الروحانيات فى الإسلام: ج3: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - ما معنى كلمة قرآن - ما الدلالة اللفظية والذوقية لتسمية كلام الله بأنه (قرآن) على وزن (فعلان) - لماذا القرآن مهم في حياتنا - (مع فكر الملحد) : ما الفرق بين القرآن الحق والعلوم الدنيوية التي هي حق أيضا - (مع فكر الملحد) : كيف يكون كلام الله هو حق وهو لم يغير من سلوكيات المؤمنين به .. فما بالنا بغير المؤمنين به ؟.

بحث في المدونة من خلال جوجل

الخميس، 28 مايو 2020

Textual description of firstImageUrl

ج3: رسالة النفحات في مفهوم الحديث النبوي عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات - ما معنى كلمة قرآن - ما الدلالة اللفظية والذوقية لتسمية كلام الله بأنه (قرآن) على وزن (فعلان) - لماذا القرآن مهم في حياتنا - (مع فكر الملحد) : ما الفرق بين القرآن الحق والعلوم الدنيوية التي هي حق أيضا - (مع فكر الملحد) : كيف يكون كلام الله هو حق وهو لم يغير من سلوكيات المؤمنين به .. فما بالنا بغير المؤمنين به ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة النفحات
في مفهوم الحديث النبوي
عن نسيان حفظ القرآن والتغني بالآيات
(مع التعريف بأهل القرآن وبعض من خسروا أجر عبادتهم عند الله)

(الجزء الثالث)

* فهرس:
:: الفصل الرابع :: عن مفهوم كلمة قرآن ودلالتها الذوقية ::
1- س12: ما معنى كلمة قرآن ؟
2- س13: ما الدلالة اللفظية والذوقية لتسمية كلام الله بأنه (قرآن) على وزن (فعلان) ؟

:: الفصل الخامس :: عن القرآن الحق وأهميته في حياتنا ::
3- س14: لماذا القرآن مهم في حياتنا ؟
4- س15: (مع فكر الملحد) : ما الفرق بين القرآن الحق والعلوم الدنيوية التي هي حق أيضا ؟
5- س16: (مع فكر الملحد) : كيف يكون كلام الله هو حق وهو لم يغير من سلوكيات المؤمنين به .. فما بالنا بغير المؤمنين به ؟


 ************************
..:: الفصل الرابع ::..
:: عن مفهوم كلمة قرآن ودلالتها الذوقية ::
****************************
..:: س12: ما معنى كلمة قرآن ؟ ::..

 - صديقي المؤمن .. أيدك الله بروح القرآن وجعلك من العاملين به في ظاهرك وباطنك .. وختم لك بصدق معاملة القرآن كما يحب الله .. آمين يا رب العالمين .

- يقول تعالى: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) الإسراء88.

- القرآن هو كلام الله الموصوف بالكمال، والمنزل على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمتعبد بتلاوته تقربا إلى الله.

- وقد تم وصف القرآن بعدة أوصاف باعتبارات مختلفة .. فمن حيث التأثير في النفس فهو هداية ونور .. ومن حيث كونه إرشاد وتوجيه فهو طريق مستقيم .. ومن حيث كونه إعلام بعاقبة الجحود به فهو نذير وبشير .. ومن حيث كونه محفوظ فهو قرآن وكتاب .. وهكذا ..

- فنجد أن من أسباب العناية الربانية الظاهرة لحفظ كتابه هو أنه جعله متلو به في الصدور ومن خلال السطور .. أي من خلال قرائته إما حفظا أو من خلال المصحف .. ولذلك نجده مرة يشار إليه بأنه كتاب ومرة أنه قرآن .. حتى تعلم أن أدوات حفظه ستكون بطريق الكتابة وبطريق القرآءة ..

- فكونه كتاب .. فهو يفهم منه أنه يكتب في الصحف ..

- وكونه قرآن .. فهو يفهم منه أن يقرأ سواء من خلال المصاحف أو من خلال الحفظ ..

- أما عن اشتقاق كلمة قرآن .. وحتى لا أكثر عليك في النقل من كلام العلماء .. والخلاف بينهم في اشتقاق الكلمة .. ولذلك سأكتفي بالرأي الغالب على كثير من أهل العلم .. وهو أن القرآن تم تسميته بهذا الإسم من باب إطلاق المصدر وإرادة المفعول .. باعتبار أنه مشتق من لفظ (قرأ) .. ويقصد به أنه مقروء ..

- ولفظ (قرأ) في اللغة لها معاني .. وهذه المعاني لها دلالات في القرآن .. وهذه المعاني لكلمة (قرأ) هي (تلا – جمع – أظهر) .. ولو أسقطنا دلالة هذه المعاني على كلام الله .. فتكون كالتالي :

1- التلاوة .. أي هو كلام متلو في الصدور ومن السطور .
2- الجمع .. أي هو كلام مجموع من حروف وألفاظا عربية مكونا آيات وسور ربانية .
3- الظهور والبيان والوضوح .. أي هو كلام مبين فيه من الظهور والبيان ما يؤكد أنه كلام الله ..

- ملحوظة : كثير من العلماء جعل مفهوم الظهور والبيان من مستلزمات التلاوة – فاكتفى بأن معنى قرأ هو إما "تلا أو جمع" .. والله أعلم .

- وبعيدا عن الإنتصار وترجيح ما هو المعنى الأصوب المراد به لفظ القرآن .. لأنه في الحقيقة لا ترجيح فيها لأن اللغة تحتمل المعاني الثلاثة للفظ (قرأ) .. ولذلك أجد أن القرآن يحتمل المعاني الثلاثة ..

- ويمكن أن نجمع هذه المعاني الثلاثة في جملة واحدة .. فيكون معنى القرآن بدلالة معاني لفظ (قرأ) .. هكذا: بأنه كلام مجموع من حروف وألفاظ كونت آيات وسور ربانية – متلوة – بلسان عربي مبين .. والله أعلم .

*****************************

..:: س13: ما الدلالة اللفظية والذوقية لتسمية كلام الله بأنه (قرآن) على وزن (فعلان) ؟ ::..

- قد استوقفني لفظ (قرآن) .. حيث أنه على وزن (فعلان) .. وهذا يدل على المبالغة في الوصف .. مثلما تقول (جوعان – عطشان – سرحان) أو كما نجد في الإسم الإلهي (الرحمن) .. فكل ما سبق نجده يدل على مبالغة في وصفه .. وكأنه بلغ الدرجة العظمى في وصفه بما لا وراءه وصف آخر يفوقه ..

- وحينما بحثت عن الدلالة اللفظية لكلمة (قرآن) في بعض المراجع المتوفرة عندي .. لم أجد ما كنت أرجوه من الدلالة على المبالغة في الوصف .. وإنما وجدت تفسير لمشتقات الكلمة لغويا .. وقد ذكرته لك سابقا ..

- أما عن دلالة تسمية كلام الله بأنه (قرآن) .. على وزن فعلان .. فهو للدلالة على المبالغة بمعنى النهاية القصوى في كل شيء بما لا تحتاج إلى كلام غيره .. 

- وإليك بعض ما جال بخاطري وأحببت أن أشاركك به حول تذوق ما يشير إليه المبالغة في التسمية بلفظ (قرآن) فأقول لك:

1- هو الكلام الذي جمع لنا فيه من كل شيء تحتاجه النفوس لتستقيم به في الحياة ويكون لها في الآخرة سبب إكراما ونجاة .  

2- هو الكلام الذي بلغ النهاية في الصدق وقول الحق وإثبات العدل .. لأنه القول الفصل وما هو بالهزل .. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. لأنه كلام الله .. وكلام الله هو صفته .. وصفة الكلام لابد أن تكون لها الكمال .

3- هو الكلام الذي بلغ النهاية في كمال البلاغة والمعرفة .. حتى أدهش به العلماء في كل الأماكن والأزمنه . 

4- هو الكلام المقروء الذي إن عملت به نجَا قلبك من الموت وسبَحت روحك في عوالم الملك والملكوت .

5- هو الكلام الذي بلغ من الكمال حتى كان سببا للوصال بحضرة ذي الجلال .. فيكسوك بالنور ويحجب عنك الشرور .. ويمنحك كرامة الملك والخلد ويلبسك تاج الوقار والعز في حضرته .. ويشفع لأنك من أهل الله وخاصته .

6- هو الكلام المصان عن التحريف .. والمخصوص بكرامات التشريف إكراما من الملك اللطيف .

7- هو الكلام المنزل بالجمال والجلال من حضرة الكمال .. لتسمو به القلوب الطالبة للوصال .

8- هو الكلام المحاط بالعظمة والهداية .. والذي يحيط قارئه وعامله بحجاب النور والولاية .  

9- كلام الله الذي جمع بين الجمال والجلال لمن أراد الكمال وطلب الوصال بحضرة الكبير المتعال .. أو هو الكلام الذي عرفك فيه على جمال صفاته وجلال أسماءه حتى تستمع بمعرفة كماله .

10- هو كلام الله المجموع فيه من القصص التي بلغت النهاية في الصدق، والأحكام التي بلغت النهاية في العدل، والسلوك والتوجيه والإرشاد الذي بلغ النهاية في حفظ النفس والمجتمع من الإنحراف ظاهرا وباطنا لمن مخلصا فيه ومتحقق به (قراءة وعملا) في ظاهره وباطنه .. لأنه روح لحياة النفوس في الدنيا بالإستقامة وفي الآخرة بالكرامة .. فطوبى وحسن مئاب لمن قرأه وعمل به ابتغاء مرضاة الله وكان فيه من المخلصين ..

- ولمثل هذه التذوقات الإشارية تستطيع أن تفهم لماذا تم تسمية كلام الله بصيغة المبالغة بأنه (قرآن) لما يحمله من الخصائص ما ليس في غيره .. ويكفي أنه كلام الله من له الكمال المطلق .. فلن يكون لكلامه وصف بالنقص أبدا لأن الكمال هو وصف ملازم لكلامه جل جلاله .. ولذلك هو (قرآن) .

************************
..:: الفصل الخامس ::..
:: عن القرآن الحق وأهميته في حياتنا ::
****************************
  
..:: س14: لماذا القرآن مهم في حياتنا ؟ ::..

- لأنه روح يهدي إلى صراط مستقيم -

- يقول تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء9.

- صديقي المؤمن .. عليك أن تعرف أن القرآن مهم في حياتنا لأنه الكلام الحق الذي لا يأتيه الباطل في أي زمن من الأزمان .. فلا يعارض واقع ولا يناهضه معارض ..!!

- ولذلك تم وصف القرآن بأنه روح (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) الشورى52 .. وتم تسمية القرآن بأنه روح .. لأن به حياة النفوس في ظاهرها وباطنها بطريقة مستقيمة .. ففي الظاهر يزكيك من خلال المحافظة وتنظيم ما يستقيم به حياتك الخاصة سواء لبدنك أو في سعيك في الحياة وعلاقتك بالمجتمع وعلاقته بك .. وباطنا يزيدك من خلال الإرتقاء بقلبك وعقلك عن العلل النفسية التي قد تدمرك سواء كنت اكتسبتها من نفسك الأمارة كالعجب والكبر والرياء  أو التي اكتسبتها من مجتمعك من أفكار مضللة أو أفعال مؤذية كالفكر الملحد وفعل المعاصي المخالفة لطاعة الله .. ولذلك نجد الله تعالى يصف كتابه فيقول: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) إبراهيم1 ..

*************************

..:: س15: (مع فكر الملحد) : ما الفرق بين القرآن الحق والعلوم الدنيوية التي هي حق أيضا ؟ ::..

- ستجد يا صديقي المؤمن .. أنه قد يعترضك مقولة أهل الإلحاد .. حيث يقولون لك: بأن قول المؤمنين بأن القرآن كلام حق ونافع .. لا قيمة له .. لأن هناك علوم هي أيضا حق .. وينتفع بها الإنسان وثبت فاعلية ذلك في الواقع كعلوم التكنولوجيا .. فما الفرق حينئذ ؟

- أقول لك:
1- لا تتبع فكر الملحد .. لأنه مطموس العقل والقلب .. أي أعمى البصيرة الظاهرة والباطنة .. وإلا لكان ادرك ان كلام الله هو لتزكية النفوس في ظاهرها وباطنها .. !! ويكفى لتتبين مدى غباء الملحد وحماقته في إدراك ماهية الروح القرآني .

2- القرآن ليس كلام علمي يدرس لك علم المادة وإنما هو كتاب يرشدك ويشجعك على التفكر واستكشاف الحياة وعلومها .

3- وكلام الله في مجمله إنما هو لتربية النفوس قلبا وعقلا .. لتستقيم في الحياة دون انحراف بهواك عن الفطرة السليمة فتميل إلى النفس الأمارة بالسوء وتزيين الشيطان لك .

4- وقد تظن أن القرآن كتاب تربية سلوكية كما غيره من كتب التوجيه السلوكي .. كما قد يقول ذلك الملحد .. وهذا إنما محض انطماس بصيرة أيضا للقلب والعقل .. لأنه ببساطة أن الذي خلق عباده هو أعلم بما يصلحها وبما يفسدها لأنه يعلم الكتالوج الخاص بهذه النفوس .. فإذا كان أهل الدنيا الذين يخترعون شيئا يعرفون عيوبه ومزاياه .. فما بالك بخالق العباد ؟!! أفلا يعقلون ؟!! .

- ولذلك حينما تكون التربية والسلوك بتوجيه من الله .. فهي تربية صحيحة وآمنة من الإنحراف تماما .. بخلاف من يربي أبناءه بمحض ثقافته وبيئته ..!! والتي كثيرا ما تكون خاطئة أو مضللة أو غير سوية أو مشوبة بانحراف ..!!

- مما سبق .. يتبين لك أن القرآن هو روح مرشدة لك في الحياة حتى تستقيم نفسك في ظاهرها وباطنها ولا تنحرف عن السلوك الصحيح الذي هو مطلوب منك عند الله .
     
5- تبقى لك يا صديقي المؤمن أن تعلم أن هناك فرق بين معرفة العلم المادي وبين العقيدة الإيمانية .. فالعلم متغير وقائم على التجربة التي تحتمل الخطأ والصواب .. ويسبقه جهل ويتحقق بالتجربة ويلحقه تطوير لما فيه من نقص دائم وإلا ما تطور ..!!


- ولكن العقيدة الإيمانية والعلم القرآني هو علم كامل لا يشوبه نقص سابق ولا تطوير لاحق .. لأنه يتعلق بمعرفة الذات الإلهية التي لا تتغير ولا تتبدل .. فضلا عن أن العقيدة الإيمانية يترتب عليها عواقب بعد انتهاء الحياة .. وهذا ما ينكره الملحد حيث لا رب له ولا يؤمن بجنة ولا نار ولا حساب .. ولذلك يريد أن يأخذك في هذا الإتجاه الملعون حتى تستبيح المحرمات تحديا لله وجحودا له كما فعل الشيطان .. حتى يدنس نفسك (عقلك وقلبك) بالباطل.  

  
************************

..:: س16: (فكر الملحد) : كيف يكون كلام الله هو حق وهو لم يغير من سلوكيات المؤمنين به .. فما بالنا بغير المؤمنين به ؟ ::..

- كذلك يا صديقي المؤمن .. قد يعترضك مقولة بعض الملحدين بأن القرآن لم يصحح من سلوكيات المؤمنين به والدليل والشاهد هو حال الكثير من المؤمنين به ؟ فلو كان كلام الله وله تأثير فلماذا فيهم القتلة وغيرهم .. وقد تساووا بذلك مع غيرهم من الناس حيث فيهم الصالح والطالح وليس لهم كتاب سماوي ؟

- قلت لك:
1- القرآن مرشدا لك وليس قاهرا لك على فعل معين .. وفي هذا دليل على أن كل إنسان له حرية الإختيار في الإيمان والكفر .. وليس كما يروج له الملحدين وغيرهم بان الإنسان مسلوب الإختيار لسابق علم القدر بالفعل الإنساني .

2- طالما القرآن ليس قاهرا لك على فعل التزكية .. فأنت لك اختيار .. إما أن تطيع أو تعصي .. ولكن القرآن له خاصية زيادة الإيمان وتثبيته في القلوب لمن يطيع القرآن ويعمل به .. وليس لمن يؤمن به فقط أنه كلام الله دون عمل به ..!! فهل يستوي من يجتهد بمن لا يجتهد .. أفلا تعقلون ؟!! فإذا كان الإجتهاد في أمور الدنيا له مكافأة خاصة ويقر بذلك أهل الإلحاد وغيرهم .. فلماذا ينكرون أن يكون للقرآن عطاء خاص لمن يجتهد في طاعة القرآن ظاهرا وباطنا ويكتسب منه ما لا يكتسبه الآخرون ؟!!

3- فإذا علمت ما سبق .. فكيف يؤثر القرآن على الإنسان بتغيير سلوكه لمجرد الإيمان به دون عمل .. أليس في هذا شبهة إلى أنه الله لم يعدل بين عباده حيث يكون ساوى بين من يجتهد وبين من لا يجتهد ؟!! فأي عقل يحكم بهذا المنطق السقيم بل والتالف في إدراك الأمور بل ويزور في الحقائق ؟ ألا يدل ذلك على نفسية هذا المزور بأنه متبع للشيطان وخادما له .. وإلا فلماذا يفعل أفعال الشيطان ولا يحترم عقله ليفكر به تفكيرا صحيحا ..؟!!

4- فيتبين لك مما سبق يا صديقي المؤمن .. أن القرآن روح إرشادية للتزكية في ظاهرك وباطنك من خلال توجيهك للطريق المستقيم الذي لا انحراف فيه .. وذلك إن عملت بما فيه واتبعته .. !! ولكن القرآن لم يقل لك أنه يطهرك ويزكيك بمجرد الإيمان به .. وإلا كان فعل ذلك مع المنافقين الذين كانوا آمنوا قبل ان يكفروا به بعد ذلك ..!!

5- ولكن لأن الله هو العدل .. وكلام الله هو كلام عدل .. فله تأثير بالعدل في قلوب المؤمنين العاملين به .. فكذلك سلب هذا التأثير عن القلوب المؤمنة به الغير عاملة به حتى ليس لهم حق شفاعته في الآخرة لأنهم هجروه بمعصيته وعدم اتباعه .. ولكن تبقى لهم كرامة الإيمان به من عند الله مع اعترافهم بالعصيان لأوامره .. وهذا الإعتراف الإيمان هو في ذاته فضيلة لهم تشفع لهم عند الله حيث أن هذه الفضيلة هي عمل بأمر من أوامر القرآن التي منها الإيمان بالقرآن أنه من عند الله ..

- ولذلك يا صديقي المؤمن .. انتبه من ضلالات ذوي الفكر الملحد أو غيرهم .. لأنهم لك يخلطون لك الأمور ويقلبون الحقائق ويزورون في الأسئلة كما هو حال المنافق تماما .. لثير الشك في نفسك .. !!

6- لذلك يا صديقي المؤمن .. واعتصم بالله من خلال القراءة الجيدة لكلام الله والفهم الصحيح لمراد الله لتعمل به عملا صحيا لا انحراف فيه فتزداد إيمانا وترتقي بتزكية ظاهرك وباطنك بكلام الله ..

7- ولا تنخدع يا صديقي بكلام الملحد .. واعلم أن هناك بعض النفوس التي تنسب لنفسها الإيمان الديني استعلاء على العباد واحتقارهم لمن ليس على شاكلتهم وأفكارهم .. كبعض الجماعات الدينية الذين يشتهرون بهيئة خاصة بهم ومنهج فكري خاص بهم يجعلون منه دينا ليشتهروا به للدلالة عليهم وذلك لجذب الناس إليهم للمحافظة على سلطانهم الديني ونشر أفكارهم الخاصة التي كثيرا ما تكون منحرفة عن المفهوم الصحيح للدين .. لأنها لا علاقة لها بآداب الدين وتزكيته .. وإنما لها علاقة بما يحقق هذا الدين لأنفسهم من مكاسب دنيوية اتخذوها من وراء التستر بهذا الدين ..!! 

- ومنهم جماعات تسيطر على نفوس بعض الناس ويتكلموا عن النواحي الشرعية ولهم فتاوى يتهمون ويزجرون بها مخالفيهم .. ومنهم جماعات تسيطر على نفوس بعض الناس ويتكلمون عن النواحي الروحية والسلوكية ولهم أيضا فتاوى يتهمون ويزجرون بها مخالفيهم ..!!

- فلا تنخدع يا صديقي المؤمن بمن تراه يقول لك تعاليم الله ورسوله ثم تجد نفسيته غير سوية باحتقار المؤمنين ويكفرهم ويبدعهم ويمدح نفسه ويعظم آراء مشايخه ويتخذ من آرائهم إرشاد كأنها وحي سماوي من الله ..!! وقد أتاك ذكر عن بعض هذه الجماعات في الجزء الأول من هذه الرسالة .. حينما تكلمنا عن الجماعة التي ضلت بالقرآن وضللت الناس بالقرآن ..!!

- وهؤلاء الجماعات هم الذين يتحدث عنهم الملحدين ويجعلون منهم نموذجا للدين .. فانتبه لما يخدعك به هؤلاء الملحدين .. حتى لا يثيرون الشك في نفسك .. واعلم أن الله من ورائهم محيط .. ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .    

****************************
*****************
 ..:: نذكركم بمجلس ذكر أهل المدونة ::..
إن شاء الله تعالى يوم الخميس 28-5-2020
على قناة "في سبيل التزكية"- على برنامج الزيللو
 الساعة التاسعة والربع  .. بتوقيت القاهرة
***************************************
اللهم اكفنا شر كل ذي شر .. فلا يقتربوا منا ولا نقترب منهم .. وحل بيننا وبينهم بحجاب مستورا ..  آمين يارب العالمين .
*********************************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 6 تعليقات:

  1. ما شاء الله .. انعطاف جميييييل في الرسالة
    فتح الله عليك بالزيادة استاذنا الفاضل
    فتووحا يظهر سره في العقول والقلوب والارواح
    اللهم آمين يارب العالمين

    ردحذف
  2. ماشاء الله لاقوة إلا بالله
    مدد ياالله مدد

    ردحذف
  3. اللهم زد و بارك
    جزاكم الله كل خير
    ********************
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و سلم

    ردحذف
  4. ربنا يبارك فيك وفي صحتك ويقويك ويحفظك من كل سوء وشر يارب

    ردحذف
  5. جزاك الله خيرا استاذي الكريم الفاضل. بارك الله عملك وعلمك .

    ============
    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حتى ترضى سبحانك.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف