كَأَنَّ ذُرَيِّعَتَيْكَ ذُرَيِّعَتَا كَلْبٍ، فَكَذَاكَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الْجِنِّ، أَمْ أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ كَذَلِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ إِنِّي مِنْهُمْ لَضَلِيعٌ (عظيم الجسم) .. وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّانِيَةَ .. فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ .. فَعَاوَدَهُ فَصَرَعَهُ .. قال: هَاتِ عَلِّمْنِي، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَقْرَأُ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّكَ لَا تَقْرَؤُهَا فِي بَيْتٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، لَهُ خَبَخ كَخَبَخ (أي مثل ظراط) الْحِمَارِ .. ثُمَّ لَا يَدْخُلُهُ (أي لا يدخل الشيطان البيت) حَتَّى يُصْبِحَ ".. قالوا يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه) رواه الدارمي والطبراني في الكبير .. قلت خالد صاحب الرسالة: الحديث ضعيف لأن عامر الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود ..!! وقال محقق مسند الدارمي الشيخ حسين الداراني: رجاله ثقات ولكن عامرا الشعبي قال الحاكم والدارقطني وأبو حاتم: " لم يسمع من ابن مسعود.
 
- وفي رواية بلفظ: عن زر بن حبيش عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ قالَ: (أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ شَيْطَانًا فَصَرَعَهُ، أَحْسِبُهُ قَالَ لَهُ الشَّيْطَانُ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ شَيْئًا لَا تَقُولُهُ فِي بَيْتٍ فِيهِ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَجَ - أَظُنُّهُ فَعَلَّمَهُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ - قَالَ زِرٌّ فَقِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: «مَنْ تَرَوْنَهُ إِلَّا ابْنَ الْخَطَّابِ») رواه البيهقي في دلائل النبوة وبن أبي الدنيا في مكائد الشيطان .. قلت خالد صاحب الرسالة: وجدت البعض حسن الحديث ولكن هذا فيه نظر ليه ؟ لأن الحديث ضعيف وفيه (محمد بن أبان بن صالح بن عمير بن عبيد) وهو ضعيف الحديث. 
 
- وفي رواية بلفظ: عن زر بن حبيش قالَ: (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقِيَ شَيْطَانًا فِي الطَّرِيقِ، فَعَالَجَهُ، فَصَرَعَهُ [عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] ، فَقَالَ: دَعْنِي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا عَجَبًا، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يُحَدِّثْهُ، فَعَالَجَهُ الثَّانِيَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ حَدِّثْنِي، فَقَالَ: هَلْ تَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ شَيْئًا؟ إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ أَيَةً تُقْرَأُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ أَدْبَرَ وَلَهُ خَبَجٌ، كَخَبَجِ الْحِمَارِ، يَعْنِي آيَةَ الْكُرْسِيِّ) رواه أبو البختري في مجموع في مصنفاته .. قلت خالد صاحب الرسالة: والرواية ضعيفة وفيها علتان: الأولى (جَعْفَرُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّازُ الْعَسْكَرِيُّ) وهو مجهول العين فلم أجده في كتب التراجم وليس هو "جعفر بن هشام بن يحيى العسكري" فليس في لقبه البزاز أو البزار وليس من شيوخه "عبد الله بن كثير العبدي" .. والعلة الثانية أن الرواية مقطوعة السند عند زر بن حبيش وسقط منها الصحابي عبد الله بن مسعود .
 
- وفي رواية بلفظ: عن زِرٍّ بن حبيش عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ شَيْطَانًا فِي سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَصَارَعَهُ فَعَفَرَهُ (أي أسقطه على الأرض وكانت تراب) فقَالَ: دَعْنِي لِأُخْبِرَكَ بشَيْءٍ يُعْجِبُكَ قَالَ: لَا حَتَّى تُخْبِرَنِي قَالَ: فَوَدَعَهُ (أي فتركه) وَقَالَ: أَخْبِرْنِي فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُ فَصَارَعَهُ فَعَفَرَهُ فَقَالَ: دَعْنِي لِأُخْبِرَكَ بشَيْءٍ يُعْجِبُكَ قَالَ: لَا حَتَّى تُخْبِرَنِي قَالَ: فَوَدَعَهُ وَقَالَ: أَخْبِرْنِي فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُ فَصَارَعَهُ فَعَفَرَهُ فَعَضَّ بِأُصْبُعِهِ فَقَالَ: دَعْنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ بشَيْءٍ يُعْجِبُكَ قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُخْبِرَنِي قَالَ: هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْمَعُ مِنْهَا بشَيْءٍ إِلَّا أَدْبَرَ .. وَلَهُ هَيْجٌ كَهَيْجِ الْحِمَارِ .. فَقِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: وَمَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: وَمَنْ عَسَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة .. قلت خالد صاحب الرسالة: والحديث ضعيف لجهالة من نقل عنه أبو نعيم حيث بدأ إسناده بقوله (حُدِّثْنَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّائِغِ ...) .
 
- وفي هذه الرواية يظهر أن المقصد هو سورة البقرة كلها وليس آية الكرسي فقط ..!! وإنما بأي شيء منها .. ولكن لعل هذه الرواية أسقطت أن المراد هو آية الكرسي تحديدا - والله أعلم .
 
- وفي رواية بلفظ: عَنْ شَقِيقٍ بن سلمه قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: (لَقِيَ الشَّيْطَانُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَعَهُ فَتَعَرَهُ الْمُسْلِمُ (أي اخلعه ثيابه من شدة المصارعة) وَأَرَمَّ بِإِبْهَامِهِ (أي عضه) ، فَقَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ آيَةً لَا يَسْمَعُهَا أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا وَلَّى، فَأَرْسَلَهُ فَأَبَى أَنْ يُعَلِّمَهُ فَعَادَ فَصَارَعَهُ فَتَعَرَهُ الْمُسْلِمُ وَأَرَمَّ بِإِبْهَامِهِ، قَالَ: أَخْبِرْنِي بِهَا فَأَبَى أَنْ يُعَلِّمَهُ، فَلَمَّا عَادَ الثَّالِثَةَ، قَالَ: الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] إِلَى آخِرِهَا " فَقِيلَ لِعَبْدِ اللهِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: «مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ إِلَّا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ») رواه الطبراني في الكبير .. قلت خالد صاحب الرسالة: هذا الحديث ضعيف .. في سنده "عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي" وبالرغم من توثيق احمد بن حنبل له ويحيى بن معين والمديني إلا أن رواية عبد الرحمن المسعودي عن عاصم فيها غلط كما قال يحيى بن معين وغيره (راجع تاريخ دمشق برقم 3854) .. ومعنى الغلط هو الخلط وروايته عنه تكون ضعيفة كما هي الرواية التي معنا .. والله أعلم.
 
#- انتبه أخي الحبيب:
- هذه الرواية السابقة ضعيفة وليست حجة للإحتجاج بها .. وإنما قد يتم الاستدلال بها في الشواهد لبيان فضيلة آية الكرسي .. وقد ذكرت هذه الرواية لبيان ضعفها ..


#- ملحوظة هامة جدا يجب أن تنتبه لها:
- إلى ماذا أدت قصص الصراع والتشابك بالأيدي مع الشيطان في قصتي عمر بن الخطاب وعمار بن ياسر ؟!!
 
- لا يخفى على متابع لبعض المعالجين الرقاة .. أنه كان يصور نفسه يتصارع مع أحد المصابين روحانيا مثل الجودو والتايكوندو .. وكان هذا الجاهل يتصارع مع الشيطان متشبها بعمر بن الخطاب وعمار بن ياسر كما في الروايات الضعيفة والغير صحيحة .. بل والمصيبة أنه لم يعقل أن روايات عمر بن الخطاب وعمار بن ياسر كانت عن تمثيل روحاني متجسد .. وليس عن مس روحاني غير مرئي .. كما ظن هذا الجاهل الذي اعتدى على مسلم فصارعه بمنتهى الوحشية ..!!
 
- فأي جهل هذا الذي يفعله البعض ليشتهر به ويتكسب من وراءه ما يتكسب .. !! ولكن إن كان يتكسب من وراء ذلك مال .. فإنه قد اكتسب من وراء ذلك إضلال الناس بما لا وجود له سواء في الروايات الصحيحة أو الضعيفة .. وإنما هذا راقي قد تبول الشيطان في أذنه بوسوسته وارتضى بما وسوس به إليه من فعل هذه الجريمة بالمسلمين .. تحت مسمى مصارعة الشيطان كما فعل السلف من الصحابة .. وإنه لكذاب لأن السلف من الصحابة لم يفعلوا ذلك ..!!
- ولا حول ولا قوة إلا الله .. ربنا يهديهم . 

- وبهذا يكون ختام ما بلغني من الروايات الضعيفة في مسألة تجسيد الجن في هيئة مادية على غير صورة وشكل الإنسان ..
 
**************************
 
..:: س19: كيف نفهم قوله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) طالما ممكن نرى الجن والشيطان ؟ ::..
(ومسائل حول قوله "يراكم")
 
- مما قد يخطر ببالك .. بعد قرائتك للروايات التي تقول بأننا ممكن أن نرى الجن في هيئات مختلفة في أشكال مثل الحيوانات .. فتسأل مستوضحا عن كيف نجمع بين هذه الروايات وقوله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف27.
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- الآية تتحدث عن رؤية الجن لنا من حيث إمكانية رؤيته هو لنا بطبيعته الجنية وليس من حيث تشكله في صورة مادية ..
- وطالما هو في حالته الروحانية أي في حالة خفاء فنحن لا نراه ولكنه ممكن أن يرانا .. ولكن إن تمثل في شكل مادي وظهر لنا فهذا لا علاقة له بالآية حينئذ .. لأن الآية تتكلم عن حال الجن في وضعهم الروحاني وليس في حال تمثيلهم ماديا .. والله أعلم .
 
#- ولنا في هذه الآية ملاحظات لطيفة:
1- قوله (يرانا) ليست بمعنى أنه يكاشفنا بالكلية وفي أي وقت يريده .. ولكن المقصد هو أنه يستطيع رؤيتنا (إن أراد الله له ذلك) من خلف حجاب غيبي بيننا وبينهم تم وضعه على أعيننا ..
- وقلنا أن هذه الرؤية إن حدثت فهي وفق مراد الله وليس بمزاج الشياطين .. لأنه لو كان بمزاجهم ووفق إرادتهم .. لكانوا نشروا أخبار البلاد والعباد لأوليائهم وخدامهم من عالم الإنس ليفسدوا في الأرض .. ولكن هذه الرؤية تتم وفق مراد الله وبقدر ما يأذن به الحفظة من الملائكة ..
- ولا يتم هتك ستر واطلاع على عورات بيوت إنسان من الشياطين إلا لو كان هذا الشخص قد هتك الستر بينه وبين مولاه وقد نفد رصيده من الستر .. وهذا لا يحدث إلا لمن غلب الفجور على قلبه .. والله أعلم .
 
2- وهنا لفته وإشارة في قوله (يراكم) : لم يقل تعالى أنه يسمعنا .. ولذلك الصور الروحانية التي قد يراها الروحانيين هم يترجمونها حسب رؤيتهم للأحداث المتخيلة لهم لأن الجن قد ينقلون لهم صور متخيلة في أذهانهم ولكن لا ينقلون الكلام الذي حدث خلال هذه الصورة المتخيلة في أذهانهم .. كالذين يتجسسون روحانيا على بعض الناس فهم يرون مشاهد ولا يسمعون كلامهم ..!!
 
3- القرآن لم يتحدث عن استحالة رؤية الشياطين .. إلا في حالة الإنسان المادية وحالة الجن الروحانية .. وذلك لوجود حجاب علينا فلا ترى عالم الغيب .. ومثال ذلك: الزجاج الأسود الذي يكون في غرف تحقيق الشرطة التي يرون من خلالها المتهمون ولكن المتهمون لا يرونهم .. أي زجاج مرئي من اتجاه واحد فقط .. كذلك الحال بين الإنس والجن هو رؤية من اتجاه واحد من خلال رؤية الجن للإنس ..
 
4- إذا كانت الآية تتكلم عن الإنسان في حالته المادية أنه لا يرى الجن .. فهي لم تتكلم عن حالة الإنسان الروحانية .. لأن الإنسان في حالته الروحانية قد يرى الجن لإزالة الحجاب الذي كان يمنعه من الرؤية .. فانتفت الحيثية المشار إليها (من حيث لا ترونهم) التي كان القرآن يتكلم عنها حينئذ .. والله أعلم .
 
- ولكن هل الرؤية الروحانية للشخص الروحاني في اليقظة هل تكون مشاهد حقيقية أم تمثيلية أو مزيفة .. فهذه مسألة تتوقف على حال الشخص مع الله .. ولكن لا يمتنع رؤية الجن على حقيقتهم في عالم المنام لأن الروح قد ترى ذلك ..
- ولكن ماذا يضمن أن ما نراه في المنام هو فعلا حقيقة وليس تلبيسا من الشيطان لنظن أن هذه هي خلقته وصورته ؟!!
- لا يوجد ضامن لذلك ..!!
 
5- أما عما تم نسبته لكلام الإمام الشافعي في قوله: (من زعم أنه يرى الجن رددنا شهادته): فكلامه محمول على رؤية الشياطين إذا كانت على خلقتها التي خلقها الله عليها بصورتها الروحانية وكنت أنت على حالتك الواقعية المبصرة للماديات فقط .. والله أعلم .
 *****************
يتبع إن شاء الله تعالى

*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 11 تعليقًا:

  1. جميل جزاك الله كل خير معلومات قيمة ومهمة خاصة للرقاة او الروحانين الذين يضحك عليهم الجن بسبب صور روحانية التي يتم ترجمعتها حسب الأهواء
    كان دائما عندي سؤال كيف سيدنا هريرة لم يعرف بأمر شيطان اول مرة أنه شيطان أقصد حين تجسد لم ياحظ انه به شيء غريب لكن جوابك بدد كل الاسىلة عندي
    أما في ما يخص عامر البيت في وقتنا الحالي قليل ما يكون الحديث عن الحيات ولكن ما هو منتشر فعليا كمعلومة عند عامة ناس هي العناكب فارجوا من حضرتك ان توضح صحة هذا الشيء
    سلمت يمينك داىما تنور قلوبنا وعقولنا
    اللهم تقبل وزد وبارك يارب
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تدوم بدوام الحي القيوم وعلى اله وسلم

    ردحذف
  2. جزاك الله عنا كل خير أستاذنا الفاضل
    ***********************************
    اللهم صل على سيدنا محمدٍ النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  3. موضوع ممتع فعلاا .. وللذين يستهوون القصص الروحانية .. ففيه ما يسر خاطركم .. وليس ذلك فحسب .. بل فإن التعرف على كرامات سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقد زاد الموضوع متعة .. وحقا لم يعرف قدره إلا ربه .. غفر الله لنا تقصيرنا وجهلنا .. وعرفنا بحبيبه معرفة تطوي مسافة البعد بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم

    جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
    وآنسك بمحادثة حبيبه صلى الله عليه وسلم كما آنستنا بسرد أحاديثه الطيبة الشريفة .. آمين آمين آمين يارب العالمين

    ردحذف
  4. جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل...
    بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير الا الله
    فعلا موضوع ممتع وتعلمنا منه الكثير.. زادك الله علما وعملا ونفعنا بك.. وزادك الله من علمه
    اللهم صل علي سيدنا محمد الحبيب المحبوب العالي القدر العظيم الجاه وعلي آله وسلم.

    ردحذف
  5. ما لاحظته اثناء القراءة لهذا الموضوع الشيق أن الصحابة كانوا لا يخافون اثناء تجسد الجن رغم معاودته الظهور أمامهم أكثر من مرة ويرجعون في أمرهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وليس مثل حالنا في هذا الوقت الذي انتشر الخوف بمجرد ذكر كلمة جن ....سؤالي هل الخوف من هذا العالم يجعلهم متمكنين في الإنسان المصاب روحانيا أكثر فاكثر

    ردحذف
    الردود
    1. أختنا الفاضلة أماني ..
      - ملاحظة رائعة .. ومهمة أن نعلم ان الصحابة لم يخافوا من الجن .. ولكن تفتكري ليه ؟
      - لسبب بسيط .. وهو أنهم لم يعظموا الجن في أنفسهم بقدرات لا وجود لها ويعطوه قدرا أكبر من قدرهم .. !!
      - فكيف يخافوا وهم أعزة بالله .. ؟!!

      #- وبالنسة لسؤالك:
      - نعم .. الخوف سببا لاستعلاء العالم الروحاني على الإنسان المصاب روحانيا .. فكلما وجده هزيلا ضعيفا يخاف الجن .. كلما استولى عليه الجن أكثر بمزيد من الخيالات المخيفة ليظل يحبس الإنسان في دوامة الخوف .. لأن الخوف منهم هو مصدر جذب لهم إلى المصاب روحانيا ..

      - وكما قلت لكم كثيرا .. الشيطان يحتاج إلى انفعالات ليتحرك عليها مثل انفعالات نفسية مثل (الخوف الغضب الكراهية الغل التعصب وغير ذلك) وانفعالات عقلية (مثل المعلومة الخطأ أو المعلومة الغريبة أو المعلومة المميزة) وانفعالات روحانية (مثل رؤية عالم الخيال سواء في الاحلام أو في اليقظة) ..

      - وربنا يحفظ الجميع من شر النفس والشيطان .. وشر كل ذي شر .. آمين يارب العالمين .

      - والله أعلم .
      *******************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  6. أستاذي الحبيب خالد، لو أنّكم تأذنون في بعض الأسئلة التّي كنت قد كتبتها وأجّلت طرحها:​

    ​1- في أحد أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، وردت عبارة " سبحان من سخّرك لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم"​، فكيف نفهم تأثير ترديد هذه العبارة على العالم النّاري؟ لأنّه الحقيقة قد إستشكل عليّ كثيرا جدّا فهمها، فهل تفيد مثلا إستحضار هذا العالم النّاري الذّي قام بالأذى أينما كان ( وهذا يصعب تعقّله)؟ أم أنّها تجعل من العالم الناري الحاضر روحانيّا، تجعله يخرج إلى عالم التّجسيد؟ كيف نفهم تأثيرها، هذا هو السّؤال؟


    2- ا​لواضح من حديث سيّدنا معاذ رضي الله عنه أنّه رأى خيالا متحرّكا في صورة فيل، وقد قلتم في الرّسالة عدد 20 أنّ الخيال لا يتحرّك وههنا هو ليس كذلك.

    فهلّا بيّنتم لنا السّبب أستاذنا الحبيب؟ ثمّ ألا يمكن أن يكون خيالا عينيّا وليس ذهنيّا؟ حيث أنّه بالإستقراء من النصّ القرآني فإنّ الخيال العيني عند سحرة فرعون كان يسعى، فهو متحرّك إذن على الرّغم من أنّه خيال، وقد شرحتم فيما مضى أنّ هذا النّّوع من الخيال العيني هو يؤثّر على العين لا على الذّهن.

    3- كذلك أستاذي الحبيب رؤية الخيال دليل على أنّ هنالك تفعيلا روحانيّا عند سيّدنا معاذ، وإلّا ما كان ليراه خيالا (لأني إستبعدت الأسباب الأخرى التي تفتح له رضي الله عنه هذه البوابة الروحانية).

    فهل كلّ من لديه هذا التّفعيل الرّوحاني يرى الخيالات طول الوقت، أي طوال يومه وعمره؟ وهل يرى كلّ أنواع الخيالات الموجودة على مدّ خياله؟ وهل الخيالات التّي يراها هي خيالات ترتسم في ذهنه أم هي خيالات تراها عينه لا غير؟

    4- والحقيقة أيضا أستاذي الأكرم خالد أنّ هذا السّؤال يأتي نتيجة سؤال آخر وهو:

    هل الخيال الروحاني هذا هو الذّي بيده أن يقرّر أن يجعل الرّائي صاحب هذا التّفعيل الرّوحاني يراه​ أم أنّه أيضا محكوم في قدرته على الظّهور أو الحضور؟ بمعنى هل من الممكن له أن لا يجعل شخصا صاحب تفعيل روحانيّ يراه؟

    5- والحقيقة أنّ هذا السّؤال بدوره نتيجة سؤال آخر يقول:

    لو كان الأمر بيد هذا الروحاني ليقرّر الظّهور في خيال الشّخص من عدمه، لو كان الأمر كذلك، فكيف تعمّد أن يظهر كخيال مع سيّدنا معاذ رضي الله عنه؟ لأنّ هذا يعني أنّه على علم بمراقبته له ومع ذلك تجرّأ على السّرقة.

    6- في آخر هذه الرّسالة ذكرتم ما معناه انّ العالم النّاري لا يرانا إلّا وفق إرادة الله، فهل تقصدون أنّهم لا يروننا بصفة مسترسلة طوال الوقت إلّا أوقاتا مأذونة لهم من الله بها؟ لأنّي أيضا إستشكل عليّ فهم كلامكم هنا، على وضوحه البديهي:

    " وقلنا أن هذه الرؤية إن حدثت فهي وفق مراد الله وليس بمزاج الشياطين .. لأنه لو كان بمزاجهم ووفق إرادتهم .. لكانوا نشروا أخبار البلاد والعباد لأوليائهم وخدامهم من عالم الإنس ليفسدوا في الأرض ..
    ولكن هذه الرؤية تتم وفق مراد الله وبقدر ما يأذن به الحفظة من الملائكة"

    لعلّ خللا في الفهم عندي جعلني لا أتعقّل ما ذكرتموه، لأنّ هذا كان عقيدة عندي أتبنّاها نتيجة فهمي للآية المذكورة لرؤيته لنا من حيث لا نراهم، حيث ما كنت أعتقده ولم يخطر ببالي خطأه هو انّهم يروننا دائما أبدا في كلّ وقت وحين.

    أسأل الله أن يرفع بكم شأن الإسلام والمسلمين، وأن يقيم بكم ما كاد يُمحى من بنيان هذا الدّين، وأن يكتبكم في الصدّيقين، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الحبيب نزار:
      1- تأثير العبارات الروحانية لا يعلم سرها إلا أصحابها .. وسرها ظهر باستظهار هذا العالم الناري ..

      - وهذا ليس استحضار .. وإنما استظهار .. والفارق كبير جدا بين الحالتين .. فانتبه ..!!

      - فالملائكة الحفظة حاضرة معنا .. ولكنها غير ظاهرة لنا ...
      - ولذلك هناك فرق بين الإستحضار الذي هو جلب العالم الروحاني من حيز الحجاب إلى حيز المادة .. وبين الإستظهار لرؤيته حال حضوره فعلا..!!
      - واعتقد انك لم تنتبه لمفهوم الإستظهار .. ولعله اول مرة نتكلم عليه هنا في المدونة ..

      2- حينما ذكرت في السؤال رقم (74) الفرق بين الخيال التجسيد للعالم الروحاني .. فلم اميز بين الخيال الذهني والعيني .. على افتراض أن من قرا الرسالة قد استوعب ما سبق !!
      - وعموما قمت بإضافة للتوضيح بين ما هو ذهني وعيني .. في السؤال رقم 74.
      - وما رآه سيدنا معاذ من خيال هو رؤية عين وليس ذهن .

      3- أما بخصوص من لديه تفعيل روحاني .. لا يرى طول الوقت خيالات .. وإلا فكيف يعمل في حياته ؟!! وإنما يحدث ذلك في حالات الهدوء أو في حالات الإنفاعالات الطارئة.
      - أما الذي يرى طول الوقت فهذا شخص به مشكلة في المخ تسبب له تكرار الرؤية المستمرة.

      4- الذي لديه تفعيل روحاني صحيح .. سيرى ما يحدث من حوله لا محالة أو سيشعر به على أقل تقدير إن لم يكن له كشف صحيح ...

      5- الخيال المرئي للعين معناه حدث دخول للعالم المادي بطبيعة روحانية معينة .. منحها الله لبعضهم .. وأي شخص قد يرى هذا الخيال حينئذ .. لأنه مدرك للعين.
      - ولا قدرة للعالم الوحاني في أن يمنحك ما ليس له قدرة عليه .. وهو رؤيته أو سماعه.
      - وعالم الجن ليس له علم المراقبة كما يزين الروحانيين ذلك في عقول البعض .. بل هو أضعف من ذلك .. ولا مراقبة له لحياة إنسان ولا لأفعاله ولا لأقواله .. وغنما مصادفات وفق ما قدر الله ان يعرف فهو يعرف .. ولا اكتر ولا أقل .

      6- رؤية الجن لنا محكومة بالإذن الإلهي .. لحدوث ذلك .. وإنما حينما اخبرنا الله بهذا الخبر فهو ليعلمنا أن الشيطان وقبيلته من الجن حينما يرونا فهم يرونا من وراء حجاب لا تدركه أعيننا ..
      وليس بمعنى أنهم فاتحين علينا كشف 24 ساعة ..!!

      - وكذلك لا يطلعون على عوراتنا .. كما يظن البعض ذلك من خلال حديث: ((ستر بين عورات بني آدم وبين أعين الجن، إذا وضع الرجل ثوبه أن يقول: باسم الله) رواه الطبراني وغيره بسند فيه ضعف .. ولكن البعض قد حسنه وهو غير حسن ولن يكون حسن وإنما يظل ضعيف ..لأنه لا تحسين في العقائد ..!! وكنت ساتوسع في هذه المسألة .. ولكن تركت ذلك في رسالة أخرى وهي رسالة (الزواج بين الجن والإنسان) ..

      - هذا والله أعلم
      *********************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
    2. ما شاء الله، لا قوّة إلّا بالله. زاد الله في علمكم وفهمكم وأنعم عليكم بما ترجون أستاذي الحبيب، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العاتلمين

      حذف
    3. أخي الحبيب نزار ..
      تم اضافة جزء للموضوع هنا اسفل رواية أبو هريرة التي جاء فيها (سبحان من سخرك لمحمد).. توضيح لمفهوم الإستظهار والستحضار ..

      - وتم التوضيح مرة أخرى في الجزء الرابع تحت عنوان (س23: كيف يربط النبي الشيطان في المسجد وهو خيال ؟ (ما الفرق بين استحضار الجن واستظهار الجن؟)).

      - وقد تم اضافته في سؤال مستقل في آخر جزء من الرسالة كسؤال منفرد .. وفيه مزيد علم إن شاء الله ولطيفة مهمة جدا ..
      تحت عنوان (س86: ما الفرق بين استحضار واستظهار العالم الروحاني من الجن والشياطين ؟ )

      - وجزاك الله خيرا
      *************************************
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

      حذف
  7. من الموضوع:
    حديث:  " الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء
    وصنف حيات وكلاب
    وصنف يحلون ويظعنون ."

    جاء في روايات أخرى ذكر:
    ¤ صنف الغول: وهو نوع من الجن له القدرة على التشكل...

    في القرآن أصناف أخرى( الشيطان - المارد- العفريت... هذه الأصناف قد تكون باعتبار قدراتهم وليس باعتبار أنواعهم...

    ¤ الشيطان: قدرته في المكر...

    ¤ المارد: قدرته في القوة الشديدة والطيران في السماء...

    ¤ العفريت : قدرته في السرعة الخاطفة مع القوة.. وهكذا

    ☆ خالد أبو عوف: ربنا يحفظ الجميع من شر النفس والشيطان... وشر كل ذي شر...
    آمين يارب العالمين

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف