بحث في المدونة من خلال جوجل

الاثنين، 9 يونيو 2025

Textual description of firstImageUrl

ج6: رسالة التوضيح والبيان في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان - سبب نزول قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) - ومن أين أتت خرافة السحر الأبيض أو العلوي أو الطاهر أو النوراني - هل كان اليهود ينسبون السحر لسليمان اتهاما له أم استباحة لأنفسهم.

  بسم الله الرحمن الرحيم

 

رسالة التوضيح والبيان

في قصة هاروت وماروت وخاتم سليمان

وما تلته الشياطين في مملكة سليمان

مع التعريف بسحر التفريق الذي أثبته القرآن

 

 (الجزء السادس)

السحر الأبيض - واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان - وسبب اتهام اليهود لسليمان بالسحر

#- فهرس:

:: الفصل الخامس :: ما سبب نزول قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) – وسبب قول اليهود عن سليمان أنه ساحر ::

1- س14: ما سبب نزول قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟

2- س15: من هم اليهود المقصودين بقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟

3- س16: هل كان اليهود ينسبون السحر لسليمان اتهاما له أم استباحة لأنفسهم ؟ - (ومن أين أتت خرافة السحر الأبيض أو العلوي أو الطاهر أو النوراني ؟).

4- س17: ما سبب تزوير وتحريف اليهود لقصة سليمان عليه السلام حتى افتروا عليه بالبهتان والباطل ؟ 

********************

:: الفصل الخامس ::

********************

..:: س14: ما سبب نزول قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ...) البقرة:102.


#- قيل في سبب نزول قوله (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان) هو ما ذكره الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) إذ كتب:

- قال محمد بن إسحاق: لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان في المرسلين ..، قال بعض أحبارهم: يزعم محمد أن ابن داود كان نبيا .. والله ما كان إلا ساحرا، فأنزل الله عز وجل: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) أي ألقت إلى بني آدم أن ما فعله سليمان من ركوب البحر واستسخار الطير والشياطين كان سحرا. (تفسير القرطبي ج2 ص41-42).

 

#- أولا: قلت (خالد صاحب الرسالة) تعقيبا على ما ذكره القرطبي:

1- ما ذكره القرطبي عن التابعي محمد بن اسحاق .. جاء في رواية ذكرها الإمام الطبري .. ومما جاء فيها: ( قَالَ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ يَهُودَ: أَلَا تَعْجَبُونَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ نَبِيًّا .. وَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا سَاحِرًا .. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102]) رواه الطبري في تفسيره ..

 

2- وهذا الأثر المروي عن محمد ابن إسحاق .. هو ضعيف لأسباب:

أ- فيه (محمد بن حميد الرازي) وهو شيخ الطبري .. وهو منكر الحديث وضعيف جدا .. (وراجع أقوال العلماء في تهذيب التهذيب ج9 ص131).

ب- يوجد انقطاع في السند بين ابن اسحاق ومن أخذ عنه هذه القصة.

ج- لا يوجد دليل على مصدر هذه القصة التي ذكرها.

 

3- بالرغم من ضعف سند الرواية .. إلا أن هذا الجزء الذي ذكره ابن اسحاق .. لو اعتبرناه مجرد تصور يمكن حدوثه .. فهو محتمل حدوثه .. أي يجوز أن يكون أحد أحبار اليهود في زمن النبي اعترض على تكريم القرآن لسليمان بكونه نبيا كريما .. لأن بعض اليهود يظن أنه ملكا وليس نبيا .. وسواء كان نبيا أو ملكا ففي كلتا الحالتين كان ساحر من وجهة نظر بعض علماء اليهود وليس جميعهم.

 

#- ولكن انتبه: لا يقال بصحة حدوث هذه القصة التي ذكرها ابن اسحاق إلا مجرد رأي وليس حقيقة واقعية .. لأنه لا يوجد سبب معلوم لنزول هذه الآية على وجه الخصوص.. وهي آية: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102.

 

#- ثانيا: قلت (خالد صاحب الرسالة) .. آية (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) مرتبطة بما قبلها من الآيات.

1- الذي يظهر لي من سياق الآيات .. هو أن هذه الآية لم تنزل منفردة وإنما مرتبطة بما قبلها وبما بعدها .. فلايقال أنها نزلت لسبب محدد .. فضلا عن أنه لا يوجد دليل يقول أنها نزلت بسبب قصة معينة حدثت ..

   

2- ما أريد قوله وأظنه .. هو أن سبب مجيء القرآن بجزئية اتباع اليهود للشياطين .. وافترائهم على سليمان عليه السلام .. هو بيان نموذج من نماذج جحود اليهود للقرآن بسبب تعلقهم بالباطل المذكور في كتب علمائهم .. وتأمل معي قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:101-102 ..

 

- فذكر الله جحود اليهود للقرآن .. ثم ذكر الله أحد أسباب جحود اليهود في زمن النبي للقرآن .. وهو أن القرآن كان مدح سليمان عليه السلام بأنه نبيا أوَّاب (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص:30 .. والأواب هو دائم التعلق بالله دون انقطاع في جميع تجليات الله عليه بالمنع والعطاء، والقبض والبسط، والضيق والسَّعة، والضر والنفع .. إذ هو مولاه.

 

3- ولما كان المدح بصدق العبودية لسليمان عليه السلام يخالف معتقد اليهود فيه ..  لأن بعضهم كان يعتقد في سليمان أنه ساحر واستخدم السحر في بناء مملكته .. وقد بنى أصناما وسجد لها مرضاة لبعض زوجاته .. وغير ذلك من موبقات نسبوها لسليمان عليه السلام ..، ولذلك أظهر القرآن سببا من أسباب جحود اليهود للقرآن .. وهو اعتراضهم على ما جاء في القرآن عن سليمان أنه نبيا أوَّاب ..، ففضح الله حقيقتهم وأكاذيبهم التي وصفوا بها سليمان عليه السلام .. بل وكشف لنا جانب آخر من حقيقة اليهود وهو أنهم اتبعوا ما تكلمت به الشياطين على مسامع أسلافهم من اليهود ولازالوا يصدقونها حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

4- والمعنى مختصرا مما سبق: أن الله قد أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق وهو القرآن .. فجحده اليهود .. ومن مظاهر جحودهم أنهم لم يرتضوا قول الحق من القرآن في سليمان عليه السلام كونه نبيا أواب من الصالحين .. ولكن ارتضوا بما كتبه أسلافهم بما تلته عليهم الشياطين افتراء على عهد مملكة سليمان عليه السلام من سابق الزمان .. والله أعلم.

 

#- وخلاصة القول:

1- أنه لا يوجد سبب نزول صحيح لنزول قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102..

 

2- الراجح عندي أن الآية نزلت في جملة آيات سابقة ولاحقة .. وأن الغرض من قوله (وَاتَّبَعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...) البقرة:102...، هو ضرب مثال على جحود اليهود وبيان حقيقتهم النفسية ومعتقدهم في النبي سليمان عليه السلام .. وفي ذات الوقت تبرئة للنبي سليمان عليه السلام مما نسبوه إليه من تسخر الشياطين بالسحر.

- والله أعلم.

 

*********************

 ..:: س15: من هم اليهود المقصودين بقوله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) ؟ ::..

 

- قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ...) البقرة:102..

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- قوله (واتبعوا) .. من الإتباع .. هو الإقتداء .. وهو أن تتخذ الآخر قدوة لك وتسير على مثل نهجه.

 

#- أولا: اختلف العلماء على المقصود بقوله تعالى: (واتبعوا) .. على آراء:

- الرأى الأول: المقصود بهم اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. (راجع تفسير الطبري ج2 ص405).

 

- الرأي الثاني: المقصود بهم اليهود في زمن سليمان عليه السلام. (راجع تفسير الطبري ج2 ص407).

 

@- وقال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى:606):

- قوله تعالى: (واتبعوا) حكاية عمن تقدم ذكره وهم اليهود .. ثم فيه أقوال:

- أحدها: أنهم اليهود الذين كانوا في زمان محمد عليه الصلاة والسلام.

- وثانيها: أنهم الذين تقدموا من اليهود.

- وثالثها: أنهم الذين كانوا في زمن سليمان عليه السلام من السحرة .. لأن أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان عليه السلام .. ويعدونه من جملة الملوك في الدنيا .. فالذين كانوا منهم في زمانه لا يمتنع أن يعتقدوا فيه أنه إنما وجد ذلك الملك العظيم بسبب السحر.

- ورابعها: أنه يتناول الكل .. وهذا أولى لأنه ليس صرف اللفظ إلى البعض أولى من صرفه إلى غيره .. إذ لا دليل على التخصيص. (التفسير الكبير ج3 ص617).

 

- معنى قوله (الذين تقدموا من اليهود): أظن أنه يقصد بهم الذين أتوا بعد زمن سليمان وانتهاء جيل العلماء الذين عاصروه.. فخلف من بعدهم من زوَّر وحرف في الحقائق.

 

#- ثانيا: الرأي الذي عليه غالب أهل التفسير .. هو الرأي الأول .. وسبب ميلهم لهذا الرأي حسب ما أظن هو الآتي:

1- سياق الآيات يظهر أن القصد هم اليهود المعاصرين للنبي .. إذ قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) البقرة:101 ..، وهي الآية السابقة لقوله (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) البقرة:102 ..، فظهر بذلك أن الخطاب إنما هو موجه لليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم .. وإنما أظهر القرآن سبب هجران اليهود المعاصرين للنبي للقرآن وهو أن القرآن كان يبريء سليمان من تهمة الكفر والسحر .. وهذا كان معتقد في اليهود الذي لازال يعتقدونه حتى نزول القرآن بل وحتى يومنا هذا .. 

 

2- أن الكلام عن اليهود في الآية لم يختص بجماعة يهود معينة دون أخرى .. بل هي تتكلم عن مطلق معتقد يهودي كان لازال مستمر إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. وإلا كان اعترض اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولقالوا أن هذا ليس معتقدهم في سليمان..، ولكن لما ظهر عدم اعتراضهم على ما قاله القرآن فقد تبين أن هذا كان لازال معتقد فيهم موروث لم يتغير عن سليمان عليه السلام بأنه كان ساحر وقد كفر .. وليس نبيا من الصالحين.

 

3- ويكون معنى الآية عندهم: أن اليهود في زمن النبي قد اتبعوا ما أخبرت وحكت به الشياطين (سواء أسلافهم اليهود أو ما وسوس به الشياطين لكهنتهم) .. وذلك افتراءا على سليمان في فترة ملكه من أباطيل.


4- وأصحاب هذا الرأي .. مفهوم الشياطين محتمل يكون شياطين الإنس أو شياطين الجن .. ويكون المعنى أن اليهود في زمن النبي اتبعوا الافتراءات التي ذكرها أسلافهم الفاسدين على فترة ملك سليمان ..، أو محتمل يكون شياطين الجن ويكون المعنى أنهم اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان كما اتبع أسلافهم من قبل ..

 

@- أما عن أصحاب الرأي الثاني بأن المقصود بقوله (واتبعوا) هم يهود زمن سليمان .. فسبب ميلهم لهذا الرأي:

1- هو مجرد أخبار منقولة عن أخبار الإسرائيليات المروية عن الصحابي عبد الله بن عباس وبعض التابعين .. ولا دليل عليها .. وإن كان ظاهر اللفظ يشير إلى يهود زمن سليمان .. إلا أن سياق الآية السابقة لقوله (واتبعوا ما تتلوا الشياطين ...) يدل على أن هذا الاتباع يشمل كل اليهود سواء الذين في زمن سليمان باعتبارهم الفاعل الأول باتهام سليمان بالسحر والكفر .. أو اليهود الذين استمروا على هذا المعتقد حتى زمن النبي.

 

2- ويكون معنى الآية عندهم: أن بعض اليهود من كهنتهم قد جهروا بعد وفاة سليمان ونشروا عنه ما تلته عليهم الشياطين في مسامعهم .. بالإفتراء على سليمان بأنه كان يمارس السحر في حكم مملكته.


3- وأصحاب هذا الرأي .. مفهوم الشياطين عندهم هم شياطين الجن .. إذ أن الكلام حينئذ لا ينصرف إلا إلى شياطين الجن فقط .. لأن الآية عندهم بدأت بالكلام على يهود زمن سليمان فيكون من اتبعوهم هم شياطين الجن ..

  

#- ثالثا: الرأي الراجح في المقصود بقوله (واتبعوا) ..

- هم كل علماء اليهود .. في كل الأزمنة التي توافقت نفوسهم على الإعتقاد في سليمان بأنه ساحر أو قام بتسخير الشياطين لإقامة مملكته .. وهذا هو الرأي الذي رجحه الإمام الرازي رحمه الله.

 

#- خلاصة القول:

1- لا مشكلة في تحديد من هم اليهود المقصودين في الآية .. سواء الذين عاصروا سليمان، أو الذين أتوا بعد عصره بقليل، أو المعاصرين للنبي في زمنه .. لأن المقصد من الآية هو أن كل من يصدق قول حاخامات اليهود أي علمائهم في قولهم أن سليمان كان يسخر الشياطين بالسحر أو أقام مملكته بالسحر .. فهو يدخل ضمن قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) .. ولذلك أتى بالفعل (تتلوا) للدلالة على استمرارية تصديق هذا المعتقد في سليمان من بعض طوائف اليهود إلى قيام الساعة ..!!

 

2- وإذا كان رأي الجمهور أن المقصد بلفظ (واتبعوا) هم اليهود المعاصرين للنبي .. ولكن هذا من حيث نزول الآيات فيهم ..

- ولكن من حيث التفسير: فأظن أن الراجح هم كل اليهود في كل الأزمنة التي توافقت نفوسهم على الإعتقاد في سليمان بأنه ساحر أو قام بتسخير الشياطين لإقامة مملكته .. وهذا هو الرأي الذي رجحه الإمام الرازي رحمه الله..، بل أن لفظ (تتلوا) يؤيد هذا الرأي .. لأن الفعل المضارع يدل على الدوام والاستمرارية في تصديق ما تلته الشياطين .. وهذا يستوجب وجود من يصدق ويحيي هذه الخرافة عن سليمان ويتهمه بأنه كان ساحر.

 

3- تبقى أن أقول: أن المقصد باليهود أو بالذين اتبعوا ما تلته الشياطين على ملك سليمان .. فهم حاخامات أو علماء اليهود لأنهم كانوا أهل العلم وخاصة الكهنة منهم .. وهذا سبب سنتكلم عنه حينما نتكلم عن المقصود بالشياطين في الآية .. إن شاء الله.

                           

- هذا والله أعلم.

 

********************

 ..:: س16: هل كان اليهود ينسبون السحر لسليمان اتهاما له أم استباحة لأنفسهم ؟ ::..

(ومن أين أتت خرافة السحر الأبيض أو العلوي أو الطاهر أو النوراني ؟)

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- هناك ملحوظة في تفاسير بعض العلماء .. يظنون أن اليهود كانوا ينسبون سليمان للسحر .. أو أنه أقام مملكته بالسحر .. ومقصدهم بذلك يذمون أو يسبون سليمان ..!!

 

- وهذا خطأ .. بل ولا يتفق مع الآية: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ...) البقرة:102..

 

- فاليهود كان مقصودهم: هو تبرير فعل السحر لأنفسهم في استحضار الشياطين وفعل السحر .. ولما وجدوا ان سليمان يسخر الشياطين .. فنشروا بين عوام اليهود أن سليمان كان ساحر بدليل أنه كان يسخر الشياطين .. وكذلك نحن نفعل .. ونستخدم السحر الأبيض أو الطاهر أو العلوي الذي كان يستخدمه سليمان في استحضار الملائكة وقهر الشياطين .. ومن هنا أتى مفهوم السحر الأبيض .. أي يقصدون به سحر كان يستخدمه سليمان في الخير .. "وكل هذا كذب في كذب" .. وراجع ما ذكرناه في الفصل الثالث عند كلامنا على " سفر الرازيم Sefer ha-Razim" ..

 

- ولذلك لما نسبوا السحر لسليمان .. فإن الله نسب السحر إليهم هم .. لأن السحر كفر .. وسليمان لم يكفر بالله أبدا.

 

- فمقولة أن اليهود اتهموا سليمان بالسحر طعنا فيه .. لا .. لم يكن المقصد هو الطعن فيه .. بقدر ما هو استباحة فعل السحر لأنفسهم فألقوا التهمة على سليمان ليبرروا أفعالهم أمام العوام من الناس ليتقبلوا أفعال كهنة اليهود في السحر.

***********************

 

..:: س17: ما سبب تزوير وتحريف اليهود لقصة سليمان عليه السلام حتى افتروا عليه بالبهتان والباطل ؟ ::..

 

- مجرد سؤال خطر ببالي .. في ماهية سبب تحريف وتزوير اليهود لقصة سليمان عليه السلام في توراتهم ؟!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

- الغرض هو استباحة كل المحرمات وليس السحر فقط .. وإليك بحث صغير لفهم ذلك:

- بعد موت سيدنا سليمان عليه السلام .. خلفه ابنه رحبعام (رَحَبعام) في الحكم .. لكن سياسته كانت قاسية غير حكيمة .. مما أثار سخط القبائل الشمالية من بني إسرائيل ورفضوا الاعتراف به ملكا عليهم واستخدموا عليهم ملكا وهو (يربعام بن نياط) .. وانقسمت مملكة بني إسرائيل .. إلى قسمين وكلاهما كان في فلسطين:

 

@- القسم الأول: مملكة الجنوب وتسمى مملكة يهوذا (لأنها تجمع قبيلة يهوذا وبنيامين) .. ومقرها القدس .. وملكها هو (رحبعام بن سليمان النبي) .. وكانت إلى حد ما ملتزمة بالتعاليم اليهودية إلى أن ادخل أحد ملوكها واسمه "منسي" عبادة الأصنام في الهيكل اليهودي .. حتى أنه ضحى بأحد أبناءه حرقا كقربان للصنم مولوك .. وقد سبق الكلام عنه في فصول سابقة ..، وأقام مذابح للعجل، وسجد وعبد لكل جند السماء "وهم الملائكة الساقطة حسب معتقد اليهود" والموصوفين ب (الشياطين) – والبعض يصف "جند السماء" بالكواكب والنجوم – ووضع تمثال السارية الذي يرمز للشهوات الجنسية داخل المعبد ..، والبعض من المفسرين اليهود قد فسر لفظ الرجاسات الذي أتى في سفر الملوك الثاني والتي فعلها منسى داخل المعبد بأنها عبادة الأصنام وممارسة السحر وإقامة كهنة متخصصين لممارسة البغاء الديني.

 

#- جاء في توراة اليهود: (كَانَ مَنَسَّى ابْنَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَفْصِيبَةُ. 2 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 وَعَادَ فَبَنَى الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي أَبَادَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابحَ لِلْبَعْلِ، وَعَمِلَ سَارِيَةً كَمَا عَمِلَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. 4 وَبَنَى مَذَابحَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ: «فِي أُورُشَلِيمَ أَضَعُ اسْمِي». 5 وَبَنَى مَذَابحَ لِكُلِّ جُنْدِ السَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ الرَّبِّ. 6 وَعَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَاسْتَخْدَمَ جَانًّا وَتَوَابعَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 7 وَوَضَعَ تِمْثَالَ السَّارِيَةِ الَّتِي عَمِلَ، فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: «فِي هذَا الْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ، الَّتِي اخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، أَضَعُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ) (راجع سفر الملوك الثاني – إصحاح 21 – مقطع من 1-8).

 

- ومعنى: عاف: العيافة هي التكهن أو التنبؤ بمطالعة الغيبيات والمقصد هو العرافة ..، وتفاءل: استخدم الأحرف والأرقام والأيام للتفاؤل  ..، والجان يقصدون به هو الروح الشريرة ، والتابعة هو الجن الذي يتبع الإنسان أينما ذهب.

 

- وأخاب هو ملك من ملوك مملكة الشمال .. وهو من ادخل عبادة البعل وعشتاروت آلهة الجنس والدعارة والفجور وبني لها معابد .. وشجعته على ذلك زوجته ايزابل لأنها كانت وثنية.

 

#- وجاء في نص آخر: (وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَسَحَرَ، وَاسْتَخْدَمَ جَانًّا وَتَابِعَةً، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ) (راجع سفر الأخبار الأيام الثاني – الإصحاح 33- مقطع رقم 6)..

 

- وإجمالا استمرت فترة مملكة الجنوب لمدة (345 سنة) إلى أن سقطت على يد البابليين.

 

@- القسم الثاني: مملكة الشمال وتسمى مملكة إسرائيل .. ومقرها السامرة وهي قرب نابلس حاليا .. وملكها هو (يربعام بن نياط) .. وهو من أدخل عبادة الأصنام وبالتحديد صنع العجول الذهبية وقال أن هذه إله إسرائيل وذلك ليصرف الناس عن الذهاب للحج في بيت المقدس ..، وبنوا الصنم بعل إله الفسق والفجور والزنا .. وكانوا يذهبون إليه للفجور أمامه بنساء نذرت أنفسهن للزني بمن ياتي طالبا عبادة الصنم بعل حتى أنتشر الزنا فيهم جميعا ..

- جاء في توراة اليهود: (اَلزِّنَى وَالْخَمْرُ وَالسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ الْقَلْبَ. 12 شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ، وَعَصَاهُ تُخْبِرُهُ، لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنَوْا مِنْ تَحْتِ إِلهِهِمْ. 13 يَذْبَحُونَ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ، وَيُبَخِّرُونَ عَلَى التِّلاَلِ تَحْتَ الْبَلُّوطِ وَاللُّبْنَى وَالْبُطْمِ لأَنَّ ظِلَّهَا حَسَنٌ! لِذلِكَ تَزْنِي بَنَاتُكُمْ وَتَفْسِقُ كَنَّاتُكُمْ. 14 لاَ أُعَاقِبُ بَنَاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَزْنِينَ، وَلاَ كَنَّاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَفْسِقْنَ. لأَنَّهُمْ يَعْتَزِلُونَ مَعَ الزَّانِيَاتِ وَيَذْبَحُونَ مَعَ النَّاذِرَاتِ الزِّنَى. وَشَعْبٌ لاَ يَعْقِلُ يُصْرَعُ) (راجع سفر هوشع الإصحاح 4 – المقطع 11-14).

 

- وجاء أيضا في سبب زوال ممالك إسرائيل بسبب ممارسة السحر والعرافة وعبادة الأصنام: (وَأَقْطَعُ السِّحْرَ مِنْ يَدِكَ، وَلاَ يَكُونُ لَكَ عَائِفُونَ. 13 وَأَقْطَعُ تَمَاثِيلَكَ الْمَنْحُوتَة) (راجع سفر ميخا الإصحاح 5 – مقطع 12-13).

 

- معنى السلافة تجلب القلب: أي السهولة في الحصول على الأشياء تضعف القلب طالما أصبحت مباحة وسهلة وميسرة .. فهذا كان حالهم هو الزنا والخمر وممارسة السحر والعرافة.

- ومعنى العائفون: من العيافة وهي التنبوء بالمستقبل .

 

- وكان من ملوكهم أخاب وزوجته إيزابل .. التي كانت تعشق الوثنية وهي من حرضت زوجها على عمل معابد للأصنام فعمل صنم بعل وصنم عشتاروت .. وكلاهما للمارسات الجنسية الإباحية للتقرب للآلهة من خلال الدعارة أمام الآلهة وجعلوا البغاء الديني شريعة فيهم وأصل من أصولهم.. (راجع سفر الملوك الأول – الاصحاح 30 – مقطع 16-30) ..، (وراجع سفر الملوك الثاني الاصحاح 9 – المقطع 22).

 

- واستمرت فترة مملكة الشمال لمدة (200 سنة) إلى أن سقطت على يد الأشوريين.  

 

#- خلاصة القول مما سبق:

1- ستلاحظ أخي الحبيب أمرين:

- الأول: هو أن مملكة سليمان أو مملكة بني إسرائيل انقسمت بعد موت سليمان .. لمملكتين أحدهما في الشمال والأخرى في الجنوب .. وكلاهما مارس عبادة الأصنام وممارسة التنجيم والعرافة والسحر والدعارة دينية بالزنا جهرا أمام الأصنام عيانا بيانا .. بل وكان لذلك كهنة متخصصون في ذلك لإدارة هذه الأمور في تلك المعابد وكان يوجد عاهرات متخصصات لإرضاء الآلهة .. وهؤلاء العاهرات وظيفتهن داخل المعبد هو الاستعداد التام لمن ياتي لممارسة الدعارة معهن لإرضاء الآلهة ..!!

 

- الثاني: ستفهم لماذا ألصقوا تهمة الأصنام والسحر بسليمان عليه السلام .. حتى يبرروا لأنفسهم ما فعلوه .. ونظرا لأن سليمان كان حاكمهم ويقوم بتسخير الشياطين في خدمة الحق .. فاختلقوا الافتراءات عليه بأنه استخدم السحر في مملكته .. واستخدم الأصنام اتباعا لشهوة زوجاته ورضاهم وفعل الموبقات مثلهم تماما .. فلماذا الملامة عليهم ؟!!

- فلما تلوثت أيادي المملكتين بنفس الجرائم .. من سحر وعبادة كواكب وعرافة ودعارة وخمر وعبادة أصنام وشياطين وخضوع للزوجات لبناء التماثيل لهن .. فاجتمعت عزيمة الجميع على إلصاق التهمة أولا بسليمان ليكون هذا هو المنهج والدليل لهم في حقيقة فعلهم .. وكأنهم اتبعوا سليمان في فعله.

 

- وهذا هو سبب تزوير اليهود لقصة سليمان في توراتهم .. وسبب افرائهم على ملكه .. ليستبيحوا لأنفسهم كل ما فعلوه من جرائم.

 

- هذا هو اجتهادي في المسألة .. وما أظن أحد كتب هذا التفصيل من قبل .. والله أعلم.

 

2- ملحوظة أخرى: قال أحد العلماء المسلمين وهو الطاهر بن عاشور رحمه الله .. ما ملخصه: أن سبب القول على سليمان بأنه ساحر .. أنه لما انقسمت المملكة إلى مملكتين .. وكانت أحدهما أقوى من الأخرى .. فكان الجانب الأقوى عسكريا يريد اضعاف مملكة وريث ابن سليمان آنذاك .. فنسبوا إلى سليمان من الباطل ما نسبوه ليضعفوا تلك المملكة نفسيا حتى يسلبوها أي شرف ومكانة دينية حتى لا يظن الناس أن ابن سليمان هو ابن نبي .. لا بل هو ابن ساحر كان يستخدم السحر .. فاسقطوا هذه المملكة بتلك الحيلة إضافة إلى ضعفها عسكريا .. (راجع إلى تفصيل انشقاق مملكة سليمان لمملكتين بعد وفاته إلى ما ذكره الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره ج1 ص628).

 

- ولكن هذا التصور فيه نظر .. لأن كلا المملكتين كان فيه قوة وكانت بينهم منازعات كثيرة .. بل أن مملكة الشمال سقطت قبل الجنوب (التي كان رئيسها ابن سليمان) بمائة وخمسين عاما ..، ولا حاجة لمملكة الشمال في إلصاق تهمة السحر لسليمان لإسقاط مهابة مملكة الجنوب .. لأن جميع الممالك تساوت في فعل الموبقات أصلا .. فما تركوا من فجور أو فسق إلا وفعلوه ..!!

- والله أعلم.

  *****************

يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذه الرسالة وكل مواضيع المدونة مصدرها - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - أ/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات والرسائل العلمية .

هناك 13 تعليقًا:

  1. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
    آمين يارب العالمين

    ردحذف
    الردود
    1. #- السادة الأفاضل :
      - تم اضافة سؤال لهذا الفصل وهو:
      - س17: ما سبب تزوير وتحريف اليهود لقصة سليمان عليه السلام حتى افتروا عليه بالبهتان والباطل ؟
      ============================
      اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى ىله وسلم

      حذف
  2. استاذنا الحبيب أ/ خالد ماشاء الله حفظكم الله واعانكم وامدكم بمدده . فاللهم امين

    .. ما فعله اليهود هو الاستتار بسيدنا سليمان وتبرير قيامهم او فعلهم السحر باننا نفعل كما يفعل سليمان!
    .. ولكن في فعلهم هذا واتباعهم لما تلته الشياطين علي ملك سليمان فهل يشير الي انهم تعلمو السحر في هذه الفترة ام انهم كانو يعلمونه ويمارسونه في الخفاء قبل سليمان عليه السلام فلما جاء سيدنا سليمان ارادو الظهور وتبرير فعلهم بامهم مثله!
    وهنا انا ابحث عن موضوع السحر فهل كان له وجود ومعروف لدي اليهود او غيرهم قبل سيدنا سليمان ام انهم تعلموه اثناء او بعد حكم سيدنا سليمان ام انه مرتبط بشق اخر وهو هاروت وماروت وان بدايه وجود السحر مرتبطة بهاروت وماروت وهل هناك فارق بين ما تلته الشياطين علي ملك سليمان وما انزل علي الملكين ببال هاروت وماروت ؟
    وهل بينهم فاصل زمني ام ماذ؟
    وشكرا لحضرتكم استاذنا .

    اللهم صل علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي اله وسلم

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا استاذ خالد
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل وأمدك بمدده وفتح عليك بكل خير
    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة حب موصولة من القلب إلى القلب وعلى آله وسلم

    ردحذف
  5. سؤال للاخت انجي:
    - إيه الفرق بين صفات النفس و الطبع؟ هل هم نفس الشيء و لا مختلفين؟ و هل الطبع قابل للتغير بالذِكر و المجاهدة و لا تقل حدته فقط؟

    👇👇👇👇 الاجابة

    رد الأستاذ خالد أبوعوف: ----------------------

    ⛔️1- المريد يُقاس تقدمه بتقدمه في الذِكر و لا بتغير صفات نفسه ؟

    🌹- الجواب:
    الذكر وسيلة وليس غاية كما ذكرنا ذلك كثيرا .. وهو من جملة وسائل التي يجمعها (عبادات ومعاملات) لتزكية النفس .. ولكن الذكر على وجه الخصوص له انعكاس على القلب في حال كان الذكر ابتغاء مرضاة الله وتعبدا اليه .

    *
    ⛔️2- و هل كل مريد تقدم في الذِكر تحسنت صفاته النفسية ؟ ..

    🌹- الجواب :
    الصفات النفسية ما المقصود منها ؟
    - لو كان المقصود منها هو الانتقال من حال الغفلة الى حال اليقظة .. فالذكر هو وسيلة تساعد على ذلك من خلال التأثير في القلب ..

    - ولو كان المقصود بالصفات النفسية .. تغيير الطباع .. فهذه ليست مهمة الذكر .. لأن الطبع قد يكون حال في الانسان يتكيف به في حياته .. وهذا يتطلب منه ان مخالفة نفسية لما يفعل لو كان يرى ان ما يفعله هو خطأ مثل من يحب الاكل كثيرا .. او مثل من يحب البخل .. أو ما شابه .. فهذه طباع لا يغيرها الذكر .. ولكن تغيير الطباع يكون بالدعاء مع مجاهدة النفس بتوقفها عما تفعله .

    ****
    ⛔️3- و ليه حضرتك قولت إن في نفوس ممكن لا تتحمل الأذكار الجلالية؟

    🌹- الجواب: هذا من حيث الأعداد الكبيرة .. حيث أن هناك بعض النفوس لا تحتمل نتائج حضور روحانية هذا الذكر الجلالي فيحدث لها قبض .. ولذلك يتم ارشادها الى الذكر الجمالي لما يتناسب مع حالها .. فإذا ثبتت فيه .. تصبح مؤهلة بعد ذلك للذكر الجلالي ...
    - فالمسألة تتعلق بقلب الذكر واحتماله لهذا الذكر وليس بالذكر نفسه ..

    ****
    ⛔️4- إزاي ربنا يجعلنا نتعبد بمالا يطيقه بعضنا و هو الذي لا يكلف النفس إلا وسعها؟

    🌹- الجواب: بنفس المنطق .. افعلوا من الاعمال ما تطيقون .. فلو كانت قواكي لا تحتمل الذكر بالاسماء الجلالية باعداد كثيرة .. فلماذا لا تدعيه باسماءه الجمالية التي تطيقيها ؟!!

    - فهل الله طلب منك أن تعبديه بالأسماء الجلالية فقط ؟!! لا .. يبقى ليه نقول ان الله يكون كلفنا بما لا نطيقه ؟!!

    - ما أريد قوله هو : لو وجدت في نفسك عدم مقدرة على ديمومية الذكر بالاسم الجلالي .. فلماذا لا تذكري بالجمالي .. وكلاهما هو الله ..؟!! فحينئذ هو لم يمنعك عن عبادته ..

    * إلا لو كان سؤالك يحمل معنى : وليه ربنا ميخلنيش اذكره بالأسماء الجمالية والجلالية ؟!!

    🌹-فالجواب يكون : وهل رضي الانسان بان يعبد الله بما فتح له من أسماء جمالية حتى يسأل عن التعبد بالأسماء الجلالية ؟!!
    * بل وممكن أن ندعو الله بكل أسماءه دون تخصيص اسم ..كما كان النبي يدعو ويقول (اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ......) ..
    **

    ️5- أما عن الفرق بين صفات النفس والطبع ؟

    🌹- الطبع جزء من تركيبة النفس لكن الطبع هو حال للإنسان يتفاعل به في الحياة .. هذا الحال قد يكون خطأ أو صواب ..

    لكن الذكر لا يغير طبع ولا يغير من النفس .. وإنما الذكر يؤثر في القلب (مثل كل العبادات والمعاملات) ثم بعد ذلك يبدأ التأثير بالتغيير على الصفات النفسية الخاصة بالقوى العقلية والقوى الشيطانية والقوى الحيوانية والقوى الملكية ..

    والتغيير يظهر في الآتي:

    ✅- القوى العقلية : بتصحيح مدراك الفهم من خلال البصيرة الإيمانية في فهم الإيمانيات بمنطق العقل السليم ..

    ✅- القوى الشيطانية: تحدث مجاهدة لها ومخالفة لوساوسها وخيالاتها ..

    ✅- القوى الحيوانية: وهو تحجيم الشهوات في النفس بلا إفراط ولا تفريط .. وهناك شهوات مادية كالطعام والشراب وهناك شهوات معنوية كالغضب والغل والانتقام ..

    ✅- القوى الملكية: وهو تنشيط القوى الملكية في النفس من خلال كثرة الذكر وطاعة الله

    - والله اعلم في كل ما سبق ..

    ردحذف
  6. أحمد ياسين=
    ✓ هناك من ترك الطريق وتفرغ لمتابعة الناس= هذا سرق، هذا كذب وهذا نافق... لا تشغل نفسك مثلهم، لديك طريق يجب ان تنجز فيه أقصى ما يمكنك، ركز في الطريق ، فكر فيما تحمله فوق ظهرك من معيقات ثقيلة...

    ✓ ستجد بعضهم وهو يمشي تارة في الطريق الصحيح ثم ينحرف تارة في الطريق الخاطيء... لا تسخر منه، ربما أنت أيضا تصنع نفس الأمر، وابتهل دوما إلى الله قائلا: { اهدنا الصراط المستقيم} ولو كنت واثق أنك فعلا تمشي على الصراط المستقيم فما اجمل أن تساعد المتعثرين...

    ( رسالة التعريف ج12)

    💦💙💧💙💧💙💦

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي و آله...

    ردحذف
  7. 🌹🤍🌹
    قَالَ تَعَالَى:
    «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ»

    ليستِ الجنَّةُ بالأماني، فاعملْ قبلَ أن يُحالَ بينك وبينَ العمل؛ و إنْ لَم تَعملْ لنفسكَ الآن فلا تنتظر مِن أحدٍ أنْ يعملَ عنكَ غداً..

    لو فهمنا قيمة الحياة..
    وأدركنا معنى الموت وما بعده..
    لتوقفنا عن الإساءة لبعضنا..
    لحاولنا أن نملأ حياتنا وحياة الآخرين بالفرح والسرور والسعادة وكل جميل ..

    ﴿يومئذٍ يصدر الناس اشتاتاً ليروا أعمالهم﴾

    حتما سيكون هناك لقاء بينك
    وبين عملك ف اختر أعمالاً يسرك اللقاء بها.

    🌹منقول🌹

    ردحذف
  8. ❤️❤️❤️
    كن كالبحر ياإنسان له قلب جميل وكبير يحمل ويسع الكبير والصغير .. ويهون على كل مبتلي حيران ليس له ملجأ إلا الله ..
    ويرشد ويوجه بمنتهى الحب والإخلاص والوفاء دون تعب أو ملل لأنه يفعل الخير لله لا ينتظر شكر ولا عرفان ولا رد جميل من أي إنسان مهما كان فقط لأنه يعمل مع الله.. ولا يتطلع لهجر ولا فقدان فهو يعلم أن كل شئ يحدث معه فهو إرادة الله ولحكمة الله وحده يعلمها وهي خير بكل تأكيد ..
    ويعطى من وقته الكثير ..
    ولا يلتفت لحاله سواء كان معافي أو مريض ..
    فكل ما يهمه هو تقديم المساعدة والخير والإرشاد وجبر خاطر كل إنسان يلجأ إليه في كل وقت وآن فحياته ملك لله..
    فهذا البحر فياض يفيض بالحنان والعطاء .. ويعطى الأمل للإنسان للعيش في الحياة بكل حب وأمان وسلام والتمسك بحب الوصال مع الله الحنان المنان لأنه هو حبل النجاة ..
    وألا يتعلق بالأغيار ولا يقلق لأن الله يدبر له أموره في السماء ..
    فسيظل هذا البحر شامخ لا تزعزعه أحزان ولا يبالى لمر الزمان ولا يبالي لما يعكر عليه صفو البال.. لأن الله معه في كل حال ..
    وسيكمل الطريق الذي رسمه له الله بكل عزم وإصرار واستعانة بالله حتى يكمل رسالته في الحياة ..
    لأنه معروف بعدم الإستسلام ودائما مبتسم راض بكل حال.
    والخير إذا ضاع عند الناس فلا يضيع عند رب الناس ..
    وعلى قدر النوايا تكن العطايا.
    فكن كما أراد الله لك أن تكون يا حبيب ولا تلتفت إلى طول الطريق فربك المعين.
    ❤️❤️❤️

    ردحذف
  9. في بلدة صغيرة، عاش رجل طيب يُدعى حكيم، يعمل في مزرعته كل يوم بصبر ورضا. كان عنده عامل شاب اسمه مراد، ربّاه منذ كان صغيرًا، وعامله كابنه. علّمه الزرع والسقي، حتى صار قويًا، يُعتمد عليه.

    ومع الأيام، كبر مراد، وبدأ الناس يتحدثون عنه، يعرضون عليه مالًا أكثر، ومزارع أفخم، وقال له أحدهم يومًا:
    "اترك حكيم، فهو فقير. نحن نفتح لك أبوابًا لا يحلم بها!"

    لكن مراد رد بابتسامة واثقة:

    أنا لا أترك من وقف معي حين لم يكن لي أحد.
    ،،الوفاء ليس صفقة، بل خلق،،."

    ومرت الأيام، ومرض حكيم، واحتاج لمن يعينه، فكان مراد هو من حمله، وسهر عليه، وباع من ماله ليعالجه.
    قال له حكيم والدمعة في عينه:

    يا بني، الكرام قليل... وأنت فيهم."

    ابتسم مراد وقال:

    المخلص لا يخون، ومن باعك في الرخاء، لم يحبك في الشدة.
    وأنا أحببتك لله، لا لما تملك."

    العبرة:
    الوفاء لا يُقاس بالمصالح،
    بل بالمواقف.
    والمخلص لا يتغيّر، لا يبيع، ولا يخون، لأنه لا يعرف إلا الصدق والفضل.

    ردحذف
  10. في سلامة القلب يكمن سر الفتوحات الربانية،
    فلا ينالها العبد بجهده ولا بقوته ، بل بنقاء نيته وحسن طويته،
    حين يتمنى الخير للآخرين بصدق، ويُدعو لهم بخالص دعاء،
    ويكفّ يده عن إيذاء أحد ولو بكلمة،
    وقتها تتفتح أمامه أبواب الرحمة والسكينة،
    ويصبح قلبه مرآة للنور الإلهي،
    ينعكس فيها حب الله وحكمته،
    فتتبدد ظلمات النفس بأنوار الحق ،
    ويحلق الروح في فضاءات الصفاء،
    ممتلئًا بالسكينة والسلام الداخلي.

    إنها ليست معركة عضلات ولا تنافس،
    بل رحلة إلى أعماق النفس،
    حيث يتلاقى الإنسان مع ذاته الحقيقية،
    ويفتح قلبه على رحمة الله التي لا تُحد.
    فرفقا بالقلوب.

    ردحذف
  11. 1.طالما أنفاسك تتردد، فكل شيء قابل للبدء من جديد.
    لا تظن أن الأبواب أُغلقت نهائيًا، فربّ بابٍ خُلق لك حين ظننت أن كل الطرق انتهت.

    2.طالما أنك تحاول، فأنت لست فاشلًا.
    الخسارة الحقيقية ليست في السقوط، بل في التوقف عن المحاولة.

    3.طالما تتوكل على الله، فكل ما تخشاه أضعف مما تتصور.
    في الركون إلى الله أمان، وفي الدعاء مفتاح لكل عسير.

    4.طالما بداخلك نور، فلن يطفئك ظلام الخارج.
    العتمة لا تنتصر على من يشعل قنديله بنفسه كل يوم ويستعين بالله.

    5.طالما تغفر وتسامح، فأنت الأقوى.
    القلوب النقية لا تُهزم، بل تُرفع بها الدرجات عند الله.

    6.طالما القلب ينبض بالإيمان، لا خوف من الغد.
    من كانت وجهته الله، فلا يضل، ولا يُخذل، ولا يُترك وحيدًا.

    ردحذف
  12. اجتهاد موفق
    جزاك الله خيرا وزادك من فضله
    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف